منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   بوح خريفي (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12868)

ناجية عامر 18 / 02 / 2010 52 : 10 PM

رد: بوح خريفي
 
الاحساس بالقرب من الوطن يشعرنا و كأننا نضمه و نعانقه بعيدا عن الألم و القهر

جميل جدا ما قرأت لك هنا

جعل الله كل صباحياتك مشرقة أختي مسياء

مودتي

ميساء البشيتي 20 / 02 / 2010 20 : 06 PM

رد: بوح خريفي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عامر (المشاركة 61165)
الاحساس بالقرب من الوطن يشعرنا و كأننا نضمه و نعانقه بعيدا عن الألم و القهر
جميل جدا ما قرأت لك هنا
جعل الله كل صباحياتك مشرقة أختي مسياء
مودتي

اهلا غاليتي ناجية

اشتاق البوح الخريفي لمعانقة حروفك العذبة

شكرا لك على هذا المرور الجميل الذي ابهجني بالفعل

اتمنى لك السعادة والهناء يا ناجية

وكوني بالجوار يا غاليتي

:nic35:

ميساء البشيتي 20 / 02 / 2010 27 : 06 PM

رد: بوح خريفي
 
الرقم السهل
عندما تكتشف أنك الرقم السهل بأي معادلة ..
وبأنك الرقم الذي يسهل التضحية به ..
وبأنك رقم عابر حتى لو كنت تتكون من ألف منزلة على اليمين .. عند التضحية لا تفيد أبدا ً لغة الأرقام ..
عندما تكتشف أن من تراه بالمرآة هو أنت .. رقم حقيقي .. رقم صعب ..
رقم مهم سواء وقف وحده .. أم اصطف بين سلسلة من الأرقام ..
لكن ما لا تراه أن الجميع لا يرونك في المرأة ..
وأن هذه مرآتك أنت فقط ..
ترى أنت نفسك فيها .. ربما كما أنت ..
لكن عيون الآخر ترى شيئا ً آخر ..
ترى أنك الرقم السهل الذي يمكن طرحه ارضا ً .. قذفه يمينا ً أو يسارا ً .. شمالا ً .. جنوبا ً .. شرقا ً .. غربا ً..
وعليك أن تبتسم في جميع الحالات ..
عندما تكتشف أن الجميع جماعات جماعات .. تطير .. تحلق .. ترفرف .. تهبط .. تصعد ..
إلا أنت .. فأنت وحدك .. تقف على أرض معلقة ..
لا تستطيع الوقوف ..
لا يمكنك الطيران ..
لا يمكنك مرافقة أسراب الحمام في هجراتهم ..
لا يمكنك مرافقة عصافير الحب ..
ولا يمكنك حتى الغناء ..
ويمنع منعا ً باتا ً ذرف الدموع وعليك في جميع الحالات أن تبتسم ..
عندما يطعنك الحبيب قبل الغريب .. ويشوه ماضيك وحاضرك ومستقبلك ..
ويمد يده في أيام عمرك يقلبها على مزاجه ..
ينتقي ما يعجبه منها ويركل ما تبقى إلى الهامش ..
ثم يتأبط أحلامه ويسافر على جناح يمامة .. ويقول لك انتظرني .. قد أعود ..
إن حملتني غيمة ..
أو هطلت الأمطار في آب ..
وعليك أن تبتسم .. وحذاري من ذرف الدموع ..
وإن قالوا لك عن الوفاء وصدقت وعن الحب وصدقت وعن الأمل وصدقت وعن الحلم وصدقت ..
فهذا ليس لأنهم صادقون بل لأنك بؤرة غباء ..
صدقت أم لم تصدق .. تلك هي الحقيقة الوحيدة .. أنك الرقم السهل الذي يسهل التضحية به ..
وحذاري من ذرف الدموع ..
وعليك أن توسع من دائرة الإبتسام ..

ميساء البشيتي 24 / 02 / 2010 07 : 01 PM

رد: بوح خريفي
 
ذاكرة الضجر
صباح آخر من صباحات الضجر ..
كل شيء يستلقي كما تركته على جدار من الهدوء ..
وأنا كما تركتني أستلقي على ذات الجدار الآيل للسقوط ..
الماء يغدق في الحديقة ..
كعادته يتحرش بالنباتات الكسولة فتستيقظ متثائبة ..
كما كنتَ تسيقظ حين كنت أغمرك بقبلات الماء كل صباح .
النباتات تتسلق من هنا وهناك لتعانق الطيور الهاربة من قيظ الشمس ..
بصمت مسموع تلتقي أعناق النباتات ومهج الطيور ..
نباتات تفتح ذراعيها للصباح وطيور ظمآى ترتوي من مقل النباتات وغناء يصدح في شرفة النافذة ..
وأنا وأنت حجران في هذا الجدار الآيل للسقوط .. لا يشرخ هدوءه الحذر
إلا زقزقات الطيور حين تعانق النباتات قبل موعد الرحيل ..
فأعود بك إلى سابق عادتي ..
أتكىء وذكرياتنا على جدار الهدوء الآيل للسقوط وأصافح وحدي صباح آخر ..
صباح جديد من صباحات الضجر ..
في المساء أهرب إلى الوسادة ..
أقص عليها الحكاية للمرة الألف فلا تجيب ..
وسادتي أصبحت تعاني من بلادة غريبة .. تشبه بلادتك .. هل هي متواطئة معك؟
أشعر بهذا التواطؤ ..
ليس فقط لأنها لا تجيب على ألف سؤال وسؤال أطرحه عليها كل ثانية ..
بل لأنها أيضا ً لا تهبني إياك إلا في أحلام مبتورة ..
ما أن أتكىء على حافة الحلم حتى يتصدع ويأخذ بالإنهيار
وأمضي ليلتي أرمم حلما ً متصدعا ً
لأصحو مبكرة جدا ً أرتشف قهوتي المرة على جدار الهدوء الآيل للسقوط
لأن نبض قلبي أصبح هو أيضا ً متواطىء مع زقزقة الطيور ورقصة النباتات ..
وغناء يشبه غنائك ..
يأتيني عبر ذاكرة الضجر ..

ميساء البشيتي 25 / 02 / 2010 14 : 06 PM

رد: بوح خريفي
 
سيد المكان
يا سيد المكان .. وشت عصفورة النافذة بك ..
أخبرتني كم كنت في حالة اشتياق ..
كم ذابت على لسانك حروف اسمي .. وكم تبعتها تنهيدات وزفرات ..
يا سيد المكان .. أعددت لك قهوتك السمراء ومنفضدة السجائر وولاعتك المذهبة ..
وأشعلت لفاف سجائرك التي تحترق رائحتها في أنفي منذ أول لقاء ..
كم بقي من الوقت ؟
لم تخبرني عصفورة النافذة كم بقي من الوقت ..
تركتني والشوق يغلي بقلبي وهربت إليك ..
وأنا كالطفلة التي تتعلم النطق ..
تتلعثم الحروف على شفتي ..
ترتجف آنية الورد في يدي ..
أتعثر بخيالي الذي يسبقني إليك ثم أنهض لأرتطم بجدار الظلال ..
كم بقي من الوقت لأعيد ترتيب الحروف على شفتي وأعيد ارتداء ملامح الفرح على وجهي ..
وأعيد تثبيت أناملك على خاصرتي ورجع الفيروزيات يحاصر المكان والمدى ..
وصورتك على الحائط تنظر إليّ ببراءة ..
تضحك على حيرتي ..
تمد يدها وتنتشلني من أرضي التي لم تعد قادرة على حملي ..
أرغب بالطيران إليك ..
مع أن العصفورة وشت بك .. قالت أنك تسابق الريح إليّ ..
ما الذي أخر الريح في الخارج .. وكم بقي من الوقت ..
امتلأت رئتاي برائحة سجائرك وغفت الفرحة على ملامحي بعد أن أعياها التعب
وأنا أركض من نافذة لنافذة أنتظر الريح التي تحملك ..
أظن أن عصفورة النافذة قد وشت أيضا ً بيّ إليك ..
يا سيد المكان كم أحن إليك ..

ميساء البشيتي 28 / 02 / 2010 43 : 12 PM

رد: بوح خريفي
 
نحو الشرق يا مركبي ..
لم تعد رياح الغرب الباردة تواتيني ..
مركبي لم تعد قادرة على مقارعة طبول البرد ..
ما عادت بوصلتي قادرة على قراءة تجاهات الغرب التي أسرتني رياحها منذ بداية الرحلة ..
في البدء .. كانت غيمة كبرى .. حبلى بالثلوج ..
وأنا أعشق رؤية الثلج وهو يتساقط على جدائل المدينة بخجل عذري
كهمسك الناعم حين كان يتساقط خجلا ًعلى مسمعي في تلك الأمسيات العتيقة ..
غيمة أخرى كبيرة .. حبلى بالثلوج ..
وأنا أعشق رؤية الثلج وهو يهطل بصمت ووقار
كوقار صمتك حين كان يهطل على مسامات قلبي فيغلفها ..
وأنسى معك كيف تكون لغة الكلام ..
غيمة أخرى كبيرة .. حبلى بالثلوج ..
وأنا أعشق الثلج وهو ينهمر بغزارة يقبل رأس الأرض كما كنت تنحني وتقبل يدي ..
تقبلها بحرارة الشمس فتنصهر الدنيا وتصغر بعيني حتى تصبح خاتما ً يطوق إصبعي ..
وأنت سيدي وتاجي ومليكي ..
أخذني الثلج إليك ..
أسرني ببياضه الناصع الذي مزق شرنقة السواد من حولي ..
كنت أظن أنك تختبىء بقلبه ..
لذلك أنا كنت أنتظره ..
كنت أنتظر أن يذوب الثلج وتشرق الشمس وتحملك إلي على أجنحتها ذات صباح دافىء جميل ..
غيمة أخرى كبيرة .. حبلى بالثلوج ..
مع أنني أعشق الثلج وهو يسقط .. وهو يهطل .. وهو ينهمر ..
لكن مركبي فقد بوصلته تجاه الغرب ..
وهذه الرياح الغربية الباردة لم تعد تواتيني ..
الشمس بالشرق تغريني ..
بلهيبها .. بحرّها .. بجمرها .. بقيظها ..
تغريني ..
نحو الشرق من جديد يا مركبي ..
ووداعا ً يا غيوم الثلج بكل طقوسك الجميلة ..

عبدالله الخطيب 28 / 02 / 2010 56 : 01 PM

رد: بوح خريفي
 
لا بد و أن يلحق برياح الشرق يوماً، فنداء الحنين دائماً يصدح في الأعماق.

بالرغم من الغيوم المحملة بالثلج.. إلا أنك أستطعت أن تحلقي بنا في فضاء بوحك الجميل و فيض مشاعرك الدافئة.

شكراً ميساء
دمت بخير و مودة

ميساء البشيتي 01 / 03 / 2010 45 : 07 PM

رد: بوح خريفي
 
[quote=عبدالله الخطيب;62377]
لا بد و أن يلحق برياح الشرق يوماً، فنداء الحنين دائماً يصدح في الأعماق.
بالرغم من الغيوم المحملة بالثلج.. إلا أنك أستطعت أن تحلقي بنا في فضاء بوحك الجميل و فيض مشاعرك الدافئة.
شكراً ميساء
دمت بخير و مودة
[/quot
أخي العزيز عبدالله

دائما الأمل موجود ودائما الحروف تشاكس الأمل

حتى يستفيق من غيبوته ويعاود تسلق جدران الحياة من جديد

نحن لا تعيقنا ثلوج ولا صحاري .. نمتد على مرمى البصر

شكرا لمرورك الرائع الجميل وكلماتك الدافئة الرقيقة

ودمت بكل السعادة والهناء والنجاح

رشيد الميموني 07 / 03 / 2010 07 : 08 PM

رد: بوح خريفي
 
ميساء .. لا بد لكل قارئ بوحك أن يتوقف صامتا متأملا .. لأن روعة الكلمات تأخذه و تحلق به في دنيا الأحلام .. قد نمر على كتاباتك مرارا دون أن نعلق بشيء .. وليس معنى هذا أن مفعول الكلمات لم يؤثر فينا ، و إنما كما قلت هي لحظات صمت ممتعة نستوعب فيها جمال بوحك ..
دام تألقك ولك مودتي .

ميساء البشيتي 12 / 03 / 2010 20 : 06 PM

رد: بوح خريفي
 
الليل
تراءى لي الليل بسحره ..
تاقت أذني إلى حديث السهر ..
رسمت على ورقة بيضاء صورة قديمة لك ..
وعندما هبط الليل داهمها الحنين كما داهمني ..
فأتت إلي تحمل بين يديها قلبا ً وتقول لي .. هنا كانت الحكاية ..
كنت صغيرة جدا ً لا أرى من الليل سوى عتمته .. أنتظر لحظة الشروق بفارغ الصبر كما ينتظرها الصغار عادة ..
لكن ذات ليلة لا تغيب عن البال ظهر لي طيفك ..
كان رقيقا .. حالما ً .. سعيدا ً .. مستبشرا ً ..
عندها فقط رأيت الليل ..
عندها فقط ذقت سحر الليل وسحرحديث الليل ..
فأصبحت أقلب الأيام على عجل ..
أطوي شروقها بلا رحمة ..
وأعلن عن استقبال الليل في وضح النهار ..
معذورة أنا فلليل دفء بلا خيوط شمس تحرقه .. لليل رطوبة بلا قطرات ماء تبلله ..
لليل سحر ..
ولحديث الليل سحر ..
ولك انت في الليل سحر لا يعلوه سحر ..
تاقت نفسي لليل وحديث الليل وسحر الليل فأتيت إليك ..
وجدتك تغط بسبات عميق ..
فأدركت أن على شهرزاد الخلود إلى النوم ..


الساعة الآن 09 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية