منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـميـزان (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=334)
-   -   منتصف الطريق.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=10062)

هدى نورالدين الخطيب 23 / 04 / 2009 58 : 10 PM

رد: منتصف الطريق..
 
[align=justify]
تحياتي وتقديري..
بالضبط أستاذة ناهد - سبحان الله دائماً قلبي على قلبك - قرأت ما أوردته الأستاذة مرمر يوسف،خصوصاً وأن سقيرق تعنيني بالفعل لكونها كنية جدتي ( أم والدي ) ودخلت لأشرح المعنى فوجدت منك السبق للخير كما أنت دائماً صديقتي الغالية
بارك الله بك وجزاك خيراً

أستاذة مرمر تحياتي
ولو أن معاني الأسماء ليس مكانه باب النقد ومناقشة النص الذي يوضع للنقد في الميزان لنتحاور جميعاً حوله وتدريب الأستاذ طلعت لنا على أصول النقد، فلا بأس الآن ، لكني أردت وضع الملاحظة خصوصاً وقد لاحظت أنك صديقتي الغالية وضعت ملف للأمثلة في الميزان ، والحقيقة لم أفهم الغرض من فتح ملف للأمثال في ميزان النقد بدل وضعه في المنتدى المخصص له
طبعاً سأقوم بنقله لمكانه الصحيح لأن هذا بالفعل ليس مكانه.
كما تفضلت الأستاذة ناهد تماماً
"الكنان " مفرد وجمعه أكِنَّة ومعناه " ستر الشيء ووقاؤه"
أما "سقيرق " فهي رتبة دينية في الأرامية الكنعانية ومعناها " خازن النار أو كاهن المعبد " أو حسب معتقدات أجدادنا الفينيقيون الكنعانيون العرب " الكاهن الأكبر" وتقريباً لها نفس المعنى في عربيتنا اليوم فهي مشتقة من " سَقَرْ " وتصغيرها " سُقَيْر " وهي النار الشديدة الاشتعال وكما شرحت سُقَيْرِقْ هو الكاهن خازن النار ، وعائلة سقيرق عائلة كنعانية من جذور "حيفا " منذ آلاف السنين وهي واحدة من العائلات المتجذرة في أرض فلسطين والتي يشهد وجودها على مدى زيف وتزوير الصهاينة لتاريخ فلسطين.
ألف ألف شكر أستاذة ناهد
وتقبلي عميق تقديري أستاذة مرمر ونحن يهمنا جداً غاليتي مساهمتك في نقد قصة كنان القصيرة جداً، والمساهمة دائماً مفيدة وتشعرنا بالألفة الأسرية التي تجمع بيننا
وشكراً جزيلا
[/align]

بوران شما 23 / 04 / 2009 13 : 11 PM

رد: منتصف الطريق..
 
الأستاذ العزيز كنان سقيرق

بعد أن قرأت ماكتبه الأخوة الأدباء تعليقا على قصتك القصيرة , لم يعد لي دور لأن أكتب أي تعليق سوى أنني فعلا استمتعت جدا بقراءة قصتك القصيرة " منتصف الطريق " وخاصة بعد ماكتبته أديبتنا الرائعة هدى الخطيب , وكما وصلتها القصة :

((حمل حقيبة أمنياته وسافر مع أحلام الحياة.. ارتفع وحلّق وفتح صدره للحياة ولكن..
.. اصطدم بزمن قاسي وفساد لا يترك فرص للشباب.. وجد البطالة وعدم تكافؤ الفرص وأبواب موصدة اصطدم بها فصدمت أحلامه وكسرت جناحي آماله العريضة فسقط في فجوة اليأس والخوف من الغد على أرض الحقيقة القاسية التي تغتال أحلام الشباب))

شكرا لك أستاذة هدى , ووفقك الله عزيزي أستاذ كنان .

مرمر يوسف 24 / 04 / 2009 44 : 07 AM

رد: منتصف الطريق..
 
الأخت الفاضلة / ناهد شما

اشكرك على إهتمامك بى و ردك على سؤالى جزاك الله خيرا .:sm212:

خيري حمدان 24 / 04 / 2009 10 : 12 PM

رد: منتصف الطريق..
 
عزيزي المبدع كنان
الشباب الجامح الحالم الواعد، يمتلك الدنيا ويعتقد جازماً ومحقّاً إلى حين بأنّه قادر على شقّ جبل، وامتطاء السحاب للترويح عن مصاب دنيانا، وعصرها أيضاً حتى تنزف ماءً عذباً. ولكن الحقيقة أكبر من الحلم. هذا الواقع. يعجبني حين يكون الحلم كبيراً عملاقاً، لأن صاحب الحلم يا كنان سيبدأ دون شكّ بارتقاء قمة حلمه، ومهما ابتعد في هذا الطريق الوعر، سيصل دون محالة إلى البعيد. وإذا ما ارتطم بأرض الواقع يكون قد تجاوز مسافة أكبر من تلك التي اعتمدها صاحب الحلم الصغير المتواضع. لتكن أحلامنا كبيرة جداً، وليكن ارتطامنا مدويا. في هذه الحالة دون شك، نكون قد حققنا الكثير. استمر بهذا الحلم الكبير، بل اتركه إرثاً غنيا لأبناءك. جميل أن تكون طموحاتك بحجم آفاق الدنيا، ألم يصل الإنسان إلى كواكب أخرى. صحيح بأن المسفة ما بين السفر والاصطدام صغيرة في هذه القصة القصيرة جداً، ولكنها تحمل الملف الجيني للإنسانية.
تقبل محبتي عزيزي كنان.

كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 56 : 10 PM

رد: منتصف الطريق..
 
الابن الغالي الأستاذ كنان



حمل حقيبته وسافر بعيداً أراد الوصول إلى أعلى قمة في الفضاء وفي منتصف الطريق سقط من فجوة السماء إلى أرض الحقيقة
......

ليست لي خبرة في نقد القصص مهما كانت قصيرة أو حتى رواية ولكن عند قراءتي قصتك

فهمت من هذا الشخص الذي حمل حقيبته وسافر كأنه كان متشائماً من حياته وقد حمل حقيبته على عجل ليهرب من حياة كان يحياها وأراد الهروب إلى أي مكان حتى لو كانت أعلى قمة في الفضاء ولأن ذلك حصل على عجل دون تخطيط مسبق لما قام به سقط من فجوة الحلم إلى فجوة الحقيقة ... إلى أرض الواقع

الأستاذة العزيزة ناهد شما هرب بأحلامه ليصطدم بالواقع فيسقط هو ذاك الذي حدث .. كان يحلم ربما هروباً من الواقع وربما لأنه أراد ذلك ..!!..عندما يكون التشاؤم من الحياة هو المقصود نهرب فتكون طرق اليأس واحدة..
ربما كانت حقيقة الشباب في أغلب الدول العربية !!! الشباب الذين يناضلون في الحياة للحصول على وظيفة واستقرار ولكن دون جدوى فيحلم كل واحد منهم بالهروب إلى عالم آخر ودولة أخرى ربما يجدوا قيمتهم هناك ...
ومعنى ذلك هذا التشاؤم وهذا الاحباط الذي يعاني منه شبابنا وهروبهم إلى عالم آخر ربما يعودون محملين بافكار غربية على مجتمعنا العربي !! طبعاً هذا لا ينطبق على الجميع .... وربما لا يعودون أبداً إلى بلادهم فنخسرهم أكيد لا محالة..

لعلّ الهجرة أو بمعنى آخر الإبتعاد عن الوطن هو نتيجة الملل أو ربما الإكتئاب من الواقع المعاش في البلاد العربية وصعوبة بناء مشاريع الشباب الخاصة في هذه المجتمعات نتيجة عدم تقدير المواهب وتفضيل العقول الأجنبية على أبناء البلد أنفسهم..ربما المهاجرين قد لا يعودون لأنهم بطبيعة الحال شعروا بالظلم.. ....
العزيز كنان الكل يعرف أن القصة القصيرة هي أصعب من كتابة الرواية بسبب ضيق المساحة التي يتعامل معها كاتب القصة وبأن هذا الكاتب يضغط أفكاره ومشاعره ويرسم شخصياته ويقول كل ما يريد قوله بأقل من عدد الكلمات ....وبالنسبة لقصتك فيها معاني جميلة وكثيفة والسرد جيد ولكنه يحتاج إلى بعض الإضافات التي قد تجعله مميزاً .. خمس حروف من الجر وردت في القصة فكثرة
حروف الجر تفقد أحياناً بعض العبارات قوتها.

لا اعلم إن كانت كتابة القصة القصيرة جداً أصعب من كتابة الرواية ربما هنا نتعامل مع مساحة أضيق بكثير من تلك المساحة المتوافرة في الرواية ولكن الرواية تحتاج إلى رسم خطة والتقيد بها بتركيز عالٍ وعمل على الشخصيات والبيئة المعاش فيها ..إلخ ربما هنا نحن نحتاج إلى تركيز أكبر ولكن الرواية تحتاج إلى عمل أكثر بكثير ..بخصوص حروف الجر الخمسة عندما عدتُ إلى قراءة ماكتبته وجدتُ أن قابلية الإستغناء عن بعضها ممكنة جداً خصوصاً وأنها لا تؤثر بشكل فاعل وبالتالي استطيع القول بأنها مضافة وليست أصلية..
أحد الأدباء والمبدعين قال عن القصة القصيرة الجيدة : كأنك تشرب كأس قهوة سوداء مركزة دفعة واحدة وأنت على عجل من أمرك لتترك مفعولها يفعل الأفاعيل في دواخلك الداكنة كذلك هي قراءة قصة قصير جداً
جميل هذا التشبيه قال هذا الأديب كأس من القهوة وليس فنجان لماذا؟؟! هل لأن المفعول يكون أكبر ..هل أراد من قوله بدفعة واحدة وأنت على عجل من أمرك أن القصة غير قابلة للتفكيك لأن الطعم يضيع وبالتالي لا تقرأ إلا على نحو كامل ..قال إن مفعولها يفعل الأفاعيل في دواخلك الداكنة هل قصد أنها تمتزج بذواتنا ويدوم مفعولها طويلاً وتخلق مساحة لها في اللاشعور..
بالنهاية استمتعت عزيزي بقصتك وفقك الله

دمت وتكتب لنا روايات أيضاً

شكراً لكِ أستاذة ناهد ..مودتي وتقديري..

كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 59 : 10 PM

رد: منتصف الطريق..
 
أخي العزيز كنان

سأحاول أن أتطرق إلى قصتك القصيرة جدا في شكلها ، الطويلة في مضمونها و مراميها ، ابتداء بالفعل الثاني .. سافر .. والسفر بالنسبة إلي يمكن أن يحمل دلالة واقعية أو أن يكون مجرد حلم وربما هو طموح .. إذ يمكن لأي واحد منا أن ينأى بفكره بعيدا .. حاملا معه حقيبته .. وأرى هنا الحقيبة هي ما يختزنه الفكر من ذكريات .. ويبدو لي الطموح في أسمى تجلياته حين يكون الهدف من الوصول هو القمة .. القمة في كل شيء وهي مرادفة للنجاح و التالق في سماء الإبداع و غيره من المجالات .. حتى الحب منها

..
حقيقة تساءلت في نفسي لماذا بدأ الأستاذ رشيد نقد القصة من الفعل الثاني ولماذا أصبح الفعل الأول هو الثاني والثاني هو الأول ..حمل حقيبته وسافر ..سافر حاملاً معه حقيبته ؟؟ ترى مالفرق ؟؟ هل هو الذي حمل الحقيبة أم حقيبته هي التي أخذته ؟؟..السفر كما أسلفتَ استاذي العزيز قابل لإحتمالات عدة ..السفر الذهني ..السفر الحقيقي ..السفر الطموح ..السفر الحلم ..إلخ ..ولكن بإعتقادي هو كان يطمح بحلم السفر ..الجميل ياسيدي أنكَ صورت الحقيبة على أنها مايختزنه الفكر من ذكريات ..ولكن هذا التساؤل دفعني لأطرح سؤال آخر على نفسي ..لماذا لم يطرح أحدكم تساؤلاً يقول فيه ترى ماذا حدث في الحقيبة في نهاية المطاف وأنا لم أوضح ذلك في النهاية ..هل كانت الحقيبة عنصراً دخيلاً يمكن الاستغناء عنه مع أنها كانت بداية القصة ..؟؟ .. القمة هي أعلى نقطة يمكن للمرء أن يصل إليها وهي كما أسلفت أستاذي الكريم تشملُ كل شيء ..
الطموح قد يكون مبالغا فيه حين لا يرتكز على أسس ولهذا تعترضه مثبطات وتقف أمامه عقبات .. و السقوط من فجوة السماء إلى أرض الحقيقة هو تعبير يلخص بصدق حالة حلم جميل .. حلم بالوصول إلى الأعلى .. إلى القمة .. لكنه يصطدم بصخرة الواقع فيتبخر ويتشتت

نعم بالفعل أستاذي اعتقد أنه من الجميل وصوله إلى منتصف الطريق وسقوطه بعد هذه المسافة يكون إنجازاً في حالة عدم تخطيطه
.. ..
وهنا - واستطرادا لما سبق لي قوله عن احتمال أن يكون الهدف هو التألق في سماء الإبداع والحب - يحضرني بيت من الشعر يقول :
جذبتني إلى الذرى ///// ورمت بي إلى الثرى ..
منذ البداية يعتري المرء شعور بأن هذه الرحلة لن تصل إلى النهاية المؤمل لها .. فقط لأن هناك فعلا أشار إلى ذلك .. فحين نقول أراد أن .. فمعنى هذا أن هناك احتمالا كبيرا بعدم حدوث ما يراد فعله

أستاذي الغالي شكراً لأنكَ قمت بتنبهي لمثل هذه النقطة المهمة بالفعل كان يجدر حينُ قمتُ بكتابة هذه القصة أن لا ألوح إلى النهاية بمثل هذه الطريقة ..قد كانت النهاية مكشوفة حقاً
....
أخي كنان .. أرجو أن أكون أدليت بدلوي في ميزان هذا اليوم وأملي أن تبقى كفة النقد راجحة ..
دمت بكل الحب و التقدير

شكراً استاذي رشيد الميموني ..مودتي وتقديري
..


كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 04 : 11 PM

رد: منتصف الطريق..
 
ميساء البشيتي :
الابن الحبيب كنان



"حمل حقيبته وسافر بعيداً أراد الوصول إلى أعلى قمة في الفضاء وفي منتصف الطريق سقط من فجوة السماء إلى أرض الحقيقة......"


الأفعال التي قام بها هو من تلقاء نفسة .. من وحي إرادته هي :

حمل

سافر

أراد

الأفعال التي لم يقم بها من تلقاء نفسه وحدثت له خارج عن إرادته هي :

سقط

وهي بفعل القضاء والقدر

أستاذتي العزيزة ميساء بالفعل كان يعزم على ثلاث أفعال وجاء الفعل الرابع لينسف أحلامه لم يكن يتوقع حدوثه ولكنه جاء ليفاجئه ..وهذا لأنه لم يرسم طريقه بشكل صحيح..
قصة من سطر اختصرت ما ينوي الانسان ويصرّ ويلح على القيام به ولكن في مواجهة القدر


تحدث أمور أخرى مغايرة لما أراد هو بل تنسف نسفا ً كل ما أراد وسعى في الوصول إليه

لا أعلم هل هو التشاؤم ؟ هل هو الإيمان المطلق بالقدر ؟ هل هي دعوة للإستسلام ؟

هل هي دعوى للإنهزامية ؟؟ أم هي طرح لما يحصل على أرض الواقع ؟


قصة من سطر خلقت كل هذه التساؤلات ..

تساؤلات عدة يجدر الوقوف عندها ..ماكل مانريده نحصل عليه خطر على بالي هذا البيت الشعري المشهور المتنبي : ماكل مايتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن ..
وحال هذه الرياح هو حال القدر ..أما عن حال تلك الأسئلة التي طٌرحت بالوصول إلى النهاية فاعتقد أن استرساله بأحلامه البعيدة اصطدامت بالواقع ورضخت له مما عنى استسلامه وانهزامه ولكن هذا ماكان ليحدث لولا فقدانه للأمل الذي بدأ مع حمل حقيبته ..


أنا لا أعلم لماذا يصرّ فريق ما على أن هذه القصة القصيرة

ما هي إلا كاريكتير لفظي والبعض يعتبرها ليست قصة لأنها لا تحتوي شخوصا ً ولا أحداثا ً .. الخ

أنا أرى قصة من سطر تخلق في مخيلتك مئات من الحوارات بين مئات الشخوص وتخلق مثات الأحداث

هل هي مجرد رفض لكل ما هو حديث ومبتكر ؟



لا أعلم ولكني أحب القصص القصيرة جدا ً ولكني أمقت التي تغرق في الرموز والدلالات بحيث

تصبح أحجية وتصبح كالسد في وجهك حتى أنها تمنعك من العصف الذهني

ربما تكون القصة القصيرة جداً ومضة تطرق باب الذهن تدفعنا لكتابتها وتدفع الآخرين لفهم ماترنو إليه هذه الومضة ..وربما تكون أشبه بلغز يتطلب التركيز لمعرفة الجواب ..وربما تكون شيئاً آخر ..


موفق كنان في هذا النهج وبالنسبة لباقي نصوصك صعب يا كنان أن ننقدهم

لكن إن رغبت فذلك قد يتاتى في صفحة الردود

الله يعطيكم العافية

الأستاذة العزيزة ميساء البشيتي ..بالطبع أرغب في ذلك وأتمنى أن تنفذ رغبتي في ردودكم على ما أكتب ..شكراً لكِ ..مودتي وتقديري..

كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 05 : 11 PM

رد: منتصف الطريق..
 
الغالي كنان
تحياتي
تذكر أنني قلتُ في مكان ٍ آخر إن الكلمة عجينة طرية تشبه إلى حد ما اللبنة ، حيث نستطيع أن نبني بها قصرا ، أو كوخا ، أو نرميها دون فائدة هنا أو هناك .. هذا جائز في كتابة نص أدبي إبداعي ، وجائز في النقد .. وأريد أن أعود هنا أن أعود إلى قصتك من جديد بعد أن أجبتني، وبعد أن كتب عنها غيري من الزملاء .. وقصدي ألا تمرّ هذه الوقفة دون أن نستفيد منها بشكل كامل بعيدا بالتأكيد عن أيّ قصد غير قصد البناء ..
وقبل أن أبدأ أريد أن أقول لك أيها الغالي شيئا مهما ، ينطبق علينا جميعا ، أحبب ما تكتب فيه أو عنه ، أحببه بصدق .. ولا تنسى أن تكتب بتلقائية ، أي متحررا من القيود ، أو الشروط المسبقة ..ومثالي قريب ، وهو يتعلق فيمن يكتب نثرا ويريد أن يكتب شعرا ، كلمة شعر وحدها تربكه وتجعله مقيدا يفكر بالقافية وغيرها ، فيأتي عمله جامدا
.. الأديب العزيز طلعت سقيرق نصائح بالجملة وضعتها لي ولنا جميعاً .. . سأكون عاجزاً عن الرد على كلماتك كما هي العادة ولكن يكفيني أن أقرأها حتى تصبح بداخلي ..
الآن سأستعمل الطينة ذاتها ، أي الكلمة ، وأحاور نصك من جديد، وأيدك فعلا أن تقارن بين ما سأقوله الآن ، وما قلته من قبل .. كي ترى إلى أهمية التعامل مع المفردة حسب ما نريد وبالشكل الذي نرغب فيه .. طبعا أعرف تماما أن صدرك سيتسع لسماع كل شيء ما دام الهدف هو الفائدة ، ولا شيء غير الفائدة ..
سألتك : " علينا أن نلاحظ في مسارالقصة كلها أنها حلم .. وليست واقعا .. هل أراد الكاتب أن يقيد بطله منذ البداية؟؟.. لا ادري .. لماذا لم يجعله مثلا يسافر حقيقة؟؟.. ويصطدم بعدها بالواقع ؟؟.. لماذا لم يقدم لي شخصية تذهب إلى بلد آخر ، وترجع ممزقة موجوعة مسكونة بالفشل؟؟.. "..
وأجبتني بالقول :" أما بالنسبة لسؤالك لماذا اخترت أن تكون القصة متخيلة وغير حقيقية.. فالجواب : لأننا حتى في أحلامنا نفشل فكيف هو حال الواقع ؟؟ ".. أيها الغالي مثل هذا الجواب غير مقنع .. لأن الحلم مفتوح ولا تستطيع أن تغلقه ، وأن تقارنه بالواقع غير ممكن ، لأن الواقع يختلف تماما ..كيف ؟؟..
أنت تقول في قصتك " أراد " وهذا الفعل كما تعلم من الإرادة ، والإرادة لا تتحقق وأنت في حالة سكون ، أي وأنت تحلم ..فما جدوى الإرادة هنا ؟؟.. والحلم أيها الغالي ، يبقى حلما ، لأنك ستتصرف وأنت تجلس في مكانك ..وهذا الجلوس أو السكون لن يولد شيئا .. بينما لو جعلت بطلك يتحرك في الواقع ويفشل لاختلف الأمر كله .. لأنك في هذه الحال ستضعني أمام تجربة واقعية تجهض بعد تجريب وعمل ، فهي تؤدي غرضها ..لكنها في الحلم لا تؤدي أي غرض .. الفرق شاسع يا كنان بين الحلم والواقع ، لذلك سألتك .. ولذلك قدمت بأن القصة القصيرة خطيرة جدا وتحتاج إلى تركيز عال

استاذي العزيز مما لاشك فيه أنني اخطئت التعبير كنتُ حائراً ماذا سأكتب ربما كان عليّ أن لا أزيد الأمور تعقيداً وأن أقول لكَ ببساطة أنه حلم اصطدم بواقع فتلاشى..أن البطل لم يكن مقيداً ولكن تقيد حين صدمه الواقع ..أنه فقد الأمل فحمل حقيبته ..أنه أراد أن يصل إلى القمم ولكن افتقاده للحافز اسقطه لأن الواقع لا يعترف بأحلام تفتقد لأمل الوصول ..تفتقد للتخطيط ..الطموح لايكفي ربما لو كان هناك أمل بداخله لما سقط في منتصف الطريق ربما كان سوف يستمر للنهاية ربما تحدى واقعه وتغلب عليه ولكنه مٌفتقد للأمل ولذلك جنى سراب وصعق ....
مازلت أستعمل أدواتي ذاتها كما تلاحظ ، وهي الكلمة .. قلت لك إن القصة القصيرة جدا تحتاج إلى تكثيف شديد .. تعال الآن إلى القصة لنكتبها ونسقط بعض المفردات : سافر بعيداً، أراد الوصول إلى أعلى قمة في الفضاء وفيمنتصف الطريق سقط .. ".. ماذا تغير ؟؟.. ببساطة لا شيء .. هل أختصر أكثر " سافر بعيدا ، لكنه فشل فعاد حيث كان " ماذا يعني كل ذلك ؟؟.. لا أقول إن القصة غير جيدة ..لكن لا حظ انك تستطيع أن تغير وتبدل .. وعند هذه القدرة على التغيير شيء من الخلل .. لاحظ ماذا يقول محمود درويش في إحدى قصائده " بين ريتا وعيوني بندقية " حاول أن تبدل أو تغير ..ماذا يحدث ؟؟..يختل كل المعنى .. حتى الكلمة التي تحمل القافية " بندقية " والتي يسوقها الكثير من الشعراء لتكون قافية فقط .. محمود درويش يحملها المعنى كله ..إذا أبعدت " بندقية " سقط المعنى واختل التوازن ..
أردت أن أسوق كل هذا أيها الغالي لتهتمّ بالمراقبة وليس بنقد موضوعاتك .. نقد موضوعاتك سيبقيك في دائرتك أنت ، وموهبتك يجب أن تسعى لآن تباري مواهب الآخرين ، راقب قدر استطاعتك ..حلل ..ناقش .. قل لماذا هذه الكلمة هنا وهذه الكلمة هنا .. ماذا يجري إن حذفنا هذه الكلمة أو تلك ..طبعا النقد ضروري لنا كلنا ، لكن إلى جانب الاستفادة من تجارب الآخرين ..تجارب الآخرين هي التي تبني
بالطبع سأعمل بنصائحك لأن غرضكَ هو توجيهي ولأنك تريد لي الفائدة ولا شيء سواها ..
لاحظ معي النقد الذي وجهه كل من الزملاء .. الأخت الغالية ناهد شما أشارت إلى وجود خمسة حروف جر ..يجب أن تسأل لماذا بينك وبين نفسك ..وقالت عن احد الأدباء :" كأنك تشرب كأس قهوة سوداء مركزة دفعة واحدةوأنت على عجل من أمرك لتترك مفعولهايفعل الأفاعيل في دواخلك الداكنة كذلك هي قراءة قصة قصير جداً " .. أيضا هناك إشارات يجب أن تتوقف عندها ..
الأخ الغالي رشيد الميموني قال :" منذ البداية يعتري المرء شعور بأن هذه الرحلة لن تصلإلى النهاية المؤمل لها " وهذا شيء هام ..لا تعطي القارئ التوقع أو معرفة ما سيحدث ، لأنك تقتل العمل الإبداعي .. ما الفائدة من أن تروي لي شيئا اعرف نهايته ومجرباته ؟؟..
كما وضعت الأخت الغالية ميساء البشيتي ما أدهشني فعلا / ولم انتبه له من قبل ، فأنت استعملت في التقديم ثلاثة أفعال إرادية " حمل ..سافر ..أراد " ثم انتقلت بعد الوصف لاستعمال فعل غير إرادي " سقط " وهو تقسيم جميل وثريّ له مراميه .. وقالت :" لا أعلم هل هو التشاؤم ؟ هل هو الإيمان المطلقبالقدر ؟ هل هي دعوة للاستسلام ؟هل هي دعوى للانهزامية ؟؟ أم هي طرح لما يحصل على أرض الواقع ؟" طبعا هي مالت لإعطاء رأي جيد في قصتك التي تكونت من سطر ..لكن تساؤلاتها بحاجة إلى إجابة ؟؟..
أرجو أيها الغالي أن تناقش ، إن أردت طبعا ، كل من أبدى رأيا ..والأهم أن تقرأ ما يكتبه غيرك ، فكلنا نتعلم من بعضنا ، ولا نخطو للأمام في الفراغ .. وأن تنتبه أولا وأخيرا إلى الكلمة كعجينة تحتاج على الحب والحنان والكثير من التحديق بدورها وأبعادها ..
سلمت
قد أجبت قبل هذه المشاركة على التساؤلات التي طُرحت في مشاركات الأساتذة ..وإن شاء الله سأضع نصب عيني أن الكلمة عجينة طرية تشبه إلى حد ما اللبنة ، حيث نستطيع أن نبني بها قصرا ، أو كوخا ، أو نرميها دون فائدة هنا أو هناك .. شكراً لكَ ..مودتي وتقديري..


كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 17 : 11 PM

رد: منتصف الطريق..
 
تحياتي
..
سأتوقف وقفة قصيرة الليلة وقد يكون لي عودة أوسع ومحاورة للقصة أطول.. ربما..

يقول يونس الابن في مقدمة كتابه " أربع خمس كلمات" وباللهجة المحكية اللبنانية:

تأمّلَ..
تألّمَ..
حَبَّ..
جَنَّ..
ومات..
وهَيْدا العمر..

والدجاجة لو عشقها النسر
وطار فيها بالها بالقِن
واللي بيربى على حليب الأُسَر
بيضل قلبه للحبيب يحن


لست ادري لما تذكرت هذه المقدمة ليونس الابن حين قرأت قصة كنان القصيرة جداً
ربما لأن البداية هي الأمل والنهاية هي السقوط من فجوة في السماء إلى حفرة ما..
حفرة الواقع.. حفرة الموت.. حفرة اليأس وخيبة الرجاء..

قصة كنان القصيرة جداً تعبر تعبيراً واضحاً عما تصطدم به أحلام الشباب اليوم
كل إنسان حينّ يشبّ يفتح صدره وذراعيه للحياة وتكون آماله وأحلامه فسيحة لا حد لها كالسماء..
يشعر بكينونته بقيمته كإنسان حتى يتهيأ له أنه لو فرد ذراعيه لتمكن أن يطير ويحلّق....

وهذا ما يعبر عنه كنان في قصته في أحلام اليقظة التي تراود الشباب
واسمحوا لي أن أقرا القصة كما وصلتني:
((
حمل حقيبة أمنياته وسافر مع أحلام الحياة.. ارتفع وحلّق وفتح صدره للحياة ولكن..
..
اصطدم بزمن قاسي وفساد لا يترك فرص للشباب.. وجد البطالة وعدم تكافؤ الفرص وأبواب موصدة اصطدم بها فصدمت أحلامه وكسرت جناحي آماله العريضة فسقط في فجوة اليأس والخوف من الغد على أرض الحقيقة القاسية التي تغتال أحلام الشباب))

أرجو أن أكون ساهمت قليلاً بهذه المشاركة المتواضعة
دمتم وسلمتم

الأديبة العزيزة هدى الخطيب ..اشكرُ تحليكِ للقصة على هذا النحو .. ربما لم أكن أقصد هذا المعنى تماماً ..ولكن جميل أن تقرأ القصة على هذا النحو حال الشباب دوماً يسافرون بعيداً ..يحلقون بأحلامهم ..يسافرون بعيداً بطموحاتهم يرغبون في الوصول إلى أهدافهم وفجأة يسقطون حين يصطدمون بالواقع المرّ
..الصعب ..المتعب ..المؤلم ..ولا يستطيعون النهوض مجدداً في ظل واقع قاسي يدمر كل الأحلام الوردية ..شكراً لكِ ..مودتي وتقديري..


كنان سقيرق 24 / 04 / 2009 18 : 11 PM

رد: منتصف الطريق..
 
الاستاذ الفاضل / كنان سقيرق


بعدالتحية قصتك موجزة و لكنها منجزة عبرت عن أشياء كثيرة وتركت للقارىء ان يتخيل هذا الانسان المسافر بعيدا وما احل به من فشل الوصول

ليس المهم كثرة الكلام ولكن " ما قل ودل "

لى طلب بسيط ما معنى كنان و سقيرق هل لهم معنى فى اللغة ام مجرد اسماء ولكم جزيل الشكر

الأستاذة العزيزة مرمر يوسف شكراً لكِ على الإسهام بإعطاء تصور آخر للقصة ..يبقى السقوط هو العبرة ..اشكر الأستاذة ناهد شما والأديبة الخطيب على إجابتهما على سؤالك..مودتي وتقديري..



الساعة الآن 36 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية