![]() |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
عدنــــــــــــــــــــــــــــــا .................
[align=justify]كبرت قليلا كما يكبر جل الأطفال ، فالحليب المستورد يجعلهم بالغين في ظرف قياسي مثل الدجاج ، كبرت ليس لأنني كنت أتناول الحليب بكثرة أو " النيسلي " بكثرة ، إنما لأنني كنت أريد أن أكبر بسرعة الضوء و الريح و الأعاصير و الطوفان، سرعة خارقة للعادة و خارقة لكل التوقعات من العجائز اللائي كن يتكلمن عن أحجام الأطفال في مثل عمري، خالتي – الطاوس – كانت العجوز الأكثر تفننا في مضغ الكلام و الوصف الدقيق ، و كأنها خبيرة في شؤون الطفولة قالت لأمي المغلوب على أمرها " ولدك أصبح ممتلئ و كأنه برميل من الحجم الكبير.. ماذا تطعمينه حتى أصبح مثل البالون " ، أمي تمتمت تحت أسنانها " خمسة و خموس في عيونك " ، لا أدري لماذا خمسة و ليست ستة و ليست سبعة ، كأن خمسة سلاح من الطراز الخطير يستطيع مقاومة صد أي هجمة من العين و الحسد . أول لعبة تعلمتها هي كرة القدم ، لم تكن أيامها كرة قدم لأننا لم نكن نجري وراء كرة مثل أيامنا، فأحيانا كنا نأتي بكيس بلاستيكي و نملأه بالورق و القش ليتخذ شكل الكرة ، و أحيانا كان شكله بشكل البطيخة المنبعجة ، و في مرات كنا نشتري كرة بلاستيكي بعد أن نسرق دنانير من جيب أمهاتنا ، لكنها لا تلبث إلا أيام قليلة لتتمزق ، في إحدى المقابلات التي كنت أنا قائد فريقي طبعا فيها و الحامل لرقم عشرة ، قد تقولون لماذا عشرة و ليس تسعة أو رقم آخر ، لأن الرقم عشرة كان يحمله أيامها اللاعب – بلومي لخضر – و لأنني كنت أتمتع بقاذفات أرض جو و أرض أرض و حتى أرض و تحت الأرض فكنت أغتصب هذا الرقم من بقية اللاعبين . بينما نحن نتقاتل في أرضية الميدان الغير معشوشبة اصطناعيا ، من هنا كرة و من هناك نصف كرة هاربة، إذ برجلي التي لبست حذاء من حديد تسدد طلقة بسرعة 100 كلم في الساعة ، كنت أظن أنني سأصبح مجرم تحت السن القانوني للإعدام ، الحارس كان طويل و فارع لكنه ضعيف البنية الجسدية ، فعلا خشيت أن أتسبب في شطره إلى نصفين ، لكن الكرة البلاستيكية تجاوزته و وصلت إلى منزل الجيران المحاذي للملعب الصغير، و كانت المفاجئة التي لم ننتظرها . خرج عمي – الطاهر- و هو يحمل في يده اليمنى سكينه الطويل و في يده الأخرى كرتنا مذبوحة كدجاجة صغيرة ، الجميع هرول فزعا و كأنهم جرذان شاهدت قط بشارب ضخم ، إلا أنا حملت صخرة و وقفت في مواجهته .... يتبع [/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
مازلت أتابع مذكراتك أستاذ جمال والحكم بعد المداولة ( ابتسامة ) عفواً ... بعد نهاية هذه المذكرات جميل ما أقرا دمت بخير |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اخي جمال : خفة الدم ... السخرية ... التهكم ... باسلوب ادبي ممتع هو ما يميزك في هذه السلسلة ... اتمنى لك مزيد من الشقاوة المحببة الممتعة .
احترامي لكم بكل التقدير . |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
عــــــــدنا ......
[align=justify]...سددت نحوه طلقة ممزوجة بكل أنواع الشقاوة المختزنة في أعماقي ، رميت و ما رميت لكن يدي رمت ، في ثانية من الزمن وقع صريعا بعد أن أخد لي صورة بعينه المحولة لكي يقدمها كدليل أمام أبي ، عرفت أنني قد وقعت شهادة غضب من الدرجة العاشرة و أنني سأشنق و ربما أصلب ، عدت إلى المنزل على جناح البرق و السحاب ، أخبرت أمي بما حدث فأشارت علي بالفرار إلى حضن خالتي التي كان أبي يخافها بسبب فمها المليء بالشتائم ، و لأنها تحبني بسبب شقاوتها التي كانت في صغرها ، و لكي لا يجد أبي بماذا يضربني قررت تحطيم عصاه التاريخية ، كان عمرها ما يناهز القرن و اسمها " شردودة " ،" شردودة "هي المرأة التي أخرجت أبي إلى الحياة و كانت بطريقة غريبة لا تصدق حتى في أفلام الخيال و الرعب ، عفوا لن أحكي على الكيفية لأنها من أفلام الرعب الممنوعة على ذوي القلوب المرهفة ، كنت أتناول وجبات دسمة بالعصا "شردودة" كلما جاء أحد الجيران يشتكيني بسبب عمل خير قد قمت به - للأسف أعاقب على أعمال الخير ، لكن هذه المرة خشيت أن تكون الوجبة بالجمبري و الحلو من الفواكه الاستوائية الباهظة الثمن أنداك ، و لأنني شقي كسرتها إلى نصفين ثم أعدت لصقها كي لا يشك أنني الفاعل و لكي تحفظ الجريمة ضد مجهول . دخلت بيت خالتي بخطى عائد من جريمة ، ابنتها التي سالت من أنفها المواد الصفراء اللزجة قابلتني بنظرة فأر مفزوع ، الكل في المنزل كان يخافني لأنني أحدث طوفان كلما حللت ، أضرب بكل برودة دم و لا أفكر في العقاب إلا بعد أن تخمد دودة شقاوتي و تذهب إلى النوم ، كانت خالتي تشاهد مسلسلها اليومي " دار السبيطار " ، و لأنها لا تحب أن يقاطعها أي شخص عندما تكون منهمكة و مندمجة مع التراجيدية الإنسانية المعبرة عن الألم التاريخي الانطباعي ، و لأنها كانت بعد إنهاء كل حلقة ترسل بتقاريرها إلى مؤسسات حقوق الإنسان لدراستها و إصدار بيان رسمي، طبعا كانت خالتي عضو فعال في هذه المنظمات و التي لا تصرح بأي بيان إلا بعد موافقتها . انتهى المسلسل و الحمد لله فارتميت فوق حجرها بعد أن كنت قد سرقت قطعة خبز من مطبخها الملون بالدخان ثم قلت لها "خالتي أنا لاجئ سياسي عند دولتكم و أطلب الحماية " أجابتني و شهامة المرأة العربية فرت من بين أسنانها المحشوة بالتبغ الهندي " من الذي يضربك ؟ السعيد المتعفن " ثم راحت تعدد في مغامراتها مع أبي أيام الصغر ، و كيف كانت تضربه على مؤخرته عندما يحاول الغش في لعبة السارق و المجلد ، هذه اللعبة كنت أتقنها باحتراف ، بل أعشقها لأنني أمارس فيها طقوس الجلد و بلا رحمة ، أذكر أنني في أحد المرات انتفخت يد جارنا الذي كان يلعب معنا لأن ورقة السارق وقعت في يده ، جلدته كما فعل الرومان مع العبيد . طرقت الباب بقوة زلزال على الدرجة الألف لسلم "رشتر" ، طبعا عرفت من هو الباطش و من هو المراد البطش به .... يتبع[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
أنا متابعة لمذكرات هذا الفتى الطائش .
بانتظار المزيد من هذه الطيشنة . تحياتي . |
الساعة الآن 08 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية