منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شخصيات إسلامية مشرقة و قصص هادفة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=76)
-   -   الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25691)

د. منذر أبوشعر 19 / 07 / 2013 55 : 03 PM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 



أن نخطيء فهذه سمة البشر، لكن أن نقدس بشراً مثلنا من لحم ودم، فتلك خطيئة أكبر !
والدكتور أحمد الكبيسي لاشك أنه أخطأ في (منهج) طرحه لحياة معاوية بن أبي سفيان ،لكن كانت طريقة التعامل مع خطئه ،وطريقة الهجوم القاسي في حقه ، فيها إجحاف كبير في حق علمه ورؤيته واجتهاده . فخطؤه إنما كان بطريقة تناول الخبر التاريخي والاستدلال به على مذهبه ،(فتمسك بالخبر الواهن وبنى عليه قاعدته فانهار بناؤه).كما أخطأ أكثر مَنْ شتمه أو كفَّره (وهي أسهل أداة بستخدمها ضعفاء
الحيلة عندنا في كافة الأصعدة).
وقد استمعت إلى كلام الدكتور الكبيسي بإمعان وكان هذا الكلام:
يقول ابن أبي حاتم:أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم،هم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل ،الذين اختارهم الله عزوجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة..ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم..فشرَّفهم الله عز وجل بما منَّ عليهم وأكرمهم به مِنْ وضْعِه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز، وسمَّاهم عدول الأمة، فقال عز ذكره في محكم كتابه:(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)،ففسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزَّ ذكره قوله: (وسطاً) قال: عدلا، فكانوا عدولاً وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة (الجرح والتعديل 1 /7 ) .
فالصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغزُ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى،ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك، إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
كما يخرج بقيد الموت على الإيمان ‏:‏ من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبـي صلى اللـه عليه وسلم ومات على الردة فلا يعد صحابياً.
وفي أوائل القرن السابع جمع عز الدين بن الأثير كتاباً حافلاً سماه (أسد الغابة) جمع فيه كثيراً من التصانيف المتقدمة التي ذكرت أسماء الصحابة، ولكنه خلط من ليس
صحابياً بهم. ثم جاء الحافظ أبو عبدالله الذهبي واستدرك عليه وجرَّد الأسماء ووضع زيادات في كتابه (الإستيعاب)، ومع هذا ما ذكر من الأسماء في الكتاب قليل بالنسبة لعدد الصحابة، فهم كثير كما قال علي بن أبي زرعة الرازي: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان مِنْ رجل وامرأة ،وذاك عدد مَنْ شهد منهم حجة الوداع، كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية،
وأسماء هؤلاء لم يُعرف منهم إلا القليل كما قال الإمام الذهبي: جميع مَنْ في «أسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفساً.
وسبب عدم ذكر الأسماء كلها أن هناك خلقاً كثيراً مات في حروب الردة والفتوحات وفي الطاعون العام وعمواس، كما أن أكثرهم أعراب، حضروا حجة الوداع، ومن هؤلاء من مات عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.فكل من ذكر للصحابة عدداً إنما هو بالتقريب ليس على سبيل الحصر.
وتحديد كون الشخص صحابياً: أن يثبت بطريقة التواتر، ثم الاستقامة والشهرة، أو أن يُروى عن أحد الصحابة أن لفلاناً صحبة، (وكذلك يصح أن يُروى ذلك عن آحاد
التابعين، شرط أن يكون التابعي ثابت العدالة، ثابت المعاصرة).
(انظر: نزهة النظر شرح نخبة الفكر52 ، إرشاد الفحول129).
لكن د.أحمد الكبيسي جاء بتعريف آخر للصحابة، فقال: كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو النبي رآه فهو صحابي.
فخرج من هذا التعريف العميان من الصحابة، وأدخل فيه مَنْ رأى النبي ورآه وارتد ومات كافراً، ويدخل فيه المشركون واليهود وغيرهم من الطوائف التي رأته صلى
الله عليه وسلم ولم تؤمن به. فلم يقيِّد الرؤيا وأطلقها.
وقال: الصحابة من الصحبة، بمعنى الفضل والتقديس. وهم: الأنصار والمهاجرون وأهل بيعة الرضوان، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهم وحماهم والله قال عنهم: (رضي الله عنهم ورضوا عنه)، معدودون ما بين أربعمائة أو خمسمائة،سبُّهم كفر، فخالد بن الوليد الذي يساوي الأمة كلها اليوم وكل يوم، وهو من الطلقاء،مرَّ به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يلاحي عبد الرحمن بن عوف وهو من
المهاجرين فقال له: الله الله في أصحابي، يا خالد دع عنك أصحابي ،لو أنَّ أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم.وقال: رواه البخاري ومسلم.
وهذا خطأ من جهات:
فلم يقل أحد إن الصحبة بمعنى الفضل والتقديس، وإنما تعني في اللغة:الملازمة والمرافقة والمعاشرة، ومنه قيل: الصاحبة، لزوجة الرجل، وقيل لأهل المذاهب:أصحاب وصحابة، فيقال: أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي.
وحديث خالد بن الوليد بهذا اللفظ ضعيف ليس في الصحيحين،وليس فيه: يا خالد دع عنك أصحابي،وهو في التاريخ الكبير للبخاري3 /131 /389،وسنن الترمذي3861 وفي إسناده كلام.
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، أشهرها مارواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، من حديث عبدالله بن مغفَّل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهَ الله في أصحابي لا تتخذوهم غَرَضَاً، فمن أحبهم فبحبِّي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله فيوشك أن يأخذه.
وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً، قال الله تعالى: (لايَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ
وَقَاتَلُوا وكلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير).
فهل جرير بن عبد الله البجلي، والأقرع بن حابس، ومسلمة الفتح، وأبو هريرة،ليسوا من الصحابة ؟!
وقال: أصحاب المئين بعد يوم حنين ارتدوا عن الإسلام، معاوية وغير معاوية،فأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم مائة ناقة ،فرجعوا للإسلام .
وهذا خطأ كبير لم يقله أحد من المؤرخين،( والرافضة تقول إن معاوية ارتد بعد وفاة الرسول). وأصحاب المئين:هم المؤلفة قلوبهم ،سادة مطاعون في قومهم،أسلموا ونيّتهم ضعيفة فأعطوا من الفيء تثبيتاً لهم .أو هم قوم لهم شرف ورياسة أسلموا، فأعطوا لترغيب نظرائهم من الكفار ليسلموا .أو هم صنف يراد بتألّفهم أن يجاهدوا من يليهم من الكفار ، ويحموا من يليهم من المسلمين.أو هم صنف يراد بإعطائهم من الزّكاة أن يجبوا الزّكاة ممّن لا يعطيها .
والكفار على ضربين:
1من يرجى إسلامه فيعطى لتميل نفسه إلى الإسلام .
2 من يخشى شرّه ويرجى بعطيّته كفّ شرّه وكفّ غيره معه.
وانعقد إجماع الصحابة على سقوط سهم المؤلفة قلوبهم لزوال السبب الداعي إليه.
وقال: أنتم نواصب (أصحاب معاوية) كما هم روافض.
كأنه نسي أن من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَتَوَلوْنَهم ويحفظون فيهم وصية الرسول حين قال يوم غديرخم: أذكركم الله في أهل بيتي.
ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة.فيحبون معاوية كما يحبون علياً وآل البيت جميعاً وجميع الصحابة، ويترضون عليهم جميعاً، مع اعترافهم بفضل علي على معاوية.
وكيف يكون معاوية مرتداًً كافراً وقد حدَّث عنه من الصحابة: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَرِيرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ؟
فكيف تُحدِّث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كافر مرتد ؟!
وقال: أنتم أصحاب معاوية الذي أمر بسب عليٍّ ،وهذا في صحيح مسلم.

وهذا حق في أنه في صحيح مسلم، فعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَال: ما مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَاب؟

فلاحظْ أن كلمة " أَمَرَ " في الرواية جاءت من قول أحد الرواة وليست من كلام معاوية ، بمعنى أنه لم يقل لسعدٍ: إلعن علياً، وإنما سأله.

أي قَوْلُه لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَبِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ السَّبِّ، كَأَنَّهُ قال: هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا أَوْ خَوْفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وإجلالا لَهُ عَنْ السَّبِّ فَأَنْتَ مُصِيبٌ مُحْسِنٌ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَهُ جَوَابٌ آخَرُ. وَلَعَلَّ سَعْدًا كَانَ فِي طَائِفَةٍ يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ، وَعَجَزَ عَنْ الإنكار وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَسَأَلَهُ معاوية هَذَا السُّؤَالَ. وقَالُوا: وَيَحْتَمِلُ تأويلا آخَرَ أَنَّ مَعْنَاهُ : مَنْ مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْنَ رَأْيِنَا وَاجْتِهَادِنَا وَأَنَّهُ أَخْطَأَ ؟

ومما يُكذب أن معاوية لم يأمر بسب علي ما جاء في صريحٍ من كلام معاوية نفسه ،يإسناد رجاله ثقات،من حديث يعلى بن عبيد الحنفي عن أبيه، قال:جاء أبو مسلم الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟ وإنما أطلب بدم عثمان، فائتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له (تاريخ مدينة دمشق 59 /132،سير أعلام النبلاء 3 /140).

وقال الدكتور الكبيسي:والله العظيم مصيبة هذه الأمة وكل ما نعانيه من معاوية.

فكيف يكون معاوية مصيبة هذه الأمة وقد ولاه على الأردن ثم دمشق- بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان- عمر بن الخطاب، وكفى بعمر فراسة ونجابة!: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُ فِى أُمَّتِى أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ (رواه البخاري).

كما جمع له عثمان بن عفان ولاية الشام كلها.

ونحن نعتقد ونجزم أن علي في الجنة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما نعتقد أن الله تعالى رضي عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً ومعاوية بن أبي سفيان منهم.
وقال الدكتور الكبيسي:كيف يمكن أن تكون موالياً لعلي وقاتله؟ وللحسين وقاتله؟
وتناسى أن أهل السّنة يتبرأون من قتلة علي وابنه الحسين رضي الله عنهما ويعادون من يعاديهما أو يتكلم فيهما بسوء.
والذي قتل علياً رضي الله عنه إنما هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي، ولم يكن لمعاوية في ذلك يد، بل كان هو نفسه مقصوداً في القتل من قِبل الخوارج. وإن الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما هو شمر بن ذي الجوشن وهو من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه،وإن يزيد لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل.


وفي كتب الشيعة أن الرافضة هم الذين قتلوا الحسين وليس يزيد ،ففي حديث أبي جعفر الباقر قال: بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم وقتلوه (شرح نهج البلاغة 11/43 لابن أبي الحديد، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص/5).

وقال الدكتور الكبيسي: وقال معاوية لعبد الله بن عمر وهو على فراش الموت: يا عبد الله هل لي من توبة؟ قال: هيهات يا معاوية !
قال معاوية:يا ربي إن هذا الرجل ييئسني من رحمتك، والله ليس لي ما ألقاك به إلا أني لا أشرك بك شيئاً.
والخبر ليس له طريق صحيح، وحاشا ابن عمر أن يتألَّى على الله ويُقنط معاوية من التوبة.
بل كيف يسأل ابن عمر "هل لي من توبة؟ "؛ وهو الذي حدَّث بحديث التوبة عند موته وعلى فراشه؟
ففي حديث أَبِى هِنْدٍ الْبَجَلِي،وإسناده صحيح، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَدْ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ ،فَتَذَاكَرْنَا الْهِجْرَةَ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: َقدِ انْقَطَعَتْ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: لَمْ تَنْقَطِعْ، فَاسْتَنْبَهَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ فِيهِ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الرَّدِّ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم،فقال:ذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لاتنقطع الهجرة حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة،ُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
وقال الدكتور الكبيسي:بيننا كتاب الله وسنة رسوله،والله سيحاسبكم على هذا الشقاق، ففي الحديث الصحيح أنه مَنْ جاءكم وأمركم جميعٌ (كذا) يريد أن يفرق بينكم، فاضربوا رأسه بالسيف كائناً من كان. ولهذا قلنا: واحد الذي فرق الأمة ،وعليكم أن تنتبهوا من هذا الواحد دائماً.


فمن الذي دعا للشقاق وفرَّق بين الصحابة وجعلهم "نوعين" ؟

نوع لهم الحماية والتقديس ومنهي عن سبهم، ونوع قل فيهم ما شئت ؟!

وهل عملت بما في كتاب الله تعالى من احترام الصحابة الذين أسلموا قبل الفتح وبعده وتوقيرهم، وأنه تعالى فضَّل الصحابة الذين قاتلوا وغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنفقوا من أموالهم قبل الفتح؛ وكانوا أفضل من الذين اسلموا بعده، وأنه وعد الفريقين بالجنة ؟!

والحديث الذي رواه الدكتور الكبيسي صحيح ولكن الدكتور وضَعَه في غير محله، وأراد أن يطبقه على معاوية كي تُضرب عنقه !

ومعاوية لم يأتِ للإمارة بل هو أمير من قبل؛ من عهد عمر وعثمان.

ولم يطالب بالخلافة لنفسه، لكنه كان يطالب بدم عثمان ابن عمه، ويطالب علي بن أبي طالب بتسليم قتلة عثمان، معترفاً أن علياً أولى بالولاية منه .

وفي حديث أبي مسلم الخولاني وجاء ومعه أناس إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟

فقال معاوية: لا والله، إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟
وإنما أطلب بدم عثمان، فائتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له.


وروى ابن عساكر بسنده عن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن العزيز ضرب إنساناً قط ،إلا إنساناً شتم معاوية ،فإنه ضربه أسواطاً(تاريخ مدينة دمشق 59/211 )






هدى نورالدين الخطيب 22 / 07 / 2013 35 : 10 PM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري الأخ العزيز الشاعر الأستاذ محمد الصالح
الشيخ أحمد الكبيسي قيمة كبيرة وعلم غزير، نفعنا الله وإياكم به وبعلمه وجزاه عنا كل خير
عميق تقديري لك
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 22 / 07 / 2013 42 : 10 PM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 
[align=justify]الأخ العزيز الشاعر الأستاذ محمد نحال تحياتي
نعم الشيخ أحمد الكبيسي حفظه الله يتبع المنهج الوسطي السمح والذي به كان للإسلام شأناً عظيماً.
أعجبني جداً موضوع: " الملتقى الدولي حول التلفيق والتقليد في المذاهب الفقهية " وحبذا لو أمكنك أن تحدثنا عنه قليلاً
كل الشكر والتقدير لك وعميق تقديري لك
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 22 / 07 / 2013 18 : 11 PM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 
[align=justify]
الأخ العزيز دكتور منذر مرجعنا في الشؤون الدينية تحياتي
لا شك وخصوصاً بيني وبينك أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية
قبل أن أدخل لاحقاً فيما تفضلت به فيما أشار إليه الدكتور أحمد الكبيسي ، وحين عدت للبحث عنه بعد انقطاع طال لم أكن أعرف شيئاً عن تناوله قضية معاوية بن أبي سفيان – وفوجئت – ولكن للحق فالمفاجأة كانت سارة بالنسبة لي، فأنت أصبحت تعرف أني لا أحب معاوية ولا والده ولا والدته ولا أخيه غير الشرعي زياد ولا ابنه المنكِّل بأهل البيت ولا حفيده ممزق القرآن المثبت بشعره الذي نعرفه جميعاً.
دعني أروي لك حكايتي أولاً
أنا لا أخلط الأمور ببعضها ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أحب الكثير من الأمويين، وأعتبر أن من تلا منهم خصوصاً بعد جيلين أو ثلاثة انفصلوا عن حقد جدهم المضمر لآل هاشم، وأعشق وأجل مثل كل المسلمين عمر بن عبد العزيز ، الذي أعاد تقدير أهل البيت ومنع لعن سيدنا عليّ كرم الله وجههه ورضي عنه في المساجد والذي كان معاوية سنه، واعتبر عمر الخليفة الخامس وأحب الكثير من الأبطال والصالحيين فيهم والفاتحين من الأمويين..
والله الذي لا إله إلا هو أني لم أستطع يوماً أن أقبل معاوية أو أحبه أو أتصالح نفسياً معه ومع هذا الدهاء في شخصيته، ومنذ أول مرة في المدرسة وكنت لم أزل طفلة صغيرة ومنذ أن قرأت ما حصل وحكاية قميص عثمان ( رضي الله عنه ) أعلنت لمدرسة الدين كراهيتي لهذا الرجل والتي حينها أخذت تحكي عن بعض مزاياه ونشره الإسلام، لكن عقلي لم يقتنع بكل هذا التجميل وبقيت على قناعتي والشعور الذي وصلني واستقر في نفسي وروحي تجاهه ، وعلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك "
أنا لا أستطيع أن أحب من يكره أمي أو أبي حتى لو لم يخاصمهما أو يعاديهما أو يتهمهما بهتاناً أو يحاربهما ، ومن هذا المنطلق وكمسلمة أنتمي للطائفة السنية وعلى مذهب أبي حنيفة النعمان، فالرسول صلى الله عليه وسلم الأعز والأغلى حقاً من الأم والأب وأهل بيته أهم من أهل بيتي وأولى بالنسبة لي أن أحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم وأساء لهم.
مقارنة بسيطة في مسير التاريخ ، فلو لم يدخل معاوية على الخط ويفعل ما فعل كيف كان لشؤون الإسلام وتاريخه أن يسير؟
الحقيقة أن التاريخ يكتبه المنتصر، ومعاوية انتصر على آل هاشم وثأر لأخيه وجده إلخ..
ولأنه كان حاكماً ونحن بطبيعتنا مجتمع أبوي ما زلنا نحمل شيئاً من تراث أجدادنا القدماء في تقديس الحاكم، ولأن الكثير من الأمويين صححوا المسار بعده ونشروا الإسلام ما زلنا لا نريد أن نرى معاوية كما هو مغتصب للسطلة ومحول منهاج الخلافة وحصره بالأمويين، وبرأيي هناك خط فاصل لا ننتبه له أحياناً فنحن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا سنة معاوية.

للحديث بقية لو سمحت لي فأنا أتمنى النقاش فيه ، هذا فقط رأيي على عجالة الآن ولي عودة لأكمل
تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]

د. منذر أبوشعر 23 / 07 / 2013 36 : 05 AM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 

خطأ أن يكرر المرء كلامه، أو يستلف ماحكاه سابقاً، لكن أجد نفسي مضطراً،من باب التذكرة، إلى الحديث الذي سقته في مقالي (الغزالي والسنة النبوية) بلفظه،من بابة التعريف الذي أرتأيتُ اتخاذه في تناولي لركام سيل الأخبار وتناقضها وتعارضها واختلاف مراميها وغاياتها،وهو البرُّ الذي رسيتُ عليه بعد تخبُّط كبير.
فقلت وقتها:إنَّ كل مشتغل بهموم التراث، بل كل قارئ جاد، يعاني من تراكم سيل الأخبار ، واختلافها . بل بتناقضها في كثير من الأحيان !
فيحتار، وهو يقرأ ، ماذا يأخذ منها ، وماذا يترك ، وما الضابط في ذلك ؟
فصرح التراث صعب تفهمه وتمثله ، دون (منهج) (علمي)، تحدوه نبل الغاية . وهذا (المنهج) مطلب جليل ، التزمه المتقدمون في كل ما كتبوه ،وعدّوا ذلك من الدين .قال ابن قتيبة (عبد الله بن مسلم ، المتوفى عام 276 هجرية ):إن لله في كل نعمة أنعم بها حقاًّ ، وعلى كل بلاء أبلاه زكاة .فزكاة المال الصدقة ، وزكاة الشرف التواضع ، وزكاة العلم نشْره ، وخيرالعلوم أنفعها ، وأنفعها أحمدها مغبَّة، وأحمدها مَغَبَّة ما تُعُلم وعُلم وأريد به وجه الله تعالى(عيون الأخبار / المقدمة).
والحق ، أنه لاسبيل لفهم حق قراءة التراث ، إلا بإعادة ترتيبه ،وتحقيقه :
أي ترتيب الأسانيد والأخبار أولا .
وجمْع الأقران من مظانها وتصنيفها ثانيا .
وتمحيص الأجزاء وتحليلها ، لإعادة صياغة ترتيبها ، بدُربة وصبر وتأن ثالثا . باعتبار علوم العربية كلها وحدة لا تتجزأ : فالشعر عِلْم ، واللغة عِلْم ، والأدب عِلْم،والتاريخ عِلْم ، والقراءات والأحاديث وعلل الرجال عِلْم .. لها رواية عالية ، ورواية مقبولة ، ورواية شاذة ، ورواية ضعيفة، ورواية هالكة ..ترتبط جزئياتها ، وتمتزج بناء سامقاً ، وصرحاً متفرداً(شِرْعة ، ومنهجاً ، وصياغة ، وطريقة استدلال ) . ومن دون ذلك ، تصبح جميع نصوص التراث هياكل جامدة دون أساس ، وأوابد صماء بلا حياة ! بل يصبح نَشْر أي مخطوط قديم ، نقلا آلياً من مخطوط إلى مطبوع .
وفي حديثي عن الشعر الجاهلي (نظرات في الشعرالجاهلي) قلت:
كثر الحديث عن العصر الجاهلي، واستفاض جداً بما بين مغالٍ شديد المغالاة، قذف العصر بأبشع المثالب، وبين مسرف في المديح غاية الإسراف، وبالتالي ظهرت كتب كثيرة، فتخبط الكلام بين مد وجزر .
فإذا أردنا دراسة العصر الجاهلي بصورة أقرب للصحة، فلابد من دراسة نصوص مجموع مصادره، واستقصائها، ومقابلة بعضها ببعض، ومناقشتها، وفي رواية هذه المصادر وتسلسلها، ومعرفة عدالة رواتها ومدى الثقة بهم، وتتبع المصادر الأولى التي استقى منها أولئك الرواة حتى تصل بين هؤلاء الرواة والعصر الجاهلي نفسه، بحيث ينتهي كل ذلك إلى تغليب نص على آخر، أو ترجيح رواية على غيرها، أو تفصيل خبر على سائر الأخبار، في صيغ ترجيحية غالبة .
** ** **
وبالتالي فالحكم على رجالات التاريخ ،ليس عاطفة توجِّه الحديث أو المطلب، وإنما يوجهه يقين الخبر ومخرجه، فلا يهمُُّ تعارض النتيجة مع سائد المفهوم !
وهذا لا يعني (تزمتاً) و(إقصاءاً) ورفضاً للآخر، بل يعني تقديم (الصورة) دون تزويق أو تشويه كما يراها يقين الخبر، وليس كما يراها هوى الخبر.
ولأننا بشر فكلنا خطََّاء ،ولا يغض الخطأ من قامة العالم ورؤاه أبداً.

هدى نورالدين الخطيب 24 / 07 / 2013 41 : 07 PM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 
[align=justify]
الأخ الغالي دكتور منذر تحية رمضانية
معك حق في ما تفضلت به
بعيداً عن الأحداث غير المؤكدة مثل تسميم سيدنا الحسن رضي الله عنه وكرم وجهه والتنكيل ببعض الصحابة الكرام وتهميش الجميع
وإذا سمحت لي ببعض الأسئلة يمكن لها أن تضعنا في الحوار:
هل كان يحق لمعاوية أصلاً إن صح إسلامه وآمن بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانة علي في الإسلام، محاربة سيدنا علي رضي الله عنه وكرم وجهه ؟
هل كانت الخلافة ( لا الإمارة ) من حقه وحق ذريته من بعده؟
هل كان من حقه تحويل الخلافة إليه وذريته حصرياً لتغدو خلافة أموية وتغيير المسار وإقصاء الجميع وتغيير النهج الذي سار عليه الخلفاء الراشدون؟؟
هل كان من حقه سنّ لعن سيدنا علي في المساجد وهل المساجد قامت للعن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
هل من حقه إقصاء أهل البيت والذي ما زال سارياً بحيث يؤخذ الحديث من الصحابة ويمنع أخذه من أهل البيت؟؟
هل كان يحق له البذخ من أموال المسلمين والذي عرف به؟
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنه وعن والديه: (( تقتلك الفئة الباغية )) ؟
لو كان أهل السنّة والجماعة في عصره وما تلاه راضون عن معاوية فلماذا لقبوا عمر بن عبد العزيز بالخليفة الخامس ولم يسبغوا هذا اللقب على معاوية؟؟

كل التقدير والشكر الدائم لك لأنك تغذي عقولنا وتجيب على أسئلتنا وتساعدنا لنكون على المنهج الصحيح
[/align]

د. منذر أبوشعر 25 / 07 / 2013 54 : 01 AM

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته
 
اعتدنا أن نقرأ فرية الأخبار المغرضة القائلةأنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ظل يُسَبُّ و يُشتم على المنابر العامة في عهد بني أميةمن خلافة معاوية التي ابتدأت سنة 41 هـ ،وظلت تتردد على منابر بني أمية (على مرأى ومسمع من الصحابة وجيل التابعين الأول، الذين هم خير القرون) حتى أتى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حوالي سنة 99 هـ واستطاع أن يلغي هذا الشتم الذي استمر قرابة ستين عاماً ! (مع العلم أن عمر بن عبد العزيز لم يحكم سوى سنتين ونصف).
وهذه الدعوى اتُخذت سبباً موجباً لشتم معاوية والتعريض فيه بأقبح الصفات،بل للقدح فيه إلى حد التكفير .كما تعرضتْ كثير من الروايات التاريخية لهذه الحادثة، ولم يدقق من ساقها من صحة أسانيد أخبارها، ونقلوها كما هي من بعضهم البعض دون تدبر.
والحقيقة ،أنَّ جنداً من كلا الطرفين،في حرب (صفين)، شتم سيدنا علي وسيدنا معاوية، فتولدت هذه الكذبة ونشرها المغرضون وأمعنوا فيها تأليفاً، فتناقلتها كتب دون تمحيص أوإثبات .
فالتلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، فكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم. قال الأعمش: حدثناهم بغضب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاتخذوه ديناً (سير أعلام النبلاء 2/394).
فما شجر بين علي ومعاوية قد تم تضخيمه ونشره، واحتج الشيعة بكتبهم أن هذا السب لعلي كرم الله وجهه مذكور في صحاح الحديث، يريدون حديث مسلم في صحيحه ( باب فضائل علي ) ،من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟
فلايفهم من الحديث أن معاوية أمر سعداً بسب علي، لكن يظهر من الحديث أن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب علي، فأجابه سعد عن السبب ، فلم يغضب معاوية منه أو عاقبه أو تجبر عليه ، بل سكوته عنه هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً متجبراً يجبر الناس على سب علي، لما سكت عن سعد و لعاقبه و لأجبره على سبه. قال النووي: قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالا له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جوابٌ آخر. ولعل سعداً كان في طائفة يسبون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. وقالوا: ويحتمل تأويلا آخر، أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ.
وقد وصف ضرار الصدائي في حديثه عليَّ رضي الله عنه وأثنى عليه بحضور معاوية، فبكى معاوية.قال القرطبي: "وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعلى ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين والحلم وكرم الأخلاق. وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج مِنْ عنده مِنْ ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه.ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن،وعرف الحق لمستحقه ."
ونذكِّر ان الطبري قال في مقدمة تاريخه :فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة،ولامعنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنَّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا.
والحادثة التي ذكرها الطبري ويحتجون بها، وإسنادها تالف وفي رجالها كلام :
أنَّ علياًّ كان إذا صلى الغداة يقنت فيقول:اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً ! قال ابن كثير: ولا يصح هذا .
وتداول هذه الحكاية بعض المؤرخين، وتفننت من بعدهم الفرق الضالة في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها ونشرها دون أن ينكرها أحد ! إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز فأبطلها !
(انظر: مروج الذهب للمسعودي 3/41-42،وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/778-790، 5/752، 754، 759. والكامل للمبرد (نقلا عن شرح نهج البلاغة 1/778، ولم أجده في المطبوع من الكامل)، والرد على الإمامية للجاحظ (نقلا عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) والأحداث للمدائني، والعقد الفريد لابن عبد ربه ،والنصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98).
وأتى من بعدهم الكتاب المعاصرون فأثبتوها في كتبهم دون تمحيص.
(انظر :حسن إبراهيم حسن في تاريخه 1/323، والعقاد في كتابه عن معاوية ص14،والمودودي في " الخلافة والملك " ص 112-113، والتليدي في "فضائل الصحابة" ص159-160،والحجوي في " الفكر السامي " ص 54، وعبدالله النفيسي في كتابه " عندما يحكم الإسلام " ص 111 ، وحسن المالكي في كتابه "نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي" ص20 وما بعدها، وحسن السقاف في تعليقه على "دفع شبه التشبيه" لابن الجوزي ص 236، والتيجاني في كتاب "ثم اهتديت ص 106-107، 121، 169).
قال الشيخ الألوسي في كتابه صب العذاب على من سب الأصحاب : وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويُظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه، مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع. وقال الخضري: هذا باطل لا أصل له عنه.
كما نعلم أن معاوية انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن له، فاجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.
الأستاذة الأديبة سيدة النور هدى الخطيب:
لستُ (مرجعاً) دينياً أبداً، إنما هي طريقة (استدلال) ارتضيتها لنفسي بعد معاناة طويلة في كتب التراث. والخير كله لك، ويبقى صدق الحوار ( فالغاية وجه المعرفة ليس غير) .




الساعة الآن 48 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية