منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=4578)

رشيد الميموني 26 / 12 / 2008 24 : 05 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
أعترف أنني أقف مشدوها أمام غزارة الكلمات وانسيابها في عفوية و تلقائية .. ولا أخفي إعجابي البعيد كل البعد عن كل مجاملة ، بتنوع البوح و صيغ التلميح بذاك المجهول الذي يقبع في حنايا القلب متشبثا منصهرا في دمائه ..
الذكريات .. ملاذ لا بد منه حين تقسو الأيام و يهد الفراق ما كان مبنيا ..
ما أحوجني أن أتدثر بتلك الذكريات علها تدفء خلايا روحي من هذا البرد القارص الذي خلفه بعادك ، ما أحوجني لعناقها بعد أن فقدت حضن ذراعيك ، ما أحوجني أن أسكن فيها بعد أن غابت عني أهدابك وغاب عن سحر العين والرمش والكفين .
لكني أستشف لهفة لاسترجاع ما ضاع ..

لا لست عاطفية هذا اليوم لكن صبري نفذ وأنا التي لا تمل الإنتظار ولا تسأم البعد أعلن انني مللت صبري ومللت بعدي ومللت هروبي ومللت جبروتي واستعبادي وتسلطي ومللت أن أبقى كليوباترا وليلى تناديني وشهرزاد تهمس في أذني كفى بحق الله كفى .
في نفس الوقت أحس أن هذه النفس التي باحت بكل شيء ، انتبهت إلى أن لها عزة وإباء .. ولهذا فهي لن تخنع هكذا وبكل بساطة ..

ولكن إن كانت الأقدار معك فلترسلها لك أو تحضرك إليها أما أنا فصعب أن أتخلى عن عرش كليوباترا وصولجان من ورق لأهرب باتجاهك وأحطم كل الأسوار وأرتمي بين ذراعيك وأقول نعم كفى .
ميساء .. أطرب كثيرا حين أستمع - ولا أقول أقرأ - إلى صوت حروفك الشجي ونبض كلماتك .. تعودت على هذه الحروف الأنثوية .. ولا زلت عازما على مواصلة الرحلة معها ..
شكرا لك .. شكرا لحروفك التي تزداد تألقا و ... أنوثة .

ميساء البشيتي 22 / 01 / 2009 22 : 06 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
أخي العزيز رشيد

( ميساء .. أطرب كثيرا حين أستمع - ولا أقول أقرأ - إلى صوت حروفك الشجي ونبض كلماتك ..

تعودت على هذه الحروف الأنثوية .. ولا زلت عازما على مواصلة الرحلة معها ..)

ولأجل هذه الكلمات الطيبة التي دوما تشجعني وتحثني على متابعة هذه السلسلة

التي لم تر النور بعد سأدرج الآن السلسلة 11 اتمنى ان تنال اعجابك

أخي رشيد ...شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



ميساء البشيتي 22 / 01 / 2009 26 : 06 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 11


تعال نحلم


كنسمة حائرة أريد أن أفرّ عبر الأثير إليك وألقي برأسي المتعب بين يديك وأجهش ببكاء ترتعد من عويله صافرات الرعد حين تدوي برأس مدينة غافية على كتف الظلام .


أريد أن أبكي كما لم أبك في حياتي قط ، أريد أن أغسل بدموعي ذاكرة مشوهة وصورا ً معدمة لأيام مزقت سطورها وشتت حروفها وأُعلنت لتلك الذات الشقية أن الروح وحدها من يحق


لها أن تعشق وتحيا .


كان هذا قبل أن يأتيني نداؤك بالأمس مخضبا ً بالوجع منغمسا ً بالقهر ليصفع قلبي بكلمات مبتورة لن تقوى سيقانها العرجاء على الحراك وبأنفاس باردة هزيلة لن تجرؤ أظافرها المقلمة على طرق زجاج نافذتي وعزف أغنية المساء .


أنا وأنت بقية حلم يتقهقر خلف ضبابية اللحظة فتعال نكمل الحلم قبل أن تستيقظ امبراطورية الشمس فيتبدد ليل الحلم وينتشر النهار باسطا ً جناحي انتصاراته على ظهرحلم يتيم أذيبت


آهاته على ضوء شمعة ثكلى .


سأوقد شمعة الميلاد وأدعوك لحلم مُدّ بساطه على عجل وأفرش تحت قدميك أيها ( الرجعي بالحب ) وسائد الحب الرجعية بأنامل بلقيس ملكة سبأ التي سبقك إليها آلاف الرسل فعادوا بخفي حنين ورسائل غضب وسأنثر بوحي ومفردات عشقي على صدرك وشاحا ً ورديا ً مطرزا ً بالمعلقات السبع وأطبع على جبينك اسمي وعلى زنديك وشمي وعلى جفنيك مئات القبل .


سنفتح كتاب الحلم من آخره ونبدأ من النهاية بعد أن أحرقنا البداية بلفافات حمقاء مستعرة ومزقنا كل الجسور وهدمنا كل صوامع الحب ونثرنا زنابقها على سفوح جبال تائهة لتعصف بها رياح الجنون وتتغذى بفتاتها أفئدة النسور .


سنبدأ الحلم من لعثمة الحروف على شفتي تلميذة في حضرة شاعر يلقنها حروف العشق الأولى وأبجدية الغزل من الألف إلى الياء وسأدون برأس الصفحة اسمي واسمك وتاريخ حلم قُتل قبل أن يمنح شهادة الميلاد .


وسنحلم أنا بلقيس ملكة سبأ وأنت ( الرجعي في الحب ) أن عش الحب ما زال يجمعنا وما زالت أفئدتنا معلقة بحبال لم تقطعها جسورالمسافات ولم تمزقها أنياب النسور الجائعة ولم تذبها خيوط الشمس الحارقة ولم يبسط ذلك النهار جناحيه على كتف حلمنا اليتيم وينتشر بزهو يعانق صفحات المدى ، سنحلم أيها (الرجعي في الحب ) سنحلم ... فتعال .. تعال نحلم .

رشيد الميموني 22 / 01 / 2009 10 : 08 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
صدقت يا ميساء حين ذكرت أن خاطرتك هذه ستلطف الأجواء وأنت تضعينها بين المختارات الأسبوعية .. وقد أحسنت صنعا بذلك .. لأن كل واحد منا محتاج للحظات يحلم فيها نائيا عن كل ما ينغص عليه صفوه .. ليس الحلم بذنب .. بل علينا ومن واجبنا نحو انفسنا التي سيجها الكدر وتغلغل بين ثناياها الأسى ، أن نسرق لحظات لنحلم ونحضن أحلامنا ..
تعال نحلم .. بقدرما يضفي على النفس طمأنينة الحلم .. بقدرما يهدهدها وهي تلجأ إلى الآخر لتحلم معه ، بل لتتقاسم حلمه فيصير حلما واحدا .
خاطرة متخمة بالتعابير "الحالمة" .. دسمة بأحرف أنثوية تعشق الحلم ..
وسأنثر بوحي ومفردات عشقي على صدرك وشاحا ً ورديا ً مطرزا ً بالمعلقات السبع وأطبع على جبينك اسمي وعلى زنديك وشمي وعلى جفنيك مئات القبل .
لا أملك أمام قوة التعبير هذه و مخملية كلماته إلا أن أقول لك ميساء .. استمري و أخرجي حروفك كلها من جعبتك ولا تفكري يوما ما في هجرها أو جعلها تهجرك أو "تخونك" .. فأحرفك التي كانت في يوم من الأيام "خائنة" صارت لك اليوم أطوع من بنانك ..
رائعة يا ميساء .. ورائع شلال كلماتك الحالمة ..
بكل المودة .

محمد عبدالله 29 / 01 / 2009 04 : 12 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
وأخذنا كل حروفك وجمال بيانك وهمسات أحلامك وركبنا زورق نختال به فى لج عميق نتغنى فى ابتهاج فوقه وهو طليق لانخشى غضبة النوء ولا القاع السحيق حسبنا أن ملاك الحب يهديه الطريق فأنا بين حروفك ياميساء فى نشوة منها والله لاأفيق
العزيزة والكريمة / ميساء
أجمل الأحاسيس وأعظمها بقلوبنا هى ؟ السؤال عن الغائب
أشكر سؤالك عنى
اشكرك

ميساء البشيتي 04 / 02 / 2009 34 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
[quote=رشيد الميموني;29068]صدقت يا ميساء حين ذكرت أن خاطرتك هذه ستلطف الأجواء وأنت تضعينها بين المختارات الأسبوعية .. وقد أحسنت صنعا بذلك .. لأن كل واحد منا محتاج للحظات يحلم فيها نائيا عن كل ما ينغص عليه صفوه .. ليس الحلم بذنب .. بل علينا ومن واجبنا نحو انفسنا التي سيجها الكدر وتغلغل بين ثناياها الأسى ، أن نسرق لحظات لنحلم ونحضن أحلامنا ..
تعال نحلم .. بقدرما يضفي على النفس طمأنينة الحلم .. بقدرما يهدهدها وهي تلجأ إلى الآخر لتحلم معه ، بل لتتقاسم حلمه فيصير حلما واحدا .
خاطرة متخمة بالتعابير "الحالمة" .. دسمة بأحرف أنثوية تعشق الحلم ..
وسأنثر بوحي ومفردات عشقي على صدرك وشاحا ً ورديا ً مطرزا ً بالمعلقات السبع وأطبع على جبينك اسمي وعلى زنديك وشمي وعلى جفنيك مئات القبل .
لا أملك أمام قوة التعبير هذه و مخملية كلماته إلا أن أقول لك ميساء .. استمري و أخرجي حروفك كلها من جعبتك ولا تفكري يوما ما في هجرها أو جعلها تهجرك أو "تخونك" .. فأحرفك التي كانت في يوم من الأيام "خائنة" صارت لك اليوم أطوع من بنانك ..
رائعة يا ميساء .. ورائع شلال كلماتك الحالمة ..
بكل المودة .[/q

وانا يا رشيد لا املك ردا يوازي كل هذا الجمال

انا لا استطيع ان أعد بالمزيد من هذه الحروف

فانا منذ اول يوم كتبت فيه هذه السلسلة لم اكن اعلم

ماذا سيكون حالها وكل مرة اكتب فيها جزء أقول لنفسي هذه آخر جزء

لكني اصبحت متعلقة بها جدا وأشعر كأني لا أخبيء حروفي هنا بقدر

ما اخبي عمري كله .

رشيد شكرا لك ولكلامك الذي يثلج الصدر وينعش القلب واتمنى

ان ابقى انا وحروفي عند حسن ظنك ... ودمت بالف خير يا رشيد

ميساء البشيتي 04 / 02 / 2009 38 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله (المشاركة 29490)
وأخذنا كل حروفك وجمال بيانك وهمسات أحلامك وركبنا زورق نختال به فى لج عميق نتغنى فى ابتهاج فوقه وهو طليق لانخشى غضبة النوء ولا القاع السحيق حسبنا أن ملاك الحب يهديه الطريق فأنا بين حروفك ياميساء فى نشوة منها والله لاأفيق
العزيزة والكريمة / ميساء
أجمل الأحاسيس وأعظمها بقلوبنا هى ؟ السؤال عن الغائب
أشكر سؤالك عنى
اشكرك

أهلا يا محمد وعساك بالف خير

انا سعيدة انك متواجد في حروف انثوية

هذه احب النصوص الى قلبي وهي كما ترى لم تر النور بعد

احتفظ فيها لوقت مجهول بالنسبة لي ولكن انا اعتبرها ملاذا لي في الوقت الحالي

شكرا يا محمد وكن بالجوار دائما

ميساء البشيتي 10 / 02 / 2009 52 : 02 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 12


إني راحلة


هذه آخر كلماتي إليك ، أتمنى ألا تقرأها الآن كي يبقى الأمل يعيش بداخلك أنني هنا
ولم أرحل بعد .


ربما كنت تعيش على هذا الأملوربما كان وجودي لا يعني لك شيئا ًعلى الإطلاق .


ربما كان وجودك في الأصل وهما ً أنا زرعته في حديقة عمري كي تخضرّ أوراقها من جديد ،


لم أستطع أن أراها تذبل أمامي وتموت .. كان لا بد من وجود طيف يراقصها في ساعات
المساء الثقيلة .. يؤنس وحدتها بأحاديث الصباح .. يرتشف معها قهوة الظهيرة
.. العصر وساعات الغروب.


ربما كُنتَ وهما ً لونته بألوان مشرقة زاهية كي أحارب فيه موجات الضباب التي اجتاحت
أيام عمري كالجراد فلم تبق ِ لي فيه بصيص نور .


ربما زرعتك وهما ً في أنية الزهور كي أستنشق عبيرها كلما اختنق الجو برياح


داكنة لا تحمل في طياتها إلا الشر والحقد .


ربما نثرتك وهما ًعلى سطوري كي أقرأك في لحظات الغياب فأراك في زهوة الحضور


وأسمع رنة كلماتك تخترق جوفي المتيبس وتنثر نداها في مرارة حلقي فأستطيع في حينها


أن أبتلع ريقي وأبتلع غصة كبيرة هي وهمٌ أنت .


وهما ً كنت أم سرابا ً حديقة عمري لم تعد تعنيني ؟ لم أعد أرغب بتجميلها


.. لم أعد أرغب بمراقصة طيفك في ساعات المساء .. أحاديث الصباح انتهت .. قهوة الصباح
والظهيرة وما قبل الغروب بردت .. لم يشربها معي أحد .


إني راحلة وكما بدأت أول حرف هنا أنهيه .. من قلبي على ورق .. لا أحتاج وساطة


بينك وبين قلبي فأنت منه وله وهذه الحروف هي لك إقرأها على مهل .. ما زال العمر


أمامك وربما تحتاجها في يوم ما تزرعها وهما ً في حديقة عمرك


أما أنا فإني راحلة .

رشيد الميموني 11 / 02 / 2009 22 : 01 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
ربما كان من باب التسرع أن نفسر كلمة الرحيل هذه بمعناها المعروف .. لأننا أمام رحيل يشبه هروبا .. لكنه ليس هروبا بالمعنى السلبي .. هو خلود لعزلة قصد التأمل في ما مضى و ربما في ما سيأتي .. و في انتظار ذلك سيكون الرحيل .. رحيل الذات إلى ذاتها .. تنعم بالهدوء و الطمأنينة والدفء ريثما تلتقط أنفاسها .. وهي من أجل أن "تهرب" ، تلقي اللوم والعتاب .. تؤنب و توبخ .. قد يكون هلذا الوم و هذا العتاب عن وعي أو عن غيروعي .. لكن الواضح أن هناك خيبة أمل وشعور بالإحباط من وراء هذا الذي اعتبر وهما وطيفا .. لكنه في الحقيقة ليس كذلك .. إن هي إلا استراحة قليلة للنفس ويتبدد الرحيل .. ولن تبقى منه سوى ذكرى .. فقط ذكرى التفكير فيه وليس تنفيذه .
ميساء .. خاطرتك وإن كانت غيوم الرحيل تسدل عليها ستارا قاتما ، فإن إبداعك جعلها مشرقة ..
دمت بهذا التألق .

ميساء البشيتي 27 / 03 / 2009 03 : 08 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 13


لعبة الأستغماية


أنا اغمض عيناي وأنت تختبىء ثم أبحث عنك حتى أجدك .. أنت تغمض عيناك وأنا أختبىء ثم تبحث عني حتى تجدني .. لعبة الأستغماية .. مللت لعبة الأستغماية .. مللت اختباءك .. مللت البحث عنك .


أشتقت لسكب أحاديثي في قلب أذنيك ..أشتقت لهمسك يقع على نبضات قلبي فتهتز في مكانها .. تذهب يمينا ً بدلا ً من اليسار .. تخرج عن مسارها .. تضطرب .. توشك على الهلاك ..لا يهمني .. المهم أن همسك وقع على قلبي .


في كل مرة تختبئ فيها أتجلد بالصبر .. أتحلى بالشجاعة .. أرتدي قناعي الضاحك الملون بألوان الفرح ليغطي مساحة الحزن في وجهي وأتنقل في هذا العالم وحدي .. هذا العالم الذي تختفي منه كل الألوان باختبائك فيصبح لون الحداد لونه .. أبيض وأسود .. وعلي ّ أنا الغارقة في هذا الحداد أن أرسل ضحكة يتزلزل لها الكون حتى تصلك فتهتز لها وتحضر على عجل .


مللت الأستغماية .. مللت الأختباء .. مللت الأبيض والأسود .. مللت النظر إليك من ثقب الباب .. اشتقت إليك ..أشتقتك .. أشتقت لتجاذب أطراف الحديث معك ..اشتاق حبري لرسم اسمك فوق أوراقي .. اشتاقت وجنتاي لتحمران خجلا ً في حضورك .. أشتاق قلبي لينتفض بين ضلوعه حين تهب نسمة تحمل شذى عبيرك .. اشتاقت عيناي التفرس في ملامح وجهك .. الصمت في حضرة صمتك .. أشتقت .. أنا اشتقتك ..


أما أشتقت أنت ؟؟؟

ميساء البشيتي 30 / 03 / 2009 35 : 02 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 30234)
ربما كان من باب التسرع أن نفسر كلمة الرحيل هذه بمعناها المعروف .. لأننا أمام رحيل يشبه هروبا .. لكنه ليس هروبا بالمعنى السلبي .. هو خلود لعزلة قصد التأمل في ما مضى و ربما في ما سيأتي .. و في انتظار ذلك سيكون الرحيل .. رحيل الذات إلى ذاتها .. تنعم بالهدوء و الطمأنينة والدفء ريثما تلتقط أنفاسها .. وهي من أجل أن "تهرب" ، تلقي اللوم والعتاب .. تؤنب و توبخ .. قد يكون هلذا الوم و هذا العتاب عن وعي أو عن غيروعي .. لكن الواضح أن هناك خيبة أمل وشعور بالإحباط من وراء هذا الذي اعتبر وهما وطيفا .. لكنه في الحقيقة ليس كذلك .. إن هي إلا استراحة قليلة للنفس ويتبدد الرحيل .. ولن تبقى منه سوى ذكرى .. فقط ذكرى التفكير فيه وليس تنفيذه .
ميساء .. خاطرتك وإن كانت غيوم الرحيل تسدل عليها ستارا قاتما ، فإن إبداعك جعلها مشرقة ..
دمت بهذا التألق .

اخي الطيب رشيد

لم أرد عليك في حينها لأنني ظننت أنني لا أملك إلا الرحيل

وكنت أخمن في حينها أن كلامك نوع من بث الطمأنينة

لذلك التزمت الصمت .. لكن اليوم بعد أن صدق حدسك وكانت زوبعة في فنجان

وكانت سلسلة 13 تؤكد هذا فكان لا بد أن أخبرك أنه يجب علينا التروي في لحظات الغضب

وأن هناك أبوابا ليس من السهل إغلاقها لذلك الرجوع إلى الحق فضيلة

الف شكر اخي الطيب رشيد على قرائتك لي ومؤزارتك وتشجيعك الدائم لي وعلى تواصلك

الطيب الذي له أجمل الأثر في نفسي .. شكرا لك ودمت في غاية التألق .

د. ناصر شافعي 30 / 03 / 2009 48 : 07 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرا إمرأة
 
أبداً لن يكون الصمت هو مقبرة الأيام القادمة .. مادامت هناك كلمات نابضة حية .. تأتي من فكر مبدع

ميساء البشيتي 03 / 04 / 2009 32 : 05 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
أخي العزيز د. ناصر شافعي

اهلا بك اخي وبمرورك العطر الجميل

شكرا ً على الكلمات الرقيقة بحق سلسلة حروف انثوية

وعلى تواصلك البهي والرائع والدائم

اتمنى لك كل السعادة والنجاح والتوفيق

ميساء البشيتي 03 / 04 / 2009 06 : 06 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 14
انكسار
لم أنكسر يوما ً .. لم أعرف طعم الانكسار .. لم أتذوق مرارة الانكسار .. كنت أتحدى الهزائم .. كل الهزائم .. بقلب من حديد كنت أقلب صفحة الهزيمة من يومي كما أقلب صفحة قديمة في دفتري .. لا أنظر بين سطورها .. لا تستوقفني علامات الهزيمة بداخلها .. ربما لم أكن أنتصر .. لكنني لم أنحنِ قط أمام هزيمة .. لم تلكني عقارب الانكسار .
اليوم أتاني صوتك حزينا ً .. منكسرا ً .. محملا ً بهزائم العالم بأكمله .. متى اخترقتك كل هذه الهزائم .. هل كنت تختزنها بداخلك .. كيف تفجرت اليوم فكسرتك وأنت الشامخ شموخ الجبال .. كيف هزمتك ؟
كيف تسللت إليك ونالت من صمودك .. من صبرك .. من تحديك .. من إصرارك وأنا التي كنت أركض إليك .. ألتمس منك الصبر والصمود .. أتعلم الإصرار والتحدي .. كيف نالت منك ؟
" لا تغيبي " .. كانت هذه عبارتك التي لا تنفك ترددها بحزن .. بإنكسار .. بألم .. ربما لم أتمكن من رؤية الدموع تنسكب على وجنتيك لكنني شعرت بها تنسكب في قلبي فتلهب نيرانها ما تبقى في جوفي من كلمات .. رمادا ً باتت الكلمات في حلقي وتبعثرت على شفتي .. لم أجد حرفا ً واحدا ً أبثك إياه .. فقدت النطق .. خرست .. ذهلت ..
أنا لن أغيب لأنني أعلم علم اليقين أنني فيما لو غبت عنك هذه المرة لن تبحث عني .. إنكسارك كان يملؤك .. لن أجد فيه مساحة ولو ضئيلة أتسلل منها فأضيء جدران هذه العتمة التي أرخت سدولها على نهارات أيامك فتساوت عندك اللحظات .. ليل يلده ليل وأنا التي أنتظر فيك الفجر .. الصبح .. الإشراق .. الأمل .. النور .. لم يعد لديك إلا الظلام ..
هل أبقى .. هل أبقى مع كل هذا الليل .. هل أغيب .. هل أغيب وأتركك تجتر هزائمك التي هي هزائمنا معا ًوانكساراتك التي هي انكساراتنا سويا ً هل أتركك تجتر هزائمنا وانكساراتنا وحدك ؟
هذا الليل يخيفني .. هذه العتمة تخنقني .. إنكسارك يذبحني .. لا أعلم هل أستطيع البقاء .. لا أعلم هل أستطيع الفرار .. فأنا لم أعتد أنا أحيا بدونك .. لم أعتد الحياة بدونك .. ولم أعتد أن أنكسر أبدا ً فكيف أطوي صفحة الهزائم وكيف أكسر أعواد الإنكسار .. كيف أمنعها أن تلوكني وتلفظني كجيفة على هامش الحياة .. كيف أكسر إنكسارك وأطوي هزائمك كصفحة قديمة بالدفتر ثم نمضي ..كيف ؟

ناجية عامر 04 / 04 / 2009 55 : 04 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
[align=center]
الأستاذة ميساء، أنا التي أحس بالانكسار و الهزيمة أمام هذه الحروف الأنثوية التي لم أحظى بتصفح مجموعة سلسلاتها الرائعة لأنني
لا زلت لم أجيد البحث في نور الأدب و أذهب دائما للمشاركات الجديدة.

أما عن السلسلة 14، رائع ما جاد به قلمك و ليس الفرار هو الحل لازم من المواجهة و تقاسم الحلو و المر مع من تجمعك به الحياة لأن دونكما معا لم تستمر هذه الأخيرة.

رائع ما تكتبين دمت بألـــــف خيــــــــــر
[/align]

ميساء البشيتي 07 / 04 / 2009 47 : 07 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
العزيزة ناجية

غمرتيني بلطفك الجم ايتها الرقيقة الغالية

شكرا على مرورك الجميل وتواصلك الرائع

شكرا على العبارات الجميلة والرقيقة التي تمطريني بها

كله من ذوقك ولطفك يا غالية

لك مني كل الحب .. كل الإحترام .. كل التقدير

ميساء البشيتي 07 / 04 / 2009 50 : 07 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 15
أكره نفسي
أكره نفسي حين أرى دمعتك تنسكب على وجنتيك فلا أمرّ عليها بأنامل ضعفي .. لا أمرّ على قلبك المتيبس فأرطب جوفه بكلمة حب تروي ظمأه .. تقتل حيرته .. تبدد قلقه .. تمزق أرقه .
أكره نفسي .. أكره تناقض ذاتي .. أكره هذا التناقض الذي تعتمل براكينه في روحي .. أكره تقلب الفصول وزوبعة الأعاصير وتصارع حبات المطر على زجاج نافذتي .. أكره أن تزرعني ياسمينة في أصيص روحك فأنبت صبارة على جفنيك .
أكره نفسي حين أصافح وجهي بالمرأة فأراك ترتسم في بؤبؤ عيني ..أهرب منك .. أفرّ قبل أن تستيقظ في قلبي .. أتركك تتلظى بنار الحيرة .. نار الشوق .. نار الألم .. ولا ألتفت إليك .
أيا امرأة تسكنها كلّ نساء الأرض .. كلّ شياطين الأرض .. كلّ الجان .. كلّ السحرة ..
أنت كل النساء لدي .. أنت امرأتي .
أنا .. أنا امرأة تسكنها كل ّخيبات نساء الأرض .. أمضي في قلبك المفطور فلا أجزع .. لا أقف عند زاوية فأرجع .. لا أداوي حيث أجرح .. لا أربت على أكتاف قهرك .. لا أنحني لسهام قلبك .. ولا أغادرك فتهنأ .
أكره نفسي .. لأنني امرأة نبتت في حقل من الألغام .. جبلت على الكرّ والفرّ ..
جبلت على الحذر والخوف .. على الهروب من عيني ّ عاشقها ..
أنا امرأة لن تحبك .. لن تكرهك .. لن تقبلك .. لن ترفضك .. لن تكون لها .. لن تكون لك ..
أنا أكره نفسي .

ناهد شما 08 / 04 / 2009 27 : 05 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 

المرأة مثل العشب ناعم ينحني للنسيم ولكنه لا ينكسر للعاطفة
فالمرأة أحياناً تقوم بدور البطولة إلى جانب الرجل في أكبر مسرحية هي الحياة ويبقى الحديث عنها مادام القلم يسطر والأفواه تنطق , فالرجل لربما لا يدرك أحياناً !!!!!!! معنى أن تنكسر المرأة , بالواقع لدى المرأة فلسفة للألم مختلفة عن الرجل ومنطق الحب ايضاً لديها مختلف , ولكن أن ينكسر الرجل روووووووووووووووعة
مشهد رائع لا أريد أن أصمت أمامه , فالصمت محرض ولا أجد كلمات أنقشها إلا أن كلماتك تخطت حاجز الصمت وتخطت الروعة وتمادت في التألق

دمت غير منكسرة

علي هادي 12 / 04 / 2009 28 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
مساء الخير
استاذة ميساء
اسمحي لي ان اكتب شيئا هنا
مساء الخير
تعالي نتبادل العشق

اقلبي ارق ام قلبك
اعشقي اوله ام عشقك
سيدتي
لن اكون بيدق في رقعتك
لن اكون ضيفا في عمرك
ولكنك اختري الرقعة ولم تختاري الاحجار
اخترتي الاستفهام
اخترتي اللاعشق
والان
اين اسمك بين النساء
هل تيقنت انك الاولى
لو لم تكوني الاولى
لسجدت لآدم ولكني قررت السجود لحواء
فكوني حوائي
لاتختاري عشقي فأنه بركان
لاتختاري عشقي فأنه الحاد
كوني بين وبين
كوني حوائي حين تزهر ايامي
لن تورق شجرة عندي الا بسلطاني
احببتك رغما
احببتك وانت في حضن ادم غيري
عشقتك بعشقي المجنوني
تبتعدين
تهربين
ترجعين
لرجل لايعرف سوى عشقك
تعالي نتبادل العشق
مارئيك ؟
.................................................. .................................................. .........................

هذه الكلمات مهداة الى انسانة تستحق كل حرف
اتمنى ان تليق هذا المحراب
شكرا
اسف على الازعاج

ميساء البشيتي 15 / 04 / 2009 11 : 06 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 33464)
المرأة مثل العشب ناعم ينحني للنسيم ولكنه لا ينكسر للعاطفة
فالمرأة أحياناً تقوم بدور البطولة إلى جانب الرجل في أكبر مسرحية هي الحياة ويبقى الحديث عنها مادام القلم يسطر والأفواه تنطق , فالرجل لربما لا يدرك أحياناً !!!!!!! معنى أن تنكسر المرأة , بالواقع لدى المرأة فلسفة للألم مختلفة عن الرجل ومنطق الحب ايضاً لديها مختلف , ولكن أن ينكسر الرجل روووووووووووووووعة
مشهد رائع لا أريد أن أصمت أمامه , فالصمت محرض ولا أجد كلمات أنقشها إلا أن كلماتك تخطت حاجز الصمت وتخطت الروعة وتمادت في التألق


دمت غير منكسرة

غاليتي استاذة ناهد

صدقت يا عزيزتي فالمرأة تنحني أمام النسيم الذي لا يحني وردة

ولكنها عند العاطفة تقف كالجدار صعب ان تنكسر او تلتوي

ومع كل هذا هي قادرة على بث الدفء والحب والحنين

شكرا غاليتي على المرور البهي والمشرق الذي انعش هذه الكلمات

ودمت يا ناهد بكل السعادة .. بكل الهناء .. بكل النجاح .. :sm113::sm113::sm113:


ميساء البشيتي 15 / 04 / 2009 14 : 06 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي هادي (المشاركة 33901)
مساء الخير
استاذة ميساء
اسمحي لي ان اكتب شيئا هنا
مساء الخير
تعالي نتبادل العشق
اقلبي ارق ام قلبك
اعشقي اوله ام عشقك
سيدتي
لن اكون بيدق في رقعتك
لن اكون ضيفا في عمرك
ولكنك اختري الرقعة ولم تختاري الاحجار
اخترتي الاستفهام
اخترتي اللاعشق
والان
اين اسمك بين النساء
هل تيقنت انك الاولى
لو لم تكوني الاولى
لسجدت لآدم ولكني قررت السجود لحواء
فكوني حوائي
لاتختاري عشقي فأنه بركان
لاتختاري عشقي فأنه الحاد
كوني بين وبين
كوني حوائي حين تزهر ايامي
لن تورق شجرة عندي الا بسلطاني
احببتك رغما
احببتك وانت في حضن ادم غيري
عشقتك بعشقي المجنوني
تبتعدين
تهربين
ترجعين
لرجل لايعرف سوى عشقك
تعالي نتبادل العشق
مارئيك ؟
.................................................. .................................................. .........................

هذه الكلمات مهداة الى انسانة تستحق كل حرف
اتمنى ان تليق هذا المحراب
شكرا
اسف على الازعاج


أخي الكريم علي هادي

كلمات جميلة تستحق الشكر والثناء

اهلا بك على متصفحي ودمت بكل السعادة والهناء

:sm113:

ناجية عامر 16 / 04 / 2009 19 : 02 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
[align=center]
الأستاذة العزيزة ميساء

ما أروع السلسلة 15 و كره هذه المرأة لرجل ينكسر أمام عينيها بدموعه المتهاطلة على خديه، يبكي ألمه و نار شوقه فلا تلتفت اليه
ولا تنحني لسهام قلبه.

رائع أديبتنا الغالية ميساء:sm5::sm5::sm5:
دمت مرفوعة الرأس
[/align]

ميساء البشيتي 18 / 04 / 2009 26 : 10 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اختي الحبيبة ناجية

نعم غاليتي الانكسار صعب ومؤلم للطرفين

ولا احد يحب ان يرى الآخر منكسرا .. لذلك يجب علينا مقاومة الانكسار

حتى لا نكسر الآخرين معنا

شكرا لك عزيزتي ناجية وشكرا لتواصلك الذي يبهج قلبي

ودمت بكل المحبة

ميساء البشيتي 18 / 04 / 2009 27 : 10 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 16
أبجدية
كم مرة أطلقت عليك الرصاص وحكمت عليك بالموت في ذاكرتي وقلبي وأشيائي؟
كم مرة ستأتيني تحبو على أرصفة النسيان تحمل بين يديك أبجدية جديدة تعلقها غمزة حب على نحري ؟
كم مرة سأمضي معك إلى بلادك البعيدة .. أجوبها معك.. أعيش معك كل تفاصيلها .. أشرب قهوتي هناك على رصيف عينيك وأروي ظمأي من زلال كلماتك وأتيه معك في خمائل العشق الجميلة ؟
هناك تشكل لي وردة حمراء بين خصلات شعري وتطوق عنقي بأكاليل من الياسمين .. تسقيني بيديك قطرات الحب وأرتشف من عينيك ما بخلت به عني .. وأمضي أنا وأنت في رحلة مجنونة نلاحق عصافير الغابات .. نقبض على فراشات الربيع .. نمسح ما علق بأرجلنا من جليد السنوات .. نتتبع أسراب الحمام نقتفي إثر رسائل الحب والسلام .. وعندما يحل الظلام أعود إلى مدينتي لأستقبلك من جديد في أحلامي .. كأنني ما ارتويت منك طوال رحلتي وما شبعت .
لكنك كعادتك كثير الأسفار .. ما تلبث أن تحمل حقيبتك وبعضا ً من أشعاري وتلقي إلي بقبلة على عجل وترسم على جبيني عنوان سفر قادم ..
وأطلق عليك رصاصة الموت وأودعك وداع الموتى .. لتعود من جديد على رصيف جديد تحمل أبجدية جديدة تعلقهاعلى نحري وقلبي ولساني .
كم مرة سأطلق عليك الرصاص ولا تموت .. وأموت أنا ألف مرة في سنوات الانتظار ؟
أموت وأموت ولا أتعلم بعد أن الموت إن لم يكن على صدرك وبين يديك ليس موتا ً إنما هو إحدى خدع هذه الحياة .

لانا راتب 18 / 04 / 2009 51 : 11 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
غاليتي ميساء

كأننا نمارس الحزن على سياط الحروف ..وللهول أنها أحياناً ...تجلدنا

ثم نمارس ( رغماً عنّا ) فعل الحب كعادة ٍ يومية روتينية

لنجابه بقسوة الغياب بينما حرائقنا تنمو كأشجار الغاب

غاليتي

كلنا أرامل الفرح ..وزوجات الحزن بلا منازع

..........................

كانت الكلمات أقوى مني، تدفقت لأنها كانت تعاني الإختناق بينما أقرأ كلماتك

كل الشكر

لقد أطلقت سراحها بعذوبة همساتك

دامت لك الرقة

مودتي خالصة

ميساء البشيتي 23 / 04 / 2009 50 : 07 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لانا راتب (المشاركة 34361)
غاليتي ميساء

كأننا نمارس الحزن على سياط الحروف ..وللهول أنها أحياناً ...تجلدنا

ثم نمارس ( رغماً عنّا ) فعل الحب كعادة ٍ يومية روتينية

لنجابه بقسوة الغياب بينما حرائقنا تنمو كأشجار الغاب

غاليتي

كلنا أرامل الفرح ..وزوجات الحزن بلا منازع

..........................

كانت الكلمات أقوى مني، تدفقت لأنها كانت تعاني الإختناق بينما أقرأ كلماتك

كل الشكر

لقد أطلقت سراحها بعذوبة همساتك

دامت لك الرقة

مودتي خالصة

غاليتي لانا

نحن عندما نكتب لا نطلق سراح أنفسنا من قيدها فقط بل نطلق سراح

كل الحروف الأسيرة .. لذا فلا عجب أن تبوحي حينما أبوح أنا فالحروف

التي تجمعنا وتربطنا أصبحت حرة طليقة وبإمكانها أن تقول كل ما تحجبه

النظرات وتحتجزه الشفاه وتفضح ما يعتمل داخل الفؤاد من حرائق

إذا يا لانا موعدنا في كل يوم مع الحرف كي ينطق عنا

الف شكر يا غاليتي وكوني بالجوار عما قريب سأحرر حروفا ً أخرى

ميساء البشيتي 25 / 04 / 2009 09 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة17
شبعت ُ موتا ً
شبعتُ موتا ً .. شبعتُ موتا ً في غيابك الأخير ..
شبعتُ من مصافحة وجوه البشر علني أجد فيهم من يشبهك ..
شبعتُ من صفعي لقلوبهم حين ترميني سهام نظراتهم بشيء من الحب ..
شبعتُ من تحريكهم كعرائس الدمى على مسرح غيابك ..
أما آن لك أن تعود ؟
قد قتلتنا المسافات البعيدة .. أما خشيتَ الموت في منتصف الطريق ؟
إذا ً إقترب حرفا ً وأنا سأقترب حرفا ً آخر ..
ثم نلتقي هنا ما بين الحروف .
أعلم أنه صعب عليك الإقتراب ؟ لكن لماذا أصبح صعبا علينا الإقتراب ؟
لماذا مزقنا بحماقاتنا وسكين كبريائنا الأهوج
كل النقاط .. كل الفواصل .. كل الحروف ؟
كيف لم نحتفظ لنا في غابة الحب الجميلة بعصفور واحد .. يردد لنا أغنية اللقاء الأول ..
أغنية الحب التي تاهت منا في دروب هذه الغابة .. لماذا لم نقبض على حروف الحب جيدا ً؟
أفلتت من بين أيدينا كل االحروف .. لم يعد في جعبتي إلا نظرات حائرة أوجهها إليك .
أنت الوحيد الذي يجيد طرح علامات الإستفهام عند نهاية الكلام .. أما أنا فأجيد فقط الإندهاش ..
الغضب .. الهروب .. الإنزواء ..
تحرك إذا ً وألقِ ِ إلي بعلامة استفهام جديدة .. تقلب هذا الموت إلى حياة ..
أنا شبعتُ موتا ً .. أما شبعتَ من البعاد ؟
مات آخر من كان يشبهك .. أغرق في دمعي حين أسمع صوته
يأتيني من المقابر .. يوقظ فيّ صوتك الأجش حين كان يهمس لي أحبك
أخشى أن يقع نظري على صورته ملقاة في خزانة عمري .. أرتعد من خوفي عليك ..
أخشى عليك من الموت .. أخشى زيارة المقابر .. لا تمت الآن
ليس وقت الموت الآن .. ألق ِ إلي بعلامة استفهام تعيد إلي الحياة ..
أنا شبعت ُ موتا ً ألقِ ِ لي بالحياة .

ميساء البشيتي 28 / 04 / 2009 49 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 


سلسلة 18


حماقات صغيرة


صفعت الباب بقوة وزجرت كل حماقاتي .. قررت اعادة الحروف فوق السطور وعدم بعثرة القوافي واختصار المسافة بين الألف والياء .

لا داعي لتنوين الضم طالما غيوم السكون تغلف سماء الكلمات .

أنا لا أسكن بين الحروف .. لا أبحر إليها من جزر القمر .. لا آتيها من شطآن الفضاء .

أنا أكتب حروفا ً على ورق .. لكنني لست امرأة من ورق .. وأنت لست تمثالا ً أعلق عليه الحروف الجامدة والممنوعة

من الصرف حتى إشعار آخر .

كنتَ في انتظاري

في عودتي الأخيرة من إحدى حماقاتي

لم تثر في وجهي

فلقد لكمتك بزيف الكلمات

تعبت من الكذب .. من الخداع .. من الزيف

أما تعبتَ من ملل الانتظار ؟

في الغد سآتيك مفرغة من كل شيء

لا أحمل بين يديّ سوى حماقة صغيرة

أتبعتها اليوم بحماقة صغيرة

وسأتبعها بالغد بحماقة صغيرة

ماذا تريد من امرأة تهوى الحماقات الصغيرة ؟

ماذا تنتظر من امرأة الحماقات الصغيرة ؟

إرحل

سترحل فيما بعد .. لن تطيق كل هذه الحماقات

إرحل اليوم .. الآن .. في هذه اللحظة

فأنا عائدة من آخر حماقاتي

هشام البرجاوي 28 / 04 / 2009 42 : 11 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
الأستاذة ميساء...أنت تسكبين عليه جرعات أنوثة ساحرة....فلماذا سيتبعد...لماذا تداعبين الإبتعاد لديه؟ بل أمام سيل هذه الحماقات....هذه الجرعات الأنثوية سيرتوي.....سيعيش...أنت أيضا أستاذة ميساء سعيدة جدا بوجوده....في مقطع من نصك الشاعري الجميل تقولين إنك نسجت حماقة الأمس...و ينتابك استعداد نسج حماقة الغد...و في آخر النص تقولين بأنك تنتشلين نفسك من آخر الحماقات؟؟؟؟
إنه ارتباك السعادة...
مع تحياتي

ميساء البشيتي 29 / 04 / 2009 05 : 03 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرجاوي (المشاركة 34983)
الأستاذة ميساء...أنت تسكبين عليه جرعات أنوثة ساحرة....فلماذا سيتبعد...لماذا تداعبين الإبتعاد لديه؟ بل أمام سيل هذه الحماقات....هذه الجرعات الأنثوية سيرتوي.....سيعيش...أنت أيضا أستاذة ميساء سعيدة جدا بوجوده....في مقطع من نصك الشاعري الجميل تقولين إنك نسجت حماقة الأمس...و ينتابك استعداد نسج حماقة الغد...و في آخر النص تقولين بأنك تنتشلين نفسك من آخر الحماقات؟؟؟؟
إنه ارتباك السعادة...
مع تحياتي

اخي استاذ هشام البرجاوي

انا أسكب عليه جرعات أنوثة ساحرة وأحتاج أن يغرقني جرعات رجولة

لا يكفي أن يجلس وينتظرني حتى أعود من إحدى الحماقات .. لأبرر له.

إن لم يتدفق مع الكريات الحمراء في دمي ويختبىء بين مسامات جلدي

ويطارد أنفاسي في شهيقها وزفيرها فأنا لا أريده ..

رأيك جميل جدا ً أخي استاذ هشام .. صراحة أنا مبهورة بأنك حسيس وشفاف

إلى هذا الحد الكبير .. هذه صفة جميلة بالرجل .. أهنئك عليها واتمنى لك ايام مثل الفل .

رشيد الميموني 01 / 05 / 2009 29 : 12 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
هي رحلة حقيقية على متن قارب يعلو ويهبط على إيقاع الموج الثائرتارة والهادئ تارة أخرى .. مد وجزر .. كر و فر .. إقدام وإحجام .. هكذا تراءت لي هذه السلسلة في حلقاتها الأخيرة ابتداء من الحلقة 14 .. العنوان العريض الذي يمكنني إعطاءه لهذه الأمواج العاتية هي الحيرة .. فبقدرما تثور النفس و تتخيل أقصى درجات القسوة والتنكيل بالآخر، بقدرما تتوهج مندفعة إلى الأحضان لتثوروتبكي و تفعل كل شيء .. تطالب بالرحيل ثم تسرع سادة الطريق .. تصب جام غضبها فيرتد الغضب إلى النفس ذاتها . تتمنى له الموت فتموت قبله .. إنها الحيرة حقا .. لكنها محاولة لا أقول يائسة لجعل ذاك الذي صارقدرا لا مفرمنه يحس بهذا القلب الذي لا ينبض إلا بنبضه و يشعر بهذه النفس التي لا تعيش إلا من اجله .. فقط هي مطالبة بأن يفهمها على حقيقتها .. ويوليها ما تستحقه من اهتمام .
ماذا عساي أن اقول أختي ميساء عن كل هذا السيل الجارف من الحروف الوهاجة سوى أن حدتها في تصاعد .. وفي تصاعد حدتها يتصاعد معها توهجها و تألق تعابيرها .. إنها باختصار ملحمة توغل بنا في متاهات العشق الراقي الجميل ..
شكرا .. لأنني أستمتع .

ميساء البشيتي 16 / 05 / 2009 57 : 09 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 35128)
هي رحلة حقيقية على متن قارب يعلو ويهبط على إيقاع الموج الثائرتارة والهادئ تارة أخرى .. مد وجزر .. كر و فر .. إقدام وإحجام .. هكذا تراءت لي هذه السلسلة في حلقاتها الأخيرة ابتداء من الحلقة 14 .. العنوان العريض الذي يمكنني إعطاءه لهذه الأمواج العاتية هي الحيرة .. فبقدرما تثور النفس و تتخيل أقصى درجات القسوة والتنكيل بالآخر، بقدرما تتوهج مندفعة إلى الأحضان لتثوروتبكي و تفعل كل شيء .. تطالب بالرحيل ثم تسرع سادة الطريق .. تصب جام غضبها فيرتد الغضب إلى النفس ذاتها . تتمنى له الموت فتموت قبله .. إنها الحيرة حقا .. لكنها محاولة لا أقول يائسة لجعل ذاك الذي صارقدرا لا مفرمنه يحس بهذا القلب الذي لا ينبض إلا بنبضه و يشعر بهذه النفس التي لا تعيش إلا من اجله .. فقط هي مطالبة بأن يفهمها على حقيقتها .. ويوليها ما تستحقه من اهتمام .
ماذا عساي أن اقول أختي ميساء عن كل هذا السيل الجارف من الحروف الوهاجة سوى أن حدتها في تصاعد .. وفي تصاعد حدتها يتصاعد معها توهجها و تألق تعابيرها .. إنها باختصار ملحمة توغل بنا في متاهات العشق الراقي الجميل ..
شكرا .. لأنني أستمتع .

اخي العزيز رشيد

هذه السلسلة هي حالة رصد للمشاعر .. المشاعر لا تسير على وتيرة واحدة

والا لتجمدت هذه الحياة .. المشاعر كما تفضلت بين اقدام واحجام .. كر وفر ..

فتور وغليان .. لذلك تجدها في لحظات سلسلة من المشاعر الحالمة .. الهادئة

وتجدها في أخرى أتون .. يغلي .. يحترق .. يستعر وأنا ما بينهما

الف شكر يا رشيد على هذه القراءة العميقة والجادة والتي هي أيضا ً

رصد لهذه السلسة فعندما أرى الإعجاب في عينيك أتشجع للبوح بسلسلة أخرى

اتمنى لك كل السعادة والهناء يا رشيد وكون بالف خير .

:nic2:

ميساء البشيتي 17 / 05 / 2009 22 : 08 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 19

خطوة

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .. وأنا يفصلني عنك كم ألف ميل ؟
كم ألف خطوة أحتاج كي أقترب منك أكثر فأكثر .. كي أتوحد فيك .. كي أكون أنت وتكون أنا ؟
يا من خُلقتَ لي .. وخُلقتُ لك .. يا من خُلقتَ لأجلي وأنا ما خُلقتُ إلا لأجلك ..
كم تُهتُ من قبلك وكم تعثرت .. وما ظننت في يوم أنك هنا تقف في باب القلب ؟
أمتطي رحلة التيه في شرق الأرض وأعتلي صهوة الغياب في غربها .. أبحث عن طيفك المزهو
في وجوه مصفرة .. أتأمل ابتسامتك الساحرة عبر وجوه كالحة ..
أعلمُ أنني على موعدٍ معك .. مذ ولدت .. مذ خُلقت .. مذ عانقت أنفاسي هذه الحياة ..
وأنا على موعدٍ معك .. وأنتظرك .
أبحث عنك تارة .. ويحتلني اليأس أطوارا ً .. أتعثر في خطواتي .. أسترسل في حماقاتي ..
وأبرر لنفسي .. "كل شيء في سبيلك يهون" .
أبتعد وأقترب وألتف على هذا الكون بكل ما أمتلك من مهارات أنثى .. ولا أجني سوى خيبات الأمل ..
وعندما يقتلني اليأس أمني نفسي بأنك كنت تستحق هذه المغامرة ..وأن انكساراتي وانهزاماتي
في البحث عنك هي انتصارات وأني سأتوجها بك .. في العثورعليك .
وتمر أعوامٌ .. بأيامها .. بلياليها .. بفصولها .. بحزنها .. بفرحها .. وأنا لا زلت أنتظرك ..
أبحث عنك .. أغامر .. أتعثر .. ألوم نفسي .. أؤنبها .. ثم أمنيها بك .. وأنت هنا ببابي ..
ولكن يفصلني عنك ألف ألف خطوة ..
أنا خطوت أول خطوة في انتظارك .. منذ ولدت في هذه الحياة وأنا أخطو الخطوة الأولى ..
وهذه أثار أقدامي على رصيف الحياة تشهد بذلك .. وخيالات العمر الماضي تشهد بذلك ..
واليوم أنا مصرة أنني سأخطو الخطوة الأولى نحو رصيف قلبك لو كلفني الأمر أن استعير
عمرا ً آخر أقضيه في البحث عنك ..
فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة

ميساء البشيتي 23 / 05 / 2009 36 : 12 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 20
الغريبة
متفتحة الأوراق .. مخملية الوجنات .. زهرة نرجس نبتت في حوض غريب .. كلما هبت نسائم صيف .. رفرفت أوراقها كجناحيّ عصفور وليد .. زقزقت .. تمايلت .. واشرئب عنقها للبعيد ..
مرّ طيفه الغريب .. داعب أنفه شذى عبيرها .. اقترب .. لامس أوراقها بحنو الأم على طفلها الرضيع .
بكت على أنامله .. هطلت قطرات الندى من مقلتيها .. أغرقت قلبه .. انحنى فؤاده وضمها بين ضلوعه ..
كبرت في حناياه وتفتحت بين ضلوعه ..
همس الطمع في أذنيه .. اقطفها .. هي لك .. هي في حوض غريب .. حاول .. تمنعت .. غضب .. اندهشت .. ثار .. حزنِت .. صمَتت ..
انتزع قلبه من بين ضلوعها عنوة .. قسرا ً ثم ابتعد .
نظرت إليه نظرة رجاء .. توسل .. استعطاف .. لكنه تجاهل ومضى .
فطر قلبها ووجدانها .. كسر خاطرها ورجاءها .. جرح مشاعرها .. مزق حلمها .. مزق صورة أجمل طيف داعب خيالها مذ نبتت في هذا الحوض الغريب .
حضر بعد طول غياب يحمل بين يديه سلة من الورود .. حمراء .. صفراء .. خضراء .. ثم غرسها بأنامله الرقيقة .. الحنونة .. في ذات الحوض .. الحوض الغريب .
منع عنها الشمس .. منع عنها الهواء .. جفت عنها قطرات الندى .. ذبلت .. انكمشت أوراقها .. ضمر عبيرها .. تلاشى شذاها .. تبدد حلمها وهو ينتقل من وردة لأخرى .. يضم وردة .. يشم زهرة .. يداعب أوراق الحمراء .. يقبل الصفراء .. يرفع بأنامله .. ذات الأنامل الرقيقة .. الحنونة قطرات الندى عن زهرة نرجس أخرى وينثر حولها دموعه ويجهش بالبكاء على صدرها .. بأنه غريب .. هو غريب .

نصيرة تختوخ 24 / 05 / 2009 01 : 12 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
أسلوب يبدو و كأنه جديد أو لم أعهده منك أستاذة ميساء, تشبيهات كثيرة و ولوحة بطلتها زهرة لكنها ترسم ملامح الخداع و الألم , هناك من يؤتمن فيحفظ و يصون وهناك من يتمرد و يخون و يطعن..
تحياتي و تقديري لك

ميساء البشيتي 24 / 05 / 2009 20 : 04 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
سلسلة 21

سأكتب إليك
آن الآوان كي أكتب إليك .. كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي وأرسلها إليك في رحلة غيابك ..أنا لم أستعجل رحيلك .. أنت من وضع النقاط على الحروف .. أنت من أختار من القصيدة بيت وانزوى فيه .. أنا لم أطردك من قلبي .. أنت خرجت بملء إرادتك .. لا تعذبني أكثر .. لا أحتمل نظرات العتاب في عينيك ..
أنا لمست جرحك وغصت في أعماقه .. بقربي لن تشفى .. لا بد أن ترحل ..
كان قراري .. نعم ولكنها دوافعك وأسبابك .
أنا لم أعتد فتح جراحك واللهو فيها .. أنا لم أنقب عن سعادتي داخل جرحك .. أنا لم أنبش جرحا ً غائرا ً يبكي منذ سنوات .. أنت من فعل .. وأنا رأفت لحالك .. أشفقت على جرحك الملتهب ..هو لا ذنب له في صراعاتنا ..
أنا وأنت خطان متوازيان لا يلتقيان .. أنت انحنيت لقلبي بمل إرادتك .. أقدر لك ذلك ولكنني لا أرضاه .. أنا لا أستطيع أن انحني لقلبك .. ولن أرضى صبرك عليّ وانتظارك كي تمطر السماء بعضا ً من أناشيد الحب فأتقمص واحدة منها ..
أرتديها في حضورك وأخلعها لحظة الغياب.
ومع كل هذا الغياب .. أنا ما زلت أنتظرك حافية القدمين على حافة العمر لم أفارق البحر لحظة .. أنتظر رسالة من البحر .. من عينيك الزرقاوين .. أنا ما زلت هنا .. رهن حضورك .. لم أتغيب .. لم أنزوِ .. ربما شبه لك ذلك ..
لكنني بذات الوقت لن أطرق أبواباً موصدة في وجه الريح .. لن أصارع الريح يا هذا .. أتفهمني ؟
وإن عدت بالذاكرة جيدا ً ستجد أنني صارعت الريح لأجلك مرارا ً .. لكنني الآن لم أعد أستطيع ترتيل صلوات الحب على مسامعك .. وأنت لم تفهم .. لم تفهم ولن تفهم ذلك ..
أنا لن أعيد دولاب الحياة كي أعرض لك ما خلفته رياحك المجنونة التي هبت ذات شتاء .. عاصف .. أهوج فاقتلعت كل أزهار المساء .. شمعة واحدة لا تكفي لإنارة كل هذا الظلام .. شمعة واحدة لا تكفي .. وأنت ترتدي قبعة المجهول وتتسكع في طرقات قلبي وتنظم لي الأشعار ..
وعليّ أنا أن أفتح نوافذي للشمس الحارقة .. للرياح الهوجاء .. بينما أنت تستظل بمظلة قلبي .. تحت أقبية ضلوعي .. داخل مسامات جلدي .
هذا ليس عدلا ً .. لذا أنا قررت .. إما أن نقف سويا ً في وجه الريح .. أو نختبىء سويا ً من سيول الشتاء العارمة طالما ليس في الخلف متاريس لنا .. سوى أبواب السراب .
والآن أهنأ بغيابك .. وأنا سأهنأ بانتظاري لك ولكني لن أسلم وجهي للريح كي تعبث في ملامحه وتعيد ترتيبها كما أنت تشاء .,
استودعك الله انت والقبعة والمجهول وتراتيل الحب وصلوات العشق على بيادق الريح وأبواب السراب ..

رشيد الميموني 24 / 05 / 2009 08 : 05 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
ميساء ..
دعيني أقول كلمة توجز ما ألمسه في خواطرك .. ألمس هذا الإيقاع الذي لا يفتر و لا يهن .. نفس الإيقاع الذي بدأت به هذه المذكرات .. بل أستطيع القول إنه يزداد توقدا و توهجا إن لم أقل ضراوة و التهابا . فعلى مدى أكثر من عشرين حلقة ، كان هناك مد هائل من الموج المتسارع ، المتلاحق ، اللاهث ..
عند قراءتي للحلقات الثلاث الأخيرة ، استنتجت أن الحلقة العشرين لم تكن سوى جسر عابر من الحلقة 19 إلى الحلقة 21 .. وبذلك شكلت شبه استراحة .. ربما استراحة المحارب في دنيا العشق و الحب .. فجاء بضمير الغائب و الغائبة معا .. كل شيء يوحي بالغرابة و كأن الزمن توقف برهة ليفسح المجال أمام سيل آخر .. سيل كنت أنتظر انهماره منذ قرأت في الحلقة 19 :
أنا خطوت أول خطوة في انتظارك .. منذ ولدت في هذه الحياة وأنا أخطو الخطوة الأولى ..
وهذه أثار أقدامي على رصيف الحياة تشهد بذلك .. وخيالات العمر الماضي تشهد بذلك ..
واليوم أنا مصرة أنني سأخطو الخطوة الأولى نحو رصيف قلبك لو كلفني الأمر أن استعير
عمرا ً آخر أقضيه في البحث عنك ..
فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة

كان هذا إيذانا بانهمار سيل عارم بدأ باإلإفراج عن الحروف التي ستشكل في ما بعد هذا الخضم المتلاطم من الموج الثائر .
سأكتب إليك
آن الآوان كي أكتب إليك .. كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي وأرسلها إليك في رحلة غيابك ..أنا لم أستعجل رحيلك .. أنت من وضع النقاط على الحروف .

هل تعب المحارب وآن له أن يستريح إلى الأبد ؟ .. ربما ألمس نبرة التعب و الوهن .. لكن هذا لا يمنع من أن استشف ذاك العناد الذي يغذيه الأمل دائما ..الأمل في غد أفضل رغم الغياب والجراح .. العناد و لأمل هما الانتظار وعدم إسلام الوجه للريح ..

والآن أهنأ بغيابك وأنا سأهنأ بانتظاري ولكني لن أسلم وجهي للريح كي تعبث قي ملامحه وتعيد ترتيبها كما أنت تشاء استودعك الله انت والقبعة والمجهول وتراتيل الحب وصلوات العشق على بيادق الريح وأبواب السراب ..
نفس المتعة ألاقيها في كتاباتك ميساء .
أتأمل الكلمات ، وأجد أنني مهما حاولت إضافة شيء ، فإنني لن أعطيها حقها ..
شكرا ميساء لما تكتبينه ..
ودمت متألقة كما عهدتك ..
لك مودتي .

ميساء البشيتي 25 / 05 / 2009 05 : 04 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ (المشاركة 36452)
أسلوب يبدو و كأنه جديد أو لم أعهده منك أستاذة ميساء, تشبيهات كثيرة و ولوحة بطلتها زهرة لكنها ترسم ملامح الخداع و الألم , هناك من يؤتمن فيحفظ و يصون وهناك من يتمرد و يخون و يطعن..
تحياتي و تقديري لك


غاليتي نصيرة

اهلا يا غاليتي نصيرة

سعيدة جدا بتواجدك في مذكرات امرأة

الحمدلله ان الزهرة جذبتك الينا

سأكثر من الزهور هنا كي تقيمي عندنا

الف شكر يا عيوني وكوني بالف خير

:nic15:

ناجية عامر 26 / 05 / 2009 53 : 02 AM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
[align=center]
الأستاذة الفاضلة ميساء

مساء النور

أسجل اعجابي و أصفق لك أختي مليون مرة و بحرارة على طريقة كتاباتك للنصوص و كيفية ايصالها للمتلقي كلمة و مضمونا.
[/align]
وإن عدت بالذاكرة جيدا ً ستجد أنني صارعت الريح لأجلك مرارا ً .. لكنني الآن لم أعد أستطيع ترتيل صلوات الحب على مسامعك .. وأنت لم تفهم .. لم تفهم ولن تفهم ذلك ..
أنا لن أعيد دولاب الحياة كي أعرض لك ما خلفته رياحك المجنونة التي هبت ذات شتاء .. عاصف .. أهوج فاقتلعت كل أزهار المساء .. شمعة واحدة لا تكفي لإنارة كل هذا الظلام .. شمعة واحدة لا تكفي .. وأنت ترتدي قبعة المجهول وتتسكع في طرقات قلبي وتنظم لي الأشعار ..

توالي الصراعات تنهك القوى مما يتسبب في فقدان القدرة على التحمل

متمنياتي لك بالعطاء الأوفر و الممتع


ميساء البشيتي 02 / 06 / 2009 40 : 07 PM

رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 36479)
ميساء ..
دعيني أقول كلمة توجز ما ألمسه في خواطرك .. ألمس هذا الإيقاع الذي لا يفتر و لا يهن .. نفس الإيقاع الذي بدأت به هذه المذكرات .. بل أستطيع القول إنه يزداد توقدا و توهجا إن لم أقل ضراوة و التهابا . فعلى مدى أكثر من عشرين حلقة ، كان هناك مد هائل من الموج المتسارع ، المتلاحق ، اللاهث ..
عند قراءتي للحلقات الثلاث الأخيرة ، استنتجت أن الحلقة العشرين لم تكن سوى جسر عابر من الحلقة 19 إلى الحلقة 21 .. وبذلك شكلت شبه استراحة .. ربما استراحة المحارب في دنيا العشق و الحب .. فجاء بضمير الغائب و الغائبة معا .. كل شيء يوحي بالغرابة و كأن الزمن توقف برهة ليفسح المجال أمام سيل آخر .. سيل كنت أنتظر انهماره منذ قرأت في الحلقة 19 :
أنا خطوت أول خطوة في انتظارك .. منذ ولدت في هذه الحياة وأنا أخطو الخطوة الأولى ..
وهذه أثار أقدامي على رصيف الحياة تشهد بذلك .. وخيالات العمر الماضي تشهد بذلك ..
واليوم أنا مصرة أنني سأخطو الخطوة الأولى نحو رصيف قلبك لو كلفني الأمر أن استعير
عمرا ً آخر أقضيه في البحث عنك ..
فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة

كان هذا إيذانا بانهمار سيل عارم بدأ باإلإفراج عن الحروف التي ستشكل في ما بعد هذا الخضم المتلاطم من الموج الثائر .
سأكتب إليك
آن الآوان كي أكتب إليك .. كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي وأرسلها إليك في رحلة غيابك ..أنا لم أستعجل رحيلك .. أنت من وضع النقاط على الحروف .
هل تعب المحارب وآن له أن يستريح إلى الأبد ؟ .. ربما ألمس نبرة التعب و الوهن .. لكن هذا لا يمنع من أن استشف ذاك العناد الذي يغذيه الأمل دائما ..الأمل في غد أفضل رغم الغياب والجراح .. العناد و لأمل هما الانتظار وعدم إسلام الوجه للريح ..

والآن أهنأ بغيابك وأنا سأهنأ بانتظاري ولكني لن أسلم وجهي للريح كي تعبث قي ملامحه وتعيد ترتيبها كما أنت تشاء استودعك الله انت والقبعة والمجهول وتراتيل الحب وصلوات العشق على بيادق الريح وأبواب السراب ..
نفس المتعة ألاقيها في كتاباتك ميساء .
أتأمل الكلمات ، وأجد أنني مهما حاولت إضافة شيء ، فإنني لن أعطيها حقها ..
شكرا ميساء لما تكتبينه ..
ودمت متألقة كما عهدتك ..
لك مودتي .

رشيد
لديك قدرة على التحليل والربط مدهشة
هي ليست بجديدة عليك لكنها في كل يوم تزداد وتتقد
نعم الموضوع بين مد وجزر فعواطف الانسان مثل موج البحر
احيانا تكون بذروة الهيجان وقد تقتل واحيانا تكون هادئة ووديعة
لكن البحر في كل الحالات هو المتألم وما تلاطم امواجه هذه إلا زفرة
من زفرات العذاب وتنهيدة من تنهيدات الحزن ولكن من يفهم البحر ؟
من يقرأ البحر يا رشيد ؟ من يفك رموز البحر ويقرأ طلاسمه ؟
لذلك يهدر البحر كثيرا ثم يعود إلى صفائه والجميع يرتعد خوفا من الوصول
الى شاطىء قلبه فكيف الابحار فيه والغوص في اعماق
مظلوم البحر يا رشيد معنا .. هو بحاجة للحب والحنان والناس تخشاه بل تخافه
اطلت عليك يا رشيد .. الف شكر ودمت رائعا بردودك يا رشيد .
:nic94:


الساعة الآن 22 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية