![]() |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
أهلا بك دائماً |
رد: الركن الهادىء
عناوين وهوامش
كتاب الحياة كما أي كتاب .. فيه العناوين البارزة وفيه من الهوامش العديد .. في كل كتاب يكون هناك عنوان واحد .. وعدد كبير من الهوامش .. وقد يكون هناك أكثر من عنوان لكن واحد منهم هو الرئيس .. أما الباقي فهم عناوين ثانوية .. فرعية .. هامشية .. ويبقى عنوان واحد فقط هو الرئيس .. في هذه المساحة المعروفة بالركن الهادىء .. ليس لأنها تطرح مواضيعاً هادئة .. بل على العكس تماماً فهي تطرح مواضيعاً متفجرة .. لكن بعد طرح مثل هذه المواضيع المتفجرة نشعر ببعض الراحة لأننا نكون قد طرحنا كل ما في داخلنا من أفكار متأججة على ورق وأصبح بإمكاننا التحكم بهذه الأفكار من خلال عمليات التغيير .. شطب.. إضافة .. تعديل .. مسح .. وقد نصل إلى عملية الحذف الكامل .. لكن كل هذا بعد أن تكون قد وصلت إلى الركن الهادىء في دواخلنا والذي كان يغلي كبركان هائج ثم قذف كل ما في جوفه من حمم بركانية إلى السطح والتي قد تؤذي البعض أحياناً .. لكنها بالتأكيد تحفر أنفاقاً لأفكار كانت مختنقة في باطن العقل والفكر ولم تجد لها منفذاً للخروج إلى سطح هذه الحياة ومصافحة وجوه الآخرين عن قرب وقراءة تعابير الاندهاش أو الرضى على صفحات وجوههم . بالطبع هذا الاستطراد عن مساحة الركن الهادىء هو للتوضيح فقط .. لكنه ليس هو لب الموضوع وقد لا يمت للموضوع بصلة .. فحديثنا الآن هو عن الهوامش والعناوين . حتى نكون عناوين في كتاب الحياة لا بد لنا من مواصفات .. وحتى نكون عناوين بارزة وعناوين رئيسة وعناوين مقروءة وعناوين منتظرة يجب أن نتحلى في صفات ومواصفات مميزة أهمها .. الخلق .. يجب أن تكون أخلاقنا سمحة .. دمثة .. طيبة .. كنسائم الريح العليل أينما هبت وكيفما اتجهت فتركض نحوها الأنوف وتلهث وراؤها الرئات .. الفكر .. لا بد أن يكون لدينا فكر حرٌّ مستقل ناضج ترسخ جذوره في تربة خصبة صلبة عميقة بحيث لا يميل كيفما مالت الريح فنراه يوماً في الشرق ويوماً في الغرب . المبدأ .. المبدأ الراسخ الذي لا يحيد عنه المرء ولا يتزحزح مهما جثمت على صدره من صخور وعقبات .. يعيش ويموت ويورث لأحفاده نفس المبدأ دون زيادة أو نقصان .. السلوك .. يجب أن يكون سلوكنا واضحاً وسوياً في كل المواقف وفي كل اللحظات .. ساعة الشروق لا تختلف عن ساعة الغروب .. المزاجية ليس لها قدم تزحف بها هنا على أرضنا وتعبث في زرعنا .. احترام الآخر .. يجب احترام الآخر حتى لو اختلف معنا في وجهة نظره .. لكلٍ وجهة نظر هو وحده المسؤول عنها .. نحن لا نسائل الآخر ولا نعاقبه .. ولكن على الآخر أيضاً أن يلتزم حدوداً معينة في تعامله معنا حتى يضمن لهذا الاحترام الاستمرارية .. وأول هذه الحدود هو عدم المساس في ديننا أو بشكل عام عدم المساس في الأديان جميعها .. عدم المساس من قريب أو من بعيد في وطننا وعروبتنا وأمتنا العربية ولغتنا العربية .. عدم المساس في أسرتنا الصغيرة .. هذه تعتبر بالنسبة إلينا خطوط حمراء يجب على الآخر أن يحترمها وألا يتجاوزها وإلا فإن هذا سيعرض احترامنا للآخر للتعثر .. وقد يقع بشكل نهائي . الرحمة والشفقة والتسامح والمغفرة كلها أخلاق ومبادىء وسلوكيات لن نكون عناوين بارزة من دونها ولن نكون عناوين أصلاً إن لم نتحلَ في هذه الصفات مجتمعة وتكون متأصلة فينا .. ومن الطبيعي إن فقدنا صفة العنوان أي إن لم نكن عنواناً أو عنواناً بارزاً أو عنواناً رئيساً فنحن بالتأكيد ستقبع في زوايا الهامش التي مهما كبرت ومهما علت ومهما امتدت ستبقى هوامشاً .. نجاحها مجرد فقاعة صابون بريقها يجذب الأنظار لكن لبعض الوقت لأنه سرعان ما سيزول .. بقي أن أقول أنه إن كنا في يوم ما عناوين فلا يمكن أن نصبح فجأة هوامش لأنه مهما علا سقف الهامش و تدنى سقف العنوان .. يبقى العنوان عنواناً والهامش هامشاً .. |
رد: الركن الهادىء
الخلاف والاختلاف
لا أدري لمن أوجه كلماتي هذه فهي ولدت بين يدي دون أن أدري لمن أوجهها .. كلمات شعرت بها تريد أن تخرج من أعماقي .. تريد أن تعانق النور في الخارج .. فهل أمنعها ؟ قبل ردح من الزمان كنت تلميذة أصطف في طابور الصباح وأعانق الحروف كما تعانق أوراق الياسمين حبيبات الندى .. هو أيضاً اصطف في طابور الصباح .. كان ذكياً جداً وربما كان شعلة متقدة من الذكاء .. لم يلتفت لوجودي .. وعلمت لاحقاً أنه هو هكذا لا يلتفت لوجود أي أحد يمرَّ عن جانبه الأيمن أو الأيسر بقصد أو بغير قصد .. مرَّ على قصاصة من الورق خاصتي دونت فيها حروفاً تحوي من البراءة الكثير .. ترك عليها علامة تعجب تحوي بدورها من السخرية الكثير مما أشعرني أن هذه الأرض الصلبة تهتز تحت أقدامي الطرية .. وأنا كطفلة شعرت بالغبن والحزن والقهر من سخرية الآخر غير المبررة لها .. وكطفلة أرادت الانتقام ممن جرحها أخذت أعبث في قصاصات الورق خاصته .. أبحث عن خطأ ما أرد له فيه الصاع صاعين.. لكني للأسف لم أجد ! على العكس تماماً وجدت حروفاً ساحرة ساخرة كما أحب وأشتهي ودون أن أدري صفقت له .. ثم مددت له يدي بالمصافحة والمسامحة .. وأصبحنا أصدقاء . ذات يوم قلت له معاتبة لم تعد تقرأ لي .. فأجابني بنبرة فيها بعض الغرور الذي يكسو حروفه في بعض الأحيان حين يتقمص دور الأديب الاستثنائي : أنتِ تكتبين الخواطر وأنا لا أحب الخواطر .. ونعتها بنعت غريب استفزني جداً .. حزنت لرأيه كثيراً وقلت له بنية صادقة ماذا أكتب إذاً ؟ قال : اكتبي القصة ! وكتبت القصة .. صفق لها طويلاً .. لكن شيء بأعماقي رفض مواصلة كتابة القصة .. وعدت لكتابة الخواطر بنهم شديد .. أنا أكتب وهو يتجاهل .. أنا أكتب أكثر فأكثر وهو يتجاهل أكثر فأكثر .. حتى ضاق صدري به وبتعجرفه .. وقررت بيني وبين نفسي أن أقاطعه بل أكثر من ذلك بأن الطريق الذي يمرُّ منه هو أنا لن أعبره .. مرت أيام وسنوات وأنا أكتب الخاطرة وهو يتجاهلني ولكن ما لم أستطيع تجاهله أبداً هو حروفه الساخرة التي كنت قد أدمنت عليها .. وتستحق مني كل هذا الإدمان .. بعد سنوات طوال شقت الخاطرة طريقها في عالم الأدب وأصبحت يشار إليها بالبنان .. بل أصبحت ملاذاً لكثير من الأدباء والكتاب .. وأصبحت أنا فيما بعد أفتخر بأنني أكتب الخاطرة .. وبأنني ربما كنت من الأوائل والقلائل الذي عشقوا الخاطرة من أول حرف .. ومشوا في دروبها الخفية الرائعة . أعتقد أنني لو التقيت به اليوم أنا واثقة أنه سيتجاهل خواطري كما تجاهلها بالضبط في الماضي البعيد .. ولكن السؤال هل تجاهله لخواطري كان يستدعي هذا الخلاف ؟ أعتقد أنني كنت متسرعة في قراري وكان عليَّ أن أحترم رأي الآخر ورغبته وعليَّ أن أدرك جيداً أن الاختلاف لا يعني الخلاف ولكننا للأسف نستسهل الخلاف ونعتبر أن كل اختلاف يجب أن ينتهي بالخلاف .. كم خسرنا أصدقاء كانوا بمثابة كنز لنا بسبب تعنتنا لرأي خاطىء كنا نظنه في حينها هو الصواب . هذا درس لي ولكل من قرأ هذه الحروف .. الاختلاف يجب ألا يؤدي إلى الخلاف . |
رد: الركن الهادىء
مرّت سنة
مرّت سنة .. سنة من عمرنا مرّت .. كلمح البصر .. ربما .. لكنها بكل تأكيد كانت سنة ثقيلة .. حينما تحاصرنا الأزمات أول ما يظهر منا هو كتلة متدفقة من الشجاعة .. تسري في دماءنا .. وتعلن على الملأ أننا سنقهر الأزمات .. وسنتصدى لها .. وسنطيح بها .. ويحدث هذا .. نعم يحدث هذا ولا أنكر لأننا فعلاً نتسم بالشجاعة الحقيقية والقوة التي لا تقهرها أزمة أو أزمات .. ولكن هناك أمراً لم نكن نلحظه في السابق .. ربما لأننا نصرف جلَّ اهتمامنا إلى النجاح الكبير الذي حققناه في الانتصارات المبجلة على الأزمات .. ولكن لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه النجاحات وهذه الانتصارات لم تكن خالية من بعض الانكسارات وبعض الهزائم .. فلا شيء يدخل النفس ويخرج منها إلا ويترك له أثراً بسيطاً .. ومع تراكم الأزمات يصبح هذا الأثر أكبر قليلاً ويصبح له تأثيراً ونفوذاً علينا فننصاع له بإرادتنا دون أن نحاول مقاومته أو التمرد عليه . وحتى لا تدخل الأمور في هالة من الغموض لا بد من توضيحها أكثر .. في الماضي كنا حين نخرج من أزمة ما نسامح الجميع ونفتح صفحة بيضاء نكتب فيها يومياتنا من جديد .. هذه الأزمة غير .. لم نسامح الجميع بل ربما لم نسامح أحداً .. الطيبة اختفت من تعاملنا مع الآخر .. لم نعد نلتمس الأعذار للآخرين .. ولم نعد نغفر لهم هفواتهم .. ولم يعد مبدأ " حسن النية " له أي وجود على السطح .. أصبحنا لا نعاتب بعضنا البعض والعتاب كما يقولون " صابون القلوب " أي أنه يذيب كل الخلافات .. أصبحنا لا نتعاتب أبداً فرسخت الخلافات بيننا حتى أصبحت كالسد تعلو وتعلو في وجوهنا فلم نعد نرى من الآخرين أي شيء .. أصبحنا أقواماً عصبية المزاج .. سهلة الاستفزاز .. صعبة التعامل .. لا شيء يرضيها .. ولا شيء يستدر عطفها .. أو يستميل ودها .. لم تعد الذكريات الجميلة توقظ فينا أية أحاسيس أو مشاعر .. بل لم نعد نفتح علب الذكريات أصلاً .. لم نعد ننتظر الأحبة على قارعة الطرقات أو تحت الشرفات .. ولم نعد نغفو قرب الهاتف في انتظار رنينه .. ولم نعد ننتظر ساعي البريد ونؤرقه في السؤال "هل من مكتوب لي " ولم نعد نقول هذه الأغنية اسمعها لأجلك فقط .. لأنها تذكرني بك .. ولم نعد نقول خطرت على بالي .. أو مرَّ طيفك في منامي .. ولم نعد نسأل الليل عن أحد .. ولم نعد نُعدُّ فناجين الصباح لأحد .. ولم نعد ننتظر حبات المطر كي تدق علينا نوافذ المساء .. ولا حتى الريح العاتية ربما بزمجرتها أيقظت قلوباً من سباتها .. لم نعد نتشارك الفرح مع أحد .. لم نعد نتقاسم إلا الأحزان .. ولم نعد نذكر إلا الأخطاء .. ولم نعد نحاسب إلا على الهفوات .. وما عاد يسكننا إلا الأرق والقلق .. وما عادت لنا من لغة نتحدث بها سوى لغة الخصام .. كل هذا حدث في عام واحد فقط .. كل هذا حدث في سنة .. هي فعلا سنة مرّت علينا لكنها كالدهر .. هي سنة مرت بعمر الدهر .. مرّت سنة .. مرّت سنة . |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
دمت بخير أستاذة ميساء وأتمنى أن يكون خيط التفاؤل دوما قريبا لإعادة الإمساك به. تحيتي[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
فمثل ما حدث خلال هذا العام كالفراق وقد قال الشاعر : وكم يدوم الفراق بلا لقاء ////// ولكن لا لقاء بلا فراق .. أتمنى أن يكون عتابك الرقيق هذا يا ميساء بذرة تنمو في أرض خصبة هي نور الأدب وما يحفل به من قلوب صافية وأرواح نبيلة .. شكرا لهذا الطرح المميز . مع كامل مودتي . |
رد: الركن الهادىء
[align=justify]أخواتي اخوتي الغوالي
الأخت الغالية أ. ميساء أتابع ركنك الهادئ بهدوء دون ترك أثر .. احببت اليوم أن أعبر عما ورد فيمَ يخص الخلاف والإختلاف وبداية بدر الى ذهني قصة الفيل و العُـميان يُحكى أن ثلاثةً من العُميان ادخلوا في غرفة بها فيل.. وطـُـلِـبَ منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه .. بدأوا في تحسُّس الفيل كلّ واحد اتجه الى زاوية وخرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف: قال الأول: الفيل هو أربعة عمدان على الأرض. قال الثاني: الفيل يشبه الثعبان تماما. وقال الثالث: الفيل يشبه المكنسة. وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار .. وتمسّك كلٌّ منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتِّهم كلٌّ منهم الآخر بأنّه كاذب ومُدَّعٍ! بالتأكيد نلاحظ أنَّ الأول أمسك بأرجل الفيل والثاني بخرطومه، والثالث بذيله .. كلٌّ منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة .. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ورؤيتهم للموضوع من زاوية اخرى؟ من منهم على خطأ؟.. في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟.. بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟ من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه .. فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر! لأن كل منا يرى ما لا يراه الآخر.. فرأيهم قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيداً لنا.. فحتما الخلاف لايعني الاختلاف علينا أن نستمع الى جميع الأراء ولا نتسرّع في الحكم على الأشياء ونضع ماسمعنا في ميزان العقل ونعطي رأينا ولا نفرضه على الآخرين.. وأختم بقول الإمام الشافعي رحمه الله: رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب !! وفقكم الله ورعاكم[/align] |
رد: الركن الهادىء
أتمنى يا رشيد
ولكن الأمور تزداد صعوبة ولا قنديل مضاء في الأرجاء ومع ذلك الأمل بالله موجود شكرا لحضورك البهي يا رشيد ودمت بكل الخير كل الوقت . |
رد: الركن الهادىء
حضور جميل أنتظره منذ زمن أستاذي الغالي مازن شما
حقا هذه القصة الطريفة لم أسمع بها من قبل ولكنها راقت لي جدا وأنا معك أخي أنه يجب أن نتقبل كل رأي يتبناه الآخر ولكن انظر معي أخي هل هذا فعلا ما لدينا على الأرض ؟ للاسف لا الكل في حال من الخلاف بسبب الإختلاف بوجهات النظر ومع ذلك يجب أن نعيد ونكرر علينا التروي وضبط الأنفس وتقبل الآخر شكرا لهذا الحضور الذي أعزه وأقدره ودمت بألف خير وسعادة |
رد: الركن الهادىء
" لما عالباب منتودع "
صوت فيروزي يغرد ويشدو ويجذب إليه كل ما أغفلته الذاكرة في علب النسيان " لما عالباب منتودع " صوت يوقظ فينا كل مشاعر الحنين والشوق والأمل بعودتنا إلى قلوب أحبة لنا أخذتهم منا بعيداً رياح الفراق .. صوت يدفعنا بقوة لشحذ القلم والقلب والكلمة .. لوضع نقطة كبيرة في نهاية صفحة الفراق .. الفراق نعم إنه الفراق .. هذا العدو المتربص بنا في نهاية كل لقاء .. من منا لم يذق مرارة الفراق .. من منا لم يكتوِ بنار البُعد عن الأحبة ؟ لن أجزم بأنه الجميع .. وقد أجزم .. لأنها الندرة المحظوظة بلا شك والمحسودة من عيون الكل على هذه النعمة .. نعمة ألا يبيت الفراق في ذيل لقائها .. ويسحبه معه إلى نهاية لا بدَّ منها .. دعونا نتخيل أنها ليست القلة القليلة المحظوظة والمحسودة بل هي الكثرة الغالبة ! وأكثر من ذلك دعونا نتخيل أنها العالم بأسره .. عالم ليس فيه فراق ..عالم يخلو قاموس اللقاءات فيه من كلمة اسمها الفراق .. من نهاية اسمها الوداع .. ولنبالغ أكثر في خيالاتنا طالما أننا نصنعها نحن ونرسمها كما نشاء .. دعونا نتخيل أن كلمة " فراق " ليست من مفردات هذه الحياة .. فكيف سيكون شكل هذه الحياة ؟ هل ستكون أجمل .. هل ستزداد عذوبتها .. هل ستتسرب منها مشاعر الخوف كما تتسرب منها الآن مشاعر السعادة ؟ مجرد أن ترد هذه الفكرة إلى مخيلتنا وتطرق بأناملها الناعمة أبواب عقولنا فإنها تعطينا أملاً بحجم الربيع القادم عما قريب أن الغد سواءً القريب منه أم البعيد بكل تأكيد سيجمعنا . أنتَ لن تذهب .. هو لن يذهب .. أنا لن أذهب .. هذا الطفل الذي لدغه عقرب الفراق .. سيبقى في حضن والديه .. يربى بحنانهما .. ولن يذهبا عنه .. ولن يفترقوا .. لن يفترقوا . الجميع لن يذهب .. ولن يفكر في الذهاب . إذا بماذا سيفكر الجميع ؟ بالتأكيد يوجد لدينا .. وفي جعبتنا .. وفي مخيلاتنا .. وفي أحلامنا الكثير مما يحتاج منا إلى وقفة تفكير .. لكن بعيداً عن إخطبوط "الفراق " . بعيداً عن هذا "الفراق " الذي كان يفتح أبواباً واسعة للفرار وللهرب .. وكان بجبروته وبطشه يضع أسواراً منيعة حول أجنة التفكير قبل أن تولد .. فيمنعها من التفكير بموعد اللقاء .. إلا إذا كان الفراق هو ثاني اثنين .. أو الثالث الذي يحتل مقعد إبليس في كل لقاء .. أو في أجمل صوره ذلك الرضيع الذي يتشبث بذيل ثوب أمه .. ويلتصق فيها حتى لا تذهب عنه . حين يُقهر الفراق وتكبر أجنة التفكير بلقاء لا ينتهي .. تذوب كل الأمور الأخرى على صعوبتها .. وتتحجم على الرغم من أهميتها .. وتتبلور أكثر وأكثر فكرة نبيلة وسامية هي .. متى نلتقي ؟ الفراق لمجرد التفكير بأن هناك فراق وافتراق ووداع وذهاب بلا إياب .. تقتل الكثير من مشاعرنا الحالمة ومن أمالنا وأحلامنا وهي في مهد الطفولة .. بل ربما قبل أن تولد . لكن مع كل هذه القسوة التي يحملها الفراق فهو حقيقة قائمة .. لا يمكن افتراض انقراضها إلا بالخيال .. الخيال الذي قد يحيي هذه المشاعر الحالمة والآمال والأحلام المركونة لبرهة من الوقت .. ربما فقط لحين أن تنتهي أول حلقة من سلسلة حلقات الفراق . تعالوا معي إلى لحظة الخيال هذه .. مهما طالت هذه اللحظة أو قصرت .. حتى تدبَّ الحياة في أوصالنا .. وتسري الدماء في عروقنا .. ويشعُّ بريق الأمل في عيوننا .. ثم أن يأتي هذا الإخطبوط الذي اسمه الفراق أو لا يأتي سيان .. فلقد عشنا لحظة أمل .. لحظة يكون فيها اللقاء لقاءً بلا أي فراق يذيله ويشده إلى الجحيم .. لقاء إلى أن نلتقي . |
رد: الركن الهادىء
.[frame="12 90"]
.نلتقي يا لآمالك يا عصفورة الشجن ،أغلب فيروزيات الفيروز كانت عن الأمس وعن الوداع لكنها تفاءلت بعودة من غاب بكرا لما بيرجعوا الغوالي الفيروز عانى مثلنا مشاق الفراق والالم لكنه اهدانا أملا باللقاء لما التقينا لقينا العمر ولى وعبر سنلتقي أجل ،وبفترة الغياب يكون قد علمنا الدهر عِبر لنبرمج النفس على الفراق ،،ولنعلمها بأن خلف كل لقاء ورقة فراق تتساقط من حياتنا من يرحل ربما عاد لكن بأوراق وأغلفة جديدة من يرحل ربما لن يعود لسقوط آخر أوراقه في هذه الحياة سنبكيه ،ونذكره عند كل شدو رافقنا (عازز علي النوم طيفك على بالي) ونسترجع اوراقا صفراء باهتة في البال تخضر ذكراها وإياه هكذا هي الحياة عزيزتي لنعاهد النفس على أن لا شئ يدوم ،،لنقسى أجل ،،حتى لا نذوب بلوعة الفراق والألم ولانُترك عند محطات الانتظار نرقب عودتهم ولن يعودوا .. ولنواصل شدو فيروز جبلية النسمة جبلية وصلوا وصلوا الحبايب يا لمفارقات القدر افتحمت هذا الركن الهادئ ،،لا أعلم ربما لانني أشعر بأن الفراق طال أكثر هذه المرة تحيتي [/frame] |
رد: الركن الهادىء
الاخت ميساء مساء الخير
جئت مع غيوم المساء البارده لاجد شعلة من دفيء وحنين في هذا الركن الهاديء المشتاق الى لقاء وطن...كنت أقترب من باب وطننا الخشبي العتيق لانقر عليه بأنامل شوق..لم يفتح الباب لاحد الكل قد هاجروا وهجروا الوطن ولقد عدت أليكم دون لحظة لقاء سلمت أخت ميساء تحياتي وتقديري لقلمك النازف أخوك سلمان الراجحي |
رد: الركن الهادىء
غاليتي عروبة مساء الورد
أكثر ما يخيفني في الفراق هو ليس لأنه قد لا يكون بعده لقاء بل أنا أخشى اللقاء بعد فترة غياب طويل لأن هذا اللقاء يكون موجعاً أكثر من الغياب وأحيانا يجعلنا نندم على طول الانتظار شكرا لقدومك الجميل إلى هذا الركن الهادىء وكوني دائما بألف خير . |
رد: الركن الهادىء
أهلا بك أخي سلمان ومساء الورد
نعم هذه المساحة هي الركن الهادىء بعد طول عصف وزوابع وريح هنا ننفض كل الأتربة وكل الغبار ويعود القلب جديداً كأنه ولد للتو شكرا لك دائما على طيب تواصلك ودفء بوحك ودمت بخير . |
الساعة الآن 44 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية