منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   سلسلة حافية القدمين والبحر . (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23856)

علاء زايد فارس 06 / 12 / 2012 53 : 02 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
شكرا لك أستاذة ميساء على هذا البوح الرائع
كثيراً ما أشعر أن الكثير من أسرار الحياة موجودة في البحر
لذلك يكثر الكثير من البشر التأمل في البحر علهم يفهمون ما يجري لهم في حياتهم!
وإذا لم يخرجوا بنتيجة سيكتفون بالقاء همومهم عليه....

شكرا لك مرة أخرى على هذا البوح الرائع

ميساء البشيتي 06 / 01 / 2013 02 : 07 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
نعم علاء البحر يجذب الآخرين إليه لأنه يوحي إليهم بالحضن الكبير
الذي يتسع لكل همومهم وشكواهم ..
البحر يتسم بالعطاء والحب الكبير لذلك يبقى هو ملاذاً للكثيرين
شرفتني علاء بزيارتك الكريمة
شكراً ابني وكن بالجوار

ميساء البشيتي 06 / 01 / 2013 03 : 07 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 

حافية القدمين والبحر
6
في الأمس انتابتني نوبة كآبة غريبة لا أدري لها سبباً يا بحر .. خرجت دون وعيٍّ مني ودون إرادة إلى الطبيعة .. أردت أن أرمي بنفسي إلى أحضان الطبيعة .. بعيداً عن البشر وعيون البشر وأحاديث البشر .. أردت أن تكون سهرتي مع الطبيعة .. وفي حضرة صاحب الرفعة والسمو .. القمر ..
كان القمر كبيراً جداً ومشعاً كثيراً في ليلة الأمس .. ربما كان يريد أن يوصل إليَّ رسالة سرية مفادها أنني مرحب بيِّ في حدائق الطبيعة وبين أجفان القمر .. وأنَّ كل هذا الضوء الجميل المنبعث من قلبه فقط لأهتدي إليه على عجل .. وأنه على استعداد تام للسهر معي في هذه الليلة .. والتفرغ لي دوناً عن سائر البشر ..
كنت هاربة من شيء ما .. لا أدري ما هو .. أو ربما كنت أدري ولكنني لا أريد أن أفصح .. ليس لأنني أخفي عنك شيئاً يا بحر فهذا مستحيل .. فأنتَ روحي يا بحر وأنتَ قلبي وأنتَ عمري وأنتَ نوافذ الأكسجين في حياتي .. لكني كنتُ أخفي عن نفسي .. كنتُ لا أريد مصارحتها بما يقلق .. لا أريد أن أنبهها لما يحيط بها من قلق ..
أشياء كثيرة يا بحر تكون بعيدة جداً أو يخيّل إلينا أنها بعيدة عنا .. ونفاجأ بأنها تحلُّ علينا .. والآن هي في عقر دارنا .. بل وتهدد سلامتنا .. ونحن نقف عاجزين أمامها .. مبهورين بجبروتها وغطرستها .. مذهولين كيف تسللت بغفلة من الزمن إلينا .. وماذا نفعل لمواجهتها وهي الأقوى الآن .. ونحن الأضعف .. نحن يا بحر الآن الحلقة الأضعف وربما يتوجب علينا أن نغادر ..
ومع ذلك يا بحر فهذا لن يغير من الحقيقة شيء .. القلوب لم تعد صافية .. بل إنها لا تنبئ بأية مساحة من مساحات من الصفاء أو الرخاء ..
كيف أصبحنا بهذه القسوة ؟
كيف سمحنا لأقدامنا أن تدوس بنعليها على كل الصور الجميلة في حياتنا .. كيف أصبحنا نتجاهل نداء القلب .. ولا نلبي رجاء العين .. ولا نضعف أمام توسل الشفاه .. ولا نحنُّ .. أو نلين أمام غمزات الدموع ؟
كيف أصبحنا ننمو ونتغلغل ونتشعب داخل أطر مفرغة من الهواء النقي .. محشوة فقط بالوحدة والقسوة والعناد والجهل والتجاهل ..
هل هذه هي علامات الفوضى يا بحر ؟
أم هي بداية النهاية لكل شيء جميل عشناه معنا ثم دُسنا عليه بأقدامنا .. ومشينا من فوقه دون أن نلتفت إليه أو إلى الوراء قليلاً .. دون أن نرى قلوباً طُرحت أرضاً كقطع بالية .. داستها أقدام الخريف وبعثرتها رياحه العابثة بلا هوادة .. وأمطرت عليها زخات رعدية من الحقد والغبن فذابت أوصالها في شتاء مجهول النسب والهوية ..
هل هذه هي نتائج الفوضى يا بحر ؟
أنا لست أدري .. لذلك خرجت هاربة من عمري وأوصدت خلفي الباب بفزع .. كنت أريد أن أرى ظلي كيف يمشي .. قد يكون ظل اهتدى حين أضعت أنا الطريق .. لكني لم أجد لي ظلاً أبداً ..
وجدت القمر فاتحاً ذراعيه لاستقبالي بحب ولهفة المشتاق التي افتقدتها منذ عصور مضت .. لكن وللأسف الشديد نباح كلب لم أره وهو يقترب مني .. إلا حين ظهر على حين غرة .. وعلى غفلة من ذلك المساء الهادىء .. وحاصرني بوحشية قاتلة .. ففررت منه دون أن أدري إلى أين .. وبقي القمر وحيداً هناك فاتحاً إليَّ قلبه وذراعيه ..
وينتظر ..
وأنا وليتُ هاربة من نباح شرس .. دون أن أنبس بكلمة وداع للقمر ..
أو حتى كلمة شكر !

رشيد الميموني 06 / 01 / 2013 26 : 08 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
العزيزة ميساء ..
حين تبوحين ، أستشف دائما ذاك القلق المتغلغل بين ثنايا الكلمات وذاك الترقب المندس بين الحروف ..
حقا ، هناك أشياء جميلة نفتقدها حين تضيع منا في لحظة نكون أحوج ما نكون إليها .. فيطبعنا الحزن وتظللنا كآبته فلا نجد غير الأمل نتشبث به مستشرفين غدا أفضل .
تحيتي لإبداعك المتدفق دوما .
ودامت لك مودتي وباقات أجمل الورود .

سلمان الراجحي 07 / 01 / 2013 51 : 11 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
يقولون أن البحر غدار

ولكن البحر عند الاستاذه

ميساء البشيتي مستودع أسرار

أنك لاتحملينا همومك بل تحمليها للبحر

ما أروع نفسك..وما أعظم حملك

أنك تحملين هموم وطن كامل

شكرا أختي العزيزه على هذا

الادب الراقي

أخوك سلمان الراجحي

ميساء البشيتي 10 / 01 / 2013 10 : 04 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
أخي العزيز رشيد
مساء الورد
نعم رشيد بالتأكيد هناك أموراً كثيرة بداخلي من الصعب أن
يستطيع البوح أو النثر أو الخواطر أن تترجمها كما هي
لكن كما ترى أخي نحاول أن نفتح نافذة صغيرة وسط هذا الزحام
لنطرد منها الهواء السام ونستقبل هواءً جديدا منعشا
شكرا لحضورك الياسميني العبق ودمت بألف خير أخي

ميساء البشيتي 10 / 01 / 2013 12 : 04 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
مساء الورد أخي سلمان
نعم أخي البحر يمتاز عن البشر أنه يسمع ولا يتكلم
ونحن بحاجة لمن يسمعنا .. نحن بحاجة أن نتكلم ..
لم أجد أفضل من البحر ألقي إليه بكل هذه الأعباء
لكن أتمنى ألا يصيبه الضجر مني ومن همومي
شكرا لك على هذا الحضور المميز ودمت بألف خير وسعادة

وسام أحمد 10 / 01 / 2013 34 : 08 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
وكم نحتاجه البحر يستمع ويبتلع ما سمع
كسر عميق فكيف لانعشقه
كأجمل ما يكون هنا البوح بينك وبين البحر
حكايا بين مد وجزر كما الحياة لاتنتهي
تقديري لك

ميساء البشيتي 17 / 01 / 2013 26 : 03 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 
نعم غاليتي وسام
قلب البحر كبير وعميق وما أحوجنا لقلب بهذه السعة وهذا العمق
كوني معي يا غاليتي في هذه السلسلة من البوح
مع الأحبة يطيب لنا البوح
شكرا لك وكمشة ياسمين لأرق وسام

ميساء البشيتي 17 / 01 / 2013 27 : 03 PM

رد: حافية القدمين والبحر .
 

7
عدت إليك يا بحر .. هل انتظرتني .. هل أطلت عليك الغياب ؟
يسكننا الآخر .. يذوب في دواخلنا .. نظن أننا نسيناه .. نظن أننا نمضي أيامنا من دونه .. نظن أننا انتصرنا على هزيمة الآخر لنا لنفاجأ عند أول هزة أن الآخر في داخلنا حيٌّ ينبض .. وأنه أبداً لم يغادر ولكنه مع الأسف مفارق ..
كيف نحتفظ بالآخر وهو ليس لنا ؟
هذا هو السؤال يا بحري .. وهذا هو ما أخرني عنك لأيام .. وما أعادني إليك اليوم مثقلة بالهموم والأوجاع والاستفسارات ..
متى نتحرر من الآخر ؟
وهل في تحررنا هذا الخلاص .. أم هي النواة لعبودية أخرى ولا تلمني على لفظ " عبودية " ؟
صدقني يا بحر هي ليست عبارات أضخها لأفتح حواراً جديداً معك هذا الصباح فأنا أستطيع أن ألتزم الصمت في حضورك .. فأنت سيد من احترم صمتي وسيد من أبوح له بنقاط ضعفي .. لكنني هذه المرة لست ضعيفة .. أو ربما كنت ضعيفة دون أن أدري .. موازين القوة والضعف اختلت لديَّ كما اختلت لدى سائر البشر ..
هل النداء على الأحبة ضعفاً .. هل الاشتياق إليهم ضعفاً .. إذا ما هي القوة يا بحر ؟
أهي الفراق .. الهجر .. الصدُّ .. التخلي .. الجحود .. النكران .. الكذب .. الخيانة ؟
أهذه هي القوة يا بحر .. إذا فاشهد يا بحر أني ضعيفة .. وضعيفة جداً .. بل أنني أعتز بضعفي .
في الصباح .. في كل صباح .. أفتح نافذة الأمل وأبقى على الشرفات أنتظر .. وحين ينتصف النهار أنكمش على ذاتي قليلاً لأن العصافير مرت من أمامي وحيدة بلا رفيق تحمله على جناحيها وتحلق به في السماء .. وفي المساء أسدل الستائر بغضب وأسدل معها أملاً أودعته ذلك النهار .. وفي الليل .. في آخر ساعات الليل أحدث الوسادة وأسألها هل بقي لنا أحلام نحلم بها طِوال رحلة المنام .. أم أننا سنغمض العيون على هالة من الفراغ كما سنفتحها على هالة أكبر وأكبر وأكبر من الفراغ ؟
هل حقاً كان يملأ المكان ..
وإلا لمَ كل هذا الفراغ ؟
لمَ كل هذا الفراغ يا بحر ؟
أجبني يا بحر إن لم يكن يملأ المكان .. ويملأ الحياة .. ويملأ الروح ..
فمن أين يأتي كل هذا الفراغ ؟


الساعة الآن 33 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية