منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   رسائل في مهب العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=257)
-   -   رسالة إلى صديقة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14168)

نصيرة تختوخ 17 / 09 / 2011 23 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://desktopbackgroundss.com/wp-content/uploads/2011/08/beautiful-background.jpg');border:4px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]ماذا تحمل ياأيلول غير المطر وحفيف الريح؟
ماذا تحمل لجفون السهارى و لمرتقبي أيامك؟
واحدة أعرفها تحبك و تهابك، تنتظر أن تخرج لها ذ كرى مولدها ورائحة طفولة مقدسية وتخاف أن
تفيق على خبر متشح بالسواد و الدموع.
واحدة هي صديقتي عرفتني بك أكثر و جعلتني أتأملك أكثر.
أستهل بك الخريف وأقرأ أسراره على الأوراق الذابلة.
أيلول يامفتاح عمرها، إهمس لها أن تبقى كل عام طيبة.
أيلول ياصاحب الكستناء، خذ لها أحلى الأماني .
أيلول ياأيلول اعزف لها على قيثارتك لحنا تحبه وأمطر ذكرى ميلادها وردا وعطرا.
أيلول لا تقل لي لا و تدحرج إليها كدراقة شهية حتى تسقط بين يديها .
http://www.neilshare.com/2011-09/emf73158.jpg

Nassira




[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 09 / 10 / 2011 27 : 02 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/210617/true-love-flowers-cute.jpg');border:4px groove skyblue;"][cell="filter:;"][align=center]صديقتي الحبيبة ميساء؛
أريد أن أكتب لك، أن أمسح دموعك، أن آخذك إلى القدس وأن نودع نعش والدك هناك فتطمئني.
لكني أصفع نفسي باستحالة الأماني وعبثية الخيال.
أقول لنفسي كم هي الدنيا معقدة و كم أتقن جبران وصف الحياة حين رآها غاوية،مخادعة .
أبحث عن وهم جميل يصير سحابة تنقلك من حزن داكن إلى ريش أمل ناعم فلا أجد.
الموت يعصف بكل شيء . الموت قرصان مقيت بلا مسكن و لا قلب تعود نشر الفجيعة و استطابة النواح .
الحياة بعد رؤية وجهه تفزع وتطلب وقتا كي ترتب نفسها وتعود لطبيعتها و قد لا تعود.
ميساء الموت صعب كالحواجز، كالجنود على الحدود،كالأسلاك الشائكة والحقول الملغمة يقول لا ، لا مجال للاقتراب و العبور، الاتجاه الوحيد هو الواجهة الأخرى و المضي إلى الأمام.
خلف النعي و الدموع قبر لن يفتح و ماض لن تحسن إلا الذاكرة تصفحه.
خلف موت الإنسان يقف الغياب الذي يلعب دوره حتى الأبدية.
ميساء الموت جاء و القدر وصل و لنتجرأ و نقلها واضحة الأب رحل.
والد ميساء وجدُّ السوسنات رحل فماذا بقي؟
تعالي نعد مابقي:بقي إسمه، مذكراته المؤرشفة في أحاديثه وتصرفاته، جيناته الراسخة في ذريته، أمله في عودة الحق، رهانه على تربيته و على أبناءه وبناته...
لاأستطيع أن أعد كل مابقي ياميساء لعلك تساعدينني وتعدين وأنت تقرإين كلما بقي حتى تكملين اللائحة إن اكتملت وأنا أشك في ذلك.
ماتبقى ياميساء من والدك في حياتكم كثير، إنه الحضور الذي يسخر من غياب الجسد و الاستمرار الذي يرسم لنقطة النهاية ذيلا و يجعلها فاصلة.
مايبقى بعد الموت هو الحياة التي تنفض عنها التراب وتستحم .
من تحت الماء تخرج لتصفف شعرها وتضع زينتها، ترتب الماضي في ملفات تشبه الكنوز وتمشي خطواتها نحو الغد قد يصادفها في أول خطوة لحن يبكيها لكنها كالنهر الجاري تواصل المسير و كالنهر الجاري تتفرع في الجداول وترقص وكالنهر الجاري تعلم أنها جاءت من النبع وأنها قد تصب في البحر أو تنضب قبل الوصول.
ميساء لأنك صديقتي أعلم أنك حلوة كأعذب نهر وأن الحياة فيك مبحرة رغم قرصان الموت وبأن الفرح على أغصانك ينبت ولو بعد العاصفة.
لأنك أم فرح عِدِي الغد بأن تنفضي التراب وعدي الراحل بصلوات ورحمة ومشوار يأمل السعادة .
دمت بخير
Nassira
[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 04 / 11 / 2011 14 : 04 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/206504/snow-rose-ice-winter.jpg');border:4px groove limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كفاك تتوهين في زوابع الحزن فالحزن ضاق بك وبدورانك حتى حدود الضياع.
كفاك تجردين روحك من ريشها ريشة ريشة و ترتجفين وحدة.
لانبل في الحزن و لاوفاء و لا جمال ولا شجاعة.
الحزن جبن يامسكينتي.
إنزعجي من نعتي لك وثوري و قولي عني مستفزة .
قولي عن قلبي أنه من حجر وتخيليني أضحك وأطلي جداري ببنفسجي وأخضر.
الحياة تهيؤات وخيالات لا تنتهي وأنت تغمضين عيونك عن كنهها لتبكي حتى العمى ورقة من أوراقها الراحلة وتعانقين شجرة هوت لتستريح.
غدا تهوين أيضا كغيرك فلما تستعجلين اقتلاع جذورك و تطيير عصافير أيام لم تصل بعد.
الحزن وهم يبحث عن عش يجده عند المستسلمين له والخاضعين وخواف يفزع من المصرين على عصر عنب الحياة حتى آخر قطرة.
أنا ممن يمدون يدي إليك ياصديقتي ويصفعون حزنك حتى سقوط وجهه.
الجميلات لم يخلقن ليسكنهن الحزن ويغلبهن الشتاء،هن من يصنعن من التحدي فروا ومن الذكريات حطب المدفئات.
الجميلات لايحتجن لمنارة هن المنارات وينابيع المحبة.
أيتها الجميلة إحترمت حزنك حتى كساني الثلج و تجردت أصابعي من دفئها لكني ناديت شمس الحياة و سطعت صفراء مستديرة .
تدحرجت إلي وغزلت من أشعتها حلما لي وحلما لك.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 14 / 11 / 2011 31 : 04 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
إلى صديقة
نصيرة يا حبيبة
الحزن كما أخبرتك في حديث سابق لنا في مكان آخر الحزن لا نخلعه نحن لأننا أصلاً لا نرتديه .. إنما هو حالة عصية تلبسنا وتخلعنا وقت هي تشاء ..
ربما نحن نحاول ونقاوم وندافع عن المساحات التي داهمها الحزن بشراسة ولكن ليس دائماً ننتصر على الأحزان ..
ومع ذلك فالحزن أيضاً يرحل لكن بعد أن يترك ندبة كبيرة في القلب .
أنا يا نصيرة فقدت أبي .. أبي الذي كان لي منذ وعيت على هذه الدنيا مصدراً للأمان .. أعلم جيداً أن الأمان بالله ولكن لطفلة صغيرة تتخيل أن الأب هو مركز كل شيء في دنياها الصغيره وهو مصدر الأمان ومصدر السعادة ومصدر الأمل والفرح ربما من هنا جاءت مقولة كل فتاة بأبيها معجبة وأنا لم أكن معجبة بوالدي فقط بل كنت متعلقة به ليس تعلق الفتاة الصغيرة التي تحلم بهدية جميلة أو ثوب العيد بل تعلق الفتاة التي شُرّدت من وطنها ونُفيت وذاقت مرارة الاغتراب وكانت تجد في أبيها ذلك الصدر الحنين والعقل الجبار والصبر الذي لا ينتهي والطيبة والدفء والورع والتقوى في زمن باتت فيه هذه الأشياء عملة نادرة ..
كنت متعلقة بأبي نعم وبناء عليه تعلقت أسرتي الصغيرة به وتعلق هو أيضاً بأسرتي الصغيرة وحين سافرت كنت دائماً أدعو الله أن يبقيه لي وكنت بداخلي أحلم كطفلة صغيرة تحلم بالخلود لوالدها ..
حتى أنني كنت أتخيل أن الموت لن يقترب منه ..
وبقي هذا الشعور عندي حين زرته في بيته الآخر بعد الرحيل .. سلمت عليه وقرأت له ما تيسر من القرآن الكريم وحملت نفسي وغادرت على أمل أن أقابل أبي في المنزل .. نعم لم أجده لكنني ما غادرت إلا على أمل أن ألقاه في استقبالي من جديد .. ولغاية هذه اللحظة التي أكتب لك فيها أتخيله أمامي كما يظهر لي في الأحلام ينظر إليَّ ويهزُّ رأسه بالموافقة على ما أقوم به وينال منه الإعجاب ..
ربما يا نصيرة كان الأباء لا يموتون ..
ربما ..
ومع ذلك إنا لله وإنا إليه راجعون .
أعذريني نصيرة ربما كانت الرسائل القادمة تحمل بعض الفرح ..
شكرا يا حبيبة .. شكراً أيتها الوفية النبيلة .

رشيد الميموني 05 / 12 / 2011 58 : 02 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
متى نرى نبع هذه التحف الأدبية يتفجر من جديد ؟
ميساء .. نصيرة .. نحن في الانتظار .
مودتي .

نصيرة تختوخ 21 / 03 / 2012 57 : 07 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/131192/pink-roses-white-flowers.jpg');border:4px inset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]نائمة أنت الآن ياصديقتي وأنا أختار الكلمات أقول لها مهلا، أمسح عنها دموعها، غبارها ، أزينها لتبدو في كامل أناقتها كي أرسلها لك.
لتقول لك كل عام وميساء و القدس أم ميساء و فلسطين أم ميساء والأم التي غابت عن الدنيا وبقيت في قلب ميساء بخيــــر.
تأتي الأم كل صباح، كل مساء إلـــى عالمك. تعرف طريقه جيدا.
تعرف كيف تفكرين، كيف تحسين، كيف تكونين ومتى يدغدغك النسيم ومتى تحزنين وترينها بقلبك , تحفظينها.
تلتقيان ولا تلتقيان ولو انتبهت لرأيت أن اللقاء أحيانا لايحتاج إلى مصافحة و كثير من الكلام.
تسافر الأجساد إلى أقاصي الدنيا مرات وتبقى القلوب مشرعة ، مفتوحة على بعضها.
تسافر الأجساد إلى ماوراء العالم وتعود التفاصيل كلها لتنبت في العالم و تنمو بوفاء وحب.
عيد الأمهات ليس عيدا موحدا في كل أرجاء الكوكب ولايأتي في نفس اليوم لكن حب الأمهات موحد يتوج القلوب ويرسم ملامح إنسانية البشر.
يولد مع الصغار أكبر من الأجساد الصغيرة ولايهرم مع الوقت بل يرتفع كالهرم ، و قد لا تعرف له قمة.
حب يهوى الارتفاع فيظل ينمو وإن توارت الصور.
حب باسم ومطمئن، حنون و عذب، يهدهد الروح ولا يتعبها.
لأن الإنسان يحترف مع الوقت إتعاب نفسه، يوقظ الذكريات في الأعياد ويمزج الحزن بالفرح ولأنه الإنسان نعذره .
لكن لأنك ميساء أغزل لك الفرح وأقول لك كل عام والآمال بخير كل آمالك، فالآمال أمهات العمر القادم ، والآمال رفيقات دربك ، والآمال أقلامك لرسم كل الأحلام المشتهاة .
دمت بخير وطمأنينة.
وهديتي إليك كلام من حكاية آخر الشتاء وأهلا بالربيع فاليوم ميلاده.
http://up.arab-x.com/Feb12/fww01307.jpg
Nassira
21آذار 2012
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 22 / 03 / 2012 32 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 

نعم نصيرة كل ما تفضلتِ به صحيحاً .. هناك عشق يسمو فوق جميع
أنواع وأصناف وأطياف العشق هو عشق الوطن الأم والأم الوطن .
كنت دائماً أقول أن أمي وطني وبعد أن رحلت أمي أعلنت نفسي
عصفورة الشتات ..
كانت عيناها هي وطني وهي مرفأي وهي جنتي وهي ملاذي ..
كانت الكلمة منها تذيب الجراح وتغسل القهر ..
كانت اللمسة منها بمثابة صكوك الغفران ..
كانت النظرة منها تعمدني من جميع الأخطاء والخطايا
وتعيدني طفلة تتربع على حضن الأم .
حين فتحنا أدراج سريرها بعد الوفاة وجدت أوراقاً لي ..
"ضيعت الأماكن "
" هناك روحي "
و"رسائل إلى أمي "
لكنها لم تقرأ منها إلا رسالة أو رسالتين لظرفها الصحي الذي ساء جداً ..
كانت أمي بالنسبة لي هي سيدة الأبجدية ..
منها هي كنت أستقي حروف الفرح التي كنتِ ترينها تزين نصوصي ..
كانت ترفض الحزن وترفض أن يلبس أولادها ثياب الحزن والقهر والانكسار .
كانت بين الحياة والموت وكان عليَّ أن أودعها لأعود إلى بيتي ..
من كان يدري أنه كان آخر لقاء ؟
قلت لها وكانت تئن حينها وأحياناً تصرخ من الوجع ..
وكانت تراني واقفة أمامها أغتسل بدموعي وهي كأنها لم تعد تراني من الوجع ..
قبلتها وقلت لها : لا تكسرينا يا أم ..
فتحت عينيها بقوة وكأنها عادت من رحلة بعيدة وقالت " ما عاش من يكسركم "
وغادرتُ ......
وأسلمت هي الروح .. دون أن نتجاذب أطراف الحديث ..
أو حتى نقول كلمات الوداع ..
لكنها ردت عليّ يا نصيرة وقالت " ما عاش من يكسركم "
وقد كانت تعاني في حينها من سكرات الموت ..
من يا نصيرة يعود من سكرات الموت لأنه خاف من كلمة تلفظ فيها أحد أبناؤه ؟
أنا واثقة أنها قد تعود من الموت لأجل أن تقول لي "لن أكسركم يا ميساء "..
نصيرة
شكراً لكل حرف كتب هنا وربي يقدرني أن أقف إلى جانبك في الفرح والمسرات
قبلاتي لك أيتها الغالية
وربي يحفظ لك جميع أحبتك .

نصيرة تختوخ 06 / 04 / 2012 35 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/15.gif');border:4px inset skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقتي،
تحرمنا المسافات من أن نقتسم علبة الشكولاتة ونبحث في حقائب بعضنا اليدوية.
من أن تقولي لي ' هل معك قلم ؟'' ومن أقول لك :'لماذا لاتحبين هذا اللون الغريب؟ ' وأشتريه لك تذكارا.
لكنها لاتنجح في أن تحرمني من الكتابة لك ومن استلام كلماتك حين ترسلينها مضفورة بشريط الصداقة الناعم.
أقرأ اليوم ، منذ الصباح، جملا و صورا وتعابيرا وكلمات مترامية على العلب والصفحات ...وأقول في نفسي كم تزاحمنا الكلمات أينما حللنا.
يظل الإنسان يكتب عن الإنسان ويشرح للإنسان ويخاطب الإنسان وليت الناس دوما تفهم وتتفاهم بيسر.
هناك من يكتب كلماته كمن يجر محراث خشبيا عتيقا ويعتقد أنه يدأب ويجيد مايفعل ولايدرك أن الدأب خارج الزمن لاينتج مايكفي ولامايدهش.
تمتلئ صفحاته بالكلام فلا يراها البعض إلا سطورا تبعث على الضجر.
وهناك من يختار أن يرسم رونق فكره يرتب جملة ويزيدها أخرى ثم أخرى ويتوقف و قد يجعلنا معه نتوقف. نقول: معه حق أو إنسان جميل أو كيف فكر في هذا ؟..أو لانقول أي شيء وتدخل كلماته إلى عالمنا تختبئ في ركن ما حتى تخرج بمشيئتها لتفاجئنا.
الإنسان مخلوق غريب ، عجيب وذاكرته أغرب وأعجب منه تختزن مايحلو لها بطريقتها وتتملص مما تريد مثلما تريد.
من بين ما قرأت اليوم عبارة خلاصتها أن الناس في حالة الحب تتعرف على بعضها لأنها تحب و في حالة الصداقة تحب لأنها تعرف بعضها .
تأملتها وابتسمت.
في الصداقة كما في الحب معرفة الآخر ومحبته واحدة تأتي بالأخرى؛ وقد تبقيان معا أو تموتان معا وتتسللان إلى الذاكرة كالكلمات والأحداث وصور الماضي ..لتعيشان مع الكل هناك.
أظن ياصديقتي أننا لو دخلنا ذاكرتنا سنضحك كثيرا ونبكي كثيرا ونذهل ونحن نصادف التفاصيل.
نتساءل 'هل كان كل هذا؟ صادفنا كل هذا؟ كم كان في اليوم من يوم وكم من دقيقة كانت مدهشة وظنناها مسالمة عبرت. لم ننتبه وعقارب الساعة تدور مستسلمة لروتينها الميكانيكي.
عقارب الساعة خداعة و الذاكرة ساحرة في جيوبها وخزائنها كل عجيب.
دمت قريبة رغم المسافات ياميساء.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 06 / 04 / 2012 23 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 


نصيرة يا صديقتي أحياناً أحسدك على إصرارك على تلوين الأفق باللون الوردي ..
مع أنه قاتم جداً ..وقد يستهلك الكثير من الألوان حتى يظهر اللون الوردي فيه ..
وأنتِ كالنحلة لا تكلين ولا تملين من المحاولة إثر المحاولة .. ومع أن النتائج
لا تكون عادة وردية كما تبغين .. وهذا ما يسوؤني ..
ألا أنك تعاودين الكرة مرة إثر مرة ..وكأنك تقطفين عناقيد العنب عن شجر الأيام ..
ومع أن بعضها لا يزال حصرماً .. ألا إنك بالتأكيد لا بد أن تحظين ببعض العناقيد الناضجة والحلوة المذاق ...
أنا يا نصيرة يقتلني حالياً الإحباط وبدأت جدياً في البحث عن دروب ومسالك لا علاقة لها بالبشر ..
تعبت من أحاديث البشر وردود أفعالهم المخيبة للآمال ..
فالطريق إلى الآخر أصبح وعراً جداً ..ومليئاً بالحفر التي قد لا ننجو إن وقعنا في إحداها ..
ما أصعب المواجهة مع الحقيقة .. مع أننا نظن أن الحقيقة بين أيدينا وأننا شكلناها كما يحلو
لنا ولوناها بألوان الطيف الزاهية وعطرناها بياسمين العمر ..
لكننا نفاجىء بأن الحقيقة دائماً تأتي عارية من جميع أثواب الزينة..
خالية من كل العطور..
وأن كل ما قدمناه لها من أوشحة الحرير ونفائس العطور ما كان ليمنعها
من أن تمدَّ أقدامها خارج أسوار حدائقنا وتقطف وردة الجيران ..
دائماً تأتي الحقيقة مغايرة لكل أحلامنا ..
وتكون الصخرة تتحطم عليها جميع آمال الربيع وبذور أزهاره ..
ومع ذلك أنتِ يا نصيرة تصرين على أن الربيع يغير القلوب
قيجعلها أكثر نضارة بعد أن ارتوت من مياه المطر ..
وتصرين على أن الحقيقة دائماً جميلة وقريبة ..
وأن الأخر على بعد فراسخ منا ..
وأنا أراه قد تاه في مسافات لا تعد ولا تحصى ..
فمن أين لي ببعض تفاؤلك حتى أجتاز به هذا الربيع ؟
لا أريد أن أدخل الربيع بملابس الشتاء الثقيلة ..
ولا أريد أن تبقى العواصف والرياح تحاصر براعم الأمل في طريقي ..
ولكن الآخر دائماً بيده معول الهدم مهما كان قلبه نضراً وجميلاً ..
مهما كانت المسافات التي تبعدنا يا نصيرة فإنك تبقين قريبة وقريبة جداً ..
وعلينا أنا وأنتِ أن نستقبل الربيع بملابس الفرح والأمل والورد والياسمين واللوز الأخضر
وليبق َ الآخر على شرفات الانتظار ..
قد مللنا من معاول هدمه كلما رفعنا سوراً للبقاء ..
دمت يا حبيبية ولك مني أجمل باقة ياسمين تليق بأجمل صديقة .

نصيرة تختوخ 07 / 04 / 2012 25 : 04 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/32.gif');background-color:purple;border:4px inset purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقتي،
غربة تجتاحك. أحسها، أستطيع أن أرى رمادي أفقها في كلماتك، في صمتك، في عزوفك عن توثيق ابتسامة.
غربة تغذيها خيبة الأمل، يطعمها الغياب ، تناديها اللامبالاة المنتشرة كأعشاب تعشق الفوضى ودس الجمال.
أحس أنه يصعب علي طرد غربتك كما يستحيل أن أطرد الغيوم الرمادية التي تحتل السماء الهولندية اليوم.
لأنها حين تأتي لاتعترف بنيسان ولا بالربيع. تفرض الرمادي على أصفر النرجس وعلى بيض عيد الفصح الملون .
أود لو أنجح في قول شيء مناسب ووضع عبارة فعالة، ناجحة. تأتيك مختالة وتسحبك من يدك ترميك في أحلى مزاج وتضحك من سقوطك الحر في حلاوة اللحظة ومن البالونات الملونة الصاعدة إلى السماء بمناسبة دخولك إلى بستان اليوم الرائق.
أود لو أنجح في تجاهل فشل الإنسان في قطف محبة الإنسان قرنفلة لاتذبل. لكني أفشل ولايبقى أمامي إلا تقبل الأمور كما هي وتمني الأفضل.
الأفضل لك والأفضل لي والأفضل لهذا اليوم وكل يوم وكل الدنيا.
تقبلي تحياتي اللابسة رونقها، المنتشية بوجودك في هذا العــالم وكوني بخير..
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 07 / 04 / 2012 06 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة
تصالحت قبائل الأوس والخزرج على ظهري .. أنا التي مددت إليهم آلاف الأيادي لم يمدوا إليَّ إلا خنجراً طعنني في القلب .. سأصمت أنا الآن لأرى فقط لون حديثهم كيف سيكون ؟
منذ الصغر لدي قناعة أن ما هو آيل للسقوط لن تجدي فيه الجدران الاستنادية ولن تطيل عمر بقائه .. وما يحصل اليوم هو خير شاهد على انهيار الوقت ..
لقد انهار الوقت بعد أن تصدع وجميع من راهنت عليهم خسروا الرهان وأثبتت الحياة أن لها أنياباً أكبر من أنياب أسماك القرش لو اجتمعت .. وإنني لن أقدم روحي قرابينَ لأسماك القرش ولأنيابها .. أنا لن أدع جسدي جسراً تمرُّ عليه قبائل داحس والغبراء ليتبادلوا رسائل الصفح والغفران ..
سأصمت الآن وسأتركهم في غيهم يعمهون ..
وبكل تأكيد ستشرق الشمس يوماً لكن من أي جهة لم أعد أدري .. للأسف كل فناجين القهوة التي احتسيتها برفقة الشمس عجزت عن أن تحدد لي مطلع الشمس القادمة من أين .. لذلك سألتحف غيمة وأركن إلى معابد الصمت .. وللبيت رب يحميه .

نصيرة تختوخ 09 / 04 / 2012 33 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px outset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]نصيرة كتبتِها في بداية الرسالة قصيرة،سريعة ، وحيدة .
وذكرتني بجملتك ''لكننا نفاجىء بأن الحقيقة دائماً تأتي عارية من جميع أثواب الزينة..
خالية من كل العطور..''
لاتحتاج أسماؤنا لأي زينة أحيانا ولا خطاب غيرنا لنا ولا أحداث أيامنا.
تكون الزينة أحيانا ترفا لا نستحقه أو لانقدر عليه أو لا يتماشى وتعبنا أو مزاجنا.
يتدفق الكلام أو القرار أو الحدث كسيل ينبثق من صخرة صماء يباغتنا أو يجرفنا معه لا يهم.
المهم أنه يفاجئنا كتلك الحقيقة التي وصفتها ولايراعي توقعاتنا. لايراعي نبض القلب إن كان سريعا أو بطيئا.
متصاعدا أو مندمجا مع إيقاع الحنين .
تأتي الحقيقة عارية وتسقط باقات الورد في الوحل وتحتفل خيبات الأمل دوما بنجاحها لأنها تتقن تقديم الصفعة المفاجئة وكسر الخاطر الذي شحن نفسه بإيجابيته.
كل هذه الأوصاف التي تشبه قطع الفخار الإنجليزي المتناثرة صحيحة لكن أناملي الصديقة التي قد لا تتقن أي شيء. تظل تحاول أن تجمع وتلصق وتزين بياض الفخار بوردة تفوح عطرا خياليا. يصنع زينة اللحظة ومفاجأة المساء وحلاوة الأمل وكساء الحقيقة التي تقول أنها تهوى الاختباء وأ ن لها حقائب فيها الأجمل .
هل سمعت ياصديقتي عن حقائق لها حقائب؟ ولا أنا قبل سطرين لكن ليس كل شيء محالا أو لنتفق على أن ماقد نسمعه لأول مرة ممكن ممكن.
دمت بخير.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 03 / 05 / 2012 52 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/124212/roses-are-pink-flowers.gif');border:4px groove deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مساء الخيــر ياميساء؛
ماذا فعلت اليوم؟ إلــى أين ذهبت؟
هل أيقظك حلــم باسم ودغدغك النسيم أم أنك أفقت علــى كــومة من تعــب و مزيج من قلق وحنيــن؟
قد لايفهم كثيرون أن أشياء كثيرة تحدث في يوم عادي جدا ، وأن آلاف الأشياء والأحداث الصغيرة تفاصيل كثيرة ترسم ملامح اليوم وتجعل كل يوم يختلف عن غيره.
أستمع لمعزوفة أحب أن تستمعي إليها معي وسأحكــي لك بعضا مما فعلت اليوم.
http://www.youtube.com/watch?v=bbf-3...feature=relmfu
خرجت. كانت السماء, كعادتها هذه الأيام ,غائمــة, رمــادية. لكن عصا الربيع التي لم تطل السماء طالت الأشجار ووضعت عليها تيجانا بنفسجية وخضراء وأكاليل بيضاء.
تخيلي أن بعض الأغصان تدلت من ثقل الزهر الأبيض والوردي عليها وانحنت وكأنها تعرض جمال عرائسها على المارة .
مررت على المكتبة ،فضولا فقط، فوجدت 'صباح في جنين ' رواية لكاتبة فلسطينية تدعى
'سوزان أبو الهــوى ' متربعة على رفوف الكتب الجديدة المعروضة .
أخذت نظرة عن مضمون الرواية واستبشرت خيرا.
تذكرت غســان كنفاني وناجي العلي وحكايات الاغتيال وأنا أتصفح الرواية. ماعاد يجدي الاغتيال وأصوات الفلسطينيين تأتي من كل بقاع الدنيا و أبناء فلسطين يكبرون، يتعلمون كل اللغات ويكتبون بها وتترجم كتبهم.
سيأتي يوم تتحد الأصوات وتلبس لغاتهم العلم الفلسطيني في الأدب و القانون و الفنون وتحاصر الاحتلال.
ألا تظنين ذلك؟
خرجت من المكتبة متفائلــة بعد أن رأيت كتابين آخرين أثارا اهتمامي واحد لكاتبة پاكستانية تعيش في أمريكا تحكي عن طفلة متبناة تسافر للبحث عن جذورها والآخر لكاتبة وكاتب هولنديين يحمل رسائل يومية.
رسائل كرسائلنا هذه وأحيانا أقصر وبتفاصيل أقل.
تحمل رسائل الكاتبين نبض حياة و مشاعر وإنسانية وحبا دون شك.
قمت بجولة في محلات أخرى لفترة قصيـرة بحثت عن حذاء أحمــر لم أجده.
اشتريت علبة شكولاتة وأشياء صغيــرة وعدت.
بحثت عنــك ولــم أجدك. فتساءلت إن كنت تبحثين عن شيء ما ,أويشغلك أمر ما , وإن كنت فتحت خزانة الذكريات فأخذتك إلى مكان قد لا تعرفينه إلا أنت.
حيث أنت كوني بخير.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 26 / 05 / 2012 52 : 01 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]قد تظن صديقتي أنني لم أتذكرها في باريس وأن وقتي كان مليئا بأشياء كثيرة غير صداقتنا.
لكنني حين جلست في الحافلة أخرجت أجندتي وقلمي وبدأت أكتب لها كعادتي المكتسبة منذ مدة.
قالت عني زميلتي وهي تنظر إلى السطور التي تبتدأ من اليمين إلى الشمال.
'امرأة غامضة، ترى ماتكتبين؟ '.
فرددت باسمة:'أشياء لاتستطعين قراءتها '.
وكنت أكتب :
' وعدتك ياصديقتي أن أكتب لك من مون مارتر وأنا جالسة في مقهى. لكنني في الحقيقة لم أمنح نفسي فرصة فعل ذلك أو ربما هو الوقت الذي لم يسمح لي أو هو الكريپ الشهي المحشو بالنوتيلا والموز, الذي كنت أتلذذ به وأنا أتجول في أزقة مون مارتر بين المحلات وأعمال الفنانين المتجولين, من حال بيني و بين الكتابة...
في مون مارتر عالم من البوهيمية و الحياة والجمال.
فنانون غير مبالين بشيبهم وتغير ملامحهم كل يوم.
يعيشون بما تنتجه أيديهم من لوحات فنية ويستقبلون العالم وهم يحافظون على طبعهم ووفائهم لما يحبون.
إنهم يمنحون النفوس راحة منبعثة من نفوسهم ومثلهم أحب أن أكون مريحة لغيري ولاأشعل القلق في النفوس.
http://up.arab-x.com/Apr12/hWd25860.jpg
أظن أنك أيضا هكذا, حتى حين لا تتعمدين, فإن لديك مساحات رحبة لا تضيق بالعيون القلقة ولاتختنق بالهواجس العابرة.
هناك من يسمي هذا طيبة وأنا أسميـه أيضا تناغما.
كلما تناغمنا مع أنفسنا وماحولنا كلما كنا أريح وأكثر توازنا.
صديقتي من الشانزايليزي، إلى حدائق تويلري، إلى ساحة الكونكورد، إلى ساحة اللوڤر، إلى كنيسة نوتردام، إلى الغروب على نهر السين إلى برج إيفيل مشيت و باريس تأخذني إليها.
http://up.arab-x.com/Apr12/ago25860.jpg
تضمني كما ضمتني وأنا رضيعة وتشهد أن هناك مدنا لا تضيق قلوبها بألوان البشر وأيادي البشر وأحاديثهم وأغانيهم ..
باريس التي تقف فيها التماثيل وتتحرك فيها الحياة وتتماوج. لها تاريخ مثل مدينتك أبكاها الإنسان وأسعدها الإنسان واحتفظت في ثناياها بحب الإنسان لها وإن كان ظالما.
مدينتك أعرق وأقدس لكنها مثل باريس لا تسلخ ثوب جمالها لا تتخلى عن أصالتها عن تاريخها، عن دروبها القديمة.
مهما حاولوا تحويلها ستبقى تمتماتها القديمة حاضرة فيها.
وسيبقى صداك وأقرانك يستيقظ في حواريها.
كم مدينة زرتِ و في كم مدينة مشيتِ وبقيت هي ساكنة في قلبـك. أظن أنها مثلك وأنك تسكنين في قلبها. كما أظن أن للمدن قلوبا تحضننا وتدخلنا إليها وأن بعضها ساحرات ماهرات خيرات تشعرننا برحابة العالم وجمال التفاصيل.
من باريس أكتـب لك صديقتي لأخبـرك أن العالم الجميـل حتى وإن كان مخيفا أحيانا وأن الأمـل يمشي إلى جانبنا حتى وإن نسيناه وأن الحياة تعدنا بالحب ماأحببناها وأنـك صديقتي في أحلى مزاجاتي وأسوء مزاجاتي وفي كل شوارع الدنيا.
دمت بخير''.
http://up.arab-x.com/Apr12/qiJ25860.jpg

Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

خالد مخلوف 26 / 05 / 2012 09 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
هل هذا كثير عليّ يا صديقة ؟
أم سأبقى أنا وأنت كفين تلاطمان موج البحر ..
وموج العمر ..
ولا تستويان ..
حتى تستريح الأبدية على كفك و كفي ؟
****************************
ألا زالت تلك اليدان الصغيرتان
تلاطمان الموج محاولتان
معرفة أسراره
يكفيها أنها أكتشفت
أسرار اللغة
لتخط وتبدع تلك الرسائل
الشفافة الرائعة
ميساء يا صاحبة
اليدين الرقيقة والحانية
ما أبدع وأروع بوحك أيتها
الشفافة النقية
وتلك الأخت نصيرة
ما أروع ما تبحث عنه
لتفاجئنا به

فتيحة عبد الرحمن 26 / 05 / 2012 33 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
ما أجملك وما أجمل رسالتك أ نصيرة
لي والرسائل قصة تنسج في ذاكرتي عشها الأبدي

مودتى وتقديري

ميساء البشيتي 27 / 05 / 2012 27 : 02 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد مخلوف (المشاركة 148261)
هل هذا كثير عليّ يا صديقة ؟
أم سأبقى أنا وأنت كفين تلاطمان موج البحر ..
وموج العمر ..
ولا تستويان ..
حتى تستريح الأبدية على كفك و كفي ؟
****************************
ألا زالت تلك اليدان الصغيرتان
تلاطمان الموج محاولتان
معرفة أسراره
يكفيها أنها أكتشفت
أسرار اللغة
لتخط وتبدع تلك الرسائل
الشفافة الرائعة
ميساء يا صاحبة
اليدين الرقيقة والحانية
ما أبدع وأروع بوحك أيتها
الشفافة النقية
وتلك الأخت نصيرة
ما أروع ما تبحث عنه
لتفاجئنا به

أخي العزيز خالد
إنها لمفاجآة جميلة لي ولنصيرة أن تستضيفك هذه الرسائل
نعم أخي أنا ونصيرة وجدنا أنفسنا معاً نقاوم كل تلك الأمواج
ومنذ ذلك اليوم ونحن في حالة مد وجزر مع تلك الأمواج
وبوجودكم الغالي إلى جوارنا لن يهزمنا شيء
خالد شكرا على هذا الحضور الجميل والله يسعدك كما أسعدتني .

ميساء البشيتي 27 / 05 / 2012 28 : 02 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
صديقتي نصيرة
حمداً لله على سلامتك يا غالية وعودة ميمونة إن شاء الله .
أنا يا صديقتي في غيابك ولو كان لمجرد ساعات أشعر بالضيق وأشعر بالضياع وأشعر بالغربة مع أنني وسط أحبتي ولكنني دائماً أرتاح حين أشعر أن عينيك تلاحقني في كل مكان .. تتواجد معي في كل الأمكنة وعلى الورق وبين السطور وأحياناً أجد ظلك راسخاً على الورق فأعرف أنك بقيت بين الحروف ولم تبرحين المكان ..
أنا يا نصيرة بدأت أكره بعض الكلمات مثل القلق والحزن والهم والتوتر والليل .. أنا أريد وبكل صدق أن أشطبها من قاموسي .. لا أريد أن أكتب بأبجدية تحمل هذه الحروف .. نحن وقعنا في شرك الحزن .. الحزن والهم والقلق اجتمعوا علينا ونصبوا لنا شركاً ونحن لبساطتنا وطيبة قلوبنا وقعنا بهذا الشرك وكنا نظن أن الحزن قارورة كالصبر علينا أن نحتسيها حتى النهاية واكتشفنا الخدعة لاحقاً بعد أن تناولنا قواريرَ من الحزن وصبغنا القلوب بالسواد ..
واليوم تعبنا من هذا الحزن فمن يرفع عنا غيومه التي تكاد تطبق على أنفاسنا حتى آخر نفس .
أحب السفر يا نصيرة حين يكون كالحج إلى الأماكن .. أرغب بالابتعاد ما أمكن عن البشر .. الأماكن لا تتذمر ولا تعرف الشكوى لذلك أنا أرتاح لكل الأماكن وأحب كل العواصم .. لكن القدس تبقى هي قصة حبي لذلك لا أحسبها في مصاف العواصم إنما مع سلالة الأحبة ولكن الأحبة الذين لا يتركوننا في منتصف الطريق ويسلمون للموت أرواحهم بكل رضا وطيبة خاطر ..
غاليتي .. سعدت بأنك تناولت وجبتي المفضلة وهي الكريب المحشو بالنوتيلا والموز وكذلك المكسرات فهذا الطبق يشعرني بالسعادة العارمة ويمدني بطاقة رهيبة لأتابع هذه الحياة التي لا ذنب لها إلا أننا لم نفهمها أبداً ..
سعيدة بعودتك يا غالية وسعيدة بهداياك الثمينة وسعيدة بأن تجددت الحياة في أوردتك وشرايينك وسعيدة أنك عدت ترسمين لنا الصباح بأشهى الألوان واعذريني يا صديقتي لقد قصرت معك جداً فأنا أحياناً أكون ضعيفة جداً .. وأنحني أمام العواصف الكبيرة .. لكنِّي الحمدلله وبفضل الله أحاول أن أتجاوز كل الصعاب .. ودائماً أحاول مصالحة الحياة وأخذ هدنة لمداعبة النسيم في وقت الصباح فهذا كل ما أشتاقه يا غاليتي وأشتاق أن تشاركيني إياه ..
وبكل الحب يا نصيرة أستقبلك وأقول لك كم كانت باريس محظوظة بك .. وكم أنا محظوظة بك يا صديقتي .. ودمت .

فتيحة عبد الرحمن 27 / 05 / 2012 22 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
ياريتنا رحنا باريس ميساء حتى نتلقى منك رسالة جميلة كهذه ههههههههههه

دامت المحبة ودمتما أختين / صديقتين
أستاذة نصيرة / ميساء
صباحكما وكل من سيقرأ الرسالة ... ورد وأمان






نصيرة تختوخ 27 / 05 / 2012 59 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذة فتحية ؛أستاذ خالد شكرا لتوقفكما هنا ولكلماتكما الطيبة.
تقديري و تحيتي[/align]
[/cell][/table1][/align]

ميساء البشيتي 28 / 05 / 2012 59 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
أنا أيضا أشكرك غاليتي فتحية على هذا المرور المبارك عبر رسائلي
أنا ونصيرة وكأنني شعرت أن لديك رسائل شبيهة .. ننتظر يا فتحية
كوني بخير أختي وشكرا لك

نصيرة تختوخ 13 / 06 / 2012 14 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]في صباح كهذا أفيق باكرا، أحاول أن أستقبل النهار أخرج خيالي من قفصه وأودعـه قلمي وأظـن أن كل شيء سيستمر بخير.
لكن الأمور تجري عكس اتجاه خيالي، عكـس تنسيقي، عكس انسيابي..
كل شيء واقعي الشكل والتجلي.
صلب كالجدار، متحـرك مبرمج كالوقت، لا رفق فيه بأعـصابي.
علي أن أفعل هذا... وأمامي كذا....أمور وأوامر مقنعة تنزل كالمـطر وسمائي تغدو رمـادية.
أحب أن أكـون امرأة لكنـني امرأة مرهفة لاتعـرف كيف تكبـر.
أخبـريني ياصديقتي كيف أستعيد رونقي بعد أن تتلاشى أعصابي.
كيف أكبـر؟
صباح الخـير ياصديـقتي أرجـوك كونـي باسمـة أكـره أن تكون صديقـتي مثلي هذا الصـباح.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 24 / 08 / 2012 07 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]سقط المطر ياصديقتي وغابت الشمس خلف الغيوم وتذكرت تفاصيل الشتاء والموسم المظلم الطويل ولائحة الواجبات.
أنا امرأة مرهفة لم تشتغل بعد على صور الذاكرة الحديثة.
قبلات جدتي وضمتها والدموع المنسكبة على تجاعيدها والجبال الواقفة في مكانها كما عرفتها تبدل الفصول لونها ولاتبدل وقفتها، أوراق الصفصاف والزيتون وأصوات الباعة وضجيج الحياة التي غير رمضان إيقاعها...
لم أرتب أي شيء بعد كي يداهمني المطر.
غـريبـة في حالـة غريبـة بقيت الغربة ملتصقة بي كحقيبة يدوية عند خروجي وأحسست الأمكنة تنكرني. فيَّ شيء مختلف كبرت سذاجتي ربما أو أنبت العالم من حولي مخالب أطول و طور حيله.
ركبت دراجتي يوم أمس وأحسستها أريح أقل وتتطلب جهداً أكبر. لم يكن بها شيء إنني من تسهو أكثر، تتعرف على الأشياء بحواسها كطفلة تكتشف العالم.
وكم في العالم من عالم!
أعتب على المطر ياصديقـتي دون حقـد وكنت قلت أنني لن أبكـي لكن عيوني اشتهت تقليد السمـاء ربما تتأكد هي الأخرى من قدراتها وربما تحاول الإسهام في الاشتغال على مخزون الذاكرة...
لن أطيـل عليك ولن أسألك فيما تنفع الصداقـة ومن يقرأنا حين لاننجح في قراءة أنفسنا.
مُبْهمـة كل ما أحتاجـه وقت أو ربما زمنا قادما أتفرغ فيه لترتيب الصوروالأماكن والمؤثرات.
دمت بخير ياصديقتي واعذري إزعاجي لك في يوم أهداك إشراقته وتاريخه.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ناهد شما 25 / 08 / 2012 43 : 12 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
سعيدة لأنني أصافح الآن حروف من ذهب ..
حروف خضراء ندية .. هذه الرسائل توحي بالصدق من أقلام ثابتة الخطا
ما أجمله من قلم عندما ينسكب يلملم في الليل الومضات
رغم الجراح فلبعض هذه الرسائل أغصان تحزنني أوراقها ولكن صدقاً
لا يمكن إلا أن أتابعكما الغاليتان نصيرة وميساء

خالد مخلوف 25 / 08 / 2012 32 : 03 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[frame="1 98"]الآن أرمي للحظات عن كاهلي كل مفردات الحرب وأهرب من
أمام شاشات التلفزة ولا أريد لذلك الشريط العابر بها أن يعكر
صفو لحظة ربما أتوق أن أعيشها
أتسمحون لي أختي الفراشة وأختي النحلة بأن أشارككم هذه الرسالة
من رجل هرب من وجع الحياة وألم الذاكرة
إلى فتاتان هربتا من العمر لتبقى نفوسهم تحمل
في طياتها روح الشباب وألق الحياة
قلت سأهرب نعم سأهرب من تلك الأصوات المستحيله
نصيرة لك روح رائعة وقدرة متميزه على التحكم بالحرف
وصياغة أقصى ما بنفسك صور يصعب إلا على فنان أن
يصوغها بتلك الشفافية والدقة فطوبا لتلك الروح الطائرة
أما أنتي يا ميساء سميتك نحلة لأنك لا تكلين ولا تملين
من جمع الرحيق ولم الشمل وترميم الصدع
أتخيلك كما طاب لي خيالي أن يصورك
دائمة الحركة والترتيب رغم ما قد يعتريك من ألم
وفكرك منشغل دائما بمن حولك كيف تبلسمين جراحهم
فطوبا لك ويا هناء من حولك بك
سأبقى دائما في الخط الفاصل بين الكلام أنتظر رسائلكم
وأتحرى أخباركم
كونوا بخير دائما
وأبقوا رمزا لصداقة أتوق لها وأحترمها
من دمشق في 25/8/2012
خالد مخلوف
[/frame]

نصيرة تختوخ 25 / 08 / 2012 57 : 09 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
عزيزتي ناهد يؤسفني أنك لم تخرجي من قبضة الحزن تماما بعد لكني أستبشر بحضورك خيرا.
دمت قريبة و دمت بكل الخير.

نصيرة تختوخ 25 / 08 / 2012 02 : 10 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
أستاذ خالد شكرا لك ولحروف انسكبت من قلمك بصدق فأحسست بطيبتك وتقديرك وبانفتاحك على الحياة ولو أن الأيام في دمشق ليست حاليا أسعد الأيام.
دمت بكل الخير ودام تواجدك وأتمنى أن يكون موعدكم مع الفرح والسلام قريبا.

ميساء البشيتي 28 / 08 / 2012 35 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
شكرا غاليتي الحاجة ناهد
الحزن يدخلنا مرة واحدة ولكنه لا يخرج منا دفعة واحدة
لذلك علينا ألا نفقد الأمل بالتحرر منه
شكرا لحضورك الذي رغم حزنه يجعلني أشعر بدفء الحضور

ميساء البشيتي 28 / 08 / 2012 37 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
خالد
ربما مضى غالبية العمر أو ثليه على افضل تقدير
ولا أزال أردد أن الصداقة هي سر الحياة
لكنها بالتأكيد في كل يوم تصبح أصعب
شكرا لحضورك المبهج
وكن دائماً هنا حضورك يفرحنا أنا ونصيرة بكل تأكيد
دمت أخا وصديقاً وأديباً رائعاً مميزاً

ميساء البشيتي 28 / 08 / 2012 01 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
أما أنت غاليتي نصيرة فلا أعلم ماذا أقول إليك .. وهل بقي في الكون أعذار أستطيع أن أنتحلها .. ويقبلها قلبك الطاهر ؟
توالت رسائلك في الآونة الأخيرة وتوالي عجزي بالرد .. حين أغرق في الصمت أجد القلم ثقيلاً في يدي وكأنني أنحت في الصخر ..
حتى المشاعر تصبح صلبة فتفقد صفة الخفة والرشاقة .. وسرعة الحركة والرد .. وقوى الجذب .. والمد والجزر وما إلى غيرها من الصفات التي تميزها عن كل شيء .. وتدخلها في دائرة تكاد توصف بالقدسية .. ومع ذلك أحياناً ينالها شيء من التصحر أو التصخر ..
فهي كالبشر لا تسلم من محاولات الاغتيال .
لا أعلم لماذا يخيفك المطر .. مع أنه كان في يوم مضى ربما قبل عقد من الزمان أو أكثر كان يربكني حضوره المفاجئ في صباحاتي حين أكون على علاقة سيئة مع المظلة .. وعالقة أنا وسيارتي داخل دوامة الماء في منتصف الطريق .. ورب العمل على الضفة الأخرى يدق جرس الإنذار في صباحات سيئة كهذه .. ولكن اليوم بعد أن تحررت من رب العمل وتحررت من سطوة المطر وهطوله المفاجئ في صباحات غير مستعدة لاستقباله أستنكر على صديقتي كراهيتها وحزنها لغزو المطر عقر دارها على حين غرة ؟!
أليس هذا تناقضاً رهيباً .. ومع ذلك يبقى للمطر في قلبي حكايات ينتهي العمر ولا تنتهي هي .. وفي يوم حين يجمعنا القدر سأخبرك عنها لو كلفنا الأمر دهراً من الزمان .
أما الأماكن فهي والنباتات أيضاً أقرب الأصدقاء إلى قلبي وروحي ووجداني .. وأرجو ألا يستفز هذا الشعور مشاعر الغيرة لديك فأنت صديقتي والمقربة جداً إلى قلبي ..
الأماكن يا نصيرة تعرفنا وتحبنا وتكبر معنا وتنكرنا حين نبتعد عنها بلا رحمة .. لا أريد أن أقسم أن بعض الأماكن يرتجف القلب من فرط حبها وتعتري الجسد قشعريرة حين تستشعر أقدامنا أننا سنطؤها عما قريب .. وكم مرة .. كم مرة يا نصيرة غيرت طريقي دونما سبب لأنني لم أحتمل نظرات الأماكن العاتبة إليَّ .. ولم أجد العذر المناسب لكل هذا الغياب ..
يبقى كل شيء يا نصيرة في قلبه ألف قلب وقلب .. كالأماكن والمطر والذكريات .. كل شيء .. إلا الإنسان .. فهو الوحيد الذي ليس في قلبه أي قلب .. اضحكي يا نصيرة ولا تأخذي كلامي على محمل الجد ..
طالما أنت صديقتي وأنا صديقتك فكل شيء بخير .. ودعيها تمطر ..
دعيها تمطر وتغسلنا من سنين زحفت بقوة على قلوبنا دون إذن منا أو طيب خاطر فقد يطل أيلول سابق ويلقي إلينا بتحية طالما افتقدناها واشتقنا إليها ..
إلى اللقاء صديقتي الغالية .

نصيرة تختوخ 02 / 09 / 2012 09 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقتي يامن تعودت على رفرفتي قريبة وبعيدة وفي كل حالاتي؛
كنت أقول جاء المـطر ولم أرتب المشاهد والصـور وكنت أقول: رفقاً.
كنت أقول صباح الخير والزنابق أحلى وهي تتفتح شمـوسا وكنت أصنع فراشاتي من ابتسامات حُبٍّ شحيحة من العالمين أعالـجها وأرممها كي لاتخذلني.
لكني عجزت.
كأي آلـة بقلب يُراد له أن يكون مضخة وفم يشتهي السامع برمجته خرست.
أنا التي صنعت ذلك الغول الذي يأكل أصابع حبيبته، ليـتني ماكتبت.
كيف تكون امرأة جميلة طول الوقت ورائـعة إلاَّ إذا أفرغت من روحها الحب وسكبت من وقتها عذوبة في قلوب الآخرين؟
''هاتِ مزيداً وتعلقي بذيل السحاب؛ العواء يطغى ،مات آخـر جندي من الكتيبة الخامسة وطبول الوحشية جُنَّت...''
ظننتُ أنني سأبارك من يرتشفون عطر الحياة من قلبي، واكتشفت أنهم يهوون تزوير الرائحة وغش الحواس وحواسي العنيدة تتمنع عن خداعي.
لم أأبه أبدا لأوصاف تُلصق بي .قيل أني لاأطوى ولاأُلاك وقيل أني رائعة لكني رفضت أن أصير مومياءً،ورفضت تحنيط الأشياء لم تستهوني يوما الأرشفة. رميت الكلام ببصماته وتداعياته في سلال المهملات.
أي ثقل يجرني إلى القعر ليغرقني. أي كلام وأي أحداث وأي شيء؟
لو كان عندي أرشيف أعترف به ربما لكنت بحثت.
اقتسمت قبلة الصباح وجنيت حروفا شحذت حوافها.وماتبقى عندي هو النائم الآن بداخلي ، قد يصحو أو يجعل سريره نعشه وأكون طويت الأجنحة .
يبكي الرِّهـان علي يندب حظـه فليبكِ ولتختنق قصيدة في جلباب قصيدة .
لن ينتشي مسافر بمصادفة عيون تبتسم بل يدخله برد المحطة وعينه تقع على رماد امرأة بعيون عسلية وشفتين كتمتا لحن الحياة...
يخنقني صمت يَجْرِي دموعا ويصمت اختناقا.
أشتم رائحة الكـاكاو علي أناشدها أن تمسح الندوب داخل الخلايا وإن كان هناك غولٌ يأكل الندم من أصابع مدهونة بزبدة الكاكاو فليأكل ندم أصابـعي، ليتني ما كتبت!
ليتني ماكتبت من سطوري هذه غير مباركتي لأيلولك وجُمْلة نوتاتها تغني: '' بتعرفي شو الحلو فيك؟
إنه كل مابيجي أيلول بِيْلاقيك ''.
صديقتي خذي الزهرة البرتقالية مني وغصن أمنيات أخضر واتركيني أضع نوتة صامتة.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 02 / 09 / 2012 44 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة .. جاءت رسالتك في وقتها .. ولكن على غير عادتها .. لأول مرة أقلق من غيابك المفاجىء .. ولأول مرة تعودين محملة بالهم بعد هذا الغياب .. وتلوحين بالصمت ..
ما هو الصمت ؟
الصمت يا نصيرة من وجهة نظري المتواضعة هو قبر صغير ندفن فيه خيبة أمل طازجة .. خيبة أمل غير متوقعة .. أينعم البشر ليسوا سواء .. وليسوا على نفس الدرجة من التشابه فمن هنا جاءت نعمة الاختلاف .. لكن الطامة الكبرى والكارثة العظمى حين يأتينا الخلاف والاختلاف ممن يشبهوننا وممن يتربعون على عروش قلوبنا .. وممن هم مرآة لنا في حال تعذر الرؤية .. ومن هم حين نتساءل نجد الإجابة تزغرد على شفاههم .. وحين نبكي نجد مناديلهم ترفرف على الوجنات .. وحين نشكو نجد دمعة حارة فرت من عيونهم فوقعت على الخد .. من هنا تولد خيبة أمل كبيرة تحتاج أن ندفنها في قبر صغير اسمه الصمت ..
نحن لا نعجز عن الكلام ولا تفرُّ الحروف من حنجرتنا .. لكن ثقل الكف الذي يرتطم بالخد هو من يلقي بكل شيء إلى الأرض .. كل شيء مهما كان جميلاً ووسيماً ونبيلاً وملائكياً إن شئت .. كل شيء إلى الأرض .. وعلى الأرض خيبة أمل كبيرة مسجاة قطفناها قبل أن نقطف ياسمين الصباح ونتزين به لمغازلة النهار ومحاولة جذب انتباهه .
أيلول .. لا تسأليني عن أيلول فلقد سبقتني الكلمات إليه .. أيلول يا صديقتي قصة عشق قديمة .. ولدت معي .. وتطبعت في أطباعي .. أحبت وكرهت كل ما أحببت وكرهت .. ومع ذلك نختلف .. نتخاصم ونتصالح ونتواعد ونتعاهد على ألا نفترق .. ونفترق .. ونشبع من الفراق .. ثم تجمعنا شموع أيلول من جديد لنطفئ شموع الميلاد ..
أيلول متقلب المزاج وأحياناً يصبح قمة في النكد ويصبح احتواؤه من سابع المستحيلات .. لكن حين تمرُّ في سمائه غيمة حبلى بالخير .. يخجل أيلول ويأتي إليِّ .. يقبّلُ اليد والوجنات ويطلب السماح ويستأذن بالرحيل بعد أن هاج وماج وعصف بالأخضر واليابس .. ولأنه قصة عشقي وتاريخ مولدي وتوأمي الذي أشبهه ويشبهني أسامح جنونه وأغفر كل حماقاته .. ونفترق على أمل اللقاء ..
ستكبرين يا نصيرة وستعلمين من النظرة الأولى من يستحق أن تهمس نصيرة في أذنيه ومن تفرد إليه مساحات من التجاهل .. وستعلمين أنه ليس كل من يشبهنا يشبهنا .. أحيانا يشبهنا أكثر من يختلف عنا .. ستكبرين يا نصيرة وستدركين أن المطر ضروري لتبقي حية منتعشة .. ولكي يزهر ربيعك بشتى الألوان .. وكي تواجهين الصيف بجميع حرائقه .. المطر سيبقيك حية في كل الفصول فاعشقي المطر لأنه على يديه تولد نصيرة كل يوم ..
الآن عودي من صمتك يا رفيقتي وغردي فالحياة مليئة بالأزهار التي تدعوك لقطفها ودعي الغول في سباته ولا توقظيه الآن ..لا توقظي من يلتهم ما يصنع سعادتنا أو حتى يهدد بذلك ..
وكما قال شاعرنا العزيز " طلعت سقيرق " قومي إلى الصباح " ..
هيا يا نصيرة أنا وأيلول ندعوك لموائد الصباح فقومي إلى الصباح واخلعي عباءة الصمت وارتدي عباءة الفراشات ولن تندمي وقولي ميساء قالت ذلك .

نصيرة تختوخ 04 / 09 / 2012 50 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مشيتُ كقصيدة صامتة طول الطريق. كانت الشمس مشرقة تنعكس على نهر الماس والباخـرة تعبر.
على الجسر انتبهت لتفاصيل الحياة ككل مرة.
مرت '' ساشا '' وماإن انتبهت إليَّ حتى حيتني وابْتَسَمَت. لست أستاذتها هذا العام لكن هي تلك المودة التي نزرعها وتذكرنا بوجودها حين ننساها.
في المساء عبرتُ نفس الجسر مجددا كان عندي لقاء مع آباء وأمهات وأولياء أمور. من بين كل الحاضرين لفت انتباهي وجه أم أعرفها، أصلها من جزر الرأس الأخضر.
كان في عيونها دفء وشموس البلاد البعيدة.
تختزل وجوه أحيانا دفء بلادٍ بعيدة وأغاني صيادين وضحكات أطفال يركضون على الرمال.قلت لها أنها تزداد شبابا كل عام فارتسمت غمازاتها أكثر.
يوما ما كانت تبكي في حضرتي وكنت أواسيها لأن الحياة قست عليها كثيرا وكانت تناضل من أجل كمشة فرح .
كنت فخورة بها بابتسامتها، بامرأة تقف على هذه الكرة الأرضية ثابتة وتقول لها دوري كما تشائين.
بعد نهاية الأمسية جمعت ابتسامات وكلمات كثيرة فيها ثقة ومودة وصدق ثم مضيت
لليلي.
كل هؤلاء حيواتهم مليئة بملايين الأشياء يتسع لهم العالم، لهواجسهم وانشغالاتهم ويتسع العالم لي لامرأة تمشي كقصيدة صامتة. يترقرق الماء ويبتسم عابرٌ أو عابرة ويقف الجسر المقابل في المكان ذاته كبجعة ليصافح الصباح.
جسر إيراسموس الذي أحب كما يحبني الصباح ولايجافيني حتى وإن استنكرت هواياتي وفضلت الأخضر فجأة على البنفسجي.
صديقتـي كنت أود أن أخبرك أني فخورة بك أيضا وبكل تلك الشموس التي تخبئين وتلمعين وتظهرين. لن أسألك كيف كورتها أمن صوف صبر أو تفاؤل أو محبة لكني سأضع لك على غصن المساء ابتسامة بدون غمازتين، ابتسامتي، لعلك تضعين شمسا أمنية تحت وسادتي.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 07 / 09 / 2013 38 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
إلى صديقة
قولي شيئاً .. أو لا .. لا تقولي .. ليست الكلمات من تخبرني عنك .. ليست الكلمات هيَّ من تقول !
تحرك إحساسي هذا الصباح يسألني عنك .. حاولت أن أسكته قليلاً .. قلت له إنها في إجازة .. إجازة منا .. إجازة من الفوضى .. إجازة من التدافع بالأقوال .. من التدافع بالأفعال .. إجازة من وضع لم يعد يرضي أحداً ..
لم يسكت إحساسي .. ولم يقتنع .. أدركت أن إحساسي قلبه خائف .. عقله بات مشتتاً .. ربما عبثت فيه بعض الأفكار السوداء .. أو هاجت في جنباتة بعض الهواجس .. رضخت لإلحاحه .. وقلت أياً يكن فالإجازة تقطع .. ويجب أن تقول نصيرة شيئاً يبدد كل هذا الخوف ..
قالت نصيرة .. سمعها قلبي وإحساسي .. وسمعها إحساسي وقلبه الذي لا يكذب أبداً .. ومع ذلك تبقى الكلمات لا تصل إلى دفق مشاعر الإحساس حين ينتفض ليقول هنالك أمر ما ؟
كم مضى لم أكتب إليك .. لم أستطع أن أكتب شيئاً .. أنا أكره الفوضى ولا أحتملها .. وأنتِ تنفرين منها .. وأخشى أن أزيد نفورك فالتزمت الصمت .. وعلمتك كيف تلتزمينه .. وأنتِ التي لا تطيقين الصمت .. ولا تركنين إلى الهدوء .. ولا يمكن أن يمرَّ عنك صباح دون أن يودع في حضنك أزهاره ووروده .. دون أن يستأمنك على فراشات الضحى وزقزقات العصافير .. دون أن يرسم على باطن كفك مسيرة النهار .. أجواء بعد العصر وساعات الغروب .. و حين يهبط الظلام كان يستأذنك هل يفرش كل المساحات .. أم يبقي بعض الضياء حول العيون ؟
كنت أعلم عن علاقتك بالصباح وكم كان يعشق وقع خطاك وكنت أرتاح إلى هذا العشق وأرمي عن كاهلي ثقل الوقت وكيف تحملينه على ظهرك كل الوقت .. دون أن أحمل معك أي طرف .. كنت تغرقين في بحيرة الوقت ولم أكن أستطيع أن أغرف فنجاناً منه لأسأله ماذا يريد ومتى يرحل ومتى يأتي بلون آخر غير هذا اللون ..
أنتِ تبتعدين .. الوقت يشدك بضراوة إلى طرفه وأنا أقف موقف المتفرج .. علاقتي بالوقت ساءت جداً وعضلات يدي أصبحت ضعيفة ضعيفة .. لا تقوى على سحب الوقت وهو متمترس خلفك .. الوقت يختبىء خلفك .. يحتمي بك .. وأنا لم أعد أميزك من الوقت .. كنتما تدوران في حلقة كاملة .. أنتِ الوجه الآخر له .. وهو الوجه الآخر لك .. وأنا أقف موقف المتفرج .
اليوم .. الربيع الذي صفقنا له طويلاً أصبح جحيماً .. وأصبحت جناناً كانت على الأرض لنا عنواناً هي جهنم للجميع .. ولم يعد يجرؤ أحد أن يسأل كيف هي حال الطقس ؟
غبت أنتِ .. ابتعدتِ .. ابتعدتِ كثيراً كثيراً .. وأنا أرهقتني حالة الطقس من غائم إلى غائم جزئي .. وهذه الأيام عاصف .. عاصف .. عاصف .. ولم أعد أدري هل الوقت بقي معك .. أم أنكِ وحدك تتابعين من غربتك حالة الطقس ..
فقط كوني واثقة أنا إن ابتعدت .. إحساسي لن يتركك .. وقلب إحساسي سيبقى يسألني عنك كل صباح حين توزع الأزهار والورود وزقزقات العصافير ويسألوني عن حضن نصيرة هل لا يزال يتسع .
كوني بخير يا صديقتي .. كوني بخير .

نصيرة تختوخ 07 / 09 / 2013 57 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اختبأت الكلمات، تلك التي تعرفني وتلك التي صادقت الحياة والصباح ولقطات الحركة المرحة السريعة الهاربة وحديث المزهريات.
لم تخني ولم أخنها لكني لم أكلف نفسي عناء البحث عنـها والأحداث المتشحة بالسواد تتلاحق.
عرفت وجه الموت ومابعد الغياب والقلق وهـواجـس الغد الذي قد يأتي مكبلا بالألم والحـزن.
يالله! أناشد رحمـتك و رأفتـك و ألجأ لقدرتك وعظـمتك ولطفـك أدعـو وأتمنى لدعائي أن يكون مستجابا وأن يتوج بالطمأنينة وراحة النفس وبهجتها.
صديقتي لم أبتعد. من خارج الإطار أحاول القفز في الحياة وعاداتي، وتلجمني الظروف وواقـع أستكشفه بحذر. يأتي اليوم فيه ملغما، مبهما يهدد بالإفصاح عن حالة هلع جديدة.
الوقت يسبقك والوقت يخدعك والبلدان تشتعل فتنا واقتتالا ولاأسف على غير الإنسان ومايصنعه بغيره وفي نهاية المطاف بنفسه.
المُؤْسِفون أنهكوا الأوطان، ضاقت بهم المؤسسات وهم لا يتقنون أعمالهم ولايحترمون أدوارهم. تعبت المعاملات منهم وهم يعرونها من أخلاق الكرام، ملت الأسواق جشعهم وتلوثت التجارة بغشهم وطمعهم...
هم لايمنحون الوطن خيراً ولايزرعونه خيراً، تراودهم الشرور وتتنازعهم الرغبات في القطاف قبل الجني.يتسلقون ويدوسون للوصول إلى غاياتهم البعيدة عن النبل، اللصيقة بأنانيتهم.
الأوطان تتدحرج بسلوكياتكم نحو الأسفل لاتمسكها أدعية الصالحين أو أيادي الشرفاء النزهاء وليسوا شخصا واحداً ولا جماعة بل هم كثيرون يتآلفون ويتنازعون دون أن يقدموا مايُعلي شأن أوطانهم.
لعالمنا اليوم أن يضيق ليسكن كل واحد قفصه وينتبه لشأنه كطير يستجير بالقضبان لتحميه من مخالب الكواسر والوحوش .
غاب الأمن وطغت الفوضى ومُنِح اللئام فرصهم، من له الرغبة في المتابعة فليتابع ومن يراهن على الوقت لينصفه له ذلك ومن قرر إدارة ظهره للأحداث والإنشغال بقدره فهو يشبهني وأنا أتعاطف معه وأرجو من الله أن يكون في حياة كل منا مساحة ليسر بعد عسر ولسكينة بعد قلق وفرح بعد حزن .
دُمت في رعاية الله وحفظه ودام التوفيق حليفك.
Nassira

محمد الحلوانى 07 / 05 / 2014 47 : 03 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
سعادتى كبيرة ومشاعرى اهتزت برقة احيانا وبعنف احيانا اخرى..... انها حقا رائعة

نصيرة تختوخ 31 / 01 / 2015 42 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
شكرا أستاذ محمد الحلواني يسرني أن تترك بصمتك الإنسانية هنا.
تحيتي لك وكل التقدير.

نصيرة تختوخ 08 / 02 / 2015 05 : 12 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
عزيزتي ميساء؛
مساء دافئ لكِ ولي ولهذه الرسالة التي لازلت لاأعرف كيف ستكبر .
تولد لتسأل عنكِ ربّما أو لتقيس المسافة بيننا أو بيننا والأمس لكنني في كل الحالات أُشَجِّعُها ولاأمنعها.
لم أحبَّ يوما القمع ولن أحبّه.
أساعد مايطلع من كلام ليأخذ مكانه في السطور وأقول لك:'' عزيزتي، كم كان الرِّفق حاضرًا في ثنائياتنا ''.
عدت لرسائلنا فشعرت بتلك الرِّقة التي كانت تلفنا فنحافظ عليها حتى آخر كلمة وكأنَّنا نخاف أن نخرج بعدها للعراء. ابتعدنا وتاهت أيدينا وكأنَّها تخلّفت في الصحراء عن القافلة، فلاهي حملت في كفوفها ماءً ولا هي أشارت إلى نجمة تدل على نقطة اللقاء. أين نحن؟ هل استسلمنا لتكوّر الأيام وكنا نملأها حضورا، نسجل فيها أنّنا نحيا بكل تقلباتنا التي ترفض الاستسلام لإيقاع لا نشارك فيه؟
لسنا غريبتين لكننا طوينا الأجنحة وماعدنا نطير لنلتقي، صرنا نمشي بخجل وأحيانا نتعثر، نعود للوراء ولاتدرك الواحدة منَّا الأخرى وكأنّنا نوفر الطاقة بخيلتين، مع أن البخل آخر صفة قد تناسبنا.
يَدُكِ الحبيبة أُلَوِّحُ لَهَا وماعندي من شكّ أنّها ستجيبُ إشارتي. تفهم أن فتوحات حبٍّ جديدة في انتظارنا وبفروسيتها تلحقني لتكتب بوحا، كأنّنا من قرنٍ آخر خرجنا أو من جراب أنبل كيوبيد بذرتين سقطنا فنمونا قلبين يعلمان الرّفق والعناية ويواسيان الصداقة وعندما تكاد تنهزم ، تقوم وتبتسم ، تقرر أن تبقى وتكون.
ميساء، ربما هي حاجة مُلِّحَة أن نكون وأنّ كلّ ما قلته لانتصارٍ على نفينا خارج كلام بين امرأتين قادرتين على الصداقة.
لن أطيل ولتكن دعوة مفتوحة لكي نكون ولاننهزم.
دمت،
نصيرة

ميساء البشيتي 08 / 02 / 2015 12 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
ولكني انهزمت يا نصيرة .. ورفعت راية الاستسلام .. ومنذ زمن بعيد ..
أنا أعلنت الكفرَّ بكل ما هو حولي حين اكتشفت أن هذا العالم لدية قدرة عجيبة على التحول
من إنسان إلى وحش !
كنا في الماضي نكتب جملاً مستعارة عن مدى وحشية هذا العالم .. لكنَّا لم نكن نسبح
في برك الدماء بعد .. كالآن .. ولم نكن نعلم أن لكل واحد فينا أصبعاً سادساً في كفه الأيسر .. غيرمرئيِّ لأحد ..
هذا الأصبع يتفجر الآن في وجه الأخ ، والأب ، والصديق ، والحبيب ، والابن ..
ضج العالم بأسره من الحلف اليمين إلى الحلف اليسار حين فكرت بأخذ استراحة من غوغاء الحرب .. وتحامل عليَّ الجميع كيف يخطر ببالي أن أخلد للراحة في صومعة ليس لداحس والغبراء عليها أي سلطان ؟!
نحن يا نصيرة .. للأسف الشديد يا صديقتي .. لا نهتم للشمعة طالما أنها تضيء لنا الطريق ..
لكن لو انطفأت هذه الشمعة لبعض الوقت .. إثر هبة ريح عابرة .. سيلعن قومي .. والأقوام المجاورة لقومي .. هذه الشمعة !
هذا نحن يا صديقتي .. وليس جديداً علينا هذا التناقض في أمزجتنا ، وفي تركيبتنا كبشر ..
حين أمرُّ بناظري على أوراق الزهر التي تركتها هنا .. وأرى كم دمعة ما تزال معلقة في أهدابها .. ولم تمرَّ عليها أيُّ كفٍّ حانية تسألها ، لمَ كل هذا البكاء ؟!
وهذا صوتي .. كم سافر كثيراً .. ثم عاد بخفيِّ حنين .. لم يلبِّ نداءه أحد !
هذا قلقي .. هذا خوفي .. هذه هواجسي .. كلها مرسومة على جدران الصمت .. لم تقرأها عين ، أو شفة .. ومع ذلك بقيت سنوات طويلة وحدي في الميدان .. أقارع طبول الحرب حتى لا تقع على رأس أحد .
وحينما خانتني الكلمات .. وتحجرت في جوفي .. وأصبحت شمعة آيلة للصمت ..
أخذ قومي من شتى الأصول والمنابت يلعنون الشمعة .. ويتركون الريح تعوي في دول الجوار ..
قد نعود يا نصيرة .. حين أجد في هذا العالم ما أؤمن به من جديد !
شكرا لك صديقتي الغالية .

نصيرة تختوخ 08 / 02 / 2015 56 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
عزيزتي ميساء،
أرسل لك نظرتي بمكرها وعسل حنانها لأغوي ابتسامتك وأقطف هزيمتك .
أدعوك لنأخذ دورة في تمريض المزاج. ستسألينني: أين؟ فأردّ: لم أفكر بعد في أين؛ فكرت فقط فينا والرفاق حائرون لايعرفون أيّ ريح تهبّ علينا فتصعد السعادة من أظرفتنا كالمناديل المطرزة. لاتمنعينا، أرجوك، من أن نكون جميلتين ونصنع الإعجاب والحيرة. اتركينا نُرْبِك القبائل التي تحدثت عنها إن كانت فردا أو جماعة ، لانشعل شمعة بل حريقا على حدودنا لنحميها. لادخول بيننا لمن لا يقدرون على نفس مستوى الحُسن. سيدتي الجميلة، سجلّي في أصغر دفاترك وأقربها إليك ''عاشت نصيرة '' فلن أكون غيرها تلك التي تكاد تهوي فترتفع وتمدّ يدها حين تقترف الأيادي التنكر والهروب. أحتاج فقط وقتا لايأخذ وقته وهو آتٍ، لأظهر بما يكفي من ياسمين لجبر الأمل. لنتفق والمساء شتويٌّ مصاب بثقل الغيم والظل أنّك لم تُهزمي بل دخلتِ فترة الدّلال، ولك كامل الحريّة في الكُمون إلى أن تأتيك بشائر استقبال الصباحات الحافلة بالوعود الخضراء والهمسات النديّة. لك أمنياتي الأطيب ومايكفي من بَرَكَةٍ لدهن أوّل النَّهار، والحظ لكِ ولي نتقاسمه معًا كالشِّعر إن حظيَ بإعجابنا وقلنا ''أووووه!''
دمت .


الساعة الآن 13 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية