منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   حوارات نقدية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=483)
-   -   أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22419)

عبد الحافظ بخيت متولى 23 / 03 / 2012 01 : 01 PM

أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أثر المناهج الغربية على الدرس النقدي العربي
نفتح الآن موضوع جديدا على مائدة الحوار حول اثر المناهج الغربية على الدرس النقدي العربي محاولين الاجتهاد حول تبين هذا الأثر واثره على الإبداع العربي
ففي وضح التلاقح الثقافي بين الثقافة العربية والثقافة الغربية كان لابد من تأثير وتأثر في كثير من الجوانب الحضارية والاجتماعية والفكرية والثقافية وفيما يخص الجانب النقدي تأثرنا كثيرا بهذه المذاهب وجعلناه غايات نقدية مثل البنوية والتفكيكية والسيمي وطيقا ونظرية العبث والنقد التحليلي والتاريخي والسؤال المهم هنا
كيف تعاملنا مع هذه المذاهب؟
وماذا عن دورها في تأصيل أو غياب الدرس النقدي العربي؟
وهل كان لها اثر مباشر على طبيعة الإبداع العربي وتوجهاته؟
وهل تأثرت الذائقة العربية بإفرازات هذه التيارات؟
وهل هناك فعلا - كما يقال- فوضى عروض نقدية أضرت بالإبداع العربي والدرس النقدي العربي
وهل يمكن الوصول إلي نظرية نقدية عربية؟
وأين التراث النقدي العربي القديم من التنظير النقدي الآني؟
نطرح هذه الأسئلة الآن على مائدة النقاش آملين في أن ندير نقاشا واعيا لنخلص الى نتائج تؤسس لفكر مغاير فى الدرس النقدى
وفى انتظار مناقشاتكم وأرائكم التي نثمنها ونعتز بها
كل محبتي وعظيم تقديري

منجية بن صالح 23 / 03 / 2012 29 : 09 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 





أستاذي الكريم عبد الحافظ الموضوع شيق و هام جدا و له أبعاد و جذور ليس من السهل الإحاطة بها و لا تتبع تفرعاتها لكني سأقدم تصورا أحاول من خلاله الرد على البعض مما تفضلت بطرحه
1- كيف تعاملنا مع المذاهب النقدية الغربية ؟

تعاملنا معها تعامل الأضعف مع الأقوى لا يخفى على أحد أن الشعوب العربية عانت من الاحتلال طوال عقود و دمر المستعمر البلاد و العباد حيث لم يترك للحضارة معالم و لا للتراث وجود ....خرج و ذلك بعد أن نهب خيرات البلاد المادية و البشرية و تركها قاعا صفصفا في حاجة للمعونة لإعادة البناء و الثقافة هي إسمنت المجتمع الذي يجعله يتواصل و يتماسك و كما تقترض البلدان الفقيرة المال من البنوك العالمية فهي أيضا تستورد الثقافة و العلوم الضرورية لإعادة بنا الإنسان الذي دمر فيه الإستعمار هويته و طمس فيه معالم مخزونه التراثي ليجعله ينظر إليه بازدراء و يقول عنه تخلف هي السلطة الإستعمارية التي تهزم الإنسان من الداخل لتجعله يعيش الفراغ و يبحث عن طريقة لإشباعه حتى يشعر بتوازنه الفكري الثقافي الضروري لإستمراريته في الحياة

هكذا تخلينا عن مخزون تراثي لفائدة آخر ليس لنا به صلة قبلنا وجود المستعمر و تعاملنا معه و ذلك بخدمته ليجعلنا في خدمة فكره و نظرياته التي تعتمد على عقل قاصر و متحول ليس له ثبوت فهو دائما في طور التجربة و كلما أثبتت نظرية فشلها إلا و صدرها لنا لنجد مادة تشغلنا عن البحث الجاد و النابع من الجوهر الإنساني القادر على هزيمة كل التحديات و صياغة حلول جذرية لمشاكله الفكرية الثقافية و الإجتماعية السياسية و التي لها خصوصيتها و تجذرها في البيئة

هكذا نتعامل مع الثقافة الغربية دون أن نفكر في خطورة ما يلقى إلينا من نفايات فكرية أدبية قاتلة للعقل العربي لأنها تعطيه وهم الإكتفاء الذاتي باسم التجديد و مصطلحات رنانة أخرى مثل ما قبل الحداثة و الحداثة و ما بعد الحداثة .....ما أصل هذه الحداثة ؟ لا أحد يعرف .... ما هي منطلقاتها و منتهاها ؟ أيضا ليس هناك جواب شافي
خطورة هذه النظريات المستوردة تكمن في المنطق الذي نتعامل به مع الأشياء و هذا أخطر شيء في الموضوع لأنها تؤسس إلى مشروع تفتيت الفكر لينتهي الإنسان بقبول الأمر الواقع و تفتيت الوطن
ربما في جوابي هذا قد أكون تجاوزت السؤال لكني حاولت الإجابة على طريقة تعاملنا مع النظريات الغربية و هدف المستعمر من ترويجها

يتبع




:nic100:


منجية بن صالح 25 / 03 / 2012 09 : 02 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
ماذا عن دور هذه المذاهب في تأصيل أو غياب الدرس النقدي العربي ؟

لقد تعرضت إلى الجواب عن هذا السؤال في ردي السابق و أقول أن ذو الحاجة عندما يجد من يقدم له خدمة مجانية فهي يكتفي بها و لا يبحث عن بديل حتى و إن كانت هذه الحاجة لا تفي بالغرض يكفي أنها مجانية و في الأصل هي لست كذالك بل المقابل وقع دفعه مسبقا و ينتظر المزيد من فكر أراده مقدم الخدمة أن يكون عقيما و متلق سلبي لا يحرك ساكنا يتغاضى عن مصلحته التي تتطلب البحث و التنقيب و الجهد ليتبنى فتات نظريات تلغي العقل لتجعل من الإنسان مقلدا ينقب في أرض غير أرضه ليتبنى هوية غير هويته
و أقول أن الغرض من ذلك هو مسخ للفكر العربي الإسلامي و اقتلاعه من جذوره و استبداله بفكر صنع في الغرب ليحتل الشرق و يدجن قدراته الفكرية و الإنسانية و يجعلها تابعة لا مبدعة

عندما نأتي بقالب مصنوع لغرض معين ليكون على مقاس نص له فكر و بنية معينة و نضعه على نص باللغة العربية حامل لفكر و له مواصفات خاصة على مستوى المبنى و المعنى فلن يتزاوج القالب مع النص ...يجعلنا ذلك نغير المفهوم الكامل للنص و لنسيجه الداخلي و لفكره حتى يكون على مقاس القالب المستورد لنجد أن الفوضى قد عمت النص و الفكر و هذا ما تطالعنا به المنتديات من أجناس أدبية دخيلة على تراثنا الأدبي باسم الحداثة و ما بعدها لتبرز لنا قصيدة النثر و القصة القصيرة جدا ليكون التكثيف سيد الموقف حتى أن النص يستغلق فهمه على المتلقي و لا يدرك معناه غير صاحبه ليصبح النص مفتوحا على التأويل و يفقد رسالته الأدبية لتكون الكتابة للكتابة ليس لها هدف بل هي فعل استعراضي لصور الخيال على شاشة نص .....

و هنا أصل إلى الجواب عن سؤال هل كان لهذه المذاهب أثر مباشر على طبيعة الإبداع العربي و توجهاته؟
الأثر كان مغرقا في المباشرة لكنه خفي على من ركب قطار الحداثة بل أقول طائرة الحداثة ليصل أدبنا العربي إلى المطارات الأدبية الغربية و قد طمست ملامحه و قطعت جذوره ليفقد أصالته و يصبح منبتا عن تراثه المتأصل في التاريخ الذي واكب كل تطوراته حتى و صل إلينا على ما هو عليه
إننا نستهين بما نملك لنبحث عن ما لا نملك فنفقد الملك و المالك

يتبع





:nic77:

منجية بن صالح 25 / 03 / 2012 12 : 02 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 




- لقد تأثرت الذائقة العربية بإفرازات هذه التيارات و التي هي و ليدة عقل حضاري عاش في غير بيئتنا له فكر يناسب محيطه التاريخي و الثقافي و الاجتماعي و السياسي و التي شكلت عقل الإنسان الغربي و جعلته يفرز أدبا و فكرا اختزله عقله ووجدانه منذ قرون.... فكيف لنا أن نأتي بما اختزلته أدبياته لتطبيقها على بيئة عربية إسلامية لها خصوصياتها و جذورها الغائرة في عمقها التراثي و الحضاري ؟
تأثر الأدب العربي بالمناهج النقدية الغربية التي غيرت معالم المشهد الثقافي و جعلته يفقد تألقه و إبداعه ليكون باهت الملامح عديم الجدوى بل يصبح سلاحا قاتلا للفكر العربي الخلاق يقول أبو تمام

السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ إنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ


لأقول أن الكتاب أصدق إنباء من السيف فهو قد قطعنا عن جذورنا دون أن نشعر و طمس معالم الهوية العربية الإسلامية من كتاباتنا ليجعلها مغتربة غريبة ربما لأن البعض منا أغرق في حياة غربة استوطنته ليعيش بمنطق الغرب يتبنى نظرياته و يدافع عن وجوده المحتل للفكر و الأرض العربية

5- في هذا الوضع المتشظي أصبحت هناك فوضى عروض نقدية لاختلاف المدارس و التي أصبحت لها تفرعات لتجعل من النص جثة هامدة على مائدة التشريح و كأنه جسم غريب اسقط علينا من خارج الكرة الأرضية هذا المنطق قتل الإبداع و المبدع لتصبح النصوص تتناسل من بعضها البعض كغثاء السيل
6- هل يمكن الوصول إلى نظرية نقدية عربية ؟
أقول أن النظرية النقدية العربية موجودة في تراثنا و أدبنا و في فكر و عقل المبدع فكل من يكتب هو ناقد و كل ناقد هو أديب و إذا انتفت هذه المعادلة فقد الأدب من الناقد و النقد من الأديب و أصبحنا نعيش فوضى الخيال على أرض واقع النقد
كل الشكر لأستاذي عبد الحافظ الذي أتاح لي فرصة التواصل معكم و التعبير عن كل من الكاتب و الناقد و الحامل لهَمِّ الكتابة و الإبداع الذي فقد معناه و مبناه ليحتل ساحته خيال الصورة و فوضى الحس و قد قتل هذا مفهوم القراءة الواعية و مع الأسف الشديد نحن أمة اقرأ أصبحنا لا نقرأ




:nic11:


عبد الحافظ بخيت متولى 27 / 03 / 2012 09 : 05 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الفضلى الكريمة الأستاذة منجية
لقد أسعدنى جدا ردك فى وقت غاب فيه أعضاء نور الأدب عن الحوار وكأن الأمر لايعنيهم وكأننا نعيد مرة أخرى ذلك التكاسل والتواكل و"الإنمالية" وهى كلمة منحوتة من عبارة "وأنا مالى" التى أفضت إلى هزيمة الثقافة العربية منذ قرون
وأدهشنى أيضا ردك بما يعمل من وعى حاد بطبيعة علاقة الثقافة الأوربية بثقافتنا وتراجع ثقافتنا أمام المد الغربى الثقافى بشكل عام واسمحى لى سيدتى أن أعود قليلا إلى الوراء لنكشف كيف تم هزيمة الثقافة العربية
ففى عصر الدولة الأندلسية كان الثقافة العربية فى أوجها والحضارة العربية هى الحضارة الازهى والاجمل بما تحمل من تقدم علمى بهر الدنيا جميعا ثم دخلنا فى الحروب الصليبية وهنا حدثت ردة للعقل العربى الذى كسرت شموخه تلك الحروب وهزيمة العرب عسكريا وكأن الغرب الأوربى لم يكتفٍ بهذا بل أراد هزيمة العرب فكريا وثقافيا فجاء فردريك الثانى ملك النورمان فى ذلك الوقت وبدأ فى حركة ترجمة للعلوم العربية ونقلها بالكامل إلى الثقافة الأوربية ونشطت حركات الترجمة فى ذلك الوقت وبدأها قسطنطين الأفريقى ثم توالت تلك الحركات ونشطت ايضا بمساعدة الكنيسة التى عملت على نقل التراث من خالا مدارس الترجة التى أشأتها الكنيسة فى ذلك الوقت وتم نقل الفكر العلمى العربى الى اوربا وهذه كانت هزيمة اخرى للعقل العربى ومن هنا صار العقل العربى يعتمد على المنتج الفكر والثقافى الغربى بشكل ولقد فطن الغرب الى ذلك فحرصوا على ابهار هذا العقل العربى بما ينتجون من فكر ثقافى ويروجون له بانه فكر النعيم والرقى الحضارى
وكما تفضلتِ فى عرضك السابق صار العقل العربى اتكاليا يركن لمن يقدم له الفكر الجاهز وعليه ان يتمعامل معه بغير منهج يعى طبيعة هذا الفكر وكيفية التعامل معه بما يخدم الفكر العربى ويحفظ له هويته
وفيما يتعلق بالنقد ان العقل العربى لم يتعامل مع المذاهب والتيارات الغربية بمنهج يجعل منها وسائل اجرائية لفك شفرات النص الادبى بل تعامل معها على اعتبار انها غايات نقدية ومن ثم استطاع النقد العرب ان يخضعوا النصوص لصالح هذه المذاهب التى لم تخلق اصلا للمجتمع العربى المختلف فكريا وسسيولوجيا عن المجتمع الغربى
وصار عندنا مسميات للنقاد تضحكنا احيانا وتحزننا احيانا اخرى فهذا ناقد بنيوى وذاك تفكيكى وثالث تحليلى ورابع حداثى وخامس ما بعد الحداثى وغير ذلك ومع هذه الفوضى غير الممنهجة فى العروض النقدية والتى تتعامل مع السطح النصى دون العمق فيه والوصول الى المعنى الذى من اجلة أنشئ النص جماليا ودلاليا صارت الذائقة العربية فى انصراف شبه مطلق عن النص الادبى لانها فقدت هويتها العربية وصارت النصوص ايضا افرازا لهذه الفوضى النقدية اقرب الى النص المترجم من النص العربى الخالص
من هنا فسدت الذائقة العربية وصار لدينا نقاد مترجمون وليسوا مبدعين
ويمكن ان تكون لدينا نظرية نقدية عربية متى اعدنا قراءة تراثنا النقدى العربى ومزجنا بينه وبين المعطيات الفكرية الغربية عبر منهج يضمن التوازن والعمل على اخراج مركب نقدى ثالث يوافق إليات الحضارة الحالية
شكرا لك سيدتى الكريمة على هذه المداخلات الرائعة والتى افادتنى على المستوى الشخصى كثيرا واتمنى ان تشرفينا بالتواجد هنا وان نتعاون معا فى تنشيط هيئة النقد فى نور الادب لنصل بها الى الاهداف السامية والفكر الخلاق المتوزان وبانتظار مقترحاتك سيدتى الفضلى
كل محبتى وعظيم تقديرى

محمد الصالح الجزائري 27 / 03 / 2012 07 : 06 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
طرح جد هام أخي الغالي عبده..ما تفضّلتَ به وما أثرته أختنا الفاضلة منجية..جدير بالاهتمام! سأوجز مداخلتي المتواضعة فقط لتحريك مثل هذه المواضيع الهامة والهامة جدا...
جاء في معرض حديثك (قيام الغرب بترجمة كتابات العرب بجميع صنوفها الأدبية والعلمية والفكرية وما إلى ذلك..) تم ذلك بعد ضعفنا وانهزامنا.. فالخطأ الذي وقعنا فيه هو أننا لم نترجم فقط بل تأثّرنا ونحن ننقل ثقافتهم وبالتالي أهملنا رصيدنا المتبقي..انسلخنا عن أصالتنا عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء! فما البنيوية والتفكيكية والتحليلية و غيرها إلا مناهج كانت في حضارتنا..فاللعب على المصطلحات والمسميات أدخلنا في متاهات ما استطعنا الخروج منها...أنا لا أستغرب من أقلامنا الشابة ومبدعونا (الكبار) زعما تنصّلوا لهويتهم فهذا أدونيس وغيره يتبجّحون بالحداثة وما بعد الحداثة ؟؟!! ويكتبون أشياء هم أنفسهم يجهلون فحواها !!! فالعقلية العربية تختلف تماما عن غيرها ..فالقوالب النقدية الجاهزة لا نستطيع بأي حال من الأحوال إعمالها في نصوصنا الأصيلة..لذلك أصبح لزاما علينا خلق منهج نقدي لا يلغي ما وصل إليه الغرب ولا يتنكّر للنقد العربي القديم..ومثلما قلتَ أخي عبد إيجاد منهج يمازج بين جميع المدارس الآنية والمدارس القديمة فيلائم سيرورة العصر بكل تعقيداته..فالنص فعل إبداعي نابض واللغة كائن حي ..وحين يتحوّل النص إلى جماد واللغة إلى قوالب نكون في عالم من الماديات بعيدا عن الإبداع..فللنص روح وما النقد إلا ضخّ الدماء في النص ليستمر ويعيش !!! شكرا عبده ..شكرا منجية...مودتي..

رأفت العزي 30 / 03 / 2012 31 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

أستاذي الكبير عبد الحافظ بخيت
أساتذتي الكبار الأفاضل / منجية بن صالح / محمد الصالح ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أي شيء أعترف بجهلي في شؤون الأدب وشجونه ولكني ببساطة أعشق لغتي ، تاريخي ، وأمتي .. وببساطة أكثر أطير
ساعة قراءتي لنص يهز نفسي ويحرك مشاعري فأغمض عيناي وآخذ نفسا عميقا كأنني خارج من صحراء لأقف على
شاطئ يحمل نسيمه رذاذ البحر وأشتم رائحته التي لا تشبهها رائحة ؛ اعترف بجهلي تماما ، ولكني اتنفس بجزئيات
التاريخ الذي لو نظرنا إلى أحداثه لوجدنا شيئا عجيبا قد يشبه الوصف التحليلي الذي قدمه أخي " الجزائري "
عندما قال : فالخطأ الذي وقعنا فيه هو أننا لم نترجم فقط بل تأثّرنا
ونحن ننقل ثقافتهم وبالتالي أهملنا رصيدنا المتبقي.. انسلخنا عن أصالتنا عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء "

ويا ليتنا توقفنا عند هاتيك الأخطاء ؛ بل إن تلك الأخطاء على ما أعتقد لها علاقة برواية التاريخ ..
فهل نحن من كتبنا تاريخنا أيها الأعزاء ؟ أرجوكم ، بل أتوسل إليكم أن تدلوني على كتاب تاريخ للتاريخ العربي
الحضاري والمعاصر كتبه العربي نفسه ..!
اقول كما قال الجزائري الحبيب " انسلخنا " عن تاريخنا " وأهملنا " الأصل الذي بين يدينا ألا وهو الحجر ،
اللغة الأصدق للتاريخ " عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء " فكل الأمم كتبت في تاريخ العرب
والذي قيل فيه بأنه " تاريخ الإسلام " حيث بتنا نخشى الوقوع في آفة التخويف الكبرى ، فنقد أي نص قد يصدمنا بالدين ،
نقد أي نص كتبه رجل يتلحف بالدين يصبح في نظره وعلى منبره الناقد مرتدا أو في أحسن الأحوال ضالّ .. إذ ليس للضال
منبر بينما الآخر له كل المنابر إن أردت خمس " حبات يوميا ، وجرعة كبيرة أسبوعيا فهجرنا الفلسفة .ز مات المفكرون
والفلاسفة مع محرقة الفكر لابن رشد .. أعتقد كما فهمت أن سيدتي الفاضلة منجية قد أشارت بطريقة ما إلى هذا الأمر .
ليس المستعمر الخارجي فقط هو السبب إنما المستعمر الداخلي " الجهل " أيضا له افضال كثيرة أوصلتنا إلى تلك النتائج
التي تتحدث عنها سيدي الفاضل ؛ فالمصطلحات التي لا أفهماها والغربة الفكرية لإبداعنا الذاتي هما نتيجة لتعثر الأمة التي
ما زال أبناءها يبحثون عن الهوية ولا يعرفون معنى الانتماء .

سيدي الفاضل ربما تحدثت بغير كتاب أو قد أكون لامست جانبا من جوانب ازماتنا الفكرية فاقبلوه أو اهملوه
ولكني فرد في امة فيها ملايين البشر يفكرون ربما قريبا مما أفكر فضعونا بحسبانكم على هذا الأساس
إني هنا لأتعلم وأحاول التفكير
تحيتي احترامي محبتي


محمد الصالح الجزائري 30 / 03 / 2012 20 : 11 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أخي رأفت..تواجدك إثراء وإضافة وعلامة مميزة متميّزة!! ما شدّني في مداخلتك هذا الذي يهمله الكثيرون :(((بتنا نخشى الوقوع في آفة التخويف الكبرى ، فنقد أي نص قد يصدمنا بالدين ، نقد أي نص كتبه رجل يتلحف بالدين يصبح في نظره وعلى منبره الناقد مرتدا أو في أحسن الأحوال ضالّ ..)))
والنقطة الثانية مهمة جدا جدا هي تلك التي ذكرتها قائلا: (((
فهل نحن من كتبنا تاريخنا أيها الأعزاء ؟))) هذا تساؤل العارف فيه جواب الحكيم أيضا!!!
ومثلك جدير بمناقشة أمهات القضايا..شكرا جزيلا لك..أرجو أن نتواصل أكثر فطرحك يروق لي كثيرا...مودتي..


عبد الحافظ بخيت متولى 31 / 03 / 2012 09 : 08 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الرائع الجميل الاستاذ رافت
ادهشنى هذا التواضع منك وانت تملك من الفكر والثقافة ما يجعلك جديرا بمناقشة مثل هذا الموضوع وغيره وعلى نفس الدرجة جاءت دهشتى من هذه الموضوعية التى ناقشت بها الامر ونحن فعلا بتنا نخشى التأويل مع الاجماع الدينى السايسى الذى يتمدد بقوة الان على الساحة ونخشى ان نقع بلا وعى فى احادية الثقافة التى قد يفرضها القرار السياسى وهنا نرتد الاف الاعوام وبتنا نخشى ان تفسد الذائقة العربية وترزح تحت مظلة تغييب من نوع جديد
اشكرك صديقى الاعز على هذه المداخلة الكريمة

منجية بن صالح 04 / 04 / 2012 49 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

أستاذي الكريم عبد الحافظ و أساتذتي الأجلاء

محمد الصالح الجزائري و رأفت العزي

سعيدة بوجودي بينكم و أسعد أكثر بمحاورتكم في هذا الموضوع الشيق و الشائك في نفس الوقت و أتمنى أن تتقبلوا تصوري المتواضع في هذا الموضوع

لقد أثار الأستاذ الكريم رأفت العزي العديد من النقاط وهي جديرة بالإهتمام و المتابعة لأنه أشار إلى مواضيع تثير الكثير من الجدل و الذي سببه مرجعيات و ثقافة المُحاور سأكون محايدة على قدر الإمكان و في نفس الوقت سافصح عن مرجعيتي وهي عربية إسلامية حتى أكون واضحة لأن الحياد لا يمكن أن يكون مطلقا
أتفق مع حضراتكم أن ما نحن فيه هو نتيجة طبيعية للجهل و الغباء الذي نتخبط فيه و عندما نتأمل حالنا نجد أننا نعيش زمن الجاهلية الممتدة جذورها من أخرى عاشت في حقبة تاريخية معينة وهي أشد علينا من الأولى لأننا نتصور أن العلوم الإنسانية قادرة على مسح جهلنا بينما هي تساعدنا فقط على تحسين أمور حياتنا لتجعل العقل رهين تصور علمي بحت كل تفكيره يكون مسخرا لخدمة النظرية العلمية في شتى الاختصاصات
سوف يكون ردي في هذه المداخلة على النقاط التالية و التي أثيرت في المداخلات السابقة

الجهل بقدرة الإنسان
نظرية المستعمر
الإنسلاخ الحضاري الهوية و الإنتماء
أزمة العقل و الفكر العربي
كتابة التاريخ
علاقة الدين بالفكر
الأدب و مفهوم الإبداع و النقد


الجهل بقدرة الإنسان

ليس للجهل علاقة بالشهائد العلمية و لا بالمستوى الدراسي و الثقافي كل هذه الإعتبارات هي علوم لها تراكمات عبر التاريخ الإنساني استطاعت أن تجعل الإنسان يعيش في رفاهية فقد ساعدته على الإرتقاء من حياته البسيطة جدا لتجعلها أكثر تعقيدا و رفاهية و هذا الترف المادي أثر على الفكر و السلوك و جعله أكثر خمولا .... تعود الإنسان أن يجد كل ما يريد بكبسة زر ليكون العالم بين يديه، يستفيد منه الباحث و المثقف في عمله لكن ما هو مدى تأثير هذه التقنيات الحديثة على العامة من الناس و على الفكر العربي بصفة خاصة ؟ و نحن نعلم جيدا أننا شعوب غير منتجة بل مستهلكة فقط؟ الجواب لا يتطلب التوضيح
أعتقد أن حقيقة الجهل تكمن في الداخل البشري فهو يحتوينا ليجعلنا نرى الأشياء من خلاله بمعنى أن الإنسان هو جاهل بقدرته الفاعلة و الخلاقة فعندما ندخل غرفة مظلمة و لا نعرف أن فيها كهرباء فإننا نبقى في الظلام هكذا يكون الإنسان جاهلا بأن له أدواة و قدرة على تغيير واقعه بأقل التكاليف و أنجعها و مع هذا نجده يتبنى أعقد النظريات و يلتجيء لقتل الإنسان ماديا و فكريا لتدجين الشعوب و أمتلاك قدراتها البشرية و المعنوية
من خلال جهل الإنسان بقدرته و أدواته القادرة على الفعل و الخلق و الإبتكار تراه يتعامل مع الأشياء و الفكر بعقل قاصر و محدود مهما حوى من علوم نظرية و التي تبقى عملية أكثر منها أداة تفكير لها قدرة على تفكيك مفردات تكون حاجزا بيننا و بين الرؤية الواضحة لحقيقة الأشياء تتوارى منا لتقبع في غرفنا الداخلية و التي تبقى مظلمة تحتاج منا اشعال شمعة

يتبع

:nic7:




الساعة الآن 23 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية