منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25986)

ميساء البشيتي 30 / 09 / 2013 31 : 03 PM

ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
مع الاعتذار لشاعر الحياة " محمود درويش " .. فليس على هذه الأرض الآن ما يستحق الحياة .
لقد فُجعنا بموتك .. هذا كان في حينه .. حين كان الموت أشرس ما نخافه في هذه الحياة ..
لقد مِتَّ ونلت شرف الموت في أكثر الأوقات بركة .. حين كان للموت مسمى واحد هو الموت .. ووجه واحد هو وجه الموت .. أما اليوم فالموت لم يعد مخيفاً إلى هذا الحد .. بل ربما تسلل إلى فئة الأمنيات ..
فصار الموت عند البعض أمنية .. وربما يصبح في المستقبل القريب حلماً .. كحلم العودة .. ربما وأكثر ..
" لا تذكر الموتى فقد ماتوا فرادى أو عواصم "
نعم يا محمود فالموت صار له أكثر من وجه فلم نعد نموت فرادى أو أفراداً بل أصبحنا نموت جماعات .. ربما ما يتبقى بعد الموت منا قد يملأ وعاء أدمي واحد .. هذا إن بقيَّ من الجماعة ما يملأ قبر فرد واحد ..
وأصبحنا نموت عواصم .. هل شاهدت العواصم وهي تموت .. ألم أقل لك أنك نلت شرف الموت في أكثر الأوقات بركة .. حين كان يموت الفرد وهذا أمر الله .. لكن العواصم تبقى خالدة مخلدة إلى أبد الآبدين .. أما اليوم فالعواصم تموت .. وقد لا يبقى منها ما يملأ قبراً واحداً ..
اليوم الموت يمشي في الأسواق .. وعلى أسطح البنايات .. وفي صفوف الأطفال .. وعلى بوابات الحدائق .. ولا يستهجنه أحد .. أو يستنكر تجوله البريء في حدائق الطفولة أو ملاعب الصبا ..
الموت اليوم يحمل جواز سفر .. يتنقل فيه بحرية تامة .. دون أن توقفه دورية تفتيش واحدة .. بينما الأفراد اليوم لا يملكون أية هوية أو ورقة مدوناً عليهم الاسم .. أو تاريخ الميلاد .. فيعيشون مجهولي الهوية .. ويموتون أرقاماً قد يصعب عدّها وحصرها ..
حين كان الموت يهبط من أعالي السماء كانت تبكي الأرض وتقف على حافة القبر تنتحب وتدعو له بالرحمة والمغفرة .. أما اليوم فالموت لم يعد زائراً ثقيلاً .. بل مقيماً على موائد الجميع دون استثناء .. لا أحد يبكي الموت لأن الدموع شبهة يخشاها الجميع .. والنحيب قنابل موقوتة قد تنفجر في ما تبقى فينا من إنسانية .. آخذة في الموت على المدى القريب ..
حين كنا " نفتح علبة السردين تقصفها المدافع " ..
كنا نرفع أيادينا إلى السماء .. وتلهج ألسنتنا بالدعاء .. الدعاء على من قصف علبة قوتنا ومعيشتنا .. أما اليوم فنحن لا نجرؤ على الدعاء لأن من يقصف رغيف الخبز قد يكون أنا أو أنت أو هو أحد أصابع هذه اليد التي كانت تمسك على الزناد وتوجه دويَّ صرختها إلى هناك حيث كان عدونا يربض على أرضنا الطاهرة ..
أما اليوم فعدونا كالموت يتجول داخل أرواحنا .. يقطف ما يشاء من أزهار عمرنا .. ولا تجرؤ دمعة واحدة أن تسيل على الخد لأن الدمعة غدت شبهة .. والموت غدا رفيقاً يسير في رياض الأطفال .. يمسك يد هذا الصغير أو ذاك ويقوده معصوب العينين إلى مقبرة ليس لها سقف أو جدران ..
والحنين بعثرته الأيام .. فلم يعد هناك من الرفاق من نتقاسم معه الحنين وكأس الشاي .. فخريطة الرفاق طويلة وعريضة لا مكان فيها لاسم يقول أنا من هنا أو من هناك .. فكلها مشاريع موت مؤجلة تسير بنفس الاتجاه ..
لذلك يا محمود نم قرير العين .. فليس على هذه الأرض الآن ما يستحق الحياة .

Arouba Shankan 30 / 09 / 2013 50 : 07 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
أجل أ.ميساء لطالما راودتني كلمات الشاعر الراحل محمود درويش
كم كان متفائلا حتى الحياة ،،إلا أن الأشياء تبددت والحياة تبعثرت مُفرداتها في غياهب اليأس
لا شئ يستحق الحياة وكفى
تحيتي

نصيرة تختوخ 02 / 10 / 2013 04 : 12 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
أجدت التعبير عن قتامة الواقع العربي الحالي ويبقى الأمـل مُسعفا وواعدا بما يستحق الانتظار.
تحيتي لك أستاذة ميساء

د. منذر أبوشعر 02 / 10 / 2013 30 : 05 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
أميرة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي الأديبة ميساء البشيتي:
أنا على العكس منك تماماً: فصحيح أننا فقدنا كل شيء، وأصبنا بالصقيع والموت والدمار واختنقنا ولا نجد حتى الهواء ! إلا أنني لم أفقد (الأمل) !
لاشك أنني أبكي يومياً دمعاً مريراً، وأعاني جحيم حرقة كاوية، إلا أنني ما زلت أرى إصباحات الفجر آتية، والليل إلى زوال، وأننا سنبتسم يوماً ما،
ساعة ما.
ملاحظة: لا يصح أن تقولي: أبرك الأوقات، بل الصحيح :الأوقات المباركة.
والخير كله لك، ونبقى نزرع البسمة على الشفاه القاحلة ونحن ننهر دمعاً.

ميساء البشيتي 02 / 10 / 2013 17 : 07 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
غاليتي عروبة
محمود درويش مرت عليه أوقات سوداء
لكنها لم تكن بسواد هذه الأيام
الله يجيرنا من الآت
وبوركت غاليتي وبورك حضورك الرائع

ميساء البشيتي 02 / 10 / 2013 19 : 07 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
وننتظر يا نصيرة هذا الأمل
وننتظر أن تمنحنا السماء فرصة واحدة نعيد فيها ترتيب خطواتنا على أول الطريق الصحيح
شكرا لحضورك الجميل غاليتي نصيرة
ودمت بألف خير .

ميساء البشيتي 02 / 10 / 2013 22 : 07 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
أخي العزيز المنذر
أهلا بك وبحضورك الجميل
صدقني أنا أدري أن كلمة " أبرك " غير صحيحة لغويا هنا في
هذا الغرض الذي استخدمت من أجله ولكني كنت مستثقلة الجملة التي أوردتها أعلاه
ولكن طالما أنت قلت لا يصح فهذا يعني لا يصح سواء استسغت أنا ذلك أم لم أستسغه ..
شكرا لهذا المرور الرائع والمبهج الذي أعتز به دائما ونعم أنا معك لا بد أن نبقى
في انتظار صباح يمحو كل هذا السواد .. يا رب ..
دمت لنا أيها المنذر الرائع ودام لك الألق والإبداع .

فتيحة الدرابي 14 / 11 / 2013 09 : 03 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
في هذه الخاطرة عزيزتي ميساء، وضعت أصبعك على الجرح الذي لا يذمل، بل يتفاقم يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، شكرا لك لأنك بحت وعبرت بقلمك بكل ما في صدورنا، بكل ما يؤرقنا، بكل ما يزعجنا في يقضتنا ومنامنا.
عزيزتي الله خلقنا فوق هذه الأرض ونستحق الحياة مادام فيها ماء " وخلقنا من الماء كل شيء حيا" صدق الله العظيم، ومادامت الأرض تنبت حبا ، حتما ستلد أبطالا وسيعود كل شيء كما كان عليه وربما أحسن ، تأكدي سيأتي ذلك اليوم طال الزمن أو قصر ولن يخيب الله أمل عبد كان قلبه مملوءا بحسن الظن فيه.
كالعادة دائما أستاذة ميساء أهيم في خاطرتك التي تحلق بي في عالم لا أمل البقاء فيه، وكلما عدت منه أشتاق للرجوع إليه، تحية تليق بقلمك المميز.

بوران شما 14 / 11 / 2013 30 : 11 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
عزيزتي الغالية أستاذة ميساء

خاطرتك رائعة ومميزة ومعبرة جداً عن الواقع المرير الذي نعيشه هذه الأيام ,
والذي أصبحنا فيه نتمنى الموت كل لحظة , ونحسد من مات ولم يعش هذا
الواقع المرير والمؤسف حقاً.
ومع ذلك ومع كل إشراقة صباح نتمنى أن تنقشع هذه الغمامة السوداء , وأن
يظللنا الفرح وهدوء النفس , وحب الحياة من جديد .
مبدعة كما عهدناكِ , محبتي وتقديري , ودمتِ بكل الخير .

ميساء البشيتي 21 / 11 / 2013 05 : 08 PM

رد: ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
 
غاليتي فتيحة
مساء الورد
أعترف أنني أحيانا أفرط في تشاؤمي ولكني مجرد أن أرى كلماتك
الرقيقة تتسلل إلى نصي وترسم زهرة الأمل أعود إلى رشدي
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
وأنا وأنت يا رفيقتي الشاهد الوحيد على هذا الكلام
دومي بخير يا رفيقتي .. دومي


الساعة الآن 00 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية