![]() |
بوح خريفي
لا تلق ِ السلاح لم تنتهِ المعركة بعد .. لا تلق ِالسلاح . هل اتهت صولاتنا في المحاورة والمناورة .. هل انتهت جولاتنا من الكرّ والفرّ ؟ صفعتك برسائل من مجهول .. لكنني لم أقتلك .. لم أقتلك أنا .. راهنت على إخراجك من صمتك .. لكنني لم أراهن أبدا ً على موتك كف عن موتك الآن .. هذا ليس وقت الموت . صدقني أنا لم أعد أهوى المشاكسة .. لم أعد أرغب بكشف النقاب عن عالمك المجهول أعلم علم اليقين بأنه لم يعد لديك من الحواجز والجسور ما تختبىء خلفه وأنك تقف الآن في مواجهة مع الحروف .. وأعلم أيضا ً أنك إن رفعت إليّ نظرك ّ سأعرفك حتما ً لامحالة .. لكن صدقني ما كنت لأميط اللثام عن وجهك .. بل كنت سأعيده بيديّ هاتين إلى وجهك لم يعد يعنيني إماطة اللثام .. لم يعد يعنيني من كنت ومن تكون .. أحيانا نغرق في البحث عن تفاصيل صغيرة تعيدنا للماضي لنجد أنفسنا أمام حقائق جديدة أجدر بها أن تعاش ..وأن ذيل الماضي مهما كان طويلا ً وجميلا ً فذيل الحاضر أطول وأجمل . كف عن موتك الآن .. أعلم أنك مختبىء بين قوسين انتظرك الآن في أول جملة .. على قارعة النص .. فتقدم .. |
رد: بوح خريفي
مطرٌ أسود كلما اشتد المطر في الخارج أهرب إلى هنا .. أهرب إليك .. أشتاق للحديث معك .. بعيدا ً عن ضوضاء هذا المطر . كنت أعشق المطر .. هذا فيما مضى .. عندما كان المطر ناعما ً يداعب زجاج نافذتي بحنان في ساعات المساء .. قبل النوم .. كان يداعب زجاج نافذتي .. يداعب زجاج قلبي كما يداعب الكرى أجفان العين إلى أن يداهمها شبح النوم الثقيل . اليوم .. المطر ثقيل .. لم يعد يداعب زجاج القلب .. لم يعد يداعب زجاج النافذة بل أخذ يقذف وبكل ما يملكه من جبروت بحباته السوداء على زجاج الحياة . لم يعد يداعب عينيّ كالكرى بل أصبح يوقظها .. يقلقها .. يؤرقها . لم أكن أتخيل أن المطر يوشح بالسواد زجاج النوافذ حتى رأيت بعيني مطر هذا المساء مطر ٌ أسود .. يصبغ كل شيء تقع بصمته عليه .. يحيل كل شيء إلى سواد .. لقد اشتقت لحبات المطر الزلال ..لحبات المطر الشفافة .. المنعشة .. الحيّة .. التي لا لون لها ولا رائحة .. رائحة هذا المطر كريهة .. كريهة .. كريهة .. لقد أزكمت أنفي وأطبقت على صدري .. فهربت إليك .. إلى حيث أشعر بالآمان .. بالدفء .. بالطهر .. بالنقاء .. بالشفافية .. أنت لست كزجاج نافذتي الذي صبغتة حبات المطر الأسود .. أنت كمرآتي التي لا أرى فيها إلا نفسي .. نفسي الطاهرة .. العفيفة .. الشفافة .. البريئة التي لا تعشق إلا المطر الشفاف .. ولا يرويها إلا المطر الزلال .. وأنت تشبهني .. بل أنت أنا وأنا أنت .. فلنحتم ِ من عاصفة المطر الأسود قبل أن تصبغ بسوادها ما تبقى من زجاج الحياة . |
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=12868
اختناق لم يعد يهمني إن كان عنوان هذا النص هو فعلا ً عنواني .. لم يعد يهمني شكل الحروف وهي تتساقط من لوحة الحروف هل تشكل إليك كلمة .. جملة .. فقرة .. لا شيء . لم أعد أنظر امامي إلى وقع الحروف عليك هل هي جادة .. حزينة .. باكية .. متشجنة .. مضطربة .. مرهقة ؟ أغلقت كل النوافذ من حولي ظنا ً مني أن هواء الغرفة يكفيني وأنني لست بحاجة إلى جرعات أكسجين إضافية .. وأن رئتي لم تعد تحتمل هبات جديدة من الهواء المتقلب والممزوج بالشوائب .. لكن على ما يبدو أن حروفي لها وجهة نظر اخرى وأنها بحاجة ماسة إلى جرعات إضافية من الأكسجين أو أنها في طريقها إلى الإختناق .. فمن أختار رئتي أم حروفي ؟ :nic100: |
رد: بوح خريفي
إلى الجحيم وصلتك متأخرة بعض الشيء .. مع أنني أمتلك مفتاح البيت .. ألا أنني وصلتُ متاخرةً بعض الشيء . ثوان بسيطة كانت تفصلني عن حقائق .. كان علي ّ أن أفتح الباب وأنظر بنفسي ماذا تركتَ لي في الداخل من جواب ؟ لا أعلم إن كان بقي في هذا العالم شيء من الرومانسية أم أنني المغفلة الوحيدة التي ما زالت تقبع خلف الباب تنتظر منك دعوة بالدخول .. والمفتاح في جيبي ؟! كانت صدفة .. أدرت كرة الباب .. فتحت النوافذ .. لم أحتج إلى نور ساطع كي أميز أنك هجرت البيت والمكان وأنك ربما كنت ضيفا ً حائرا ًعلى قلبي لم يتسنَ له بعد العثور على زاوية أخرى يتقوقع فيها وينزوي عن هذا العالم أكثر فأكثر حتى الإندثار . فعلت كل ما بوسعي تجاهك .. وأقر وأعترف أنك لم تطلب شيئا ً منه .. لأنك لا تطلب ! بذكائي المعهود فطنت أنك تريد مكانا ً هنا .. فأوجدت لك المكان .. تركت لي مفتاح بيتك وأنا نسيت طوال تلك السنين أن المفتاح في جيبي .. عشت في حيرة وعذاب وأنا بانتظارك أن تفتح لي الباب .. والمفتاح في جيبي . صدفة إكتشفت أنك هجرت البيت .. وأنا ما زلت أنتظر دعوتك لي بالدخول من أوسع الأبواب . رجاءً .. لا تنعتني بالذكاء مرة أخرى .. بت أمقت هذا الذكاء والآن اندثر كما تشاء .. لم يعد لدي ما أقدمه لك .. وهذا مفتاحك .. إلى الجحيم أنت وإياه . |
رد: بوح خريفي
ثرثرة كعادتي في كل يوم أقدم إليك نشرتي المختصرة .. جارتنا أم هادي غادرتنا قبل قليل وعادت أمي مسرعة لإتمام أعمال المنزل وهي تتمتم بكلمات ليست مفهومة .. ولكنني أفهمها عن جارتنا التي تأتي بلا موعد ولا يشفع لها حديثها الشيق وهذا الكم الهائل من أخبار جاراتنا وما يحدث حتى داخل حجرة التلفزيون خاصتهن .. كل هذا لا يشفع لها عند أمي التي لا تنفك تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة .. والمفهومة لي ! أبي كعادته يطالع الجريدة للمرة الألف ولكن ما أن أسأله عن خبر حتى يقطب حاجبيه ويفغر فاهه من الدهشة ويسألني بصوت متتقطع متى حدث هذا ؟ لا أعجب لأمر أبي فلقد بت متيقنة تماما ً أنه يتخذ من الجريد ستاراً واقيا ً من أسئلة أمي التي تنهال عليه كوابل الرصاص .. ألن تجد عملا ً يا رجل عوضا ً عن جلستك أمام نشرات الأخبار التي تخلو من الأخبار .. لقد كرهت هذا الحيّ وهؤلاء النسوة المتطفلات .. أريد بيتا ً في ركن لا تصل إليه أقدام أم هادي .. أتسمعني ؟ ويغرق أبي في الجريدة أكثر فأكثر لدرجة أنني بت أخشى أن يصبح لون وجه أبي أسود بلون حبرها وهو يحاول إخفاؤه عنوة بين السطور .. وانا أهرب إليك .. كل دقيقة أتفقد النافذة .. هل تقف في الأسفل ؟ مضى عليك ثلاثة أيام وضحى هذا اليوم وأنت مختفٍ .. هل تصدق .. هذا العمود ..عمود النور الذي تقف مستندا ً إليه كل يوم اشتاقك مثلي .. ربما أكثر .. هذه النافذة اشتاقتك . أتصدق على الرغم من اشتياقي الكبير لك ألا أنني اليوم كنت أفضل ألا تظهر .. ابن خالتي قادم لزيارتنا في موعد الغذاء وأنت لا تحبه .. في كل مرة تفتعل مشكلة حين تراه وتغيب أياما ً طويلة ولا تحضر إلا بعد أن تستنفذ كل طاقتي لمصالحتك .. أأصارحك بشيء ما .. لا أحب الرجل الذي ( يحرد ) يبقى بنظري مجرد طفل .. وأنا أراك رجلا ً بل وسيد الرجال .. لولا هذه التصرفات الطفولية التي تأتي بها بين الفينة والأخرى .. أحيانا ً أعذرك واحيانا ً لا .. خاصة عندما أرى خطيب سناء ابنة الجيران كيف يحبها ويدللها جدا ً ولا يغيب مهما فعلت به مع أنها لا تنفك تستفزه وتستثير غيرته بقصصها الملفقة .. لكنه يحتوي كل غبائها وكل رعونتها وطيشها ويلفها بحبه وحنانه الذي لا ينقطع .. طبعا ً أنا لا أحسدها عليه ولا أجده افضل منك .. معاذ الله .. أنت رجل لا مثيل لك .. وأعلم أن جميع بنات الحي يحسدنني عليك بل ويغرن من علاقتنا أشد الغيرة حتى ابنة خالتي التي تحبها وتقول عنها أنها مخلصة ووفية وتحبني جدا ً .. أشعر أحيانا ً أنها تطيل النظر إليك ..لكنه .. ربما إعجاب أخت بأخوها ليس إلا فأنا لا أنفك أحدثهم عنك .. صدقني لا استغرب ان بنات الحي جميعهن يحببنك بل وينتظرنك على النافذة وإلا بماذا تفسر هذه النوافذ المفتوحة على السماء ونحن في عزّ الظهيرة ؟؟؟ أمي تنادي عليّ .. سأعود عما قريب .. أنا والنافذة وعمود النور وبنات الحي كلنا في انتظارك .. كلنا في حالة اشتياق .. فلا تطيل الغياب و ( الحرد ) :nic103: |
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=12868
قف يا زماني أنا لا أغرد خارج السرب .. السرب هو من تشتت وضاع وتاه في بقاع الدنيا .. كلماتي هي مجرد صرخات استغاثة .. نداء لمن بقي منهم على قيد الحياة كي يعودوا للسرب .. لكن لا حياة لمن تنادي . كان لا بد من ارتشاف جرعة كبيرة من القهوة حتى أستطيع البوح ولفظ آخر الكلمات من حنجرتي .. ليس أصعب من وقوف الماء في حنجرتك سوى وقوف الكلمات .. كلمات لا تستطيع بلعها ولا قذفها .. فتغص بها فتختنق ثم تموت موتا ً بطيئا ً دون ان يشعر بك أحد .. لأنه باختصار شديد لا يوجد أحد . لا ليست صحراء كما يتبادر إلى الذهن .. لا ..لا .. على العكس البشر فيها في ازدحام كيوم البعث .. ولكنهم في تشتت وشرود كيوم البعث أيضا ً . كنت في الماضي أطلق الرصاص المميت .. ثم أصبحت أكثر رأفة فاخذت أطلق رصاصات الرحمة .. اليوم أحتاج الكثير من الطلقات فما العمل ؟ قررت العدول عن إطلاق الرصاص سواء الرصاصات المميتة منها أم الرحيمة .. وسأحيل إلى هامش هذه الحياة أناس سقطت أوراقهم قبل أيلول .. سأحيلهم إلى هامش حياتي لكن بغير الموت .. لا توجد مقابر لهذا العدد الكبير منهم .. وحيث أنني أكون أكثر لؤما ً في بعض الأحيان فأحرمهم من الموت المبكر .. لا على صدري ولا فوق دفاتر أشعاري .. بل في حقدهم وغلهم يدفنون . كان أصغر من حجم الكف .. امتدحناه ببعض العبارات الجميلة .. لم تكن عبارات كاذبة بل هو يستحقها .. لكنه لم يصدق نفسه فنصب من نفسه زعيما ً على الجميع ودون استشارة أحد .. أخذ يكيل لهذا وذاك ويتهدد ويتوعد ويندد وأصبح الجميع يرغب فقط باتقاء شره .. هذا ماذا افعل به ؟ أحيله على هامش الحياة .. آخر .. كان مجتهدا ً ويضع قدمه على حافة السلم أمسكنا بيده وقلنا له تفضل .. اصعد على مهل .. نحن سندك .. جود علينا بإبداعاتك .. كان مرنا ًً.. جميلا ً .. مبتسما ً .. فجأة ثار وهاج وانقلب علينا يحاسبنا على الحرف .. يكتب حروفا ً متشابكة نحاول جاهدين أن نفسر طلاسمها .. لم تعجبه محاولاتنا الفاشلة .. ثارت ثورته علينا .. ماذا أفعل به ؟ أحيله على هامش الحياة . آخر اقترح فكرة .. أعجبتنا في باديء الأمر .. أثنينا عليها .. شجعناه .. طمع فينا .. طلب منا أن نكون من جماعته وإلا فلا .. ماذا أفعل به ؟ أحيله على هامش الحياة . أخر جميل جدا ً .. ليس وسيما ً .. لكن فكره وسيم جدا ً ونصوصه أنيقة .. عجبنا لكل هذا الجمال المختبيء .. أقتربنا أكثر .. مددنا أيدينا في نصوصه .. جميلة لدرجة لا توصف .. قلنا والدهشة تملؤنا .. يا الله .. يا الله .. جن جنونه .. لم يصدق نفسه .. أخذ دور الأستاذ ورفع العصا في وجوهنا ماذا افعل به ؟ أحيله على هامش الحياة . هل بقي أحد ؟ هل يعقل هذا ؟ مجتمع بأكمله كل افراده محالون على هامش الحياة ؟ بالطبع لا .. هي إذا كما أراها بكل وضوح .. هذا المكان ليس مكاني .. هذا الزمان ليس زماني فقف يا زماني . :nic4: |
رد: بوح خريفي
صدفة هي حروفي التي وجدتها مستلقية ذات مساء في أحد الهوامش .. عرفتها من النظرة الأولى رائحتها العبقة تسللت إلى أنفي المشتاق بمجرد أن اقتربت منها . كيف جاءت هنا وهي لا تتحرك بدوني ؟ من أخذها ؟ من جاء بها إلى هنا ؟ أخذتني الحيرة وانتابني القلق والإنزعاج وبعض التوتر .. حروفي .. قطعة من روحي _إن لم تكن روحي كلها _ وأي مساس بها هو مساس بروحي هذا أنا ما قصدته .. هذا ما كنت أرمي إليه .. هي روحي .. أبحث عنها وأدافع عنها فهل من يلومني ؟ أتلومني لدفاعي عن روحي ؟ طرقت الباب .. بعنف .. ربما .. ولكنها روحي التي في الداخل .. نعم ربما كان الشرر يتطاير من عيني .. ربما كانت دقات قلبي متسارعة بعض الشيء .. ربما كانت نبرة صوتي حادة قليلا ً .. ربما لم أكن في هدوئي المعتاد .. ومع أنك لم تعرف هدوئي يوما ً ولم تلمسه .. مع أنك لا تعرف نبرات صوتي الرقيقة .. ودقات قلبي المنتظمة .. مع أنك لا تعرفني حين أكون عنيفة .. متوترة .. قلقة .. ألا أنك لم تطلب أن تعرفني ... كأن قلقي وتوتري وعنفي ونبرة صوتي الحادة بعض الشيء .. كل الشيء .. وضربات قلبي المتسارعة وكل حالات الفوضى التي كانت تنتابني .. لم تعنك في شيء .. هل كان هناك الأهم كي يعنيك ويهمك ويلفت نظرك ؟ جاء صوتك دافئا ً هادئا ً واثقا ً وهمست لي تفضلي بالدخول .. قلت بنبرة أخف حدة وقد أخذت بالتلعثم قليلا ً ونسيت أنها روحي هناك .. هنا .. بالداخل .. فكيف أهدىء من روعي .. كيف أخفف من نبرة صوتي الحادة .. كيف أتلعثم ؟ فتحت لي الباب على مصراعيه وقلت لي تفضلي يا أميرة .. ذهلت بعض الشيء .. ولكنه لم يكن وقت الذهول .. هرعت إلى الداخل .. أردت الإطمئنان على سلامة الحروف .. على سلامة روحي وجدتها هناك بانتظاري .. أقبلت عليها بلهفة الأم المشتاقة .. الأم المخطوف منها وليدها .. حضنتها .. قبلتها .. مسدت بأناملي على شعيراتها الجميلة ثم طبعت قبلة طويلة على جبهتها .. هي حروفي .. هي لي .. هي انا .. وأنا هي .. وشكرا ً لك يا أمير على أدب الضيافة . :nic85: |
رد: بوح خريفي
إجازة غباء وأنت بوحي وهمسي .. صمتي ونطقي .. هذياني وصحوي وكل فصول العمر .. كل حروف اللغة .. فمن قال بأني لا أهواك .. من قال بأني لا أذوب في هواك ؟ لا تختبر ضعفي في جنون الغياب ولا تستفز يراعي فهو أسيرك في الحضور وفي الغياب . كم مرة خنتني يا أيلول ؟ كم أيلول ٌ قد دفنت فيك يا أيلول ؟ كم أيلول فرّ على عتبات ذلك الخريف الحزين .. وما زلت أنتظر كالبلهاء أول زخة مطر تحمل لي في قلبها أيلول ؟ كم أقسمت بأن أمزق أوراقك يا أيلول وهي خضراء يانعة كما مزقت قلبي وعلقت أشلاءه على أول شجرة مجهولة الهوية صادفت وقع خطاك على رصيف النسيان . ومع ذلك فأنا ما زلت أصدق مقولتك الجميلة لي ذات مساء .. أنت وأنا توأمان .. إذا خرجت التنهيدة من صدرك شقت لها أضلعي .. وإن إنحدرت من عينك الدمعة أُدميت لها وجنتي .. وإن تبسم ثغرك قهقه قلبي .. كنت غبية حين كنت أصدقك .. ولكن .. أحيانا ً يكون جميلا ً جدا ً الغباء . أنتظرك في آخر موسم للغباء .. أيلول على الأبواب .. وقلبي نوافذه مشرعة .. لا تتأخر فقد أرسلت عقلي في إجازة غباء . :nic11: |
بوح خريفي
سؤال أخير سؤال سألته نفسي ألف مرة .. إذا كنت لا أكتب إلا لأجل عينيك .. فلمن أكتب الآن ؟ كنت أخشى الإجابة فيما مضى .. أخشى أن تقع إجابتك على رأسي المحشو بالأفكار الجميلة عنك وإليك فتزلزلها وتبعثرها وتصبح هباءً منثورا ً.. لكن اليوم وبعد أن تسللت إلى عقلك خلسة ووجدتك قد رميت بآخر ورقة تجمعنا فما الذي يبقيني أنا ؟ نعم كنت أخشى السؤال .. كنت أخشى الإجابة .. لكن ما رأيته اليوم سحب من بين يدي آخر ورقة كنت أحتفظ لك فيها في هذا القلب .. هذا القلب الذي كان في يوم مسكنك .. قبلتك .. جنتك .. وجهتك .. سماءك .. بحرك .. عالمك ... اليوم بات فارغا ً إلا من أشباح الماضي التي لا تنفك تصفعني الصفعة تلو الأخرى كيف أسكنت هذا الطير المهاجر قلبك ؟ منذ متى نأسر الطيور المهاجرة يا قلب ؟ أكنت ضعيفة لحد أن أأسرك هنا .. في قلبي .. وأربط على عينيك اللثام .. كي تتوه هنا في قلبي والتقيك أنا .. وحدي أنا .. تضيع .. تغيب .. تتوه .. لكن هنا في قلبي وبين أضلعي آآآآآآآآآآآآآآه .. كم تتبعت أنفاسك الهاربة حتى كادت تنقطع أنفاسي وأنت تفرّ من هنا إلى هناك داخل جدران قلبي ولا تجد منفذا ً للحرية .. وأنا بدأت معالم التعب تظهر على وجهي وبدأت معالم الشيخوخة تحط رحالها في قلبي وبدأت أضعف وأفلت من قبضة يدي تلك الصور الجميلة على شاطىء البحر .. هل تذكر البحر يا سيد البحر الجميل ؟ هل تذكر تلك العصفورة التي نقرت بمنقارها الصغير باب قلبك فرقصتَ من الفرحة في حينها ورجوتني أن أحبسك في قلبي وعينيّ لأنك مللت السفر والترحال وصدقتك .. واليوم تقتَ إلى الطيران مجددا ًوالبحث عن عالمك فماذا بوسعي أن أفعل وأنا قد داهمتني رياح الشيخوخة ؟ وأنت ما زلت وسيما ً .. جذابا ً .. تعشق الطيران وكشف العوالم المجهولة .. أنا قوافي قلبي ما عادت تجذبك .. خيوط الشعر في كفي لم تعد تغريك قراءتها بعد أن كنت تتلوها في صلواتك .. حتى توسلاتي المبطنة ما عادت تخترق جدار قلبك القاسي .. فماذا افعل أنا ؟ نعم .. سأفتح باب قلبي ولتغادره إلى سمائك وعالمك وفتاتك .. وأنا أعلن إلقاء الورقة الأخيرة ولم يعد يهمني السؤال .. لأني لا أكتب إلا لعينيك .. وعيناك قد رحلت وهذه هي إجابة السؤال .. هذه هي إجابة السؤال . |
رد: بوح خريفي
خسارة وألف خسارة خسارة ان تصبح تلك المساحة الممتدة من أول شريان يضخ الدم لأوردتي لآخر خلية إرتسمت في مساماتها صورتك قبل الرحيل جرداء قاحلة خالية من صورك .. حضورك .. ذكرياتك ... كيف تموت الحكاية ونحن ننشىء لها أعمدة البداية ؟ أذكر أنني كنت أفتش في زوايا عقلي .. أنبشها جيدا ً كمن يبحث عن مفتاح الفردوس .. كنت أريد أن أجد المفتاح لقلبك .. كنت كلما اقتربت يدي من مفتاح قلبك وبدأت رياح فردوسك تلفح وجهي أجد نفسي مجددا ً خارج أسوار الحكاية .. طردت من قاموسي كل مفردات اليأس .. كنت أتسلح بنظرات عينيك التي تتقد عشقا ًوجنونا ً فتمنح قلبي طاقة جنونية تفوق طاقة الشمس عندما تلتهب في كبد السماء فتجذبني خيوطها الحارقة وأسير معها بدون إدراك أو وعي مني .. وليتني بقيت أسير معها دون إدراك أو وعي .. ماذا يجديني هذا الكم المتراكم على صدري من الإدراك والوعي وأنت لم تعد هنا ؟ كنت دائما ً أغض الطرف عن خياناتك الصغيرة وأسمح لك أن تبررها لي وانا مغمضة العينين والعقل .. قلبي فقط كان يسمعك .. يتبعك .. يعشقك .. لكنك كنت بين الفينة والأخرى تضرب قلبي بعصاك السحرية ضربات موجعة هل كنت تريدني أن أصحو من هذا الحب الجميل .. هل كنت تريدني أن أثور وأغضب وأهجر فردوسك الجميل .. هل كنت تريدني حقا ً أن أخرج من الحكاية ؟ إذا ً لماذا كنت تتبعني وتتسلق شرايين قلبي وتداعب خلجاته بعناقيد الياسمين لماذا كنت تصرّ على أن أبدأ نهاري بقبلة وردية من أشعارك الندية تنثرها على وجنتي .. لماذا كنت تطوق نحري بقصائد لا نهاية لها حتى أجد نفسي أسيرة القصيد .. ثم تغيب .. تغيب .. تغيب .. وأنا ما زلت أسيرة حبال القصيد .. تأتيني كوميض البرق .. تضيء العالم من حولي يصبح براقا ً .. جميلا ً .. ساحرا ًً .. فأغفر لك الغياب بل أكثر من ذلك .. أنسى أنك كنت في الغياب . وما ان أصحو من حلمي أجدك قد تبخرت .. ابتلعتك غيمة .. أخذتك في حضنها موجة بحر .. أسرتك في عشها يمامة .. ومع كل هذا أنتظر وانتظر وانتظر .. لتمر بعد قرن من الانتظار مرور السحاب على صحراء قلبي فلا تقف ولا تتمهل تنطلق بسرعة البرق لتغرق من حولي بزخات سخية من الغزل وأنا أسيرة حبال القصيد التي ذابت وتقطعت أوصالها ورقعتها .. الف مرة رقعتها وأنت ما زلت تمر مر السحاب على قلبي وتمطر غيري بقبل القصيد والغزل .. خسارة أنني خارج أسوار الحكاية بعد أن أفلتت من نحري كل حبال القصيد . خسارة وألف خسارة أنني خارج اسوار الحكاية . |
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=12868&page=2
قطرات دمي قال لي وأنا ألملم شظايا السراب المتناثرة ذات مساء .. "حاذري كي لا تمزقين شرايين معصمك" هزني الصوت .. زلزلني .. بعثرني .. لملمت حطام نفسي والتفت إليه .. إلى صوته الذي اخترق كل خلية من خلايا روحي كسحابة صيفية حبلى بأمطار نيسان .. من تكون يا هذا ؟ أطيف أنت أم حلم .. أم أنك خيال شارد من حكايات ألف ليلة وليلة ؟ من تكون يا هذا الصوت لتخاف عليّ وعلى معصمي ؟ نظرت إليه كمن وجد ضآلته التي تاهت منه في صحراء العمر .. صوته الأجش الذي أحب .. نظراته الحالمة التي أهوى .. جسده الساكن .. روحه المتوثبة .. مشاعره التي تشع بريقا ً ساحرا ً كما حلمت به ذات يوم في ذات مساء في ذات ليلة كان قمرها يراود نفسه على الإختباء . كنت أظنه حلما ً لا يرى النور .. كنت أظنه وهما ً وأنا التي أعشق الأوهام .. كنت أظنه خيالا ً من الذي يسطر صفحاتي ويتوسط حروفي ويسكن كل قوافي الشعر في أبياتي .. يا إلهي .. كم نحتاج حتى نرى حلما ً يتيما ً قد ظهر ذات مساء خارج أروقة الحلم .. كيف غادر الحلم ؟ كيف احتوى كل شوقي وحنيني وأملي وأمنياتي بان يكون هو.. هو فقط فارس أحلامي ؟ أخذني الصوت .. أخذني الحلم .. نسيت نفسي .. تناسيت نفسي .. هجرت نفسي .. تتبعت صوته .. حتى أصبحت بعيدة جدا ً عن نفسي .. حتى تهت عن نفسي .. ثم بعد صوته .. تلاشى .. اختفى . كيف وقعت شظايا السراب من يدي وتمزق معصمي وانهمرت قطرات الدم مني ؟ وأنا أنتظره كي يحتضن قطرات الدم المنسكبة من جرحي بمنديله .. كي يضمد جرح معصمي بلمسة حب من قلبه .. كي يرتجف صوته الأجش خوفا ً .. كي تضطرب نبضات قلبه .. كي تثور روحه أكثر فاكثر .. كي ينتفض جسده ويحرك ساكنا ً على عجل .. فإذا به داخل دائرة السراب .. شظية من شظايا السراب .. والحقيقة الوحيدة هي قطرات دمي . |
رد: بوح خريفي
لا تتعب قلبك يا قلبي لا تتعب قلبك يا قلبي .. أنت في واد ٍ وهم في واد ٍ . هذه اللوحة الجميلة التي تحاول بريشتك الناعمة ملامسة كل الوجوه فيها .. لن تفلح محاولاتك بإسعادهم فمعاول الهدم أكبر بكثير من معاول البناء . ربما كان ينقص اللوحة لمسة ساحرة ترسم البسمة على تلك الوجوه العابسة .. لكن عبثا ً تحاول .. هناك بعض الطفيليات التي تعيش وتقتات على الخراب .. لا يهمها جمال لوحتك .. لا يهمها ألوانها البراقة .. لا يهمها نسائم الفرح التي تشع منها .. ما يعنيها فقط هو أن يتمرن كل جاهل في إلقاء خطوط جهله على هذه اللوحة .. ان يصب كل جاهل جمر غضبه على هذه اللوحة ويجر ريشته على ألوانها كمن يجر مشرطا ً .. كمن يمزق شهادة رسوبه في الإمتحان . الأدب .. فن .. ذوق .. أخلاق .. كالسياقة إن جاز لنا التشبيه .. أما أن يصل الأدب لما وصل إليه ويتحول إلى سلعة رخيصة يتناولها ويتداولها الجاهلون .. نعم الجاهلون ولن أقول الأميون لأن الأمي هو الذي ليس لديه القدرة على القراءة والكتابة ولكنه بالتأكيد لم يفقد القدرة على التذوق . أما الجاهل فهو الذي لا ولم ولن يتذوق ولا ولم ولن يفقه وإن كان يقرأ ويكتب ويفك الحروف .. فليس لقرائته وكتابته من هدف سوى التشويش . أتمنى لو أننا على أرض الواقع نملك حق إلغاء تلك الأصناف الرخيصة من البشر .. تلك الأصناف التي لا خير في وجودها البتة ولا تجلب إلا الضرر .. والتي للأسف إحتلت أماكننا .. أدبنا .. لوحاتنا .. وتحرك الريشة كمن يحرك فرشاة للطلاء على أحد الجدران هذا زمان الطلاء والطلي وليس زمان الريشة والألوان . لا تتعب قلبك يا قلبي .. أنزل الستارة وأغرق في النوم .. الأدب صار له ريشة غير ريشتك الأدب أصبح له مخالب تمزق بيت القصيد .. وتفتح لها شوارعا ً في دواوين الشعر .. وعلامات التنوين فيها مطب .. حفرة .. منزلق .. هاوية .. أدب خال من الأدب .. لا تتعب قلبك يا قلبي .. :nic4: |
رد: بوح خريفي
حديث الروح هناك حيث لا سلامات ولا كلمات .. حيث لا تنثر الحروف ولا تصطف القوافي .. هناك حيث حديث الروح للروح .. لا الحروف تمد سلالمها إليك .. ولا الكلمات تتسلق الحنجرة تسابق الزفرات . يقتلني الحنين إليك .. يذبحني الإشتياق .. كيف الوصول إليك وأنت خارج حدود الزمان .. خارج أفق المطارات .. خارج الموانيء .. خارج المحيطات .. خارج القارات . فاجئني رحيلك وأنا التي لا زلت في حالة انبهار .. أعد الثواني التي تحمل لي نبأ سار .. عام مضى و قلبي الذي تفحم من الحزن وخرست أبجديته إلا عن علامة إستفهام .. كيف ؟ روحك الثائرة تحوم حولي منذ أيام وأنا التي لا تجيد حديث الأحياء .. كيف أفهمك قل لي .. كيف أفكك طلاسم الحديث .. كيف تهدأ روحك الثائرة وأنا التي كنت طفلة في حياتك وطفلة في الممات .. كيف أفهم حديث الروح ؟ كيف أجيبك ؟ هناك حيث لا مجيب لأي سؤال .. وأنا التي تكثر من الأسئلة ومن الثرثرة .. من محاولة الفهم أو الإستفهام .. كيف أفهم حديث روحك الثائرة وأنا لا أفهم بعد حديث الأحياء .. تكاد روحي تفر من جسدي .. تضيق عليّ وأضيق عليها ولا من مجيب للسؤال وروحك تحوم ليلا ً ثائرة تحرض روحي على الفرار وليس بيدي لا المكوث ولا الفرار فما جدواها حياتي وروحي خارج الباب لا تطيق الانتظار .. بأي حديث أخاطب روحك حتى تهدأ وتهدأ روحي ويلفني الإستقرار ؟ |
رد: بوح خريفي
ما كنت أنا ما كنت أنا إن لم أدع غيمات بوحي تنهمر عليك كزخات المطر .. تلاحق طيفك الشارد .. ظلك الهارب .. خيالك الذي فرّ من مرآة عمري وسكن موجة من الضباب . ما كنت أنا .. إن لم أدع غيمات حبي تفترش سماءك .. تروي شرايينك .. روحك .. قلبك .. وتنسدل على كتفيك شمسا ً حانية .. تدفئك .. تذيب هذا الصقيع .. تغسلك من برودك .. تغسلك من جبروتك .. تغسلك من عنادك .. ما كنت أنا .. إن لم أسخر بحور الشعر كي تغرق مناماتك .. وتطاردك قوافي الشعر في حضن مخدعك وتختبىء في وسائد فكرك .. وتشغلك إن وأخواتها فتصادر من قلب مقلتيك أحلامك .. أنا .. أنا قلبي قد روضته على غيابك .. قد تعود غيابك .. قلبي اليوم لم يعد شاطئك لتراقص نوارس البحر على خلاياه .. من قال لك بأني أمنح قلبي للعابثين كي يقلبوا صفحاته باستهتارهم ثم ألهو أنا بأثار خربشاتهم وما علق في هوامش الفؤاد ؟ أنت لم تعد تملي رغباتك على قلبي وهو لم يعد ينتظر منك شارة البدء بحبك ولا شارة الانتهاء .. ما كنت أنا .. إن لم أغرقك في بحر حبي كما غرقت أنا .. وإن لم تثمل من نبيذ حبي كما ثملت أنا وإن لم تصرخ ألف أحبك كما صرخت أنا .. ما كنت أنا .. ما كنت أنا . |
رد: بوح خريفي
إنما للصبر حدود أنا لم ينفذ صبري لكنها استراحة محارب لو جاز لنا القول .. لكن أنت لماذا نفذ صبرك ؟ أعترف أنني كنت أستفز صبرك حتى آخر لحظة .. لا لشيء .. ولكنّي أردت اختبار قوة صبرك .. ليس من حقي هذا ؟ جائز .. وجائز ايضا ً أنه من حقي ...... سنوات طوال وأنت تكلمنا عن الصبر .. أشكاله .. أنماطه ..سلوكه .. اتجاهاته .. ألوانه .. لونه في الربيع .. لونه في الصيف .. لونه في الخريف .. لكن للصدق والصراحة لم تكلمنا عن لونه في فصل الشتاء .. لا أعلم هل سقطت سهوا ً ؟ أم أنك تعمدت اغفال هذه النقطة لتتركنا في محيط الحدث .. لا نرحل .. لا نبرح المكان .. لا تفارقنا الدهشة .. لا نمل انتظارك .. لا نمل سماعك وأنت لا تنفك تحدثنا عن الصبر ونحن في منتهى البراءة نحب صبرك .. نعشق صبرك .. نرسل حروفنا إثره .. نتتبعه.. نرسم له لوحات البطولة .. بل اكثر من ذلك .. لقد استدعيناه في أحلامنا ! واليوم تصفعني بنفاذ صبرك .. كيف .. كيف ينفذ صبرك ؟ |
رد: بوح خريفي
نفرتيتي لم أحدثك عن نفرتيتي في يوم .. لأنك لم تكن أبا الهول حينها اليوم .. هبت ريح صحراوية عابثة .. قلبت كل اوراقي .. سكبت ما تبقى من مداد عالق في جوفي .. كنت في الأمس أضرم وعودا ً في الهشيم .. لتستيقظ في حضني سلال من الرماد حين هبت هذه الريح العابثة .. لم أجد ما أحتمي فيه سوى تمثالك العاجي .. أنت معي حتى في غيابك .. تقف كالسد في وجه الريح .. اليوم نطق ابو الهول .. فكان لا بد أن أخلع قلادة نفرتيتي .. وأطلقها مع الريح .. لم أعد أحتاج القلادة .. لا أحتاج تعويذة .. لا أحتاج قراءة كف الريح .. لا أحتاج قلب فنجان القهوة ولعق حوافه.. قد لا أحتاج البوح .. أحتاج فقط تمثالك العاجي أنا وتمثالك العاجي في وجه الريح |
رد: بوح خريفي
لك وحدك لك وحدك صباح الخير .. لك وحدك صباح ليس مثله صباح .. صباح مفعم بالحب .. صباح مفعم بالشوق .. بالحنين .. تخطر ببالي في ساعات الصباح الأولى فيمزقني الألم .. ألم الإشتياق .. ألم البعد .. ألم الحنين .. ألم الفراق .. ولا تقل بأننا لم نفترق .. لقد افترقنا وهذا ليس هذيان مني ولكنك تكابر .. الشمس لا تغطى بغربال .. وأنا وأنت كالشمس تظهر للعيان .. في الشروق وحين الغروب .. وما حديثي إليك إلا ضرب ٌ من الجنون أو ضرب ٌ من الإشتياق .. أو ضرب ٌ من الولع فيك .. لم أعد أدري إلى متى سأبقى متيمة بك .. ولم أعد أرغب بمعرفة مدىتعلقك بي ّ ؟ لم أعد أرغب بمزيد من الدلالات والعلامات والإشارات .. أنت لم تعد هنا وما هذه الكلمات المتناثرة والهمس البعيد سوى علامات احتضار .. أرجو أن لا تشكك في مدى صحة ودقة كلماتي .. ولا تعتبره حديث يأس تمحوه ببعض كلماتك . أين أنت الآن ؟ أجبني ؟ أنت لست هنا .. أقصد روحك لم تعد هنا .. لم تعد معي .. ماذا أريد من جسد أخرس ؟ ماذا أريد من تمثالك ؟ أنا لا أهوى جمع التماثيل .. روحك بقيت هناك .. تركتها هناك .. وأنا هناك لا أصل .. لم أعد أصل .. لا جسر يوصلني إلى ذلك الأفق الذي أودعت روحك أمانة لديه .. أنت قاس جدا ً ولديك بعض اللؤم .. وإن كنت أنا محتالة بعض الشيء فأنت سيد المحتالين ومنك تعلمت الكثير ولكني الآن تعبت وهذا التلاعب لم يعد يجدي معي وسألقي بآخر ورقة معي وليهلك الجميع .. ليفنى الجميع .. طالما أنك لست معي فليفنى الجميع .. أم أنت فلا .. لا تفنى .. أنا لا يهم لو فنيت .. أم أنت فلا تفنى .. لا أتخيل هذا العالم بدونك .. لا أتخيل هذا الصباح بدونك .. حتى لو كنت مجرد تمثال من شمع .. من جليد .. من حديد .. لا يهم طالما الشمس لا تذيبك والليل لا يغرقك والنجوم لا تسحرك فلا خوف عليك .. لا خوف أن تبقى تمثالا ً لي ولغيري من النساء .. ولكنني ما عدت راغبة بالبقاء .. للأسف هذه لم أستطع تعلمها منك .. لم تعلمني كيف أتحول مثلك إلى تمثال . صباح الخير لك وحدك يا تمثالي الحبيب .. صباح الخير . |
رد: بوح خريفي
لا تبك ِ .. دع البكاء لي . لا تبك ِ .. يصعب عليّ أن أنظر في عينيك وأرى الدموع تتلألأ فيهما حزنا ً .. أتمنى لو أمر ُّعلى وجنتيك الطاهرتين أشبعهما لثما ً ..أحضن مآقي الحزن فيهما .. ألعق قطرات الألم المنسكبة وأبكيها عنك .. لا تبك ِ أنت .. دع البكاء لي .. لا تبكِ أنت . حزنك يمزقني .. أيها الغريب الذي ولد في قلبي لحظة إغتراب .. قلت لي حينها : غريب أنا وهذا الحضن وطني .. لي فيه بيت وشجرة زيتون وفراش وثير ومدفأة ما زالت مشتعلة نيرانها في قلبي .. لن تخمد نيرانها قبل أن أطأ ثرى الوطن وألثم ترابه وأحضن جدرانه وأغيب معها في عناق طويل .. ضحكت في سرّي .. ولا أذكر هل ضممتك إلى صدري في حينها أم اكتفيت بضم جراحك وتضميدها ؟ بعد حين هجرت أنا الوطن ومددت إليك يدي .. مددت يدك إليّ لكن قلبك بقي هناك .. قلت لك : أنت واهم .. الوطن غاب منذ زمن .. وهذه صور .. مجرد صور للوطن .. لكنك كنت توصد الأبواب في وجهي .. ومع أنني غريبة مثلك .. لكنّي حضنت جرحك وضممت ألمك وجعلت قلبي مرفأ لك في رحلة العذاب . اليوم حين أوصدوا في وجهك باب الوطن عدت غريبا ً للمرة الألف وأنا مثلك غريبة للمرة الألف ولكني لن أطرق أبواب صور ٍللوطن .. وطني ليس صورة يحملها هذا أو ذاك .. وطني لا يوزع صوره على أحد .. وطني لا يرضى ولن يرضى بأن نبقى غرباء .. دعنا نرحل .. هذه صورة للوطن ..مجرد صورة .. أما الوطن فقد غاب منذ زمن .. لا تبك .. دع لي البكاء .. دع البكاء لي . |
رد: بوح خريفي
جحيم صمت وزوابع ثرثرة ما بين جحيم صمتك وزوابع ثرثرتك أهرول أنا .. هل كُتب على قلبي طقوس عشق جديدة لم ترد في كتاب ٍ أو سنَّة ؟ ما هو آخر سعيي الدؤوب بين أنفاسك المضطربة وفكرك المشتت ؟ ما هي آخرة لهاثي وراء فيض حروفك المبعثرة ؟ هل سأبحث عن اسمي في الكلمة التائهة بين حروفك المتقاطعة ؟ أم هي أحجية وعليّ أنا أن أفكك طلاسمها ورموزها وعليّ أنا أن أعلم بالضبط أين أضع قدمي .. فوق أي رقعة .. بيضاء أم سوداء على رقعة الشطرنج في فضاءات قلبك ؟ ألم تكفك كل هذه السنوات حتى تقرأ قلبك ؟ ألا تجيد قراءة قلبك كما تجيد قراءة أعين الأخريات ؟ كم تحتاج من الزمن حتى تعلم أن الغباء ليس دائما ً حجة قوية وستار تختبىء خلفه ؟ متى ستعلم أن دموعك وإن كانت تفطر قلبي فإن عقلي بات يرفضها . إذا فاعلم أنك قد تكون مجرد طفل حين تشاكسني ولكنك حين تهواني فأنت رجل وسيد الرجال .. لذا لا داعي لهذه الزوبعة كي تقول لي أحبك . |
رد: بوح خريفي
" هنا أو هناك أو شرق المتوسط مرة اخرى " " هنا أو هناك أو شرق المتوسط مرة اخرى " عنوان ليس لي ..أو ربما كان لي .. ربما كان أنا أو أنت ..ربما كان "عبد الرحمن منيف" كاتب هذه الرواية .. مؤلف هذه الرواية .. ربما كان يقصدك بالحرف الواحد .. ربما كان يقصدني أنا .. ربما كان يقصدنا كلينا .. ربما لم يقصد أحدا ً فينا فهذا العالم مليء بأشباهي وأشباهك وأشباهه هو . هنا أو هناك أو في أي رقعة في هذا الوطن العربي أنت فلسطيني وهذه بحد ذاتها ليست صفة إنما قد تعتبر جريمة وجريمة لا تغتفر .. هناك خلف المحيط إن جاز لنا القول المتهم بريء حتى تثبت إدانته .. هذا عن المتهم لكن عن الفلسطيني فالوضع مختلف تماما ً فالفلسطيني متهم ومتهم ومتهم حتى ولو لم تثبت إدانته .. الهروب خلف المحيط خطأ فادح .. الهروب داخل حضن الوطن والإحتماء فيه ممنوع لأنك فلسطيني .. التفيوء بظلال الليمونة عوضا ً عن الزيزفون أيضا ً ممنوع .. وأن تحمل ليمونتك العتيقة ذات الرائحة الشجية على ظهرك وترحل بها فكذلك ممنوع وأن ترسل في إثرعبقها وتستدعي رائحتها الشذية في أحلامك ممنوع .. أن تبقى فلسطيني ممنوع .. أن تصبح غير فلسطيني ممنوع .. أن تحيا فلسطيني ابن فلسطين ممنوع .. أن تحيا فلسطيني ابن الف شتات وشتات ممنوع .. أن تموت ممنوع .. لن تموت قبل أن تسقط ورقتك الأخيرة! أما أن تسقط أنت وتشبع سقوطا ً وأن تدوسك الأقدام القذرة .. وأن تركلك كل الأقدام الصغيرة والكبيرة .. السوداء والبيضاء .. ذات الجدائل وغير ذات الجدائل .. المثقفة منها والأمية الثقافة .. وأكثر .. وأكثر من هذا السقوط وورقتك الأخيرة لم تسقط بعد ! وأين ستسقط ورقتك ؟ أين ستسقط ورقتك وترتاح من الرحيل عبر المحيط .. خلف المحيط .. خلف المتوسط .. شرق المتوسط .. وسط المتوسط ؟ أين ستسقط ورقتك في القدس .. في حيفا ..في يافا .. هناك في تلك القرية الصغيرة التي غابت ملامحها ومحى الشيطان كل أنوثتها ورسم قرنيه على بابها وأوصدها في وجهك ألف عام .. أين ستسقط ورقتك إذا ؟ ربما داخل المحيط .. في جوف حوت .. سمكة قرش .. دولفين جائع .. وأيضا ً لا أضمن لك ذلك فأنت فلسطيني ورقم هويتك أصفار ليس لها عدد .. ليست لها قيمة لا على ذات اليمين ولا على ذات اليسار ولا حتى لو صافحت كل الوجوه الحقيرة .. ستبقى صفرا ً متأرجحا ً في الهواء فما ضير أن تكون هنا أو هناك او شرق جهنم مرة اخرى طالما انك ما زلت فلسطينيا ً . |
رد: بوح خريفي
رفيق المداد رفيق القلب .. رفيق البوح .. رفيق المداد .. رفيق الأمل .. رفيق الألم .. رفيق الحلم .. رفيق القلم .. رفيق الهمسة .. رفيق الفكرة .. رفيق الكلمة .. رفيق البسمة .. رفيق الضحكة .. حين يأتيني صوتك هامسا ً من بين القارات .. نابضا ً من عمق الخلجان والمحيطات .. باكيا ً .. شاكيا ً .. ضاحكا ًً.. متألما ً.. حزينا ً.. يقع قلبي على قلبي .. وألملم بقايا صوتك وهمسك ودمعك هنا في قلبي .. أنا التي يعصرني الألم عنك وتمزقني سياطه .. أنا التي تذيبني نار البعد ويحترق قلبي على جمرها وألوذ بصمت تخر لصداه الجبال ولا يخر له صمتي . لا ملامة بعد اليوم .. لا عتاب .. يكفي أن يشتاق قلبك لتجد قلبي هناك بين يديك يطلب الوصال .. لا مسافات تفصلنا فكل الحدود بيننا ذابت .. تلاشت .. تبخرت .. حين طل عليّ من الأفق البعيد قمرك يلوح لي بيديه ويرسل صوته مرسال .. أنا هنا يا قلبي .. لا تألمي .. لن أتألم بعد اليوم .. يا رفيق قلبي .. رفيق بوحي .. رفيق المداد . |
رد: بوح خريفي
كيف تعود ؟ أفقت من نومي .. صحوت على حلم مزعج .. كابوس ثقيل .. ربما لم يكن كابوسا ً ولكني لا أرى في حلم لا يضمك إلى قلبي سوى كابوس . غريبة هذه الحياة حين تتآمر علينا .. أودعتك قلبي في ساعات المساء .. وأقفلت عليك ذاكرتي بالضبة والمفتاح .. قرأت على رأسك المعوذات .. وأغمضت عيني لإستقبالك في المنام ..غفوت .. حلمت .. تهت في حلمي .. صلت وجلت .. وصلت آخر الدنيا وعدت وحدي .. لم تكن معي حتى في المنام .. أضعتك في المنام . يؤرقني غيابك ولكنه بذات الوقت يمنحني فرصة العبث في أفكارك .. تسللت إلى مخدعك وفتحت خزانة أفكارك .. بحثت عن صور النساء .. قلبتهن باشمئزاز .. بإمتعاض .. بغيرة .. بألم .. بحقد .. بكراهية لا حد لها .. برغبة جامحة في الإنتقام .. وخرجت من خزانة أفكارك ..أحلف ألف يمين أنك ستبقى زير نساء . ما همني أنك لم تقع في شباك حيلتي الأخيرة وأنا التي كنت أظنك قد أصبحت ناسكا ً متعبدا ً .. وأنا التي كنت أظن أنك في يوم .. يوم واحد ٍ فقط ستركع عند قلبي .. ستختزل كل نساء الأرض في صورتي .. كيف تخيلت هذا ؟ ربما حيلة حمقاء مني أوقعتني في شرك تصديقك وأنت الذي لا تكف عن اللف والدوران في محيط النساء .. ترتشف من هذه .. وتضم تلك .. وتهمس لأخرى وأنا في الشرفة أنتظر .. وأنتظر .. ويقلقني الغياب .. يقتلني الغياب .. حتى تعود إلي باسطا ً ذراعيك .. خالي الوفاض .. تبكي بين ذراعي ّ وأنا أبكي من لهفتي عليك .. وأقول عاد .. أخيرا ً عاد .. وكيف تعود يا هذا وخزانتك ملآى بصور النساء ؟ :nic100: |
رد: بوح خريفي
[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;border:10px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
طاب مساؤك [/align][/cell][/table1][/align]لن أشرب قهوة هذا المساء بدونك .. وهل يحلو المساء إلا في حضورك ؟ هذا المساء لن أرقب القمر ولن أعدَّ النجوم .. الليل في هذا المساء يكاد بوجودك يضيء .. فأنت قمري ونجومي وسمائي وليلي وفجري وضحاي وكل أوقات العمر أنت أنت كل الأزمنة وكل الأماكن وكل الفصول .. أنت حبات المطر وهبات الريح ونسمات الصيف ولهيب آب وخريف أيلول وثلوج كانون .. أنت ثلوج كانون وشمس تموز .. وأنت أوراق العمر وكل الحروف التي فوق السطور وبين السطور وفي المعاجم وحتى في دفتر الخرائط أنت عالمي .. عالمي أنا .. أشكله كيفما أريد .. أريدك قمرا ً هذه الليلة .. ولنرسل كل النجوم في إجازة .. وليغرق الكون في ظلامه .. وليرحل الكون في ظلامه .. وليفنى الكون في ظلامه أنا لا يهمني .. ما يهمني أنك معي .. وأن حواسي في هذه اللحظة صادقة معي .. وأنك لست أكذوبة .. لست وهما ً .. لست خربشات إمرأة .. أنت معي وفنجانك يشهد على ذلك .. لا يهمك إضطرابي .. ولا يهمك أبداً فوضى الحواس التي تنتابني .. ولا يهمك تلعثمي وخفقان قلبي ولا يهمك رجفة أناملي ولا القهوة المندلقة من فنجاني .. كل هذا لا يهم .. المهم أنك معي .. نرتشف معا ً قهوة هذا المساء . |
رد: بوح خريفي
وحدي .. وصوتك الحالم وحدي وصوتك الحالم في هذا المساء .. يأتيني صوتك ناعما ً كحبات المطر التي تداعب بأنامل الفرح زجاج نافذتي .. هل أفتح لها نافذة قلبي لتتسلل وتتوسد نبضات قلبي وتغفو ؟ هل يغفو صوتك في قلبي ؟ أم يبقى يقظا ً .. دافئا ً .. مسافرا ًً .. يأتيني كالحلم .. يأخذني لتلك المساءات الربيعية .. يفتح أبواب حدائقي التي أغلقت منذ زمن ينادي على الريح كي تحمل بطياتها شذى الياسمين والعبهر .. يضمها بين كفيه .. يحضنها كما يحضن فراشة .. وفي آخر ساعات الليل الأخير يسربها مع نسائم الفجر العليلة .. لتداعب رئتي بغنج ودلال .. وتشاكس ملامح وجهي ومع كل هذا أبقى متوجسة خشية أن تتركني وتهرب من بين يدي دون أن أشعر بها ويتركني صوتك الحالم هائمة ويفرّ دون إستئذان . |
رد: بوح خريفي
" ما زلت قيد الإنتظار " مع الإعتذار منك يا صديقي " ما زلت قيد الإنتظار " فكلنا ما زلنا قيد الإنتظار . بالأمس بكيت بين ذراعيّ وعرضت عليّ أثار طعناتهم على روحك وجسدك وقلت لي باعوا الغالي والرخيص .. وأنا شاهدت بأم عيني أثار تعذيبهم على جسدك وروحك وقلبك .. فما الذي يبقيك هناك ؟ ما الذي يبقيك وأنا قد رحلت من هناك ؟ ماذا بقي لك هناك ؟ ماذا بقي لنا هناك ؟ كل شيء بقي هناك هو أكذوبة .. أكذوبة كبرى نضحك بها على أنفسنا .. أما شبعت من تلك الأكذوبة ؟ أنا شبعت بل أتخمت .. ولم أعد أشتهي ذلك الصباح الذي يمر ّ من فوق جباههم .. لم أعد أطيق رائحة الفل والزعتر المعتقة في أيديهم .. أنا يا أخي مللت كل الزيف الذي يرتسم على محياهم .. مللت تلك الأقنعة الشفافة التي تعكس فظاظة ملامحهم وقسوتها .. ألم تلحظ بعد كيف اخشوشنت أناملهم ؟ جفت المياه في شرايينهم .. وأنت لن تروي ظمأهم .. أنت واهم .. أنت واهم يا أخي .. ومتى تصحو من وهمك لم أعد أعرف ولن أستطيع التكهن بذلك بعد اليوم ؟ أنت تغرق في رحلتك الملعونة هذه .. ولن تجني شيئا ً .. وسأذّكرك بذلك .. هذه الأرض الصخرية لا تُزرع ولا ينبت فيها الزرع ومحاولاتك ما هي إلا ضرب معاول حمقاء في أرض جرداء .. وذر الرماد في الهواء .. هذا ليس هو الأمل .. صدقني طريق الأمل ليست من هنا .. دعنا نمضي في طريق عودتنا .. وجودك هناك لن يجدي .. حيلتك معهم لن تجدي .. استعطافك لهم لن يجدي .. بل أبعد من هذا حتى لو كان كل ذلك مجديا ً أنا لم أعد أراه كذلك .. هل ستعود معي .. أم سأبقى قيد الإنتظار ؟ |
رد: بوح خريفي
أعرين أسد أم وكر ثعلب ؟ محتارة أنا في أمرك يا أخي .. ويلح علي ّ السؤال .. لماذا تحاول التدثر بلحاف غيرك ؟ لماذا تهجر فراشك وتنام في الخلاء ؟ أتظن نفسك تحتمي بعرين الأسد وتلتحف بلحافه ؟ إنك تنام في وكر الثعلب وتمشط لحيتة .. بعت كل شيء .. بعت برخيص الثمن .. وما زلت تقف على حافة الهاوية تظن أن أحدهم سيمّد لك يده بالعون وسيمنحك سلما ً تصعد به من هاويتك إلى جحره . مخطىء أنت يا أخي .. مخطىء .. أنت ترمي بآخر حجر من حجارة النرد .. هل تظن أن اللعب هناك سيكون على مرأى ومسمع من عالمك الغافي في سباته العميق ؟ هل تخيل لك أن لاعب النرد هناك في تلك البقعة أو الرقعة يحصد كؤوس النجاح .. واهم أنت .. واهم أنت يا اخي .. إني أرى وهمك يترنح سقوطا ً كما أراك الآن في وكر الثعلب تهز سريره وتمشط لحيتة وتلقي بآخر حجر لديك .. كن على ثقة يا أخي بأن هذا الثعلب المدلل هو من سيلقي بك إلى الهاوية وإني لأسمع صراخك يملأ الفضاء .. من يلقيني وأنا في عرين الأسد .. أنا في عرين الأسد .. قد كنت في عرين الأسد ؟! |
رد: بوح خريفي
حلم أنت حلم .. حلم عذب .. حلم يحتضر .. حلم يذوب ويتلاشى كرغوة القهوة حين أرتشفها من فنجان الصباح .. لكني .. لا أستطيع أن لا أحلمك ! لا أستطيع استقبال ليلي إن لم تكن أنت طيفا ًملائكيا ًيجوب أرجاء الحلم .. لا أستطيع مداعبة شفتيّ النهار دون أتلو على مسامعها حلمي في ليلة الأمس .. وأرجوها أن تقرأ لي فنجاني وتفسر لي حلمي . أنت حلم هارب .. في كل لحظة تفرّ من قلبي .. كم أوصدت عليك نوافذ قلبي .. كم أغلقت عليك الأبواب .. كم كتبتك في حروفي ولونتك في فرشاتي .. وأخشى .. أخشى أن أكتبك يوما ً في وصيتي .. يا هذا الحلم الصعب .. يا هذا الحلم المؤرق .. يا هذا الحلم العذب .. لا تنته .. لا تمت الآن .. موعد موتي لم يحن .. ولمن أحيا بعدك وأنت عالمي الذي أرسمه كل صباح .. أقضي معه معظم النهار .. أختلف معه .. أخربش على ملامحه .. أقص أجنحته .. وفي آخر الليل أجري معه مصالحة .. أعقد هدنة .. هدنة صغيرة .. أتوسله ألا يفرّ مني في المنام .. أتوسله أن يستقبلني في الصباح وأن يشرب من فنجاني وأنا يكفيني أن أشرب من عينيه .. يكفيني أن أنظر في عينيه .. أن أسكن في عينيه .. أن أموت وأشبع موتا ً في عينيه .. أن أدفن وتتلى على روحي الفاتحة هناك في عينيه وليغلق عليّ جفنيه ورموشه وليخنقني بحبه ولن أستغيث في يوم .. لن أستغيث .. ولكن لا تفرّ مني في المنام .. أرجوك .. لا تفرّ مني في المنام . |
رد: بوح خريفي
أيها الغائب الذي لا يغيب ذات حلم .. ذات مساء .. قلت لي ..أكتبيني في أشعارك .. أرسميني قمرا ً .. نجما ًً .. شمسا ًً .. وردة .. أكليل غار .. طوق ياسمين .. قصيدة .. أكتبيني قصيدة .. أنت شاعرة .. وأنا حرف معتل بحبك .. أجمعيني حروف حب في قصائدك .. احترت واحتارت حروفي التي لم تعرف الحب يوما ً ولم تكتبه في أبجديتها .. كيف يكون شكل هذا الحب وما هو لونه ؟ هل هو اللون الأبيض الناصع البياض الذي يسطع بياضه في العين فترى كل شيء أبيض زاه ٍناصع البياض .. أم هو اللون الوردي .. لون الورد .. وانت الذي تحب الورد وتعشق الورد ورائحة الورد وأشواك الورد .. لماذا لا يكون حبك باللون الوردي ؟ وذات حلم وذات مساء وأنا أرسم حيرتي في حبك .. وكيف أتعلم أن أحبك .. كيف أتسلق السلم الموسيقي إلى حبك .. نوتة .. نوتة .. تناهى إلى مسمعي أنك تعشق اللون الأحمر .. لقد صعبت عليّ المسألة .. ماذا أرسم لك باللون الأحمر .. وكيف يكون الأحمر هو لون الدم ولون الحب في ذات الآن ؟ حبك حيرني .. وكيف أحبك حيرني أكثر .. وكيف لا أحبك يقتلني .. وكيف أنساك وأعود إلى الفراغ .. هو من سابع المستحيلات ؟ أنت تتنقل بين الألوان بسرعة البرق .. بلمح البصر .. قوس قزح لن يستطيع أن يضاهيك .. وفرشاتي المسكينة ذابت أوصالها وتقطعت خيوطها .. وقلبي تعب من سباق الزمن .. وفوضى الألوان مسحت كل البياض المتبقي في قلبي وأنت غائب .. غائب في لون ما أنا لا أعرفه .. لم أعرفه بعد .. ربما لن أعرفه أبدا ً .. أنا و فرشاة قلبي وكل الألوان ننتظر مجيئك .. وأنت غارق .. ربما في لون العدم .. كيف أرسم لون العدم .. كيف أرسم ذلك المساء .. قبل أن تظهر ذات حلم .. ذات مساء .. وتقول لي أرجوك أرسميني حرف حب في قصيدة .. وأنا التي أضحت حياتي سلسلة قصائد لا تنتهي حتى تصل إليك وتحط رحالها في قلبك .. قل لي في أي لون أنت غائب علني أستطيع رسمك أيها الغائب في لون العدم أيها الغائب الذي لا يغيب . |
رد: بوح خريفي
أشتاقك خذ بيدي .. مللت البقاء على رصيف الانتظار .. أشتاقك قلبي يشتاقك .. عيناي تشتاقك .. لوحاتي تشتاقك .. هذا الفجر الذي يتسلل من بين أصابعي هو أيضا ً يشتاقك .. الليل يشتاقك .. النهار يشتاقك .. أوراق الورد تشتاقك .. الأماكن التي ضحكنا بها ذات يوم تشتاقك .. والتي بكينا بها ذات يوم تشتاقك والتي تشاكسنا فيها .. والتي اختلفنا فيها .. والتي جرت أنهار تصالحنا على مآقيها تشتاقك .. أنا أشتاقك وأشواقي وحنيني وأرقي وانتظاري نشتاقك .. الحروف تشتاقك .. تلك الحروف التي كنت أداعب فيها وجنتيك كل صباح تشتاقك هذا الفراغ الكبير .. هذا السكون القاتل .. هذا الضجر .. هذا الملل .. هذا العذاب كل ذرة فيه .. كل خلية .. كل مسامة من مسامات جلده باحت لي بأنها تشتاقك أعلم أنك مشتاق .. ويمزقك الإشتياق ولكنك ترتدي ثياب الحزن وتبحر في سفنه .. شوارع الحزن لا نهاية لها .. وأنهار الحزن لا تنضب وقلبك .. المسكين ينصهر .. يذوب .. يتلاشى .. تحت وطأة الحزن .. أشفق على قلبك .. أشفق على قلبي .. أشفق على تلك اللحظات .. على تلك الأماكن .. مزق شرنقة الحزن من حولك .. دعني أمد يدي في قلبك وأداعبه وأغني له وأرسم خربشاتي عليه .. هو يشتاقني .. كما أنا أشتاقه .. وأشتاقك . |
رد: بوح خريفي
أخيرا ً .. صمتت شهرزاد . وأقر أنا شهرزاد وأعترف بهزيمتي الكبرى على أسوار قلبك يا شهريار أنا .. أنا لم أخش الهزيمة في يوم ٍ .. كنت أخشى فقط مواجهة قلبي .. كنت أخشى لومه وعتابه .. كنت أخشى فوضى الحواس التي انتابتني حين أرسلت لي نظرة حب من برجك العاجي فوقعت في قلبي تعويذة سحر أججت حواسي فانتشرت في فضاءاتك .. تسترق السمع إلى نبض قلبك .. تتلصص عليك من ثقب الباب علها تكون برفقتك في ذلك المساء أو يمرُّ بك طيفها مرور الكرام . كنت أخشى تلك الحروف الخائنة التي كانت تتسلل إلى مخدعك .. تتوسد وسادتك وتلتحف بوثير الأحلام .. كنت أخشى أناملي .. أناملي العابثة التي لا تنفك تعبث بكل الأبجديات لتشكل منها أخطبوطا ً يحاصر وقع خطواتك وصدى أنفاسك .. شهيقك .. زفيرك .. عدد تنهيداتك .. لون آهاتك .. نعم هذا ما كنت أخشاه .. كنت أخشى .. تمرد قلبي .. تمرد حواسي .. تمرد الحروف .. لا .. لم أخش الهزيمة في حبك فقلبك هو المستحيل من الأزل وإلى الأزل لكنها الحروف الخائنة هي من زينت لي الطريق بأكاليل من الغار وبعض باقات الورود .. هي من زرعت شياطينها حراسا ً على شواطىء قلبك .. هي من كانت تتلو على مسامعي كل ليلة تلك التعويذة .. التعويذة التي ألقيت بها من برجك العاجي ففطرت قلبي . اليوم .. سألملم بوحي .. سألملم فوضى بوحي .. سأودعه في قلبي من جديد .. لكن إياك أن ترسل حروفك في أثري .. إياك أن ترسم دموعك وتلقيها أكاليلا ًعلى صدري.. حتى توسلاتك .. إلعقها .. جففها .. بعثرها .. إوئدها .. أنا لم أعد أرغب باستقبال حروفك المضطربة .. وكلماتك المتقاطعة .. لم أعد أرغب بتنقيط الحروف وترتيب الكلمات ووضع الفواصل والهمزات وعلامات الإستفهام .. هزيمة .. فلتكن هزيمة .. وهزيمة كبرى .. ولكنني لم أعد أخشى فوضى الحواس . |
رد: بوح خريفي
هل أعتدت غيابك ؟ هل أعتدت غيابك .. أم أنه حضورك المغيب الذي تساوى لدي مع لحظات الغياب ؟ حضورك المغيب بات يثقل قلبي بانتظار لا أمل فيه.. وليس منه الرجاء . غيابك الحاضر في فكري وقلبي يدفعني كل يوم نحو شاطىء السؤال .. ألتحف موج البحر .. أفتش عن بقايا رائحتك .. أحادث النوارس الحزينة .. أرسم لها ألف علامة استفهام .. هل كان هنا ؟ هل مر ّ طيفه مترنحا ً في لحظات الغروب ؟ هل مزق أوراق الوردة في انتظاري ؟ هل سألكم عني ؟ هل فتش موج البحر عن رائحتي إن كانت قد علقت بقاياها بظفائر موجة هاربة كما علقت رائحته بقلبي وعقلي ورئتي ؟ وأغيب في صمتي حين لا تجيبني النوارس وحين لا أجد آثار خطواتك مرتسمة على رمال الشاطىء . حضورك المغيب يدفعني للغوص هناك في أعماق أعماق البحر علّك فكرت بالبحث عني بين عرائس البحر .. مع أنني أصبحت عروس الشاطىء لطول الانتظار . البحر لا يحفظ خطوات أحد ومع ذلك أبحث فيها .. أنقب فيها .. أرسم لها صورتك .. علّها لمحت لك في يوم أثرأ . من أنت ؟ من أنت حتى ترسو على شاطىء قلبي .. تراقص نوارس البحر على دقاته .. ترسم بفرشاة ألوانك ورودا ً لها قلب ينبض وشفاه تهمس ورئة تمارس الشهيق والزفير وكل طقوس الحياة . من أنت ؟ من أنت حتى أمنحك قلبي الطاهر .. تعبث بنبضاته .. تقلّب روزنامة أيامه .. تمحو كل يوم لست فيه .. تمحو كل صباح لم تشرق شمسه عن جبينك .. وأحصي أنا في غيابك ما تبقى لي .. فلا أجد في هوامش الفؤاد إلا ليالي الإنتظار ؟ أنت .. من أنت حتى تملي رغباتك على قلبي لينتظر منك شارة البدء بحبك و شارة الانتهاء ؟ أنا ماذا كنت لك .. فاصلة بين جملتين .. نقطة على حرف زائد .. همزة سكون على عنوان شارد ؟ حضورك المغيب طال .. وتساوى لدي مع ساعات الغياب .. لا ترفع قبعتك .. مارس لعبة الإختفاء .. لا بد أن يلقيك الموج يوما ً .. ستجد لك رسالة وداع لدى هذه النوارس .. لقد أعتدت غيابك . |
رد: بوح خريفي
بوح الياسمين من قال بأن الياسمين لن يألم من غدرك ؟ من قال بأن الياسمين لا روح له تبكي وتجهش بالبكاء من توالي طعناتك على قلبه ؟ من قال بأن الياسمين ليس له قلب يحبك .. قلب يعشقك .. قلب يشتاقك .. قلب ينتظرك ؟ من قال بأن الياسمين لا يبكي لحالك .. لا ينوح من هجرك .. لا يذبل من فراقك .. لا يموت من سطوة عذابك .. من قال بأن الياسمين خلق لعذابك ؟ هل كنت تظن بأنك إن ارتديتني قلادة حب على صدرك و بأنني لن أذبل .. لن أموت ..؟ كم كنت مخطئا ً في ظنك يا عمري .. فالياسمين أقصر عمرا ً مما تخيلت .. وهذا الطوق الذي كنت تختال به وتتبختر ذات يوم أصبح حزينا ً .. ذابلا ً .. لم يعد يليق بك .. وأن كفك الناعمة لا بد أن تتنزع هذا الطوق الذابل الحزين وتودعه كذكرى .. ذكرى جميلة .. ذكرى عبقة .. ذكرى عطرة .. ذكرى ندية .. لكنها مجرد ذكرى بين طيات دفترك .. دفترك المهجور .. دفترك المركون في تلك الزاوية .. الزاوية التي لن تصل إليها يدك بعد اليوم . وإني أراك من نافذة قلبي المهجور تغزل طوقا ً جديدا ً من الياسمين .. تداعبه بحنان .. تشتمه برفق .. تبكي على أوراقه بدموعك الكاذبة .. تقص عليه حكايات المساء وتروي له الأساطير والخرافات .. وترتديه قلادة حب .. تقرأ عليه كل صباح كل أشعارك .. وتنفث عليه في المساء سحر حروفك كي يتسلق .. ويتسلق .. ويتسلق أكثر .. تعرجات نزواتك والتواءات نبضك . كم طوقا ً من الياسمين الذابل قد خبأت هنا قبلي .. قد هجرت قبلي .. أنت لا تعلم ؟ ولكنني أعلم .. وأعلم أيضا ً أنك لن تكف عن غزل أطواق جديدة من الياسمين .. عنقك الجميل هذا لا يليق به إلاَّ أن يزينه طوق ٌ من الياسمين .. الياسمين الذي تظن أنه يكفيه من نعيم هذه الحياة أن يلامس جدران قلبك .. أن يعيش بزفراتك .. أن يرويه دمعك .. دمعك الكاذب .. الياسمين هذا الزهر البريء الذي وجد نفسه يتسلق نبضات قلبك ويلاحق أنفاسك ويذوب مع كل تنهيدة تشق صدرك .. ينصهر مع كل آه تبكيها رئتك .. لا يعلم .. لم يكن يعلم بأنه ذات يوم سيلقى به إلى رف من رفوف النسيان .. لينتظرك هناك بين طيات الدفتر .. الدفترالذي لن تفتحه في يوم .. يشاهدك وأنت تغزل أطواق الياسمين التي تزين وتكلل بها عنقك الجميل ويعيش على أمل أن ترويه دمعة كاذبة من دموعك .. ولكنك قد تنسى هذه .. قد تنسى أن تبكي عليه . |
رد: بوح خريفي
وداع مؤقت وداع مؤقت .. وأنا التي لا تطيق الوداع ولا تصبر عليه .. وإن كانت حروفي قد نفد صبرها وجفّ مدادها وسبقتني كي تودعك.. فإن ذاكرتي لا تزال لهذه اللحظة حيّة ً لم تمت .. لم يجف مدادها .. لم تغف دقات قلبها .. ما زالت ذاكرتي حيّة تنعم برحيق صورك .. أنا قلبي ليس ابن هذا العالم .. ليس من أفئدة هذا الكوكب الذي يسارع أهله للنسيان والخلاص .. يصلّون ويبتهلون كي يغرقوا في نعمة النسيان .. أنا قلبي يصلّي ويبتهل لله كي تبقى صورك تحتل ذاكرته طيلة الحياة .. وبعد الممات .. يوميا ً أرّوي ذاكرتي المتعطشة لصورك .. لهمسك .. لذكرياتك .. يوميا ً .. لا بل في كل ساعة .. كل دقيقة .. كل ثانية .. وإن راودت ذاكرتي سنّة النوم أوقظها وأؤنبها بشدة وأقدم لها شريطا ً حيّا ً لك .. لصورك .. لهمسك .. لكذبك .. أنا لا يهمني كذبك .. أنا أعشق كذبك وأتمناه أن يطول حتى لو كان حبله قصيرا ً .. لا يهم .. أنا مستعدة كي أوصله لك .. كي أرقعه إن تمزق .. كي أرتق ثقوبه .. المهم أن ينهمر عليّ كذبك كحبات المطر .. لا أريد لروحي أن تجف .. لا أريدك أن تغادر روحي .. قلبي .. ذاكرتي .. حروفي .. لا أريدك أن تغادرني . أنا أقدم لك قلبي طواعية .. كي تحتله للأبد .. لن أسألك الرحيل .. لن أسألك التحرر .. أريد أن أنغمس في عبودية ليس لها حد .. أنا لا أملّ أن يستعبدني حبك وأن يتحكم بمصير قلبي حتى لو أوصلت قلبي للفناء.. لن أثور .. لن أغضب .. لن أحزن .. أعشق ذلك .. أعشق أن يحملني قلبك إلى الموت .. بل أعشق أكثر أن حبك قاتلي .. ولن أتوب في يوم .. ولن أترك ذاكرتي تهنأ و لو ساعة بنعمة النسيان .. سأغدق عليها بصورك صيفا ً وشتاءً .. ربيعا ً وخريفا ً .. أنت جميل في كل الفصول .. سأروي لها كذبك .. كذبك الجميل الذي أدمنت عليه .. أنا أعشق كذبك ولا يهمني أن يكون وجودي في حياتك مجرد كذبة.. أنت كذبة .. أنا كذبة .. لا يهم .. المهم أنني على العهد .. لن أتراجع في حبك .. ولن أمل ّ من انتظار كذبة جديدة .. كذبة قديمة متجددة .. كذبة قديمة قديمة بالية .. المهم أنا في انتظار كذبة كذبة أودعك عليها .. وداعا ً مؤقتا ً .. |
رد: بوح خريفي
ما زلت أحمل الراية . ما زلت وطني .. وما زلت أحمل رايتك .. لا تصدقهم فأنا لم أسلم رايتك .. أنا لم أسلم الراية .. ولن أسلمها . حتى لو لم يبقَ في جسدي إلا إبهام واحد فسأحملها به .. وإن بتر إبهامي سأحملها بقلبي .. وإن مات قلبي سيحملها كفني .. سيحملها نعشي .. ولا .. لا .. لن أسلم الراية. غيابك أصبح ثقيلا ً على قلبي .. ثوانيه ساعات .. غموضك يأكل الوقت .. ما تبقى من الوقت .. يأكل الزمان .. يأكل الأيام .. يأكل كل اللحظات الجميلة .. ولا يبقي لي سوى غيمة سوداء تلتحفك.. لا بصيص نور فيها أنفذ منه لقلبك .. أترك لك رسالة أقول فيها إني أشتاقك .. كل الوقت أشتاقك .. كل الساعات .. كل الأيام .. إني أشتاقك وأشتاق أن أسمعك تحدثني .. تشتكي منهم .. تتذمر .. تتهدد .. تتوعد .. تنذر بالويل .. تقلب الطاولة على رؤوسهم .. تنسحب مخلفا ً وراءك إعصار .. بركان .. حريق يلتهم الأخضر واليابس .. وصراخ يكسر نوافذ الغربة ويقول لي بملء الصوت : لأجلك فقط أقتحم قصور النفاق التي يسكنون .. لأجلك فقط أقتحم أحلامهم .. لأجلك فقط أمدّ قصائدي لهم جسورا ً منها يعبرون .. لأجلك فقط أنثر في طريقهم الورود والرياحين . هجرت غربتي لأجلك وسكنت خيامهم .. شربت من غديرهم وانتظرتك ذات مساء هناك عند رأس النبعة فاستلوا سيوفهم ومزقوا قلبي إربا ً .. لكنّي ما أن لمحت طيفك يعبر منامي حتى لملمت أنسجة قلبي على عجل وحملت روحي مع طيفك وعدت أسكن غربتي وشتاتي . قالوا بأنني سلمت الراية .. هم قالوا بأنني أنا قد سلمت الراية . ماذا أقول لهم .. أجبني وأنت وطني وعشيرتي وخيمتي وكل سنوات التيه .. كل سنوات العشق المنتظرة خلف بابي .. كل قصائد الحب المعلقة على نافذة عمري .. أجبني ماذا أقول لهم ؟ ما زالت الراية في يدي ولكن قلبي هذا الذي قتلوه وكفنوه ودفنوه وقرأوا على روحه آيات الذكر الحكيم هل ينتفض من قبره ويعود إليهم يحمل راية مصلوب فيها قلبي وقلبك وخيمة .. أجبني ماذا اقول وأنت تسبح في بحر الصمت وأنا على شاطىء النسيان أنتظر غيمة تمطر لي أنت وحبك وقصائد معلقة وقصة حب تأبى أن تموت ؟ أجبني .. أنا مللت الرجوع .. مللت الرجوع بدونك .. والراية لن أسلمها .. وهذا قلبي .. قل لي ماذا أفعل به وهو ينتفض من الحنين .. أجبني هل أعود ؟ أنا لن أسلم الراية .. هل نعود .. أجبني ؟ |
رد: بوح خريفي
أنت وجعي لم أرسل لك ورودا ً في هذا العيد .. قلبي حدثني بأنك مللت تصفح الورود .. مللت الحديث إليها .. مللت الشكوى .. صمتك كان أكبر من كل التكهنات التي كانت تداعب مخيلتي وأطردها على عجل وأمنّي نفسي أنك بخير وما صمتك هذا إلا هدوء شاعر يتربص نجوم الليل ليأسر أجملها وينسجها عقدا ً أزين بالعيد فيه نحري .. طال انتظاري للعقد .. وطال انتظاري لك .. وحديثك أصبح بعيدا ً أبعد من حدود الوطن حين تلوح من سماء الغربة . وجعي أنت .. لا وجع بيّ إلا أنت .. هل ألملم شتات فكري وأرسله إليك باقات حنين واشتياق .. مللت الحديث في صمتك .. وحرمت على نفسي عذب الكلام في الغياب ؟ هل أرسل حروفي إليك لترتديها شالا ً صوفيا ً تتدثر به في ليالي الصقيع أم أن حمّى الوطن تسري في دمائك فتشعلها لهيبا ً .. جمرا ً ناره لا تنطفىء ؟ هل أرسل قلبي إليك .. قلبي مرفأك فألقِ إليه بأنياب الغربة التي مزقت ليلك ونهشت حلمك ؟ أنا في حيرة من صمتك .. أنا في خوف من صمتك .. وحدي وأصوات الليل .. تناديني من كل حدب وصوب .. وصدى صمتك يفجر المكان ويقول لي بحروف هدها التعب : أنا تعبت .. أنا تعبت ولا من أكفٍ في هذا العالم ألقي إليها برأسي المثخن بالأرق .. بالقلق .. بالهواجس .. بالخوف فتحتضنه وتمسح بأناملها الدافئة ما علق فيه من خوف وتذيب بحنانها ما انسكب فيه من قهر .. من ظلم .. من غربة .. من تسكع في موانيء الدنيا دون أن يحتضنني شاطىء واحد لا يعلق على جبيني راية غريب . وجعي أنت .. متى يذوب صمتك وترسل لي كلمة واحدة أنا بخير فاطمئني .. |
رد: بوح خريفي
زورق من ورق سكبت لك قهوة انتظاري ودعوتك لارتشاف لحظات العمر معي في فناجين أيامي لم تلب لقلبي دعوته .. وطال جلوسه على شرفة الانتظار . سيدي قبطان البحر .. قهوة عمري في انتظارك .. وأنت .. أنت تلهو بخارطة الوطن تنقش عليها كهفا ً يعلوه عش اليمام .. يرفرف عليه علما ً يحمل ألوان السلام .. ترفع قبعتك له .. وتنحني لسفن ٍ من الأوهام . وعلى لوحة عمرك رسمتَ بألوان المحبة محيطا ً سماؤه تمتد من أبعد غيمة وتنتهي هناك على باب كهفك وعش اليمام . قلت لي أنت عروس هذا المحيط .. انتظريني كل صباح .. سأرسل لك أشعة الشمس توقظك من المنام .. وستظللك غيمة حبي .. وترافقك نجومي في عتمة المساء .. وأنا عروس الأحلام تعبت من التجديف بأيام عمري تجاه محيط لا يقرأه إلا أنت .. لا يفكك رموزه إلا أنت .. لا يراه إلا أنت .. وكلما سألتك العودة انهمرت عليّ وعودك كزخات المطر . أنا أغرق يا قبطان .. أغرق .. وأنت تارة تبحر بسفينة نوح وتارة تبحر بزورق ومحيطك ليس له شطآن ولا أعلم لك مرفأ .. وعودك قد أثقلت كاهلي .. أوا تُغرق ثقل الوعود عروس البحر ؟ أم أنها مياه محيطك لم تعد تحتمل زخات من الوعود .. زخات من الأحلام .. زخات من الأوهام .. أنا بردت قهوة انتظاري وأنت لا تنفك تبحر في محيط من الوهم على ظهر زورق . أنا أغرق في محيطك وأنت تبحر في زورق |
رد: بوح خريفي
مرآتي .. لا تكذب مرآتي تحيا معي منذ ألف عام .. تنام ليليا ًعلى وسادتي .. تشرب معي قهوتي .. وترافقني في تجوالي بين الحروف لأنتقي ما يعجبني منها وأكتب به اسمك . لم يخطر ببالي يوما ً أن أتصفح مرآتي .. لم يخطر ببالي أن أصافح معالم وجهي هناك .. على سطحها الناعم الأملس .. معالم وجهي أعرفها منذ ألف عام .. لم تغب عني في يوم ٍ .. ومرآتي التي أحبها أكثر من نفسي تفهم جيدا ً أن سندريلا لا ترى شعيرات المشيب .. ولا تجاعيد العمر الزاحفة على وجنتيها .. مرآتي تفهم أيضا ً أن سندريلا هي أميرة المساء .. لكن .. بحلة جديدة .. حلة مهيبة .. حلة تليق بها قبل أن تنطوي في ثوب شهرزاد لتصبح هي الحكاية .. من أين جئت .. أخرجت من كتب الحكايات ؟ لم أرَ في هذا الزمان فارسا ً .. هل أنت ابن هذا الزمان .. فارس هذا الزمان ؟ أتواطأت معك مرآتي كي تدفعني لمصافحة ملامح وجهي التي لم أعد أعرفها ؟ كم مضى قبل أن ألحظ هذا البريق المتوهج بجرأة في بؤبؤ عيني .. كم مضى على هذه الوجنات قبل أن تتفتح كوردة ربيعية .. تقطفها أناملك .. تحتضنها رموشك .. ترويها أنفاسك ؟ كم مضى على تلك الابتسامة الخبيثة .. الإبتسامة الشيطانية .. الغامضة .. العذبة .. وهي معتكفة في صومعتها .. ولم تزرني .. وآراها اليوم قد هلّت عليّ مع تباشير قدومك .. وفرشت بساطها الوردي على شفتي .. وقلبي.. وروحي بأسرها ؟ دون قصد مني تناهت لمسمعي أغنية مهجورة .. كأيام عمري التي أحكمت عليها الإغلاق قبل دهر من الزمان.. فوجئت بك تراقصني على أنغامها .. من أين أتتك الجرأة يا هذا ؟ من أنت حتى تراقص السندريلا .. وقبل منتصف الليل ؟ من أنت حتى تدخل كتب الحكايات وتسردك شهرزاد على المسامع ؟ من أنت ؟ لم يعد الزمان ينجب فرسانا ً .. وقلبي هذا لا يحمله بين يديه سوى فارس ؟ هل تراني لم أحكم إغلاق كتاب حكايات المساء جيدا ً .. أم هي مرآتي من تواطأت معك .. فأخرجتك من ثنايا قلبي كي تراني سندريلا مجددا ً ؟ هل أصافح مرآتي سندريلا أم شهرزاد ؟ لا أعلم .. كل ما أعلمه أن مرآتي .. لا تكذب .. لا تكذب |
رد: بوح خريفي
أنت قلبي أنت قلبي .. وإن طالت بيننا المسافات .. فواصل البوح ما عادت تستهويك أو تستوقفك .. في آخر محطة التقينا فيها كنت تسافر نحو الجنون أو الانتحار .. وقفتَ رافعا ً ذراعيك في وجه الريح .. تتحدى طواحين الهواء .. دون كيشوت ولى .. لولا العناية الإلهية غيرت مسار الريح .. لكنت حصاد ذلك المساء . عزيزي .. لا تكثر من القراءة هذه الأيام .. القراءة الدسمة على معدة خاوية .. وفكر مثقل بالهموم والأوهام .. هي كالسّم البطيء .. تنتشر في الأفق ولكنها لا تنذر بساعة الوداع هم سبقونا بالقراءة نعم .. لكن الزمن تغيّر .. الوقت تغيّر .. خارطة الأشياء تغيّرت .. انظر لنفسك .. ستجد أنك تضع علامات التشديد مكان علامات السكون .. وعلامات السكون قبل علامات الاحتضار ! عفوا ً .. هذه ليست وصايا .. بل نصائح .. أنت قلبي .. وهذه مني مجرد باقة نصائح .. سأفتح نوافذ قلبي .. وسأجلس كعجوز تسعينية على ذلك المقعد .. وأنتظر الغائب الذي لا يعود .. الغائب الذي يتقن فن الأعذار .. الأعذار يا عزيزي تبرر الغياب ولكنّها .. لا تمحوه .. وذاكرتي باتت صحراء مقفرة .. لا صورة لك تنام على وسادتي وأروي لها أحلامي .. لا صوت لك .. يحدثني ..ولو كذبا ً .. عن آمال .. أوهام .. أحلام .. ما آخر كذبة لهذا العام ؟ أجبني .. ما هي أخر كذبة لك ؟ كل يوم أحصي لك كذبة جديدة .. أمزق الصحيفة من غضبي .. "الكذب ملح الرجال " .. هذه كلمتك .. أو ربما كانت مخرجا ً صغيرا ً لك حين تقع في مأزق ما .. كأن أسألك على حين غرة .. أشقراء هي ؟ فتجيب كالملسوع بالنار .. لا .. لا .. هي سوداء الشعر .. حنطية البشرة .. أوقعتك في الكلام .. أوقعتك في الكذب .. تتذكر فجأة أنك وقعت بالفخ .. فتبرر كذبتك كالعادة .. " هم يقولون كذلك " وأنت ماذا تقول ؟ أجبني ؟ "أنت سيدة النساء .. كانت زلة لسان .. زلة لسان .. " لا تقف في وجه الريح ستحصدك .. لا تقرأ قبل النوم فتخسر الأحلام هذه ليست وصايا يا قلبي بل باقة نصائح . أنت قلبي .. مهما طال الغياب .. مهما بعدت المسافات .. مهما انتحلت من أعذار .. أنت قلبي . |
رد: بوح خريفي
رسائل من القبور لا تجلدني بسياط العتاب .. ولا تحرق قلبي بآهات من الجمر المشتعل في حديثك .. أنا لم أتخل َعنك .. لم أبتعد عنك فرسخا ً واحدا ً.. أنت الذي انطويت في قبر من الحزن ورددت عليك تراب الأزمنة الغابرة .. حاولت وبكلتا يديَّ أن أنتشلك من تحت التراب .. من بين الأنقاض .. من فوهة الدمار .. عبثا ً ما حاولت .. أنت تغرق في حزنك وتوصد عليك النوافذ والأبواب . قلت لك .. هاك صدري الحنون .. ابكِ عليه .. تلك ذراعي .. توسدها .. وأخرج من حزنك .. من ألمك .. من قهرك .. من أنينك .. من عذابك .. تجاهلتَ كل شيء .. وتحولت إلى كرة ملتهبة من الحزن .. تحرق كل شيء يظهر أمامها ولم أبتعد .. لم أجبن .. لم أتخل ً .. لم أيأس .. وبقيت خلف جدار الزمان أنتظرك .. خلف جدار الأيام أتتبعك .. أخشى أن تمتد إليك رصاصة طائشة فتدمي كبرياءك .. كنت أتلقى بقلبي كل الرصاصات .. كل الصدمات .. كل الأوجاع .. واليوم تأتيني متهالكا من الحزن .. متهالكا من الوحدة .. متهالكا من القهر .. ماذا أقعل لك .. وأنا أرزح تحت نير الأنين ؟ هاك حروفي .. هي كل ما أملك .. أرسلها لك ترتجف من الوهن .. وأنت لا تفتأ ترسل لي رسائل من لهيب .. رسائل من داخل القبور .. رسائل من موتى .. وأنا أذرف الدمع على نفسي .. وعليك وقلبي يتمزق .. تحت وطأة الحزن .. وطأة الوهن .. وطأة الألم وأقول لك .. للمرة الألف توسد ذراعي واخرج من قبرك .. اخرج من حزنك .. اخرج من صمتك وابكِ على صدري .. أو .. فدع البكاء لي |
رد: بوح خريفي
أعترف اني قاصرُ في حضرة النساء اعترف اني عاجزُ عن فهم النساء لا اعلم ..... بل لا اريد ان اعلم اريد فقط ان افهم النساء فالمرأة ان شاءت قتلتك بكلمة وان شاءت احييتك بلمحة عزيزي عبثا تحاول ان تفهم فكل ما عليك ان تصمت فأنت حيُ ميتُ في حضرة النساء ------------------------------------------- مع التحية لسيدة البوح الخريفي... |
الساعة الآن 37 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية