منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   رسائل في مهب العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=257)
-   -   رسالة إلى صديقة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14168)

ميساء البشيتي 14 / 02 / 2010 44 : 01 PM

رسالة إلى صديقة
 
إلى صديقة
إلى ذائقة أدبية استثنائية ..
إلى انسانة لم تحبل بها الأرض يوما ً .. ولم تهبط عليّ من سابع سماء ..
إلى روح شفافة .. نقية .. طاهرة .. لا زالت روحها تسكنني ..
لا زالت حروفها الدافئة تغمرني فتذيب بصدقها بعضا ً من صقيع غربتي الذي تجمدت بلوراته في شرايين دمعي ودمي .
حرفك الثائر أتاني على حين غفلة من الصباح ..
أتى من ماض ٍ بعيد .. من دفاتر منسية .. من عناوين مهجورة .. من أيام لم تكن في البال ..
وأعلن ثورة المداد على أوراق صمتي فحطم أسورا ً و كسر قيودا ً وحلّ ألغازا ً وفك ّ أغلالا ً .
كفك وكفي يا صديقة ميزان هذا العمر ..
كفك وكفي يا صديقة منذ ألف سنة تلاطمان هذا الموج .. تزيحان ستائر العتمة ..
ترفعان ضفائر الضباب عن جبهة الصباح ..
وحورية الشمس غارقة في مخدعها ترتدي أثوابها المزركشة ..
تلوح بعصاها السحرية وتهدد بعدم الخروج طالما ظفائر الضباب تقيم عندنا بصحن الدار .
أنا تعبت ..
أنا تعبت يا صديقتي ..
أما تعبت أنت ؟
أما تعبت من طول الانتظار على شرفات الأمل ..
أما تعبت من إضاءة قناديل المساء كل ليلة .. واستجداء أميرة القمر لمرافقتنا في حفلات السهر ..
أما تعبت من غزل الورود صباحا وغمسها برحيق العسل وإهدائها لفراشات الحقول وعصافير الكنار وبلابل الزهر ؟
أنا يا صديقتي كفي باتت صغيرة أمام هذا الموج المندفع بلا رحمة ..
والبحر قاس ٍهذه الأيام ..
تنتابه موجات من الجنون ..
يلقي بأحبابه إلى صفحات المدى .. حيث لا أفق يحميهم ولا أرض تلتقيهم ..
وأنا وأنت ميزان هذا العمر ..
تمنحينني الحب .. تمنحينني الدفء .. تمنحينني الأمل ..
أمنحك الصبر .. أمنحك الشجاعة .. أمنحك الحلم ..
لكن كفك باتت أصغر من كفي والموج كبير وعال ٍ وصاخب والبحر قاس ٍلم يعد يرحم ..
أنا تعبت يا صديقة ..
أريد أن أكبر قليلا ً ..
أريد أن يكبر قلبي هنا بعيدا ً عن غيوم الحزن ..
أريد أن ألقي عن كتفي عبء سنين لم أعشها ..
أريد أن أمسح صور الخوف من ذاكرتي ..
أن أشطب شبح الغربة من دفاتري ..
أريد أن أقرأ قصائد الغزل دون خجل ..
أريد أن أضيء قنديلا ً واحدا ً يشعل هذا الكون من حولي ..
لا أنتظر حورية الشمس تضيء نهاري ولا أميرة القمر تضيء ليلي ولا عصفور الكنار يعلم قلبي كيف يقرأ قصص الحب ويعشق قصائد الغزل ..
هل هذا كثير عليّ يا صديقة ؟
أم سأبقى أنا وأنت كفين تلاطمان موج البحر ..
وموج العمر ..
ولا تستويان ..
حتى تستريح الأبدية على كفك و كفي ؟

هدى نورالدين الخطيب 15 / 02 / 2010 06 : 03 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أستاذة ميساء تحياتي
كل هذه العذوبة بحر ومطر .. من أجمل الرسائل الأدبية التي قرأت...
حقاً
رسالة رائعة تفيض رقة وعذوبة يا عصفورة الشجن
دمت ودام نبض بوحك عذباً يا غالية
هدى
[/align]
[/cell][/table1][/align]

ميساء البشيتي 23 / 02 / 2010 16 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 60801)
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أستاذة ميساء تحياتي
كل هذه العذوبة بحر ومطر .. من أجمل الرسائل الأدبية التي قرأت...
حقاً
رسالة رائعة تفيض رقة وعذوبة يا عصفورة الشجن
دمت ودام نبض بوحك عذباً يا غالية
هدى
[/align][/cell][/table1][/align]

غاليتي الاستاذة هدى

اهلا وسهلا بك بين حروف رسالتي المتواضعة

فاجئتني بالزيارة .. لذلك أشعر أن العيد هل علينا من تاني

شكرا يا عيوني .. انت التي تفيضين رقة وعذوبة ودفء

ربنا يبارك فيك ويسعدك وما يحرمنا من طلتك البهية يا رب


:nic67:

نصيرة تختوخ 23 / 02 / 2010 51 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;border:4px groove skyblue;"][cell="filter:;"][align=center] ليس كثيرا عليك ياصديقتي كل ما تأملين و كل ما به تحلمين.[/align][align=center]
الموج يعلو ويعلو وأحشاء البحر تنقلب بداخله تمزج اللآلئ بالطحالب بالرمال.
صار صعبا أن نرى اللآلئ ناصعة البياض؛ صار كثيرا علينا أن نقبض لؤلؤة نقية بين الأصابع دون عناء أو انتظار؛صار الانتظار راجلا يصاحب يومياتنا وأرقام صفحاتنا لكننا نأمل ،نظل نأمل ونبسط اليد ونرحب بالتفاؤل حين يهب.
لاتوصدي الشبابيك صديقتي حين يغازلك شعاع الذكرى وحين تتعب عيناك من ترقب نوارس الحنين....
لاتطوي الأمل ولا تقفي صامتة كالجدار لتخربش عليك الأيام ما تشاء.
خذي الصَدفة و لو خالية إحفظيها ،إسمعيني واسمعي همس البحر فيها.
يظل البحر يبوح دون انقطاع بألف لغز و ألف حكاية عن من سافروا خلف أمواجه العالية ومنهم أنت و منهم أنا ومنهم كثيرون غيرنا تعلموا الإمساك بالصبر مع شراع الانتظار.
لؤلؤة صداقة لك
Nassira
[/align][/cell][/table1][/align]

ميساء البشيتي 28 / 03 / 2010 42 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ (المشاركة 61746)
[align=center][table1="width:95%;border:4px groove skyblue;"][cell="filter:;"][align=center] ليس كثيرا عليك ياصديقتي كل ما تأملين و كل ما به تحلمين.[/align][align=center]
الموج يعلو ويعلو وأحشاء البحر تنقلب بداخله تمزج اللآلئ بالطحالب بالرمال.
صار صعبا أن نرى اللآلئ ناصعة البياض؛ صار كثيرا علينا أن نقبض لؤلؤة نقية بين الأصابع دون عناء أو انتظار؛صار الانتظار راجلا يصاحب يومياتنا وأرقام صفحاتنا لكننا نأمل ،نظل نأمل ونبسط اليد ونرحب بالتفاؤل حين يهب.
لاتوصدي الشبابيك صديقتي حين يغازلك شعاع الذكرى وحين تتعب عيناك من ترقب نوارس الحنين....
لاتطوي الأمل ولا تقفي صامتة كالجدار لتخربش عليك الأيام ما تشاء.
خذي الصَدفة و لو خالية إحفظيها ،إسمعيني واسمعي همس البحر فيها.
يظل البحر يبوح دون انقطاع بألف لغز و ألف حكاية عن من سافروا خلف أمواجه العالية ومنهم أنت و منهم أنا ومنهم كثيرون غيرنا تعلموا الإمساك بالصبر مع شراع الانتظار.
لؤلؤة صداقة لك
nassira
[/align][/cell][/table1][/align]

صعب يا صديقتي .. صعب عليّ يا نصيرة ونفسي توغل في حزنها أن أحتفظ بصدفة خالية .. ألا يكفي أن كل هذا العمر خال ٍ؟
ألا يكفي كل هذا الفراغ الذي يسكن روحنا حتى باتت تجهل كيف تنطق بالحروف .. كيف ترسم حروف الفرح على ملامحها .. كيف ترتعش حروف الحب على شفتيها .. كيف تذيب حروف الحب فؤداها بدلا ً من أن يذوب تحت وطأة القهر والغيظ ..
ألم تشتاقي يا حبيبة لمن يشاطرك هذه الحياة .. لمن يمسح دمعتك بكفه الحنونة ويربت على أكتافك برفق ولين بعد أن صفعتنا هذه الحياة ما يكفي ..
ألم تشتاقي لمن يدغدغ الضحكة في أعماقك فتخرج مجلجلة في هذا الفضاء و تعلن للجميع أن قلبي وقلبك ما زالا حيين تحت كل هذه الأنقاض .. من يرفع الأنقاض عن قلبينا يا حبيبة .. قولي من يفعلها ؟
لن أحتفظ بأصداف فارغة يا غاليتي .. لن أجمع الأصداف الفارغة بعد اليوم .. أنا تعبت من لملمة الضحكات عن شرفات الآخرين ..أشعر بنفسي كمن يقبض على بلورات من الثلج .. هل تعيش بلورات الثلج في أكفنا يا نصيرة ؟ هل تنبت ؟ هل تورق ؟ إذا لماذا نقبض عليها يا حبيبة طالما لا أمل فيها ؟
لن أفتح جدران قلبي على المجهول وعلى الفراغ وعلى السراب الذي يتلألأ هناك .. خلف نلك الأمواج .. لا بد أن أراه .. أن ألمسه بيدي .. أن أحدثه .. أن أسمع صوت همسه يخترق قلبي قبل أذني .. اشتقت لحديثه في الصباح والمساء وفي كل الأوقات .. أنا اشتقت لهمس الفرح .. لصوت الفرح .. لرجع صدى الفرح يا نصيرة كما اشتقت أنت .. كما اشتقت أنت ..
لن أجمع الأصداف الفارغة بعد اليوم يا نصيرة .. لن أجمعها يا حبيبة ..

نصيرة تختوخ 28 / 03 / 2010 20 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px double darkred;"][cell="filter:;"][align=center]قرأت كلماتك التي نثرتها كحبات الرمل متجمعة و متشابهة وكثيفة و ملساء وأقوى من ذلك كله كونها حقيقية.
كلما قلته حقيقة ، حقيقة كجدران البيت و خطوط الكف وتاريخ اليوم الذي لم يأت بمفاجأة سارة ولا وعد بالتغيير.
أتساءل أحيانا هل هذا ماأريد كل ماأريد ؟ هل التحلي بالصبر حكمة و رشاد أم أن علي أن أسحب بطاقات اللاء ات كل مرة و بلا تردد؟
العمر يهرب و ليس كل من نفرش له بساط الطيبة يستحق ربع المساحة التي يشغر و لو مؤقتا،يظن البعض أنهم الأذكى و الأسمى و هم متواجدون في جداولنا اليومية أو الدورية دون مشيئتنا وضد سعادتنا وليس نفاقهم و لاخبثهم ذكاء ا بل لعبا مكشوفا نسايره.
تقولين : 'لن أفتح جدران قلبي على المجهول وعلى الفراغ وعلى السراب الذي يتلألأ هناك ' وأقول وإن أغلقته للأبد فلا فائدة هي نوافذ افتحيها بإرادتك وهم الفرح أكثر اخضرارا من جفاف اليأس و المجاراة والتماشي أرحم من الانفعال و مقاومة تيارات تنهك القوى بلا جدوى.
دمت على أمل و صدق و خير ,لاتجمعي الصدفات عمدا لكن إن ارتمت في طريقك التقطيها ,إلمسيها و استكشفيها وإن كانت فارغة أعيديها لذات اليم.
Nassira
[/align]
[/cell][/table1][/align]

ميساء البشيتي 28 / 03 / 2010 57 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
بعد أن جمعت وطرحت أيام عمري يا نصيرة وجدت أنني لم أعثر في حياتي إلا على الأصداف الفارغة .. هل هي صدفة .. قدر .. مشيئة .. أم سوء طالع يواكبني هذه الأيام ؟
عادة أحتفظ بأصدافي الفارغة داخل حدائق روحي .. لا أنثرها أمام أحد .. لن يفهم فحوى فراغها أحد .. لكنني اليوم وجدتك تشبهينني أكثر من أي يوم مضى .. ووجدت عناقيد الحزن تتدلى فتلامس جبهتي وأنا التي قلت في يوم وداعا ً للحزن في مكمنه لن أفتح جرار الحزن بيدي بعد أن أوصدتها .. فإذا هي براكين تغلي وتفور ثم اندفعت في وجهي مرة واحدة وكأنها تعاتبني كيف اغفلتها كل هذا الوقت ؟
هل أصبحنا والحزن توائم ملتصقة أم أن أصداف الحزن وحدها العامرة فلم ألتقط يوما ً صدفة حزن فارغة ..
سأعمر قلبي بالحب حتى لو كانت أصدافي خالية .. فارغة .. سأرسم عليها بريشة زاهية قلبا يحدثني كل مساء .. يطرد عني بحديثه الشيق جميع كوابيس الليل ..
لليل وجه آخر يا نصيرة .. وجه ساحر لا ينجلي عنه الليل إلا برفقة الحبيب .. سأرسم حبيبا ً يا نصيرة وليكن فليشبه وجهه وجه القمر وليشبه دفئه دفء الشمس وليشبه نبضه نبض اليمام وليذب كالشهد في أيامي ويطر كالفراش في سمائي ولن أقول في حينها كفى ولتنفلق جرار الحزن عندها أنا لن آبه لحزنها فالحبيب معي وبقربي أنا رسمته بيدي على جدران قلبي الخالي ..

نصيرة تختوخ 28 / 03 / 2010 02 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:5px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]هل هي صدفة .. قدر .. مشيئة .. أم سوء طالع يواكبني هذه الأيام ؟[/align][align=center]
هي حالة سترفضين الاستسلام لها ستتمردين عليها لأنك ميساء ولأنك امرأة لا أنثى من زمن الحريم و الخنوع.
العمليات الحسابية لاتعطي دائما نفس النتائج لأننا أحيانا نخطئ و ننسى ولا نطبق القواعد بشكل صحيح.
لاشك مرَّ فرح ولا شك مرَّ زهو ولاشك خرجت ضحكات من الأعماق و لو كان عمرها قصيرا و لو لندرتها.
ترقص إيمان أمامي لهوا و تمزح ،تلبس تنورة قصيرة وسروالا قطنيا زاهي الألوان كنت ياميساء يوما مثلها أتذكرين؟ كنت صبية في العاشرة و كنت تفتحين بوابات الفرح لغيرك دون حتى أن تدري ربما و صرت في العشرين و فعلت ذلك أيضا و توالت السنوات و لازلت تفعلين. ميساء من يقترب من نبض الآخرين كما تفعلين لابد أن يطرق باب قلبه زوار بزهور المنى الجميلة.
لا حاجة لرسم حبيب شبح وهمي مع قمر ينطفئ حين يطرد الواقع الخيال، يَدٌ ما من مكان ما ،في لحظة ما ستمتد منعشة كالموج ، طرية كالصباح تمسح جداول الدموع بسحر وتوقظ شهية الحياة.
لاتقولي مللت الانتظار فكرة الانتظار لوحدها تشعر بالأسر والتعب ،لاتقولي بت أهاب الأيادي التي تأخذ و لاتعطي ،اتركي الأيام تهب كما تشاء وصدقيني ستتسلل إلى قلبك اليد وستوقنين أنني على حق وأن المجد للنساء وأن العطاء يولد العطاء ولاشيء يستحق النقمة لأن النعم في حياتنا أكثر.
يد من ياترى ؟ لاأدري ياميساء لاأدري؟ لكن المجد للنساء و الفرح كان عليه أن يعلب كالشكولاتة ويهدى للنساء وحين لايهدى تشترينه و تتلذذن به حتى التخمة.
المجد لك عزيزتي و باقات من الفرح.
Nassira
[/align][/cell][/table1][/align]

جمال سبع 28 / 03 / 2010 25 : 10 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=justify]الأخت ميساء .. الأخت نصيرة ..
قد تكون عيني باردة على صفاء قلبيكما .. و ما الكلمات المنبعثة من صميم القلب الا دليل على ذلك .
بأنفاس أخ يقدركما أتمنى أن تدوم رابطة الأغصان المزهرة التي تلامس زهورها في ربيع جاء و استقر .[/align]

نصيرة تختوخ 28 / 03 / 2010 36 : 10 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
شكرا لك أبا مي
دمت بخير وفرح

بوران شما 28 / 03 / 2010 11 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
تناغم ساحر , وكلمات صادقة تنبعث من قلبيكما ,
وبوح دافئ جعلني أتابعه باهتمام .
استمتعت وأنا أقرأ هذا الحوار الجميل .
أدام الله عليكما الصداقة والوفاء والإخلاص .

:nic110:

نصيرة تختوخ 28 / 03 / 2010 29 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
شكرا لك أخت بوران على شفافيتك و صدق مشاعرك
دمت بخير

رشيد الميموني 29 / 03 / 2010 04 : 02 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
ميساء .. نصيرة ..
صدقاني .. لولا رؤيتي لتعليق أخي جمال لما تجرأت و أعلنت عن مروري هنا .. ربما لأني خشيت أن افسد ذاك الانسياب الهادئ للكلمات رغم أنها تتقد محبة و مودة .. أو لأنني شردت مع عذوبة الحروف النابعة من أعماق قلبيكما الصافيين النبيلين ..
فعذرا عن تطفلي .
باقة ورد لكل منكما على هذا الإمتاع الراقي ..
:nic93::nic93:

نصيرة تختوخ 29 / 03 / 2010 22 : 08 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
شكرا أخي رشيد ودامت لنا طيبتك

ميساء البشيتي 29 / 03 / 2010 54 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اخي جمال

شكرا لمرورك الجميل .. دمت بخير

ميساء البشيتي 29 / 03 / 2010 55 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اختي الحبيبة بوران

شكرا لمرورك البهي ومشاركتنا هذه البوح العلني

دمت أميرتنا

ميساء البشيتي 29 / 03 / 2010 56 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اخي رشيد

شكرا لمرورك الدافىء .. دمت بخير

ميساء البشيتي 29 / 03 / 2010 58 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة

صباح الخير يا حبيبة

هذه الرسائل أعتبرها نافذة فتحتها على قلبك لن أستطيع إغلاقها

قد أتردد كثيرا ً إلى هنا .. لكن ربما بالمسرات والفرح والربيع

آمل أن ألقاك دوما ترفلين بثوب الهناء والعافية والفرح ..

دمت يا حبيبة

ميساء البشيتي 30 / 03 / 2010 07 : 01 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
صديقتي ..
وعدت أن آتيك بموسم الفرح ..
وعدت أن أقطف الفرح عناقيدا ً خضراء وأملأ بها السلال ..
وعدت ألا أفتح هذه النافذة على قلبك إلا والشمس تستلقي في كفي فأضيء بها أيامك ..
وعدت يا نصيرة ولكنني لست أول من يخلف الوعد ..
وها أنذا أفتح النافذة اليوم في هذا الصباح المشرق الجميل لأقول لك .. لم يعد لنا بصدر الأحبة مكان ..
تفاجأت .. عندما قرأت عناوين الأخبار لهذا الصباح أنني على هامش الحياة مع أنني ما زلت أميرة القصر..
لا سيدة في القصر غيري ..
لا زلت أصدر أوامري بالنهي والمنع والقمع وغيرها مما حبتني إياه هذه الحياة الكريمة ..
لكنني تفاجأت أن أوامري كانت تلقى إلى الجدار وأن صوتي ما كان يخدش سوى طبلة اذني ..
وأن هذا الصراخ والغناء بصوت مرتفع لم يعد يسمع في هذه الأنحاء ..
وأن هذا القصر .. قصري .. الذي ما زلت أضع أقدامي على بساطه لم يعد قصري ..
وأن البساط قد سحب من تحت أقدامي .. دون أن أحس به .. دون أن أشعر به ..
وأنا عالقة يا حبيبة بين جدران قصري كما أنا عالقة بين جدران هذه الحياة ..
لا أغادرها إلا إذا وقع قدرها عليّ ..
يبدو أن هذا القصر أصبح مقبرة معدة لجثماني ريثما يقع أمر القدر عليّ ..
ما أصعب أن نصبح هامشا ً في حياة الحبيب ..
وما أصعب أن تباركي بكبريائك الأنثوي خياناته .. وأن تبتسمي حين يستعرض أمامك بكل جبروت .. بكل فخر .. يستعرض ويلوح بنزواته ..
كم تضيق هذه الدنيا ..
كم تصبح ضيقة ..
كم تصبح الإبتسامة عقوبة قاسية عليك أن تؤديها ..
كم تطبق هذه الدنيا على صدرك ..
لكن صوتك يجب أن يستمر بالغناء على شرفات الآخر ..
لا أعرف المعادلة بالضبط ..
وأي سنة تتبع ..
أن نغني ونحن نذبح .. ربما كانت تقاليد موروثة عن ذبح النساء على شرفات قلب الحبيب ؟
نصيرة ..
هل تعيرينني يا صديقة ابتسامتك أواجه بها نصل الحبيب وهو ينغمس في كبدي ..
وأنا أقول وأردد أحبك وهو يهمس بأذني لك وحدك أعيش في هذا الكون ..
ولعاب الكذب يسيل على شفتيه وابتسامة مغتصبة على محياي تبارك هذا الكذب وهذه الخيانات التي هي تقليد موروث ؟
هل تعيرينني ابتسامتك أيتها الأميرة كي أبارك فيها ذبحي على شرفات قلب الحبيب ..
الذي لم يعد لي مكان فيه سوى حجرة صغيرة على هامش الحياة ..
على هامش الحب ..
على هامش هذه الدنيا ؟

نصيرة تختوخ 31 / 03 / 2010 46 : 12 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px double purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عزيزتي ميساء يقولون الكذب ليست له أرجل وصدقيني إن قلت لك أن الكذب ليس يولد محكوما عليه بالموت السريع فقط بل يولد من رحم مشكلة عند صاحبه.[/ALIGN][ALIGN=center]
العيون و الحركات و الكلمات و السكنات التي تكذب عليك تفشي سر صاحبها و ورطة صاحبها الِذي قد لا يدري لم يفعل ما يفعل ويحتاج لرفيقة العمر الصادقة.
ستقولين ربما و من لي أنا؟ و إلى متى أظل أقرأ تقاسيم الوجه و طقس المزاج و أفتش خلف شرفات العبارات؟ وأجيبك و لماذا أنت ؟لأنك أنت و لأن الحب النبيل ،الشفاف ،الصادق نبراسك الذي تطردين به ظلام الكذب و الخوف من مواجهة الحقيقة.
لأنك أنت كما أنت فأنت طوق نجاة وقدر حياة و رئة تضخ هواءً جديدا حين يضيق الصدر وحتى إن تعبت و حتى إن بكيت وحتى إن خذلت فأنت ككل يوم كما أنت ولو شئت التحول ولباس القسوةوالهجر لن تستريحي لأن راحتك منبعها راحة من تحبين وصفاء عيون من تحبين وعذوبة مشاعر من تحبين التي إن أخطأت ولبست ثوبا لا يناسبها ستتدارك خطأها وترميه لتستحم في نهر الوفاء وتتدثر بدفء محبتك الصادقة.
لعلني أضيف شدو الشادية المصرية ياصديقتي وأقول :'طبع الزمان غدر و أمان و نهار وليل
والحب كان له ناس وناس صفوه جميل '
دمت من أهل الحب والصفاء الذي ينعكس على أصحابه خيرا ورضا.
دمت برا آمنا لمن تلفظه الأمواج بعد رحلة ضلال وامرأة تشق بحبها جدران القلب إن حاولت أسرها في حجرة.
لن أعيرك ابتسامتي لكني إبقي جالسة كما أنت , لاتتحركي في جيبي أحمر شفاه إشتريته من حارس قوس قزحملف مرفق 3352 بعد أن رفض أن يبيعني طيفا من أطيافه قال لي أن الشفاه تبتسم ماإن يلامسها أحمر الشفاه هذا وأن القُبْلتان اللتان دفعتهما ثمنا له أجر زهيد مقابل بسمات وسحر وجه سعيد .
لاتسأليني كيف و أين قابلت وقبلت حارس قوس قزح فأشياء عجيبة تحدث منها مايرفض العقل تصديقه حتى ولو لم يكن كذبا .
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

رأفت العزي 31 / 03 / 2010 35 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
سيدتي ميساء .. ايتها الماطرة
الصديقة / الصديق !
قلت مرة عندما سُألت
هو الإنسان الذي ترتاح لمجالسته وترتاح في محادثته .
هو الذي إن ضحكت يشاركك الفرح دون سؤال
هو الذي لا تختار معه انتقاء الكلمات
ولا تسمع منه يوما كلمات لا تحمل سوى الوعظ
هو توأم روحك في جميع الأحوال
وكل ما يقال من صفات جميلة تبقى صفات نحبها
لكنها لا تصنع يوما صديق
والصديق نجده ويجدنا صدفة
لا شيئ غير الصدفة
ولا أستغرب ايتها العزيزة هذا الوجد الذي
يتحدث وإنما لا يتحدث إلا لنصف روحه الآخر
التي قد تكون تائهة أو غائبة أو ضائعة فهل يمكن
لنا أن نعيش بنصف روح ..!
الأمر ليس بيدنا ايتها الرقيقة
تحياتي واحترامي

ميساء البشيتي 05 / 04 / 2010 25 : 12 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي (المشاركة 66024)
سيدتي ميساء .. ايتها الماطرة
الصديقة / الصديق !
قلت مرة عندما سُألت
هو الإنسان الذي ترتاح لمجالسته وترتاح في محادثته .
هو الذي إن ضحكت يشاركك الفرح دون سؤال
هو الذي لا تختار معه انتقاء الكلمات
ولا تسمع منه يوما كلمات لا تحمل سوى الوعظ
هو توأم روحك في جميع الأحوال
وكل ما يقال من صفات جميلة تبقى صفات نحبها
لكنها لا تصنع يوما صديق
والصديق نجده ويجدنا صدفة
لا شيئ غير الصدفة
ولا أستغرب ايتها العزيزة هذا الوجد الذي
يتحدث وإنما لا يتحدث إلا لنصف روحه الآخر
التي قد تكون تائهة أو غائبة أو ضائعة فهل يمكن
لنا أن نعيش بنصف روح ..!
الأمر ليس بيدنا ايتها الرقيقة
تحياتي واحترامي


اخي الكريم رأفت العزي

اهلا بك على صفحات رسائلنا انا والغالية نصيرة

كلامك جميل جدا عن الصداقة والصديق

ربما كان أجمل ما في هذه الدنيا هو وجود الصديق فهو ينفي كل شعور بالغربة

شكرا لمرورك وحضورك وردودك ودمت بألف خير اخي رافت

كن بالجوار أخي رأفت ونهارك سعيد

ميساء البشيتي 05 / 04 / 2010 02 : 01 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 

نصيرة
أنا يا حبيبة أبحث عن الفرح وعن قوس قزح في كل شبر يمتد من حولي وأجده ..
أنا لا أنكر أن الفرح موجود والحب موجود والسعادة موجودة .. لكني أنا التي لا تستشعر هذا المذاق ..
مذاق الفرح .. مذاق الحب .. مذاق السعادة ..
أشعر أنني بحالة خواء ..
حالة من الخواء الفظيع تحتلني ..
الأجواء من حولي رمادية .. ربما زاد من رماديتها أنني لم أعد أستشعر إشراقها ودفئها ..
غريبة أنا ..
غريبة على صفحات أوراقي ..
غريبة بين حروفي ..
كل الوجوه من حولي غريبة جدا ً .
في الماضي حين كنا صغارا ً كنا نركض نحو الحياة .. نحو الحب .. نحو الفرح ..
كنا نصنع أحلاما ً جميلة من لا شيء ..
كانت أحلامنا ذات ألوان أجمل من ألوان قوس قزح ..
كانت الفرحة تتراقص بين طياتها ..
وكنا نلقي بهذه الأحلام الجميلة الملونة المتراقصة الشفافة إلى الآخر فيرتديها ونراه جميلا ً بها ..
كنا نقتنع ..
كنا نرضى ..
كنا نفرح ..
أما اليوم .. بعد أن كبرنا ..
أصبحت أحلامنا أكبر وأنضج ..
ربما ليست بألوان قوس قزح لكنها بألوان أجمل ..
ألوان النضوج .. ألوان الوعي ألوان الإدراك .. الألوان التي كانت تفتقد لها أحلام الماضي ..
اليوم هذه الأحلام الجميلة نحتفظ بها لأنفسنا ..لا نلقي بها إلى الآخر مع أن الآخر بحاجتها .. بحاجة ماسة لها ..
لكنّ لماذا لم نعد نلقي بأحلامنا إلى الآخر ؟
هذا السؤال يؤرقني يا نصيرة ..
أصبحنا نحتكر الأحلام ونضن بها على الآخر وأصبحت هذه الأحلام حتى في فصل الربيع لا تزهر ..
أحلامنا اصبحت تعاني من الإكتئاب في هذه الأجواء الرمادية التي غلفناها بها ..
كيف أخرج نفسي وأحلامي من هذه الرمادية الموغلة في أعماقي ؟
متى أفتح عينيّ على الآخر وألقي إليه بأحلامي ؟
متى ألون حياتي بألوان قوس قزح وأميط كل هذه الرمادية التي تلف أفقي وتحاصرني ؟
متى .. وأنا بكل هذا الخواء وهذه الغربة أمد يدي للآخر وأدعه يرتدي بعضا ً من أحلامي ؟

نصيرة تختوخ 05 / 04 / 2010 34 : 05 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/48.gif');border:4px groove indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]متى وكيف وأين؟؟؟ الطريقة و المكان والزمان والإمكانية ؛أنا يا ميساء قد لاأكون مدركة لماضيك و تاريخك الشخصي لكني إن اتخذت نفسي مرآة لك سأقول أن كل طعنة نتلقاها ولا تقتلنا تقوينا و تشفى تاركة ندوبا.
الجراح والنكسات تجعلنا نحذر الفرح و نخشى البوح بالحلم والأمنية.
من يستحق ياصديقتي أن نستأمنه على أمانينا البسيطة المعقولة و اللامعقولة؟
صدقيني إن قلت لك أن مصيبة المرأة العربية أكبر من كل مصائب العرب ، تطور شكل الحذاء والفستان و الأريكة و لم تتطور اللغة التي تخاطب بها المرأة إلا قليلا ولم تتغير النظرة إليها إلا نزرا يسيرا .
عطور النساء تستورد و الأعياد تستورد وعبارات الثناء تدبلج لكن من يحاول أن يتأمل وجدان المرأة العربية نادر.
مصيبة النساء من فئتك أنهن حين يفتحن باب القلب بجمال وصدق يجدن المتطفلين والفضوليين على الأعتاب متوضئين بأنانية خالصة ويصادفن في ممراتهن أخوات ليلى المصابات بعقد النساء التي عززها زمن الجنون والهستيريا ولم ينقص منها شيئا.
أحلامك الغجرية من حقها أن ترقص طليقة أمام من يتأملها بتقدير و يشجعها بترحيب وإعجاب لا أمام من يقهرها أو يطفئ حماسها.
لا تَقُصِّي أجنحة أحلامك بالخوف والقلق ولاتسجني رغباتك في التحليق؛ ابحثي دوما عن العيون الصادقة والقلوب الصادقة و الأرواح الغير المتصنعة.
المتصنعون و المتصنعات لايناسبون امرأة تصب أحاسيسها في غدير الورق و العيون التي تفتش خلف الكلمات عن منابعها الصافية تحتاج لعيون تضم أحلامها بأمومة ونعومة.
ميساء إلبسي ثوب الفرح متى أمكن وافتحي قفص مشاعرك وأحلامك كل مرة واضحكي إن خرج مع سرب الأحلام والأماني وهم ظريف الشكل أبى أن يختفي لأنه يحب المشاكسة ويهوى البقاء.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 07 / 04 / 2010 25 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة
"من يستحق ياصديقتي أن نستأمنه على
أمانينا البسيطة المعقولة و اللامعقولة؟ "
أبدأ الكتابة إليك نصيرة من عندك ..
من سطورك الجميلة ..
من يستحق يا صديقتي أن نستأمنه على أمانينا البسيطة المعقولة واللامعقولة ؟
من يا نصيرة ؟
الحبيب ..
أين هو هذا الحبيب من أمانينا البسيطة ؟
هذا يا غاليتي ما أود التحدث معك بشأنه ..
ما أود الفضفضة به إليك ..
ما أود البوح به .. أو حتى الصراخ بملء الصوت ..
أين منا هذا الحبيب ؟
إن كان الحبيب لا يرى في النساء سوى مجموعة من الجواري التي تدور كالنجوم في فلكه .. من حقه أن يختار منهن من يشاء .. ووقت يشاء .. وكيف يشاء ..
وهي لا تملك حق الرفض أو حتى حق التأجيل ..
الرجل يا سيدتي يرى أن المرأة .. أي امرأة يشير عليها بالبنان ترضخ لرغباته ..
بل هي منذ اليوم الأول لقدومها إلى هذه الحياة هي بانتظاره ..
بانتظار هذا الأمر .. وهذه الإشارة ..
وأن ما تبديه من محاولات يائسة للرفض أو حتى في أسوأ الإحتمالات للتأجيل ما هو إلا أمر من أمور المراوغة والحيل المكشوفة انطلاقا ً من مبدأ " يتمنعن وهن راغبات " الذي بات شعارا ً للرجل في أغلب الأحيان ..
أصاب يا نصيرة بالإحباط أحيانا ً..
حين أقرأ التاريخ العبق ..
حين أقرأ الماضي المزدهر الزاخر بقصص الحب الجميلة ..
حين تهفو نفسي إلى لحظات جميلة أركض إلى رسائل مي زيادة وجبران خليل جبران فأجد أن عطر الحب ما زالت تفوح رائحته الزكية من بين السطور ..
أقلب رسائلهما جيدا ًً ..
أبحث عن الرجل اليوم .. عن الحبيب اليوم .. أين هو من هذا الحب ؟
رسائل عديدة .. حية بحب خالد لليوم ولآخر يوم ..
حب شفاف ..
حب رقيق كنسمة الهواء التي تداعب الرئة العليلة فتخرج ما بها من سقم ..
قرأت الرسائل مرة وإثنتين وثلاثة بل أكثر .. لم أجد يوما ً أن جبران الرجل كان يطلب من مي المرأة أن تسافر إليه عبر الجسد ..
لم يطلب منها أن تمنحه قُبله ..
لم يطلب إليها أن تحتضنه وهو الذي كان يحتضن ثورتها وعصبيتها وانفعالاتها حين كان يجن الشوق بداخلها عندما يتاخر عليها برسالة ..
كانت رسالة .. مجرد رسالة .. هي الجسرالذي يصل بين هذين القلبين العاشقين ..
كان يسافر إليها وتسافر إليه عبر بحار الروح .. لم تكن سفنه ترسو على شاطىء الجسد أبدا ً .. لم يطالبها يوما ً بان يكون هو الرجل وهي المرأة وهي لم تتمنع وهي راغبة حسب شعار اليوم السائد رغم أنوفنا ..
كم بت أشعر بالحزن حين أعيد قراءة هذه الرسائل وأنا أجد أن الرجل يكبر بداخل الرجل وأنه لا يسافر للمرأة إلا عبر الجسد ..
هذا الجسد الذي يتأكل ويهترىء مع أول زوبعة ريح فكيف يقدس جسدا ً متآكلا ً ؟
كيف يهجر سفن الروح وشطآن الروح وبحور الروح ويرحل عبر قوافل من الأجساد ..
أجساد برأيه يتمنعن وهن راغبات ..
كيف يا نصيرة ..
كيف ؟

نصيرة تختوخ 07 / 04 / 2010 17 : 06 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:4px groove chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]الطريق إلى قلب المرأة ياصديقتي مضيق عبور لفتوحات الجسد هذا هو معظم الحقيقة التي تسطع كالشمس حين ينطفأ جمر الحب ويلملم ليله نجماته.
جبران ورسائله لمي و الرجل الذي يتأمل في المرأة الكائن ثم الإنسان ثم الطبيعة المختلفة عنه ظواهر لاتحدث كل يوم، لانصادفها أينما ولينا أبصارنا لانقرأها حتى كلما نشاء . انتبهي ياعزيزتي أن أغلب الغزل حديث عن اللحاظ و العيون ونيران الشوق و الوله وأن من سخروا من وقتهم قسما للولوج إلى خبايا نفس المرأة نادرون ندرة الماء في الصحراء.
قلت لك في رسالة سابقة أن مصيبة المرأة عندنا أكبر من كل مصائب العرب ولم أكن أبالغ بل لازلت أتمسك بتصريحي هذا ،فالدين عندنا يُسَلَّط على رقاب النساء و الأعراف الاجتماعية تجلد النساء و حتى الحداثة التي استوردناها صوبت سهامها نحو النساء ولسن مستفيدات حقيقيات إن صرن أجمل أو أكثر طاعة وخنوعا فكوكبهن المجهول يبقى مجهولا وهن بوزرة المطبخ أو فستان السهرة.
دغدغة الروح التي يحفزها شدو صباحي و تلك الرحلة في مسوداتهن و بين تنهيدتهن ومع دموع حنينهن إلى مكان ما وحدث ما و شيء ما وذلك الجنون الذي يتمنينه ولايجرؤن على البوح به أمانيهن الخرساء التي لا يستشعرها من يسمون أنفسهم فرسانا بتلقائية بل ولا يكلفون حتى أنفسهم باستشعارها.
الجزء المظلم من الكوكب المجهول ليس مثيرا للاهتمام، وجه بدر البدور أحلى وسحر الجفون أروع وطعم الشفاه أشهى وحين يغزو الشيب ضفائر ليلى فإن الصناعة تقدم لها أصباغا جديدة و قيس يحِلُّ له الثورة على ماضيه والبحث عن ملهمة أخرى للقصيدة.
ستقولين ربما ألن نشهد زمنا يكون فيه من جبران ملايين النسخ ؟وحتى دون تفكير أرد: المرأة هي الولاَّدة ومن تكبر على هدهدتها قامات الرجال ،حين لاتنسى نفسها و حين تقاوم الدوران في مجرة عصر الحريم وحين تسترسل كمَيٍّ في بوحها بشفافية وعمق سيكون في المستقبل رجال يمشون بطواعية حاملين قناديل للكوكب المظلم المجهول.
دمت بأمان وهناء ياميساء.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 16 / 04 / 2010 06 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/17.gif');background-color:gray;border:4px groove gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أينك؟ أين تغيبين ؟ لماذا يصر هذا العام على استنزاف طاقاتنا؟ لماذا يطول عمر الأوقات الصعبة كلما كبرنا و يتحدى صبرنا؟
أينك ميساء ؟ تعالي، ردي ، تحدثي ،اسكبي النقاط على الحروف وتلقائيتك على السطور.
قولي لي مالذي يوقف المرأة كتمثال الأمير السعيد لتحط عليه الطيور الوفية ولاينتبه له المارون في عجل.
هل تعرفين تمثال الأمير السعيد يا ميساء؟
ذاك الذي حط عليه السنونو ذات يوم و ظن أنه سيستريح ففاجأته دموع التمثال تسقط فتبلل ريشه.
الأمير الذي كان سعيدا وهو حي لايرى من الدنيا إلا قصره و حدائقه صار وهو تمثال منتصب وسط المدينة شاهدا على تعاسة و حزن الناس .
كان يرى المرأة الفقيرة تخزها الإبرة كل مرة وهي تطرز ثوب السيدة الغنية وابنها المريض يئن في سريره بجوارها و يشتهي برتقالا لاتستطيع أمه توفير ثمنه.
السنونو اقتلع الحجرة الكريمة التي كانت تزين سيف الأمير التمثال ،بناء ا على طلبه ،و حقق أمنية الطفل وأسعد قلبه وقلب أمه وكذلك إقتلع أحجارا ثمينة أخرى حتى وصل حد تضحية الأمير بعيونه .
السنونو الذي كان قاصدا البلاد الدافئة و الذي ما حط على كتف تمثال الأمير السعيد إلا ليستريح لبعض حين صار رسوله لإسعاد الآخرين وقلب الأمير الذي لم يشعر بمآسي غيره وهو من لحم ودم تألم لها وهو من رصاص.
حين تقف المرأة كتمثال الأمير السعيد صامتة فإنها مثله تتفانى في التضحية و مثله تحس بغيرها و لو دون ضجيج و حراك.
من أكتافهن وقلوبهن محطات للرؤوس و القلوب المتعبة لايمكنهن أن يجمدن المشاعر و يدعين الصمم.
بعض النساء يهدين ياقوتات الأمل ويعوضنها بأي شيء و لايندمن على ذلك .
البخل و الأنانية زوجان لا مكان لهما في نزل الأنوثة الناضجة وأنوثتك ياميساء قد أزهرت و طرحت ثمارا لذا فكرمك وعطائك ما عادا محل شك لكني أخشى عليك من وقفة الأمير السعيد ومن رؤيته لكل شيء و تضحيته بنفائسه في صمت و دون مقابل.
ميساء أينك؟ ومع من أرسل خطابي ؟أمن سنونو أو حمامة تنقر زجاج نافذتك وتسلمك إياه؟
لاأدري
لاأدري
ولاأدري أأخبرك أن أشياء ا كثيرة حدثت في أيامي و أنت تغيبين؟ وأن التعب يقف حاجزا في وجه السرد ؟
لاأدري
لكني إن أوجزت سأقول :مستعدة أن ألمع لك ياقوتة الأمل و أرسلها مع السنونو أو الحمامة و الخطاب و لو انطفأت عيوني ففي إطلالتك و فرحك لا شك أمـــــــل جديـــــد.
دمت بخير يا ميساء يا أم فرح و فداء .
Nassira
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

عبد الحافظ بخيت متولى 16 / 04 / 2010 03 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
جميل هذا الدفء الانسانى اللمزوج بروح الفلسفة والعقل يا نصيرة , وجميل ايضا هذا التمسك بالصداقة الصادقة والاخلاص بين الاصدقاء وكان يقول فى معنى الصداقة " اجعل غاية تشبثك فى مؤاخاة من تؤاخى ومواصلة من تواصل ان لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك وإن ظهر لك منه ما تكره , فهو ليس كالمملوت تعتقه متى شئت او كالمرأة التى تطلقها إذا شئت؟ وهنا يجعل ابن المقفع علاقة الصديق بصديقة اقوى من علاقة الرجل بزوجته وفى هذا سمو للصداقة
نعم نصيرة ان البخل شئ مقزز فى الحياة وبخاصة البخل فى المشاعر التى تشكل بحرا من البوح الانسانى نغتسل فيه من ادران الزيف والكذب والنفاق الذى يشكل غلالة سوداء امام العين
كم انت جميلة وعظيمة ومؤثرة نصيرة
لك كل محبتى

نصيرة تختوخ 16 / 04 / 2010 42 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى (المشاركة 68233)
جميل هذا الدفء الانسانى اللمزوج بروح الفلسفة والعقل يا نصيرة , وجميل ايضا هذا التمسك بالصداقة الصادقة والاخلاص بين الاصدقاء وكان يقول فى معنى الصداقة " اجعل غاية تشبثك فى مؤاخاة من تؤاخى ومواصلة من تواصل ان لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك وإن ظهر لك منه ما تكره , فهو ليس كالمملوت تعتقه متى شئت او كالمرأة التى تطلقها إذا شئت؟ وهنا يجعل ابن المقفع علاقة الصديق بصديقة اقوى من علاقة الرجل بزوجته وفى هذا سمو للصداقة
نعم نصيرة ان البخل شئ مقزز فى الحياة وبخاصة البخل فى المشاعر التى تشكل بحرا من البوح الانسانى نغتسل فيه من ادران الزيف والكذب والنفاق الذى يشكل غلالة سوداء امام العين
كم انت جميلة وعظيمة ومؤثرة نصيرة
لك كل محبتى

وكم تشرفني شهادتك في حقي و يعزز تعليقك ماورد في الرسالة.
دمت بكل الخير أستاذعبد الحافظ

ميساء البشيتي 19 / 04 / 2010 20 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
أنا هنا يا نصيرة .. أنا هنا يا غاليتي ..
أنتظر أن تمنحيني جذوة من الأمل ..
عالقة أناعلى الشرفة بانتظار فجر جديد ترسلينه إليّ لا يحمل بطياته وخزات الألم .
ردي اليوم ليس كأي رد مما سبق .. ردٌ مسربل بالألم .. رد يئن تحت وطأة الوجع .. ردي إليك اليوم موشح بلون المرض .
تأخرت بالرد عليك ورسائلك تملأ أفقي .. تلح عليّ بسرعة الرد .. تستفز قلمي الذي يجثو بقربي كجسد خاو ٍ ..
غادرته الروح على عجل وتوسدت ظلال حروف لقيطة تسبح عكس التيار ..
حروف ليس لها وطن تبكي على صدره ولا عش يمامة تنتظر فيه عودة الحبيب حين يضنيه السفر
ويحن لحبه الأول وعشه الذي غادره بلا استئذان .
أتذكرين نصيرة رسائلنا الأولى كيف بدأناها ؟
كنا نفتش فيها عن أزقة شاردة .. عن أشجارحفرنا عليها أسماءنا هناك ونسيناها ..
كنا نتساءل بمرارة عن قسوة الحبيب وهجرانه ..
عن غدر الرفاق وغياب الوفاء من دفاتر الصداقة ..
وعن سوء الطالع وقهوة الصباح وخطوط الكف وما تحمله لنا من بشارة ؟
كتابات على قسوتها كانت بلون البنفسج .. كانت بلون الزهر .. إذا ما قيست بلون هذه اللحظات ..
أقرأ ردودك فأشعر براحة كبيرة .. راحة من تنفس الصعداء بعد أن أزيح عن صدره كابوس ثقيل هو كابوس الكلمة ..
الكلمة التي كانت تغلي في جوفي كبركان مستعر .. وعندما فتحت لها فوهة القلم لتندفع فإذا هي
عصافير ملونة وفراشات حب وسلال من الورد والفل والعبهر ..
أين اختفت الكلمات التي كانت تغلي في قلبي كالبركان ؟
كانت كتابات بلون البنفسج ..
أما اليوم فحروفي شاردة كذهني .. تنظر بقلق إلى طبيبي .. تنظر إليه بحقد شديد ..
من أين جاني الشعور بأنه سجاني ؟
سجان يرتدي الثوب الأبيض ..
لا يقرأ الطالع يا نصيرة ولا ينظر في الكف ..
لا يهمه قهوتي أبمذاق العسل كانت أم بمذاق الصبار ..
كل ما يهمه أن يرفع سبابته في وجهي منددا ً ويملي عليّ بقسوة شديدة طقوسا ً جديدة للحياة ..
لا داع لمواعدة العصافير على شرفة النافذة ولا داع لتناول قهوة المساء في الحديقة
ولا داع لقراءة أشعار نزار قباني ولا داع حتى لكتب تفسير الأحلام ..
تناولت رشفة سريعة من فنجان قهوتي قبل أن تطاله أوامر طبيبي ..
قبل أن أفقد أعصابي فأثورعلى كل شيء ..
أثور على مرضي واستسلامي ..
قبل أن أكسر الوقت الذي لا يمضي .. وأحطم عقارب الساعات .. ثم أجهش في البكاء كطفلة صغيرة خائرة القوى ..
تحتض دميتها وتحلم بالشفاء ..
أنا يا نصيرة أركض إلى ستائر المنزل أسدلها قبل أن يحين المساء ..
أغافل الشمس وهي تتبختر في عرض السماء .. ليس حبا ً في الليل ولا في ساعات المساء ..
بل طمعا ً وحلما ً بالغد .. الغد الجديد الذي ليس له صلة من قريب أو من بعيد بهذا اليوم ..
لكن الصدمة تكون بانتظاري حين تخبرني شمس النهار أننا ما زلنا في ذلك النهار ..
وتقولين لي الأمير والملك والسلطان .. وأنا لم أر إلا التماثيل تقف في بابي ..
ربما كانت تماثيلا ً تبكي ..
لكنني لطالما كفكفت لها دموعها .. لطالما احتضت وجعها .. لطالما رتبت على حزنها وهدهدته حتى يغفو بين يدي ..
وفي الصباح تنتشر كأشعة الشمس .. تبسط أجنحتها في عرض السماء وتتبخترعلى حافة النهار وفي المساء تغفو في حضن أي حسناء ..
وعندما تشعر برغبة ملحة في البكاء أجدها أمامي تتلو على مسامعي المعلقات السبع ..
وتكتبني عناوينا ً لأشعار مجهولة ..
وإهداءً رفيعا ً في هامش كتاب ..
لكن عندما أبكي أنا ..
أبكي وحدي ..
أتألم وحدي ..
أنصهر وحدي .. بينما هي تمشط جدائل النساء ..

نصيرة تختوخ 19 / 04 / 2010 13 : 10 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/45.gif');background-color:deeppink;border:4px groove white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]"يقولون ميساء بالبحرين مريضة وليتني كنت البلبل الشاديا
أخفف أنات الصديقة و أضحك عيونها الباكية"
صديقتي ،المرض خصم متعب وقوي يهز صورتنا أمام أنفسنا ويشعرنا بالضعف و الصغر و العجز.
مع المرض تكبر الوحدة و تموء الأنا و تصير الكلمات الحنونة والالتفاتات الطيبة حاجات ملحة.
سنة الحياة الاختلاف بين أكثر الناس قرابة شكلا و مضمونا وإحساسا لذا من الصعب أن نطالب غيرنا من مشاركتنا كل الأنين و قراءة التنهيدات و التضامن إلى حد التوحد.
أرأيت يا ميساء لو أدرت عجلة الزمن إلى الخلف أو لو منحت الكرة البلورية لمشاهدة الماضي سترين كيف أنك كنت مشغولة بألف شيء و شيء و حلم و أمنية وأن كواكب المستقبل كانت في فلك انشغالاتك بنفسك تدور.
الحياة هكذا حتى مع المحبة و المشاركة و التضحية في مرحلة معينة يكون المرء هو المركز بالنسبة لنفسه ولو أنكر ذلك و لو لم يتعمد ذلك وبيني وبينك في هذا جمال و أمل.
الطفولة و الشباب تغذيهما هذه الأنانية اللذيذة التي تجعل الأحلام تكبر و تروي التحديات.
هل تعلمين ياسيدتي الجميلة أنك ذاك الجذع المتين القوي ولو بدا لحائه شاحبا وأنك تمدين أغصانك للحياة لتورق وتزهر وتصافح الشمس: حين تنطلق زهراتك الأربع لحقول العلم و بساتين الصداقة و يعدن كل واحدة بحكاية أو حكايا فإنهن يعدن للجذع الذي يجمعهن و للأصل الذي يتفرعن منه ولفتح نوافذ عالمك على عوالمهن.
تعبك، مرضك ،آهاتك زائلة بإذن الله زائلة ومآلها إلى أرشيف عثرات العمر والغد جميل وشهي وحلو بمذاق النعم التي من الله علينا بها.
شفاء قريب إن شاء الله
"وألا ياحمامات البحرين أعِنني على إيصال باقة ورد لميساء من بستانيا."
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 26 / 04 / 2010 13 : 01 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
للمرة الثالثة لم تنجح في رسم زنبقة الماء التي تريد، لقد رأت أن الخطأ في الأبعاد لا في الشكل و لا في الألوان هذه المرة.
الزنبقة التي رسمتها كانت في نظرها تفتقد للواقعية و الإقناع.
تنحت، تأملت اللوحة جيدا وتأكدت من عدم رضاها قبل أن تضع ما بيدها و تستلقي على الأريكة البنية.
مالذي يجعلها متمسكة برسم زنبقة الماء ؟ حاولت أن تنبش في ذاكرتها ولا شعورها لعلها تجد سببا وجيها.
هناك في ذلك المكان الذي لم تدرك جغرافيته وقعت عينها على فارس غريب يمتطي حصانه وهناك سمعت ماسمعه.
أنشودة شجية تنبعث من وسط الغابة؛ تتبعها أوصل الفارس إلى البركة.
مامن زعنف يتحرك، لاشيء على الماء غير بضع زنابق مائية .
ترك الفارس حصانه على الضفة، خلع ثيابه ودخل البركة، إقترب من الزنابق أولى وثانية وثالثة وعند الرابعة توقف.
مد يده إليها ولامست هي الأبعاد عن قرب .
توقف الغناء واحتار فيما يفعل .
نظر خلفه ولاحظ أن الضفة بعيدة وأن الحصان قد غاب.
الزنبقة في يده تقول شيئا ما، إنها تحدثه هو المقصود لاأحد غيره في الجوار، لازعنف يتحرك ولا يعسوب يطير :'هناك امرأة تنتظرك ، امرأة تستلقي الآن على أريكة جلدية ؛ تنتظرك بثياب جديدة بعد أن تخرج من البركة وتقطع الغابة و تعبر الوقت '.
Nassira

نصيرة وكما وعدت يا غالية أنا أعود إليك بأوقات الفرح .. أنا أعود إليك وفي جعبتي حكاية جديدة من حكايات ألف ليلة وليلة ..
لا تسأليني من أين أتيتُ بزنبقاتك المائية وكيف التقيت بخيول طراودة ؟
فأنا أبحث عنك وفيك جيدا ً ..
أنا يا نصيرة أسبر أغوار الحروف جيدا ً وأعلم تماما ً متى يضيء وميض العشق بسمائها ومتى ترعد سمائها ومتى تركض هذه الزنبقات خلف السحاب لتصطاد منها غيمة لها كتبت باسمها تنتظر لحظة الميلاد .
نصيرة ماذا لو كان خيل واثنان وثلاثة وأربعة .. ماذا لو كانوا فرسانا ً لجميع زنبقات الماء ؟
ماذا لو كنا أمام ثورة عشقية تجتاح هذا الكون .. وتحتل قلوب جميع العذارى ؟
ماذا لو كانت ثورة جديدة وحرب مختلفة واحتلال آخر غير ما عهدته البشرية ؟
ماذا لو أصبحت قلوب زنبقات الماء هذه جميعها تحتلها فرسان العشق وخيوله وترفع راية الحب مرفرفة في سماء هذا الكون ؟
نصيرة .. قولي لي .. أجيبيني ..
لماذا تغار الطبيعة من توائم الحب ؟
لماذا يكفهر لونها وترسل رياحها الصفراء لتصفعنا .. لماذا تزمجر رياحها غاضبة منا .. لماذا تصرّ هذه الطبيعة على أن تحكم الكون وتقبض عليه بين أسنانها ؟
وهذه الزنبقات المائية التي تحلم بنسمات عشقية جديدة تغير فيها ملامح الكون .. ما هو ذنبها ؟
ما هو ذنبها إن اشتاقت لربيع دائم وخضرة دائمة وجداول مياه عذبة تركض في روابيها ؟
ما هو ذنبها إن رغبت أن تعبر خيوط الشمس الأرجوانية كل صباح من نوافذها وأن تستقبل العصافير الغريبة على شرفة النهار وأن تنتظر القمر كل ليلة ليصافح انتظارها ويبارك مساءها ويتلو لها تعويذة ليلية تقيها شر الكوابيس التي تلقيها إليها رياح الطبيعة ؟
لماذا تصرّ الطبيعة على أن تغير ملامحنا .. لماذا تصرّ على أن نوصد شبابيك قلوبنا جيدا ً في وجه شمس النهار وأن نسدل ستائر المساء في وجه القمر القادم إلينا من غياهب السماء ؟
لماذا تسنّ قوانينا عجيبة تمنع فيها استقبال العصافير الغريبة على شرفة القلوب .. من قال أن القلب يُسكن حسب الهوية وجوازات المرور ..
من قال أن القلب لا يسكنه العابرون في محطات العمر ومحطات الحياة ؟
من قال أن القلب لا يحتله فرسان ظهروا في وضح النهار .. خلعوا عنهم عباءة الحكايات القديمة .. ترجلوا عن فُرس تعطلت قوائمها عن المسير وغاصوا في مياهنا الباردة ليحملوا بين أيديهم وفي طيات قلوبهم زنبقات مائية جارت عليها الطبيعة ومنعت عنها قوانين الحياة ؟
من قال أن هؤلاء الفرسان لا يحملون بين أيديهم الحياة ومن قال بأنهم راحلون فيما بعد ومن قال أنهم عابرون ومن قال أن القلب يُسكن حسب قوانين الطبيعة الجائرة ؟
نصيرة ..
هذه الزنبقات عرفت طريقها إلى الحياة .. عرفت طريقها إلى الخلاص .. وهي الآن تعلن استقلالها عن هذه الطبيعة الجائرة وتستعد لإستقبال حلمها الجديد الذي لا ولم ولن يمر بخارطة الطبيعة ..
حلما ً تنسجه لها أنامل الشمس .. تحمله لها عصافير الحب .. تطير من حوله فراشات ملونه بحجم الكون .. تباركه السماء ويضيء قنديل ليله قمر المساء .. فلتهدأ الطبيعة ..
لتسكن الطبيعة ..
لتصمت الطبيعة ..
هذه إحدى الثورات العشقية التي لن تستطيع أن تقف في وجهها مهما زمجرت رياحها الصفراء .. مهما عربدت .. مهما ثارت براكينها .. فهي مجرد زوبعة في فنجان ..
هنيئا ً لزنبقات الماء يا نصيرة .. هنيئا ً لخيول الحب .. هنيئا ً للفرسان العابرين ..
وهنيئا ً لفصل جديد من كتاب الحكايات تنحني
لفصوله هامات الطبيعة وترفع عن رأسها مليون قبعة .

نصيرة تختوخ 26 / 04 / 2010 29 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/198.gif');border:4px outset gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]ماذا تريدين يا ميساء؟ أن ينتصر الحب؟ أن يسود الحب ؟ أن تجد الأرواح أنصافها الضائعة وتغرد البلابل لحن الوئام؟
الزمن تعقد ياصديقتي ،حين يرن جرس المنبه أو يرن منبه الهاتف الخلوي يبدأ اليوم بالصياح : مواعيد ومشاغل ومتطلبات و أهداف وأخبار و إحصائيات وأرقام.
ماأكثرها الأرقام في حياتنا : الشهيد رقم و الجريح رقم و الساعة رقم و التاريخ رقم والراتب والشارع والعيد و الحذاء والنظارة..
حياتنا تغزوها الأرقام لا الزنابق و الخيول و البلابل.
الحب المتسلل الذي ينشد تسلق فروع العمر ، الحب الذي يزهر و يطلق عطره الفواح في أرجاء الحياة تفزعه لغة الحداثة و الأرقام و الواجبات.
النســـاء طالبن بالمساواة فنلن المساومات، لا الحرية بسطت لهن سجادا طائرا ولا النظرات إليهن أسقطت قضبانها، الحب انطلاق وحرية و اختيار فكيف يكون والكل مقيد بألف قيد و شرط وواجب ورقم.
ثورة الحب يلزمها عالم غير عالمنا، عالم لم يتجرأ فيه الإنسان على صنع دبابة ورشاش و لم يراوده فيه جنون السيادة ولو بإبادة الغير.
لو اتسعت القلوب، لو تقبلت العيون الاختلاف ، لو تدربت النفوس على التأمل والتفكر ، لو اقترب الجميع من الله ربما كانت فُتحت أبواب ذلك العالم الذي تطفو فيه الزنابق بهدوء وتغرد فيه الطيور دونما قلق و تتجول فيه الخيول ولا تصهل ذعرا.
لو تعلم الإنسان المحبة والرحمة من الخالق كنا مشينا في طريق ثورة تنبت على جنباتها الورود وتشهد النســـاء في زمانـــها مقدم الفرسان النبلاء بكثير من الشجاعة و أوسمة الحب.
ليلة حالمة سعيدة ياميساء
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 30 / 04 / 2010 04 : 09 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/52.gif');border:2px outset sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عزيزتي ميساء لأني لاأعترف بالرسميات في الصداقة والأخوة والأسرة فإنني لن أنتظر ردك لأكتب لك رسالة جديدة وأنا أشعر برغبة ملحة في مخاطبتك ولو أني صحيا لست على ما يرام.
من سريري أكتب لك ميساء ليس لأؤرخ لمرضي لكن لأني صادفت امرأة جميلة هذا المساء تقول : 'حين أموت ،
لا تكتبوا اسمي على شاهد قبري ..
ولكن سطَّروا حكاية حبي
وانقشوا : هنـــا ترقد امرأة ،
عشقت ورقة ! ..
وماتت غرقا .. داخل محبرة !
إنها غادة السمان ياميساء ، أيقظت أحاسيسي وأفكاري وجعلتني أسأل إلى أي حد تحرر المحبرة امرأة عربية وإلى أي مدى بإمكاننا أن نغوص في المحبرة؟؟؟
الرغبة في الكتابة وحدها لاتكفي،الموهبة وحدها لاتكفي،حتى التخصص في مجال ودروب الكتابة والأدب في عيوني لايكفي ،هناك شيء ما ،سحر ما ، كيمياء ما تجعل الغوص في المحبرة عند البعض رحلة مفتوحة يستطيع غيرهم في مكان آخر و زمن آخر مشاركتهم فيها . الحروف ذاتها و الكلمات ذاتها ترسم صورا مختلفة ولحظات مختلفة تجعل هذا الكاتب أو الشاعر يتسلل إلى مشاعر دفينة أو يلامس أحاسيسا بقوة مالاينجح فيه آخر ولو كان بليغا فصيحا مقتدرا و المرأة ؛آه منها المرأة حين تصقل إنسانياتها وموهبتها وتتقن الغوص أراها تقول الكثير مما تعجز شفاه و شفاه عن التعبير عنه.
هل تعلمين ياميساء أنني هذا المساء اكتشفت أن المحبرة طريق مفتوح نحو عوالم بلا قيود و أن هؤلاء الحدادين الذي يدأبون على صناعة القيود وهؤلاء المتفننين في ابتكارها تتحداهم امرأة تكتب بحبر يقطر من الوريد وبشفافية تهزم الأقنعة وأنا هنا لا أقصد غادة السمان تحديدا فأنا لم أقرأ كل ماكتبت أو حتى جله لكني أتحدث عن كل النساء اللواتي يكتبن لا للشهرة ، لا للمجد، لا للظهور على غلاف المجلات أو الشاشات لكن لأن رحلة المحبرة العجيبة سبيلهن الراقي ، القوي و المسالم ليكن كما هن و كما يردن ويكسرن القيد بالحرف .
تحياتي لك ياعصفورة الشجن أرفقها ب وبيننا خبز وحبر... وذاكرة لغادة السمان وقد صار بيننا قهوة و حبر ..و مع الوقت أكيد ذاكرة
منذ أحببتك قبل مئات الأعوام داخل محبرة ،
وأنا أحاول أن أخترع حباً جديداً معك
لا يعرف حبّ التملك وذل شهوة الجسد ومباهج الشجار.
فبيني وبينك خبز وحبر، على مدى عمر.
وحينما تمطر عندك في القارة الأخرى،
يبتلّ شعري!
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 01 / 05 / 2010 33 : 12 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة يا غاليتي
ما بيننا ليست ردودا ً مفتوحة بل قلوب مشرعة على الحب والوفاء والحلم ..
تكتبين لي في وقت أمارس فيه الهروب إلى اللاشيء ! .. ولست نادمة .. لأنه على هذه الأرض ومع بالغ احترامي لشاعرنا الكبير محمود درويش على هذه الأرض لا يوجد ما يستحق الحياة ..
على هذه الأرض أرض تخلو من الحياة .
غادة السمان وغيرها من النساء اللواتي احترفن الكلمة واحترقن بالكلمة هن في نظر هذا الكون ورجال هذا الكون بقين مجرد نساء .. مستضعفات .. باكيات .. شاكيات .. متذمرات ..
لم تستطع كلماتهن الحارقة أن تخرج رجالنا من أقفاص الذكورة وظلت النظرة إلينا تنطلق عبر نوافذ هذه الأقفاص .. وبعد رحلة من العناء والضنك للمطالبة بالمساواة في الحقوق مع الرجل فقد وصلن إلى أن هذا الرجل مخلوق غريب يرفض أن تشاركه هذه الحياة أية امرأة لا تحمل صفة الجارية .. يرفض أن تكون العلاقة التي تربطهما ببعض سوى علاقة السادة بالعبيد وليس فقط السادة بالجواري الحسان اللواتي أغرقن حكايات ألف ليلة وليلة .
تكتبين لي من نافذة المرض .. هذا لأن الإنسان تحت وطأة المرض يكون أكثر صدقا ً .. أكثر شفافية .. أكثر صراحة .. أكثر ألما ً .. أكثر تحررا ً من القيود التي تفنن هؤلاء السادة بصنعها لنا .
كنت أحاول لملمة أطراف قصيدة جميلة ولدت بقلبي .. حاولت أن أنسج لها قافية جميلة بلون الورد .. أن أزرع عرق من الريحان في ذيل كل سطر فيها .. ماذا حصل ؟ أندلق الحبر فأغرق القصيدة وأغرق الريحان وأغرق قلبي بسواد لا ينبت فيه أي لون للفرح ..
هربت اليوم إلى البحر .. أشكو له هذا الزمان الذي يأكل كل شيء جميل في حياتنا دون أن تبدو عليه مظاهر الشبع أو الامتلاء .. متى يشبع هذا الزمان من ابتلاعنا دون هضم حتى .. متى يصاب بعسر هضم ويتبع حمية شرسة يغيب فيها عنا ونرتاح نحن من غول اسمه الزمان ؟
الآن لا أحتاج لمحبرة ولا أحتاج لحبر لأنني اكتشفت بكل بساطة أن هذا الحب المنثور على أرضية هذا الزمان لا يصلح للاستهلاك البشري .. هو باختصار شديد طُعم كالذي يرمى للأسماك في البحار حتى يسهل صيدها وابتلاعها ومن ثم البحث عن أسماك جميلة صغيرة ملونة براقة تشبع هذا الغول الذي اسمه الزمان .
لا تقولي لي أنني يائسة أو متشائمة .. لا تنسي أن الحبر أغرق كل أوراقي لذلك صعب جدا ً عليّ أن أجد مساحة بيضاء أرسم لك فيها ابتسامة بالألوان .
لا أعلم إلى أين المسير ؟ لكننا في هذا الكون نحتاج هدنة .. نحتاج مصالحة .. نحتاج اعتراف من هذا الزمان بأننا لنا وجود .. من حقنا أن نتنفس من أكسجين الحياة .. من حقنا ألا نكون طعما ً للأسماك أو أن نعلق كأزهار للزينة .. من حقنا أن نعيش هذه الحياة إن كان فيها فعلا ً ما يستحق الحياة ..
وبالنهاية كلمة أخيرة أوجهها لرجال هذا الزمان .. يا رجال الكون نحن نساء هذا الكون مثلكم .. نريد أن نحيا معكم وبكم وليس تحت إمرتكم .. متى يصبح حبركم ملونا ً ومتى تحطمون أقفاص الذكورة وتنتقلون معنا إلى حدائق الحياة .. متى ؟
نصيرة سلامتك يا حبيبتي .. باقة من الريحان الذي لم يطله الحبر أهديها إليك يا أجمل نساء الكون .

نصيرة تختوخ 01 / 05 / 2010 49 : 10 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');background-color:white;border:4px inset orange;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عزيزتي المقدسية ،
هل تعرفين أنني وجدتك قاسية وأنت تزجين بكل الرجال في خانة واحدة وتلبسينهم جميعا ثوب شهريار . أنا لاأؤمن بأن دور الضحية قدر المرأة الذي كتبه الرجل وأنها هي بريئة مما هي فيه.
سمعت بافاروتي يقول يوما أنه ولد محظوظا محاطا بالكثير من النساء عمات وخالات و أخوات أظن وكان ذلك الذكر النادر الذي أمكنه تأمل و تلقي الرقة و الحنان والمحبة وأن النساء مخلوقات رائعة.
وأنا ألون وأكتب بخط أكثر سمكا هذه الجملة 'النساء مخلوقات رائعة' وأسألك كم تظنين هي نسبة النساء اللواتي يعتقدن فعليا بصحة هذه العبارة خاصة في العالم العربي؟ و كم هن هؤلاء اللواتي يرتسم على وجوههن ويبرز من أفعالهن و ردود أفعالهن أنهن يؤمنن فعلا أنهن رائعات ومحظوظات لأنهن خلقن نساء ا؟
أظن أن إحصاء شاملا كان سيفي بالغرض، إحصاء ا لا يجرى في الدار البيضاء أو الرباط أوالقاهرة أو دمشق أو بيروت فقط لكنه يأخذ القائمين عليه حتى إلى القرى النائية المغربية و الأرياف المصرية و الجبال اليمنية و البيوت العربية المدنية اللواتي لاتخرج منها النساء إلا ملتحفات بالسواد شتاء ا وصيفا ولا ترين الدنيا إلا من خلف ستار أسود ..
أتظنين أن نتائج الإحصاء ستفاجئنا وتطالعنا بتفضيل النساء لجنسهن ووضعهن ومعانقتهن للرضا والسعادة؟
اللعبة تعقدت و لن أقول أن هناك مركب نقص تكون و يصعب فكه وإزاحته لكنني آمل أن يأتي المستقبل بشعاع ضوء للمرايا النسوية الداخلية وأن تكون هناك إناث ،كثير من الإناث لاتنادين بمساواة لامعنى لها فكائنان مختلفان لايتساويان، المقارانات مجحفة لكلا الطرفين، بل تذكرن المرأة بأن تحب نفسها وطبيعتها وتنشرن الحقيقة الساطعة كالشمس و الغائبة كالقمر في ليلة حالكة عن واقعنا 'المرأة هي الولادة، هي التي ترضع صغار الذكور حليبها وتعلمهم أوائل الدروس ،بيدها المفتاح إذن ، بيدها وهي راضية عن نفسها وفخورة بطبيعتها وكينونتها أن تنقش في أحجار ذاكرات الصغار كيف عليهم أن ينظروا إليها و يتعاونوا معها و يحبوها و يحترموها '.
يبدو ياصديقتي وكأنني تهت بين منخفضات و مرتفعات هذه السطور و نسيت رحلة هروبك إلى البحر و قصيدتك التي لم تكمليها رجاء ا إبقي البحر حاضرا في خيالك وألقي بهمومك إليه ، البحر يحمل الأشياء الطفيفة ويمضي بها ويسقط الثقيلة منها في عمقه دون عناء.
أكتبي قصيدتك وخواطرك وحكاياك الجميلة وكوني شهرزادا تعزف بماندولينة كلماتها لتوقظ وتخاطب أحاسيس غيرها لا لتمتع شهريار و تأمن شره.
دام لك وفاء الورق و الحبر الذي حتى و إن انسكب و ملأ البياض سوادا بإمكانه أن يخلق أجنحة ناصعة البياض ليوم جديد وأفكار ملونة .
لاتنسي عزيزتي المقدسية أن تتنفسي كل الهواء المليء بالحب من حولك وأن تبحثي حتى في زمن الجهالة عن فرس أصيلة تمتطينها غير آبهة بجنون الأذى و الظلم وطبعا لاداعي أن أتحدث عن الوصفة السحرية و عن رحلة الغوص في المحبرة.
يوم أزكى من زهر الليمون و أحلى من حبات العنب أتمناه لك.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 05 / 05 / 2010 58 : 05 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:4px inset limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قرأت بوحك الخريفي يا ميساء ووجدتني أكتب لك ودرويش حاضر في خلفية سطوري.
هناك لغة لا يفهمها إلا من تشاركوا فيها، لغة لا تدخل مسام إلا من ترتجف أياديهم خوفا على نفس الأشياء وهناك لغة تمتصها وتستوعبها القلوب الكبيرة و تجد لها تفسيرا و تأويلا لذا أفهم أن يكون فقدان درويش لازال يهزك من الداخل كما أستطيع أن أراك تبحثين عن نفسك في المرآة و عن لغة تشبه لغتك في الأمكنة.
نعمة حين نجد من يعبر عنا بإتقان و بلاغة و فن و راحة أن نجد التشابه الجميل الذي يؤكد على صحة مسارنا و هواجسنا و تطلعاتنا وانكساراتنا.
الوطن يا ميساء يعود إليك كلما تعبت، كلما اكتأبت ،كلما خانك تَوقُعٌ أو هربت منك فرحة.
وأنت تكتبين و حتى عندما لا تنتبهين أجده يطارد أنفاسك ، إن غرقت في الحديث عن الحب أراه في ظلال حروفك وفي الخلفية وعلى قارعة النهايات..أقول في نفسي الوطن لا يغادرها وأذكر درويش في باريس و لندن و تونس وبيروت ...من مقهى لمقهى و من مصافحة يد لتوديع أخرى وفلسطين دوما معه في البال في الأوراق، في خطوط اليد ،في التصريحات...وأفهم مرة أخرى سر ذلك الارتباط العجيب لشعب بشخص.
الوطن يعشش فيك، يعود أيلول و يأفل ،تهب رياح الشتاء ويعوضها نسيم الربيع ويخنق هذا الأخير قيض الصيف و الوطن فيك باق ترتشفين الشاي المثلج بنكهة الليمون أو تدفئين حنجرتك بكوب قهوة عربية ساخنة فلسطين ربابة تعزف بداخلك لحن الحنين الشجي و كلما تقوى الحزن و كلما زاد التعب ارتفع الإيقاع لتنتبهي أنك في مكان غير ذلك المكان التي تتوقين له.
لكن تخيلي معي لو فتحت الحدود ، لو وجدت نفسك هناك أكنت تلامسين سحابة السعادة العابرة ؟ أنظري يا صديقتي كم من واحد وواحدة يحملون حقائبهم مخيرين لامجبرين و يبتعدون عن الأوطان الملأى بالذكريات؟ بينك و بين زهرة المدائن عشرات المدن من بينها كل تلك التي مررت بها وأعطتك زهورا وأمانا أولاتستحق أن تتذكريها بالبسمات وحفنة شوق.
ميساء ياصديقتي لست أدعي صناعة الوهم و لا إتقان تحضير كعك السعادة لكنني أجدك كدرويش هنا:
عناوين للروح خارج هذا المكان. أحب السفر
إلى قريةٍ لم تعلّق مسائي الأخير على سروها. وأحب الشجر
على سطح بيتٍ رآنا نعذّب عصفورتين، رآنا نربي الحصى
أما كان في وسعنا أن نربي أيامنا
لتنمو على مهل في اتجاه النبات؟ أحب سقوط المطر
على سيدات المروج البعيدة. ماءٌ يضيء. ورائحة صلبةٌ كالحجرْ
أما كان في وسعنا أن نغافل أعمارنا،
وأن نتطلع أكثر نحو السماء الأخيرة قبل أفول القمر؟
عناوين للروح خارج هذا المكان. أحب الرحيل
إلى أي ريحٍ .. ولكنني لا أحب الوصول.
وأريد أن أرسم لك شرفة تصلينها و ترتاحين وأنت توقظين أناك ولو بدون هوية وتنتبهين إلى أن كل مافيك وكلك أنت يستحق الفرح، يستحق الرضا و الفرح وليسقط مطر الفرح وليهب نسيم لا تسألينه من أي ضفة أتى و أي سحابة رافقته, نسيم شفاف عليل كملاك خير لاعنوان له ولا موعد ثابت... نسيم للفرح..
كوني بخير ياميساء
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 05 / 05 / 2010 29 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
نصيرة يا صديقتي محمود درويش لم يمت حين أعلنوا نبأ موته سريريا ً أو حين انتهت حياته فيزيائيا ً بل مات في اللحظة التي لم يعد فيها قادرا ً على الإرتواء من نبع الوطن ..
" كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما ً
وكانت سماء الربيع تؤلف نجما ً ونجمة
وكنت أؤلف فقرة حب لعينيك غنيتها "
محمود درويش كان يعني كل حرف .. كم هي صعبة الحياة بعيدا ً عمن يشبهوننا .. بل قولي كم هي مستحيلة !
محمود درويش في أحدى لقاءته الأخيرة سئل أي العواصم أحب إليك ؟
فأجاب بما معناه بعد الوطن كل المدن تتشابه ..
أنا كمحمود جبلت على حب الوطن وأناس الوطن ولكن الوطن أصبح بعيدا ً .. يبعد عني أكثر من ألف أيلول .. لم يعد يجمعني به صيف ولا شتاء ورياح الذكرى التي تحرق ذاكرتي كل ثانية تأكل مني كل ما تبقى لي من الروح التي أستعين بها على هذه الحياة ..
أنا كالطفل الصغير أصبحت أعد خطواتي .. أخشى الإبتعاد عن بيتي .. عن أهلي .. عن أسرتي .. عن أحبتي .. وبنفس الوقت عصا الغربة تطرق أقدامي وتحثني على المسير .. إلى أين وكل الطرق وعرة وأناسها أغراب عني .. حتى أنهم لا يمدون أياديهم للمصافحة ووجوهم تقول الكثير .. تحملني فوق طاقتي من علامات استفهام عن الوطن الجريح ومن دس السم في طعام الأنبياء .. ومفكرتي لم يبق فيها سوى عناوين قليلة لأناس قد رحلوا أو على وشك .. فكيف أمضي وأكمل المشوار ؟
تتشابه الوجوه عليّ في بعض الأحيان أو أحيانا يخيل لي وأنا أرسم بعض الوجوه أن إحداها يشبه قمر بلادي والآخر دافىء كشمسها وثالث سخيّ كمطرها ورابع عفيف وطاهر كأرضها وما أن أصافح هذه الوجوه حتى أكتشف أنني خدعت فالقمر هناك والشمس هناك والمطر هناك والأرض هناك .. حتى أيلول بقي هناك ولم يرحل معي ..
ما أقسى أن تعيشي في هذه الدنيا وحيدة وهذا العالم الممتد من شرقه لغربه ومن شماله لجنويه يضيق بك وبحره لا يمكنك العوم فيه فأمواجه ما تلبث أن تثور عليك وتلفظك إلى شاطىء المنفى من جديد ..
العسل في بلادي له مذاق العسل ومذاقه ما زال على طرف لساني .. أشتاق لقوارير العسل فأمد يدي لألعق منها وما أكثرها حولي وقبل أن ابتلع ريقي أشعر أن المرار طغى على كل شيء ..
نحن قلوبنا كالصخر وإن كانت وجوهنا تكتسيها ملامح الطيبة القروية التي درسنا عنها كثيرا ً في كتب التاريخ ولكنّي لا أعلم لماذا أجهش بالبكاء حين أقف لتحية العلم في أية رقعة من هذا العالم .. أبكي نعم أبكي .. وأنا الآن أبكي وأنا أكتب لك .. ورب الكون يشهد عليّ وعلى حروفي كم هي طاهرة وصادقة ونبيلة ولكنها غريبة .. غريبة .. غريبة ..
قد أعود لتكملة الرسالة بعد أن أجفف دموعي وقد لا أعود .. أرجو المعذرة .. فلا يكفي أننا نعد حقائبنا للسفر فنحن دائما ً نعد حقائب الروح ولكنها لا تصل .. لا تصل ..

نصيرة تختوخ 06 / 05 / 2010 53 : 12 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:skyblue;border:5px inset limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
عودي أيتها المرأة الباكية، عودي لتسمعيني وأنا أنشد لحن الصباح.
تتحرك الأشجار أمام نافذتي و كلها قد أزهرت .
يحدث هذه الأيام حين أمشي في الحي أن أخطو على رصيف وردي أو أبيض كسته بتلات زهور الأشجار فهل أوقظ كمان الحنين الحزين؟
لا أنا لا أفعل ، أنا أمشي على الزهر المتناثر وأبتسم وتدغدغني رغبة في أن أنزع حذائي لتلامس قدماي نعومة الربيع البيضاء والوردية.
اشتريت منذ أيام علبة بها مستحضرات استحمام على قواريرها صورة عصفور بري جميل ووردة ، زينت بالعلبة غرفة الحمام وسمحت للعصفور و الوردة أن يكونا حاضرين في صباحاتي .
إن ظلال الماضي لا تتعب من ملاحقاتنا و ليس عدلا أن نظل ننظر خلفنا وفي مرايانا ونرى الظلال تكبر والعمر يمضي.
ستقولين ومالعدل و أينه؟ سأقول إنه هنا في هذا الصباح الذي ولد فاتحا عينيه وينتظر ابتسامتك ليدخل إلى روحك رحيق التفاؤل.
لا تخيفي الصباحات يا ميساء بالدموع و بالحديث عن لسع الوحشة و أكف الغرباء , مدي لها مزهريتك ترسم عليها شمسا باسمة و ابسطي رفك تضع عليه ليمونة متوسطية نضرة.
صباح الزهر ياميساء
صباح الخير ياحلوة
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 15 / 05 / 2010 05 : 05 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
صباح الخير نصيرة
صباح الخير يا أحلى صديقة
ربما تستغربين أن هذه المرأة الباكية هي أكثر نساء الأرض مرحا ً وفرحا ً وحبورا ً ونشاطا ً ..
لست امرأة باكية بالقدر الذي تتخيلينني فيه أو يتخيلني به الآخرون .. لكنني امرأة حساسة جدا ً .. وهذا سرّ شقائي .
أنا أختلف عن الآخرين بأن حساسيتي هي حساسية من نوع مختلف ..
فأنا حساسة على الآخر ولأجل الآخر الذي أحيانا ً يقرّ بهذا ويعترف به ..
وأحيانا ً يتنكر له ويقلب الطاولة رأسا ً على عقب فيكسر فناجين القهوة ويكسر معها قلبي ثم يمضي .
أنا شد ما يحزنني يا نصيرة حين أراهم يمزقون جدائل الياسمين .. أقولها بسرّي وأصرخها في صمتي .. كفى ..
ما ذنبها جدائل الياسمين لتتعاركوا وتتطاحنوا من أجلها ؟
ما ذنبها جدائل الياسمين لتمزقوها بهذا العنف ؟
كلٌّ يا نصيرة يدير النار على قرصه !
هل جرب أحدهم يوما ً أن يسأل هذه الياسمينة التي مزق جدائلها بدافع الحب .. ماذا تحب .. ماذا تكره .. ممَ تخاف ؟
فما أن تطل هذه الياسمينة مع إشراقة الصباح حتى تجد حرب البسوس وقت تحت شرفتها ..
غاليتي ..
جميل جدا ً أن تكوني امرأة محبوبة ولكن الأجمل أن تتذوقي أنت طعم الحب وحلاوته ..
لا يمكننا أن نمضي في هذا العمر فقط لنفض خلافات العشاق وصراعاتهم وغيرتهم التي لا تنتهي ..
في الصباح مررت على الياسمينة أحييها .. أسأل عنها .. وجدتها تعد العدة للرحيل ..
قالت لي بصريح العبارة .. إنهم لا يفهمون سوى لغة قلوبهم .. لا يأبهون إلا لمشاعرهم .. لا يكترثون إلا لعواطفهم ..
عندما يعاني أحدهم اضطرابا ً عاطفيا ً بسيطا ً يحزم قلبه ويلملم مشاعره ويرحل دون أن يستأذن ممن أرهقهم في مشاعره ..
ممن صب عليهم جمر قصائده ..
ممن أحرقهم بلهيب عواطفه ..
ممن قلب حياتهم ..
ممن غير مواعيد صحوهم ونومهم ..
ممن جعلهم ينتظرون على الشرفة ولا يغادرون ..
يحمل نفسه ويرحل ..
الياسمين يا نصيرة يشتاق مثلنا لقلب حنون .. عامر بالحب ..
الياسمين يحتاج للمسة حنونة تمر كالنسيم على جدائله ..
يحتاج حضنا ً دافئا ً يستظل بظله .. يحتاج قلبا ً يسكن فيه بعيدا عن أعين الآخرين التي تطارد عبيره بلا رحمة ..
الياسمين يا نصيرة يبحث عن قلب يكون له وحده حتى لو كان هذا القلب في عالم آخر ..
الياسمين يا نصيرة يعد العدة كي يرحل عن شرفاتنا بعد أن مزق عشاقنا جدائله ..


الساعة الآن 56 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية