![]() |
الغضب
الغضب
اليوم ليس كسائر الأيام بالنسبة لفتاة في مثل سنها .. تنظر في المرآة إلى قوامها الغض وهو في طور التكوين وتبتسم خيلاء ودلالا .. "هل أنا الآن امرأة ؟.. ماذا ينقصني لأصير مثل سائر النساء ؟ .. الكل يشهد برجاحة عقلي واتزاني .." تلف حول نفسها كمن يرقص .. ثم تحدق في عينيها بالمرآة .. كم تشبه أباها .. وفي لحظة ، تذكرت أنها على موعد هام معه .. موعد أثار الكثير من السخط من لدن باقي أخواتها .. كان الصباح مشحونا بالجدال والتراشق بالكلمات حتى اضطرت الأم العليلة إلى نهرهن آمرة إياهن بالصمت .. عيرتها الأخت الصغرى بأنها خائنة .. والكبرى بأنها ذات نزوات و تريد أن تثير الاهتمام .. " ماذا ستفعلين عنده وعند تلك الحية الرقطاء ؟ .. هل فكر يوما ما في بناته منذ ارتمى في أحضانها ؟ .. ألا تأخذك شفقة على هذه الأم التي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها ، وهي التي قاسمته الحلو والمر؟.." لم ترد إلا بكلمات قليلة .. تنظر إلى الشبح الممدد على السرير فتلمح في عيون أمها توسلا بعدم الاسترسال في الجدال .. لكن لم تفتها تلك النظرة المفعمة بالرجاء وهي ترى تصميمها على مقابلة أبيها .. تستشف منها نداء ولهفة في أن تمضي قدما في قرارها . المسكينة ..لا زالت تحبه رغم هجره.. إذن هذه فرصتها لتكون حبل وصال بينهما .. من يدري ؟ .. لعل الأمور تعود إلى مجاريها على يديها .. حقا ، إنها لم تنس ثورته و نكده كل صباح .. ولم تنس دموع أمها عقب كل شجار.. وتتذكر جيدا كيف كان يقابل شكواها من قلة التموين باتهامها بالإسراف .. وحتى حين انهارت صحتها لم يبد عليه أنه تأثر و لم يبادر إلى إسعافها بدواء مشتكيا ضيق الحال .. لكنها أرجعت كل ذلك إلى فورة الغضب .. قالت لأختها الكبرى وقد نفد صبرها :" هو أبي كما هي أمي .. وإذا كان قد أخطأ .. فليس هذا مبررا لكي أقاطعه وأهجره .. " هزت رأسها نشوة ، فتراجعت جدائل شعرها الأشقر إلى الوراء .. ما الذي يبهجها ؟ .. هل هو قرارها ؟ .. أم قرب رؤية أبيها ؟ .. أم إرضاء أمها ؟.. أم هذا الإحساس العارم بالأنوثة المتدفقة من ثنايا جسدها الفتي ؟ .. إنها لا تنكر شعورها بغرابة الموقف وهي تتخيل نفسها وجها لوجه أمام تلك المرأة التي خطفت أباها .. كيف سيكون اللقاء ؟ وهل ستتمالك نفسها وتتعامل بكل لباقة مع ضرة أمها ، أم أن صورة هذه الأخيرة في مخيلتها سوف تجعلها تفقد السيطرة على أعصابها وتتصرف كأخواتها لو كن في مكانها ؟ .. ليكن .. فالأمر لا يستدعي كل هذا .. ثم إنها لا تنسى أن لها هدفا نبيلا ، وعليها تحقيقه .. آه لو تحقق . تنطلق عصرا ، و تتبعها العيون في صمت .. نظرات كلها حنق و غضب وأخرى تتوهج أملا ورجاء . وحين تصل إلى المنزل الأنيق في الضاحية الغربية للمدينة تحس بوخز مؤلم في القلب .. هل عاشت أمها يوما في مثل هذه السكينة المطبقة على البيت الجميل ؟ .. تحرك رأسها في عنف لتطرد الأفكار عنه .. ويفتح الباب فتجد نفسها أمام غادة تكاد تكون في مثل سنها . عاد الوخز من جديد .. "أبي هنا ؟ " .. تعمدت أن تكون تلقائية ، فهي في بيت أبيها .. - نعم تفضلي .. مرحبا بك . يستقبلها الأب بالأحضان فتشعر بالسكينة .. لكن دمعها تسبقها ، فتبكي على ذراعيه . - ما لك ابنتي ؟ لم تبكين ؟ - اشتقت إليك أبي .. - وأنا كذلك .. لعن الله المشاغل .. كادت تضحك وهي تتخيل نفسها سائلة إياه : " هل تعني بالمشاغل تلك التي فتحت لي الباب ؟ " .. كفكفت دمعها ثم جلست تنظر إليه .. تجد نفسها أمام شاب وليس بكهل .. أين ذاك الشعر المنتفش والجفون المنتفخة ؟ بل أين الثياب المترهلة ورباط العنق البئيس الذي لم يكن يفارقه ؟ تدخل المرأة بصينية مذهبة عليها عصير البرتقال.. تحس بالوخز. يسألها الرجل : - كيف حال أخواتك ؟ .. - بخير ويسلمن عليك .. نظرات عينيه تقول "هذا غير صحيح" .. ترى متى سيسألها عن أمها ؟ .. هل يجد حرجا في ذلك أمام هذه المرأة ؟ حسنا لتنتظر فرصة اختلائها به و تبدأ في تنفيذ خطتها .. والفرصة جاءت فورا .. استأذنت المرأة في الصعود إلى السطح لنشر الغسيل .. إذن .. - الجميع يسلم عليك .. أخواتي .. أمي .. رغم مرضها الشديد أشارت إلي أن سلمي عليه .. - وأنت ما ذا فعلت في دراستك ؟ تحس بالإحباط لكنها تجيب : - كنت أفكر في الشعبة المناسبة .. لكن أمي نصحتني بأخذ مشورتك . - حقا ؟ .. جازاها الله خيرا .. - أبي .. ألم تصدقني ؟ - بلى وإن كنت أجد الخبر غريبا .. كيف السبيل لإقناعه بما جاءت بصدده ؟ - أبي .. متى ستأتي لزيارتنا ؟ - البركة فيك .. أنا يئست من أخواتك .. هن حرات .. - لكن أمي .. - أمك .. سامحها الله .. لقد انتهى كل شيء بيننا .. أنت لطيفة وعاقلة وتفهمين كل شيء .. عكس أخواتك .. حسنا ، الآن أنا مضطر للذهاب .. سأذهب للتسوق .. نبيلة معك .. كوني صديقتها .. على فكرة .. لم لا تأتين للعيش معي ؟ .. ستسر نبيلة بذلك ، خصوصا .. اقترب منها هامسا : - ننتظر أخا لك . تنتفض في عنف .. في تلك اللحظة ، تقتحم الضرة عليهما خلوتهما فتحس نحوها بحقد وكراهية ، لكنها تتمالك نفسها وتستجيب لعرضها بمرافقتها إلى مخدع النوم .. هناك تحاول المرأة التودد إليها.. تريها ألبوم الصور.. يا للشعور بالغثيان ! زفاف وشهر عسل ولهو على الشاطئ .. ثم تخرج حقيبة من درج بالصوان .. يا للهول ! حلي و لآلئ ومجوهرات .. - ما أن علم بحملي بأخيك حتى بادر بشراء كل هذا رغم ضيق الحال .. الطنين يملأ أذنيها .. دبيب مثل دبيب النمل يغزو جسدها .. تحس بالدوار وتضع يدها على فمها لتمنع التقيؤ .. - ما لك أختي ؟ .. هل أنت بخير ؟ تنهض وهي تنتفض .. تسرع نحو الباب وتخرج غير عابئة بنداء نبيلة ولا بنظرات بعض الجيران وهي تتابع مشيتها المترنحة .. تختلط في مخيلتها أشياء لتضفي على ما حولها سوادا قاتما .. لآلئ ومجوهرات .. الجسم النحيل على السرير.. البيت الأنيق و الأثاث .. التسوق .. ضيق الحال .. نظرات الرجاء والحب .. كم من الوقت مر وهي قابعة في غرفتها .. لا تبكي ولا تجيب نداء الأم ولا ترد على شماتة الأخوات .. ربما كان الزمن الذي عاشت فيه تجربتها بلقاء أبيها بعيدا عن الزمن الذي تعيشه الآن .. قد تكون خرجت من عزلتها و عادت إلى دراستها .. وشاركت الآخرين أفراحا وأحزانا قبل أن تعيش هي الأخرى أفراحها وأحزانها .. نجحت فكانت الفرحة الكبرى .. لكن طعمها مر بغياب الجسد النحيل .. كم بكت يوم إعلان النتائج و أخواتها يضممنها مهنئات .. لكنها لم تبك حين جاء نبأ آخر .. - هيئي نفسك للذهاب معنا .. يجب أن نكون هناك في استقبال المعزين .. أنت تعرفين البيت .. و التقيت بالأخرى .. هو أبونا مهما فعل .. رحمة الله عليه .. لقد أعذرناك يوم كان مريضا وتوسل بأن يراك .. الآن ما فات قد فات . في الوقت الذي انشغلت الأخريات بإعداد ما يجب حمله .. انسلت هي إلى غرفتها لتلم بعض الحاجيات وتدسها دسا في حقيبة السفر .. ثم تخرج عليهن وقد عقصت شعرها في ما يشبه سيدة حقيقية .. - أنا مسافرة .. سأقضي بعض الوقت عند خالتي في الجنوب . - وأبوك .. والعزاء ؟ .. يا للفضيحة . - البركة فيكن .. مع السلامة . |
رد: الغضب
رشيد
غضب .. ثورة .. انفعال .. لكنها تعرضت لصدمة كبيرة كانت تظن حين يراها وقد اجتازت مرحة الطفولة وأصبحت امرأة جميلة وناضجة كما رأت هي نفسها .. كانت تظن أنها ستحدث تغييرا كبيرا وترأب الصدع وتعيد المياه إلى مجاريها لكنها صدمت بالحقيقة أن ما حصل حصل وأنها بكل نضوجها وأنوثتها لن تغير شيئا ً .. مع أنني لا أحب القسوة لكن زيارة خالتها بالجنوب ربما كان رد فعل طبيعي لهذه الصدمة رشيد الحمد لله أنك عدت لنشر قصصك الجميلة كي نستمتع مرة أخرى بما يخطه قلمك النبيل دمت مبدعا استثنائيا يا رشيد |
رد: الغضب
السلام عليكم أستاذي الغالي...قصة رائعة تسرد أحداثا واقعية في مجتمعاتنا العربية وتعالج مشكلة مهمة بالنسبة للأسرة... أمل في لقاء أبيها و هديه الى الطريق الصحيح و صدمة بموته.... شكراا لكم أستاذي رشيد..أنتظر جديدك. احترامي و تقديري |
رد: الغضب
اقتباس:
شكرا لمرورك و تعليقك . ودمت بكل المودة . |
رد: الغضب
اقتباس:
أسعدني مرورك و إعجابك بالقصة .. أتمنى لك كل التوفيق . لك محبتي . |
رد: الغضب
يبدو أنني سوف أقرأ هذا الملف القصصي كاملا أستاذ رشيد حتى أحصل على متعته كاملة غير منقوصة..أسلوب السرد المشوق الذي لا يستطيع القارىء مقاومته..وأبوك..والعزاء..ياللفضيحة . أعجبتني هذه النهاية . دمت مبدعا .
|
رد: الغضب
وأبوك والعزاء..ياللفضيحة !
حين أتأمل هذه العبارة وأتأمل معطيات القصة أكثر أجد أن الفارق الأساسي بين بطلة القصة وأخواتها هو كونها تهتم بجواهر الأشياء بينما يتركز اهتمامهن على المظاهر..إن أكثر ما أزعجهن في زواج أبيهم بأخرى هو فضيحتهم أمام الناس ليس بزواجه بأخرى فقط بل ومن عمرهن ، واحدة في عمر بناته . ياللفضيحة ! ولم يغفر له عندهن أنه رغم كل شيء يبقى أباهم . وأن بره واجب عليهن..قاطعنه مقاطعة تامة ..تذكرن فقط هذه الحقيقة -أنه أبوهم رغم كل شيء- بعد وفاته ليس استيقاظا لمعاني الحب بداخلهم أو تأنيبا للضمير بعد وفاته ،لكن لمجرد تحسين صورتهم أمام الناس ،فهم يفكرون في مظهرهم وصورتهم أمام الناس فقط هذا هو ما يهمهم في الحالتين أما بطلة القصة فكانت تتبع في سلوكها مشاعرها الداخلية غير آبهة بنظرة الناس وكما بدأت بهذا التصالح مع نفسها_أن يكون ما بداخلها كخارجها دون أن تناقض نفسها_ انتهت به أيضا حين رفضت أن تخضع لرغبة غير رغبتها الداخلية..رفضت أن تمثل فقط حتى تحصل على رضا الآخرين ورضا الناس . التصالح مع النفس ، قوة الشخصية ، تجنب أن ننافق ونمثل لنحوز على رضا الآخرين الآخرون الذين إرضاءهم جميعا غاية لا تنال أبدا ونخسر رضانا عن أنفسنا..أعتقد أن هذه هي بعض المعاني العميقة التي احتواها النص..دائما هناك في أي نص معان ثانية تختبىء وراء معانيه الظاهرة. معان قد يكون العقل الواعي للمبدع نفسه لم ينتبه لها لحظة الإبداع..لأن الإبداع لا ينبع من العقل الواعي فقط بل من العقل الباطن أيضا في آن واحد . |
رد: الغضب
استكمال: ورغم أن بطلة القصة مفتونة بأنوثتها وشكلها الخارجي إلا أن هذا الافتتان طبيعي في مثل سنها فليس مؤشرا على ولا يعني سطحيتها ولا يتعارض مع نظرتها العميقة للأمور وداخل نفسها . كما أن هذا يعكس من ناحية أخرى ثنائية الجوهر والمظهر وأن الناس ليسوا كما يبدون لنا دائما وأن انطباعاتنا عنهم ينبغي أن تكون أكثر عمقا فليست البطلة كما قد تظهر لنا بانطباع غير متأمل وسريع أقل تعمقا أو أكثر سطحية من أخواتها كما يوحي خطئا بذلك إعجابها بشكلها الخارجي وصدمتها حين تخوض تجربة لقاء مع أبيها وتبوء هذه التجربة بالفشل كأن أخواتها كن أكثر تعمقا منها وفهما لطبيعة المسألة ، لكن التأمل العميق للقصة والانطباع المتأني عنها يكشف عن غير هذا بل عن العكس تماما .
|
رد: الغضب
ما شاء الله .. هذا نقد رصين حظيت به قصتي وسوف أنفله من هنا وأحتفظ به كشهادة مميزة منك .. طبعا بعد إذنك .
فعلا ، لقد جعلتني أختي سارة أعود من جديد إلى القصص التي علقت عليها لأقراها من جديد و أسبر غورها و أعايش أحداثها و شخصياتها و أعيش نفس الحالة التي عشتها وأنا اكتب النص . لا املك إلا أن أجدد شكري و امتناني ، وإن كنت أعلم أن كل هذا لايمكن أن يفيك حقك من التكريم و التقدير . لك كل الورود و المودة اللائقة بك . :nic93: |
رد: الغضب
الأستاذ العزيز رشيد
يسعدني جدا أن تعتبر تعليقاتي على قصتك نقدا رصينا كما ترى فأنا صغيرة 21 سنة خريجة أدب عربي ولكني أكاديميا لست متخصصة في النقد بعد أنا سعيدة جدا..أتعرف لماذا ؟ لأنك أعدتني إلى أيامي القديمة..منذ أكثر من سنة كنت أكتب في موقع أدبي .. في ذلك الوقت كما أنا دائما كنت مغرمة جدا بالنقد آملة أن أواصل الدراسات العليا وأتخصص فيه بعد تخرجي..كنت أمارسه ممارستي المتواضعة غير المتخصصة كهواية ممتعة..لم أكن أترك نصا يمر علي مرور الكرام دون أن أتأمله وأحاول سبر غوره حتى وإن أخذ ذلك مني ساعات وهكذا كنت أقضي ساعات طويلة من يومي أمام الكمبيوتر أقرأ هذا النص وذاك وغيره أكتب عنهم تعليقات كبيرة جدا..كان بعض الكتاب الذين لا يعرفون عمري في ذلك الوقت 18 أو 19 سنة يعتقدون أني كبيرة وبالصدفة كانوا يتفآجأون بحقيقة عمري حين يعرفوه..المهم مرت الأيام وأنا على هذه الحال وحدث أن قام القائمون على هذا الموقع بتجديد تصميمه كل الأعضاء وأنا منهم كنا نرفض هذا التحديث لأننا اعتدنا على شكله القديم وعشقناه وارتبطنا به كأنه بيتنا بالضبط..ومع موجة التحديث ضاعت كل التعليقات الطويلة التي كنت أكتبها..التعليقات التي كان من المفترض أن أحتفظ بها لأني تعبت فيها وكنت أبث في بعضها آرائي الأدبية الخاصة ، لكن كل هذا فقد للأبد ، صدمت -لأن مقالات الأعضاء أيضا كانت مفقودة وقتها لكن تم استرجاعها بعد ذلك- في ضياع مقالاتي وتعليقاتي التي لم يكن عندي منها أي نسخ أخرى فغضبت قليلا وحدث شد وجذب بيني والقائمين على الموقع في رسائل خاصة المهم تم إلغاء حسابي فصدمت صدمة أكبر لأنهم كانوا أصدقائي ولم أتخيل أبدا أن فورة غضب لا يتجاوز حدود الأدب في موقف صعب سوف تنهي كل شيء على هذا النحو ! بعد هذه الصدمة توقفت تماما عن ممارسة قراءاتي المتواضعة للنصوص حتى أني خشيت أن تكون ملكتي النقدية قد زوت وذبلت للأبد . أحكي لك كل هذا فقط لأخبرك بأن نصوصك قد أعادت لي روحي النقدية القديمة . ففوجئت بها تدب في مجددا ..ولذلك فأنا التي يجب أن أشكرك جدا ويسعدني ويشرفني أن تصف تعليقي بأنه نقد رصين وأن تحتفظ به..فهذا كثير جدا علي وأكثر مما تستحقه صغيرة تتعلم منك ومن الجميع وسأظل أتعلم منكم وأستفيد من خبرتكم في الكتابة ..فأنتم جميعا أساتذتي وتاج رأسي .. |
رد: الغضب
العزيزة سارة .
هذه نبذة كانت كافية لأن تزيد من مكانتك الأدبية في عيني و إن كان إحساسي بأنك فعلا أديبة وناقدة رغم حداثة سنك لم يكن وليد الصدفة ، فأنا لمست قوة أسلوبك في أولى مشاركاتك هنا بقصتك المميزة "حالة برد ".. وقد أسعدني أنك فتحت قلبك لي وحكيت لي كل ما حدث لك ، لكني أرى أن منتدى نور الأدب كان محظوظا بانضمامك إليه و أنا على الأخص ، لأن قصصي وجدت منك اهتماما وإعجابا . وقد وقفت طويلا عند قولك هذا : "ولذلك فأنا التي يجب أن أشكرك جدا ويسعدني ويشرفني أن تصف تعليقي بأنه نقد رصين وأن تحتفظ به..فهذا كثير جدا علي وأكثر مما تستحقه صغيرة تتعلم منك ومن الجميع وسأظل أتعلم منكم وأستفيد من خبرتكم في الكتابة ..فأنتم جميعا أساتذتي وتاج رأسي .." ورايت مدى تواضعك وهذا من شيم المبدعين ، لكني اؤكد لك أنني أيضا أراها فرصة لتلعم فنون النقد .. شكرا لك من كل قلبي سارة . ولك كل المودة و التقدير . |
رد: الغضب
غضب حكيم لا يحمل في حناياه الكره والانتقام. هو غضب من حيث الحسرة على حالة الأمّ والأسرة وهو حكيم كونه اتّخذ منحى ترفّع به العقل عن الكلمات القاسية النّابعة من ردّات فعل غاضبة، وسمت العاطفة إلى مستوى التّفهّم دون التّبرير. فالجملة التّالية: وإذا كان هو أخطأ فهذا ليس مبرراً لكي أقاطعه وأهجره، تعبّر عن اتّزان العقل ونضج العاطفة فيُفهَم الخطأ ويُعتبر فعلاً سيئاً دون أن يُعتبر الشخص نفسه سيّئاً، فالعمل يوصف بالسّوء وليس الشّخص.
سرد مشوّق أستاذي وكلمات تلمس القلوب محبّتي واحترامي |
رد: الغضب
العزيزة مادونا ..
يسعدني أن تكون أولى إطلالالتك على إبداعات المنتدى تلامس حروفي .. وهذا شرف كبير سيزيدني تحفيزا على أن أكون دوما عند حسن ظنك .. أتمنى أن تنال كل قصصي إعجابك . دمت بكل المودة اللائقة بشخصك الكريم . |
رد: الغضب
يا أستاذي الجليل، جعلتني أعيش القصة و كأنى طرفا فيها إلا أن دوري كان يقتصر على الإستمتاع بما تحمله من جمال الحكي و أساليبه. محبوكة هي قصتك ، رجعت بي إلى أيام خوالي يوم كنت أخربش قصصا و أنا في الإعدادي لكي أتقاسم أدوارها و صديقاتي فنمثلها مسرحية في حفلة نهاية السنة.
دمت لنا مبدعا |
رد: الغضب
اقتباس:
ازدان متصفحي بمرورك وتالق نصي بمديحك .. سعيد بثنائك على القصة و أتمنى أن أبقى دائما عند حسن ظنك وتنال كل نصوصي إعجابك . مودتي وورودي . |
رد: الغضب
أستاذ رشيد عند القراءة السريعة للقصة قد تبدو تقليدية و تحاكي واقع اجتماعي تعانيه الكثير من الأسر المفككه في عالمنا العربي لكن حقا عند تأمل القصة والتأني أجدني أنجذب نحو طريقة عرضك وتفصيلك بكل سلاسة وايجاز لمقارنات خفية بين الفتاة العميقة التفكير المميزة وأخواتها السطحيات والاختلاف بينهن في النظرة للحياة بين الأم المنهكة والتي أفنت شبابها من أجل بناتها بقلبها الكبير ومسامحتها وبين ذلك الأب المستهتر الذي تركهن ليستمتع بملذات الحياة بعيدا عنهن ولم يأبه اطلاقا أو يهتز له جفن بعد معانقة ابنته التي نضجت وأتته تتوسل فية الأبوة بكبرياء أنثى النهاية جاءت واقعية ومناسبة لنضج هذه الأنثى المفعمة بالحياة والنضج العقلي والعاطفي وتدل على تخطيها أزمتها حقا سعدت بقراءة قصتك الرائعة |
رد: الغضب
جميل أن يجتمع الفرح والترح في مكان واحد، تفسح بعض المشاعر المجال للأخرى بان تضفي وتطغى بحضورها. لكن الغضب كان السمة الأكبر حضورًا لذا أرى بأن حزم الأمتعة جاء في الوقت المناسب للهرب ولو قليلا من المشاعر السلبية المرافقة للتباين الكبير بين الواقع الصعب والسخاء في غير موضعه.
قلم مبدع جميل يستحق كل التقدير. دمت أستاذ رشيد مبدعًا. |
رد: الغضب
اقتباس:
سعدت أختي وسام بمرورك وثنائك على القصة وأعتبر هذا الثناء حافزا لي على العطاء . شكرا لك من كل قلبي وأتمنى أن أبقى عند حسن ظنك .. مع خالص المودة . |
رد: الغضب
اقتباس:
لو لم تعلق على نصي هذا لناديتك حتى ولو كنت على ضفاف الدانوب .(ابتسامة) أسعدتني بمرورك أخي وجعلتني أعود لقراءة القصة من جديد .. أشكرك على تشجيعك الدؤوب وأتمنى أن تبقى دوما بالجوار . لك محبتي . |
رد: الغضب
"الصدمة كانت قوية"
ما رأته الفتاة العنيدة كان منتظرا، وقد كانت تعرفه.. لكنها لم تكن تريد أن تقتنع به، حتى رأت بعينيها، وسمعت ما سمعته من مصدر المنبع، فكان الجرح غائرا بالنسبة إليها، لم يلتئم.. لذلك لم تستطع الفتاة أن تحضر جنازة أبيها.. والدها الذي كان استقباله لها كأنه يفرح بقطة جميلة دخلت بيته وأراد أن يسعد بها زوجه الجديدة الحامل بينما هي ترى أمها طريحة الفراش تأمل عودة الزوج.. جميل سردك ومؤثر واقعه فرح وغرور وحزن وصدمة وغضب .. كل هذه المتناقضات وصفتها بعناية ودقة |
رد: الغضب
اقتباس:
وهذا النص بالذات له مكانة خاصة في نفسي نظرا لارتباطه بأحداث واقعية . شكرا لك |
الساعة الآن 43 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية