![]() |
( أرض البرتقال الحزين )
( أرض البرتقال الحزين ) .
هذه رسالة مني إليك .. إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيُّ في قلوبنا وإلى الأبد .. أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائماً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء .. لعلني أكون صريحة جداً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائماً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي .. (رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني .. غرقت في الحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن إنتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن .. اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان وسكن قلبها .. أردت أن أتذوق طعم هذا البرتقال الحزين من بيارات حروفك .. أردت أن أقطفه من كرومك أنت .. لم أتخيل في حياتي كلها كاتباً يمكنه أن يبكيني إلى حد الإجهاش ما أن قرأت له صفحة أو صفحتين كما فعلت أنت ! ماذا تفعل بنا حروفك يا غسان كنفاني؟ كيف كانت تعيش بيننا هذه الأسطورة دون أن ندري أو ننتبه ؟ أشعر بحقد كبير بداخلي على هذا الشيء الغريب الذي يتربص بنا .. يندس بيننا .. ثم يخطف أرواحنا قبل أن نتذوق طعم البرتقال الحزين وقبل أن نشتم ياسمين فلسطين .. إنه الموت .. كم حرمنا الموت منك ومن شلالات إبداعك.. إبداعاتك التي لاتشبهها إبداعات .. كنت مدرسة مختلفة في الأدب .. كنت مدرسة فريدة بيننا بينما كنا نحن نرتع في مستنقعات الأمية والجهل .. الأمية بعروبة الحروف.. بقدسيتها .. بوطنيتها .. بعزها ودلالها .. والجهل بجميع الحقائق .. كنت مدرسة تنبض شرايينها من قلب الأم فلسطين .. كأن حبل الصرة بينك وبينها لم ينقطع .. أكاد أقسم أن حروفك كانت تخرج من رحمها .. من رئتيها .. من فؤادها الممزق المكلوم .. أنت يا غسان .. يا أستاذي ومعلمي .. كنت قلب فلسطين .. من خلالك .. من خلال الزحف على نبضات قلبك .. عشت أنا في غزة مع أنني لم أعرفها في يوم .. تنقلت وتجولت معك في حيفا وعكا والكرمل مع أنني لم أزرهم في حياتي قط .. أنا المقدسية المولد والنشأة عرفت القدس مسقط رأسي من خارطة قلبك .. سمعت لهجتها المحكية تخترق الحروف وتخرج آهات مطرزة على شال الاغتراب الذي نلتحفه هنا في بلاد ربما وصلتها عيناك ذات يوم وتركت لنا فيها رئتيك العامرة بعشق الأرض .. أرض البرتقال الحزين .. نستنشق منها رحيق برتقالها وهواء بياراتها .. من رئتيك أنت أيها الميت .. أيها الميت الشهيد .. فكيف سمح للموت أن يخطفك ويخنق الرئة التي نتنفس منها نسائم الوطن حين تعصف بنا رياح الذكرى الخانقة وتكتم على أنفاسنا في أولى ساعات الليل الثقيل ؟ كيف سمح للموت بهذا ؟ هواء فلسطين الذي كان معتمراً في رئتيك .. كان يغلي مع دوي كل انفجار ثم ينفجر أمامنا مخلفاً لنا تلك القصص التي كان أبطالها من لحمنا ومن دمنا ومن أوراق الليمون والزعتر التي نثرت على بلاط الشهداء .. ودم الشهداء .. الدم الذي سفك هناك بلا رحمة فجرت منه الأنهار ونبتت على ضفافها أزهار الدحنون التي كنت تعشقها وتودع عشقها في تلك المساحة الصغيرة من الفؤاد المخصصة لعشق الدحنون .. هناك في أرض البرتقال الحزين حملتك التلال فوق جبينها علماً شامخاً وقف في وجه الرياح العاتية .. الرياح المعادية .. وأعلنك لتلك الرياح .. هنا ولد غسان .. ابن فلسطين الطاهرة .. هنا ولدت حروفه الطاهرة ..هنا خرجت من رحم الأم فلسطين لكن حبل الصرة لم ينقطع .. هنا حمل غسان روحه وحروفه على كفه وانطلق يمسح دمعك يا فلسطين الإبنة وفلسطين الأم وفلسطين العذراء التي ما زالت تنتظر حروف غسان كي تزف إليها . وبقي يحملك أرض البرتقال الحزين .. وبقيت الروح تحرس الحروف وتضيء إليها القناديل كي تبقى مشتعلة في قلوبنا وفكرنا .. بقيت تحرس الآهات التي تخرج من رحم فلسطين .. بقيت تتصالح مع القدر وتوصيه خيراً بتلك العذراء التي لم تزل مخضبة بالحناء والدماء تنتظر أن تزف في يوم إلى تاج الحروف . لكنه القدر .. لا يهادن .. لا يتصالح .. لا يقبل بالوصايا .. ذهب القلم .. ترجل الفارس الذي كتب فلسطين بسطور من نور بعد أن كانت متشحة في الأسود .. مات هذا القلم .. قتل هذا القلم .. ونحن في كل يوم نشرب من بعده فجيعة الموت وحسرة البعد وألم الفراق وخسارة قلم كان معداً لرسم معالم الانتصار .. معداً للزفاف على أرض البرتقال الحزين . |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
حييت ياعصفورة حرة على هذا الجمال وعلى هذه الروعة..سيظل غسان في القلوب ماحيينا وليس في رجال في الشمس وحسب بل ايضا في عالم ليس لنا.وعائد إلى حيفا ..وما تبقى لكم والبطل في الزنزانة وغيرها.وهو الذي قال يوما قولته الشهيرة [ ستصبح الخيانة في يوم من الأيام مجرد وجهة نظر .]وكأنه يعيش بيننا اليوم ..شكرا ميساء الرائعة.
|
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
اقتباس:
انه غسان كنفاني يا أستاذي .. بين يدي اليوم مجموعة كبيرة من أعماله لكن لا تتخيل أستاذي تأثير هذا الأديب وتأثير أدبه علي ّ نعم كأنه يعيش بيننا وهذا ما يبكيني حين أقرأ حروفه هو قرأ التاريخ وقرأ العمر وقرا القدر قبلنا ونحن كنا نغرق وما زلنا في سباتنا شكرا لك أخي العزيز محمد ولا حرمت مرورك الجميل |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
هو الأدب الذي يبقى ويعيش ويؤرخ لجراح الإنسان و ظلم من ظلموا .
هنيئا لك رحلتك في أدب غسان كنفاني |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
اقتباس:
شكرا لك وأتمنى لك الهناء والسعادة وراحة البال |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sad_orange.jpg
فعلا استاذه ميساء..سلسله المجموعه القصصيه أرض البرتقال طبعت عام 1962 وقد حاول فيها تصوير الشخصية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني تؤرخ لمعاناة الفلسطيني المهجر وقد جعل رمز البرتقال الحزين رمزا للشخصيه الفلسطينيه.... استاذه ميساء جميل ما كتب يراعك...وما خط قلمك الباركير |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
الأخت العزيزة الأستاذة ميساء
رائعة أنت فيما بحتِ به عن " أرض البرتقال الحزين " وعن الشهيد الحي غسان كنفاني . صحيح لقد صوّر في كل مؤلفاته معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه منذ النكبة التي عاشها , وحتى هذا اليوم , وكأنه فعلاً يعيش بيننا هذا الزمن الصعب . محبتي وتقديري . |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
اقتباس:
شكرا لهذا المرور بطعم البرتقال الفلسطيني الشهي اتمنى لك أياما سعيدة وهانئة .. |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
اقتباس:
مساء الورد يا حبيبة شكرا لمرورك البهي وكلماتك الرائعة غسان سيبقى حيا بداخل كل واحد فينا دمت يا غالية بالسعادة والهناء |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
سيظل الثامن من تموز من كل عام ذكرى خالدة و أليمة.. حين نجح المجرمون بقتلك و فشلوا في تغييبك. ستبقى قمراً وهاجاً رغم الظلمة الحالكة. ستظل حروفك أملاً و شمساً تسطع في فضاء الحرية. في جنات الخلد يا غسـان. |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
ثقي أنني أشعر بحزن لا أدري له سرا
اعتراني هذا الشعور بعد قراءتي الأولى لك كنت أظنها جفت لكنها سالت كيف لا أدري يُبكيني البكاء الصادق في محراب من رحلوا مخلفين لنا جمرات لا تنطفىء غسان كنفاني لأنه أوقد الجمر لأنه لامس الجرح لأنه صرخ في آذان الغافين لأنه أوقد شمعة لأنه أنزل دمعة كان لا بد أن يُغتال مات ولم تمت ولم يمت شكرا لك رائعة القلم ميساء شكرا لأنك اتكأت ِ على جرح كدنا أن ننساه شكرا لدمعاتك التي سالت وأسالت رائعة سيدتي مزيدا من المنبهات |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
اقتباس:
شكرا على هذا الحضور الجميل كلماتك أثرت فيّ جدا وأحب أن أجد من يشاركني الألم ومرارة فقد شخصيات لها بصمة واضحة في تاريخ فسلطين الله يبارك فيك أستاذي وما يحرمنا هذا الحضور الجميل ودمت لنا . |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:1px double white;"][cell="filter:;"][align=center]هكذا النبض الثائر لا يهدأ ،،لا يُريح ولايستريح
ترجل غسان كنفاني ،،تاركا زخما من المفردات ،،توقظنا كلما غفونا وهكذا فلسطين تهدي الإبداع للعالم كلما نزح فكر أو شرد وفية أنت ايتها المقدسية دمت بخير[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
شكرا لك غاليتي عروبة والله يبارك فيك ويسعد أيامك
|
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
ومن أقواله الشهيرة
*إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية. *إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع. *إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين. *إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة. رحم الله الشهيد الأديب الرمز غسان كنفاني وفي ذكرى استشهاده التي تصادف اليوم ندرك كم كان حجم خسارتنا به كبير وفقدنا له أكبر. |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
مالذي توقظينه يا صديقتي ،،بذكرى رحيل عمالقة ،لن يعودوا
وضيقة هي مساحات الذاكرة التي ستجلب مفرداتهم ،،ليس إجحافا بحقهم ،بل إرغام مستقبلنا وحاضرنا على الإنشغال بساحات الفوضى ،والغليان و التمرد والبكاء والإنتظار الطويل الممل الممل .. دع غسان كنفاني بحضن أشجار البرتقال غاف ،،لا تقلقي رقدته واتركي لنا فوضى الدموع والإنتظار الطويل الطويل |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
وتمر الأيام ونعود يا عروبة لنجد دفئاً رهيباً في هذه الصفحات
ما أكبر الفقد حين يكبر كل يوم ويتجدد ولا يجد بديلاً يسكن الوجع رحل غسان .. وغاب الكثير من رفاق الحرف هنا .. وأصبحت الصفحات وحيدة .. باردة .. جافة .. سأترك كلماتي هنا .. قد يعودون وتجمعهم الحروف من جديد .. |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
الرحيل لا يتوقف قطاره .. وفي كل مرة تتعالى الزغاريد .. تلتقي القلوب مصافحة .. معزية .. مهنئة ..
والكبار يبقون كبارا رغم رحيلهم .. تبقى ذكرياتهم .. بطولاتهم .. تضحياتهم متجذرة في أعماقنا . تحية للأحبة صبحي ، ميساء ، عروبة .. بكل المحبة . |
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
الأخوة والأخوات الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله أشكركم على اهتمامكم بهذه الذكرى الأليمة وهي خسارتنا لأديبنا المناضل غسان كنفاني رحمه الله واعتذر عن عدم مشاركتي بسبب ظروف السفر وانا اكتب الان من جوالي ولا شك هنالك صعوبة في الكتابة أشكركم من كل قلبي مرة أخرى ودمتم بألف خير |
الساعة الآن 38 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية