![]() |
سوريا وأزمة أعداء النظام !
مواطنة سورية من اللاذقية صرخت بالأمس بهذه العبارة : " إذا كان البديل عن الأمن والأمان هذا الدمار والحرائق فبئس ما تسمونها ثورة " احدى صديقات زوجتي قالت وهي تتحدث عن " مشوارها " الأخير إلى دمشق : " إن أكثر ما نشعر به نحن النساء في دمشق هو الأمن والأمان حتى لو خرجت احدى السيدات لوحده في الشارع بعد منتصف الليل " وعند سماعي لتلك الفتاة على احدى القنوات تأكدت من صدقها وقلت إن البلد سيكون بخير . في داخلي عشق خاص لعاصمة الأمويين أخشى أن يفقدني موضوعيتي عند الحديث عنها ولو جنحت ردوني إلى صوابي وسأقص عليكم الحكاية من بدايتها لأن كل شيء له مقدمات وبدايات.. قد يملّ البعض فهو غير مجبر على المتابعة ولكنه سيخسر ؛ بالتأكيد سيخسر وسيبقى جاهلا في تاريخ منطقة وليس فقط دولة ، كما جهلي بما يحدث باليمن .. فالبعض يقول هناك : إذا قُسّم اليمن سوف تُقسّم جزيرة العرب كلها من أقصاها إلى أقصاها .. وكذا سوريا بالنسبة لبلاد الشام والعراق وحتى تركيا ! كثيرا ما كتبت عن دور سوريا عبر التاريخ خصوصا بعد إيمانها برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقلت فيما قلت أن الله سبحانه وتعالى أذن بأن تكون مكة مهبط الوحي وأن بلاد الشام وقلبها دمشق هي من رفعت مآذن الله اكبر على مساحة الدنيا بأسرها؛ فهذي البلاد بلادي ومن أولى مني بحمايتها عبر كسر حاجز الجهل الذي يتسلل من خلاله رجال من يحملون فكر ما خلف التاريخ لا يلتقطه إلا من لا يفهم التاريخ ولا يعرف مجريات أحداثه ، فمن اقدر مني وقد قاربت السبعين من العمر لم اقضيه في خمارة ولا بار ولم أقضيه متسكعا أو رجلا يمشي بجانب الجدار .. فذاكرتي هي التاريخ وليس ما يقوله مأفون مأجور طامع أو حاقد أو عميل ! فلماذا استنفر العالم فجأة وصارت سوريا محط أنظاره في وقت يجري فيه حرق بلد عربي بشعبه فهل كانت أحداث سوريا مدبرة للفت الأنظار عن الجريمة الكبرى ؟ لا أود طرح الكثير من أسئلتي الساذجة ولكني سأحكي القصة من بدايتها |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
...شكرا استاذ رأفت العزي لوفائك
سورية مستهدفة من الماضي ،فشلت محاولاتهم الرامية لضرب الوحدة الوطنية فيها والتلاحم مخطط قديم لتجزأة المجزأ هم يضربون الأمن والامان في دمشق بإمكاني أن أخرج وحيدة مننتصف الليل اتجول باب توما وشارع الحمرا والصالحية حتى المزة بكل حرية ،،ليست شهدتي وحدي وليست شهادة تلك السيدة التي رويت قصتها أعلاه وليست شهادة أخرى قدمت من روسيا التقيت بها إنما شهادة كل من زارت سورية لا يوجد نظام دونما اخطاء ،،فمن كان بلا خطيئة الإصلاح تخطى حجم الفساد أو ربما كان الفساد المحرض لملأ الفوضى ودب الهلع أرحم من أن نرى الدماء تملأ الشوارع والساحات ،، هناك من الادلة على أن الأحداث مدبرة ،،وسيعلن عنها في حينه ،،نقلا عن التلفزيون السوري .. أسماء قديمة حاولت العبث منذ سنوات فشلت ،والآن تستأنف نشاطها الإجرامي عن بعد ليدعونا نعيش السلام الذي تفتقده منطقتنا العربية نريد الهدوء للشارع السوري بعيدا عن تحريضاتهم وتلوث بصماتهم تحيتي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
الأخ رأفت , أكرر شكري لك ولرؤيتك الواضحة ,,
الأن , فنحن بسورية ألفنا المؤمرات وتحطيمها ,والاتهامات , وتفنيدها وما نتعرض له الآن هو مؤامرة على آخر المعاقل الصامدة ,,ويحاول بعض المرضى إلباسها ثوب الثورة , حسب التقليد الدراج بالعالم العربي الآن ,, مستغلا المطالب المحقة لشعبنا السوري , والعربي عمومًا ,ليركب موجة الثورات , وينقلها لنا كمؤامرة , لتقسيم سوريا ,,كالسودان , والعراق , وليبيا لاحقًا ,,ولم يدرك بأن سوريا هي الإستثناء العربي ففيها أكثر من أربعين عرقية , وأثنية , وطائفة , شأنها شأن لبنان وفلسطين قبل الاحتلال . واتفق الجميع على العيشة , وليس التعايش فوالله يا أخي رأفت نحن بسوريا نخجل من ذكر المفردات الطائفية وإن ذكرها أحدنا فهو يعتذر وكأنه ارتكب موبقة ً,, فنحن بسوريا نطالب ,, ومنذ زمن بالإصلاح السياسي , والإداري ومحاربة الفساد ,,ولم يتسنى لسورية فرصة للالتقاط أنفاسها ,, من تفجيرات أيلول , فغزو العراق , فاغتيال الحريري, فحرب تموز , فحمام الدم في غزة,, وأنا أول الناس , من يطالب بهذه الإصلاحات, لكن تبقى سوريا ,, بلد العز , والكرامة , والمقاومة , والممانعة ,( وهذه هي الجريمة , التي نعاقب عليها) وبعضهم يراها مذهب الرئيس , هذا الرئيس الذي قالوا عنه ,, بورك هذا الشاب ويجب على الرؤساء أن يحتذوا به,, وحرام على العابثين محاولة ضربها من الداخل بعد أن عجزوا من الخارج .. أخي رأفت الأمر أكبر من مطالب محقة لشباب أبرياء ,, دفعوا تحت اسم الوقود , واستغلوا , وسرعان مانتبهوا ,, فشعب درعا من أطيب شعوب الأرض , وأقرب العرب إلى العروبة ,, لكن لماذا درعا ؟ لمن لايعلم , غالبية الريف الدرعاوي من الأخوة المسيحيين , ( الغساسنة العرب ) ومجتمع درعا ذو تركيبة قبائلية , وعشائرية وأكبر هذه العشائر عشيرة الحريري , وهم أولاد عمومة المرحوم رفيق الحريري , وهي من سلال الغذاء السوري , والجبهة العسكرية الجنوبية لسورية , وعلى تخوم الأردن ,, كجغرافية , وامتداد عشائري ومتاخمة للسويداء ذات الصبغة الأخرى . لاحظ أخي رأفت , حتى هناك من حاول أن يزج بالفلسطينين بأحداث الأردن ,, واللاذقية ,, وأنا أقسم بأن الأخوة الفلسطينيين الضيوف في سوريًا أكثر حرصًا على سوريا , من السوريين أنفسهم , ولمن لايعلم بأن السوريين القاطنين بمخيم اليرموك مثلا ً , أكثر من الفلسطينيين وقس على ذلك باقي المخيمات في سوريا ,, وأصرت بعض الفضائيات التي لاينقصها إلا العروبة والاستقلال على إدخال الفلسطينين , وحزب الله , وإيران إلى درعا , وبعضهم ناشد جلالة الملك عبدالله لحماية السوريين من النظام , وناشد الأستاذ عبد الباري عطوان , وناشد الشيخ القرضاوي ,,هذا مابثته بعض الفضائيات , وأعتقد بأنه معروف لديكم ,, فلماذا ؟ لماذا حرق المنشآت العامة , والقصر العدلي , طبعًا هذا ليس من فعل سكان درعا , أو اللاذقية ,,وللعلم نسبة 70% من الشهداء هم من رجال الأمن , ولن أتكلم عن الناشطين , والحقوقيين , والهيئات العالمية لحقوق الإنسان السوري ,, الذين ظهروا فجأة وكأن من قضى في غزة بالأمس هم ليسوا بشرًا ..وكأن إحراق القرآن , والمسجد الأقصى من أفلام الكاوبوي . ومهزلة المنتجة , والفوتوشوب , وشاهد العيان, بالغرف السوداء ,بالخلاصة ,, نحن نريد الإصلاح , ومحاربة الفساد , وتعدد الأحزاب السياسية , وليس الدينية , والعرقية . لكن كانت مشكلتهم في الماضي , والحاضر مذهب الرئيس ,أخي أنت تعلم بأن سوريا فيها أكثر من 3ملايين ضيف من الأخوة الفلسطينين , والعراقيين , واللبنانيين , وبأن معظم الشعب اللبناني الشقيق يستجر حاجته وعلاجه , ودراسته من سوريا ,, أخي أقسم بالله العلي العظيم هنالك مدارس نقالة تسير مع عشائرنا العربية السورية في البادية , لتعليم الأطفال , أخي التعليم المجاني في سوريا ,, أنت تعرفه أكثر من غيرك ,,وإلزامية التعليم , فالطالب الدارس في سوريا ينه دراسته كلها ويتخرج من الجامعة بكلفة السرتفيكا في لبنان , ناهيك عن الطبابة المجانية , والأمن الغذائي ,, فسوريا من البلاد العشرين الأولى في العالم التي حققت الأمن الغذائي , ومن الدول العشرة الأولى في العالم التي حققت الأمن الأمني والاجتماعي , وأسأل المغتربين هل تستطيع امرأة أن تسير بأمريكا وفي حقيبتها مال , أو لوحدها ليلا ً ؟ وسورية من البلاد القليلة غير النفطية , التي لا تديتن للبنوك الدولية ,, وهذا ماحرر قرارها السياسي ونحن نقاوم , وما زلنا , ويشرفنا أن نتهم بحماية المقاومة , في فلسطين, ولبنان, والعراق , ونموت دون ذلك , ولا يرفرف علم صهيوني في سمائنا , فعداؤنا للمعسكر الأمبريالي , والرجعي يريحنا أكثر من صداقته ,,, وليثق الجميع بأن ابتسامة واحدة من سوريا ,, للبيت الأبيض ,لجعلوا سورية ورئيسها, بمصاف أرقى دول الأرض , رهاننا على شعبنا العربي , والسوري , وكل شريف , ومقاوم .. ولاتنس يا أخي رأفت نحن في سوريا( بلاد الشام ) حراس اللغة والشريعة , وجدي القسام من جبلة , والشعب السوري , شعب مثقف ,, ونحن بُشرنا بالفوضى الخلاقة ,, والشرق الأوسط الجديد أخي مطالب شبابنا مطالب مشروعة , ومحقة ,, وثمة فساد , وسلبيات , شأننا في ذلك شأن معظم دول العالم , وخصوصًا العربي ,, لكن لدينا مانعتز به ,, ولن نخلط الأوراق ,كما فعل غيرنا ,, فمن الظلم أن نضع النظام السوري مع زين العابدين أو حسني مبارك ,,وأؤكد بأن الأمريكي ,ركب موجة الثورات وفصَّل منها موديلا ً ,, ودرسها , وعرف كيف يركبها ويستغلها وللأسف العرب آخر من يقرأ .. فهاهم قد تدخلوا في ليبييا ,, وكأنهم (كاريتاس) أو جمعية خيرية لذلك أؤكد بأنهم لن يتدخلوا في سوريا ولو احترقت ,, لأننا ولله الحمد لانملك نفطًا لندفع الفا تورة .. مساكين أهل فلسطين , وغزة لأنهم لايملكون إلا الكرامة , والعزة ,, ونحن لانعترف بمعارض يعيش خارج الحدود , وهو هارب من الخدمة الإلزامية ,أو من جريمة , أو سرقة , وأصبح معارضًا وأنا أحترم كل معارض يعيش داخل سوريا , ويكتب فهذا من حقه ولن يكون الخدام , ومن شابهه في أسبانيا ,وأزلامهما بديلا ً عن أصغر موظف في سوريا , فهذا المارق قال ذات مرة : (إحدى وأربعون عاما من الذل عاشتها سوريا ...) ونسي بأنه كان الحاكم المطلق في سوريا , ولبنان . وأستغرب بعدد الناشطين , والحقوقيين السوريين , والمعارضين ,من أين ظهروا ,, والبارحة طالعتنا إحداهن وعمرها 17 عاما ,, فهل هي معارضة , أم بنت معارض .. سوريا لن تركع , وأكرر ماقاله الشيخ القرضاوي ذات يوم عن الرئيس بشار الأسد : (هذا الشاب المناضل , والمقاوم يجب أن يحتذى به .....) ولكن!!!!!!!!!!! دمتم أخي رأفت |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
في صبيحة يوم باكر وبناء على اوامر السلطات الملكية العراقية تحرك اللواء العشرين في الجيش العراقي
بقيادة عبد السلام عارف متوجها نحو الأردن بناء على اتفاق مسبق ما بين أبناء العمومة الهاشميين في بغداد وعمان هدف هذا الاجراء المعلن هو حماية الأردن من التهديدات الإسرائيلية ( يجب أن نصدق ! ) أما ما تكشّف بعدها فإن هذا التحرك العسكرية للواء العشرين سيتبعه تحرك آخر للواء التاسع عشر بقيادة عبدالكريم قاسم هدفه سوريا واحتلال عاصمتها دمشق تنفيذا للخطة الموضوعة والتي سنتحدث عنها بعد بضع سطور ..! كان التنظيم العسكري السري في الجيش العراقي وعلى رأسه "عبد السلام عارف " يتحين الفرصة منذ أكثر من سنة من ذلك التاريخ للقيام بانقلاب عسكري ضد الملكية الهاشمية في العراق ، ولكن الظروف لم تكن مهيأة لتتجمع أكثر من فرقة عسكرية قريبة من بغداد أو تمر بها في وقت واحد فأتت تلك الفرصة وحانت الساعة لتنفيذ خطة تقضي على خطة أخرى موضوعة أعطيت الأوامر لتنفيذها فالقوات العراقية التي كانت تتأهب للتحرك غربا دخلت بغداد صبيحة يوم الرابع عشر من تموز 1958 وقضت على الأسرة الحاكمة وتغيرت وجهة التاريخ . فبغداد التي كانت عاصمة لحلف استعماري كانت تحتضن قبل أشهر من ذلك التاريخ اجتماعا لعسكريين ورجال مخابرات بريطانيين وأتراك وايرانيين وامريكيين إضافة إلى العراقيين قاموا بوضع خطة لاحتلال سوريا تنفذ على الشكل التالي : أولا : يقوم العدو الإسرائيلي بفتح النار على الجبهة السورية ويندفع بقواته نحو الأراضي السورية من ناحية الجنوب عبر اختراق الجبهة الأردنية متجها نحو سهل حوران ويقوم باحتلال بعض المدن والقرى أهمها مدينتي الرمثا الأردنية ودرعا السورية . ثانيا : تصدر الأوامر من بغداد إلى اللوائين التاسع عشر والعشرين المتوجهين نحو الاردن بأن يغيرا وجهة سيرهما ويخترقا الراضي السورية مع إعلان عراقي بأنه سيحمي دمشق من كيان العدو ! ثالثا : تصدر تركيا بيان شديد اللهجة موجه إلى الحكومة العراقية تهددها بسحب قواتها من سوريا فورا وإلا سوف لن تسمح بوجود الجيش العراقي على الأراضي السورية لأن ذلك يُخلّ بموازين القوى - فلا تستجيب بغداد طبعا – فتدخل القوات التركية وتحتل معظم الشمال السوري وبهذا تقع سوريا تحت احتلال من قوى حلف بغداد ومن العدو الصهيوني الحليف للحلف بطبعة الحال . الهدف : تقسيم سوريا ونزعها من يد عبد الناصر ( رئيس سوريا ومصر ) والذي سيصبح عاجزا لا قدرة له على صد هذا الغزو الذي كان يعززه الأسطول الامريكي قبالة شواطئ سوريا ولبنان والقوات البريطانية المرابطة في العقبة داخل الأراضي الأردنية . فحلف بغداد الذي ضم الباكستان وإيران والعراق وتركيا والفارد جناحه على كل من الحكم الأردني ونظام كميل شمعون في لبنان وكيان العدو الإسرائيلي – حلف بغداد هذا – لم تكتمل حلقته إلا بتطويع سوريا وإذعانها سياسيا أو بضربها وتفتيتها ليتحقق نجاح مشروع الحلف الذي تعطل مشروعه حين دخلت القوات العراقية بغداد وليس دمشق ؛ وانقلب الشعب في لبنان على حكم كميل شمعون ولم ينفعه نزول قوات المارينز على شواطئ لبنان .. وأجبر الملك حسين على تأليف حكومة أردنية ضمت بعثيين وناصريين قوميين عرب . فهل سكت الغرب وتراجع عن محاولته السيطرة على سوريا ؟! أي مبتدئ في علم السياسة يعرف بأن الغرب على رأسه امريكا وبريطانيا وفرنسا يضعون أولوية في سياساتهم الخارجية ما يتعلق بمنطقتنا العربية: حماية كيان العدو والنفط. هي سياسة بعيدة المدى وكما يقولون " استراتيجية " لم تتغير منذ أن سعى الغرب لقيام كيان العدو وسيطر على حقول النفط ولغاية هذه الساعة وأي محاولة من أصحاب النفط للسيطرة عليه يضربونها وأي مقاومة للعدو يعملون على شلها وفشلها . فهل تغيرت أهداف الغرب ؟ |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
: منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي لم تكن السعودية تنظر إلى لبنان غير تلك النظرة العامة كونها بلد جميل .. مناخه رائع و شعبه شعب مضياف كأصوله العربية ؛ وأن فيها صحافة " حرة " تزعج أحيانا بعض الأمراء خاصة أولئك الذين كانوا يطوفون شوارع الحمراء ومنطقة الزيتونة الممتدة على الكورنيش البحري من مقهى العجمي حتى المرفأ والتي احتوت أرقى " علب الليل " وأجمل بنات الليل - مع احترامي لهن - " رزق الله على هيديك الأيام " ...! وكان الحكم السعودي ينظر إلى لبنان سياسيا كبلد يسكن فيه خطر دائم يتهدد سوريا قلب بلاد الشام باستمرار .. ولكنه كان مطمئنا على استقرار الوضع فيه بعد صيغة التعايش التي اتفق حولها اللبنانيون عام 1943 وفي ظل حكم الرئيس كميل شمعون صديق الغرب – بريطانيا وأمريكا - فهو صديق قديم للإنكليز وصديق مستجد للأمريكيين ومتعاونا مع مخابراتها " السي اي ايه " تعاونا سيتضح مستقبلا كم كان عميقا ...! فالقلق السعودي كان على سوريا من منظور رؤيتها الخاصة للخطر . فالتهديد لكيانها يأتي أولا العراق لجهة الشرق ، والأردن لجهة الجنوب ومن ثم الجانب الإسرائيلي لجهة الغرب الجنوبي ثانيا .. ! فالأسرة الهاشمية يحكم أبناءها كلا البلدين ، وهما يشكلان خطرا محدقا بمستقبل المملكة إن هم استطاعوا السيطرة على سوريا أو جرها إلى " وحدة " أو حلف أو حتى مجرد تفاهم بين تلك البلاد خصوصا والدعوات كانت قائمة تطالب بتحقيق وحدة " الهلال الخصيب " ( أي سوريا والعراق والأردن ولبنان وما تبقى من فلسطين ) المرشح لقيادة هذا المشروع من الناحية النظرية كان الأسرة الهاشمية ...! لذا ، ولتلك الأسباب أنفة الذكر كانت السعودية تطلب ود الحكم السوري وتغريه بكل الوسائل حتى لا تقع سوريا بيد " الأشرار " ! والسعودية تعاونت مع عبد الناصر بداية ولغاية تحقيق الوحدة المصرية – السورية في العام 1958 حتى حدوث المتغيرات الهامة التي حدثت في العراق ثم لبنان والأردن واختلطت الأوراق ...! " فالصراع على سوريا " حُسم لصالح عبد الناصر .. والعراق حدثت فيه " ثورة 14 تموز " وأطاحت بحكومة " نوري السعيد " والعرش الهاشمي، وسيطر التيار القومي العربي الناصري على السلطة هناك بعد انقلاب ثاني أطاح بعبد الكريم قاسم .. وفي الأردن أستطاع التيار الشعبي الناصري والقومي العربي المتمثل بحزب " البعث " ( تنظيم الأردن كان اقوي تنظيم بعثي على الساحة المشرقية ) ان يفرض حكومة وطنية على الملك حسين ؛ أما لبنان فإنه وقع في حرب أهلية نتيجة المتغيرات المشرقية وانتهت باتفاق أمريكي وعبد الناصر على أن يؤتى بقائد الجيش اللبناني فؤاد شهاب رئيسا لجمهورية لبنان لا يعادي عبد الناصر ولا يقاطع الغرب . وكان من الطبيعي ان تتغير قواعد اللعبة بناء على تلك المتغيرات ، واتجه الحكم السعودي بالنظر نحو لبنان وبالتحديد نحو السياسيين السوريين الذين أتوا إلى لبنان هربا من نظام " الوحدة " وإجراءاته التي خربت مصالحهم بشقيّها السياسي والاقتصادي والثقافي ( يقال في أسباب الانفصال الكثير فعلى سبيل المثال : تأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت. قدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل. سياسات استبدادية من قبل الحكومة في الإقليم الجنوبي ساهمت في توليد انزعاج لدى السوريين الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التي اشترط عبد الناصر إلغائها لقبول الوحدة. كان لجهاز المخابرات دور مؤثر في إذكاء نار الفرقة بين المواطنين. عدم وجود تواصل وترابط على الأرض بين الإقليمين، ووجود كيان العدو الإسرائيلي بينهم ) . هذه الأمور وغيرها كانت الورقة الرابحة في يد أعداء الوحدة واستفادت من الخطاء الجسام التي ارتكبها عبد الناصر ( كما يُجمع معظم الذين أرخوا تلك المرحلة ) وبذا قويت نواة المعارضة ضد عبد الناصر والنظام الوحدوي الأمر الذي بدأ يتيح للحكم السعودي فرصة التدخل لإضعاف خصمهم اللدود عبر حبك المؤامرات ودفع الأموال الكثيرة لإسقاطه أو اغتياله خصوصا وان السعودية جهرا وعلنا كانت من أشد المعارضين لقيام تلك الوحدة . لقد نجح الامر واستطاع " الانفصاليون " دعم انقلاب سيطر فيه العسكريون على السلطة وقاموا باجلاء الجيش المصري المرابط في سوريا واعتقوا القوات المظلية التي أرسلها عبد الناصر إلى اللاذقية بعد استسلامهم بناء على أوامر ناصر نفسه وانتهت الوحدة في أواخر العام 1961 ولم يمضي على قيامها أكثر من ثلاث سنوات ...! عبد الناصر قام بالرد على النظام السعودي بانقلاب عسكري على حكم الإمامة ثم قام بتسعير الحرب فيها وأرسل مزيدا من الرجال والعتاد بعد انقلاب "السلاّل " وزاد من حجم تدخلاته في لبنان الذي أصبح منذ ذلك الوقت ساحة صراع ما بين الحكم السعودي والحكم الناصري ليس على هذا البلد الصغير إنما ليكون منطلقا للسيطرة على سوريا مجددا عبر دعمه لأكثر من محاولة انقلابية كانت تبوء بالفشل , فعبد الناصر كان يجند المناصرين له والسعودية تدعم الحكم الانفصالي بقوة ؛ أما في لبنان فلم يكن لها أي حظ مع أي شارع آو جهة باستثناء دعم بعض الشخصيات اللبنانية محدودة الفاعلية فمعظم الشارع الإسلامي كان ناصريا بامتياز ولم يُستثمر ذلك إلا من أجل خلق مزيد من العداء لكلا البلدين سوريا والسعودية ! و بقيت الأمور على هذا الحال حتى حدوث الزلزال الكبير : الذي غير وجهة التحالفات وكان من الممكن أن يغير وجه المنطقة ؛ فحزب " البعث العربي الاشتراكي " نجح في انقلاب الثامن من شباط عام 1963 في العراق واستولى على السلطة في بغداد ثم نجح في انقلاب عسكري ثاني وسيطر على الحكم في سوريا في الثامن من آذار أي بعد شهر واحد تماما .هذا التحول الكبير احدث خللا هائلا في موازين القوى وبدا أن سوريا قد فلتت من قبضة المصريين والسعوديين معا يا للمفارقة التي جمعت كل من مصر والسعودية على هدف واحد مع أن مصالحهما في ذلك مختلفة ؛ لقد بدأ النظامان يعملان على تقويض حركة البعث .. فعبد الناصر يكيل له الشتائم ويصنفه ببعث امريكي وآخر بريطاني والسعودية تشكو للأمريكيين بأن الشيوعيين سيطروا على سوريا ! وها هو الحزب الذي نشا في العام في بداية أربعينات القرن الماضي يحكم في العراق وقاعدته النضالية دمشق ولأول مرة منذ عصور . بالرغم من ذلك فقد شرع بعثيوا سوريا والعراق في تأليف وفد مشترك وذهب ليفاوض عبد الناصر من اجل إقامة وحدة ثلاثية بينهم ( راجع محاضر جلسات الوحدة لمحمد حسنين هيكل ) الأمر الذي اثأر حفيظة السعودية التي شعرت ان الضغوط سوف تزداد عليها من " العروبيين التقدميين " لكونها تمثل في نظرهم رأس " العروبيين الرجعيين " لكن عبد الناصر " الذي كان يماطل " كان قد قطع شوطا كبيرا في الإعداد لانقلابين مضادين للبعث في كل من سوريا والعراق ... فشل في الدولة الأولى ولكنه نجح في الثانية حيث تم التحالف ما بين الناصريون وبعض البعثيين على البعث نفسه في العراق ولكن سوريا خرجت من يديهم وما كانت السنوات العشر من 1958 حتى 1968 إلا توطئة لنظام حكم قادم بعد سنتان حيث استقر الوضع السياسي فيها – نسبيا - ومضى نظام الراحل حافظ الأسد في تثبيت دعائم دولة انتقلت من كونها تابع تتصارع عليها تلك الدول إلى دولة مركزية صار يُحسب لها ألف حساب حتى لو لم تطلق طلقة نارية واحدة . وعاش أعداء ذلك النظام في أزمات متتابعة نتيجة لفشلهم بالسيطرة على سوريا مباشرة فردوا بعد ذلك من خلف الحدود . يتبع |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
ذات مساء من العام 1977 وقع كوقع الصاعقة على رؤوس الناس الحديث الخطير الذي كان يلقيه الرئيس أنور السادات في قاعة مجلس الشعب المصري ،وكان مضمونه مفاجئا للكثيرين من الناس لكنه لم يكن كذلك لمن كانوا يتابعون خطوات الرجل وتلك المحادثات السرية التي كانت تجري في المغرب ورومانيا وعواصم كثيرة كانت قد هيأت وأعدت كل شيء، وأهم شيء : إشاعة مناخ الإحباط على مستوى الشارع العربي خصوصا الشارع المصري . كنت كما غيري من الناس أنتظر ذلك الخطاب الذي سُوّق له بأنه سيكون خطابا هاما وقد جعلني ذلك ابتسم بمرارة عند إعلان السادات لمبادرته لأن المسرح الإعلاني قد أعدّ جيدا فبدا الرجل جادا وحازما .. وبدا الراحل ياسر عرفات جالسا في المقاعد الأمامية يصفق بحرارة كلما نطق السادات بسطر حتى وصل إلى إعلانه بأنه " سيذهب حتى آخر الدنيا من اجل السلام " وهنا وقف من في كل الصفوف لتصفق للرئيس " المؤمن " تصفيقا مدويا لم يجلس بعدها عرفات إلى كرسيه حتى طلب منه السادات ذلك بشكل متواضع وغاية في الأدب والنعومة ! السادات كان يعلم بأن سوريا ونظامها سوف لن يوافقوا على ما هو عازم عليه ومع ذلك فإنه نزل في مطار دمشق فأستقبله الراحل حافظ الأسد وجعله يستمع إلى معظم مفاتيح النظام من سياسيين وعسكريين الرافضة للحلول المنفردة وأن تلك المبادرة انتحار ليس لأنور السادات كما يقولون إنما للأمة العربية والانقسامات التي سوف تواجهها ولسان حال السوريين يقول : لماذا نُعطي العدو بالسلم ما لم يحققه في الحرب خصوصا وقد حاربنا سويا ونحن قبلنا بالقرارات الدولية فلتُنفذ أولا ولينسحب العدو من الأراضي التي احتلها في الخامس من حزيران 1967 وقراري مجلس الأمن 242 / 338 يقضيان بانسحاب العدو إلى خطوط الرابع من حزيران فلماذا نفرط بما قد قبلنا به وما معنى التمسك بالشرعية الدولية ؟! خرج السادات من سوريا خالي الوفاض متوعدا إياها بالانتقام إن هي أقدمت على ما أقدمت عليه في العام 1975 عندما حرّضت معظم الشارع العربي ضد اتفاقيتي سيناء الأولى والثانية خصوصا وأن الأدوات التي استخدمتها منظومة " الحل السلمي "والتي عملت ضد سوريا وحلفاءها ثلاث ما زالت جاهزة للعمل بل وأن أداءها قد تطور جدا ! وكان في رأي الأمريكيين أن التسوية ، أي تسوية ، ستعزز من مكانة العرب " القابلين " وستعزل الرافضين منهم بل " وسنورطهم لأننا أمام معضلة تتعلق بدعم السوفييت للدول الراديكالية كسوريا والجزائر وليبيا والمنظمات الفلسطينية المتطرفة وفي هذه الحال يجب أن نجبرهم على القبول بالتسوية وألا نسمح لهم إلا بالإحباط فيتنازلون " ! ( ضعوا خطين تحت هذه الجملة الأخيرة ) ما سنعرضه هنا هو تلك السنوات القليلة الماضية التي سبقت مبادرة السادات ، وما سنرويه هنا ، هو رواية مختلفة عن تلك التي يعرفها البعض والتي يرددها ببغاوية دون دراية .. فتلك السنوات القليلة تلك كانت سنوات التحولات الكبرى ولكن من منظور إنسان بسيط يعشق أمته ويفخر بانتمائه العربي . مهم جدا الاطلاع على هذا الموضوع وهو باعتقادي المدخل لتفكيك ما حدث في السنوات الثلاث التي سبقت زيارة السادات للقدس المحتلة http://www.nooreladab.com/vb/showthr...t=17456&page=3 |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
في مطلع العام 1975 صارت دمشق قاعدة ومقرا لجميع المعارضين العرب والمصريين للنظام الساداتي في مصر على اثر توقيع اتفاقيتي سيناء الأولى والثانية واعتبرت بأن تلك الخطوات سوف تؤدي بالنظام المصري إلى صلح كامل مع العدو الإسرائيلي واحتدم صراع خفي ما بين مصر وسوريا بداية على أرض لبنان سرعان ما تطور الأمر وأدى إلى انقسام عامودي في بنية النظام العربي كله فدول الخليج العربي وإن لم تؤيد نظام السادات علنا ولكنها لا تعارض بل أنها تشجع أي خطوة باتجاه إنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي وحصره في كونه صراع فلسطيني – إسرائيلي ؛ والمنظّر الأول لهذه المقولة والداعم الأساسي لها كان ملك المغرب الراحل الحسن الثاني والذي سيلعب دورا أساسيا وناجحا في جسر علاقة ما بين القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الصهيوني . الذين يتحدثون عن " نظرية مؤامرة " يكذبون على الناس بسبب جهلهم أو غباءهم أو أنهم في صلب تلك المؤامرة فينفون حدوثها ؛ فالوضع السوري الداخلي كان ومع بداية الحرب اللبنانية يتعرض الى اهتزازات عنيفة من قبل المعارضة التي بدأت مسلحة وبالقدر الذي كانت فيه مواقف النظام متصلبة تجاه المخطط الأمريكي الذي يقوده " كيسنجر " بالقدر الذي كانت تسعى لتقويضه . وكلما زادت الجبهة اللبنانية اشتعالا زاد التدخل السوري من أجل إطفائه فالنار اللبنانية إذا امتدت ستحرق معها سوريا لأن المخطط الأمريكي هو تقسيم لبنان وتوطين الفلسطينيين فيه بعد تهجير مسيحييه ؛ وكلما اقترب النظام من تحقيق النجاح نتيجة لوساطته المقبولة من كل الأطراف ( في العلن ) زاد الضغط الداخلي وتطور الوضع في سابقة خطيرة لم نشهد مثيلها في الوطن باستثناء اليمن المقسوم فالمعارضة السورية وبالتحديد حزب " الإخوان " صار له قواعد خارج سوريا للتدريب والتسليح وسيتبين لاحقا أن الخطة التي كانت تعد لقلب نظام الحكم كادت أن تنجح أعاقتها بعض التحولات التي سوف نأتي على ذكرها . والنظام هنا هو كأي نظام في العالم لن يدافع عن نفسه بالديمقراطية والحب والقبلات ؛ لقد استخدم العنف ، الأسلوب الذي استخدمه المعارضون بل إن النظام لم يكن على نفس مستوى الإجرام الذي مارسه المعارضون ولو أن الإعلام قد رسّخ الكثير من الأكاذيب كما سوف نتبين ! واني هنا لا أعطي مبررات لأي طرف إنما لأضع صورة الأحداث أمامكم كما حصلت . لقد فُجع حافظ الأسد بالدور الذي لعبته منظمة التحرير في لبنان ولم يكن يدري – وهو السند والحليف – بأن الفلسطينيون في لبنان سيستخدمون وقودا لتحقيق أمرين : طرد المسيحيين والاستيلاء على مناطقهم تمهيدا للتوطين والمساهمة في قلب نظام الحكم في دمشق ! ففي الوقت الذي كان يبدو فيه عرفات أنه صديقا للأسد كان في واقع الأمر من أشد المعادين لنظامه لقد كان يدفع باللبنانيين نحو مزيد من المعارك ويظهر بمظهر الحريص على وقف القتال وعندما تأكد من أن النظام قد ادخل قواته إلى لبنان لوقف المعارك بعد استنفاذ جميع الحلول قام عرفات بالسيطرة على معظم لبنان وفاجئ حتى أكثر الناس تشاؤما فجهر في عداءه وقامت بعض عصاباته المسلحة بقتل بعض الجنود السوريين الذين كانوا يعملون سرا في مخيمات الجنوب منذ العام 1973 وتحت اسم منظمة " الصاعقة " خصوصا في مخيمي عين الحلوة والمية ومية هؤلاء الجنود كانوا قد تم فرزهم من وحدات الدفاع الجوي وكانوا أول من استخدم الصواريخ الروسية ا لمضادة للطائرات بعد أن كان العدو يقصف تلك المخيمات شبه يومي .. في ذاك اليوم المشئوم تاريخ السادس من الشهر السادس من العام 1976 هذا اليوم الذي تم فيه هجوم صباحي في كل المناطق التي تتواجد فيها فتح وحلفاءها من الأحزاب اللبنانية على جميع المكاتب والمقرات للتنظيمات الفلسطينية والأحزاب اللبنانية التي استسلم معظمها حقنا للدماء فسيطر عرفات على لبنان باستثناء المناطق المسيحية التي استنجدت بسوريا لحمايتها فوافق رئيس لبنان ورئيس وزراء لبنان ومجلس نواب لبنان وأضفوا على التدخل العسكري السوري الغطاء الشرعي فقصف عرفات قصر بعبدا وهجّر رئيس الجمهورية وفتح معارك الجبل في أعالي صنين وصرخ من بيروت بأنك يا حافظ الأسد " ستواجه 25 ألف متراس وطني قبل وصولك إلى بيروت " وصرخ نائبه صلاح خلف " أبو إياد " بأن طريق فلسطين تمرّ من جونية " وهكذا قام النظام السوري بدفع لواء مدرع اتجه عبر البقاع الغربي نحو الجنوب اللبناني هدفه الآني كان الوصول لمنطقة جزين ومنها إلى صيدا لحماية الجنود المتبقيين من الكتيبة التي كانت بالمخيمات وفرّ بعض أفرادها هائمين بين البساتين ثم الانتشار في أماكن حددتها القيادة العسكرية لإنهاء الحرب في لبنان . لم أكن أعلم أن بضع مئات من المسلحين في مدينة صيدا التابعية لفتح وبعض ملحقاتها ستدفع بهم قيادتهم نحو وضع الكمائن في بعض شوارع صيدا وبين بساتينها ولم أكن أعلم بأن قائد اللواء – أو الكتيبة المدرعة - السوري كان طيبا حد السذاجة .. كان عليه استكشاف الأرض التي سيعبرها .. سألت أحد الضباط فيما بعد فقال لي : " أن الناس كانت ترش الأرز أينما مررنا وفي البلدات المسيحية والإسلامية والدرزية وكنا نتوقع من أهل صيدا " المسلمين " أن يعاملونا كإخوتهم في باقي المناطق " قد يكون محقا فأنا ابن المدينة لم أكن أعلم ما كان يحدث وكل ما كنت أسمعه هو أن " السوريون " وصلوا إلى جزين وكنت أتوقع بأن المسلحين سوف يهربون عند رؤيتهم المدرعات ولم يخطر ببالي أن درجة الحقد سوف تدفعهم ليفعلوا ما فعلوه بالجنود القادمين فهؤلاء من دربهم واشرف عليهم لسنوات في معسكرات فتح المنتشرة في كل بقاع سوريا وهؤلاء من كان يقاسمهم الرغيف ويحميهم .. ولكن ماذا فعلوا بشعبي ليجعلوا منه قاتلا قالوا : " لِم لم تتدخل إسرائيل عندما تدخلت سوريا ومنعتها " قلت فيما بعد ، ولماذا تتدخل وهناك من قاتل عنها .. هناك من قام بالمهمة دون تدخلها خصوصا في قادمات الأيام .. أما في عصر ذلك اليوم فقد خرج المسلحون من الأزقة ورموا معظم ناقلات الجند المجنزرة بقذائف الأر بي جي المنتشره كالأرز بين المسلحين فأحترقت 20 ناقلة وقتل 105 جنود حرقا ومثل ببعض الجثث التي بقيت ثلاثة أيام في شوارع المدينة وبعض الأسرى الذين نكّل بهم والكثير الكثير من الناس قد بكت وكدت أقتل أحد المسلحين بيدي خنقا عندما تبرع من تبرع في اليوم التالي لسحب الجثث ! لم يُخدش أي من المسلحين بتاتا لأن الجنود لم يُطلقوا طلقة واحدة حتى بالدفاع عن أنفسهم لقد كانت أوامر القيادة . توقف بقية اللواء المدرع في شرقي صيدا وعلى تلالها وتوقف لواءمدرع ثاني على أبواب مدينة صوفر الجبلية أمام المتاريس وامتد الصراع لمدة 3 أشهر تورطت فيها دول كثيرة لتثني النظام في سوريا على التراجع وترك لبنان لمصيره لكن النظام صمد وصمدت سوريا ووقع أعداءه في أزمة جديدة ! (قد يبدو هذا الحديث ثقيلا على مسامع البعض ولكني لا أستطيع تجميله وليناقضني من يملك غير هذه المعلومات ) في هذا الخضم كانت المعارضة السورية تتلقى دعما من عدة جهات تتقاطع مصالحها وتلتقي بقوة عند هدف إسقاط النظام في سوريا ولكنه نجا بعد أن وضع مدافعه فوق رؤوس المتآمرين وأصر على وقف الحرب وافشال مشروع تقسيم لبنان وقدم بعض التنازلات تجاه النظام المصري وعمل الرئيس الجزائري بومدين على وساطة بين البلدان فالتقى الأسد وبومدين والسادات الذي بادر الأسد بالقول : " ههي هنعيده ولا نريحك " فضحك الأسد وقال المثل الشعبي " السبت فات ... اليهودي " بمعنى أن اتفاقات سيناء أدت مهمتها ولم يعد من فائدة لمعارضتها فدخل الجيش السوري بيروت في صباح السادس عشر تشرين الثاني عام 1976 بعد قمة عربية سداسية في الرياض حضرها الملك السعودي وأمير الكويت وياسر عرفات والرئيس اللبناني الياس سركيس إضافة للسادات الأسد وقررت إرسال 40ألف جندي لفرض الأمن تبرعت بعض الدول العربية بإرسال جنودها ( 7 دول لم يستطيعوا إرسال إلا 4750 جندي ) فطلبوا من سوريا التعهد ببقية العدد فسحبت من جنودها خمسة آلاف وبقي 35 ألف جندي تورطت جامعة الدول العربية بتمويلهم . لقد وقفوا في وجه النظام وقاتلوه وها هم يدفعون بعدما صمد وحقق هدفه بوقف الحرب في لبنان . فهل انتهت المؤامرة ؟! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
في منتصف شهر أيلول 1970 كان الملك حسين يستنجد بالأمريكان
كما يقول " هنري كيسنجر " في مذكراته ويستنجد بالإسرائيليين كما قال هيكل ويطلب من رابين الإطباق على جناح الجيش السوري من جهة " درعا " فأبلغ رابين الأمريكيين وبدأ جيش العدو بالتعبئة وقام بحشد فرقتين مدرعتين في الجولان المحتل وقامت أمريكا بحشد أسطولها البحري في المتوسط / ثلاث حاملات للطائرات وعشرات البوارج / إضافة إلى استعدادات إستراتيجية كتحريك الفرق المظلية المرابطة في أوروبا والتهديد باستنفار ذري ! فالقوات السورية التي دخلت الأراضي الأردنية وتجاوزت بلدة الرمثا حتى جنوب إربد ولم يعد باستطاعة الجيش الأردني وقفها بالرغم من قيامه بتدمير عشرات الدبابات وموت مئات الجنود السوريين والأردنيين ( كنت في قلب المعمعة في مدينة إربد وسأكشف لكم إني كنت عضوا في تنظيم فتح ومن العناصر التي انتسبت إلى التنظيم باكرا وأشهد بأن سكانها كانوا ليسوا فقط مرحبين بل ويحثون الجيش السوري ليحتل عمان ) فياسر عرفات كان قد بعث بعدة برقيات من قلب عمان المحترقة إلى القيادة السورية يستغيث فيها " باسم النساء الثكلى واليتامى والشرف وكرامة الثورة " ويطلب تدخلا سوريا لحماية المقاومة التي " تُذبح نتيجة مؤامرة إسرائيلية أردنية أمريكية " فهبّت سوريا " لنجدة الأحرار إعصار " فأدخلت جنودها ولم يكن النظام يدرك أنه خرق حدودا لنظام كرّس الغرب ما لديه من طاقات للمحافظة عليه ولم يكن يدرك أو ربما العكس بأن فعلته تلك ستغير وجه المنطقة التي كرّس الغرب طاقاته للمحافظة على حدودها إن هو نجح في إرساء سيطرة الفدائيين والحركة الوطني الأردنية على النظام ! لكن الغريب أن الجيش العراقي المتواجد في الأردن والذي كان قد سُمح له بالمرابطة في فيها لم يُثر الغرب وتبين فيما بعد بأن هناك ضمانات بعدم التحرك من مواقعه أثناء مجازر أيلول اللهم إلا عندما كان يُخلي مواقعه في الليل لتحل محلها قوات أردنية تفاجئ الفدائيين صباحا وتقوم باعتقالهم أو قتلهم ؛ إذ ليس من الصدفة أن يهرب أكثر من 77 فدائيا من موقعهم عندما اكتشفوا انسحاب الجيش العراقي المحتمين به ودخول الجيش الأردني فقاموا بتسليم أنفسهم للجيش الصهيوني مع أسلحتهم أليس تلك فضيحة ؟! على أي حال لقد ضغط السوفييت على حليفهم السوري بعد أن عقدوا اتفاقا مع الأمريكيين مفاده : انسحاب سوري مقابل عدم تدخل إسرائيلي / فدعا الراحل عبد الناصر لمؤتمر قمة عربي لم تحضره سوريا تصالح فيها الملك وقائد " الثورة " وانتصر الملك ، وانسحب الفدائيون إلى سوريا ، ومن بقي منهم وقاوم قتل في أحراش عجلون وجرش بعد أن فرض جيش النظام عليهم حصارا حتى الموت .. وتم القضاء على الحركة الوطنية الأردنية وفرض التوطين والتجنيس على الفلسطينيين دون شوشرة ودون أن يأتي أحد على ذكر ذلك . أما الفدائيين الخارجين من الأردن فنشروا قواتهم المنسحبة إلى الأراضي السورية ومنها بدئوا بقصف الأراضي الأردنية بالصواريخ والأسلحة وبدا أن الفوضى قد بدأت تنتشر في المدن السورية خصوصا دمشق التي باتت أشبه بمدينة تعيث فيها العصابات المسلحة ( ألسنا فدائيين ؟!) وسادت الفوضى وعمّت الرذائل في بعض شوارعها وكان البعض يُطلق عليها اسم " هانوي " الشرق / ولم يدرك أصحاب هذا الوصف بأن الصين ولا الاتحاد السوفييتي على حدودها بل أن المحيطين بها جميعهم كانوا أعداء ولن يتمكنوا من جعلها كذلك بحماستهم ، وأن مغامرتهم في حرب سقط فيها المئات فأودع أصحاب هذا الفكر في السجون حين انقلب عليهم الرفاق تحت شعار التصحيح ؛ أما الذين خططوا لتوريط سوريا في الأردن عبر نداءاتهم المتكررة أصبحوا أمام قيادة سوف تسألهم في كل ما يفعلون فناصبوها العداء وقرروا أن يحاربوها في لبنان فصار الفدائي يأتمن على نفسه في دمشق وعند وجوده في لبنان يخاف منها أليس ذلك قمة في العهر السياسي ! على أي حال فالمعارضة لنظام حافظ الأسد قد بدأت باكرا وبدأت قوية من قبل أبناء النظام نفسه وشككوا في شرعية " الحركة التصحيحية " واتخذ بعضهم بيروت وباريس ومدريد مقرات لهم يحركون أعوانهم ومحازبيهم إذ عليكم دراسة التاريخ السياسي الحديث لسوريا حتى تتفهموا بأن هذا البلد يختلف كليا عن الكثير من بلدان المنطقة والعالم وعليكم إدراك جملة قالها الراحل عبد الناصر عندما عرض عليه السوريون الوحدة قال : " أنا أحكم 20 مليون مصري بحزب واحد ( يقصد الإتحاد الاشتراكي / لم يأخذ اسم حزب لكنه عمليا كان كذلك ) أما سوريا فهي خمسة ملايين إنسان وخمسة ملايين حزب فكيف تريدونني أن أحكمها ؟! " إني لم أعد إلى الوراء كما يتبادر إلى الذهن في هذا الرد الأخير إنما أردت بذلك العودة لجذور حركة المعارضة السورية خصوصا تلك الحركات السلفية ؛ فمنذ اللحظة التي رشّح الحزب الحاكم هناك حافظ الأسد لرئاسة سوريا بدأت تلك الحركات بنشر الأقاويل الطائفية والمذهبية التي تحرض فئات الشعب السوري وتزرع ما بينه الفتن وانتشرت تلك الأقاويل التي كانت أيضا تذاع عبر وسائل إعلام العدو كانتشار النار في الهشيم فعمّت المظاهرات بعض المدن خصوصا حماة وحمص وبعض الأرياف .. فحزب الأخوان كان بالأصل في صراع مع حزب البعث منذ الأربعينات ولكم أن تتخيلوا عندما يتحالف شيوعي مع إخواني مع إقطاعي ضد حزب البعث في انتخابات النيابية في الأربعينات والخمسينات هذا التحالف قد قوي جدا بعدما صار البعث في السلطة عام 63 .. قد يستغرب البعض ولكن ماذا لو قلنا إن ما يجمع الشيوعي " بالإسلامي " في الشكل أكثر بكثير ما يجمعهم مع أي حزب قومي ( إنهم أمميون ) ! فهل كانت صدفة بانهم تحالفوا ضد عبد الناصر ووقفوا ضد الوحدة وطار عقلهم في العام 1979 عندما كادت الوحدة تتحقق ما بين العراق وسوريا ! فكيف والحال قد ساعدهم بأن الرئيس " ليس مسلما " كما قالوا وأن طائفته خارجة عن الملّة حتى خرج رجل دين فقيه وقال : لا يا سادة إنه في قلب الإسلام وهو مذهب من مذاهب الإسلام المعترف بها فلم يعجبهم الأمر ..! فهؤلاء قد أحسوا بالإحباط عندما ألبست قمة الرياض السداسية الطربوش الشرعي لدخول الجيش السوري إلى لبنان وأقفل مؤقتا تمويلهم ! فأنور السادات كان جادا عندما خاطب الأسد بقوله : " ههي هنعيده ولا نريحك " وكان هو وحده يعلم بأنه بعد سنة واحدة سيقوم بالزيارة المشئومة للقدس المحتلة وكان يعتقد بأن النظام السوري سيتبعه ولكن السادات فوجئ بإنشاء " جبهة الصمود والتصدي " وعادت دمشق فاحتضنت المعارضة المصرية وهكذا عادت تلك المنظومة المعادية لكل ما هو عربي إلى فتح النار داخل سوريا وهذه المرة بشكل جنوني ؛ فالنظام الأردني افتتح معسكرات تدريب في أراضيه للإخوان " المسلمين " ومعظم المنتسبين أو الذين استًقطبوا بمعظمهم من أبناء حوران أما ياسر عرفات فقد كلّف أحد أهم ضباطه وهو ضابط أردني سابق بتنظيم وتسليح وتهريب " الإخوان " من سوريا إلى لبنان وبالعكس مستغلا تلك الطرق العسكرية التي تركتها سوريا للمنظمات الفلسطينية .. فأنشأ معسكرين للتدريب واحد في قرية " زِفتا " الجنوبية وآخر في بلدة " الدامور " البلدة المسيحية المدمرّة ، أما العراق فإنه لم يبخل بعشرات السيارات المفخخة التي كانت تتفجّر في شوارع دمشق وتقتل مئات المواطنين أما تركيا فكانت الدولة التي يأتي ويفرّ إليها المطلوبون الذين يمارسون القتل والاغتيالات وبعلم من السلطات التركية بل وبرعاية مخابراتها أما جبهة العدو يا للمفارقة فكانت الجبهة التي لا يستطيع العدو منها فعل أي شيء باستثناء صوت الأثير الذي كان " مرشدا " للمجاهدين ! ( الذين عاشوا هول ما حدث سوف لن تفاجئهم الأحداث الجارية هذا اليوم وهم غير قلقون على سوريا لأن الذين حاربوها في الماضي حتى تركع سوف لن يفلحوا هذه المرة أيضا فالمسألة ليست تلك العناوين الحلوة التي تطرح ولكن المسألة وجود سوريا ككيان ودولة فما نفع الديمقراطية مع شعوب تقتل على الهوية ويصبح " ثوارها " قتلة بمجرد حملهم السلاح يا لعار السلاح من حامليه ! ) |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
مثل إسباني يقول : من اليسير السير بأقدام حافية على أشواك الربيع ، ولكن ما يحل الصيف فإن قطيعا من الفيلة لن يكون بمقدوره القيام بمثل هذه المخاطرة" استشهد موشيه ديان بذلك المثل في إحدى اجتماعات حكومة " بيغين " في أواخر الثمانينات للدلالة على عدم اتخاذ إسرائيل موقفا حازما تجاه ما سماها السيطرة السورية على لبنان وقضائهم على " المسيحيين " كانت تلك السنة قد اكتمل فيها تدريب وتسليح آلاف الشبان اللبنانيين الموالين لأحزاب اليمين المسيحي في إسرائيل ؛ فكيان العدو بات يعتقد أن باستطاعتهم الصمود في وجه القوات السورية وفرض واقعهم ألتقسيمي المدعوم ! وفي تلك السنة كانت بعض الأخبار المريبة التي تتحدث عن اجتماعات سرية تتم بين " منظمة التحرير " وبين الجبهة اللبنانية ... وتحديدا ما بين مندوب عرفات المدعو " ابو الزعيم " وبين بشير الجميل وكميل شمعون فتقاطع المصالح جمع بينهما وهو العداء للوجود السوري في لبنان وباي شكل من الأشكال .. وبدا أن الطرفان لا يريدان رؤية مدافع الجيش السوري مسلطة فوق رؤوسهم .. فبشير الجميل اخذ يعد العدة لتحضير نفسه لإنتخابات الرئاسة في لبنان واخذ ينفتح على بعض الأنظمة العربية التي زارها ابتداء من السعودية ، واخذ يتقرب إلى الزعامات الداخلية من المسلمين ولا يريد ان يرى ذلك المدفع المسلط على المنطقة الشرقية يهدد حلمه الذي يدعمه الإسرائيليون بشدة ؛ فكيان العدو كان يعتقد أن لبنان هو البلد الثاني سيوقع معها اتفاق سلام بعد مصر ليؤمن على جبهته الشمالية الخطرة ... وكان عرفات \ وهو العالم \ يريد استباق هذا الأمر فيعمل على اتقاء نفسه من أي ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان حيث يضع نفسه في موقع المحايد ثم يذهب إلى سلامه الخاص " الموعود " بعد ان يكون قد تخلص بدوره هو الآخر من تسلط ذلك المدفع السوري فوق رأسه في منطقة " الفاكهاني " على الطرف الجنوبي الشرقي من بيروت!! في احد تلك الاجتماعات نقل " ابو الزعيم " حسب رواية جوزيف ابوخليل \ صحفي مقرب من بشير الجميل يملك جريدة " العمل " وعضو في حزب الكتائب ومؤلف كتابان عن الحرب اللبنانية : قصة الموارنة في الحرب " وكتاب " سورية ولبنان ، ومشقة الأخوة " \ يقول : ان أبو الزعيم قدم بعض النصائح لبشير الجميل منقولة من عرفات يحثه فيها على استخدام تجربته في استثمار " الحصارات " إعلاميا وسياسيا ... وأفاده أيضا : انه كلما طالت فترة الحصار تمتلك فرصة تدخل أطراف جديدة إلى الصراع ؛ والأخطر انه قال : ربما يكون لحصار المنطقة الشرقية والمدن المسحية " كزحلة " وقصفها يجعل للإسرائيلي مبررا للتدخل إلى جانبكم ضد السوريين ..!!! التقط بشير الجميل الفكرة مباشرة وقام بإرسال 600 عنصر من " القوات " إلى مدينة زحلة البقاعية ما بين تاريخ 10 – 15 \ 12 \ 1980 . ومدينة زحلة هي عاصمة منطقة البقاع وجل سكانها من المسيحيين الموارنة والكاثوليك ... ووجود عناصر " القوات اللبنانية فيها يعتبر وجودا إسرائيليا مباشرا بالنسبة للسوريين الذي لا يبعد مركز قيادتهم في شتورا اكثر من بعض الكيلومترات حيث اعتبر السوريين ان هذا تهديد لجميع قواتهم العاملة في سهل البقاع . وتهديدا لطريق بيروت الشام الوحيد ؛ وفي كمين مسلح " للقوات اللبنانية " على مدخل المدينة قتل 13 عسكريا سوريا فقامت القوات السورية وطوقت مدينة زحلة منذرة بإخراج من دخلها من المسلحين الذين قاموا بتدمير الشاحنة السورية وقامت بقصف مواقع المقاتلين بعنف وهذا ما كان يريده بشير الجميل .. وبالطبع هذا ما اسعد عرفات .. لقد وقع السوريون بالفخ ! لكن " ابو خليل " يتراجع ويقول في معرض هذا : إن تلك الفكرة لم تكن إلا قرارا ذاتيا اتخذه بشير منفردا ...؟! لكن " شيمون شيفر " الإسرائيلي الذي ألف كتاب " كرة الثلج " قال: لقد تعهد بيغين لبشير الجميل بتحريك جميع أدوات إسرائيل في أوروبا من اجل الحملة الإعلامية ؛ لقد قامت إسرائيل بأكبر عملية دعائية في العالم ضد سوريا وكلفت احد أهم خبراء العلاقات العامة في أمريكا والعالم الأمريكي المشهور " ديفيد غارت " بتنظيم تلك الحملة الدعائية الإعلامية والتي كان من نتائجها انه لم تبقى دولة في العالم لم تدن سوريا على " وحشيتها وبربريتها " بقصف المدنيين الآمنين وقتل المئات منهم ..! بعد 28 يوما وتحت ضغط سكان زحلة انسحب 150 عنصرا من القوات اللبنانية الى أعالي جبال صنين والزعرور ، وإما باقي العناصر فقالوا إنهم من الزحليون وبقوا ، وأبقت القوات السورية على حصارها للمدينة حيث تبين فيما بعد ان عدد القتلى في المدينة لم يتعدى العشرة وان عدد الجرحى 22 وفي مكان آخر يقول " روبرت فيسك " لقد مات شخصان بالسكتة القلبية وجرح 42 شخصا وان سيارات زحلة قد أصبحت بلا إطارات ؛ لقد كان يشعلها المحاصرون من اجل تصور زحلة في ثوب الدخان بناء على طلب من الشركة الأمريكية المشرفة على الدعاية ! فكل من شاهده ذلك الدخان مثلي كان يتساءل بسذاجة : ما نوع تلك المدافع التي لا تطلق إلا قنابل دخان ؟! على كل حال ... ستبقى المعارك مشتعلة في اعلي الجبال الحصينة ويصر السوريون على تحرير " الغرفة الفرنسية " في اعلي صنين تلك التي تدار فيها أجهزة التصنت والمراقبة الحديثة بواسطة المخابرات الإسرائيلية حيث استعان الجيش السوري بطائراته المروحية ، وعلى الفور صرح الإسرائيليون بأنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي . استمرت المعارك الطاحنة في جبال صنين والزعرور التي تكسوها الثلوج حيث نجح السوريون بتطهير بعض القمم على الرغم من المسالك الوعرة وصعوبة تنقل الجنود واستطاعوا الوصول الى " الغرفة الفرنسية " حيث تم الإستيلاء على احدث معدات التجسس والمراقبة الأمر الذي دعا رئيس اركان جيش العدو الطلب الى " لجنة الأمن الوزارية " منحهم إذن التدخل المباشر ضد الجيش السوري على الفور . وبعد ساعات معدودة أرسل طائراته الحربية فاسقطت للسوريين مروحتين كانتا تنقلان المؤن والذخائر الى اعالي الجبال . |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
لم يكن هناك إي طرف في العالم عربي او اجنبي يعترض او يحتج على هذا التدخل الإسرائيلي المباشر لأن الحملة الإعلامية على سوريا التي سبقت في موضوع زحلة قد خلقت للعدو مناخا يستند الى " شرعية اخلاقية " لما ادعاه بأنه قام بالدفاع عن " المسيحيين " ! ( إن ما تفعله بعض الأيادي المتآمرة على سوريا اليوم يشبه إلى حد بعيد ما حدث منذ 3 عقود ففي ظل هذا التآمر العربي قبل الغربي على سوريا اليوم يدفعنا للسؤال : وماذا لو قام العدو بعدوان مباشر عليها ؟! ) على أي حال لم يتأخر رد دمشق ولم يثنيها ذلك عن التوقف باستكمال السيطرة على مدينة زحلة التي دخلتها وأكملت سيطرتها على بعض قمم الجبال بل انها ذهبت الى ابعد من ذلك حين قررت إدخال بطاريات صواريخ سام 6 ونشرها في سهل البقاع الأمر الذي حرم الطيران الإسرائيلي من حرية الحركة فوق تلك المنطقة وحيث اعتبرت إسرائيل ان هذا الأمر قد يطلق يد دمشق لتسيطر على لبنان ، وجاء دورها لتتحرك . ( يجب على سوريا سحب الصواريخ فورا وإلا ) هكذا قال بيغين وارسل طائراته الحربية ليختبر مدى جدية السوريين في استخدامها فأسقطت بواسطتها طائرة حربية فتدخلت واشنطن وارسلت مبعوثها السيئ الذكر " فيلب حبيب " الذي بقي يتنقل بين دمشق وتل ابيب في رحلات مكوكية لعدة اشهر لمنع انفجار الوضع لأسباب تتعلق بأمرين اثنين : الأول ، كان بسبب التقارب السوفييتي السوري والذي سيسفر عن اتفاقات امنية وسياسية حيث كان يخشى الأمريكيون من تبدل الموقف السوري الرافض لوجود قواعد عسكرية سوفياتية على أراضيها .. أما السبب الثاني كان يتعلق بتهيئة المناخ للبادرة السعودية التي وافقت عليها قمة الرباط العربية والتي عرفت باسم ( مبادرة فهد ) وسوريا لم تتراجع ولكنها استقدمت مزيدا من بطاريات الصواريخ الجيدة الى لبنان . لقد كان حافظ الأسد كما يقول أعداءه ( يسير على حافة الهاوية ) لكن الحقيقة انه كان قارئا عبقريا في توقيت تقدمه وحركته ، ف مناحيم بيغين كان يُقدم على انتخابات جديدة وعلاقته الشخصية " بريغن " رئيس أميركا فاترا وليس على إسرائيل اما الدخول في حرب شاملة أو ينتصر الأسد في إبقاءه على الصواريخ . قال احد الديبلوماسيين المرافقين لفليب حبيب معلقا بعد اجتماعاتهم في تل ابيب : ( كان السياسيون في إسرائيل يتفننون باقتراح ألف طريقة لإنزال الأسد عن الشجرة التي تسلقها . الا ان فعلهم الوحيد كان تكديس الأخطاء ، لقد رسخ الأسد موقعه على الشجرة وأولئك الذين قرروا توسيع تعهداتهم \\ كان يقصد تعهدات حكومة بيغين بالتدخل لحمايتهم في لبنان \\ كانت الريح تتقاذفهم على إطراف أغصان هذه الشجرة ... ) . في جميع كتاباتي احرص دائما على ابراز العوامل الايجابية لمواقف عربية مشرفة طالما كان هدف إسرائيل الدائم طمسها وإخفاءها حتى تستحيل رؤيتنا لها وحتى نبقى غارقين في أعماق الإحباط ، وان لا أمل لنا إلا التسليم بقوة العدو ..! فموقف السوريين في " أزمة الصواريخ " اللهب بعض المشاعر الوطنية والقومية في نفوسنا خصوصا وان حملات التشهير بسوريا وحافظ الأسد كانت ما زالت تتصاعد في لبنان وفي سوريا التي بدأت تزداد جبهتها الداخلية اشتعالا وعنفا ..!! لقد مضى أربعة أشهر على بداية نشر الصواريخ فتراجعت التهديدات الإسرائيلية وأحبطت نفوس " القوات اللبنانية التي تراجعت عسكريا وسياسيا ... فبشير الجميل فتح قناة اتصال مع السوريين بعد ان تبين له ان وعود بيغين كانت فارغة ولم يكن طلب السوريين منه أكثر من إعلان رسمي علني بقطع علاقاته بالعدو فلم يفعل كما لن يفعل حتى مماته .. ولكن الأمر كان يستحق ان نقول فيه ان اليهود خسروا في لبنان معركة ...! الإسرائيلي لا يترك مجالا للتفاؤل ...! في صباح الثاني من تموز 1981 أمر ياسر عرفات قواته بقصف صاروخي على شمال فلسطين " فهدرت " بوارج وطائرات العدو بسرعة قصفا وقتلا وتدميرا للمنشآت اللبنانية قرى ، ومدنا وجسور ، وقواعد عسكرية تركزت على منطقة الناعمة حيث وجود قواعد تنظيم " القيادة العامة " المقربة جدا من دمشق وصولا حتى بيروت وطرابلس لعدة أيام الأمر الذي أجبر السوريون على إشراك سربا من طيرانهم لخوض معركة جوية في 14 تموز خسروا فيها بعضا عشرات الطائرات : اين الصواريخ ؟ سألت الناس ! وحتى توغل إسرائيل بقهرنا أرسلت أربع طائرات حربية عبر الأجواء الأردنية والسعودية وقصفت المفاعل الذري في بغداد الأمر الذي زاد في احباط الناس وكفرهم . وها هو شارون وبعد تسلمه وزارة الدفاع يتمختر في شوارع المنطقة الشرقية من بيروت برفقة بشير الجميل وينتقل بين سطوح الأبنية المرتفعة بداخلها مع بعض اركان جيشه ليطل منها على المطار وطريق القصر الجمهوري الذي سوف يزوره مرارا بعد الاجتياح ! -- الحكم السوري في نهاية العام 1981 كان في موقع لا يحسد عليه فسوريا تعيش عزلة عربية - لبنانية - فلسطينية .. الأردن والعراق ومنظمة التحرير ودولا أخرى لا يتوقفون عن دعم المعارضة الداخلية التي تتصاعد قتلا واغتيالات وتصفيات طالت ضباط جيشها وسياسييها وأصبحت العبوات الناسفة والسيارات المفخخة امرأ يوميا في شوارع دمشق وغيرها من المدن السورية وإن بعنف اقل ( ربما نتحدث عن ذلك بإسهاب في وقت لاحق ) وأصبح الحكم في وضع لا يتاح له حتى فرصة التقاط الأنفاس .. وهنالك ضغوط اسرائيلية مستمرة بواسطة تحريك عملاءها في لبنان في اساليب " متفننة " للعمل ضد تواجد قوات سوريا العاملة على خطوط التماس فكان كتيبة من الجيش السوري كان يشغلها قناص واحد يتنقل من بناية الى أخرى ، من اجل إسكاته كان عليك تدمير البناية شرفة شرفة وشباك بعد شباك الأمر الذي كانت تريده " القوات اللبنانية " وكان يدخل ضمن إستراتيجيتها المنظمة لاستمرار تسليط الضوء على همجية " السوري " ليستمر ضوء الحملات الإعلامية مسلطا عليه لأن نفس المكينة " ستتلقف " اسم مدينة جديدة هذه المرة ليست لبنانية اسمها " زحلة " إنما سورية اسمها " حماة " ..!! سوف نتحدث عن ألأحداث التي سبقت نهاية الصراع الداخلي ما بين السلطة والأخوان والتي انتهت بالمجزرة التي ارتكبتها عصاباتهم المسلحة ضد المدينة وعلى عكس ما أشاعته الحملات الإعلامية حينها ( الشبيهة بما تقوم به بعض الفضائيات اليوم ) فالشركة الإعلانية الأمريكية التي كانت تقوم بالحملة الدعائية ضد سوريا باسم زحلة استمرت بالعمل وبتمويل مباشر من كيان العدو وكل الذي تغير فقط هو اسم المدينة فصارت زحلة حماة . |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
كانت الماركسية - اللينينية تبشر بحتمية زوال النظام الرأسمالي في العالم وحلول النظام " الاشتراكي " مكانه وأن هذا " الوحش " نظام غير عادل سوف يحل مكانه نظام أكثر رحمة وأكثر عدالة؛والطريق إلى تحقيق ذلك كان يجب أن يمر بمراحل مختلفة تبدأ بنشر الوعي " الفكرة الأيديولوجية " عبر طليعة منظمة أساسها العمال والفلاحين وتصبح قادرة على تنظيم الناس وتحريكهم ، يدعمهم في ذلك مجموعة من ( الفلاسفة والعلماء ) بمختلف مجالات العلم والمعرفة وقادرين على استشراف أفاق المستقبل لوضع أنجع الخطط للوصول إلى الهدف . الغريب في الأمر ،أن أكثر الناس قدرة على التخيل ما كان أن يتوقع سقوط ذلك النظام وبتلك السرعة برغم امتلاكه لأحدث منظومة صاروخية نووية قادرة على تدمير الكرة الأرضية 25 مرة ... ! لكن الاتحاد السوفييتي قد سقط . وكان المسمار الأول في نعش ذلك النظام يكمن بسبق التسلح الذي جره إليه الغرب الرأسمالي أما المسمار الأخير فكان غزوه لأفغانستان . لقد كان العام 1979 حافلا بالأحداث الكبرى في العالم وفي منطقتنا العربية ، وأي باحث في هذا التاريخ سوف يخلص إلى فهم حقيقي لما جرى في تلك السنة ويصبح باستطاعته يتمتع بفهم أوسع للتحولات التي هزّت العالم وساهمت مساهمة كبرى في نجاح المشروع الأمريكي الصهيوني الذي بُدئ العمل لتحقيقه بعد الحرب " الصدمة " حرب تشرين المجيدة التي كشفت هشاشة كيان العدو عند أول فعل حقيقي قام به العرب وهو قرار الحرب . كان من أولى الأهداف التي سعت أمريكا والصهيونية إلى تحقيقها بعد ذلك الزلزال هو - إخراج اكبر قوة في الوطن العربي "مصر" من ساحة الصراع وقوة التأثير بعد صلحها في كامب ديفييد ومحاولتهما - أمريكا والصهيونية - إنقاذ حكم شاه إيران من السقوط ، أو السيطرة على الثورة الإيرانية المتصاعدة " واحتوائها " عبر تقديم مساعدات خفية لبعض الشخصيات الإيرانية الفاعلة وخوفا من تدخل الاتحاد السوفيتي إلى جانب قوى اليسار ولكن الثورة نجحت على أيدي لا يريدها الأمريكيين والروس معا ؛ لكن الأخيرة قامت بغزو لأفغانستان واقتربت الكتلة الشيوعية من مياه الخليج ومنابع النفط المنطقة التي كان الغرب يحميها دائما بأحلاف عسكرية سقطت مع سقوط إمبراطورية تعلن " فارسيتها " على لسان الشاه الساقط . أميركا لم تنتظر ليصبح الوضع أسوأ فتركت لمخابراتها تقدير طريقة الرد على ذلك العمل المزدوج : الثورة الإيرانية من جهة ، وغزو أفغانستان من قبل السوفيت من جهة أخرى ؛ وأمريكا تعرف عبر مراكز أبحاثها كيف تثير العصبيات والنعرات المتناقضة لدى سكان المنطقة والتي تحكمها صراعات تاريخية " قومية ومذهبية "وبدأت القيام بإعداد المسرح : - أثارت مخاوف وهواجس دول الخليج من المد الثوري لإيراني " الشيعية " عزز هذه المخاوف جملة من الشعارات والتصريحات كان يُطلقها قادة الثورة ؛ ومن اجل ذلك حركت بعض من عملاءها بتاريخ 18 تشرين الثاني \1979 فقام أكثر من 200 مسلح باحتلال الحرم المكي الشريف بقيادة " جهيمان العتيبي " والذي كان عضواً سابقاً في الحرس الوطني السعود وإعلانه الثورة ضد العائلة الحاكمة حتى انتهى الأمر بمجزرة بعد إباحة القتل في أقدس مقدسات المسلمين وسقوط مئات القتلى والجرحى ؛ ولم يمرّ على هذا الحادث سوى بضعة أيام حتى قام السوفييت بدفع الجيش الأربعين الروسي ليحتل أفغانستان ..! إذن نحن إمام مشاهد مثيرة تتلاحق وكأنها السنة التي ستؤسس لنظام عالمي جديد يبدأ قبل نهاية الألفية الثانية تكون فيه أمريكا سيدة العالم بلا منازع . شعر حافظ الأسد بالخوف من تلك التحولات باكرا وقبل حدوثها ، فأراد في لحظة من الزمن أن يسعى إلى تغيير واقع لو تحقق سيغير وجه العالم شرقا وغربا ..ولكن هؤلاء وأولئك تكاتفوا من اجل إفشاله باكرا .. فالوضع في لبنان صار مستقرا وساعد السوريون إخوانهم اللبنانيون خلال سنتين 1976 – 1978 في بناء مؤسسات الدولة الأمنية فوحدوا الجيش المنقسم ما بين الطوائف وأعادوا تدريبه وتسليحه .. وقاموا بالمساعدة في بناء مؤسسة الأمن الداخلي وأعادوا للسلطة المركزية هيبتها .. والوضع السوري داخليا استقر دون حوادث كبيرة تُذكر واعتقد عندها حافظ الأسد بأن الأوضاع كلها مناسبة لدرئ خطر يهدد الأمن القومي العربي برمته ؛ بالرغم من الجرح الذي سببه النظام العراقي لسوريا عندما ساند كل مخرب لسياستها في لبنان وكل إرهابي عمل ضدها داخليا فتجاوز الأمر الآني لأن القادم أخطر واستراتيجي لا يطال سوريا وحدها بل يطال كل العرب بعد خروج مصر من صف العرب وصارت عمليا إلى جانب العدو فشعر معظم العرب بالقهر .. والقهر كما يخبرنا التاريخ لا بد له إلا أن يتفجر غضبا عارما يدفعنا للفعل فحاصرونا مجددا وهذه المرة باسم الإسلام والمجاهدين ! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
لم يمضي شهر واحد على توقيع اتفاقات كامب ديفيد المصرية – الإسرائيلية بتاريخ 17 سبتمبر (أيلول) 1978 .. وتحديدا في تاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول فوجئت القيادة العراقية بان طائرة سورية طلبت الإذن لدخول المجال الجوي العراقي وأُبلغت بأن على متنها شخصية سورية قيادية لم تحدد هويته ويطلب الاستئذان بالهبوط في إحدى المطارات العسكرية ...! وبعد اخذ ورد ، اتت الموافقة بعد ساعتين من التحليق وأُذن لها بالهبوط في إحدى مطارات معسكرات الرشيد القريبة من العاصمة بغداد . كان العراقيون يخمنون ، من تكون تلك الشخصية الكبيرة وماذا تريد .. وهل المسألة تتعلق بهروب أحد الشخصيات العسكرية ولجوءها إلى العراق بهذه الطريقة ؟! ولكن وبعد أن حضر أحد الضابط الكبار وصعد إلى الطائرة حتى ظهر عليه الارتباك واجري اتصالا سريعا بالرئاسة عبر الهاتف - ما كان يجب إجراءها - حتى كانت الأقمار الصناعية الأمريكية التي كانت تجوب المنطقة تلقط الخبر الذي أذهل الإدارة الأمريكية في واشنطن والتي لم تتأخر في وضع الخطط الجاهزة لديها موضع التنفيذ !! ولم يمرّ وقت طويل حتى كان الرئيس العراقي احمد حسن البكر يصحب ذلك الضيف الهابط من السماء ورحب به ترحيبا حارا اسقط جبال الجليد المصطنعة والتي تكونت ما بين البلدين منذ العام 1966 العام الذي أتى بحافظ الأسد ورفاقه من البعثيين لحكم سوريا . كان حافظ الأسد مثل معظم السوريين يتطلع إلى العمق الجغرافي فلا يرى عمقا أهم وأعظم وأقوى من العمق الطبيعي لسوريا : العراق . وعبر التاريخ عندما كان هذا العمق يُقفل تبحث سوريا عن عمق آخر ليكون سندا لها في أوقات الشدة وغالبا ما كانت تتجه نحو مصر وبلاد الحجاز ولا تعدم وسيلة لتحقيق ذلك ، مع أن العراق كان الأقرب .. ولكنها الأنانيات التي تدمر سياسة البلدان ! فغياب مصر عن ساحة الصراح دفع الأسد للجوء إلى قلعة الأسود بغداد .يصف احد الحاضرين الأسد في تلك الليلة بأنه كان في براءة الأطفال \ وهو المعروف باتزانه وقدرته على الصبر / و كان يقدم للعراقيين عروضا مختلفة ابتدأ من تولي بغداد قيادة سوريا سياسيا وعسكريا دون قيد أو شرط ما عدا شرط قيام الوحدة بينهما ..الأمر الذي حير العراقيين وتساءلوا عن رأي القيادة السورية مجتمعة بما فيها قيادة الحزب الحاكم هناك ؛ قال الأسد إنكم ولا شك تعرفون الشعب السوري ومدى عمق تربيته الوحدوية عند مختلف فئاته مهما اختلف توجهاتهم ، فالوحدة العربية تُدرّس في مناهج التعليم وأصبحت ثقافة عقائدية فأي سوري يمكنه إخبارك ما عدا ان يكون هو من اعداء الوحدة او من الذين لا يؤمنون بها اصلا وكذا حال العراقيون . غادر الأسد بغداد بعد أقل من 24 ساعة الى دمشق وهو مطمئن إلى حدوث زلزال سوف يهز العالم بأسره عندما يتم ذلك الحدث التاريخي بإعلان وحدة البلدين.لم يتأخر الزمن .. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى قامت لجان مختلفة وعلى جميع المستويات السياسية والإقتصادية والعسكرية والتربوية والحزبية واهم من كل ذلك لجان من رجال القانون وبدأت في تقديم اقتراحات تعديل القوانين في القطرين ما يتناسب مع دولة الوحدة ؛ واجتمع رجال الفكر في البلدين من اجل مهمات قادمة ... وبدأت تلك اللجان بعقد اجتماعاتها في العاصمتين حيث بدا وكأنهم يسابقون كرة الأخطار القادمة التي كانت تكبر مع كل تقدم وانجاز . شهدنا وشاهدنا مسئولين عراقيين في دمشق على رأسهم صدام حسين \ كان نائبا للرئيس البكر \ الذي القي محاضرة في إحدى القاعات في جامعة دمشق حضرها عدد كبير من رجال الفكر والثقافة من كلا البلدين ( لقد كان جافا في محاضرته ) لم يبتسم ولو لمرة واحدة ، وعلّقت حينهاأمام أصدقائي بأنه كان يعتقد نفسه " سوسلوڤ " المنظّر الشيوعي صاحب العقل المدبر مع الفارق بأن هذا الخير كان " يُدبّر " لغيره على عكس صاحبنا الذي كان لنفسه ! إن صدى ذلك الحلم قد جعلنا نتفاعل معه في لبنان ، حيث عمت المسيرات الجماهيرية التي ضمت مؤيدي حزب البعث بجناحية السوري والعراقي وطافوا شوارع المدن اللبنانية رافعين شعارات مختلفة مؤيدة للوحدة وسارع التنظيمان اللبنانيان إلى عقد اجتماعات مشتركة موحدة بينهما وكان ذلك ترجمة صادقة لتوجهات جدية وبدوا كأنهما تنظيم واحد فجنّت أطراف محلية عديدة وما كان أحد من الحالمين بأن يقتصر هذا الجنون على أطراف صغيرة بل أن العالم بأسره قد جنّ وذلك لسبب خطير ذلك أن حدود هذه الدولة تبدأ عند أقدام جبال طوروس في الشمال الغربي لسوريا على البحر المتوسط وتنتهي عند حدود شط العرب وتقع بينهما لبنان وفلسطين وشرقي الأردن ؛ هذه الوحدة لو تحققت لتغير وجه التاريخ للمنطقة والعالم بأسره ..ولكن ..! أسبوع واحد كان يفصلنا عن ذلك الحدث التاريخي لا أكثر ...! قطع التلفاز اللبناني برامجه بفلاش يقول انه ملحق إخباري مهم ... تسمرت أمام شاشة التلفزة أخمن وأنا قلق جدا فماذا حدث في ذلك المساء الحزين ..؟ لقد ظهر الرئيس احمد حسن البكر على التلفاز العراقي مباشرة وهو يلقي ببيان نبرته الخطابية حزينة ووداعيه ، بدأه بتوجيه التحية إلى الروح العربية الأصيلة التي لن تموت ، والتي ستبقى ساعية من اجل عزة الأمة العربية وكرامتها والسعي هو سمة المؤمنين العاملين على تحقيق حلمها في الوحدة والتحرر مهما واجهت من صعاب " وقبل أن يُكمل خطابه ( يشهد الله إني بكيت ، بكيت بحرقة ) فنظرت إليّ زوجتي مستغربة تسألني : ما الذي أبكاني حقا ...!! و بصوت يعصره الألم والكلمات تخرج من حنجرتي مختنقة وقلت لها : لقد طارت الوحدة ..! وعدت إلى سماع بقية الخطاب الذي أنهاه معتذرا إلى الشعب طالبا منه أن يقبل استقالته ومخاطبا الجيش العراقي ان يحافظ على الثورة ومنجزاتها ، وعلل سبب تلك الاستقالة بقوله : " أن أسبابي هي فقط أسباب صحية ...! تسلم صدام حسين الرئاسة ولم نكن نعرف بأنه سيقوم بالإجهاز على كل من سولت له نفسه من العراقيين بالتفكير بالوحدة ! لا أريد فتح الدفاتر وإثارة ما انقضى ؛ ولكنا نكتب للتاريخ ، تدفعنا الأسئلة التي طالما حيرتنا منها : هل صحيح بأن سوريا كانت وهي تسعى للوحدة مع العراق تتآمر عليه ؟ هل يُعقل أن يقتل صدام 17 عشر عضوا قياديا من أعضاء مجلس قيادة " الثورة " والحزب لأنهم / كما أذيع / متآمرون مع النظام السوري ومع من ؟ مع السفير السوري في بغداد حيث ذهبت كاميرات التلفزة العراقية واقتحمت مقرّ السفارة ويا لهول ما شاهدنا ! خزنة تحتوي على ألواح المتفجرات .. ووصل بخمسين ألف دينار عراقي " مصاريف الانقلاب " ومهزلة كبرى على الهواء مباشرة ، مع أن بعض المتهمين العراقيين كانوا يملكون ملايين الدنانير وهم من أصول غنية كابر عن كابر . دفعتنا الأسئلة التي طالما حيرتنا والتي وجدنا بعض أجوبتها من سلوك النظام وخطواته . لقد أنجزت لجان العمل المشتركة السورية - العراقية في العام 1979 جميع ما تتطلبه قيام دولة الوحدة واتفقوا على وحدة الحزب وإلى أي مؤتمر " قومي " سيعودون .. واتفقوا على أن تكون بغداد العاصمة الشتوية للدولة ودمشق العاصمة الصيفية لمدة ستة اشهر مداورة واتفقوا على مجلس قيادة مشتركة وبرلمان واحد ومصالح الدولتين وعلاقاتهما الخارجية حتى أدق التفاصيل .. لكنه كان حلم ليلة صيف جميل انتهى بكابوس مفزع عاش فيه العراق لسنوات وما زال ؛ فكيف تصرفت سوريا وإلى أين اتجهت ؟! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
سيداتي سادتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أريد لهذا الموضوع أن يكون مبتورا ناقصا بسبب الظروف ، ولم ندخل بعد في أزمة هذا البلد الذي سوف تكتشفون - مع هذا الرد - جزء بسيط من أسباب مشاكله ولكنه جزء هام ويؤشر إلى شيء خطير لا تواجهه أي دولة عربية لا في الشرق ولا في الغرب وهو يتعلق بوجود الأحزاب المتعددة والمتناقضة والتي خاضت صراعات على جبهتين : جبهتها الداخلية التي أدت إلى انشقاقات داخلية خطيرة / وجبهتها الخارجية مع الأحزاب الأخرى والتي كانت تؤدي إلى تقاتلها من أجل الفوز بالحكم أو على الأقل بتكتل شعبي جماهيري حولها ..! لن أطيل في الكلام وإليكم هذا النموذج لمجموع الأحزاب المعلنة والظاهرة .. أما الحركات السرية فهي سرية لا اعرف من هي وكيف تتحرك ولا إلى أي أهداف . أولا: أحزاب وهيئات الموالاة الأحزاب• حزب البعث العربي الاشتراكي الجبهة الوطنية التقدمية / وتضم عدد من الأحزاب تتحالف مع حزب البعث وتجتمع دوريا خصوصا في اتخاذ القرارات المصيرية والإستراتيجية المتعلقة بسياسات الدولة السياسية والاقتصادية / حزب الوحدويين الاشتراكيين • حزب الاتحاد الاشتراكي العربي • الحزب الشيوعي السوري (وصال فرحة) • • حزب العهد الوطني • حركة الاشتراكيين العرب • • الحزب الشيوعي السوري (يوسف فيصل) • الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي حزب الاتحاد العربي الديمقراطي • • الحزب القومي السوري الاجتماعي أحزاب حديثة تنتظر دورها في دخول الجبهة الوطنية • الحزب الوطني الديمقراطي • • الإتحاد الاشتراكي الموحد • التجمع من اجل الوحدة والديمقراطية • • اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين • • الحزب الديمقراطي السوري الهيئات والنقابات والجمعيات الرسمية • • الاتّحاد العام لنقابات العمّال • • الاتّحاد العام للفلاّحين • • اتّحاد شبيبة الثورة • • اتّحاد طلبة سورية • • منظمة طلائع البعث • • رابطة خريجي الدراسات العليا • • الاتحاد العام النسائي • • رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة • • رابطة النساء السوريات • • جمعية المبادرة الاجتماعية • • اللجنة الوطنية لمقاطعة البضائع والمصالح الأمريكية في سوريا • • اتحاد الكتاب العرب • • منتدى جورجيت عطية منابر ثقافية • • مجمع النور الإسلامي وما يتبعه • • مركز الدراسات الإسلامية • • الحركة المناهضة للعولمة • • الجمعية السورية للعلاقات العامة • • جمعية الصحافيين المراسلين • • اتحاد الشباب الديمقراطي ثانيا: أحزاب وهيئات المعارضة الأحزاب أ-الأحزاب الإسلامية • •جماعة الإخوان المسلمين • • حزب التحرير الإسلامي الدعوة والإرشاد القاعدة السلفية القطبية السلفية الجهادية الأحباش ب- الأحزاب اليسارية • • التجمع الوطني الديمقراطي • • الاتحاد الاشتراكي العربي • • الحزب الشيوعي السوري/المكتب السياسي • • حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي • • حركة الاشتراكيين العرب • • حزب العمال الثوري • • رابطة العمل الشيوعي • • المنظمة الشيوعية العربية في سورية ج- الأحزاب الليبرالية • • التجمع الليبرالي في سورية • • حزب النهضة الوطني الديمقراطي • • حزب الشعب العربي الديمقراطي • • تحالف الوطنيين الأحرار في سوريا • • مجموعة العمل من أجل الديمقراطية في سورية • • حزب التجمع من أجل سوريا • • المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية • • حزب الإصلاح • • الجمعية الوطنية السورية في كندا • • اللجنة السورية للعمل الديمقراطي • • المدنيون الأحرار • • حركة الحرية والتضامن الوطني د- الأحزاب العرقية أولا: الأحزاب الكردية / 39 حزب كردي / هل فاجأكم هذا الرقم ؟! نعم تسع وثلاثون حزبا. ثانيا: الأحزاب الآشورية / اربع أو خمس احزاب ثالثا: الأحزاب الأرمينية / أكثر من 12 حزب / هـ- التجمعات الحزبية التعددية • • لجنة الميثاق الوطني • • التحالف الوطني لإنقاذ سورية الهيئات والمنظمات واللجان المعارضة أولا- لجان إحياء المجتمع المدني والمنتديات • • لجان إحياء المجتمع المدني • • منتدى الحوار الوطني • • منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي • • منتدى الدكتور محمد حبش • • منتدى الحوار الثقافي • • منتدى عبد الرحمن الكواكبي للحوار الديمقراطي • • المنتدى القومي العربي • • المنتدى الثقافي لحقوق الإنسان • • منتدى حمص • • منتدى الحقوق المدنية • • منتدى طرطوس الثقافي • • المنتدى الوطني • • منتدى بدرخان الثقافي • • منتدى الدراسات الحضارية • • منتدى نبيل سليمان ثانيا- جماعات حقوق الإنسان • • رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان • • لجان الدفاع عن حقوق الإنسان • • اللجنة السورية لحقوق الإنسان • • جمعية حقوق الإنسان في سورية • • المركز السوري للقلم • • المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية • • المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) • • لجنة التنسيق الوطني للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في سورية • • مناشط حقوق الإنسان خارج إطار الجمعيات الحقوقية عدا عن الشخصيات المستقلة والتي صرنا نسمع بها وهي تتحدث في وسائل الإعلام يُخيّل للمستمع بأنها تمثل سوريا كلها ؛ مع أن أغلبيتها في الحقيقة لا يمثل إلا نفسه ! هل فجعكم هذا العدد من الأحزاب وهل تخيلتم حجم الحراك السياسي حيث يطالب بعض الناس بالحرية !! سنتابع بإذن الله |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
عندما يخرج حزب من الأحزاب ويعمل على مصادرة الحاضر والمستقبل لا بد وأن يلقى هذا الحزب معارضة في الحد الأدنى إن كانت هناك حياة سياسية ولكن مع حزب البعث الذي استأثر بالسلطة قد شُلّت الحياة الحزبية إلى حدّ بعيد وبدا أن معظم الأحزاب قد " دُجّنت " واستلبت إرادتها فحزب البعث قد عرض على الشعب في " لحظة تاريخية حرجة " دستورا في العام 1973 يقول في مادته الثامنة " إن حزب البعث العربي الاشتراكي قائدا للشعب والدولة " وتجليات اللحظة الحرجة تتلخص : بخوض السلطة لحرب تشرين الأول / اكتوبر أو بما يعرف بحرب العاشر من رمضان ضد العدو الإسرائيلي والتي كرّست شرعية حكم الحزب والأسد لسوريا ، فالأسد هو الذي اتخذ قرارا الحرب وأعدّ لها ، ثم ظهر أن 80% من آلاف الشهداء من الجيش والوحدات الخاصة كانوا ينتمون إلى الحزب .. فهلل الشعب " للقائد والحزب " حين عُرض عليه الدستور فنالا ذلك التأييد المطلق والذي تكرس بالمادة الثامنة من الدستور الحالي الموضوع عام 1973 . إن كانت تلك المرحلة السياسية والتي انتهت باتفاق بين عدة أحزاب على التحالف فيما بينها كانت تصلح لفترة من الزمن فهل يمكن لها أن تصلح لكل زمن والحياة متحولة والسياسات متغيره ؟! كما كان يبدو فالمرحلة لم تنتهي ، وتكرست هذه المادة كما الدستور الذي قد تم تعديله مرات كان آخرها يوم انتخاب الرئيس بشار الأسد عندما تعلق الأمر بتعديل سن الرئيس وسكتت الأحزاب السبعة التي تتشكل منها " الجبهة الوطنية " ( راجع الردّ رقم13 ) واقتسمت المغانم والمنافع وصفقّت للرئيس حافظ الأسد لتُعفى نفسها من أي مسئولية سياسية كانت أو اجتماعية ونسوا بأن هناك متربصين للنظام في الداخل والخارج خصوصا أولئك المبعدون عن المشاركة والمتضررين من النهج السياسي للدولة والحزب الحاكم . لقد أتتهم الفرصة للانقضاض على النظام والحزب وأيضا في لحظة سياسية اعتقدوا أنها مواتية فالمعارضة التي بدأت مسلحة ومدعومة ضد النظام في سابقة لم نشهد مثيلها في الوطن العربي كله حيث تقاطعت مصالح المتناقضين واتفقوا على " إسقاط النظام " فتحالف الشيوعي ، والأخوان ، وبعض البعثيين المنشقين ، وبعض الناصريين قد تلقوا الدعم من الخارج ، من منظمات ودول ..فقدرتهم في الداخل كانت ضعيفة على المستوى الشعبي ولكنها كانت منظمة في سريتها وعملها وأصبحت فاعليتها كبيره خصوصا على حدود دول الجوار : فالنظام الأردن كان يود الانتقام من نظام الأسد ، فدرّب وسلّح حزب الإخوان وافتتح لهم معسكرات تدريب علنية عمل الجيش السوري على اقتحامها بوحداته الخاصة في غارات ليلية ودون أن يشتبك الجيشان الأردني والسوري كما فعلا في أيلول العام 1970 ولم تنتهي أزمة البلدان إلا في العام 1985 عندما خرج الملك حسين على الشعب السوري في خطاب علني قدّم خلاله اعتذرا تاريخيا ( وكان شجاعا ) عندما قال حرفيا بأنه " لم أكن أعلم " فتبين أن أخاه الأمير حسن هو الذي كان يُدير تلك الحرب التي كانت من إحدى الأسباب التي أبعدته عن ولاية العرش الأردني ! أما العراق فكان ينتقم بدوره لأن النظام السوري قد أيد ثورة الخميني ولم يقف مع العراق في حربه مع إيران ومهمته كانت إرسال مئات السيارات المفخخة التي اجتاحت المدن السورية ومات من جراءها آلاف السوريين ( العراق نفسه ابتلي بهذا السلاح الجبان ) أما الأتراك كانوا ينتقمون أيضا من النظام الداعم للمسألة الكردية ومطالبة النظام بأراضي لواء الاسكندرونة المحتل فدرّب وجهّز وفتح حدوده للقتلة كما يفعل اليوم وأما لبنان الممسوك من ياسر عرفات ، ما كان أحد من الناس يُصدق بأنه كان على تنسيق مع عملاء إسرائيل من حزب " القوات اللبنانية " وبالتحديد مع بشير الجميّل ( سوف نتحدث عن ذلك ببعض التفصيل ) وأصبح لبنان بفضل هذا وذاك ممرا للتسليح ومقرا للتدريب والإيواء وكنت شخصيا اعرف معسكران لتدريب المعارضة السورية واحد في منطقة الجنوب وتحديدا في بلدة دير الزهراني وآخر في بلدة الدامور المسيحية المدمرة بفعل الحرب والتي تقع على الساحل ما بين بيروت وصيدا ..!! يحضرنا هنا سؤال : هل كانت رغبة الانتقام التي كانت تُحرك كل هؤلاء على النظام أم أن هناك دوافع أخرى سياسية تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتطويع إرادة سوريا وكسرها عبر إسقاط النظام ؟! الأحداث القادمة ستكشف إلى أي حدّ كان الأمر يتعلق بصراع الدول وليس بفساد النظام أو دكتاتورية الحاكم والأسد كما كل الحكام والنظام كأي نظام في العالم كله : لن يدافع عن نفسه بالديمقراطية والحب والقبلات فهو قد استخدم نفس الأسلوب الذي استخدمه المعارضون وانتصر عليهم ولكن مع الأسف الشديد على حساب الأبرياء ! ثلاث سنوات من الصراع الدولي على سوريا ومعها دفع ثمنه الشعب السور ي المؤيد للنظام والمعارض ؛ فالنظام كانت تتفاقم أزماته بشكل مخيف ، فالجيش الذي كان في ثكناته لم يعد باستطاعة ضباطه الخروج إلى قراهم وبيوتهم في الأرياف ومن كان يغامر يقتل / يغتال في بيته مع عائلته أو يُنصب له كمين مسلح / ولم يسلم الخبراء الروس الذين كانوا بالآلاف في سوريا يقتلون في الطرقات ، حتى الثكنات العسكرية لم تسلم من أيادي القتلة وبفتاوى .. فهناك من يفتي بقتل كل " روسي " وما أكثرهم في سوريا .. " أليسوا أعداء الله وقتلهم جهاد في سبيل الله " ؟! وهناك من يفتي بقتل كل بعثي ومؤيد لنظام البعث الحليف " للكافر الروسي " خصوصا وان هذا الحليف هو من " ملّة الكفر " كما يؤمنون ؟! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
يجب أن نعترف أن " الإسلام " الدين السماوي ، القائم على مكارم الأخلاق والرحمة والتسامح ، قد نما على جنابته وتحت عباءته ، مجموعات لا تتمتع بكل الصفات الحميدة وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم مباشرة ؛ فمنهم من ارتدّ عن الدين وأجبر الخليفة الأول على استخدام السيف وقطع الرؤوس ومنهم من فصّل الدين على مقاس مصالحه فأتعب المصلحين ، ، ومنهم من فهم الدين على هواه واحتكر التأويل فكفّروا من خالفهم ؛ يجب أن نعترف بذلك ولا نُزيّن القبح بقناع سرعان ما يسقط ويظهر جليا للعالمين ؛ فإن أول أفعال تلك المدارس كان تكفيرها لثلاثة من أصل أربعة من الخلفاء الراشدين وثم قتلهم . إذا كان الدين في حلّته الأولى ومع وجود الصحابة وأهل العفاف قد ظهر هؤلاء فما بالكم ما حلّ به بعد قرون من الزمن وقد كثر أعداءه وتعددت المشارب والأفكار وأصبح دين الله دين القرآن هو دين الأقوال والقوالون في تزايد والساحة تتسع لمن هبّ ودبّ ؟! ويجب أن نعترف أيضا بأن ما من حزب سياسي لا يضم مجموعة من الفاسدين والمنتفعين والانتهازيين العاملين على إقصاء غيرهم أيضا ؛ ولكن هنا باستطاعتك النقد والتهجّم حتى دون خشية فأفكار الحزب هنا ليست مقدسه .. وحين توجه النقد لا تخشى من اتهامك بأنك هاجمت الدين كما حال الأحزاب الدينية ! وأنا هنا وبشكل مباشر، سأتحدث عن الصراع ما بين حزب " ديني "هو حزب الإخوان المسلمين وحزب " علماني " هو حزب البعث العربي الاشتراكي والصراع الذي بدأ بينهما منذ أربعينات القرن الماضي وعلى خلفيات سياسية : " الإسلامي " اتهم " البعثي " بأنه ملحد ، فردّ عليه الأخير بأنه " رجعي وعميل " والغريب إني لم ألاحظ صراعا ما بين الإسلاميين مع المتهمون بالإلحاد فعلا من الأحزاب الشيوعية ، بل على العكس تماما .. فتاريخ الصراع الحزبي في سوريا قد أثبت وفي كل المراحل تحالفا غريبا ما بين هذا " الإسلامي " وذاك الشيوعي ..! قد يبدو الأمر عجيبا لكني سأبين السبب ربما يزول العجب . المجتمع السوري كأي مجتمع عربي هويته عربية إسلامية والمجتمع بطبعه يمارس طقوس العبادة دون وصاية أو تطويع فهو مؤمن بربه وبدينه ، وعندما يأتي حزب يمتطي صهوة الدين فبعض الناس تؤيده والبعض الآخر لا يبالي ، وقلّة تقف ضده ؛ والحزب الديني يحمل بذاته عوامل تمزيق المجتمع المسلم منذ البداية ! لماذا وكيف ؟ عندما نقول : حزب . نعني فئة مُنَظّمة من الناس ، لها برنامج تنظيمي ولها أهداف ؛ وعندما تعمل في مجتمع إسلامي وتطرح فكرها ، تخلق نوعا من الصدمة في وجدان كل مسلم حيث يتساءل عن أسباب وجود حزب إسلامي في مجتمع مسلم .. ثم يتعجب من تتعدد الأحزاب التي تقول بأنها إسلامية ! فهو يعرف بأن الله سبحانه واحد ، وأن قرآنه أيضا واحد ، ويعرف بأن أباه وأمه وأجداده مسلمون مؤمنون ويعرف أن أقرباءه وأبناء حيّه وقريته ومدينته هم أيضا مثله مسلمون مؤمنون بالله ورسوله .. فما الذي سوف تضيفه تلك الأحزاب غير أنها سوف تتقاسم المجتمع وتجعل منه فئات سرعان ما يتمّ تعبئتها وتبدأ في الخصام على قاعدة أنها هي الفئة الصالحة / " الفرقة الناجية " وأما الآخرون " في النار " ! فما بالكم حين يكون الحزب غير " إسلامي " ؟ ! التعبئة هنا سوف تُفلسف على نواح متعددة كاتهام هذا الحزب المنافس خصوصا إذا كان قويا بانه حزب علماني كافر ( إذ ليس بعد الكُفر ذنب ) ! هكذا بدأ مشوار الإخوان مع الحزب " العربي الاشتراكي " في مدينة حماة فمؤسسه " أكرم الحوراني " http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%...86%D9%8Aالمسلم السني الحموي هو سليل عائلة إقطاعية ونشأ في بيئة شهد فيها على تحالف الإقطاع ورجال الدين والظلم الذي كانوا يسومونه للفلاحين والفقراء ، فانجذب نحو الإيمان بالدولة المدنية التي تفصل الدين عن السياسة وبدا مسيرته السياسية مشاركا ومبشرا بالتخلص من التحالف القائم ما بين بعض رجال الدين والإقطاع والمحتل الفرنسي فقاد ثلاث انتفاضات قام بها الفلاحون ضد الإقطاع والمحتل في سنوات 1943، 1947، 1949 بعد فوزه بانتخابات مجلس النواب السوري عام 1943 ثم صار وزيرا للدفاع عام 1949 وكان له الدور البارز في تسييس الجيش السوري وتقوية أجهزة المخابرات السورية وعُرف عنه وقوفه ضد حزب الإخوان المسلمين لطبيعة فكره العلماني الذي كما أسلفنا يؤمن بالدولة المدنية بعد خروجه من الوزارة قام بتأسيس حزبه " العربي الإشتراكي " العام 1950 ثم التقى بأصدقائه القدامى من البعثيين وقام بدمج حزبه مع حزب " البعث العربي " والذي صار يعرف باسم " حزب البعث العربي / الاشتراكي " منذ العام 1952 انتهى الحوراني إلى منفيا بعد سجنه من البعث نفسه عندما وقف ضد عبد الناصر وضد وحدة سوريا ومصر وكان أحد أهم عناصر الانفصال فسجنه البعثيون عندما حكموا ونفوه خارج سوريا ؛ المهم في هذا الموضوع هو أن مدينة حماة كانت معقل الإقطاع السوري ، فكسب الحوراني والبعث عداوة رجال الدين وحزب الإخوان ومن ولاهم ، ثم ورث حزب البعث بعد حكمه عام 1963 عداوة : الإخوان ، والإقطاع ، وجماهير أكرم الحوراني البعثي ! فالمصالح وحدّت ما بين أعداء الأمس فصار العلماني حليف الإسلامي وصار بعثيو الحوراني أعداءً لحكم البعث منذ البداية ؛ ومنذ البداية تولى رئاسة سوريا الرئيس الحلبي أمين الحافظ فعادت حماة بمكوناتها الجديدة للثورة على نظام البعث وعلى الرئيس الحلبي وحملوا السلاح في وجه الدولة فأرسل الجيش إلى حماة ليخمد ثورتها وقصف مصادر إطلاق النار ولم تسلم الجوامع التي قُصفت مآذنها وهدمت بعض بيوتها وقتل بعض ناسها وذلك في العام 1964 ومنذ ذلك التاريخ وذلك الحلف الثلاثي الذي انضم إليه رابع : ( بعث أكرم الحوراني + بقايا الإقطاع + الإخوان + وقسم من الشيوعيين ) وما استجد ! أقول : منذ ذلك التاريخ " والحلف" ينتظر الفرصة لينقضّ على البعث ونظامه ! ليس في حماة وحدها إنما في كل أرجاء سوريا كلها ، فالصراع السياسي كان حاميا في المدن التي كان يسيطر فيها الشيوعيون والإخوان فنافسهم البعث وأزاحهم منها وذلك ليس كما يُشاع بقوة العسكر والمخابرات لأن البعث انتشر كما قدمنا منذ البداية انتشار النار في الهشيم قبل أن يحكم ب20 عاما ولكن حين حكم انتقم من أعداءه فاستتب له الأمر حتى جاء الحكم بحافظ الأسد إلى الرئاسة ودخل على الصراع مادّة جديدة استعملها " الإخوان "بقوة ، ألا وهي طائفة الرئيس ! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
أتابعك أيها الختيار ,,, وأراهن على صدقك , وخبرتك المعجونة بثوان السنين
,,, ودعك من سيول المحللين , والمنظرين , والمتبجحين ,,, أتفق معك بالكثير الكثير ,,, كن بخير يا شيخ الشباب,, حسن ابراهيم سمعون |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
الأخ الحبيب والأستاذ الشاعر القدير .. لو فتحت أذني لهؤلاء تأكد بأني كنت من أكبر التيوس هههههه يا راجل .. هل توجد أقلام في زمن البترودولار لم تخضع بعد للعم سام ! وسأتابع شاء من شاء وأبى .......... فمن يحمل كلمة مغايرة فليقلها الآن أو يصمت إلى نهاية الأزمة / أقصد الموضوع / ما هو بحد ذاته أزمة تحيتي اليك احترامي ومحبتي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
بلاد الشام هي نموذج البلاد التي يمكن ان نسميها " مثالية " فجذورها وعلة وجودها وجوهرها... ليس أرضا وحسب، بل ثقافات متعاقبة .. وأسلوب حياتي وحضارة ... لا تقضي تحولاتها على استمراريتها والتاريخ كله يوضح ، أن الجغرافيا السياسية " ومواهب البشر" ، إلى جانب المصادفة ، قد رسخت منذ البداية وعلى مر السنين أهميتها في منطقة شرق المتوسط كلها . وان هذه الأهمية التي لا تتناسب مع عدد السكان والكيلومترات المربعة كانت حاسمة في نطاق الحرب والسلم والحضارة .. سواء أكان ذلك أبان عصر " ايبلا" أو أثناء حكم الرومان أو زمن الأمويين ، فهي ما تزال كذلك حتى اليوم " ( المؤرخ العربي سهيل زكار / من مقدمة موسوعته الرائعة " تاريخ الحروب الصليبية " ) فهذا الدور التاريخي قد يجتمع مع موهبة إنسان سكنه التاريخ وأستقرأ تلك الحقيقة التي يغفلها كثيرون أو يسقطها أيضا كثيرون من اطر تحليلاتهم عندما يتحدثون عن تلك المنطقة ، وقد نختلف من كل الزوايا في فهمنا للأحداث التي وقعت والصراعات القاتلة والتي ما زالت تدور وكلٌ حسب أهواءه ومشاربه السياسية والثقافية والاجتماعية ؛ فنحن في منطقة فُرض علينا ألا نكون على حياد " ذكي " خلف حدود يمكن الدفاع عنها بالسلاح أو التنازلات السياسية أو بالتخلي عن بعض الحقوق كما فعلت بعض الدول .. وعليه لا يمكننا القفز عن ذكر القادة الذين تبنوا هذه الثقافة وبذلوا الجهد لتحقيق الدور الذي فرضه التاريخ على هذا البلد والمنطقة ، وحافظ الأسد واحد من القادة العظام لم ينصفه التاريخ الذي كتبه الأقربون بالرغم من أن الأعداء اعترفوا بعبقرية الرجل .. فهو : " يمتع بموهبة قيادية فّذة في القيادة جاءت فيه الصدفة في زمن لا يمكن لمثله ان يكون على حياد كمعظم سكان بلاد الشام ؛ رغم انه تعرضه إلى ضربات كان يمكن أن تكون مميتة .. وأثار عليه لدى بعض الرجال والدول ، أحقادا لا تخمد ؛ فضلا عن عدم " التفهم " وكان قادرا على الصمود لأنه يستبق مجرى الأحداث .. فهو من أعاد لسوريا استقرارها بعد عشرات الانقلابات ، واستطاع أن يسيطر عليها سيطرة أفضل " ( لوسيان بيترلان المفكر و المؤرخ الفرنسي) إن استباقه لمجرى الأحداث بدأ باكرا وتعامل مع مختلف القضايا بمنطق العقل وليس العاطفة وهذا النمط لم يعتد عليه الإنسان العربي بشكل عام ؛ عندما نشبت الحرب بين إيران والعراق وقف حافظ الأسد مع الإيرانيين وحده دون كل العرب وقد كان يحذرهم من مغبة دعم صدام حسين وهو وحده لم يحضر قمة بغداد دون الحكام العرب وبرر ذلك بأن هذا الاجتماع سيعزز من غرور هذا الرجل / يقصد صدام / ويضفي عليه هيبة كان يطلبنها ! يقول الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز في كتابه " مقاتل من الصحراء " ص 268 : " إنني أحترم حافظ الأسد واقدّره لأنه كان على صواب في موقفه من صدام بينما أخطانا نحن التقدير ، وكم كان حكيما لعدم حضوره قمة بغداد الذي عُقد في مايو / أيار 1990 وأصبغ على صدام الهيبة التي كان يريدها " وعندما غزا صدام الكويت سارع إلى إرسال فرقة مدرعة من الجيش السوري عندما شعرت المملكة بالخطر لوجود نصف مليون جندي عراقي على حدودها يتهددها ويتوعدها تلك القوات رابطت على أرض المملكة قبل عقد لواء التحالف الدولي لتحرير الكويت وإعلانه حيث شارك الجيش السوري في عملية التحرير ؛ " وكانت وحدات الجيش السوري طليعة الوحدات التي اقتحمت الدفاعات العراقية " ( كما قال الأمير خالد في نفس المرجع ص 272) والجدير ذكره أنه وعند اشتعال الحرب ما بين إيران والعراق في العام 1980 وشعرت الكويت بالقلق اقترح حافظ الأسد على أمير الكويت بإرسال 25 ألف جندي سوري للمرابطة على أرض الكويت التي رفضت العرض ، ولو فعلت لتجنب جميع العرب مأساة احتلالها من القوات العراقية التي ما كانت لتجرؤ وهي في حماية عربية ؛ وفي بداية حرب لبنان قام بدفع قواته بناء على اقتراح قدّمه إلى الرئيس اللبناني سليمان فرنجية فقامت قيامة كل العرب ضد سوريا وجيشها الذي وصف " بالغازي " وبعد ستة أشهر وافق جميع العرب على إدخال 40 ألف جندي سوري لوقف القتال المستعر في لبنان وذلك في 16 نوفمبر / تشرين الثاني 1976 مع دفعهم للتكاليف ! أقول إن حافظ الأسد تعامل بالعقل والمنطق حيث لا شعبية لذلك .. فنحن كعرب نحب " الهيصة " مع عبد الناصر مثلا بكينا عندما قال " أنا تنحيت " بالرغم من انه تجرعنا لكأس الهزيمة المرّ في العام 1967، وبالرغم من إدارة مصر لقطاع غزة لمدة 20 عاما ألا أنه لم يسمح بأي عمل مقاوم ضد كيان العدو بتاتا بل وكانت سجون غزة ممتلئة بالمعتقلين ومع ذلك ، لم يحمل عليه الفلسطينيون كما حملوا على حافظ الأسد برغم أن نظامه يعامل النصف مليون منهم والمقيمين على أرض سوريا بشكل لائق ومحترم ويمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها السوريون بل أن لهم الأفضلية هذه المسالة يعرفها كل الفلسطينيون ومع ذلك ، فمعظمهم لم يحبه ، حتى أولئك المقاومون الذين يتمتعون بحماية هذا النظام منذ أربعون عاما ويزيد ..! أما الأسباب فهي عديدة متشعبة ومعقدة ، أولها أنه تعامل بحزم مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي كانت تنتشر على الأراضي السورية من أقصاها إلى أقصاها بعدما كانت تعيث فسادا من العام 1967حتى 1973 على طول البلاد وعرضها الأمر الذي جعل تلك التنظيمات تتسلل إلى لبنان الدولة الضعيفة بعيدا عن سلطته .. فياسر عرفات قد نقل مقر قيادته إلى بيروت ولم يكتفي بذلك بل راح يصرخ من هناك ويطلق الشعارات المستفزة لنظام الأسد : " لا للوصاية ، لا للتبعية ، نعم للقرار الحر والمستقل " . علق أحد المسئولين في إحدى التنظيمات التي ظلّت موالية للنظام وقال : مستقل نعم .. لكن عمن ..؟ فقط عن سوريا ..!؟ أما في لبنان فكان الأمر مختلفا .. فنظام حافظ الأسد غير محبوب من مُعظم الفئات والطوائف .. فالمسيحيون يكرهون سوريا كدولة منذ ولادة لبنان سياسيا عام1920 أما المسلمون السنّة فكرههم متعدد الجوانب من الصعب على المتلقي فهمها بسهولة لأنها تحمل نقيضا عجيبا عند مسلمي لبنان من السنة ، فدمشق في عرفهم هي قلب العروبة النابض ، في نفس الوقت يعتبرون أنظمتها وأيضا منذ قيام لبنان أنظمة تفتقد للعروبة ففي رأيهم أن دمشق قتلت حلم الوحدة مع مصر ، والمفارقة أنهم في ذات الوقت الذين هم أنفسهم يكرهون الوحدة مع أي آخر بل أن المسلمين والمسيحيين كلبنانيين لم يرسخوا وحدتهم أصلا بل أن النظام السوري نفسه هو من لمّ شملهم وهيأ لهم مناخ الوحدة وبناء المؤسسات بعد حروبهم الطاحنة . أمر عجيب ؟ والأعجب هو أن المسلمون وفي أزماتهم المتتالية مع الشريك الآخر في الوطن اللبناني لا يلجئون إلا إلى دمشق ونظامها ليؤمن لهم التغطية في جميع المجالات السياسية والعسكرية حين يتحدث السلاح .. هكذا كانوا في أعوام 1958 / 70/ 75 /1979 السنة الأخيرة كانت سنة ذبح بيروت التي استغاثت بدمشق فأعادت قواتها دون منة ولا جميل ! أما المسلمون الشيعة فقد كانوا لا يكترثون لا في هذا ولا ذاك بل أن أكثرية شبانهم كانوا يشكلون العصب الأساسي لأحزاب اليسار القومية والشيوعية وكان بعض شبانهم ينتمون إلى التنظيمات الفلسطينية على مختلف فصائلها حتى قيام حركة " أمل " السياسية وبناء على اقتراح وتمويل من ياسر عرفات كما صرح بذلك مرارا ( سوف نعرف الأسباب ) |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
ستكون أيها الفتى , أول من أرسل له هذه القصيدة شخصيًا ,,,وهي لأخي طلعت , فتى كنعان
حِـبرُ كنعان لروح فتى كنعان أخي طلعت سقيرق **** يا أيّها القلمُ المُسجَّى.. في غــَدي وبقيـّة ُالطـَّيفِ المُعلــَّق ِ.. والصَّدى بالأمس ِعـَهدٌ أن نـَسيلَ حجارة ً وقصائدًا بحقائبِ الأطفال ِحتـَّى نـُحشرَا ! أنـَسيتَ أمسية ً بحيفا موعدًا..؟؟ وصراع َ مِفـتاح ٍيحنُّ لدارهِ فعـَلامَ تـتركني وقـلبي حائرٌ؟ ياليلكَ الأطيار ِقـُلْ لي ماجـرى ! ظـَنـِّي بروحكَ تشتهي وطنـًا.. وحبـَّة َبـرتقال ٍ بوركتْ لمَّا سَرى (1) فتسامقتْ فوق الشَّتاتِ بلهفةٍ لجـِنان ِخـُلدٍ عـَرَّجتْ لـِتـُحَرَّرَا لا غـَروَ يا (طلعت ).. فرضوانُ المَليكُ مُـباهلا ًبضيوفهِ زُفــَّتْ بأكفان ٍ.. تـَلبـَّتْ من فلسطين الثـَّرى ******* يا (طلعُ) لن أبكي .. فـَفي عَـينيَّ حِـبرٌ أصلهُ حيفا ويافا والجليلْ أهديكَ منه ُعـَبرة ًحـَرَّانة ً تـَهميْ على أوراقِكَ البيضاءَ.. تـَنـْقشُ راية ً فالقدسُ في عَينيكَ شاميُّ الهوى والإِرثُ يا (طلعتْ) على عـُنقي ثـَـقيلْ القمحُ والزَّيتونُ والمَسرى.. حكاية ُ شعــبـِنا والكازُ والسِّمسارُ والسُّوسُ المُحـنـَّط ُفي.. عَـنابر ِضَيعتي قـَصُّوا ضفائرَغـَزَّتي والقلبُ يا (طلعتْ)عَـليلْ فـَعلامَ تـتـركـُني يتيمًا يا أخي بالله لطفـًا أستعينُ توسَّلا ً ورَجاؤنا صبرٌ جميلْ ******* يا (طلعُ) والمِسمارُ يصهلُ في اليمينْ لـتطارحَ الصَّلصالَ شِعرًا عاشقـًا غـَزلَ السِّنينْ والحَـرفُ من كنعانَ فيضُ جِـرارهِ يَلوي شعاعَ الشَّمس ِأشرعة ً.. لموقدِ جـَـدَّة ٍ فالكونُ في جوع ٍوخمرُكَ ناضجٌ ويسوعُ يصرخُ قائلا ً: (2) كـُلني.. وليسَ بخـبزِها يحيا الحـزينْ ******* يا (طلعُ) كيفَ تركــتني والقلبُ تـعـرفهُ ضَعيفْ والهـِندباءُ شَحيحة ٌ والحِـبرُ في فصل ِالخريفْ والبرتقالُ مُعلـَّـبٌ بخرائط ٍ خلفَ الجدارِ تقطَّعت أغصانـُهُ والفأسُ تـَسكرُعـُنوة ًبعصيرهِ والكونُ في طـَرش ٍكـفيفْ لكنـَّما عَهدٌ عَـليَّ أُبـرّهُ والسَّعترُ البرّيُ يبقى شاهدًا فرفيفُ روحكَ حاديٌ لمَسيرةٍ صوبَ الرَّغيفْ ******* يا (طلعُ) والعنقودُ يَسفحُ ماءَهُ ويبادلُ الزَّيتونَ كاساتِ الشّجونْ و(المِيجَـنا) ترثي أنينَ النـَّاي في آهاتـِها ومَناسكِ القـَصبِ الحنونْ وحَـناجرٌ خاطتْ مع العكـَّاز ِفي صلواتِها (3) كفنَ الشَّهيد ِتمائمـًا ( طلعتْ) يُغادرُ بَـيتـَنا الحمدُ يا ربـَّاهُ قدْ شاءَ القـَدرْ قـَمرٌ يُـبارحـُنا ويتبعهُ قــَمرْ حَجرٌ يُـفارقـُنا ويَعقـُبهُ حجرْ لِـيـَلمَّ في العـَبراتِ ذَيَّاكَ الوَترْ كلَّ المَراودِ والمَكاحل ِوالعيونْ ( وسُهيرُ) تنسجُ حـُزنها (شالا ً) (4) لـِيـَزْجُـلـَهُ الحَمامْ ويلفُّ تلكَ الرُّوح ِ لـَـفـَّة َ عاشق ٍ بين الضُّلوع ِتـُرابُها تـَثـوي ويُـدفـِئها السَّلامْ ******* النـُّورُ في عَينـَيْ هُدى أضحى شَحيحًا باردًا(5) والتـِّبرُ في الميزان ِساواهُ الحـُطامْ وبقيتُ في حـَدَّيكَ أطلبُ جاهدًا سرَّ الخلودِ فراعـَني هـَولُ المَــقامْ فهتفتُ يا ( أنـْكيْ) إليكَ مَـبرَّتي(6) إنـِّي(كجلجاميشَ) أقسمُ وافيًا حتى أوافيكَ القيامة َعائدًا وبجُعبتي وطنٌ وقد هـَجرَ الخيامْ *********************** (1) الساري سيدنا محمد (ص) (2) قال المسيح (ع) : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وقال عن الخبز , والخمر هذا جسدي كلوه , وهذا دمي اشربوه (3) إشارة إلى والدة أخي طلعت وعائلته (4) سهير ابنة المرحوم ورفيقته في مرضه (5) الأديبة هدى نور الدين الخطيب ابنة خال المرحوم (6) أنكي = أنكيدو صديق جلجاميش شعر حسن ابراهيم سمعون سوريا 2011 |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
ايها الشاعر الفحل أيها السمهوني الأرامي العتيق كم يشرفني أن تكون عيناي أول من اكتحلت ببريق رؤيتك و كم يشرفني شموخ نفسك ويؤثر بي صدق مشاعرك وإحساسك النبيل وبلاغة حرفك الذي يرقى إلى أجمل الأغنيات دمت بهذا التألق أيها الحرّ الأبي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
نريد تذكير أصحاب " الشعارات " اليوم الذين يقولون " ألا يكفي أربعون عاما من حكم البعث وآل الأسد الفاسد لنثور عليه " نعم .. من حق الشعب الثورة إن كانت ثورة شعب حقيقة وليس " قوم لأقعد مطرحك " ! نريد التذكير بأنهم وقفوا ضد نظام البعث وحافظ الأسد منذ اللحظة الأولى ؛ ونريد التذكير أيضا بأنهم ومنذ اللحظة الأولى لم يترددوا باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، لا بل أنهم كانوا يستخدمون كل الوسائل الغير مشروعة في حربهم أو حروبهم المتعددة بما فيها السلاح والطائفية ؛ فأشاعوا مذمة الانتماء الطائفي والمذهبي الذي انتمى إليه حافظ الأسد بالفطرة فهو ابن فلاح قروي بسيط وينتمي مذهبيا إلى الطائفة العلوية الكريمة فقالوا ومنذ البداية بأن مذهبه لا ينتمي إلى الإسلام .. وعندما احتدم النقاش وحسَم كبار العلماء الرأي بأن الإسلام قد أفرز تاريخيا عدد من المذاهب والفرق والتي هي في الأصل كانت تنتمي إلى الفرق " المعارضة " للدولة أو الحكم الذي كان يلتحف بالإسلام سياسيا وليس دينيا ، أي أن ما يظهر من خلافات تحت مسمى الخلافات " العقائدية " هو في حقيقة الأمر والواقع ادعاء مفتعل ، لأن الدولة وعلى مرّ عصور الدولة العباسية التي كثرت فيها المذاهب والشيّع وما تبعها من حكم السلاجقة والمماليك حتى الدولة العثمانية ومهما كان مذهب تلك الدول ، كانت تقمع أي حركة اعتراض على الظلم والفساد واستغلال الدين وتتهمها بالهرطقة والزندقة والكفر والخروج عن الملّة وإلى ما شابه ذلك من أمور ، بدليل أن قرآننا واحد ونبينا واحد وطقوس عباداتنا واحد من صوم وصلاة وحج والتزام خلقي بالعادات والتقاليد ؛ ومع ذلك ما زال الميراث الثقافي " للسلطة والسلطان " ساري المفعول حتى هذه اللحظة . وإذن ، ومن أجل المصالح الذاتية ما زالت تُسخر تلك الموبقات الملتحفة باسم الإسلام زورا : " الرئيس علوي " قالوا ، فكيف يحكم سوريا 70% من السنة " مع علمهم بأن " البعث " هو حزب علماني قومي عربي بنى دولة صار لها الباع الطويل في التقرير ، دولة يحسب لها العالم ألف حساب بدليل هذا الحلف العالمي ضد نظامها المُغرد خارج السرب الأمريكي ولا ترسم سياساتها على هواه ، ورسّخت قيّم الشعب السوري بمعظمه وهو شعب غير طائفي وغير إقليمي على الإطلاق ويؤمن بالقومية العربية ؛ ذلك لأن سوريا وعبر التاريخ قد كشفت عن أعظم شيء يميزها ألا وهي : العروبة. ولكنهم أول من حاول تزوير التاريخ ، وافتعل وغذى ونظّم وزرع الحقد في قلوب الناس ، وأضافوا إلى جعبتهم هذا الجديد : الانتماء المذهبي للرئيس. وهنا ، أفلا يحق أن نقول بأنهم منذ أربعين عاما وهم يعملون على هدم تلك القيّم ليُحلّوا ثقافتهم الهدّامة باسم الإسلام زورا وما زالوا حتى هذه اللحظة .. وهنا ، أنا لا أتحدث عن أشياء غيبية فمن أجل غاياتهم يتحالفون اليوم كما في الماضي مع العلماني والشيوعي والبعثي الفاسد ومع الأمريكي القذر ، ويعِد أصحابهم بعد استيلاءهم على مقاليد السلطة بأنهم ذاهبون للصلح مع العدو الإسرائيلي ؛ أنا لا أتحدث عن أشياء وهمية ، فهم ومنذ أربعين عاما يعملون على هدم الدولة برمتها ويعملون على تمزيق المجتمع .. وها هم اليوم يستدعون تدخلا أجنبيا بحجة حماية المدنيين ليأتي هذا الأجنبي ليدمر سوريا البلد وليس النظام ، فهم يكذبون على الناس بالديمقراطية والحرية التي عنها يتحدثون ؟! الديمقراطية تعني رأي الأكثرية ورأي الأكثرية من الشعب كما يشهد العالم كله هو ضدهم .. لا يؤيدهم منذ نشأتهم ويعلمون بان الشعب السوري قبل حكم البعث بالكااااد انتخب 3 أو أربعة نواب لهم وبالصدفة ! فعندما نتحدث عن حزب " الإخوان " إنما نتحدث عن أقوى فريق بما يسمى المعارضة / باقي الأسماء هي ديكور من أجل تجميلهم ، باقي ما يسمى المعارضة في الخارج لا قيمة لهم على الإطلاق ، فالسوريون المعارضين في الداخل - - وهم قيمة حقيقية - يعلمون هذا وأكثر ( من له باع فليغني الموضوع بالحديث عن المعارضة الداخلية التي نحترم ) ! نريد التذكير فقط ، بأنهم وقفوا ضد نظام البعث وحافظ الأسد منذ اللحظة الأولى ، وباعوا أنفسهم لكل جهة أجنبية وعاصمة عربية لها مشكل مع دمشق .. نسوا فلسطين مع عرفات عند اختلافه مع سوريا فأسس لهم معسكرات في لبنان ، في ذات الوقت تحالفوا مع نظام عمّان الذي طرد عرفات والفدائيين من الأردن ، وباعوا أنفسهم لصدام حسين الذي أراد الانتقام من سوريا وحافظ الأسد ، ولم يستحوا من التنسيق مع دولة من دول الأطلسي يحكمها العلمانيون " الأتاتركيون " في أنقرة وقدموا لها ولحلف الأطلسي التقارير الأمنية والاقتصادية عن بلدهم ، فدعمتهم تركيا ومن خلفها الغرب الاستعماري بحجة أن سوريا قد تعاطفت واحتضنت القضية الكردية فكانت تلك حجة واهية ؛ فمن أجل ماذا تقدم لهم الحضن والحماية والتأييد اليوم تكرارا .. أمن أجل الإنسانية أم من أجل دور أنيط بها أمريكيا ؟! فهل يعتقدون بأن كل الناس فقدت ذاكرتها ؟ إنهم ومنذ أربعين عاما يعملون على حرق سوريا قبل صدور القانون الذي " حظرهم " وقبل كذبتهم التاريخية : " مذبحة حماة " والتي بدأنا بالفعل الحديث عنها ولكني أتحدث عن المقدمات وسوف تلاحظون أنهم لا يتحركون إلا عندما تشتد حملة الغرب على سوريا حيث يعتقدون بأن النظام في مِحنة ، فتحدثهم أنفسهم بأن اللحظة قد صارت مواتية للاستيلاء على السلطة لا أكثر ولا أقل ! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
أسعد الله مساءك أستاذ رأفت أظنني وجدت ضالتي هنا، تساؤلات عدة ترهق تفكيري و عقلي و أحسب أن إجابتها بين دفتيْ هذا الملف بدأت القراءة و سأواصل، سأتابع بصمت و سأنتظر بشغف ما تجود به علينا أستاذي دمتَ و سلمتَ |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
هل انتهى هذا السرد التاريخي.
ام مايزال في الجعبة المزيد..؟؟ لأواصل المتابعة فقط |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
أسرد يا شيخ الشباب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فبسردك التاريخي ,,, وليس التأريخي , تكمن الحقيقة ,,,
وجعبتك لن تنفذ ,,, نحن نبتعد عن الأسطرة ,, والملحمة ,,, والخصى الشرقية المتخمة بالكاز ....................... اكتب يارأفت ,,, وإن لم تكتب الآن فلتصمت إلى الأبد حسن ابراهيم سمعون/ الذي يقدس جعبتك سوريا |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
بدون مقدمات ..
ليس كل الثورات ايجابية ...هناك ثورات .لها سلبيات وخيمة تضعف الدعائم والركائز الخارجية للدولة والتي أسست خلال سنوات طوال ..في لحظة واحدة وكأن شيئا لم يكن.. بالذات سوريا. الحصن الأخير ..ليس هذا هو الوقت المناسب لهذا !! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
احترم مثل هذه الكتابات واحترم حرصها
لكنها ستزيد الوضع سوءاً زإن ما يبدو في الأفق غير مبشر وأولها قرار الجامعة العربيه وما هو آت أفزع وانصح بدلا من هذا أن يتم التشجيع على الحوار بدلاً من مناصرة الحل الأمني لأنه لن يفيد والعالم غير العالم والظروف غيرها لانجلس بعيداً عن الحدث فقط ونحلل ونكتب التاريخ فآكل العصا ليس كمن يعد الضربات احدثكم عن تجربة ولكم التحية |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
أستاذتي الغالية أسماء ، اقترب عمري من السبعين ومن الصعب عليّ القول بأني عشت أكثر من 55 عاما في قلب المعمعة لم يحتويني تنظيم ولم يطوعني حزب بالرغم من عشقي لكل شيء منظّم .. ولكن .. أنا وعقلي الحرّ وإرادتي التي لم تُهزّم وأظن أن من يملك العقل والإرادة لا يتوه .. لا يؤخذ بالمظاهر ، لا يخضع للأضاليل ، ويحرص على احترام الذات وعزّة النفس وعندما أكتب لا أكتب تحت تأثير العاطفة أو العاصفة مهما أثارت من غبار .. فما الذي أهدف إليه والقلائل هم الذين يصمدون في وجه التيار ؟ هو العشق يا أسماء وليس أكثر ؛ أحب وطني أمتي من المحيط إلى الخليج ، أعشق كل حبة تراب على أرض بلاد الشام وأرض الحجاز ونجد والبوادي وأشمخ أمام خالدات مصر التاريخ والعروبة برغم أقوال المزيفين ، وأسكر حين أعود إلى تلك الحقيقة التي سطعت كسطوع الشمس عبر التاريخ حين عبر أجدادي ذاك المضيق الضيق مرتين وأكثر ونقلوا حضارة الشرق الزاهي مرة أيام جدّنا " هانيبعل" ومرة مع ابن نصير موسى ؛ هذا الشمال الأفريقي هذا المغرب العربي ميناء المنارة الكبرى وبيوته البيضاء الأصيلة بمضامين سكانها ذات القلوب البيضاء وليس كما التزوير حين سرقوا منا الدار البيضاء وقدموا لنا بيتا أبيض يسكنه سواد القلب والهمجية .. الصراع ما زال مستمرا ما بين الإنسان الذي عشق القيّم فأكرمه الله بكل الرسل والأنبياء .. ومن قلبه خاطب قلوب البشر ودعاهم إلى توحيد الإنسان بالله ولله .. الصراع مستمر وسيبقى فهل لنا غير الصمود حيث قال الحبيب : :"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله " قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس" ونحن كذلك يا سيدتي فلا ترهقي نفسك بالأسئلة الكثيرة والخطيرة فلن تجدي والله ما يجيب عنها من معين المصدر الواحد ، والمنظومة التي يسّرها الكلاب السود بناء لأوامر البيت الأبيض والذي لا يسكنه إلا من يحمل قلبا أسود لا يهمه الشعوب يدوس على الجثث لتعلوا مصلتحهم وتسود ثقافتهم . أعذريني يا ابنتي فبالرغم من عدم خشيتي ألا أنهم يدفعوننا إلى الغضب . تحيتي احترامي ومحبتي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
أستاذي الغالي وأخي الحبيب أسعد ربي أوقاتك على تواضع ما أكتب ألا أن ذاكرتي تختزن الكثير الكثير .. والله إني أضبط نفسي عن كتابة أشياء تُذهل ليس خوفا ولا من أجل الحفاظ على أسرار ولكن خوفي من المتلقي ليتهمني بالمبالغة أو الاختراع أمامك صورة تعرف أنت أدق تفاصيلها ولو تحدثت بعكس الرواية المتداولة سوف تتهم بأنك مع " الطاغية " أو مع الدكتاتورية والحقيقة غير ذلك .. لسنا مع الطغاة ولكننا مع أوطاننا تلك هي المسألة . أشكرك من القلب وأحترم رأيك وأعتزّ بأديب عربي ينير صفحتي بوجوده تحية ومحبة واحترام لشخصكم الكريم |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
نعم سيدتي .. لو كانت " الثورات " ثورات شعبية أنتجت قياداتها من قلب المعاناة لانحنينا وقبلنا تراب الأرض تحت أقدام الثوار .. أما مجالس الذل والعار والجيوب المفتوحة للدولار وحين يصير ال آل قوادا " للثوار " فهذا والله عصر إحياء الاستعمار لا تخطئه عين الأحرار / وبعد شوي راح اكتب بانفاس الشعّار / بالصدفة كده :) تحيتي مودتي واحترامي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
سيخرون تحت قدميك طالبين منك هذا الغفران .. سامح ولا تنسى ؛ فأنا لا أحمل حقدا أو ضغينة إنما لا أنسى وهذا ما أفعله .. نريد تذكير الذين كذبوا على الناس وزوروا تاريخ الأحداث نريد التذكير ولا نريد نكأ جراح من لم ينسى فعذرا : في ليلة الخامس / السادس من شباط / فبراير عام 1982 صدرت الأوامر من غرفة " العمليات " في ألمانيا الغربية لحزب الإخوان إلى التنظيم العسكري " في الداخل " بأن النظام قد انتهى أمره ! وأن الجيش قد انشق وأن الناس على أهبة الاستعداد للتخلص من حافظ الأسد ونظام البعث : " فهِبوا يا " مسلمي " سوريا هبة واحدة في كل المدن والقرى واستولوا على الثكنات والمغافر والمقرات الحكومية والمؤسسات الرسمية للدولة وعند الصباح سوف يكون كل شيء تحت سيطرتنا " هكذا كانت الأوامر ! لكن سقط من حساب " حزب الإخوان " أن الدولة كانت قد اخترقت أمنيا معظم خلايا تنظيمهم العسكري في معظم المدن والقرى باستثناء تنظيم " حماة " المحكم ، لأسباب تحدثنا عنها ، فقامت الدولة بالسيطرة على خلايا التنظيم في عملية كانت أشبه بلعبة مراهنة خطرة " صولد " بالنسبة إلى الطرفين : فالدول التي دعمت الإخوان وأنصارهم دفعوا بكل ما ملكوا ومن معهم وأيدهم ومن حدود لبنان وتركيا والأردن والعراق لتحقيق الهدف " تخريب سوريا " تحت شعار إسقاط النظام ؛ والدولة دفعت بثقلها فنزل عناصر حزب البعث المسلحين إلى جانب الجيش يؤازرونه في معركة " المصير" فإما سقوط النظام وسقوط سوريا أو القضاء على " المؤامرة " فنجحت الدولة في كل المحافظات بالسيطرة على الأمور وانتشر الجيش السوري على كافة حدود البلاد ومنع تسلل آلاف المسلحين المدربين المنتظرين ساعة الصفر ليقومون " بالغزو " وسيطر الجيش على جميع الأماكن التي سبقهم إليها ما عدا مدينة حماة وريفها ، فالغلبة لتنظيم الإخوان فيها .. ويجب أن يلاحظ القارئ الكريم بأن لا إعلام ولا وسائل اتصال كاليوم ؛ ففي الساعة الثانية عشر من منتصف تلك الليلة ( ساعة الصفر ) قام التنظيم العسكري بحماة بالسيطرة على كل المدينة كلها المقرات الحكومية ، مقرات الأمن ، مكاتب الحزب وبيوت الناس ، وما أن طلع النهار حتى أسفر عن سقوط 1200 إنسان بشري ذبحوا كما ذبح النعاج ( نموذج جسر الشغور ومذبحة العاصي التي رأيتموهما ) لقد ذبحوا عائلات بأكملها ، ضباط الجيش مع عائلاتهم ، رجال الأمن ، موظفو الجمارك ، شرطة السير الدرك ، حرّاس البلدية والحزبيين البعثيين مع عائلاتهم إضافة إلى التصفية المذهبية وبناء على تخطيط مسبق لنجاح انقلابهم الأسود ! هكذا كانت حماة في صباح ذلك اليوم المشئوم من السادس من شباط ؛ فماذا كانت الدولة - أي دولة - ستفعل في هذه الحال ؟ لا أبرر القتل بالقتل في جميع الأحوال .. ولكن هناك من يدفع بك إلى ممارسة العنف والإجرام ؛ فحين يقتل الفرد فردا ويحكم عليه القضاء بالموت تقوم الدولة مجتمعة وممثلة كافة الشعب بالقتل أيضا ؛ وحين يكون الاختيار ما بين الموت أو البتر نختار الخيار الأخير! وهذا ما فعلته الدولة . لقد عمل الجيش خلال خمسة ايام في المدينة يطارد المسلحين من بيت إلى بيت عبر عمليات إنزال جوي للوحدات الخاصة من سرايا الدفاع التي كان يقودها شقيق الرئيس " رفعت الأسد " سقط خلالها 3500 ثلاثة ألاف وخمسمائة إنسان من المسلحين والمدنيين ( الرقم المتضخم والذي كان يتداول حينها لكل ضحايا حماة بما فيهم الموالون للسلطة ) انتهت المعارك كليا مساء الحادي عشر تماما على هذه المجزرة ، والغريب أن لا محطة إذاعية ولا قناة تلفزيونية من تلك التي كانت تعمل ضد النظام قد أتت على ذكر هذه المعركة المجزرة على الإطلاق . ستة أيام وأنا شخصيا أتابع كل الإذاعات لم اسمع بخبر واحد عن حماة حتى من الإذاعات المعادية لسوريا - وما أكثرها - حتى الإخوان أنفسهم لم ينبسوا ببنت شفة وقد بدا حينها أن الإحباط قد أصابهم لفشلهم المريع لكني التقطت خبرا بتاريخ الثاني عشر من ذات الشهر / أي بعد ستة أيام على الأحداث / وقد جاء من " الدار البيضاء " في المملكة المغربية حيث كان يزورها مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقاً، جوزيف سيسكو والذي عقد مؤتمرا صحافيا قال فيه : " إن الأقمار الصناعية الأمريكية التقطت صورا لمعارك تجري في حماة " قال " سيسكو " هذا ظهرا بحسب توقيت المغرب العربي فقامت وزارة الخارجية الأمريكية باستدعاء السفير السوري مساء / ذات النهار بحسب توقيت واشنطن / ناصر القدور وسلمته كتاب احتجاج قوي اللهجة واستدعت سفيرها من دمشق " للتشاور" ! وفي المساء هبّت المنظومة الإعلامية الممولة إسرائيليا لتصرخ بدلا عن زحلة اللبنانية " حماة ، حماة " وما زالت تعمل لهذه اللحظة ..! القتال انتهى في اليوم الخامس ، ولكن الإعلام ظلّ يُصدر بيانات باسم الإخوان عن معارك تجري وقتل يفتك بالناس لمدة شهرين ثم بدأت " المنظومة " الإعلامية ترفع أعداد القتلى : 5 آلاف ، 10 ، 15 ألف ومع مرور السنوات صار الرقم 3500 مضروبا بعشرة ! والسوريون يعرفون بأن حماة وريفها لم يكن فيه أكثر من 200 ألف نسمة .. فمن أين جيء ب 35 ألف إنسان وكم من الوقت يلزم لقتلهم .. إلا إذا كان النظام قد قصفهم بقنبلة ذرية ! أنا لا أنكر بأن هناك مجزرة جرت على يد الإخوان والنظام ، ولا أنكر بأن هناك ضحايا أبرياء من المدنيين ولا أبرأ لا هذا ولا ذاك فالإنسان إنسان والظلم ظلم ولكني أكتب الواقع الفعلي كما هو، فأنا لا أتحدث عن قيل وقال ، لقد كنت واحدا من الذين كتب لهم الله أن يكونوا على تماس مع الأحداث وقريبا جدا منها . هذا النموذج " الحموي " أراد الإخوان تنفيذه بعد 30 عاما في درعا ثم في بانياس وجسر الشغور وفي تل كلخ وجربوا في اللاذقية وبانياس : التمترس والسيطرة واعتقال المدن ثم استدعاء الأطلسي أو الناتو بحجة حماية المدنيين لكنهم فشلوا فشلا ذريعا بعدما حقق الجيش جدارا من فولاذ يحمي حدود سوريا ثم ضيق عليهم الخناق وها هي آخر محاولاتهم في مدينة " حمص " ألم تنصحهم السيدة " كلينتون " منذ أربعة أشهر تقريبا عندما خرجت في مؤتمر صحافي ودون مناسبة قالت : " هُمْصْ ، هُمص " استغرب الكثير من الناس لذكرها تلك المدينة دون غيرها من المدن لأنها كانت هادئة ولكن جماعتها - كما يبدو - لم يكونوا على استعداد لتفجير حمص ، وكان ينقصهم بعض الصواريخ الخارقة للدروع ! هل يعني أن النظام طاهر وبريء ؟! فكما ارتكب " الإخوان " المجازر مارس أيضا بعض ضباط الجيش الخروج عن أخلاقية الجندي وانضباطه .. اعترف النظام بذلك ، وقام بمحاسبة الذين لم يحترموا القسم العسكري فماذا فعل حافظ الأسد بمن خانوا القسم ؟ وكيف لعب الملك / الأمير / عبد الله حينها ، الدور الإيجابي في إنهاء الأزمة ؟ |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
أيها القرمة العتيق ,,,, شهادتك بألف شهادة أكاديمية ,,,فأنت لاتزور , ولا تصانع..
وأنا من جيل يا أخي رأفت مازلت تطربه وترعشه كلمة فدائي أكتب ,,, واعلم يا أخي بأن الناس ثلاث مُحبط ٌ ,,, ومُحــَبــَّط ٌ,,, ومُحـَبــِّط ٌ,,, فالأخير هو الأشر .. ونحن الشآميين , أو السورييين ( سوريا الطبيعية ) من لايعرفنا يجهلنا ,,, فنحن نموت , ونستشهد بالمفهوم القومي العروبي ,, ومن دون الخطاب الديني ,, فجول جمال رحمه الله أول استشهادي في العصر الحديث بعد نشوء الفكر القومي ,,, ومات ليس طمعًا بالحوريات , ولا بالجنان ,,,بل استشهد تحت راية عبد الناصر, وهو من السوريين المسيحيين العرب الخلص ... وقبل الإسلام أخي رأفت ثق بي ,,, أنا مشروع استشهادي ,,,ولن يطأ سوريا قدم غريب ,,,, علمًا بأنني معارض للكثير بالنظام لكنني أفصل بين النظام , والسلطة ,والدولة لن أطيل عليك ,,,, لك محبتي أيها الفدائي السبعيني , فلسطين هي البوصلة ,,, وأنا صوبها ولو مع الشيطان .........................لأنها حارة من ضيعتي .. وكما تعرف أيها الختيار ,,, لا عروبة , ولا إسلام بلاسوريا وفلسطين , والأدرن والعراق ( ولبنان ضيعة بسوريا ).... وسيبقى حسن ابراهيم سمعون |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
لعلّ القارئ الكريم يسأل : لماذا أتجنب الدخول في تفاصيل ما يجري اليوم من أحداث بالرغم مما تبدو عليه من خطورة ، ولماذا لا أبدي رأيا بما يحدث طالما - كما يلاحظ القارئ - أني على دراية إلى حدّ ما في الشأن السوري ؟ لا رأي لي أو بالأحرى لا يهمهم رأي الناس عندما تتصارع الدول وتتضارب المصالح، وتصبح جثث الضحايا أرقام تنزل في حساباتهم ! فمن كان سيحاسب كيان العدو على المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين وهم بعشرات الآلاف .. من كان سيحاسب الاحتلال الأمريكي للعراق والقتلى بمئات الآلاف أيضا ! فلو قلت منذ البداية " إلى أين " دون معرفة ، سيقع ذلك في خانة التوقعات التي يتحفنا بها آلاف المعلقين والمحللين يوميا ولا أكون قد قدّمت للقارئ أي شيء من " المعرفة " التي تؤسس للمتلقي فلا يردد ما يسمع فقط وحين يباغت بسؤال يرتبك وفي أحسن الأحوال يكرر ما سمع تكرارا وما أكثر ما يذاع وينشر . لن أطيل كثيرا ، فأحداث اليوم سنعرف مسارها من التاريخ وأسئلته سيجيبنا عنها التاريخ نفسه أيضا . عندما انتهى " النظام السوري " بإغلاق ملفاته الداخلية بعد مجزرة حماة خسر المراهنون على إسقاطه أو إخضاعه خسارة فادحة لكنهم لم يتوقفوا حتى يلتقط النظام أنفاسه فأوعزت إدارة الرئيس الأمريكي " ريغن " إلى كيان العدو وقام بتغطيته في عدوان واسع على لبنان " الخاصرة الضعيفة " لسوريا ووصل حتى بيروت ؛ لم يتحرك أي من النظم العربية لمساعدة لبنان الذي أنتج مقاومة سوف تكون مثار إعجاب العالم وسوف تُرغم العدو على التراجع بدأ من بيروت ؛ ولكن ماذا فعل النظام في سوريا مع وجود 35 ألف عسكري سوري فيه ؟ لن أتحدث كثيرا عن ذلك مع أن الإعلام قد أغفل دور الجيش السوري وغيّبه كغياب الوجدان الإنساني الذي أسقط ذلك عمدا ؛ لقد خسر الجيش 5 آلاف شهيد وثلاث ألوية مدرعة و 120 طائرة حربية في المقابل دمّر الجيش السوري لواءين مدرعين للإسرائيليين واستولوا على 12 دبابة كانت تعتبر من أهم دبابات العالم وأسقطوا 27 طائرة للعدو هذا باعتراف العدو نفسه ( راجع كتابي " كرة الثلج " لشمون شيفر " ولبنان أطول وآخر حروب إسرائيل " فالغاية السياسية للحرب كانت لأسباب كثيرة منها إفشال مبادرة الراحل الملك فهد التي تحدثت عن " الأرض مقابل السلام " وسياسة الرئيس " ريغن " العالمية والتي وضع استراتيجيها منذ اليوم الأول لتوليه السلطة عام 1981، والتي تقوم على هدم الإتحاد السوفييتي / وهذا ما حدث في نهاية عهده في العام 1989 / حيث بدأ بالسيطرة على أماكن نفوذه في كل العالم تقريبا http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%...BA%D8%A7%D9%86 خصوصا تلك الدول الحليفة للسوفييت وما بين عامي 1982 -1984 تولى منصب الامين العام للحزب الشيوعي رئيس الـ كي جي بي ( المخابرات الروسية ) يوري اندروبوف " الرجل الحديدي والروسي المعادي للغرب .. وكان ذلك من حظ السوريين وحافظ الأسد .. فقد قام الحليف السوفييتي بدعم سوريا عسكريا واقتصاديا وأمنيا فأعاد تسليح الجيش السوري وفتح أسواقه للسلع السورية وذهب أبعد من ذلك لقد فتح بابا للمقاولين السوريين في قطاع البناء حيث عملت إحدى أكبر شركات البناء السوري " قاسيون " في بعض الجمهوريات السوفييتية والأهم من كل ذلك أنه دعم الأسد في عملية إصلاح كبرى لا يتحدث عنها النظام في سوريا كثيرا ! |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
تسببت أحداث في حماة صدمة واستياء كبيرين بالنسبة للشعب السوري ، خصوصا وان الحملة الدعائية قد تركزت على رفعت الأسد قائد ما كان يُعرف " بسرايا الدفاع " وحُمّل هو ومعظم ضباط تلك السرايا مسئولية ما حدث ، وهنا كاد الجيش السوري يذهب إلى صراعات داخلية عندما أُشيع عن مرض خطير يهدد حياة الأسد حيث بدأ " ديوك " النظام يتجهون إلى تهيئة أنفسهم " لوراثة " الرئيس الذي ذهب إلى موسكو سرا واتفق مع " اندروبوف " على مساعدته في قيادة " إصلاح " أو حركة تصحيحي ة جديدة يقوم بها لكسر مناقيرالديوك ؛ كان ذلك في العام 1983 وفي ذروة صراعه مع الغرب وإسرائيل وعلى كل الجبهات . قامت موسكو بدعوة رفت الأسد وأكثر من 100 ضابط من مختلف الفروع الأمنية والعسكرية خصوصا " سرايا الدفاع " وما أن وصلوا على أرض المطار حتى وجدوا أنفسهم محاطون بكرم الضيافة ، والكثير من أجهزة الأمن وأكثر من عشرين سيارة نقلتهم إلى جهات لا يعلمها أحد منهم .. كل سيارة فيها كتاب فيه بضعة أسطر مفادها : أنتم مرحب بكم في روسيا طوال المدة المدونة التي ستقضونها في ربوع " بلدكم الثاني " ويمنع عليكم محاولة الخروج من الاتحاد السوفييتي طوال مدة الإقامة فهناك من حددت لهم ستة أشهر ، وسنة .. أما شقيق الرئيس قائد سرايا الدفاع ( التي حُلّت ) فمنع من دخول سوريا منعا باتا ، وبالفعل فإن الرئيس لم يأذن له حتى في أصعب الأوقات . في هذه اللحظة كان الجفاء يسود ما بين نظام المملكة السعودية ونظام الأسد وفجأة قام الملك عبد الله بزيارة رسمية إلى سوريا أسفرت عن اتفاق بين الطرفين السعودي والسوري تعهد الأسد بموجبها الإفراج عن جميع المعتقلين من " الإخوان " وتعهد الأمير عبد الله بدفع ثمن صفقة سلاح عبارة عن عشرات الدبابات الروسية الحديثة التي كانت ولأول مرة يُخرجها الروس خارج منظومتهم الاشتراكية ألا وهي الدبابة ت 72 الجيل الثاني المتطورة .. وسيرت المملكة جسرا جويا ما بين دمشق والرياض حملت فيه من أبعد عن البلاد قسرا أو طوعا من الإخوان . من غير المستحب أن نُسمي ذلك " صفقة " ولكن المملكة بشخص طويل العمر قد ساعدت سوريا التي قدّرت أن مساعدتها تكون بتقوية جيشها وهذا ما فعله أبو متعب قبل 30 عاما أدعو ربي بأن يُقدم هو ولا أحد سواه على حل هذه الأزمة |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
[align=right]
تفرغ الأسد / المدعوم / للصراع مع المحتل في لبنان فقواته كانت منتشرة في وجه الإسرائيلي على طول خطوط التماس ففتح مخازن السلاح لكل من قال أنا مقاوم وبدأت عمليات المقاومة ضد المحتل من جهة وضد القوات الفرنسية والأمريكية من جهة ثانية ومحاربة العملاء في الداخل .. فشارون قام بتنصيب بشير الجميل رئيسا على لبنان لكن المقاومة فجرت المبنى الذي يعقد فيه اجتماعاته وقتل مع مساعديه ؛ وقام العدو الإسرائيلي بارتكاب مجزرة مخيمات لبنان " صبرا وشاتيلا " التي قام بها " شارون " وذهب ضحيتها أكثر من أربعة آلاف فلسطيني ولبناني في بضع ساعات .. المقاومة بدأت تتصاعد يوما بعد يوم وأمريكا لم تفلح في إقناع السوريين باتفاق السابع عشر من أيار ما بين حكومة أمين الجميّل وإسرائيل فقررت إرسال جنودها وبعض حلفائها الغربيين الحلول مكان الإسرائيلي في بيروت .. ونزلت قوات المارينز على شاطئ بيروت ومعها قوات بريطانية وفرنسية وايطالية ألا أن الثقل هو أمريكي كالعادة . وهو الرأس ؛ فإذا كان الخصم عملاقا ولا تستطيع منازلته جسديا وأنت تملك الإرادة لا بد لك إلا الاستعانة ببعض الحجار لترشقها على رأسه مباشرة ، قد تصيب فيه موضعا حساسا كالعين أو الأنف أو الجبهة فيتلهى وينسحب .. أو .. يهرب ! ففي الثامن عشر من نيسان / ابريل 1983 دوى انفجار كبير هزّ مدينة بيروت وضواحيها .. لقد كان الأمريكي يعتقد أن الوضع قد استتب له وأن لبنان بوجوده صار بلدا آمنا فالسفارة الأمريكية كانت في ذلك النهار تحتضن أكثر من 17 عشر رئيس ما يسمى " المحطات المنية " العاملين في منطقة الشرق الأوسط وكان يدير هذا الاجتماع نائب رئيس " السي أي إيه " جهاز المخابرات الأمريكي ( البيان الأمريكي عندها قال بأنه خبير زراعي ) فهدمت السفارة المؤلفة من سبعة طبقات فوق رؤوسهم وقتل أكثر من ستين موظفا إلى جانب مقتل رؤساء أجهزة الأمن مع مساعديهم باستثناء السفير وفي صباح 23 تشرين / اكتوبر 1983 دوى انفجار هائل مقر وحدة " المارينز " القوات البحرية الأمريكية فقتل على الفور 300 جندي وضابط ورتيب في الجيش الأمريكي .. وبعد 40 ثانية دوى انفجار ثاني في مقر وحدة المظليين الفرنسيين فقتل 60 جنديا عدا مئات الجرحى .. لقد حان موعد القصاص ! والتفجيرات التي كانت تصيب قلب دمشق بدأت تصيب قلب المدن الفرنسية ومطاراتها وموانئها وطالت الكثير من المدن الأوروبية الأمر الذي دفع بالرئيس الفرنسي " فاليري جسكار ديستان " إلى إرسال مدير أمنه إلى دمشق فقال للأسد نريد أن نتوقف فرد عليه ونحن كذلك ! أما الأمريكيين فأرسلوا وزير خارجيتهم بعد أن طرد السوريون نائبه " فليب حبيب " على خلفية تقاريره الكاذبة فحمل معه تهديدا لدمشق إن لم تتوقف عن إلحاق الرعب والعار بقواتها المتواجدة في بيروت . [/align] |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اشتقنا لك استاذي ..
متابعوووووون :) |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
حياك الله أستاذتي الغالية وأشكرك من القلب / أنت في ورطة الآن ما بين ما عرّفوك وما تعرفين :) اتفضلي يا ستي [align=right] نقل طلال سلمان / صاحب ومحرر صحيفة " السفير " اللبنانية/ محضرا رسميا للزيارة التي قام بها " جورج شولتس " وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى دمشق واجتماعه بحافظ الأسد بعد كارثة " المارينز " قال بدأ الوزير الأمريكي بالقول : " إن ما تمارسونه إرهاب " قال الأسد : " تعالوا لنعرّف معنى هذه الكلمة ، فأنتم تتهمون الفلسطينيون بالإرهاب لأنهم يفجرون باصا أو ملهى ليلي ، ولكنكم تدعمون قتل المدنيين في كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ، وتدعمون الفصائل الأفغانية وهي تقتل المدنيين وإن الرئيس ريغين نفسه " مغرم " بمسلحي " الكونترا " (متمردو الكونترا في نيكاراجو ) مع أنهم يقتلون القروين نساء وأطفال ! فتعالوا إذن لنعقد مؤتمرا دوليا نُعرّف فيه معنى الإرهاب . قال شولتس : يبدو أنكم لا تدركون المخاطر فأسطولنا البحري السادس ستنضم إليه أعظم البوارج الأمريكية " نيوجرسي " قال الأسد : أنا رجل عسكري ومعجب جدا بضخامة مدافعها ولكني ساقول لك شيئا مختصرا ؛ ستأتي تلك البارجة ولا شك بأنها قادمة لتعمل وليس لنزهة ، ستقصفنا وستدمر مواقعنا وتقتل الكثير من الناس وستُحدث دمارا في البيوت وحفرا في الأرض هذا احتمال قوي ، ولكن أريدك أن تعلم بأننا سوف نبني ما هُدّم وسوف نردم جميع الحفر ونساءنا سوف تلد آلاف أضعاف الذين سقطوا شهداء من البشر وهذا احتمال أقوى وهو بيد الله .. ولكن الأكيد هو أن أسطولكم الحربي بما فيها " نيوجرسي " سوف لن يكون على شواطئنا في السنة القادمة ( يقصد شواطئ لبنان وسوريا ) ! وتوجه الأسد إلى شولتس بسؤال : " كم يبعد جنودكم عن الشاطئ ؟ ( تلك المتواجدة في بيروت ) قال " 200 إلى 500 متر تقريبا " قال الأسد : فليقطعوا تلك المسافة إلى سفنهم ويناموا دون خوف من " إرهابي " قد يفجر سيارته بهم . : خرج شولتس غاضبا وبالفعل قد أتت تلك البوارج وحاملات الطائرات فهزّت الأرض تحت أقدامنا لأسابيع طويلة ودمرت الكثير من المواقع السورية وبيوت الناس في أعالي الجبال ولكن الجيش السوري قاوم بإستراتيجية ضرب المقلاع التي اعتمدها النبي داوود مع العملاق فلم تسكت مدافعه طوال ثلاثة أشهر وعلى مدار اليوم ،كل ربع ساعة مدفع واحد حرم الجنود الأمريكيين والفرنسيين من النوم في وقت كانت فيه المقاومة اللبنانية تُشعل الأرض تحت أقدامهم ولم تحميهم المتاريس التي بلغ فيها عدد ألأكياس 2 مليون معبأة بالرمال التي كانت تتسرب مثل حلمهم بجعل لبنان البلد الثاني الذي يوقع صلحا مع العدو الإسرائيلي . لقد كانت ملحمة بطولية غيّرت موازين القوى فهرب الأمريكيون ليلا دون ضجيج فعاتبهم البريطانيون علنا لأنهم لم يخبروهم بذلك فانسحبوا بعد أقل من أربع وعشرون ساعة وانقلب السحر على الساحر وتركوا للقِسّ الأمريكي الأسود " جاسي جاكسون " مهمة التفاوض مع الحكومة السورية لإطلاق أحد الطيارين الأمريكيين الأسرى الذين أسقطت طائرته فوق المواقع السورية ولم تكن طائرته الوحيدة التي أُسقطت في تلك المعارك . وقف الرئيس اللبناني أمين الجميل في واشنطن إلى جانب الرئيس " ريغين " وأطلق تهديداته المباشرة إلى النظام السوري وقال بأن المدافع سوف ترتد إلى دمشق وأنه سوف يقطع رأس الأسد الذي ردّ عليه وعلى حلفاءه بأن قام حلفاء الشام بالسيطرة على بيروت الغربية حيث انشق اللواء السادس في الجيش اللبناني وقام المقاومون أيضا بالسيطرة على القسم الجنوبي من جبل لبنان ومنطقة الشوف وإقليم الخروب وحرروهم من احتلال العدو وعملاءه من " القوات اللبنانية " وتفكك اللواء الرابع في الجيش اللبناني عندما ترك معظم الجنود أسلحتهم وقتل أو أسر من قاتل منهم ؛ وبذلك أصبحت طريق الشام هي خط التماس الفاصل ما بين حلفاء سوريا وحلفاء إسرائيل . ( قد يخطر ببالكم سؤال : من أين آتي بهذه المعلومات ؟! سأخبركم بسر صغير وأقول من ذاكرتي وقراءاتي ! وهل هذا بسر ؟ السر هو أني كنت أمارس هواية كتابة أهم الأحداث اليومية على مفكرة الجيب السنوية وقد بدأت في العام 1983 وبعد خروجي من سجن " الأنصار " مباشرة واستمر ذلك حتى العام 1996 وما زلت أحتفظ بها وهي بحق مرجع لذاكرتي كنت أدون فيها عناوين الأحداث اليومية وما كان يجري من عناوين الصحف اليومية واخبارها المحلية والإقليمية والدولية ، وما زلت أمارس هذه الهواية وبأقل جهد وبكبسة زر والله يكثر خير اللي اخترع النت ) [/align] |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
وكتبت الصحف الفرنسية بهذا الشأن نقلا عن أحد قادتهم
كنا نقابل أجسادا بشرية تتساقط أمامنا ،،لم تستطع أعلى تكنولوجيا في العالم من مواجهتها فكان لابد من الإنسحاب من مفكرتي التي اصفر ورقها ،،كنت احدون ما يعصف بمنطقتنا استاذي رأفت أنا أيضا حتى هذا الوقت معذرة تدخلي معكم نتابع تقديري واحترامي |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
اقتباس:
تحيتي إليك أيتها الغالية أستاذتي عروبه لا احسدك على ما فعلت لأن الأمر متعب بل وعمل شاق من الناحيتين العقلية والجسدية ما تفضلت به صحيح .. يقول " روبرت فيسك " في كتابه " ويلات وطن " أنه ومنذ الحروب الصليبية لم يتواجد قوات غربية محاربة بهذا العدد وتلك الرقعة الصغيرة من بيروت ( حوالي أربعين ألف عسكري ) " مع تكنولوجيتهم " فوين ما ضربنا كنا نصيب ههههههه حتى الأنفاق التي حفروها تحت الأرض لم تحميهم ! لا أرجوك تدخلي على كيفك وهذا ما يسعدني أصلا |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
في تاريخ 29/2/1984 كان الرئيس الراحل حافظ الأسد ، يقف مبكرا وقبل أن تحط طائرة الضيف القادم من بيروت لتحط في مطار دمشق الدولي وعلى غير عادته - يقول أحد الصحافيين - كان الأسد متلهفا للقاء هذا الضيف القادم . وعلى الرغم من الأخطار المحدقة بسوريا في حينها؛ وعلى الرغم من تلك الأخبار التي كانت تتحدث عن تدهور صحته ؛ الا انه قد بدا باسما وفي غاية السعادة ، ويتمتع بحيوية كبيرة وبروح مرحة عالية . ما أن نزل ذلك الضيف حتى احتضنه بشدة وهمس في أذنه قائلا : " كنت اعلم انك آت ؛ ولن أنسى موقفك هذا ما حييت . فالرئيس اللبناني أمين الجميّل كان قد ألغى أتفاق السابع عشر من أيار مع العدو الإسرائيلي وأوعز إلى البرلمان / مجلس النواب / بالتصويت لإسقاطه .. ولكن ما الذي دفع بالجميل لينتقل من الحضن الأمريكي وتحصيلا الإسرائيلي ليضع نفسه في الحضن السوري ؟! موازين القوى . نعم ، وليس وخزا من ضمير ، لقد تبدّل كل شيء على الأرض فقصفه للضاحية الجنوبية من بيروت لمدة شهرين قد أخرج كل " الشيعة " من ألوية الجيش التي كان يسيطر عليها ، والقوات الإسرائيلية تتراجع عن بيروت وتهرب من الجبل نتيجة المقاومة . فالرئيس الشاب قال لمضيفه : لا يمكنني اختيار " السلام الإسرائيلي " فهو خيار مدمر ؛ وأتمنى ان تكون بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان ، لتساعدونا في صنع سلامه ووحدته . هكذا عادت سوريا إلى لبنان للعب دورا أكبر وأكثر فاعلية عما كان عليه الوضع قبل العدوان الإسرائيلي ؛ فبدأت معالجة الوضع بالدعوة الى المباشرة لحلفائها لتلبية الدعوة إلى مؤتمر للحوار الوطني اختار الأفرقاء جميعا ان يكون خارج لبنان ، فكان في لوزان . وفشل . ثم اعقبه مؤتمر آخر في جنيف برعاية سورية فخرج المجتمعون بوثيقة . لكن عقبتان أساسيتان واجهتا نظام أمين الجميل بعد وثيقة جنيف تمثلتا في " القوات اللبنانية " المتخمة بالسلاح، ووليد جنبلاط " والحكم الذاتي" الذي بدأ بتطبيقه مدعوما من بعض " رجال الكهنوت " الحالمين بذلك " الهلال الدرزي " الجغرافي ( الموعود ؟ ) من ساحل الدامور حتى جبل العرب في حوران أما القوات اللبنانية كانت ما تزال معتدة بقوتها العسكرية الضخمة وبميراثها " الأيديولوجي " المتمثل بمشروعها الانفصالي الذي كانت تعد لتطبيقه " عندما تنضج الظروف المحلية ! " عبر إقناع اكبر عدد من المسيحيين على المستوى الشعبي بذلك الخيار المُعلنة حدوده (من كفرشيما حتى المدفون ) فتبادل الطرفان " المنفعة " : سمير جعجع يرسل زعرانه إلى القرى المسيحية المحاذية لمناطق الدروز فيفتعلون مشكل ، ثم تقوم ميلشيا جنبلاط بتهجير جميع سكان القرية وهدمها بعد السيطرة عليها في بواسطة المعارك ، والمضحك المبكي أن الناس تعلم ،ولسان حالها كان يقول : " جعجع يُهجّر ، وجنبلاد يهدّم ، " ومتمول " يشتري الأراضي بأدنى الأسعار ! ( وتدخلت دمشق للضغط عليه اكثر من مرة دون نتيجة ) وفي كل مرحلة كان يتملص من اي إستحقاق جدي عبر إما عدم حضوره جلسات مجلس الوزراء وإما فتح معارك جديدة في مناطق مختلفة خصوصا في منطقتي اقليم الخروب وشرق صيدا " وبالتعاون " الخفي وغير المُعلن ، مع الطرف المقاتل الثاني ( القوات اللبنانية ) كل واحد منهم كان يسعى إلى إقامة " كانتونه " الخاص .!! يقول جوزيف ابو خليل في كتابه " قصة الموارنة في الحرب" ص 270 : - وحدث ان كنا ثلاثة مع الرئيس الجميل ننظر فيما يمكن فعله لوقف الفتنة: إيلي سالم وغسان التويني وأنا . اقترح غسان التويني ، على الرئيس الجميل إجراء إتصال هاتفي مع الرئيس الأسد لإطلاعه على خطورة ما يجري وللإتفاق على قمة لبنانية - سورية عاجلة لهذا الغرض . " ثم اكمل ابو خليل ونقل عن لسان الجميل تساؤله أمام الرئيس السوري في تلك القمة قائلا : - وألف مرة تساءلنا وتساءلت الناس معنا : وهل من المعقول ألا تمون سوريا على حليفها جنبلاط ؟ او هل هو معقول أن ترى دمشق حليفها المذكور يساهم ، في شكل او آخر ، في تنفيذ خطط إسرائيل ولا تواجه بأي شيئ ؟؟؟!! )انتهى كلام ابو خليل ( ....................... إن الذي كان لا يعلمه أبو خليل ان الأسد كان يعلم ؛ بان وليد جنبلاط لم يكن ليقبل بحضور " لوزان وجنيف " اصلا لو انه لم يستشعر بعودة " القوة " الى الحضور السوري - الغير متوقع لكثير من المراقبين حينئذ - وان الأسد كان يعلم ؛ ان جنبلاط وبعض أركان " الكهنوت " المحترم كانوا قد شكلوا قوة ميليشيا عسكرية (غير قوة ما يُسمى الحزب الاشتراكي ) امنوا لها الأسلحة مباشرة من مخازن الجيش الإسرائيلي كان يُطلق عليها تسمية : " قوات أبو إبراهيم " تلك التي ارتكبت المذابح وتقطيع رؤوس المدنيين من القرويين المسيحيين حين كانت مليشياتهم من " القوات اللبنانية " تهرب وتتركهم عُرضة للخطر في مخطط جهنمي يهدف الى دفعهم بإتجاه " الكانتون " الآخر " الكانتون المسيحي " القواتي " وإن الأسد كان يعلم كل ذلك ؛ وما كان باستطاعته فعل أي شيء آخر سوى أن لا يترك إخوتنا الدروز يسقطون نهائيا في يد العدو الإسرائيلي كما حدث من قبل في فلسطين ؛ وكان عليه أن ينتظر اللحظة المناسبة لإعادة قواته إلى الجبل ومن ثم إلى بيروت بعد اكتوائها بنيران الأخوة في حرب المخيمات والشوارع والأزقة وحيث صرخت بيروت بأهلها بنوابها وسياسيها الغير مسلحين بأن أنقذنا يا حافظ الأسد . وربي لو أحدثكم عن تلك الحروب لأصابتكم الدهشة والحيرة وفاجأتكم معلومات مذهلة ! فهل يُمكن لكم أن تتخيلوا أن يتم التحالف ما بين الأعداء قد يتصالحون ولا يعودون للحرب .. أما أن يتحالفوا في منظومة إستراتيجية !! على أي حال ، عادت القوات السورية إلى بيروت وصارت وحداتها المقاتلة في حرب مكشوفة مع " ميليشيا " جعجع والذي كانت قواته تملك من السلاح الإسرائيلي ما يُسلح بلدا كبيرا ومن مختلف الأشكال والأجناس ولم يكن ينقصهم إلا سلاح الطيران فقط حيث عملوا على استحداث مطار " حالات " فحرثه الجيش السوري بدباباته وانتهى الجميع إلى طلب الهدنة حيث اتفقت بيروت ودمشق وواشنطن والرياض على عقد مؤتمر لبناني في السعودية أفضت بهم إلى اتفاق " الطائف " والذي صار بمثابة الدستور الجديد للدولة وقدّمت المملكة السعودية المساعدات المالية لبلد منهار وعُهد إلى السوريين برعاية الاتفاق ومساعدة لبنان على إعادة بناء المؤسسات ونعم لبنان بالأمن بل أنه ارتقى إلى أكثر بلدان العالم أمنا وعلى مدى سنوات طوال امتدت من العام 1990 حتى العام الذي قتل فيه رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري شباط 2005 حيث هدرت أصوات لبنانية كثيرة بضرورة خروج الجيش السوري وانتهاء عهد " الوصاية " واتهام نظام دمشق بل الرئيس بشّار الأسد مباشرة بقتل الحريري الابن الشرعي لتلك الوصاية وحاميها بمجموعة من القوانين لم يوقع أي رئيس وزراء لبناني غيره على مثيلها منذ عهد استقلال هذا اللبنان . |
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
أسعد الله أمسياتك أستاذي الغالي كل عام و حضرتك بألف خير بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، أعادها الله عليك بالصحة و موفور العافية يا رب و جعلها سنة خير و يُمن و بركة على سائر الأمة الإسلامية و العربية.. ننتظرك أستاذ رأفت لنُكمل المشوار مع سوريا و أعداء النظام. محبتي و تقديري لك. |
الساعة الآن 04 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية