![]() |
ونحن عندما نتمزق !
[BIMG]http://www.h2r2.com/alaqsa/images/img-3/09.jpg[/BIMG]
ونحن عندما نتمزق دعوني أنا ابنة القدس أحكي الحكاية .. حكاية الطفلة التي كانت تركض بشقاوة الأطفال في حارات القدس وتجوب أبوابها السبعة .. تخرج من باب الحرم إلى ( باب الساهرة ) تذهب إلى مدرستها التي كان اسمها ( مدرسة الفتاة اللاجئة ) .. ثم ترجع ظهراً لتعبر إلى طريق منزلها من ( باب حُطَّة ) .. تضيء شمعة في ( بيت الولي ) هكذا كان يسمى .. وتركض إلى (حارة السعدية ) .. إلى ملعب حارة السعدية تحديداً كي تمارس كل ما تأتى لها من شقاوة وتمتع طفولتها في اللعب على الأرجوحات هناك ثم تعود أدراجها بعد أن يهدها التعب من اللعب إلى منزلها .. تعبر في ساحات الحرم الكبيرة ثم تكمل اللعب والجري والقفز في لواوين الحرم كما كانت تسمى آنذاك .. وأحياناً كانت تتسلل خفيةً عن عيون الأهل فتعبر من ( باب الإبراء ) لتشاهد مجموعات (الشكناز) يقومون بطقوس غريبة .. يقفون فيها أمام حائط كبير ..يحملون بين أيديهم كتابهم المقدس يقرأون فيه ويبكون ويدقون رؤوسهم بذلك الحائط .. وكان البعض منهم يعد الموائد الخاصة بتلك الاحتفالات .. موائد ممتلئة بالفاكهة ـ فاكهة بلادي من برتقال وتفاح وغيره ـ وكنت أقف كالغريبة بينهم مع أنها بلادي أنا .. وأشاهدهم باستغراب طفلة .. لم أكن أفهم حينها ماذا كان يحدث! كنت أجوب الحارات القديمة وأبواب القدس السبعة مراراً وتكراراً كأنني كنت أجوبها عن عمري كله .. وخرجت من تلك البلاد .. خرجت من بلادي بالقوة .. ولم أرجع يوماً .. ربما لن أرجع .. لن أرجع إلى تلك البلاد .. إلى تلك الحارات .. إلى تلك الملاعب .. أولادي كبروا في الخارج .. كبروا في المنافي .. كبروا في الشتات .. لم يرجعوا يوماً .. وربما لن يرجعوا إلى تلك البلاد أبداً .. منذ أربعين عاما ً لم أتنفس هواءً يشبه هواء تلك البلاد .. بلادي .. منذ أربعين عاما لم أنم ليلة إلا وطعنات الغربة تمزقني ! أحمل حقيبتي وأولادي وأجوب بلاد الله .. بلد تلفظني بعد أخرى .. وأولاد الشكناز يجوبون حارات القدس العتيقة ويعبرون من أبوابها السبعة ! لم يعد لي وطن .. لم أعد أمتلك الهوية .. وهم أولاد الشكناز لهم وطني .. ويحملون هويتي ! واسأل نفسي بمرارة السؤال .. هل يا ترى أولاد الشكناز سيعرفون كيف يجوبون الحارات القديمة كما كنت أجوبها أنا ؟ وهل يعرف هؤلاء كيف يضيئون شمعة في بيوت الأولياء الصالحين كما كنت أفعل أنا ؟ أم تراهم فقط يعرفون كيف يدقون رؤوسهم بالحائط كما يدك أباؤهم الآن أساسات المسجد الأقصى . أنا لم أحترف الكتابة يوماً .. ولم أحترف البكاء يوماً .. ولكني وبكل مهارة احترفت التشرد . لهذا عندما تبكي القدس نحن نتمزق وعندما نحن نتمزق ستبكي القدس . |
رد: ونحن عندما نتمزق !
نتمزق ونتقطع ....
في الغربة لا شيء سوى العلقم وأي إنسان يشعر بطعم الحياة بعيدا عن وطنه !!! يا لها من حروف أليمة بكت حزنا على الواقع المرير لكن سيأتي يوم لتعود فيه الطفلة إلى اللعب في الحارات القديمة لكن هذه المرة لن تلعب وحدها ,,, بل ستلعب مع أحفادها !!!!!!! استمتعت بقراءتي لحرفك كم أنت رائعة سيدتي ودي ووردي |
رد: ونحن عندما نتمزق !
[align=center][table1="width:95%;background-color:darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]أبكتني آنات طفلتك المقدسية ،،حننت إلى شوارع لعبها ،،أتتبع خطواتها
مطاردة فئة قليلة اسمها الشكناز ،،اغتصبت دميتي وطفولتي القدس تبكينا ،،حفاة الأقدام ،،نعبر لضفة متعبة من ضفاف الحياة نشاركك البكاء ،والتشرد في شوراع صمتنا العربي[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ونحن عندما نتمزق !
اقتباس:
غاليتي فاطمة مساء الورد نعم الغربة مرة وأليمة ولا شيء يحضن الإنسان سوى وطنه نتأمل وندعو الله بهذا الشهر الفضيل أن يرأف بحالنا وحال وطننا الغالي وأن يلم الشمل عن قريب إنه قريب مجيب الدعاء شكرا لك غاليتي على هذا المرور الدافىء والكلام الرقيق ودمت بكل المحبة . |
رد: ونحن عندما نتمزق !
اقتباس:
مساء الورد عساك بكل الخير يا حبيبة نعم يأخذنا الحنين يا عروبة إلى تلك الرقعة الغالية من القلب لا ننسى .. نحن شعوب لا تنسى يا عروبة لذلك سيبقى يأخذنا الحنين إليها حتى لو أصبحت جدائلنا بيضاء كالثلج فالوطن لا يغادرنا وإن غادرناه عنوة شكرا لك حبيبتي على هذا المرور الجميل ودمت رقيقة دوما . |
رد: ونحن عندما نتمزق !
خاطرة بل بوح صادق بالغ الشفافية يصل القلب و يرسم المأساة التي تكبر مع الفلسطيني المهجر قسرا و المشتاق إلى هواء و تراب وخيرات بلاده.
كان الله في عونك أستاذة ميساء و جعل الله ميعاد العودة قريبا. |
رد: ونحن عندما نتمزق !
الآنسة ميساء البشيتي :
أبكيتني يا ميساء .. وبكائي نزيز مرارة ووجع غربة . لكن الصبح قريب ، افتحي نافذة نفسك ونوافذ نفوسنا ، وشاهدي معي دبيب الفجر الصادق . هو هنا ، ينتظرنا لنرحل اليه ، فننسى معه كل سنوات تشرد العمر . وكل الخير لك ، والربيع زاهر يسطع أبدا بقوة ويقين وعزم . |
رد: ونحن عندما نتمزق !
اقتباس:
بنثر الفرح والبهجة في طريقك ولكن الوطن غالِ جدا وفي كل يوم يكبر في القلب وفي الوجدان وفي الأفق وكل يوم يبعد أكثر فأكثر ويصبح حلماً بعيد المنال ومع ذلك يبقى حضورك هو الأجمل في هذه الخواطر الحزينة شكرا لك ودمت بألف خير وسعادة . |
رد: ونحن عندما نتمزق !
عزفت أوتارك لنا آنستي ألحاناً مريرة، وومض لنا شريط ذكرياتك ومضات مؤلمة والشريط ماضٍ في التسجيل، لم يتوقف يوماً ينتظر بلهفة اليوم الذي يضغط فيه أحدهم على زر كـ (توقف) و (عد من حيث كنت) أو بالأحرى (عد إلى حيث كنت) باختلاف المخاطَب سيعود المغترب الفلسطيني، سيعود ويسكب المياه الفلسطينية الطاهرة على وحل المستنقع الإسرائيلي ليغسل الأرض والشجر وتتعانق المآذن والأجراس، ليعزفا مع كلماتك أجمل لحن بأعذب صوت |
رد: ونحن عندما نتمزق !
اقتباس:
هذا الجرح الذي لا يندمل وسيبقى ينزف إلى أن تعود تلك الأرض يا رب يا نصيرة شكرا غاليتي لقدوم العطر وردك الرائع وبوركت يا حبيبة |
رد: ونحن عندما نتمزق !
اقتباس:
الله يسعد أوقاتك أصعب شعور نشعر به هو عندما يصبح الوطن حلماً بعيد المنال حينما تفقد جميع الطرق إليه لكنه يبقى في قلبك وفكرك وتورث حبه لأبناءك وتورثهم أيضاً هذا الحلم الجميل ويبقى السؤال لماذا نحن بلا وطن ؟ ابني سعيد الله ما يحرمني من طلتك الجميلة ولا من ردودك الرائعة وتواصلك الكريم وربي يباك بعمرك ويكللك بالسعادة والنجاح |
الساعة الآن 44 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية