منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=510)
-   -   القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25632)

هدى نورالدين الخطيب 04 / 07 / 2013 57 : 08 PM

القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
نخصص هذا الملف للقراءة النقدية للنصوص الفائزة والمجازة في مسابقة القصة القصيرة
نرجو من السادة الأدباء والنقاد نشر قراءاتهم هنا في هذا الملف
وشكراً

د. منذر أبوشعر 04 / 07 / 2013 15 : 09 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
أخاف أن يدركني الصباح:
وقتما يمتزج عنصر(الإدهاش)، وحرية (الحركة)، وحرفية إنتقاء عوالم (الرمز) القريب، بحرفية واضحة ،فذاك من تمام جودة القصة وإغناء أبعاد جمالها.
و(عندما يدركني الصباح) مزجٌ موفق ما بين غافي الحلم، وإصرار الاحتفاظ به مضيئاً في حنايا الذاكرة، ومابين قسوة الواقع وشدة ظلمه.
فنعيش - مع هذه القصة الجميلة بامتياز- مع أجواء حلم الماضي الجميل: الأم /الوطن ، والأب / التراث والهوية.
فطبيعي أن تموت الأم، فالمغتصب الحاقد دنَّس حياءها، وأخذ بوحشية عذريتها، لكنها- رغم ذلك- بقيت في ذرات كيان (التاريخ) ونَسَغ النَّفس وجوهر الوجود .
وطبيعي أيضاً أن يبقى الأب واضح الملامح، ولن يبكي (فالبكاء للنساء)، لكن في داخله مئة عين تبكي، فيقدِّم عن طواعية مهجته نداء محرقة الحرية والأمل..
وعندما نفتش بتوق عن الإصباحات الآتية، نراها ،رغم كل الأسى، تتلامح بين السطور: ساطعة دافئة تحمل إصرار مقاومة: تذرف دمعاً بعين، وتوقظ همم شباب بساعد ريَّان واعد.
مبارك جائزة الإبداع الأولى،لأخي الأستاذ الأديب عدنان كنفاني، وننتظر منه المزيد والمزيد إن شاء الله.

محمد توفيق الصواف 04 / 07 / 2013 31 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]تحية طيبة للجميع وبعد..
هذه القراءة الموجزة للنصوص التي سأعمد على نشرها الآن ،كتبتها أثناء تقييم النصوص وقبل الوصول إلى النتائج النهائية وإعلان أسماء أصحابها

قصة أخاف أن يدركني الصباح

أخافُ أن يُدركَني الصَباح



هل كان الأمرُ يستحق كلَّ هذا العناء.؟


تحدّثي عنّي يا شهرزاد، فأنا الحكاية.!

أذكر أمي وأغنياتها المخنوقة، تطوي قنباز أبي المقصّب عند عودته قبيل كل مساء، وتسجّيه برفق كأنه قطعة من حكاياتك، فوق صندوق خشبي محدّب.
ثم تغسل حطتّه البيضاء الحريرية، وتبقى واقفةً على عتبة باب الدار تنفضها في وجه الريح حتى تجّف، تعلقُّها على المسمار، فتنصبّ برّاقةً مثل شفرة سيف مسرور.
تفعلُ كذلك كل مساء.
يجلس والدي على حجر أسود عريض، مزروع منذ قرون في مكانه خارج باب الدار.
يصفق بيديه، فتهبط رفوف حمامِ، تملأ ألوانها الزاهية الساحة الترابية، ينثرُ حبوب الذرة، ويبدأ صراعُ حميم بين الطيور الأليفة، ويضّج الفضاء بصوت الهديل.
نخرج متراكضين وراء بعضِنا يأخُذنا حماسُ اللعب، فتفزعُ الطيورُ إلى حين، تقفزُ مرتفعةً، تدركُ أن الأمر لا يستحق، تحطُ ثانيةَ بين يديه.
يتبعنا صوتُه الأجش:
- اقلب تقلب ترضع.
فنتوارى بين أشجار الخروب البعيدة حتى نرى شبحه المسربل بالأبيض يغيب داخل الدار، ندركُ أنه سيدخل المضافة، يحمّص القهوة، ويستعدُ لاستقبالِ الرجال.
يحمل بين يديه أخي سعيد وسنوات عمره الثلاث، يسجّيه على فراش رقيق، يحرصُ أن يستقبلَ وجهه الجنوب، ويهيل على جسده حطّتَهُ البيضاء، يغلق باب الغرفة الأخيرة بالمفتاح، تلحقه أمي تضرب على صدرها، يمسكها، يكتم صوتها بكفّ يده الكبيرة.
- إذا سمعتُ صرخةً واحدةً.. أنت طالق.
كان القيد ثقيلاً يا شهرزاد.
كأنني ثور "أبو حسن" الذي جنَّ فجأة، وراح يطعن بقرنيه كل عابر سبيل.
يومها شدّوا قوائمه بقيد واحد. أربعة أساور من حديد، تجمعها جنازير قصيرة.
مطويّ على صندوق أمي المحدّب.
أطرافي الأربعة تتوجّع، وتبصقُ دماً وصديداً أصفر اللون.
كنت مثل قطّة، أنطوي تحت نافذة غرفة أمي، يتسرّب لهاثها إلى أذنيّ، أسمع أنينها المكبوت، وتلفحُني بين الفينة والأخرى أنفاسُها الحرّة.
تهمس ولا تجرؤ حتى على الحزن:
- سعيد مات يمّا، بدال ما يحضروا طهوره، يحضروا جنازته.
وتنهال على صفحة وجهها دموع ما رأيت مثل غزارتها كلَّ عمري، شممتُ رائحَتها ممسّكةً تنبعث سخيّةً من "مناسف" البرغل والرز.
يومها لم أبكِ.
بقيت صاحياً، لم أنم، وحين شقَّ صوت المؤذن حلكة العتمة، يفسح الطريق أمام زحف فجر جديد، أدركتُ أن الشمس ستستبيح بأشعتها الصفراء الساحات والدور والبيادر كما في كلِّ صباح.
صوته يضرب أذنيّ في اللحظات الحالكات.
- البكا للنسوان يابا.
لو قلتُ آه واحدة، أعطيه انتصاراً ليس له مثيل.
صدّقيني، لقد ضاقت سبل المعركة، ولم يتبقَّ في ساحتِها إلا أنا وهو.. أنا أو هو.
كنت أحمل بارودة، أعلّق على ماسورتها صبوتي، وتحدّثُني كما حكاياتِك، تركّبُ انتصاري ليلة إثر ليلة فأراه بارقاً مشعّاً، وتحمل همّي وحُلمي.
اليوم أحملُ قيدي.
تحسستُ أطرافي فوجدت فيها بقيةَ من حياة، تقول لي:
- ما زلت هنا، وما زال هنا، والمعركة مفتوحة..
عيناه الزرقاوان الغائرتان، وفمُه الصغير الصارم الخالي من الشفتين كأنه يرجوني، يقسم علي لو أقول آهِ واحدة، ليخلصّني من العذاب.
كيف أعطيه تلك المتعة، وذلك النصر.؟
كان القيد ثقيلاً يا شهرزاد.
حملتُه ثلاثين يوماً، صار قطعةً مني، مثل يدي وساقي ورأسي.
رفاقي يحشونه خلسةً بالخرق، لتفصل بين حوافيه الحادّة ولحمي.
لو قلت لك لن تصدّقي، لو ينزعونه عني سأفقد إحساساً رائعاً.
أراه يعتصر خيبتَهُ وهو يتابع خطواتي المطّوية تحت ثقل جسدي، تقول لي شفتاهُ المعصورتان حتى الاختفاء.
- لو تقول آهِ واحدة.
كان النطعُ أقرب إليك من الوريد، جمالُك يا شهرزاد ألقى بك تحت شفرةِ السيف.
ذلك المأفونُ يملك كلُّ شيء حتى رقاب الناس، وأنت في ثوبك الشفيف، ورهبَتِك وخوفك.
كيف خلقت سبيل خلاصك، وأيقظتِ شهوتَهُ ألفَ ليلةِ وليلة.؟ ثم أجهزتِ عليه.
كان الوقتُ مساءً والشمسُ تودّع النهار على حدود الأفق، يركض بفرح، يحسُّ أن الحفلَ وهذا الجمهور يعنيه، تتعثّر خطواته الصغيرة، يسقط في الحفرة المعدّة لشواء الذبائح، يأكُلُهُ الجمر ويموت.
هل يستحق الأمر كل ذلك العناء.؟
يوم غلبني نزيفُ القيدِ واستهلكَ دمي، حملوني إلى المستشفى، قالوا وهم يحسبون بأنَهم يزّفون لي البشرى، إنهم استبدلوا بمدير السجن الذي لا يحسنُ الترويض، ضابطاً جديداً.
نزعوا القيد من أطرافي، جاهدوا ليقتلعوه من لحمي الذي انغرز فيه، وترك مكانه حتى اليوم ندباً وبثوراً زرقاء وسوداء.
جلس قبالتي ينقر بعصاه القصيرة على الطاولة، ينظر في وجهي بقلق، ويقضم غيظه، ثم همهم:
- تراجعا عن إعلان الإضراب، أرسلنا طاهر إلى سجن الرملة.. ومحمود إلى مستشفى الهداسا.
ازدادت سرعة نقرات عصاه على الطاولة، كأنه يوصل إلى لهفتي رسالةً واعدة، ثم دفعها بقوة حتى لامست صدري.
- ماذا عنك..؟
يقولون إن سجن الرملة "للأوادم"، نسمع كثيراً عن حياة الترف التي يعيشُها المعتقلون فيه قياساً إلى المعتقلات الأخرى، ونعرف أيضاً ماذا يعني قضاء مدّة اعتقال في مستشفى.
الناس تنتظر شيخ البلد ليطهّر الصبي.
يومها رأيت أبي يمشي لأول مرة بانكسار وراء نعش سعيد، يخفي قنبازه المقصّب تحت عباءة سميكة، ويلّف رأسه ونصف وجهه بحطّة منقطّة غامقة اللون.
لأنني من أقدم المعتقلين، كنت واحداً من ثلاثة ننظّم حركتهم، اتفقنا على إعلان إضراب شامل واعتصامِ داخل القواويش في الخامس من أيار القادم، المصادف لأول زيارة يقوم بها وزير الأمن، ومدير السجون، والمحافظ ومجموعة من مرافقيهم.
كنت أعلم أن تراجعي يرسلني كما أرسل رفيقيّ إلى سجن "خمس نجوم.." أو إلى مستشفى مكتظّ بملاءات بيضاء ناصعة، وستائر وردية، وحسناوات.
ما قيمةُ لياليك يا شهرزاد.؟ ما قيمة ألف جرعة هوان انسفحت على جسدك، في ألف ليلة.
إن توقفّتْ حكاياتك، تموتين.
كيف أستطيعُ التراجع عن قدري واختياري ومعركتي.؟
هل أجرؤ أن أفعل وأغنيات أمي المخنوقة ببحّتها الجارحة تستحلفني.؟
ظهيرة اليوم التالي، هطلت مع انتشار الخبر المفجع غيمات ذهول فوق رؤوس الناس، وليس لهم والدهشة تمسك بتلابيبهم إلا ثوابُ مرافقة الجنازة، يوارونه الثرى، ثم ينفضّون، يعصرهم الحزن إلى بيوتهم وقراهم القريبة.
بعد أيام مات أبي، قالوا انفطر قلبه، وقتله.
حملوني فوق أكتافهم.. رفعت يدي، وصرخت:
- صامدون حتى سقوط المشروع الصهيوني.
كان القيد بانتظاري يا شهرزاد.
أخرجي يا شهرزاد من صمتك الأبدي، وتحدّثي عنّي، فأنا الحكاية.
أنا شفرة سيف مسرور المشرعة وراء الحلم، أنا القدر الآتي إذا نضب نبع خرافاتِك.
مثلما انقضوا على قبيلتك الساكنة في قلب السحاب، وانتزعوك.. قالوا أنت من خنت فراشَهُ، واستبحتِ فحولةَ سواه، وأنت أطهر من صهيل مهرة بكر، عرّوك حتى العظم، ثم صلبوك، أي ثمن تدفعينه عن خيانة غيرك.؟
أعادوني إلى المعتقل بعد رحلة الشفاء، قادوني مباشرة إلى مكتبه الوثير.
حسبتُه من أبناء العمومة، يحمل سمرتي، ويتحدث لغتي، بادرني يقول من بين أسنانه:
- أنت "أبو الهيجا" إذن..؟
ضرب على صدره بخيلاء، وأطلق صوتاً كفحيح أفعى:
- يقولون إنني الأفضل.
كان يتحدث بثقة، يحاولُ أن يعصرَ حاجبيه، فيلتويان كعقرب، يضرب بيده الثقيلة على الطاولة، فيهتز شاربه الكثّ، وينفرج عن شفتين غليظتين:
- أستطيع أن أقذفك إلى جهنّم.. هكذا (وقذف العصا إلى فوق)، لكنني لن أفعل قبل أن أحطّم هذا الرأس (وطعن بإصبعه صدغي)، وأجعل منك أمثولة.
وكأنه رتّب الأمر مسبقاً، دخل علينا رجال غلاظ، قادوني إلى الزنزانة رقم "خمسة".
تسع وتسعين ليلةً، يا شهرزاد، وأنا مطويّ مثل قنباز أبي.
السقف أقرب إلى مستوى كتفيّ، والمساحة الضيّقة التي تكاد تتسّع لغفوتي، تشاركني فيها حنفية ماء معطوبة وبالوعة صفراء، عرفت لونها من ثلاثة ثقوب في أعلى الباب الحديدي، يراقبونني منها، وأراقبهم.
يا شهرزاد، وفتحة مربّعة في أسفله لا تتسع لأكثر من دائرة صحن ألألمنيوم الطافح بالبرغل، والمغطى برغيف مقدّد، يزحف نحوي كل مساء، يحمل معه بصيص ضوء تعرفّت منه على مدى تسع وتسعون ليلة تفاصيل أصابعي المتصلّبة، وقشور قبيحة تتعربش أطرافي خلفّتها مقابض القيد القديم.
أسمع وقع خطواته، يدُقّها بقوة على الأرض، فأقفز، أراقبه من الثقوب حتى يقترب، فأخفي رأسي، أعرفُ أنه ينظر إلى الداخل ولا يرى شيئاً، يضرب الباب بعصاه، ليطمئن على وجودي حياً، فأرسل له صوتي.
- يمّا مويل الهوى يمّا مويليا.. ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيّا.
تبتعدُ خطواته، فأحسُّ بنسمة انتصار تقبّل وجهي.
صدّقت يا شهرزاد كيف تعودت المكان طيلة ألف ليلة وليلة، وذلك الأفّاق يسترسل بوعد الخاتمة، والسيفُ مُسلط.
صدّقت كيف تراكمين نصرك ليلة إثر ليلة.
همس لي حارس الزنزانة:
- زيارة لك..
فجأة فُتح الباب السميك، فأرسل صريراً كثيفاً، كان الضوءُ مبهراً، فأطبقتُ جفنَيّ.
جلستُ أمامه، أكاد لا أرى منه غير بذلته المبرقعة، وأشعرُ بطيف ابتسامة تتعلّق وجنتيه المتوردتين، وشاربه الغزير:
- سأسمح لك بزيارة..
سكتَ قليلاً وكأنه ينتظر فرحي، ثم تابع:
- إذا صرت "آدمي" أعدك بتكرار ذلك.
بعد ثلاث عشرة سنة، تزورني أمي.
هل تفرحين يا شهرزاد.؟
حين تسرّب اسمي بين جداول المعتقلين، ردّتني الحياةُ إليها، نَزَفَتْ فرحَتَها على عتبات مراكز الصليب الأحمر، وضباط الأمن، وحصلت على تصريح زيارة.
تحسستُ أطرافي ورأسي، وجدتُ أنني ما زلت، ورأيت أنه ما زال أيضاً، والمعركة مفتوحة.
وقفتُ يا شهرزاد.
كنتُ مطويّاّ مثل الحلم الموشّى بالقصب، لكنني جاهدت ووقفت، خطوت خطوتين في طريقي إلى الباب.
صوتي ينزلق فوق لساني، صلباً كأنني أبدأُ الآن.
- أمي ماتت من زمان.
أبي يربّت على كتفي ويتمتم:
- البكا للنسوان يابا..
وقبل أن أغيب وراء الباب، ركض ورائي صوته المعبأَ بالشك والدهشة:
- آمنة بنت صايل الزينات.؟
تريثت لحظة، حاولت رفع قامتي قدر ما أستطيع، وحرصت على أن يصل صوتي نقياً لا تخالطُه قطرات من عبرات، أحسست بطعمها المرّ يجرح حلقي..
- آمنة بنت صايل الزينات.. أمي.. ماتت من زمان.

ـ ـ

بيني وبين دارنا وبرج الحمام وغابة الخروب وقبر سعيد، جدار، وشريط، وحقل ألغام.
على جانبيه بزّات مبرقعة، وبواريد ثقيلة تترصّدني إن تقدمت خطوة.
وأنا طليق.
قالوا.. هنا حدود وطنِك الجديد.!
كيف أفهم هذا الهراء.؟
يلوح لي قنباز أبي المقصّب من نافذة دارنا الشرقية، وصوت أمي المبحوح يزّف أغنية وهي تنفض حطّته الحريرية، وهديل الحمام يشقّ صمت الأفق..
دلّيني يا شهرزاد.
كيف أنجو من هذا الاختناق.؟
----

هذه القصة الطويلة نسبياً، قصة جيدة إلى حد كبير، سواء بموضوعها المفاجئ والغريب، أو بطريقة معالجتها لهذا الموضوع، أو بالنتائج التي يمكن أن توصلك إليها قراءتُها.. هناك مستويات عديدة للسرد، تم التنسيق بينها ببراعة، وكذلك أزمنة عديدة للحدث المروي، وكانت ثمة براعة أيضاً في انتقال القاص من زمن إلى زمن، دون أن يُزعج متعة القارئ أو يُشتت انتباه.. وثمة براعة ثالثة تتبدى بالمزج بين الماضي الافتراضي المتجسد في شخصية شهرزاد، وبين الواقع الحقيقي بكل قسوته التي تتجلى في تفاصيل حياة بطل القصة وأسرته أثناء الحرب، وأثناء الاعتقال وتحت التعذيب.. هذا فضلاً عن تلك اللفتة الرائعة لقوة شخصية البطل في تحديه لسجانه وقيوده وإصراره على الصمود رغم انعدام أسباب النصر في بعض منعطفات القصة أحياناً.. وينبغي ألا يغيب عن تقييم هذه القصة أنها ذات أسلوب بسيط ولكنه، على بساطته، قادر على الإيحاء، وقادر على التأثير في القارئ.. ولعل من المثير للدهشة أحياناً ذلك التداخل بين الأزمنة، والمقاربات المستمرة بين حدث الماضي وحدث الحاضر، وبين شخصيات ماضوية أسطورية وشخصيات حديثة تعيش واقعاً مختلفاً إلى حد التناقض في بعض ملامحه، (لاحظ مثلاً الفارق بين معاناة شهرزاد للأسر في قصر شهريار، ومعاناة البطل للأسر في زنزانة).. نعم كل هذا، بالإضافة إلى لغة سلسلة قادرة على الإيصال، ترفع من قيمة هذه القصة إلى حد كبير..

[/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 04 / 07 / 2013 48 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة أين ذهب ديفيد
سماعة الهاتف تتدلى على جانب المكتب مثل يائس من الحياة غادرها لتوّه ، غير أنها تتكلم ... أصابع الهواء تعبث في أرجاء الصالة.. وأضلاع الستائر الكاليفورنية الزرقاء المترنحة لترنيمة هواء صامتة ، كانت تَشِي بفتح نافذة الجدار الخلفي للمكتب.
الصوت، الممزوج بصدى الإلحاح ، ينبعث من ثُقُب السماعة.. حيث لا يمكن فك رموزه إلا باقتراب أكثر: ((...))
أثر تفتيش غير مُـجْدٍ ــــ ربـما ـــ يبدو من خلل أوراق مبعثرة على سطح المكتب ، وأُخرى متناثرة على الأرض، و غيرها متساقطة من مصنفات زرقاء مفتوحة ، حيث لم يزل بعضها عالقا خلف الباب الزجاجي الـمحطم لخزانة من خشب اصطناعي براق ، لعلها كانت أنيقة وشوِّهت مثل باقي الأثاث للتو ــ كما يبدوــ على إثر حرب أو عاصفة مرت قبل ثوان أو دقائق من هنا.. أو.. بهكذا توحي حرارة ذلك الصوت الـمُلِـحّ: - ((...))
- هل أحمل السماعة وأكشف السر ؟ أم أغادر وأتصل بالشرطة ؟ ولكن من قال إنّ.. إن هذا أثر جريـمة أو إن في الأمر ما يستحق تبليغ الشرطة ؟!
مازالت سماعة الهاتف تتدلى وتستجدي فضوله:- ((...))
-.. الباب لم يكن مقفلا ، وليس عليه أي أثر للعنف ، ولكن عاصفة أكيدة خرجت من هنا.. قبل أن أدخل، وربما..؟ سأعرف صاحب الصوت ، أو على الأقل .. تحرك ، أفعل شيئــــــــا..
الفرصة الوحيدة للخروج من الحيرة كانت معلقة في طرف تلك السماعة ، وإلا فالعودة من حيث أتى.
- ..لا ، سيبقى السر يطاردني إذا عدت خالي اليقين .. يا الله!.. أنا متأكد أنني في... تــماما في الـموعد الذي اتفقنا عليه ، لقد طلب منـي أن آتي إلى هنا ، بالضبط كما هو اليوم ، وفي أول ساعة للعمل كما هي منذ قليل .. "رقم عشرة ، الطابق الخامس والخمسون".
صحيح ، لم نكن نلتقي في مكتبه ، إلا في المرة الأولى.. حين اخترت أن يكون هو الذي يترافع في قضيتي . شهور مضت لم يكن مكتبه مرتبا كما أرى الآن .. لا ، أقصد كما كان قبل العاصفة .. يومها مازحته بحقيقة أن اسمه أَرفعُ بكثير من مكتبه ، كما أن تلك الفوضى لم تكن أبدا لتليق بمكان يعرفه كل من رأى أو قرأ أو سمع عن هذه المدينة الشمس ، حتى إن مساعده الوحيد ضحك حينها ، وقال إنه وأغلب من مر من هنا أخبروه بذلك .. ولم يَلْقَ استفزازنا لدى حضــــــــرته أيَّ صدى .. إنه أبدا مشغول بقـــــــضايا موكليـــــه: ((.. دائما تنظرون إلى الأشكال وتغيب عنكم المعاني. عشرون عاما من الاشتغال في القانون ، علمتني أن الجوهر هو الذي يغطي المظهر وليس العكس ، ولكن فقط حين نفهم الجوهر، لأجل ذلك كنت أكسب كل قضية أقبل الترافع فيها.))
- وقد قَبِل المرافعة في قضيتي.. لا.. لا يمكن أن يكون اقتناعه بتحسين هيئة المكتب قد قلب قناعاته الأخرى فأصبحت قضيتي واحدة من هذه الأوراق ، في مهب النسيم.. وإن كان يبشر بخريف معتدل ـــ أيضا ـــ في أسواق البورصـــــــــة.. ياه ! أين أنا.. مما أرى الآن ؟! .. العنوان لم أخطئه ، كما أن مستر ديفيد لم يخبرني بتغييره في اتصال الأمس ، ولا أظنه ينسى تفصيلا مهما كهذا ، أو يغير مقر مكتبه ، رغم نفقة الكراء المتصاعدة.. الكراء ! وهل كان يدفع شيئا من حسابه لولاي .. ومثلي من عزف علينا قانون هذا البلد ؟!.
الصوت الملح : ((...)) يلوّح له بآخر فرصة ، والسماعة تكاد تتوقف عن الدوران حوله.
- عفـــوا..
- آ .. يا إلهي ، أين ذهبت ؟ ديفيد ، تركتني أصارع الظنون.. غبت فجأة دون سابق إنذار كما.. كما أن الخط بقي مشتغلا ولم ... أَعْلَمُ أن عملك مجلبة للمتاعب في كثير من الأحيان ، لكن لم يقع هذا من قبل .. تكلم أخبرني ما الذي جرى..؟
- لكن سيدتي.. أنا..
- آ !.. أنت لست ديفيد ، أين ذهب زوجي؟ قلي مستر ستيوارت ، هل التقيتما في الصباح ؟ أم ..
- ولا ستيوارت .. اهدئي سيدتي ، وسأخبرك بكل ما رأيت..
- من أنت؟ أين ديفيد ؟ وأين مساعده ؟ وأنت.. ماذا تفعل في المكتب ؟ سأخبر الشرطة .. قل ماذا فعلت بـ.. ؟ أين زوجي، أيـْـــــ..؟
- سيدتي لا فائدة ترجى من كل ما تفعلين، أرجو..
- قل أين ديفيد وإلا ..
بصوت عال:
- سأقطع الخط إذن..
- هه ! ..
- حسنا، أنا أحد موكّلي المستر ديفيد ، ضرب لي موعدَ عمل لهذا الصباح ، وحين جئت لم أجد أحدا في مكتب مساعده .. اكتفيت بإذن الموعد ، وهممت بالدخول ، وعندما...
هذه المرة ، لم تـهتم مسز ديفيد بانقطاع الخط ، بل سقطت السماعة من يدها حين صُعِقت لِذلك الدَّوي الـمفزع الأقوى على سمعها ووعيها منذ سكنت هذه المدينة .. دفعها الخوف والذهول فسحبت رجليها بخطى متقاطعة إلى الباب الخلفي لغرفة الجلوس ، وحيث الشرفة المطلة على السماء والأرض.. توقف لسانها عن بث القلق ، ولم تفهم شيئا .. تمتمت بنصف جهر:
- ..يا الله.. إنها نهاية العالم .. وديفيد كذلك ، كلنا سننتهي الآن..
ثم رسمت بين كتفيها إشارة الصليب ، ولم تتكلم..
بعدها لـم يُعلم أيُّ شيء عن رجل الأعمال أحمد حسن ولا عن المحامي الشهير "مستر ديفيد" ومساعده "ستيوارت" ، ولا حتى عن مسز ديفيد ، وهذا منذ ذلك الصباح الخريفي العاصف على سماء مَنْهَاتِن في ولاية نيويورك الأمريكية ، يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر، عام ألفين وواحد.
***

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]قصة قوية الأسلوب، وتقنيات السرد فيها عالية، مما أكسبها قوة جذب على الرغم من موضوعها العادي، وهذه نقطة فنية تُحسب للقاص، بغض النظر عن مضمون قصته.. ومن أسباب قوة القصة أيضاً، ذلك الغموض الذي نجح القاص في لفِّ شخصياتها به دون أن يحولها غموضها إلى شخصيات غير واقعية أو شخصيات تبدو مصنوعة.. كذلك القصة بعيدة عن المباشرة، قادرة على الإيحاء بأكثر مما تقوله سطورها القليلة.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]

د. منذر أبوشعر 04 / 07 / 2013 54 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
أين ذهب ديفيد:
تتحدث القصة عن إسطورة برج مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 أيلول سنة 2001 م بنسج محكم ، إشارة إلى لعبة زلزلة الواقع المادي، بصدمة محكمة تكسر عوالم الترف المزيفة، بل بلكمة مفتعلة ،(لغايات باتت معروفة) ساهمت بإيقاظ نوَّام غرقى البهرجة وأضواء الترف ونَسْج العلاقات الاجتماعية التي أسستها المصالح الآنية وشره تكديس المال.
و(ديفيد) وما يحمله الاسم من دلالات، وسؤال امرأته عنه، ومجيء المحامي المسكين (ربما يكون محامياً عربياً) لتكتمل به أبعاد المأساة/ الملهاة، فيكتمل (طعام الوليمة) العبثية/ المقصودة عن سابق تدبير، وعن حديث حيك بخبث ليل.
** ** **
لقد حاول الكاتب بذكاء، تحويل الخبر إلى دهشة خبر، بالابتعاد عن التقريرية والمباشرة، لكنْ بصياغة ابتعدت قليلا عن شاعرية الكلمة وشجن الدلالة،فكان عجولا قليلا، فابتعد عن آفاق شاعرية الكلمة.



محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 02 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة التحدي
شاردة كعادتها تجوب أفكارها شوارع الألم، تقلب صفحات حياتها علَّها تصادف بصيص سعادة، يوما أبيض تخترق به سواد عمرها القاتم، تهرب من عزلتها، ترتدي فستان الأمل، تتسلل إلى دهاليز ذاكرتها و ما أن تجتاز بهوها حتى يوصد الباب على تلابيب غبار رماد دفنته تحت التراب.
اصطدمت المسكينة بتحامل كل من حولها عليها، و هذه دوامة عاشتها أين ما حلت و ارتحلت؛ كأنها لعنة تطاردها، أو كأنها تؤدي ثمن ذنب هي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف، أو كأنها فدية خطيئة لم تقترفها.
عانت من مطاردة أخ لها تصغره بحولين لا لشيء؛ فقط لأنه يحس بضعف أمام قدراتها العالية التي تفرغها في كل شيء من أبسط شيء في أي مجال صادفته.
و كان أساس كرهه لها تجاوزها له في الدراسة؛ لم يكن أقل منها في التحصيل؛ و إنما كانت أوفر منه حظا عندما استقبلتها مدرسة البنات في سن مبكرة، طبعا كانت مدرسة متميزة؛ تحظى بزيارة ملك البلاد و أمرائها. و لربما حظها هذا هو الذي جلب لها الويل عمرا.
حظي أخوها و كل أخواتها بمحبة الوالدين، كما حظي بالاستفادة من الدروس الخصوصية في كل المواد في حين رفض طلبها في التقوية في مادة اللغة الإنجليزية التي أحبتها؛ بدعوى أن الدراسة لن تنفعها وأن مصيرها القبوع في البيت لإنتاج الجنس البشري و خدمة الزوج.
هذه النقطة بالذات سوسة نخرت راحتها، سودت حياتها، و جعلت بينها و بين تحقيق ذاتها حاجزا مانعا ستجند كل طاقاتها، وستلبس أمتن الدروع لصده، و ستكسره بقبضة عناد.
فكم رفضت من عريس تقدم لخطبتها و لم ينضج تفاح صدرها بعد، كان يوصى بها أن تحجز لفلان أو لآخر من الجيران، من الأهل و من المعارف و كأنها أريكة من قرو مزخرفة توفر الراحة للآخر، أو وسيلة لتفريغ شهواته..و كانت تلاقي الويل من رفضها هذا؛ حيث اعتبرتها العائلة شؤما على أخواتها الست أو كما يراها من يكن لها المحبة شمسا تحجب النجوم؛ إذ كانت محط إعجاب الكثيرين قبل أن تستوي قامتها ويمتلئ قدها الذي كانت تظهر عليه بوادر الرشاقة و الجمال.
كان هم الأسرة هو التخلص من نحس أنجبته رغم أن ميلادها صادف هدية مؤجلة مستحقة من الدولة؛ لما كان يقوم به والدها من أعمال فدائية ضد الاستعمار.. و كان همها إتمام الدراسة وتحصيل العلم الذي سكن كيانها.. و أقامت الأسرة كل الموانع ضد تحقيقه فكانت تتجرع المرارة من صد باب أملها الوحيد، وكثيرا ما كان يسرح بها خيالها إلى شكوك لا تجد لها جوابا. فذات ليلة في زهرة شبابها و هي منطوية كعادتها من شدة السهاد في ركن غرفتها، و ذقنها فوق ركبتيها في جلسة قزمت ذاتها كما قزمت الظنون يقينها، تفكر في حالها و في صراع عنيف مع نفسها تبادرت إلى ذهنها أفكار أرابتها؛ ترفضها و هي تجثم على عقلها.
ـ هل من سر يخفي انتمائي لهذه الأسرة؟ ماذا دهاهم حتى ينبذونني؟
فعلاوة على الدور الذي كانت تلعبه كخادمة للبيت دون أخواتها والاستفادة من محاضرات التقوية في فن المطبخ.. كانت تستفز بأبشع الطرق ليلة اجتياز الامتحانات. و أهون ما كان يرتكب في حقها عندما يسلمها العياء للنوم؛ هو الصراخ المباغت في أذنها بأعلى صوت من أخيها؛ فتقوم مفزوعة مذعورة وكأن صاعقة لفظتها من عال إلى قعر مشفر الحدود؛ لتستفيق من صدمتها و غمامة بألوان خوفها تغشى عينيها على ضحكات تدوي في أرجاء غرفتها؛ التي اقتلع قفل بابها من أجل هذه المهمة السخيفة.. وعندما تجهش بالبكاء من شدة الوجع ينتصب أمامها بقامته الضخمة و عيناه الجاحظتين تنم عن كراهية منفلتة تنطوي على مكر بغيض؛ تجلى في قدرته على التحايل على الأسرة ليتولى أمرها من أجل تطويعها لتسلم أمرها و تفر إلى دار الزوجية؛ و لأجل ذلك يصب جام غضبه عليها قائلا:
ـ سأظل وراء تدميرك و سأحطمك لن تنالي مرادك ما حييت.
ـ خلي عني اتركني و شأني لن أنصاع لرغبتكم و لو قطعتموني إربا إربا.
عندها ينحّى عليها بالشتائم و تنال من السياط ما لا جسدا في مثل سنها احتمل، فتبدو ترقص من ألمها ككبش ينحر، و من حلق يبس ريقه من شدة الإرهاق تصدر أنينا متقطعا بشهقات تنبعث من فوهة صدرها؛ فيخاصم النوم جفنيها.. و تبيت تحتسي ملوحة غلا سائلها على مجرى المقل؛ لتفيض على الخدين مدرارا إلى أن ينفلق الصباح.
تعد الفطور في وقت مبكر، و تغادر إلى قاعة الامتحان دون أن تدور آلة أسنانها التي كانت تعض شفتيها المحمرتين المتورمتين من طول بكاء، و دون أن تبلل فاها و أنى لها؛ و قد ارتوى غصبا من ملوحة شققت بساط قلبها و صدعت ركائز عقلها، لقد كفتها المواد الدسمة لعصير الألم الذي تجرعته ليلا عن الإفطار.
كان عزاؤها من كل الاضطهاد و العذاب الذي مورس عليها هو ارتقاؤها الرتب الأولى، و افتخار أساتذتها بمجهوداتها التي أجهضها القدر؛ لتنتقل من حلم التحصيل إلى حلم العمل فكان لها ذلك.. و لم تستسلم لرغبة الأسرة بل أصرت على الإضراب عن الزواج ممتطية صهوة التحدي، حتى لم يبق في البيت من البنات إلا هي. و كان ذلك انتصارا لرغبتها في ضرب العقلية الجامدة، و تجاوز حدود صحراء الجهل.
انفردت بأمها لتخرجها من غياهب المعتقدات الفاسدة و تزيل وشما بصم اصطدام الأحزان على صفحة قلبها، مارست تمردها البريء من العنف بعد أن خلا لها الجو من كل عائق. والحق يقال لم تكن عاجزة عن تحقيق ذلك في حضرة الجميع؛ و لكن وكما يقول المثل الدارجي "لحمية تغلب السبع" و السبع ظل سبعا في محمية فصلت على مقاسه، وأقيمت خصيصا من أجل الحفاظ على نقاء نوعه؛ إن لم أقل من أجل الحفاظ على شرف العائلة من أن يُدنس ثمره قبل موسم الجني.
و تصالحت بتواصل منفتح مع من بقي في البيت، ائتلفت القلوب بعدما أدارت بعين فاحصة و بكل لباقة عقلياتهم إلى الوجهة الصحيحة كما كانت تدير و حدها أشغال البيت.
أحبها الجميع لكنها منعت نفسها من أن تحب أي عاشق لها؛ حرمت أحلام الفتاة في عز الشباب لا لشيء إنما تحديا لما يفرض عليها، و عاشت على تحدي ظلم و ظلام المجتمع المتمثل في أسرتها التي أعطتها أكثر مما سلبتها، و تعلمت من ظلمها الكثير عوض أن تلبسها سرابيل الظلام، و أقل ما علمتها أن تطرد الكراهية من صدرها. علمتها أن تدر على وسطها وابلا من ضرع الحب الذي حرمته منذ حداثة سنها. رفضت أن لا يغازل أوتار قلبها إلا العشق لكل من و ما حولها، و أن تجعل من قبضة شوك مجتثة على محيطها باقة ياسمين تضوع أرجاءه عطرا.
و من مولد حرارة أسرتها الذي كوى جلد حياتها في ربيع العمر، استمدت شحنة كهربائية لتحقيق ذاتها، و لم تفرغها من مبادئها وحريتها في اتخاذ قرارات قناعاتها. تلك الحرية التي نثرتها باتفاق مع شريك حياتها على بيتها و أولادها. و بممحاة العزيمة عوضت ضنكا أثقل كاهلها، صبغت سواد حياتها ببياض عاشته حياة رغيدة هنيئة، تمنى كل من أساء لها بعضا منه.
***


[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة ذات لغة عذبة، وعرض سلس، على الرغم من زيادة الزخارف البلاغية في صياغتها السردية، لكن مع ملاحظة أن هذه الزيادة لم تُسئ لسيرورة سرد الحدث وفنيته..
موضوع القصة اجتماعي/عادي، لكن عرض المؤلف/المؤلفة له كان مقبولاً.. وقد حافظ المؤلف/المؤلفة على وحدة القصة، وعلى العناية بشخصيتها المركزية، وإبراز حركيتها ضمن الحدث بعيداً عن أسلوب الوصف لهذه الحركية، الأمر الذي أكسب تلك الشخصية قدراً كبيراً من القبول والحيوية.. قصة جيدة.. وكان من الممكن أن تكون أفضل.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 13 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة شجون الزمن الضائع
منذ عشرات السنين لم ير كفيه على هذه الحال المزرية. لطالما اجتهد أن تبقيا آيه في النظافة والليونة. حتى أظافره التي تعهدها بحرص تعلن عودتها لأيام الشقاوة. منذ وصل قبل شهر وضع خطه تكفل إقامه لائقة في دار أهله كلما عاد، وأخيراً أمضى مساء أمس في تلميع "معاميل" القهوة السادا المهجورة منذ سنين ثم صفها في "المنقل" وجعلها في موضعها من المضافة حيث كانت منذ وعى على الدنيا. راح يتأملها من كل جانب، وصارت تتقافز في ذاكرته وجوه كثيره ، وراح يمتلئ شوقاً إليها. أراد أن يعرك عينيه فانتبه الى اصطباغ يديه بالسناج وكلف النحاس فقرر أن يتحمم ويخلد للفراش. من جديد تناوبت قلقه أفكار وأحاسيس صارت تحاصره بإحساس خفي يسائله عن جدوى ما يقوم به. مراراً دفع هذا الإحساس بعناد، لكن سرعان ما كانت تأخذه نوبه أخرى وأخرى الى أن غيبه النوم. فتح كفيه وقلبهما أمام عينيه وابتسم. أحس برغبه في اقتعاد جذع الزيتونة الرومية القائمة الى جواره. اقترب من الجذع. تلمس خشونته وهبط. نظر الى القبر وتمتم: - إيه كم أحببتَ أن أتعلم!... أعرف اليوم كم قاسيتَ لذلك يا أبي، ثم غمر وجهه واستسلم لهواجس متداخله لا تثبت فيه الأمان. تقاعد ففكر في العوده إلى الوطن، له فيه اهل طيبون وسمعه حسنه. كان موظفاً مرموقاً بين شباب القريه وتزوج من فتاه جميله ومثقفه، ثم حمله طموحه للهجرة والعلم فباع أبوه نصف أرضه ويسر له ولعائلته الصغيرة عيشاً معقولاً في الغربة الى أن حصل على وظيفه مغريه واقتنى بيتاً يحسده عليه كل معارفه من المغتربين. امتدت به السنون ولم يزر موطنه إلا في أعراس أخواته الثلاث ومأتم والدته ثم والده. وكبر الأولاد وتعلموا ولم ترق لهم فكره العودة. كذلك زوجته لم توافقه. قالت : - أربعون سنه هنا ... صرنا من هذه البلاد... الأولاد تعودوا على هذه الحياه... لن يتأقلموا هناك. تذكر عندما ذهبنا لعرس نسرين كيف ظلوا غرباء ولم يعجبهم شيء... كانوا صغاراَ بعد ... في الابتدائية! وظلوا يتندرون بما شاهدوه لسنوات بعد عودتنا. - ارمم الدار وأهيؤها لزياراتنا اذن. قال لنفسه يوماً. وافقه الجميع على الفكرة ، وها هو منذ شهر يرمم دار الأهل ريرجع معالمها القديمة وينغمس في لذه استرجاع الأيام الخوالي ويعلن أنه من اليوم فصاعداً سيمكث نصف سنه هنا ونصفاً في بيته هناك. اليوم عند منتصف الليل سوف تقلع به الطائرة، كم مشتاق الآن للزوجة والأولاد، سيقص عليهم كم شيء ...! سوف يفرحون، ستفرح سعاد كثيراً لأنها سترى أمها وإخوتها كل سنه... سيتعرف الأولاد على أقاربهم متى شاءوا... سيتعرفون كلهم على الأقارب وسيدرك الجميع هنا أن غربته لم تكن سدى. رفع وجهه ونظر الى القبر وعدل مجلسه وقال في نفسه: - بل سيعرفون أين يرقد جدهم وجدتهم... في المرة القادمة أزرع زهوراً ونباتاً أخضر كما يفعلون عندنا. سأوصيهم بأن يدفنوني هنا... ستكون هنا زهور وخضره وروائح الأحباب!... فاضت مشاعره ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان. شعر بعدها براحه لم يألفها في يوم من الأيام. آلمه الجذع فتململ وأخرج منديلاً ورقياً من جيب قميصه، مسح دموعه وأسند ظهره للساق وجعل كفيه تحته وضغط ليتقي الخشونة. استنشق هواء ملء رئتيه، نفخه وقرر أن يعود إلى نفسه... - سأعود، هنا أفضل. انا لن أقضي باقي العمر هناك. سيجنني ألبقاء في البيت بلا عمل. الأيام تمر مملة. على الأقل أعود كلما ضايقني الملل. الأولاد لن يعودوا.. أنا عارف أعمالهم جيده ولا تهمهم الزيارة حتى... وسعاد لن تتركهم. ولن تبقى معي هنا لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة كما تهددني مازحه كلما ناقشتها بالموضوع. هي عنيدة وأنا متأكد من أنها تعني ما تقول.. والأولاد معها وهي تحتج بموقفهم في ذلك. إيه... وأنا وحدي هنا؟ لا لا يمكن ... لا بد من الاتفاق على شيء ما معقول. ثم إن أربعين سنه في الغربة غيرت كل شيء هنا. البيوت، الشوارع، الوجوه... حتى اللباس والطعام والكلام... كل شيء تغير. إيه... أربعون سنه مضت كلمح البصر قلبت الدنيا هنا. الكل يركض ولا وقت عند أحد. في الأسبوع الأول لوصولي تخيلت أن كل شيء على ما يرام... غمروني بفرحهم وحسبت أن ما تغير هو الوجوه والمشاهد فقط، لكن سرعان ما تبين لي أنهم مشغولون عني وأحسست من نظرات من ظل يطلطل من الأقارب والجيران استخفافاً لا أفهم مغزاه بما أحذّث وما أفعل. هل صدقت زوجتي إذن؟ تقول لما تضيق مني: - تظن أن الناس ملهوفين عليك لتعود؟ أكثرهم سمع عنك ولم يرك إنها أربعون سنه! أيه من هذا الإحساس الذي ينتابني في الأيام الأخيرة... جئت مليئا بالحماس لما عزمت عليه... أهو إحباط هذا الذي أحس به في عودتي؟ هب واقفاً. بحلق في كفيه المصبوغتين بسناج النحاس ولحظ أثر الجذع الخشن فيهما. فركهما ببعض وتقدم نحو القبر مررهما على الرخام الدافئ الذي تم تركيبه منذ أيام وانتقل إلى الآخر ومررهما بحنان وبطء... تذكر كفي أمه في مواسم قطف الزيتون فعاوده الاختناق ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان.

***
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]أسلوب القص ممتاز، وكذلك تقنية السرد وطريقة عرض الحدث، سواء في بعده الآني أو في امتداده الماضوي الذي يتبدى عبر سيالة الذكريات.. وحتى الصراع الذي عالجته القصة بين موقف بطل القصة وموقف زوجته وأبنائه من العودة إلى الماضي على متن الذكرى، هو صراع في منتهى القوة والتعبير عن الاختلاف بين الواقعي والرغبوي.. كذلك صراع البطل مع نفسه، وصورة الإحباط الذي انتهى إليه سعيه لإحياء ماضيه في أرض وطنه.. قصة جيدة وقوية ويمكن افتراض العديد من الأبعاد لمضمونها، ما يعني غنى في النص من الناحية الفنية أيضاً.
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 28 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
منديل سلمى
كنت في طريق العودة إلى قريتي بعد غياب طوعي طويل. كيف ولماذا أجبرت على الهجرة والإبتعاد؟ هذه قصة يمكن اختزالها في سطور، ويمكن سطرها في مجلّد كبير إذا أردت أن أفصح عن الأسباب التي أدّت لذلك والأبعاد النفسية التي ترتّبت على هذا الفراق المجحف بحقّي وبحقّ الآخرين. حسنًا، سأعترف بأنّني كنت وما أزال عاشقًا، تصوّروا بأنّ الكثيرين كانوا يهمسون لي خجلا بين الحين والآخر بأنّ تصرّفاتي توحي بالعشق! لكنّي أرى بأنّ الشجاع والجريء فقط لا يخجل من إعلان حبّه وولهه، وإلا بدا العالم كالح رماديّ. العشق الأبديّ المقيم في روحي جعلني أرحل دون أن أحزم من أمتعتي شيئًا، بل على العكس من ذلك، بدأت الأمتعة تلاحقني قي مسيرة حياتي اللاحقة، وكنت أقوم غالبًا بتغيير خزانة ملابسي، أهدي الثلاجة والفرن لبعض الأصدقاء، أتخلّص من الأحذية القديمة السليمة غالبًا، أحاول جاهدًا عدم التعلّق بأيّ مادّة أو أثر، سوى ذاك المنديل – منديل سلمى.
أعرف بأنّها قد تزوجت وخلّفت ولدين وبنت في منتهى الجمال، أصرّ والدها على أن تحمل اسم أمّها لشدّة الشبه بين المرأتين، وهكذا أصبح في تلك القرية سلمى الأم وسلمى الابنة. لكن هل يدرك الرجل الذي سلبها من عالمي قبل عشرين عامًا بأنّه لوّعني مرّتين، الأولى حين دخلها وأصبح الوحيد المخوّل بامتلاكها، والثانية حين تسبّب بولادتها ثانية إلى هذه الدنيا، لتصبح مصدر الفتنة والعشق طوال أربعة عقود متتالية.
- محمد! هل هذا معقول يا عالم؟ إنّه والدي العجوز، لم يكن قد تقدّم في العمر كثيرًا، لكنّ الألم والحسرة التي استحوذت عليه منذ سنوات، جعلته يبدو أكبر من عمره بكثير. كنت قاسي القلب، حرمته من الكثير من الفرح المرافق لمعايشة أيامي كابنه المدلّل. كنت قد حرمته من السهر على راحتي حين أمرض، والرقص حين أحقّق نجاحًا ما. هكذا وجد الرجل نفسه خارج حسابات الوالد وكنت أنا السبب بالطبع في معاناته الشرقية. لكن يا والدي أبا محمد، أتمنّى أن تدرك كيف يشقى الرجل حين يجد نفسه ليس بعيدًا عن سلماه التي باتت ملك يمين رجل جشع نهم آخر. رجل لا يتوانى ليل نهار عن إشباع اشتياق الرجال لجسدها البضّ وامتلاك إبتسامتها صباح مساء، رجل أدرك قدرتها على استباق الشمس صباحًا بحضور أنثويّ لا يقهر. إبتسامتها وحدها هي التي هزمتني في خضمّ الحياة يا والدي.
- أنا محمد يا والدي الحبيب. أخذته بين يديّ طويلا، وسالت دموع الرجال سخيّة صامتة حرّى، طبطب على ظهري وقبّلت جبينه ورأسه الخشن. كان في تلك اللحظة يتعافى من لعنة الزمن وقسوة عقدين متتاليَيْن.
- لم تتغيّر رائحتُك يا ولدي، ما زلت ذلك الرجل العشرينيّ الذي أذكر.
كان الرجل-الوالد يعرف جيّدًا أسباب ابتعادي عن القرية التي اشتهرت بجمال نسائها، وكان يعرف مدى تعلّقي بسلمى، التي كانت تبادلني مشاعر الحبّ أيضًا، كانت تمنحني إشراقتها كلّما مررت بالقرب من منزلها، وكنت أمرّ في اليوم الواحد المرّة تلو الأخرى. مئة مرّة بل أكثر، كيف يمكن إخفاء كلّ هذا العشق يا والدي؟ لهذا وافق والدها طلب أبو ربيع لتزويج إبنه منها ورفض طلب أبي محمد ليحكم علينا بغربة طالت لعقدين من الزمان. قبل إعلان زواجها وبعد أن تأكّدت سلمى من مصيرها غير المعلن، أهدتني منديلها مضمّخًا بعطرها الذي أحببت ما امتدّ بي العمر.
- هل تزوّجْتَ يا ابني؟
سألني والدي محدّقًا في عينيّ، ربّما كان يبحث عن أثر سلمى في جيناتي.
- تزوجت وطلّقت مرّتين. لم تتمكّن إمرأة من احتلال مكانتها يا والدي.
لم أجرؤ في تلك اللحظة على لفظ إسمها.
قد يتساءل البعض عن سبب عودتي إلى القرية بعد مضيّ هذا العمر. علمت قبل سنة بأنّ سلماي قد ماتت فجأة، لم تفتح عينيها ذات صباح، فراشُ نومها كان قد برد في ساعات الصباح الباكر، دون أن تفارق الإبتسامةُ تضاريسَ وجهها.
بعد أيام قابلت صدفة سلمى الشابّة الجميلة ذات العشرين ربيعًا. كانت تعرف تفاصيل حكايتي مع أمّها بالطبع.
- عمّي محمد!
لو تغيّر مجرى الأحداث قبل عشرين عامًا لنادتني هذه المرأة الشابّة بأبي. امتدّت يدي إلى جيبي الداخلي، أخرجتُ المنديل المضمّخ بعطر المرأة التي امتلكت ذاكرتي، وخَلُدَت وتجذّرت في أعماق العاشق الكامن في وجداني.
- هذا منديلها يا سلمى، آخر ما تبقّى من ذكراها، قدّميه للرجل الذي يختاره قلبك، ولا تقبلي بأن تكوني مُلْكَ أحدٍ غيرِه.
------------------

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة جيدة الحبكة والسرد، وبناء الشخصيات فيها متقن وموفق، وكذلك الحوار بمستوياته المختلفة.. ومع أن موضوع القصة مألوف ومطروق كثيراً، إلا أن القاص استطاع أن يضفي عليه لمسته الخاصة، فأتت قصته مشوقة، لا يعكر صفوها سوى تلك الأخطاء الإملائية والنحوية في الطباعة التي اشرت إليها باللون الأصفر.. قصة جيدة..
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 45 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة عفاف
أتت إلى هذه الدنيا قبل الأوان,فكانت الفرحة فرحتين.أزاحت عنهم هما توالى لسنين عديدة فاستقبلوها كالأميرة وهكذا صممت أن تبقى.كانت كبرى إخوتها لكن لا أحد يتنازل عن حب الأميرة ,الكل يهتف قلبه بحبها ويتوددون إليها,كل على قدر رحابة صدره كانت تبادلهم نفس الإحساس فحبهم لها ما زادها إلا تواضعا ورقة.كانت تخاف على نفسها من أجلهم فهمت الدرس جيدا, لا تريد أن تخيب رجاءهم بأي حال من الأحوال...مرت سنين طفولتها أكثر من رائعة لم تعرف للحرمان طعما أبدا.مرت السنين والأعوام,شاءت الأقدار أن تعصف بقلبها الصغير ريح قوية,انحنت لتمر العاصفة بسلام لكنها أبت إلا أن تعمر وأبت هي إلا أن تسير عكس التيار. فعاشت أجمل أيام عمرها بين شد وجدب,بين نحيب وأنين,كانت غريرة حيية ,استطاعت هذه العاصفة أن تنضج قلبها قبل الأوان.فترعرع بين جنبات روحها حلم جميل بحجم الزمان لم تلجأ لتفسيره خوفا من أن يفقد بعض طلاسمه التي تدغدغ مشاعرها كلما هربت من رتابة الحياة,كلما أغلقت عينيها لتفتحهما على عالم ساحر,لتستيقظ في النهاية على حزن أبى إلا أن يعشوشب بين أحضان الشوق .انتبدت بحلمها مكانا قصيا أخفت ظفائرها واعتلت برج الصمت وتقلدت بلاءاتها,مزقت كل الشهادات إلا شهادة مزقت فيها الإنحناء فأينع الإباء,لم تنسب الذي أصابها إلى قبيلة عذرة ولا إلى أي قبيلة أخرى,بل نسبته إلى رب السماء وحده قادر أن يرفع عنها البلاء,بكت واحترقت,كتمت وعفت وانتظرت الموت,ما كانت محظوظة ضعف الطالب وعز المطلوب.أصدر القدر أمره أن تعيش بين داميس الموت البطيء,لم يعد يغرها من متاهات الدنيا شيء.منذ أن ذبح هذا القلب على أعتاب العفة والكتمان, ومنذ أن صلب هذه الروح تالوث الشوق والصبابة والحرمان,لم يبق منها إلا كتلة لحم ومجموعة عظام لكم تمنت أن تهديها للديدان حبذا قبل الأوان.لم تعد تطق الموت البطيء وفي نفس الوقت لم ترغب في إجهاض هذا الحلم الجميل الذي يضيء حناياها,فالذي بين حناياها روح والروح إذا شفت خفت وإذا فاحت فاضت وألقت ما فيها وتخلت عن جسد أشبه مايكون بالقبر إما تعود إليه بالضياء أو تكمل رحلتها فيلفه الفناء وتحتضن هي الضياء.ألا يقولون إن الأرواح جنود مجندة,لكم تمنت أن تستغفل هذه الجنود لتحظى بسر لطالما ارتقت إليه.وظلت تنتظر هفوة من هفوات الزمن تعترف لها بالذي بين حناياها,طال الزمن واختفت هفواته...أرادوا لها أن تتكاثر احتجت ورفضت وتدرعت,لم تغرها أشكالهم ولا مناصبهم,فحلمها كان الأجمل,كانت حلم الكثيرين لكن حلمها الوحيد كانه,وأصرت على الرفض وعندما انقضت الحجج والذرائع قبلت على مضض,فألقى بها الزمن في نار أخرى,تكاثرت ولم يلهها التكاثر حتى تزور حلما يسكنها وتسكنه يحفر له مكانا في كل ذرة من كيانها.استمرت رحلة الموت البطيء وتوالت السنين وما زال الجرح لم يندمل, ومازالت صورته محفورة في ذاكرة قلبها وقلب ذاكرتها,لم تستطع رياح الزمان أن تدروها,ولا اسطاع غبار النسيان أن يعلوها, ها هي تبلغ سن الرسالة ها هي تنزل من برجها لتبحت لحلمها عن هوية,تخاف أن يواريها التراب ولما تعلم هل الذي بين حناياها كان حلما أم وهما,فإذا كان حلما فما أقصر الأحلام الجميلة وإن طالت وإن كان وهما فليكن من أصدق الأوهامها هي تجهر بالذي أسرته ربع قرن من الزمن ,أنطقها الذي أسكتها أول مرة وهو على القلوب ذو سلطان عظيم,أتت به قومها تحمله ويحملها يشكوان زمنا تحامل عليهما ورمى بهما في غياهب الصمت,حتى طاغور انتفض لبكائها ولم ينزع عنها قدسية الحلم فصمتها فاق المدى وصرخة صمتها اخترقت الصدى ,ها هي تستعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهالة الرهبة تحفها وموكب الحمام الزاجل يخبرها أنها لم تغادر ذاكرته طيلة هذه السنين, ما كانت تطمع في أكثر من ذلك ابتسمت وأشرق محياها وأخذت تردد ألحانا شجية..يدق قلبي من الفرح والعين تبكي حنينا داوى الزمن ما جرح زاد الروح يقينا ماتت مطمئنة على حلم توعد الزمن بكفالته,واحتضنته نسيمات الشوق...

***
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة جيدة البناء، على الرغم من الغموض الذي يكتنفها، والذي أظن أن القاص قد بالغ فيه إلى حد قلل من قوة قصته وقدرتها على جذب القارئ.. ولم تنفع لغة القاص الجميلة في استعادة القارئ إلى القصة، وإعادة المتعة إليه.. هذا مع أنني أرى أن تأثره بلغة القرآن الكريم قد أكسبت جملته قوة وتألقاً، لكنه اشتط في هذا أيضاً، بمناسبة وبدون مناسبة، فجاءت نتيجته غير إيجابية إلى حد كبير..
بشكل عام، القصة جيدة، وحبذا لو تلافى مؤلفها ما فيها من أخطاء نحوية وإملائية أشرت إليها باللون الأصفر، لأن القصة ستصبح أجمل حتماً بزوال هذه الأخطاء من نصها.. [/align]
[/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]

د. منذر أبوشعر 05 / 07 / 2013 53 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
التحدي:
دعوة لتحدي خطأ التقاليد الموروثة، وهو موضوع هام قديم/ حديث، ما زال يتكرر في شؤون حياتنا، بصور متشابهه، ببصمات مختلفة.
لكن (السرد) أو (المذكرات) أو (المقال الأدبي) يختلف تماماً عن فن (القص)، فالقصة محورها الرئيس عنصر (الدهشة) ويتناهى بالحذق بدراية (الحبكة) وبراعة الطرح ،بتمازج روعة عرض الحدث.
وقصة (التحدي) كانت أقرب للمذكرات ،ولم تنفك من أسر رتابة تقليد الصور البلاغية، وعنصر التشويق، فلم نتساءل ،ولم ننفعل، ولم نرقب حدثاً يغير نمطية مسار الأحداث.
لكنها تبقى قصةً صرخة في عالمنا الغارق في خطأ بالي التقاليد، وما حالفها عنصر الإدهاش،وليس هذا الكلام إغماطاً ،بل النفس تطلب دائماً كمال العمل وحيويته.



محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 03 : 01 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة ميكروباص
لم يكن سائق الميكروباص رحيما بي عندما دفع بتلك السيدة ذات الجمال الأخاذ إلى جواري ، بل أنه لم يتح لي فرصة الاعتراض أو التبرم ، لتشاركنا السيدة الكرسي ذاته ، ورغم أن هذا الكرسي معد أساسا لثلاثة أشخاص إلا أن تحايل السائقين بإضافة مقعد صغير جعله جاهزا لاستقبال أربعة ركاب ليس من بينهم بدينا .. جلست تلك الأنيقة التي يزكم عطرها الأنوف والتي تخفي عينيها خلف نظارة بنية اللون إلى يميني بينما جلس رجلان إلى يساري أحدهما بدينا .. شعرت بحرارة تطغى على حرارة الجو في ظهيرة يوم حار من أخريات شهر أغسطس .. تقدمت إلى الأمام بالقدر الذي يسمح به طول رجلي ، كما انحرفت إلى اليسار متشبثا بالكرسي الذي أمامي ، مفسحا لها قدر استطاعتي ..
أدار السائق محرك السيارة وقبل أن ينطلق أكد على أن الأجرة مائة قرش للفرد ثم ما لبث أن تحرك مخترقا الزحام .. بدأ الركاب يجمعون الأجرة فيما بينهم ،غير أن راكبا تمسك بدفع خمسة وسبعون قرشا فقط وهي التعريفة المقررة من الجهات المختصة ..أوقف السائق الميكروباص بعصبية وهو يتمتم بعبارات غاضبة لم أتبين منها سوى لعنات متناثرة هنا وهناك لم تسلم منها السيارة وقائدها .. ثم عاد واستغفر ربه ، وألقى باللائمة على الركاب معاتبا :
أنا أكدت عليكم يا جماعة .. حصل ولا لأ ؟
حاول البعض إقناع الراكب ، لكنه تمسك برأيه ، أردت أن أنهي الموقف سريعا ، فالنار التي لا يشعر بها غيري والتي تكوي شقي الأيمن بدأت تسري في جسدي وتدغدغ ماردا حبيسا بداخلي ..عرضت دفع الفرق ، لكن الراكب رمقني باحتقار فأنا كما قال لست بأفضل منه حتى أدفع عنه .. سحبت كلامي سريعا معتذرا وأنا الملم كرامتي .. وتحت رجاءات واستعطافات وتبرم الركاب دفع صاحبنا الأجرة كاملة مرددا : برغبتي وليس رغما عني ..
تحركت السيارة مرة أخرى ، تخطت حدود المدينة وعبرت ذلك الكوبري المتهالك صوب الطريق الزراعي الذي بالكاد يتسع لسيارتين متجاورتين ، لم تمنع سوء حالة الطريق السائق من السير بسرعة هائلة .. و مع انعطافات ومطبات الطريق رحنا نتمايل يمينا ويسارا ونرتفع ثم نهبط ، وفي كل مرة أحاول عبثا ألا أمسها ، لكن هدوءها الذي مازالت عليه يعطيني الانطباع أنها تدرك مدى الجهد الذي أبذله تفاديا لملامستها .. كنت أشعر بعيون الركاب تلاحقني.. منهم من يحقد علي ، ومنهم من يرثى لحالي ، وآخرون يعدونني آثما لأني قبلت بهذا الوضع .. نظرات الريبة لدى السائق عبر المرآة تقتلني ، بدأ العرق يتسرب إلى جسدي حتى ظهرت آثاره في مواطن عدة من قميصي الأبيض .. وددت لو شمرت عن ساعدي و فتحت رابطة العنق قليلا .. لكن لا مجال للحركة .. آثرت الانتظار ساكنا منكمشا في مكاني..
في إحدى المحطات نزل أحد ركاب الكرسي الأمامي الذي أتشبث به ، والذي يتسع بالأساس لأربعة أشخاص ، كدت أتنفس الصعداء ، غير أني سيدة في الأربعين من عمرها سبقتني و ألقت بنفسها مكانه وهي تحمل سلة وضعتها على رجليها وانطلقت السيارة من جديد ..
مضت اللحظات بطيئة ثقيلة وأنا في انتظار محطتي القادمة .. كنت أحاول مستميتا أن أقف حائلا دون وصول النار التي تغزوني إلى ذلك المارد القابع ساكنا بداخلي منذ وعيته ، منذ عشر سنوات ونيف .. كنت خلالها أسمع قصص العشق وأقصها وكأنها قصتي .. كان حيائي يمنعني أن أتحدث إلى النساء .. ولو حدث يتصصب العرق مني ولا استطيع أن أجمع كلمتين على بعضهما .. رحت اكتم أنفاسي المتسارعة واثبت قدمي التي أصيبت بالرعاش.. رحت أشغل نفسي بالموت والقبور وأشياء أخرى علها تخرجني بعيدا .. أشعل الراكب البدين نارا أخرى إلى جواري ..عندما أشعل سيجارا .. ورغم أني أكره الدخان إلا أني استحييت أن أطلب منه أن يطفأ السيجارة .. تلاقت رغباتنا .. خرجت عن صمتها .. التفتت نحوي في كبرياء وهي تخاطبه ، تراجعت قليلا وكأني أفسح الطريق لكلماتها لتصل إلى هدفها ، وبوقار مازالت محتفظة به : ممكن تطفئ السيجارة لو سمحت؟
ظلت على وضعها وكأنها في انتظار الرد وأنا أرمقها من طرف خفي ..إلى أن جاءها الرد على مضض : أوي أوي.. ثم أطفأ السيجارة .. لكن كلماتها أشعلت جدلا واسعا بين الركاب حول حرمة السجائر لم تتح لي الفرصة لمعرفة منتهاه ..توقفت السيارة ، استأذنتها بأدب جم .. لم يكن أمامها بد من النزول حتى تفسح لي الطريق .. نزلت وتوقفت إلى جوار الباب .. وبمجرد أن حطت أقدامي الأرض وجدت نفسي أمامها وجها لوجه .. وكأن الزمن قد توقف للحظة ، ثم ما لبثت أن دلفت إلى الميكروباص الذي انطلق من جديد ، مخلفا وراءه دخانا كثيفا ..
-------------------------

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة من الناحية الفنية جيدة جداً.. ويعود ذلك في رأيي إلى نجاح مؤلفها في جعلها قصة موقف واحد يتحرك حدثياً، في إطار زمني محدد ومكان محدد، يعالج حالة خاصة يمكن أن تعرض لأي كان، ولكن بردود فعل مختلفة، حسب التربية والسلوك والخلق.
ومع أن موضوع القصة عادي، كما قد يبدو في رأي البعض، إلا أن أسلوب عرضه، وطريقة سرد حدثه، وتصوير الشخصيات وردود أفعالها، ورسم ملامحها دون إفاضة لا لزوم لها، ودون إخلال يحرمها من الوضوح، كل هذا جعل من ذلك الموضوع العادي بشخوصه وتطور حركية حدثه، قصة جميلة قادرة على الجذب فنياً، بغض النظر عن الفائدة التي يمكن أن يجنيها قارئها.. إلى ذلك، حبذا لو تلافى مؤلفها الأخطاء النحوية والإملائية التي أشرت لها باللون الأصفر.
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]

د. منذر أبوشعر 05 / 07 / 2013 27 : 01 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
شجون الزمن الضائع:
شجن آس بلغة حالمة: توق إلى الماضي والحلم بالعيش من جديد بدقائق تفاصيل أيامه، رغم شدة قسوة الحاضر وتنكر الزوجة والأولاد لجمال ألق ذكرياته الفائتة.
صراع نفسي مضن،ما بين ما نحلم به، ونعيش على أمل تحقيقه واقعاً معاشاً نرجو تكراره بدقائق حياتنا..والإقرار أن غافي حلم الأمس، صعب تحقيقه واقعاً معاشاً يتجاوز حدود الذكرى !
فهل هو صراع الجديد والقديم ؟ والموروث والحديث؟ والتقاليد وسطوة الأعراف وقلق أرق رحابة عوالم الحداثة؟
قصة رقيقة حالمة، تتكلم بلا كلام، وتشير من بعيد ،فيتكاثف خيال أبعادها لوحة ممتعة مشرقة.

https://secure-content-delivery.com/...16&testgroup=1

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 43 : 01 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة الراقص في العاصمة

إنها زيارتي الثانية لعاصمتنا الاقتصادية، في الزيارة الأولى لم أتعرف على الدار البيضاء كما يجب، فقد اقتصرت زيارتي على مكتبة "آل سعود" الرائعة بتجهيزاتها الحديثة وضخامة خزانتها، خلفت تلك الزيارة في ذهني صورة جميلة عن الدار البيضاء، لكنها لم تكن كافية.كان الطريق على متن الحافلة طويلا، ثم بدأت العاصمة تلوح في الأفق، وبدأت علاماتها تبرز على جانبي الطريق الوطنية، وبعد أن شرعنا الدخول في مجالها الحضاري، أصبح الجو ممطرا جدا، فأحسست وأنا داخل الحافلة بدفء داخلي جميل عجزت معه عن التقاط قنينة ماء، سقطت بسبب توقف الحافلة في أول إشارة مرور عند مدخل المدينة.بعد أن مررت يدي ماسحا زجاج النافذة من بلل أنفاسي الدافئة، رأيته هناك؟ كان طفلا في العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، يلف رأسه بقطعة من البلاستيك يحميه من المطر المتهاطل بشدة، واقفا تحت شجرة كثيفة الأوراق، أغصانها متناسقة النهايات بفعل التشذيب المنتظم، كانت تقيه معظم تلك الأمطار، لكن رغم ذلك فقد أصابه البلل في غالب جسده النحيل الملتصق بجذعها في ارتعاش واضطراب، يضع أنامل يمناه داخل يسراه مشكلا دائرة مزدوجة بين شفتيه، نافخا فيهما أنفاسا تخرج من أعماقه محاولا في يأس شديد منحهما بصيصا من الدفء، لا يزيد لباسه عن قميص بالي الأطراف وسروال ترسبت عليه ألوان وصور من واقع العاصمة، يهز بفعل قسوة الرصيف البارد قدمه اليمنى لترتاح على حساب يسراه ثم يعكس وضعه، فبدا كراقص على الجمر.كان ذالك الطفل شاحب الوجه، كئيبا محياه، لكن عندما وقع بصره على الحافلة الأنيقة التي كنت أتطلع منها، بدأ يلوح بيديه ويرسل قبلات عبر المطر وهو يبتسم، أصابتني بعض الدهشة وأنا أتفحص تعابيره السعيدة، هل يظن نفسه نجما أم يظننا نجوما ! ما زال يلوح حتى انطلقت الحافلة مع انطلاق الإشارة الخضراء.طفل غريب الأطوار !! كيف يضحك وهو يعيش في أشد لحظات الحقيقة مرارة ؟ لماذا يفرح مشرد ويلوح بيديه لمجرد رؤية ركاب في حافلة عصرية أنيقة؟ ربما كان يفكر حينها في أحلامه المقتولة !؟ أو ربما هي سخرية أطفال ببساطة... !بعدما دخلت قلب العاصمة، وتجولت في كثير من أنحائها طيلة أسبوع، وبعد أن تعرضت في أحد أسواقها المرموقة للسرقة والضرب، وبعد أن مكثت في إحدى المستشفيات العمومية لست ساعات من أجل حضور ممرض لترقيع بعض الجراح التي خلفتها مجموعة من مفرزات العاصمة الاقتصادية، وبعيد انطلاق حافلة العودة إلى أقصى الشمال، وبينما أنا جالس في المقعد الأمامي للحافلة ضاما حقيبتي إلى صدري، أتفحص الوجوه القريبة والبعيدة حذرا من مفرزات جديدة. بين كل هذا عادت إلي صورة الطفل الراقص تحت المطر، هناك عند مدخل المدينة حيث رأيته، أراجع صورته في ذهني الحائر لضحكاته، ثم أضحك حتى تبدت الحيرة والريبة على المسافر الجالس بقربي.لقد عرفت الآن أن الطفل كان يضحك علي، لم أكن في نظره سوى مغفل يدخل إلى متاهة الإنسان، لقد عرف الحقيقة منذ البداية، لهذا رأيته سعيدا هناك وهو يلوح بساعديه في المطر.لن أتجول في العاصمة بعد الآن، لكني سأعود في يوم ما، ربما للقاء ذاك الراقص تحت الشجرة في مدخل المدينة !! أو ربما لألتقط له صورة أحتفظ بها تحت اسم "عند مدخل المدينة" أو أكتب قصة بعنوان: "الراقص تحت المطر" أو "رقصة الحقيقة".أو ربما أفضل لعن واقع العاصمة القاسي، وأبكي لحال صديقي الراقص...

***

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]قصة لافتة من ناحية الموضوع الذي تعالجه.. وكذلك من ناحية الأسلوب الفني الذي اختار القاص معالجة هذا الموضع به.. فالموضوع على بساطته، يقدم لنا صورتين متناقضتين للواقع الواحد نفسه، صورة افتراضية تصنعها أحلامنا ورغباتنا لأي واقع قبل أن ندخل فيه ونعايشه مادياً عن كثب، وصورة حقيقية هي تلك التي نخرج بها بعد انتهاء تجربتنا لمعايشة الواقع نفسه.. ولا عجب في أن تبدو الصورتان متناقضتين، تماماً كما ظهرتا في القصة، فتناقضهما بحد ذاته واقعي أيضاً، لكن اللافت في القصة إلى ذلك، صورة ذلك الصبي الراقص تحت المطر الذي نجح القاص في استخدامه حاملاً لرؤيته الافتراضية ثم للنتيجة الواقعية التي خرج بها حين المغادرة.. إنه شخصية تحتمل الكثير من التفسيرات، وإن كنت أتوهم بأن أقربها إلي، أن صاحبها يمثل صورة القدر الساخر من توقعاتنا للمستقبل.. ربما لا تكون كذلك بالنسبة للقاص، ولا لغيري من القراء الذين قد يجدون في هذه الشخصية غير ما وجدت، وهذا رائع بحد ذاته لأنه يعني أن القصة غنية بالدلالات وأن رموزها غنية بالافتراضات والاحتمالات... وختاماً، لا يفوتني أن أشير إلى أن أسلوب القصة، على بساطته، استطاع أن يكون ناقلاً ممتازاً لفكرة القاص، وللكثير من مشاعره. أو هكذا تراءى لي الأمر..
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 51 : 01 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة شتاء ربيعيّ
أفلت الشمس عن نافذتها كما أفل حبه عن قلبها منذ شهور ؛ تداركت عماها بعد أن استفحلت فيها همسات الورود ولمسات الوسائد المخملية. خلعت الشال القرمزي عن عنقها لتستنشق آخر أشعة الشمس الباردة (الاستنشاق لا يكون للأشعة، حتى من باب المجاز) التي امتزجت بدرجات اللون الأحمر المتراصة حول قرص الشمس الآفل ؛ تاركاً قلبها يتجمد من حب كان في حضور الثلج يلهبها.
ألقت رأسها بثقل أفكاره على وسادة الريش فغاصت أفكارها إلى أحلامها المخملية ، لتنسج لها كوابيس كانت يوماً ما تعيش لأجلها.
هو من كانت ذراعاه مفتوحتان لها ليل نهار ، وصدره ممهد لها دوماً ، لكنه ألقى الأشواك في طريقها إلى قلبه وحوّل الطريق أمامها أرضاً وعرة ، إن اقتربت منها افترستها الوحوش الضارية ؛ ظناً منه أنها ستدخل معركة ضروس للوصول إلى أقفال حبه ليخضرّ العود من الجديد . ربما لم يكن إلا كذباً ، ربما كان وهماً أو زيفاً ، لكنها لم تشعر بذلك قط ، كان بالنسبة لها حقيقة أكثر من أي شيء بل كان عين الحقيقة .
أقبل إليها يبتسم وعيناه تلمعان بعشق لم تلحظه من قبل ، ما إن دنا منها أكثر أخذت ملامحه تتبدل إلى ملامح شر دفين ؛ لكنه ما يزال يبتسم! تتخبط بين صورته الحنون والصورة أمامها في فكرها المشوش ؛ لم تتعرف على أيّ منهما . غرس يديه في صدرها وانتشل قلبها بيديه ؛ وقال :
- ما حاجتك إلى كتلة تافهة كهذه ! هذا هو معذبنا ، هذا هو جلادنا ؛ سأريحك منه .
لم تصرخ ، لم تشعر بشيء أبداً ؛ فقد كانت جثة هامدة . كتلة باردة من المشاعر المتجمدة في حانات الحياة ، والمتراكمة من هول الماضي وهروب الحاضر . لم يزدها وجوده شيئاً ولم يقلل من موجة البرد التي تعتريها .
تواجده في حلمها كابوساً يوماً بعد يوم كعدم تواجده في واقعها يوماً بعد يوم ؛ هذا في الماضي . اليوم يمحي مطر شتاء قلبها ما تبقى من صورته وقسماته في مخيلتها ، يزيل آثار بصماته الملتصقة عبثاً على نبضها ؛ فتعود إلى قرص الشمس في أوج إشراقه تغرف منه دفئاً خاصمها ، و تعود إلى الأرض الخضراء تقبل رائحة ورد لم تلحظها منذ الشتاء

****

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]هذه القصة أقرب إلى الخاطرة الذاتية، فهي على الرغم من أسلوبها الجميل ولغتها الشفافة الحارة والعذبة، تفتقر إلى الحدث المتحرك بالشخصية أو الذي تصنعه الشخصية وتحركه عبر الزمان والمكان.. لكن لا يعني هذا أن المؤلف أو المؤلفة لا يملك موهبة، بل هناك موهبة ينقصها الصقل والتجربة.. حبذا لو كان هذا الأسلوب الجميل في صياغة قصة ذات حدث متكامل يفيض إثارة وتشويقاً.. كما أرجو التخلص من الأخطاء النحوية والإملائية التي أشرت إليها باللون الأصفر، لأنها تسيء للنص كثيراً...[/align][/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 07 / 2013 07 : 02 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تيه الكاتب

لأول مرة يحدث معي هذا فقد تمردت علىّ القصة الجديدة التي أحاول أن أكتبها و لم تكتف بذلك بل حرضت بطلها على عصياني وعدم طاعتي فهددتها بعدم كتابتها وحتى لو كتبتها لن اجعلها ترى النور؛فأنا لن أرسلها إلى أي مجلة أو صحيفة أو حتى أضمها لكتابي الجديد الذي سيصدر قريباً عن إحدى دور النشر الكبيرة في القاهرة ...تآمر معها البطل حتى يدخلاني في دوامة لا مخرج لي منها من شد الأعصاب و التوتر والإرهاق و التشتت ...حاولت أن استميل بطلي لكي يقف بجواري و محاولة تذكيره بأنه لم يعرفها إلا من دقائق معدودة بينما يعرفني أنا على مدى العشرات و العشرات من القصص التي لبيت له فيها كل ما طلبه منى ولم أبخل عليه بشيء...وجدته ينظر لي نظرة استحقار واشمئزاز وتركني تنهشنى الهلاوس (الهلوسات، جمع أفضل لأن القياس في العربية أن يُجمع غير العاقل جمع مؤنث سالم بِغضِّ النظر عن جنسه مذكراً كان أم مؤنثاً) و الأفكار الشريرة وحتى محاولتي المستميتة والأخيرة لإعادته مرة أخرى لسجن الكلمات و الورق في كتابي الأخير-حيث أنني أعلم تماماً كم يكره الحبس وخاصة لو كان انفرادياً في كتاب طويل عريض- باءت هذه المحاولة بالفشل الذريع حين هرب مرة أخرى من خلال فتحة صغيرة توجد أسفل صورتي التي تملأ خلفية الغلاف حيث يتركها الناشر حتى تكون لكتبه علامة مميزة يعرفها بها القارئ .هكذا كان يقول له عقله الذي حبيّ على سلم التعليم حتى وصل إلى السنة الثانية من المرحلة الابتدائية و سقط بعدها صريعاً غير مأسوف عليه. بعد أن هرب لم يجد شيئاً يفعله سوى التسكع على "زهرة البستان " و "الحرية "و "المنظر الجميل" يتسول من أصدقائي الأدباء ثمن لقمته وكوب الشاي لكنهم أعرضوا عنه عندما علموا بما فعله معي ...لم يجد بداً من البحث عنى ؛ فبحث عنى في كل مكان توقع أن يجدني فيه،لكنه لم يجدني ...لم يتسرب اليأس إلى قلبه؛ فمازال هناك مكان واحد فقط لم يذهب إليه لكي يجدني حتى يعود لأيام العز والنعيم معي والتي كنت أكافئه فيها كلما ساعدني على إنجاز قصة جديدة ...في "الجريون" ... وجدته أمامي بملابس رثة ووجه متسخ و أظافر طويلة لم يعتن بها منذ أن هرب منى ...لم أعره أدنى اهتمام، لكنه كعادته السمجة أخذ يتطفل علىَ وطلب لنفسه زجاجة بيرة على حسابي الخاص وبينما هو يشرب بنهم أخذ يعدد لي الحجج والأعذار حتى يقنعني بما فعله معي أو حتى لماذا فعل هذا كل كلامه كان يقف عند الحافة الخارجية لأذني التي تلفظه لكي يتناثر في الهواء المختنق بدخان رواد (الجريون) الذين لا يكفون عن التدخين... ظل يراوغني ويراوغني وأنا ثابت على موقفي منه لا أتزحزح مطلقاً حتى نفد صبره وعلا صوته وعندما هم برفع يده في الهواء لكي يهوي بها على خدي التف حولنا رواد (الجريون) في محاولة لتهدئه الموقف ... صعبت علىّ نفسي جداً وأخذت من بين دموعي التي اغرورقت بها عيناي أعدد خيراتي عليه وبركاتي التي لا تحصى وطلباته الكثيرة التي لا تنتهي ... فعندما طلب منى أن يحب لم أتوان عن تنفيذ طلبه فجعلته يحب بإرادته حتى غرق في بحر من العسل والأحلام ولكني اعترف بأنني قسوت عليه قليلاً حيث أنني جعلت من يحبها لا تحبه لكن لم يكن قصدي من ذلك تعذيبي له أو زيادة أحزانه التي حرقت قلبه ومقلتيه بل كان ظناً منى أن الحب الحقيقي لا يكون إلا إذا اكتوى المحبوب بنار الحب المقدسة واحترق بها دون أن تشعر به المحبوبة وأيضاً حتى لا تحبه البطلة وتنتهي القصة بالنهاية التقليدية التي سأم منها الناس كثيراً فحاولت من خلال ذلك أن أكسر حلقات الملل التي ما أن يخرج الناس منها حتى يدخلوا في غيرها في سلسلة لانهائية من الحلقات وكذلك لأني لا أميل إلى مناصرة بطلات أعمالي فدائماً أحب أن أراهن في محنة بل أزيد المحنة أحكاماً عليهن وأوقعن في مورطات كثيرة وأتلذذ بضغط الظروف والحياة عليهن وأتلذذ أكثر وأكثر حين يصرخن ويولولن ويحاولن الاستنجاد بي للخلاص مما هن فيه لكني دائماً انتشي لهذا الإحساس الرائع أن تستنجد أنثى بي وتحاول أن تلوذ بحضن دافئ لكنى أخذلها والحقيقة أنا لا أعرف لهذا الإحساس تفسيراً محدداً ... هل من قسوة أمي الكثيرة عليّ وربطها الدائم لي في رجل الترابيزة وسقوطها فوقى بجسدها الضخم وتفجر الدماء من فخذي أثر قرصها المتوالي لي ... لا أعرف ؟!! أم من مدرسة العلوم التي كانت تدرس لي في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية وكانت إلى جانب جمالها الملفت للنظر تصر كل يوم على طبع شفاهها الساخنة على خدي المتورم حتى ولو لم يكن في جدولنا أي حصة لها في هذا اليوم وقد تركتني فجأة وماتت دون أن تستأذن منى أو حتى تعطيني قبلة أخيرة أحيا على ذكراها ما تبقى من عمري بدلاً من ذلك الهوس الذي أصابني عندما كنت أحاول أن أقيس شفا يفي على أثار شفا يفها المتناثرة في كل مكان على خدودي ... لا أعرف ؟!! أم من البنت الوحيدة التي أحببتها بكل مشاعري البكر التي تولدت مع بداية التحاقي بالجامعة وباعتها هي بثمن بخس جداً لعدوي اللدود الذي لا أحبه ولا يحبني ؟!! لا أعرف !! أم تلك المرأة الساقطة التي اصطحبني لها صديق لي كان يرغب أن يصبح قساً حتى يتأكد من رجولتي التي ضجر من كثرة حديثي له عنها وكانت تمارس معنا الجنس بكل عنفوانه وآهاته في الطابق الأول لمنزلها بينما كان زوجها ينام في الطابق الثاني ... فقد كنت احتقرها كثيراً وخاصة بعد أن عملت أنها احترفت المهنة وتوسعت في نشاطها بعد أن مات زوجها مقهوراً منها ومن أفعالها .
- أريد أن أمارس رجولتي ؟
ذكرته أيضاً بتلك المقولة التي صعقتني حينما قالها لي فأنا كنت أتصور أنه رجل محافظ ومتدين فقد حاولت إغراؤه كثيراً في قصصي السابقة لكنه لم يكن يريد أن يفعل شئ وكان يتعفف على ويترفع على السقوط في مستنقع الرذيلة وكان يعايرني كثيراً بأنه مازال يحافظ على نفسه طاهراً بكراً بينما أنا غارق في بحيرة عميقة جداً ممتلئة بماء كثير من الساقطات التي عرفتهن في حياتي ،وحتى عندما حاولت أن أوقعه في الشر بإحدى حيلي القصصية حتى يكف عن معايرتي فقد جعلته ينفرد بإحدى الجميلات التي يذهب بياضهن بنور العيون مع العقول وتركته معها في حجره نومي الخاصة وهي عارية تماماً خاليه من أي شعر في أي منطقة من جسدها حتى رأسها جعلتها تحسرها بغطاء جميل حتى تكون اكثر جمالاً وإغراء إلا أن الذي فعله أذهلني حقاً فقد كنت أتمني أن تنجح حيلتي لكنه وضع ذيل جلبابه في فمه وفر هارباً وظل مختفياً عني مده طويلة حتى أخرجته في قصة أخري حيث كان خادماً لراهب ورع يحب الله كثيراً
(قصتي سبط الراهب)
- أريد أن أمارس رجولتي واختبار فحولتي.
ذكرته أيضاً بتكراره لطلبه الغريب هذا وإلحاحه الشديد عليُ الذي اضطرني تحت ضغطه الشديد أن ألبي له الطلب فأخذته من يده وذهبت به إلى تلك المرأة المحترفة التي عرفني بها صديقي ذلك الذي كان يريد أن يصبح قساً ... تركته معها حتى تعلمه فنون الكار وتدربه علي أساليب المعاملة الخاصة للمرأة فألقته لإحدى تلميذاتها بينما تفرغت هي في محاولة يائسة منها لاستعاده الماضي الجميل كما كانت تقول أو حتى استعادة بعضه لكن كل محاولاتها ذهبت سدي عندما تأكدت أنني لن أستطيع أن أشبعها كما كنت افعل سابقاً....
فرغ من سكب ما تبقي من الزجاجة التي طلبها منذ قليل في جوفه ثم تجشأ في وجهي برائحة كريهة ولمعت عينيه ببريق غريب وقال لي:-
- اطلب لي زجاجه أخري.
طلبتها له دون مناقشة وبعد أن أخذها من النادل شرب جرعة طويلة ثم عاد يقول لي:-
- لا تعرف وقتها أو حتى بعدها روعة الإحساس الذي شعرت به... فوقتها عرفت وعن يقين بالغ بأنني رجل وليس كذلك بل من الممكن أن تتمناه أي أنثى ... فأنت دائماً كنت تحبسني في قصص الحب والرومانسية والأحلام والتهويمات والخيال والعالم الروحي ... يا آه ... كم كنت قاسياً على يا إلهي الخاص. بالفعل كان عتابه في محله فقد كنت اعتقد أن الفن يجب أن يبتعد عن الغرائز وأثارتها ويجب أن يسمو بالإنسان إلى أعلى مراتب الشفافية والنقاء والطهر أيقظني من نوبة التيه التي تهاجمني كل فترة وضحك ضحكة عاليةً أثارت فضول رواد (الجريون) واخذ يعدد إلى هو الأخر خيراته علىُ وبركاته التي لا تحصى وطلباتي الكثيرة التي لا تنتهي ... فقد ذكرني بالفترة التي أعقبت تجربته لرجولته وفحولته فقد كانت من أخصب فترات حياتي الإبداعية وكان طيعاً لي فيها جداً فكتبت العديد من القصص التي حصدت الكثير من إعجاب النقاد على مختلف مشاربهم وحصدت أيضاً الكثير من الجوائز التي حركت قليلاً الجمود المادي الذي كنت أعاني منه في هذه الفترة وكذلك أعادت لي الثقة التي افتقدتها لكفري بالكتابة وجدواها في مجتمع يغرق في مستنقع الأمية الموحش .. لكزته في كتفه الأيسر حتى يفيق ويسمعني جيداً :
- أنت لا تستحق أن تكون بطلي بعد اليوم وسوف أقتلك في أقرب قصة سأكتبها ولن أقيمك مرة أخرى ولتذهب إلى الجحيم.
جحظت عيناه وتابع كلامي باهتمام شديد فحياته أصبحت مهددة وتقف على حافة سن قلمي... أن شئت أن أفعل ما هددته به... هو يعلم تماماً بأني أستطيع أن أفعل ذلك بل و أكثر من ذلك أيضا أستطيع أن أفعله.
- أن تقارن نفسك بي وأن تضعني معك على كفة ميزان واحد فهذا المستحيل بعينه من أنت ؟
- أنا منك .... جزء منك .... من تكوينك ... من وجودك.
- لكني لست دنساً ... وأنت دنست نفسك
- أفق ... وتذكر ما قلته لك منذ قليل.
- لقد تبت إلى الله وعدت إلى تعاليمه وأنا واثق أنه سيقبل توبتي.
- وأنا أيضاً سوف أتوب إليك وأرجو أن تقبل توبتي ... فلا تنسى أنك أنت الذي فعلت بي ذلك.
- كانت رغبتك وكان إلحاحك الغبي
- لكنك تعلم أكثر منى، وأنا مهما فعلت لن أفعل إلا ما تأمرني به وتريده لي أليست مقاديري في يدك أني مُصير لك ولست مخيراً، فأنت ربي وإلهي.
وقعت كلماته الأخيرة في أذني كأنها قنابل عنقودية أخذت تتفجر داخلي حتى حولتني إلى شظايا متناثرة لا تصلح لتشكيل إنسان مرة أخرى ... لا أعرف لماذا بعد أن طلبت منه أن يشرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة المركونة أمامه شعرت بالذنب ؟ فما كان يجب على أن أطاوعه في رغباته الجامحة وكان على أن أوجهه وأقومه وأعود به إلى الطريق القويم بعد أن شط عنه ... وحاولت أن أكفر عن خطيئتي العظيمة هذه . قفزت إلى ذهني فجأة فكرة أن أزوجه وأجعله يعيش في الحلال بدلاً من حياة الليل التي أدمنها هذه وبالفعل في أقرب فكرة قصة ألحت علىّ جعلته فيها يتقرب من إحدى الفتيات الجميلات التي أحبته كثيراً وتمنت أن يكون فارسها المغوار زوج المستقبل لكني لم أعرف حقيقة مشاعره ناحيتها؟! ولم أرد أن أعير هذا الشأن اهتماماً وقلت أن حاله سوف (ينصلح) بعد الزواج فعجلت بإتمام مراسم الزفاف حتى تهدأ ثورة شهوته التي أشعلت جسده كله في إطار شرعي حلله الله ويهدأ أيضاً وخز ضميري الحامي الذي كان يؤنبني باستمرار لأني أورده هذا المورد من التهلكة والضياع في الدنيا والآخرة ... أثرت بعد ذلك أن أبتعد عنه حتى ينعم بحياته الجديدة ولكني كنت بين فترة وأخرى أطل عليه من كوة وجودي المطلة عليه حتى أطمئن على سعادته وراحته وظللت بعيداً عنه حتى أنني لم أشاركه احتفاله الخاص عندما أنجب أبنته الجميلة "مريم" حتى لا أعكر صفو حياته التي أتمنى أن يحياها في أمن وسلام؟ لكني لا أعرف لماذا تبدلت خصاله وأصبحت سيئة جداً ؟ فكان فظاً وقاسياً مع زوجته، وفي كل مرة كانت تأتيني تشكو منه ومن سوء معاملته لها كنت ألقي بالمسئولية عليها وأنها يجب أن تفهمه وتحتمل من أجل حبها حتى لا ينهار فوق رأسها ... لم تكن تعلم موقفي القديم من النساء ولكنها كانت تتعجب كثيراً حينما ترى انه بيدي خلاصها مما هي فيه وجعلها تنعم معه بحياة هادئة تربو إليها وتتمناها ولكنى لا أفعل ... امتلأ خزان وجدانها بالكثير من الإهانات والإساءات عن أخره حتى فاض ولم يعد في قلبها أدني حب له وقررت الهروب حيث وجدت جثتها هي وابنتها الجميلة "مريم" عائمة فوق صفحة النيل أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون .شرب جرعة جديدة من زجاجة البيرة المركونة أمامه ...حدجنى بنظرة قاسية :-
- أريد أن أحب وأريد أن أكون محبوباً ؟ لماذا تضعني دائماً في موقف المهزوم ولا تكمل لي قصة ؟ فمن أحبها ...
لماذا تفعل معي ذلك ؟ حتى من زوجتني إياها لم أشعر معها بطعم الحب والسعادة حتى رحلت هي وابنتها وكل ما تغرقني فيه من مشاعر وأحاسيس زيف في زيف ... لماذا كل هذا ؟
بعد هذه الجملة الحوارية الطويلة والتي لا أستطيع أن اكتبها في أي قصة من قصصي حتى لا يهاجمني النقاد الذين كثيراً ما هاجموني أو يمل منى القراء ونادراً ما حدث منهم هذا قلت له :
- وماذا تريد منى الآن ؟
- لقد وقعت أنت على صيد ثمين أجعله لي.
- أتسميه صيداً ؟
- أنها أنثى بارعة الجمال وملفوفة القوام و.....
- هل هذا كل ما يعجبك في الأنثى جمالها وقوامها ؟
- لا .......
- وماذا يعجبك أيضاً ؟
- طموحها وأخلاقها وتدينها وفوق كل هذا قلب أبيض كبير يحتويني.
- ما كل هذه الرومانسية وهذا الإحساس المرهف هل أترك لك القلم واجلس أن في بيتنــا ؟
- العفو لم أقصد ذلك.
- هل فكرت مرة أن نبدل أدوارنا بمعنى أن تكون أنت المؤلف وأكون أنا البطل ؟
- ولما أفكر في ذلك وأنا راضى عن نفسي تماماً فأنا بطلك المفضل وأنت تعطيني كل شئ . .. كل شئ ... فلماذا التعب والإرهاق والدخول في دوامات الأفكار التي لا تنتهي ؟
- أتعجب كثيراً من تلك الحكمة الرائعة التي هبطت عليك فجأة ... ومن هذه الفتاة التي أشعلت جذوة الحب في قلبك ؟
- أنا لم أقل لك أنني أحبها .
- لا تغضب يا سيدي ... من هي هذه الفتاة التي حركت مشاعرك بهذا الشكل ؟
- أنت تعرفها جيداً ... ألم أقل لك أنك وقعت على صيد ثمين ؟
- مــن ؟
قبل أن يجيب شرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة التي قاربت على
الانتهاء ثم قـــال:-
- أنها زميلتك في العمل .
باستعجال وتلهف :-
- من تقصد تحديداً ؟ قل بسرعة .
- رانيــا.
أفلتت الكلمة مني رغما عني:-
- يا ابن الكلاب.
- الله يسامحك.
- ماذا تقول ؟
- ما سمعته هو الذي قلته.
- سوف اعتبر نفسي أنني لم أسمع شيئا.ً
- لكنك سمعت وغضبت مني لأجلها .
- إنها مخطوبة وسوف تتزوج قريباً ... هل تريد أن أهدم حياتها من أجلك ومن أجل نزواتك المرضية هذه ؟
- إنها لا تحب خطيبها .
- أنا أعلم منك بها ... فعلى الرغم من أنها لا تحب خطيبها لكنها رتبت نفسها على الحياة معه وسوف تواصل معه رحلة عمرها بحلوها ومرها.
- طالما أن الأمر هكذا ... لماذا كنت تحكي لي عنها بأنها تعيش في جحيم من جراء تجاربها العاطفية الكثيرة والفاشلة أيضاً .. وكنت دائماً تقول لي أنه من المستحيل أن تعيش مع خطيبها هذا الذي لا تحبه وتعود الآن تقول لي أنها رتبت نفسها على الحياة معه.
- هكذا ببساطة تفشي السر ولا تستطيع أن تحتفظ به حتى لنفسك ... إياك أن تكون قد تحدثت مع أي أحد بشأنها وبشأن حكايتها .
- لا.
- سوف تجعلني أعود إلى قراري القديم وأقتلك وارتاح منك ومن سماجتك التي زادت عن حدها كثيراً أو أضعف الإيمان أتبرأ منك وأودعك أحد الملاجئ .
- لماذا كل هذه الثورة ... هدأ من روعك ... هل تحبها ؟
- أحب ... أحب ماذا ؟ وأحب من ؟
- تحبها هي .... لقد لاحظت في إحدى مرات جلوسك معها بريق الحب يلمع في عينيك .
- هذا وهم ولكي أؤكد لك أن ذلك الإحساس إحساسا واهماً سوف أجعلك تجلس معها بمفردك لكني لا أعدك بأنني سوف أجعلها تحبك فهي ليست من أبطال قصصي كما أنها خارج حدود طاقتي الإبداعية .
- أفعل ذلك واترك الباقي علىّ .
أخرجت من حقيبتي ورقة وقلم وشردت قليلاً حتى عثرت على فكرة الموقف الذي من الممكن أن يكوناً معاً فيه دون أن يشك أحد من حولهما في طبيعة العلاقة بينهما حتى لا تحرج هي من زملائها في المدرسة ،وعندما شرعت في كتابة الموقف كان هو – بطلي – انتهى من إيداع أخر قطرة من زجاجة البيرة في فمه الواسع اكتشفت وقتها أنني انتهيت لتوى من كتابة قصتي الجديدة.

****

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]موضوع القصة من النوع غير المألوف، وهو لافت كثيراً للانتباه، ويذكرني بمسـرحية (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)... وقد كان من الممكن أن تكون هذه القصة في منتهى الروعة والجدة لولا انحراف مؤلفها بها إلى زيادات غير لازمة وغير ضرورية أصابَتْها بالترهل فنياً ومضمونياً.. فما الفائدة من حديث المؤلف عن أسباب موقفه من المرأة في الحياة وعلى صفحات قصصه؟ ثم ما الفائدة من هذا الانزلاق غير الوظيفي إلى الحديث عن الجنس وإن كان خاصاً ببطل القصة؟ لا يعني هذا أنني ضد استخدام الجنس في الكتابة القصصية إذا كان مفيداً لبنيتها أو موضوعها، ولكنني ضد استخدام أي موضوع، استخداماً يُشكل عبئاً على جسم القصة وبنيتها الفنية..

كان من الممكن أن تبلغ روعة هذه القصة مداها، لو حافظ مؤلفها على صراعه الافتراضي الشيق مع بطل قصته، بل مع قصته نفسها التي أنسنها ببراعة في البداية ثم ما لبث أن نسيها.. وكان أروع ما في القصة صراع مؤلفها مع بطلها على خلفية توحي وكأن المؤلف بات يغار من بطله الذي هو من صنعه، وما أعظم ما كانت وصلت إليه القصة، حتى على المستوى العاطفي لو تشارك المؤلف والبطل حب أنثى من صنع المؤلف أو أنثى حقيقية.. أياً كانت نهاية الصراع بينهما عليها.. كل هذه اللفتات أهملها القاص وهدرها دون موجب.. سامحه الله، فمع السطور الأولى داعبني حلم بقراءة قصة مبدعة ومختلفة، لكنني لم أكد أتجاوز السطور الأولى حتى أحزنني تهلهل القصة دون موجب.. وزادت الأخطاء النحوية والإملائية واللغوية الأمر سوءاً فسامح الله المؤلف..
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 01 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
نبل... و.... تضحية
أثقلَ كاهلَهم شظفُ العيشِ ولم يعدْ يكفيهم ما يسدُّ رمقَهم من عملِ ابنِها في أحدِ مكاتبِ بيعِ وشراءِ العملةِ مساءً بعد أن فقدتْ زوجَها اثرَ ذبحةٍ أصابتهُ في قلبِهِ فاردتهُ ولم يتركْ لهم سوى بيتٍ متواضعٍ بحاجةٍ إلى ترميماتٍ كثيرةٍ لم يستطعْ الأبُ أن ينجزَها في حياتِهِ وراتبٍ تقاعدي لا يكفي لسدِ نصفِ حاجياتِهم الضروريةِ مما دفعَ ابنها للعملِ رغمَ مهمةِ الدراسةِ الجامعيةِ والتي تتطلبُ جهداً فكرياً ومادياً وهو في سنتِهِ الأخيرةِ ليتخرجَ مهندساً معمارياً... هذه الرغبة التي راودتهُ وهو في مراحلِ الإعدادية.

اضطرتِ الاُم أن تعملَ خياطةً للملابسِ النسائيةِ والولاديةِ في بيتِها لتعينَ ولدَها وابنتيها اللتين لم تبلغا العقدَ الأولَ من عمريهما، وتكملَ مشوارَ زوجِها الذي تركَه على عاتقِها.

(تركتنا على عجلٍ يا أبا سعد وشددتَ أمتعةَ الرحيلِ ولم تبلغ الأربعينَ من عمرِك وها أنا أحملُ على كاهلي مسؤوليةً جسيمةً في تربيةِ أبنائِك وفي ظروفٍ معيشيةٍ صعبة) هذا ما يخطرُ في بالِها كلما كانت لوحدِها وهي تعملُ على ماكنةِ الخياطةِ أوفي المطبخِ لتعدَّ ما تيسرَ من وجبةِ غداءٍ أو عشاءٍ فتارةً تبكي مع نفسِها وتارةً تتنهد.

- يا أمي متى تشترينَ لنا لحماً؟... لم نأكلِ اللحمَ منذ أيام.... فاجأتْ البنتُ الصغيرةُ الاُمَ بسؤالِها فانتبهتْ الاُمُّ وهي تمسحُ دمعتَها قبل أنْ تلتفتَ لإبنتِها وهي تعدُّ الحساءَ في المطبخ:

- بعد يومين أو ثلاثة يا ابنتي حال ما يستلمُ أخوك أُجورَ عملهِ نهاية الأسبوع.....

- ولكنّ صديقتي إبنة جارِنا تقولُ... نحن نأكلُ اللحمَ كلّ يوم.... التفتتِ الاُمُّ إلى إبنتِها وأخذتْها بين يديها لتحتضنَها:

- قريباً سيتخرجُ أخوكِ ويصبحُ مهندساً وقتها نستطيعُ أن نأكلَ اللحمَ كلّ يوم.... وصارت تقبلُ إبنتها وتمسحُ بيدها على رأسِها وهي تبتسمُ في وجهِها وتخفي حزنَها لكي لا تحس الإبنة الصغيرةَ بما كانت عليه اُمّها قبل أن تدخلَ عليها.... ربتتْ على كتفِ ابنتِها وقالت:

- إذهبي ونادي اُختَك لكي نكملَ عملَنا في إعدادِ الطعامِ ريثما يأتي أخوكِ من عملِه.

- حاضر يا اُمي..

كان سعد شاباً مجتهداً مثابراً في دراستهِ وعملهِ وجاداً في قطعِ هذه المسيرةِ الشاقةِ ليحصدَ ثمرَ جهدهِ ويقدمَهُ هديةً ثمينةً لوالدتهِ المكافحةِ التي سهرتْ الليالي من أجلهِ وطالما كانتْ تحلمُ بولدِها لتجدَهُ في ما يصبو إليه من مستقبلٍ زاهرِ ليخففَ عنها بعض معاناتِها وثقلَ المسؤولية..

- ألا تجدُ نفسكَ بأنّكَ تحملها أكثرَ من طاقتِها بين الدراسةِ والعمل! وكيف توفقُ بينهما؟

كانت ناهدُ زميلتُهُ في نفسِ الكليةِ تجمعُهما في بعضِ الأحيانِ فتراتُ الاستراحةِ في الكافتيريا أو متنزهاتِ الكليةِ ليترافقا بعض الوقتِ ويدورَ بينهما الحديثُ تارةً عن الدراسةِ وتارةً ما يتعلقُ بالحياةِ الاجتماعيةِ الآنيةِ لكليهِما وغيرها من المواضيعِ العامة.

- رغمَ صعوبةِ الحالةِ ولكنّ هذا ما كُتبَ عليّ أن أفعلَه وأن اُجاهدَ في سبيلِ والدتي واُختَيّ... سكتَ قليلاً وهو ينظرُ إليها ليرى ما في عينيها من جوابٍ ثمّ أردفَ: - بقي القليلُ لأصلَ مبتغاي إن شاء الله.

- أتمنى وأدعو لك بذلك إن شاء الله.

(إنه شابٌ جادٌ ومتحمسٌ وفيه كثيرٌ من الأمل لاجتياز الصعابِ بكلِّ ثقةٍ إضافة إلى ذلك فهو يتحلى بأخلاقٍ عاليةٍ وصادقٌ مع نفسهِ وزملائهِ وأساتذتهِ ومحلّ احترامِ الجميعِ لا تشوبُهُ شائبةٌ لتضعَ عليه علامة استفهام....) كانتْ هكذا تفكرُ فيه ناهد وتسرحُ مع نفسها حينما تكونُ لوحدِها... بدأ يشغلـُها سعد ويغرقُها في دوامةِ أحاسيسِها ومشاعرِها تجاهَه. كانت ناهد شابةً جميلةً لم تتجاوز العقدَ الثاني من عمرِها ذات عينين واسعتين ووجه دائري حنطي اللون وشعر اسود بانت خصلة ٌمنه فوق جبينِها الوضاء تحت غطاءِ رأسِها، لا ينقصُها من الجمال شيء، وكانتْ أنيقة ً في مظهرها محتشمة ً بزيِّها متزنة ً بسلوكِها ومن بيتٍ محافظ، وكأنها ملاكٌ بما فيها من خُلقٍ وتربيةٍ حسنة، يتمناها كلُّ شابٍّ أن تكونَ شريكة َ حياته.

لم تكنْ وحدها ناهدُ تفكرُ بسعدٍ هكذا.... زميلاتٌ اُخر كنّ يفكرنَ بهذا الشابِ المميزِ بإعجابٍ ويتبادلنَ الحديثَ أحياناً بخصوصهِ لِما رأينَ منه من جدٍّ وعزيمةٍ وحزمٍ لتجاوزِ

محنتهِ وما عليه من مسؤوليةٍ جسيمةٍ عليه أن يجتازَها إلى بَرِ السعادةِ والرفاهِ والعيشِ الرخي.... ولكنّ ناهدَ كانتْ غيرهنّ... لقد ملكَ عليها قلبَها وعقلـَها وانجذبتْ إليه دون أن يشعرَ فيها أولَ وهلةٍ حتى كانت المفاجأةُ ومن غير أيةِ مقدمات:

- إني اُحبكَ يا سعد...

- ماذا؟.... ماذا قلتِ يا ناهد؟..

- قلتُ لك إني اُحبكَ يا سعد اُحبك، ألم تسمعني؟...

- ولكن......

- ولكن ماذا.. هل أرتكبُ جريمة ً لو أحببتـُك؟..

راحَ يسرحُ مع نفسهِ وقد أذهلتْهُ المفاجأةُ رغم أنّهُ لا ينكرُ على نفسهِ ما يحسُّ بمشاعره اتجاهَها دون غيرها من زميلاتهِ، وأصابه الارتباكُ.. ولم ينبسْ بكلمةٍ غير أنه بانتْ في عينيهِ علاماتُ السعادةِ رغم المفاجأة التي لم يتوقعْها. لم يكنْ قلبُ سعدٍ خالي الوفاضِ من حبهِ لناهد لكنّه كان قد أجلَ التفكيرَ في هذا الموضوع بمفاتحتِها على أملِ أن ينهيَ دراستـَهُ هذه السنة ويستوي على قدميهِ ليكونَ قد هيأ نفسَه للإفصاحِ عمّا في قلبِه، بَيْدَ أنه لم يمنعْهُ من لقاءاتِهِ بناهد في الكلية، وعلى غرار تلك المبادرةِ الجريئةِ من ناهد أخذتْ لقاءاتُهم تأخذُ منحىً آخر من حياتيْهِما فأضحى كل واحدٍ منهما يبثُ لواعجَهُ ووجدَه للآخر، ويفكرانِ بجديةٍ عمّا يرسمانُه لمستقبلِهما.

غمرتْ السعادةُ قلبَ الأمِّ وهي ترى ابنها أصبحَ مهندساً يتقاضى راتباً شهرياً وهو فرِحٌ سعيدٌ أخذ يغدقُ من ثمرِ وظيفتِهِ على اُمهِ واُختيهِ من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وبشكلٍ يختلفُ عمّا كان عليه سابقاً من الكفافِ وعسرِ الحالِ ولم يمضِ عام حتى كانَ سعد قد أعدّ كلّ شئٍ لفرحتهِ الكبيرة بحبيبتهِ ناهد.

- سأتقدمُ لأهلكِ وأطلبُ يدَكِ منهم.

- سأكونُ سعيدةً جداً يا حبيبي.

حدثَ ما لم يكنْ بحسبانهِ عندما أخبرتهُ ناهد بأن ابن عمِّها ناهض يريدُها لأخيهِ نبيل، ولكنّها رفضت الرضوخَ لهذا الأمر وواجهت الموقفَ بعدم القبول بما يعارضُ اختيارها لمستقبلِها الذي ترضاه لنفسِها.

(ما هذا الذي يجري أخشى أن اخسرَ ناهد من معارضة ابن عمِّها الذي يريدُها أن تكونَ زوجة ً لأخيهِ الأصغر منه والموظفَ في مديريةِ التربية، الحمدُ لله ها أنا أقدمُ أوراقي للحصولِ على وظيفةٍ بعد أنْ حصلتُ على شهادةِ البكالوريوس، وما هي إلا أيام قليلةٍ وأكونُ مهندساً في وظيفتي الجديدة، وتكمل فرحة والدتي بهذه الوظيفة، أيعقلُ أن ينغصَ حياتي هذا الأمر وتتزوجَ ناهدُ بمن لا تحبُّ نصبَ عينيَّ وتضيعَ أحلامُنا وتضمحلَ أمانينا بهذه السهولة؟ يجبُ أن لا نستسلمَ بسرعة ولا نرضخ لهذا الفرضِ التي تمليهِ علينا الأعرافُ والتقاليدُ التي باتَ بعضُها ثقلاً على واقعِنا لا يستساغُ القبولُ به)

- نبيل اسمٌ على مسمى شابٌ ممتازٌ وأخلاقُه عالية ومحلُ احترامِ الجميعِ هو ابنُ عمي وأكنُّ له احتراماً مميزاً عكس أخيه ناهض الذي يختلفُ عنه ببونٍ شاسعٍ والاثنان أعتبرهما أخويّ بعد أن حرمتُ من الأخ.... كان سعد ينصتُ لحبيبتهِ ناهد وهو نصفُ غارقٍ بين الإنصاتِ وبين البحثِ عن حلٍّ لهذه المعضلة.... وهو في حالٍ صعب تكادُ تخرجُ روحَه من

جنبيه.... ففاجأتهُ ناهد بما يخففُ عنه بعضَ ألمِه:

- اصبر يا حبيبي لا تقلقْ سوف أشرحُ الموضوعَ لنبيل وأتوقعُ منه تفهمَ الأمر الواقع وأتأملُ منه خيراً... ثم أطرقتْ قليلاً وأردفتْ:

- يجب أن لا نيأسَ.. سوف اكلمُه كي أعرفَ ردودَ فعلهِ وأنا واثقةٌ للوصولِ معه إلى نتيجةٍ مرضية.

كانت ناهدُ تعرفُ ابنَ عمِّها ناهضا رجلاً متزمتاً ومستبداً برأيهِ لا يعيرُ أهميةً لعواقبِ الأمور يحبُّ أن يفرضَ رأيَه مغتراً بنفسِه، لا يردعُه رادعٌ ولا حياءٌ ولا يصغي اُذناً لناصح، يصلُ إلى غايتهِ بشتى الوسائلِ المشروعةِ و غير المشروعة، هكذا هو لا يصلحُ لما فيه الخير لأحد... متجهمَ الوجهِ عنيدَ الطبعِ يركبُهُ الغضبُ لأتفهِ الأسبابِ فيفقدُ توازنَه وكان أبوهُ يخشى سوءَ تصرفاتِ ولدهِ التي قد توقعُهم بما لا يُحمدُ عقباه.

(لا بد لنبيل أن يتفهمَ موقفي ولا تُبنى السعادةُ في الحب أن لم يكتملْ طرفا المعادلةِ بالرضا والقبولِ أنا أحبُّ ابنَ عمي كأخ وأحترمُه ولديّ الثقةَ بأنه سيقفُ من جانبي إذا ما اعترضَ ناهض ولكن هل سيقتنعُ ناهض؟ أم أن نبيل سيجدُ فرصة ً أكبرَ من صرامةِ ناهض وموقفهِ لأكونَ له... آه يا ربي ماذا سيكون؟ ترى ما هي النتائج؟ لا أدري وأنا في حيرةٍ من أمري) كانت هذه الوساوسُ والأفكارُ تشغلُ ناهد طولَ الوقتِ ويصلُ أسماعَها وعيدُ وتهديدُ ناهض وعربدتُه، حزمتْ أمرَها وجمعتْ قوى أفكارِها لتواجهَ نبيل بحقيقةِ مشاعرِها نحوه والتي ربما كان يحسُّ بها في زياراتِهم المتبادلةِ كونهم أبناء عمومة.

اِلتقتِ العيونُ وكادتِ النواظرُ تدخلُ في بعضِها وكلُّ واحدٍ منهما لديه الكثير لا يدري أيختصرُ أم يسهبُ وقبل أن تنبسَ شفة ُ ناهد بمكنونِ ما تحملـُه بادَرها نبيلُ وكأنه أمطرَها بنثيثٍ من الماءِ الباردِ الذي أطفأ سعيرَ لهفتِها:

- بما أني اُحبكِ وكنتُ أتمنى أن تكوني من نصيبي لكنني لا أقفُ في طريق سعادتِك ما دمتِ تحبينه ويحبُكِ بصدق وليس من شيمتي أن أُعكرَ صفوَ حياتِك، وسعد إنسانٌ يستحقُّ كلَّ الخير... لم تمتلكْ نفسَها لتمنعَ دموعَها وهي تفضحُها أمامَ نبيل:

- أكادُ لا اصدقُ هل أنا في حلمٍ أم حقيقةٍ رغم ثقتي بك... ولكن!

- ولكن ماذا؟ هل تشكّين في كلامي؟... وسأقفُ بجانبِك وأباركُ لكما.

زادتْ حيرتَها واستغرابَها وهي مرتبكةٌ نسيَتَْ أو بالأحرى تناست ما أعدتهُ من قول... ومسحتْ ما علقَ من دموعِها بعينيها بمنديلٍ ورقي أخرجتهُ من حقيبتِها والتفتتْ إلى نبيل:

- ولكنّ ناهض.... قاطعها نبيل:

- قلتُ لك سأقفُ بجانبِكِ... لا تقلقي...

كان نبيل يفكرُ بقلق مما سيواجهُهُ من أخيهِ المتزمتِ الذي لا يضعُ الأمورَ بموازينِها (تُرى كيف أقنعُهُ على أن لا يعارضَ زواجَ ناهد بمن تحب وقد اختارتْ شريكَ حياتِها بإرادتِها، ولماذا لا يقتنع؟ هل يريدُها لنفسِه؟ وهو متزوجٌ ولديهِ عائلة، أم يريدُ أن يبرزَ عضلاتَهُ ليفرضَ أعرافاً باتتْ تضمحلُ شيئاً فشيئا، لا أدري لم هذا التهور) ظلّ نبيل يدورُ ويحورُ بما يشغلـُهُ رغم تألمِهِ من داخل قرارةِ نفسهِ لخسارتهِ ابنة عمِّه ولكنّ عقلـَه انتصرَ على قلبهِ ليسجلَ له موقفاً اعتبارياً لا يُنسى، ولن ترضاهُ كرامته بأن يفرضَ نفسَه على من تعلقتْ بغيره. وهو يثمنُ شعورَها وأحاسيسَها وأضافَ لها أنه سيساعدها على تخطي هذه

المحنةِ من معارضةِ أخيه.

قامتْ قيامةُ ناهض ولم تقعدْ عندما نصحَهُ أخوه بعدمِ الوقوفِ بسبيلِ ابنةِ عمِّهم واختيارِها، وأوضحَ له أنه لا يرضى بمن اختارتْ غيرَهُ ولا تروقه طريقة أخيه واُسلوبهِ الغير حضاري بهذا الصدد.

- ولكنها ابنةُ عمِّك وكيف يأخذُها غريبٌ نصبَ أعينِنا؟.... قالها ناهضُ بتوترٍ شديدٍ وغضبٍ جارف.

- يا أخي أنا لا أُريدُها دعها ونصيبَها...... وبعد التي والتي وطول النقاش غير المجدي مع هذا الأخ... أخرجَ ناهض علبة َسكائرهِ من جيبهِ وقبل أن يوقدَ سيكارتـَهُ إلتفت إلى أخيه قائلاً:

- وليكنْ.... وخرجَ غاضباً لا يلوي وهو يدمدمُ مع نفسه لم يفهمْ منه ما يقولُ (هل رضي ناهضُ بالأمر الواقع؟.... هل اقتنعَ بكلامي؟.. ماذا كان يعني بكلمةِ وليكنْ؟؟ ربما غضّ النظرَ عن الموضوع بعد هذا النقاش) اتصلَ نبيل بناهد وأخبرها بأن يتوكلوا على بركة الله ظناً منه حسم الموضوع لصالحِ ناهد..

كمُلتْ سعادةُ الحبيبين بعد أنْ تزوجا وملأت الفرحةُ والسعادةُ أجواءَ بيتِ اُمِّ سعد وهي أكثر سرورا من ابنِها وزوجتِهِ حيثُ كانت تحلمُ بهذا اليومِ الذي تراه فيه موظفاً يدرُّ براتبهِ عليهم ومتزوجاً من الفتاة التي أحبّها وأحبته، كان سعد جديراً بالمسؤوليةِ فهو خلال سنةٍ من وظيفتهِ وعملهِ الذي لم يتركْهُ مساءً استطاعَ أن يجعلَ من ذلك البيتِ الذي كانَ بحاجةٍ إلى بعض الترميماتِ أن يعيدَ إليه رونقـَه ليبدوَ مميزاً بكثير عما سبقَ ويضيفَ إليه من الأثاث ما يناسبُه، وهو أيضاً لا يبخلُ على اُختيهِ واُمِّهِ ملبياً لطلباتِهم ورغباتِهم، (الحمد لك و الشكر يا ربي كم أنا مسرورةٌ وفرحةٌ لقد منّ اللهُ علينا بكرمِهِ وفتحَ لنا أبوابَ رحمتِهِ وعطفِه، وغيّرَ حالـَنا نحو الأفضل، رحمَك اللهُ يا أبا سعد كان الشقاءُ مكتوبا عليك في حياتك من ضنكِ العيشِ وإيراداتهِ ولم يكتبْ لك طولَ العمرِ لتفرحَ بولدِك وتسعدَ به رحلتَ بغير وقتِكَ ولكن لا مردّ لقضاءِ الله) لم تنس أمُّ سعدٍ زوجَها والذكرياتِ التي عاشتْها معه بحلوِها ومرِها رغم مُضي سنين على وفاتهِ وبقيتْ الزوجة َ وفية ًلإكمال المشوار الذي تركَهُ زوجُها، ربّتْ أبناءَها وأحسنتْ تربيتـَهم وهي تكابدُ شظفَ العيش بصبر وتؤدةٍ حتى بلوغ الغايةِ المرجوة.

مرتِ الأيامُ والأسابيعُ بشكلٍ طبيعي وأصبحَ نبيلُ الصديقَ الحميمَ للعائلةِ الجديدةِ إضافة لصلةِ الرحم التي تصلـُهُ بابنةِ عمِّه ناهد ولم يقطعْ علاقتَهُ ببيتِ عمِّه وزياراتِهِ لبيتِ سعد بعض الأحيان. كان كلامُ ناهد يحركُ بداخلِهِ روحَ الشهامةِ والوفاء (أنت أخي يا نبيل، حرمني اللهُ من الأخ ولكن عوضَني بك، نعم أنا أخوها وسأبقى عندَ حُسنِ ظنِّها ولا أتخلى عنها) هكذا كانتْ دواخلـُه تُملي عليه ويستجيبُ لها بصدقٍ وإخلاص.

- علينا أن نذهبَ إلى البيت يا ناهد فالوقت قاربَ الحادية عشر مساءً... فلننه السهرة يا عمّي ونرجو أنْ تسمحوا لنا بالمغادرة.. استأذنَ سعد من أهل ناهد وهمُّوا بالخروج.. وطلبَ أبو ناهد من ابن أخيه نبيل أن يبقى عندهم هذه الليلة فاعتذرَ واستأذنَ بالذهابِ هو الآخر، وعند خروجِهم وفي بابِ الدار ولحظةِ توديعِهم من قِبَلِ عائلةِ ناهد إنقطع التيارُ الكهربائي وتعثرتْ رجلُ سعد بحجرٍ كادَ يهوي به إلى الأرض لولا تمسكُّه بزوجتهِ التي كانت بجانبِه،

وإذا بدوي طلقٍ ناري لم يكنْ بعيداً وسقوطِ أحدهِم وهو يصيح:

- آه لقد اُصِبتْ أصابتني هذهِ الإطلاقة.

ضجّ المكانُ بالصياحِ وناهد تولولُ بأعلى صوتِها وخرجَ الناس يهرعونَ من بيوتِهم إلى مكانِ الحادثِ وأسرعوا بنقلِ نبيل إلى المشفى حيث كان هو المصاب، ولم يصلوا به حتى فاضتْ روحُه في الطريق إلى بارئها.

كانتْ الرصاصةُ قد اخترقتْ صدرَهُ وأصابتْ رئتَهُ اليسرى من جانبِ القلبِ وفتّتْها هذا ما أكدّهُ التقريرُ الطبي بعد ذلك ولم يطلْ الأمرُ حتى وصلَ الخبرُ إلى بيت أهل نبيل، فوقعتِ الاُمُّ مغشياً عليها وصاح الأب من غير وعي:

- واهِ عليك يا ولدي.... كيف حصلَ هذا؟ ومتى؟

- قبلَ ساعةٍ يا أبا ناهض، كان خارجاً من بيتِ عمِّهِ انطلقتْ رصاصة ٌطائشة ٌكان هدفاً لها،... وقبل أنْ يعرفوا تفاصيلَ الخبر أبهتهُم صياحُ ناهض وهو يدوي بأعلى صوتِه:

- يا إلهي.. يا إلهي.. لقد قتلتُ أخي بيدي... يا للمصيبة... يا للكارثة... علي اللعنة.. ماذا فعلت.

كانتْ كلمةُ ناهض لأخيهِ نبيل (وليكن) مبيتة ًعلى سوءٍ نية لاغتيال سعد بمخططٍ رسمَهُ وكان يتحينَ الفرصة َلتنفيذِه، فكانتْ تلك الليلة التي علم بوجودِهِ مع زوجتِهِ في بيتِ عمِّهِ وغابَ عنه وجودَ أخيه هناك، وعلى اثر انقطاع التيار الكهربائي وتعثرِّ سعد وانحنائِهِ انطلقتِ الرصاصةُ من مسدسهِ لتـُصيبَ أخاه نبيل الذي كان في تلك اللحظة خلفَ سعد وتطلبَ أجلَهُ قبل أن يصلَ المشفى، وفرار ناهض الذي لم يعلمْ بأنه أصابَ أخاه ظناً منه في تحقيق بغيتِه.

بعد مرور سنةٍ مَنّ الله على سعد وناهد ورزق ـَ هما بولدٍ وما زالتْ ذكرى نبيل عالقة ً في ذهنيهِما ذلك الشاب الذي ضحى بحبِّهِ لابنةِ عمِّهِ وتركَ لها الخيار فيمنْ تحب وضحى بدمِهِ ليثمرَ زواجُها بسعد عن ولدٍ قرّرَ الوالدان أنْ يسمياهُ نبيل ودعوا الله أنْ يكونَ نبيلاً وشهماً مثل خالِهِ نبيل وليس مثل ناهض الذي أودى به سوءُ عملِهِ إلى السجن.

***

[/align]
[/cell][/table1][/align]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]قصة عادية في موضوعها، وتقليدية في أسلوب معالجتها وطرحها لهذا الموضوع. والتقليدية تتبدى في أسلوب السرد، وفي حكائية القصة وحبكتها وشخوصها التي تُذكرنا بنمط القصص التي عرفها منتصف القرن الماضي.. ولا يعني هذا أن القصة ضعيفة، بل هي، وعلى الرغم من تقليدية أسلوبها ومعالجته الفنية، استطاعت أن تكون مؤثرة سواء من ناحية قدرتها على جذب القارئ أو من ناحية قدرتها على التأثير فيه عاطفياً ووجدانياً، مما يجيز القول إن تقليدية أي عمل فني لا تعني أنه رديء، كما أن حداثته لا تعني أنه جيد بالضرورة. بل هي قدرة المؤلف الفنية، في الحالين، وإتقانه لاستخدام أدواته الفنية التي اختار أن يعالج بها موضوعه.
[/align]
[/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 07 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
في الحصار


لم تعد أصوات الانفجارات تهز فرائصي كما من قبل , ولكني مسحت أرض البيت الذي هر التراب من سقفه ومن الحيطان فشملتني طمأنينة ما ,والتقت عيوني بعيون الاطفال حائرة مفزوعة كعيون جراء هرتنا في الموقد المهجور , لقد كفوا عن الصراخ وظلوا ((يبرزقون)) عن الخطر .كانت زوجتي عند الباب تشد صدغيها بكفيها و تصلي .

هرتنا ولدت منذ شهرين في الموقد المهجور و ظلت تحمي اولادها هنا ,لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم , لا الاولاد ولا الكلاب و لا القطط , ظلوا مع ذلك يبرزقون كلما أحسوا بالخطر الى ان سرحوا خلفها في الساحة بأمان .

مسكينة زوجتي الان ....وأنا ما عساي أصنع من أجلها و من أجل الاولاد !.......

هذه الانفجارات لا تقاوم , و هرتنا و اولادها سرحوا الى الشارع ...لم يعد لهم مكان هنا .ترى هل كانت هرتنا تصلي لأجل اولادها كما تفعل زوجتي الان؟

****
[/align]
[/cell][/table1][/align]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة قصيرة بالفعل، من حيثم الحجم طبعاً، ولكنها طويلة جداً فيما تصوره، وهي فيما اختزلته عباراتها ولم تقله أطول بكثير مما قالته سطورها القليلة.. على أي حال، القصة بسيطة المبنى، واضحة المضمون، عادية الموضوع، واقعية في طرحها وتصويرها وسردها للحدث.. والمقارنة بين حال الأسرة المحاصَرَة وحال القطة وأولادها مقارنة موفقة، على الأقل في الدلالات الإنسانية التي تنساب من تفاصيل هذه المقارنة.[/align][/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 11 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
جمعية سرية
كنت رئيس نادي ثقافي رياضي اجتماعي , وكان حسون عضوا نشيطا, وفي زحمة العمل ومرور الايام افترقنا حيث عين مدرسا بوزارة التعليم .
ذات يوم كنت في طريقي مكلفا من وزارة التموين للكشف على معمل البان واجبان في الريف , الطريق مملؤة بالحفر والاخاديد والسماء ماطرة بغزارة والبرق يتبعه قصف الرعد, اقود سيارتي بعنايه وتمهل
واذ بي اشاهد شخصا ملوحا بكلتا يديه محاولا قطع الطريق, اه ؛ يا الهي... حسون ما به ؟ اوقفت السياره بمحاذاته هاشا باشا . صعد معاتبا يارجل ناطرك والله على احر من الجمر . تعجبت قائلا : لي انا؟
قال:بالتاكيد نعم. لقد اخترناك رئيسا فخريا لجمعيتنا السريه . قلت : وما اسم هذه الجمعيه ؟ قال: لايجوز يا استاذ ان ابوح فهي سريّه. الا تفهم .
ظننته ممازحا , قلت بلا مزاح الوقت لايحتمل , قال: ومن يمزح؟ انا؟
لا لا اسمح بإهانتي . توقعت بسرعه ان حسون غير الذي اعرف . عدت الى الملاطفه قائلا: وما اهداف هذه الجمعية ؟ قال: منع التعريه التامه للمستحمين داخل بيوتهم خشية من الله . قلت: حسنا وما شعار هذه الجمعية ؟ قال: الحرباء واكمل قبل ان اسأل, الحرباء؛ تستطيع تغيير لونها وتتكيف مع المكان المتواجده فيه ولذلك فهي تفي بالمطلوب وتحقق غايتنا, واردف متسائلا بنبره عالية .لم تجبني هل وافقت على ان تكون رئيس الجمعية؟. قلت : طبعا طبعا وأين مقر الجمعية ؟ قال: سنذهب معا حين اجد المقر اليس كذلك؟ .
تاكدت ان حسون كان له عقلا ولكنه طار . لذلك توقفت الى يمين الطريق تحت الجسر وقلت له يجب ان يبقى الامر سرا بيننا انزل هنا
واكتب لي بالحبر السري دائما وسأوافيك بردي, كذلك لنراقب الافكارالهدامة بسريه تامه .

****
[/align]
[/cell][/table1][/align][align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]في القصة نوع من الغرابة، ممزوجة ببعض فكاهة رمادية، ولا أقول سوداء، لأن القاص لم يمكنا من التعرف على كامل ملامح شخصياته وأسباب اتخاذهم لمواقفهم وأسباب تصرفاتهم على هذا النحو أو ذاك.. فنحن لا نعرف لماذا جُنَ حسون الذي كان معلماً.. أسلوب القص جيد، وكان من الممكن أن يكون حاملاً جيداً لمضمون أغنى لو لم يسارع القاص إلى بتر قصته على ذلك النحو.. ليس الأمر من نوع الغموض الإيجابي، بل هو غموض البتر غير المبرر.. كنت أتمنى لو أن القاص عرفنا على بطله وعلى حسون أكثر، ولو أنه ضخ في قصته بعداً من نوع ما، سواء كان اجتماعياً أو سياسياً أو أخلاقياً أو غير ذلك.. ومع كل ما سبق، فالقصة جيدة، ولكن ناقصة..[/align][/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 50 : 10 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أفعال الشياطين

كان يسير بمحاذاة مطعم فاخر حين تلقى ركلة من حارس أمن أفقدته توازنه، متلقيا بعدها الشتائم من كل نوع، لهذا قرر التجوال منذ ذاك أمام المطاعم الشعبية فقط، فهناك أناس تجمعه بهم بعض صلة ولو من بعيد جدا، هناك يجد في فتات الخبز وبقايا الطعام طراوة وإن كانت لا تقارن بتلك التي كانت تعدها أمه وهو في الثامنة من عمره.كان معروفا ب"زيكو" لكن اسمه الحقيقي زكرياء، فالناس ترفض مناداته باسمه لكونه ابن حرام حسب ما يقولون، فابن الزنا لا يستحق اسما جميلا مثل اسمه، طويل الشعر مقطب الحاجبين معظم الوقت، غير مبال بما يقوله الناس، غرضه أن يقتات ما يبقيه حيا وهو حتى لا يعرف لما هو حي؟ حاول في البداية العمل، لكن سكان الحي رفضوا استخدام عديم الأصل هذا، فمثله نذير شؤم ونحس مرفوض، يسمع من الشتائم في اليوم الواحد ما لم تسمعه ليلى من قصائد الغرام، ينام ليله على حافة باب المسجد حين ينسحب الجميع إلى [mark=#ffff00]أفرشتهم[/mark]، ويطمئن أن أحدا لن يركله في ظهره بعد أن يتسرب النوم من بين ذكريات الماضي إلى عينيه.
في النهار يقضي معظم وقته خارج الحي، فذلك يجنبه انشغال البعض بشتمه وسبه كلما ظهر أمامهم.لقد كان يحرص عندما يصل يوم عيد الاستقلال، الصعود إلى التل المطل على المتنزه العمومي حيث يحتشد سكان الحي إضافة إلى الأحياء الأخرى، لمراقبة الألعاب النارية التي تضيء السماء بألوان زاهية ومشعة تلهب خيالات الأطفال، لكنه يكون غير مبال بتلك المفرقعات فكل نظره يكون مركزا على تلك الحشود، يبحث عن أم ضمت طفلها إلى حضنها، أو أخرى تلاحق أطفالها الذين تفرقوا في أرجاء المتنزه.يبتسم تارة ثم ترتسم على وجهه في لحظة علامات الشرود حيث يسبح بعيدا إلى سن الثامنة بالضبط، عندما كان يسأل أمه بإلحاح أن تأخذه للتفرج على المفرقعات، فكانت تمنعه بحجة كونها شريرة وأنها من فعل الشياطين، كانت أمه المسكينة تحرص على تجنيبه أقاويل سكان الحي ونظراتهم المتطرفة، لكنه لم يكن يفهم معنى ابن حرام وابن حلال، بل كان يعرف فقط أن الأطفال اجتمعوا ليتفرجوا على الألعاب النارية.تسقط من عينيه دمعة محملة [mark=#ffff00]بدفيء[/mark] مفقود منذ أمد، تتبعها أخريات ثم أخريات حتى تشكل حملا من الدموع الدافئة، ليس لوضعه ولا معاناته التي عرف أنها قدره، بل يبكي فقط ليحس بأنه ما زال على قيد الحياة.عاد إلى مضجعه عند باب المسجد وأسند رأسه إلى كومة خرق ليذهب بفعل قسوة الشتاء إلى مكان يجهله سكان الحي، ليرتاح أخيرا من قدر كان محتوما ويترك سكان الحي يتخاصمون، بين مقرر هدم المسجد النجس بجثة ابن الحرام، وبين قائل: يكفي صب الماء على موضع النجاسة.

****
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة ذات مضمون عادي، بالإضافة إلى ضعف حبكتها.. أما شخصيتها الرئيسة فعلى الرغم من نجاح الكاتب في نقل جانب من معاناتها النفسية والإنسانية للقارئ، إلا أنها ظلت بحاجة إلى المزيد من الجهد لإظهار ملامحها الداخلية والخارجية على نحو يشد القارئ أكثر، للتفاعل مع محنتها، بالإضافة إلى أخطاء لغوية وإملائية ينبغي تداركها..[/align][/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 01 : 11 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
في حينا زفاف
جالس فوق الكرسي الخشبي في مقهى الحي مع صديقه يتناولان خليطا غير متجانس من الحديث، تارة في ارتفاع الأسعار وتارة في أحوال الجيران وتارة أخرى في السياسة...
وهو يرتشف رشفة من كوب قهوة سوداء قاتمة لأمت الجو البارد المكفهر وضبطت مزاجه المعكر.
لم يكن حاله هكذا قبل أمس، فقد كان نشطا مفعما بالحياة والأمل وسعيدا بلحظته، وكيف لا وقد كانت ليلة زفافه.
لقد انتظر خمس سنوات هذه اللحظة، خمس سنوات وهو يدخر الدريهمات للحظته هاته، فقد أحب ابنة جيرانه حبا دراميا لم يعهده سكان الحي إلا في مسلسلات مثل "تكلفة الحب" و "سنوات الضياع" لم يثنه الأجر الزهيد الذي كان يتلقاه لقاء عمله نادلا في نفس المقهى الذي يجلس فيه الآن، من إصراره على إقامة حفل زفاف فاخر يتذكره أهل الحي كتذكرهم لليوم الذي زفت فيه أسلاك الكهرباء لحيهم، اهتم بنفسه بكل تفاصيل الاستعداد، رحب بجميع سكان الحي لزفافه، واستدعى مطربا شعبيا مشهورا في أوساط من لا يستطيعون دفع ثمن تذكرة السينما والمسرح.
ولم يفته أن يقيم الزفاف في المقهى الذي يعمل فيه، زخرفه بأنواع الزخارف واحتشد فيه الضيوف والمدعوون، كان مغمورا بالسعادة وأطفال الحي يرددون :
ـــ مولاي السلطان، مولاي العريس.
يسمعها وينتشي بها كونه اليوم نقطة التقاء عيون الكل بما في ذلك عدوه [mark=#ffff00]اللذوذ[/mark] (مول الزريعة) الذي كان ينافسه على خطيبته.
فجأة سمع صوت صفير سيارة تقترب من المقهى، فبدا على محياه غبار الاستفهام والتوتر، فلم يكن الصفير إلا صفير سيارة الشرطة وهي تخترق حشد الأطفال الذين [mark=#ffff00]تحولقوا [/mark]حولها مستكشفين لسبب حضورها، خرج من السيارة الضابط عبد الجبار الملقب في الحي بجبُّور، واتجه قاصدا مولاي السلطان الذي وضع يمناه فوق يسراه، ووقف في صمت منتظرا مصيبة تقع على طبلة أذنه من الضابط جبور، فلقد عهد السكان أن قدوم جبور يعني اعتقالا أو تهديدا أو حجزا... لم ينتظر وقوع المصيبة أكثر من برهة حتى نطق بها جبور:
ـــ مولاي السلطان (القهوجي) ، بأمر من السلطة يجب إيقاف الحفل والحجز على المقهى؟؟؟
تلعثم مولاي السلطان وانقضت لحظته التي لم تبدأ وهو يردد:
ـــ ل...كن لمـ...ــاذا؟؟؟
ـــ لماذا؟؟ لأن هذا تجمع لم نخبر به في مقهى غير مرخص له من طرف السلطات !!.
أطلق بعدها جبور صوته الخشن المعهود على الضيوف بالمغادرة وإخلاء المقهى.
لم يتمالك العريس نفسه من شدة الغضب وصار يردد:
ــــ تبا للـ... وتبا لـ... و...
لم يكمل وهو يحدق في وجه جبور، فأطلق جبور قهقهة عالية وصرخ:
ـــ أكمل يا عريس، لا تخف لن أعتقلك في ليلة عرسك، أو لنقل: العرس الذي لم يكن!.
وهو جالس فوق الكرسي الخشبي أطلق تنهيدة كان يبحث عنها منذ دخل المقهى وقال عازما:
ــ سأصبح مقدما للحي؟؟
ــ ماذا؟؟ هل أنت جاد في كلامك؟؟
ـــ أجل، ألم تسمع بمقدم الحي "حميدو" لقد أقام حفل زفافه في قاعة البلدية ولم يحضر [mark=#ffff00]الشاف[/mark] جبور لإزعاجه !!!
أكمل رشف قهوته السوداء واستأذن صديقه الانصراف متجها إلى عمله الجديد في ورشة البناء.
ومنتظرا 5 سنين أخرى لادخار أموال يرد بها قرض الزفاف الذي لم يكن... !؟

****

[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة موضوعها عادي، أسلوبها يحتاج إلى الكثير من الجهد لجعله سلساً وناقلاً جيداً لفكرة القاص ومشاعره.. لأنها بأسلوبها الحالي غير قادرة على شدِّ القارئ، فضلاً عن إيصال فكرة مفيدة إليه، أو متعة يجنيها بعد الانتهاء من القراءة.. هذا فضلاً عن بعض الأخطاء اللغوية التي تعاني منها القصة، والتي أشرت إليها باللون الأصفر....[/align][/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2013 34 : 11 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
الشهداء الأبطال

في إحدى أيام الصيف مِن عام 1967، دق جرسُ الباب، فركضَ سامر بأقصى سرعة ليفتح الباب، وعندما عادَ أخذ ينادي أختهُ سناء قائلا: سناء هيا تعالي، فقد حضرَ قيس وأختهُ ميس، [mark=#ffff00]وسيحضروا[/mark] باقي الأصدقاء بعد قليل.
فأجابت سناء قائلة: حسناً يا سامر، أنا أحضر بعضَ المستلزمات الطبية، سوف آتي حَالاً.
كان الأب يُراقب ولديهِ وهو يستمعُ الى المذياع، ثم سأل[mark=#ffff00] أبنهُ[/mark] سامر قائلا: خيراً يا سامر أراك مُستعجلاً يا ولدي ماذا ستفعلون، هل لديكم مناسبة ؟
أجاب سامر [mark=#ffff00]بأبتسامةٍ[/mark] بريئة قائلا: أجل يا أبي اليوم سوف نلعبُ لُعبة المعركة، وقد هيأنا كل مُستلزمات اللعبة مِن أسلحة لُعبنا، فأنا سأكون القائد وقيس [mark=#ffff00]أختار[/mark] أن يكون الطيار مثل أبيهِ وباقي الأصدقاء قسمناهُم ما بين جيشنا وجيش العدو، وساحة الحرب يا أبي ستكون حديقتنا، فهل لديك مانع أن نلعب فيها؟
أجاب الأب مبتسماً قائلا: لا يا عزيزي، الحديقة بكاملها لكم، ولكن لم تخبرني ماهو دور سناء وميس؟
فأجاب سامر بجد قائلا: سيكون دورهن يا أبي مُمرضات يُسعفن الجرحى.
تقدمت سناء بخطواتها الصغيرة وقد لبست قميصاً أبيضاً، وعلقت فوق رأسها قطعة قِماش بيضاء مثل المُمرضات بينما كانت تنسابُ جدائلها الصغيرة على كتفيها، وقد حَملت بين يديِّها حقيبة صغيرة، كُتبت عليها الإسعافات الأولية.
ثم ردت بثقة قائلة: هيا يا سامر لقد أحضرتُ كل شيء. ثم نظرت الى أبيها قائلة: أبي أحتاج إلى بعض الشاش والضمادات.
فسألها الأب مُستغرباً قائلا: وماذا ستفعلين بها يا صغيرتي؟! وما هذا الزيُ الجميلُ عليك؟! ومَن علق على رأسك شارة المُمرضات؟! تبدين رائعة ؟!
[mark=#ffff00]أبتسمت[/mark] سناء ببراءة قائلة: أنا المُمرضة سناء، وهذه الشارة عملتها لي أمي وعلقتها بشعري لأبدو مثل المُمرضات تماماً، وهذه حقيبتي فيها بعض الأدواتِ الطبية لمداواة الجرحى، ولكن ينقصني بعض الشاش يا أبي، لكي أضمدُ جرحانا في المعركة.
[mark=#ffff00]أبتسم[/mark] الأب بكل حنان ثم أجاب قائلا: أمرُكِ يا مُمرضتنا الصغيرة، سأحضر لك كل طلباتك.
وبعد لحظات أحضرَ الأب بعض الشاش والضمادات، فوضعتها سناء في حقيبتها والفرح [mark=#ffff00]يملئُ[/mark] قلبها الصغير .
وفي الحديقة أخذ الأطفالُ يلعبونَ بكل حماس لُعبة المعركة، فأخذ سامر ذو العشرة أعوام دور القائد وقد [mark=#ffff00]أستغل[/mark] هذا الدور لنفسهِ لسببين، حيث أقنع أصدقائهِ بأنهُ الأكبرُ سناً مِنهم لذا يحق له هذا الدور، وثانياً لأن ساحة المعركة هي حديقة دارهِ إذن فلابد أن يكون هو الآمر فيما يختار.
[mark=#ffff00]لم يُمانع الأطفال على شروط وأوامر سامر [/mark]طالما الفكرة فكرته وساحة المعركة حديقة داره، وكانت رغبة زميله قيس أن يكون هو الطيار مثل والده، الذي [mark=#ffff00]ألتحق[/mark] بالمعركة ومنذ شهور ليدافعُ عن فلسطين، أما بقية الأطفال فتوزعوا ما بين الفدائيين [mark=#ffff00]وجيوش[/mark] العدو.
ظل الأطفال يلعبون طوال ساعات النهار، يحملون بنادقهم [mark=#ffff00]ورشاشتهم[/mark] الصغيرة، ويطلقونها على بعضهم البعض، والبعض يزحف ويتقدم نحو العدو، والبعض يسقط على الأرض لإصاباتهم في المعركة، وتركضُ سناء وميس لِتضميد الجرحى، والبعضُ الآخر ينهض ويستأنف المعركة مرة أخرى والحماس [mark=#ffff00]تعلوا [/mark]وجوههم، وسامر يقفُ كالقائد في وسطِ المعركة يُلقنهم الأوامر والإرشادات بحماس، وكأنه فعلاً قائدٌ يقود المعركة، وبينما كان قيس يمثلُ دور الطيار وقد علقَ عدة كُرات على خاصرتهِ وكلما مرَ بالعدو يَرميهم بكراتهِ وكأنها صواريخ، مُقلداً حكاياتِ والدهِ عن المعارك، وقد سيطر على الساحةِ تماماً.
وبينما والد سامر يستمع إلى المذياع، وينظرُ للأطفال من خلال النافذةِ بإعجاب وفخر، مُستمتعاً بمعركتهم وبتمثيلهم الرائع ولأدوارهم، وكان يبدو عليه وكأنه يتفرج على فلم لمعركة حقيقية، وتمنى لو رجع بسنيِّ عمره إلى الوراء ليشاركهم بهذه اللحظات، ثم أخذ يتنهد بحسرة [mark=#ffff00]إلى[/mark] هذا المشهد المؤثر ومشاعر هؤلاء الأطفال [mark=#ffff00]وبرائتهم[/mark].
وبينما هو ينظرُ إليهم بسعادة ولهفة، فإذا ببث المذياع ينقطع [mark=#ffff00]لثواني[/mark]، ثم بدأ من خلاله أغنية عبد الحليم ( أحلف بسماها )، [mark=#ffff00]أستغرب[/mark] الأب وشعرَ ببعض القلق وبعد إنتهاء الأغنية، إذا بصوت المذيع يلقي بحزن قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تقولُوا لِمَن يُقتلُ في سَبيلِ الله [mark=#ffff00]أمَواتٌ[/mark] بَل أحيَاء وَلكِن لا تشعرُونَ ) صدقَ الله العَظيم.
جاءنا الآن مايلي: في جوٍ مِن الحُزن وصَلنا خبر [mark=#ffff00]إستِشهاد[/mark] أبطالنا [mark=#ffff00]الطياريين[/mark] الذين سقطوا بطائراتهم في معركة الشرف والفداء بالأرض المُقدسة بعد أن قاموا بواجبهم البطولي في مَعارك جوية، وفي هذا اليوم المصادف ( 6 - حزيران - 1967) [mark=#ffff00]أستشهدوا[/mark] هؤلاء الأبطال في [mark=#ffff00]سبيل الواجب الوطني[/mark] بعد أن أبلوا في الجهاد وضربوا أروع الصور الفريدة في معنى التضحية، ولقد كان العراق وسيبقى سباقاً في تأديةِ الواجب الوطني والديني، فساهموا في معركة الشرف ضد العدوان [mark=#ffff00]الأسرائيلي[/mark]، ونحنُ نبكي بدمع يجري ونعزي العراق حكومة ً وشعباً وعَوائل الشهداء، ونسأل الباري أن يغمدُهم برضوانهِ ويَضمهم الى رحمتهِ الواسعة، ونحي هؤلاء الشُهداء [mark=#ffff00]الطياريين[/mark] الأبرار وهم كل مِن:
الرائد الطيار حسين محمد حسين
النقيب الطيار فائق علوان العبيدي
النقيب الملاح غازي رشيد
الملازم الاول الملاح صبيح عبد الكريم القره غولي
رئيس العرفاء لاسلكي رشيد عدامة
نائب عريف مقاتل غني يحيى
إنا لله وإنا إليه راجعون
صعقَ والد سامر بهذا الخبر المؤلم، حيث تأكد لهُ عبر [mark=#ffff00]إلقاء[/mark] أسماء الشهداء أن والد قيس وميس مِن بينهم، ولم يعُد يقوى على الوقوفِ فجلسَ مُرتبكاً والحزن [mark=#ffff00]يملئ[/mark] قلبه.
وهنا دخل سامر ومعه قيس وميس وردَ قائلا: لقد حلَ المساء يا أبي، وجميع الأطفال قد غادروا إلى بيوتهم بعد أن [mark=#ffff00]حظروا أبائهم [/mark]لأخذهم، ولم [mark=#ffff00]يبقى[/mark] سوى قيس وميس، وأنتَ تعرفُ أن والدهم في الحرب، فهل تستطيع أن توصلهم يا أبي الى دارهم ؟
نظر الأب إلى الطفلين نظرة حزن وأسى، ثم قام والحزن [mark=#ffff00]يملئ[/mark] قلبه، وحضنَ قيس وميس بحنان أبوي، ثم أمسكَ بيديهما متوجهاً الى دارهم وقد [mark=#ffff00]أوغرقت[/mark] عيناهُ بالدموع .
وما زالت هذه الذكرى الأليمة تجول في خاطر [mark=#ffff00]أبو[/mark] سامر كلما [mark=#ffff00]حان[/mark] ذكرى النكسة.

****
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة ذات موضوع كُتِب عنه الكثير من القصص والقصائد.. وبالتأكيد لم يشفع إضفاء صبغة الوطنية على موضوع القصة لكاتبها في ضعف قدرته الفنية على طرح الموضوع ومعالجته بعيداً عن التكرار والركاكة.. إلى هذا، القصة مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية التي أشرت لها باللون الأصفر، وفيها جملٌ كثيرة تعاني من الركاكة في صياغتها.. يبدو أن القاص أو القاصة حديث عهد بالكتابة، وبحاجة ماسة لصقل موهبته/موهبتها، للتخلص على الأقل من ضعف الحبكة القصصية والمباشرة والافتقار للتشويق.. [/align][/cell][/table1][/align]

محمد توفيق الصواف 08 / 07 / 2013 03 : 12 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
سيدقُ الفرح أبوابَ القدس
جلسَ كعادتهِ تحت ظل شجرةِ الزيتون ليُريحَ قدميهِ المُتعبتين، وتنفسَ بعمق نسيم الربيع الفواح، المَمزوج بعطر الزهور وعطر البُرتقال والزيتون، أخذ النسيمُ يُداعبُ وجههُ المُتعب، نظرَ بعيداً إلى السماءِ مُصوباً عينيهِ إلى الغيوم المُتفرقة هنا وهناك، بدت الغيومُ أمام ناظريه أشكالٌ مِن الصور، فأخذ يَسترجعُ ذكريات الماضي، قلما [mark=#ffff00]كانت[/mark] للأفراح [mark=#ffff00]نصيباً[/mark] فيها، [mark=#ffff00]فأنطلقت[/mark] مِن عينيهِ دموعٌ ساخنة [mark=#ffff00]تدحرجت [/mark]على وجنتيهِ اللتين رَسم الزمن عليهما [mark=#ffff00]خطوطها[/mark] العميقة، وهو يتذكرُ سنواتُ عمرهِ الغضة التي قضاها خلفَ الأسوار والقضبان مِن أجل هذه التربةِ الطاهرة، وأرضهِ السليبة.
كان حينها يقتحمُ سياج الظلم و[mark=#ffff00]الأضطهاد[/mark] ليقتلع جذور الأشرار مِن تربةِ وطنهِ، أكثر مِن أربعة عقود مَضت على هذهِ الذكريات، كان للدم والتصميم والنضالِ الدور الفاصل في حياتهِ، كان يعكسُ قضية شعبهِ بشتى الأشكال تلك القضية التي كانت بكل فصولِها سيمفونية حزينة [mark=#ffff00]يفوحُ[/mark] مِنها رياح الغدر والظلم، كان وما زال يؤمن أن تخبو يوماً ضياءَ الشمس أو يخبو نور القمر ولكن أن يخبو نضال شعبهِ الطويل فذلك شيءٌ مُستحيل.
كان حينها شاباً مُفعماً بالحيويةِ والأمل والتفاؤل، ثائراً مُناضلاً عاشقاً لأرضهِ، لقدسهِ السليبة، كان [mark=#ffff00]يملئُ[/mark] الدنيا ضجيجاً بهتافاتهِ ويُرددُ دائماً أغنيات المَعركة التي تفجرت حينها مِن الحناجر الخالدة، كموسيقار الجيلين وكوكب الشرق والعندليب الأسمر والصوت الذهبي وغيرهم كثيرين.
تقدم نحوهُ حفيدهُ ذو العشرة أعوام وقطعَ سلسلة ذكريات جدهِ وهو يَحملُ بين يديهِ مصيدةٌ ليُريها لجدهِ مُردداً قائلا: جدي، أنظر ماذا صنعتُ؟ مِصيدةٌ عجيبة!، ( ثم ضحك الحفيدُ ببراءة [mark=#ffff00]تشوبها[/mark] الدهاء ) و[mark=#ffff00]أسترسل[/mark] بحديثهِ قائلا: لا[mark=#ffff00] تخاف [/mark]يا جديِّ لم أصنعها لأصيد بها العصافير لقد صنعتها لحالاتٍ طارئة، سَميتها البرق لأنها قوية مثل البرق!، أنظر يا جديِّ هل ترى تلك الشجرة البعيدة؟ سوف أصوب إليها هدفي.
نظرَ الجدُّ إلى حفيدهِ مُبتسماً وأجابهُ قائلا: أجل يا ياسر، أني أراها ولكن لا أستطيع [mark=#ffff00]تميزها[/mark] جيداً إنها بعيدة، وأنتَ تعرف يا ولديِّ إني قد بلغت السبعين مِن عمري وقد ضعف بصري.
فأجابَ ياسر مُتحدياً جدهُّ قائلا: لا عليك مِن السنين يا جديِّ، والله أنت تفوق الشباب قوةً وحكمة ًوذكاءً، أنظر كيف تحرثُ الأرض وتزرعُها بنفسك! أما حِكمُك ومَواعظك، فأقسم يا جديِّ لو كان هناك بضعُ رجال مِثلك لما أصبحنا بما نحن عليهِ الآن.
فسأل الجدُّ [mark=#ffff00]بإستغراب[/mark] قائلا: ماذا تقصد يا عزيزي؟
أجاب ياسر بحماس قائلا: أقصدُ أحاديثك التي تسردُها لي ولإخوتي، عن مَاضينا وحاضرنا وعن أرضِنا السليبة والأحداث التي مرت بها، فطالما حَدثتنا يا جديِّ كيف وقفت مَدينة القدس وتصدت للأعداءِ عبرَ التاريخ للمُستعمرين والغزاة الطامعين ولم يمنعها ذلك مِن أن تحقق إرادتها بالنصر بعد التضحيات وبصمودِ المُناضلين، وأخبرتنا أيضاً كم مِن الأطوار المُظلمة التي مرت مُنذ نهاية العصر العباسي كلها طمعاً في القدس المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين بعد مكة والمدينة، وأرض الأنبياء الصالحين، وأخبرتنا كيف إن القوى [mark=#ffff00]الأستعمارية[/mark] حاولت فرض سيطرتها فعملت وخططت لتنزع مِن قلوب المُسلمين أقدس بقعة لتشيد عليها قاعدة لأعداء الحق والحرية.
تحمسَ الجدُّ مع حفيدهِ وهو يسترجع ذاكرتهِ و[mark=#ffff00]أسترسل[/mark] قائلا: أجل يا ولدي وأخبرتكم عن نكبةِ فلسطين [mark=#ffff00]الغادرة[/mark] التي [mark=#ffff00]ذهبت[/mark] ضحيتها أكثر مِن مليون ولبثت قرابة عشرين عاماً تخص بهم ملاجئ البؤس والفاقة حتى قامت إسرائيل بطعنتها الغادرة أبان عدوانها الغادر خلال عام 1967.
فردَّ ياسر بحزن قائلا: وسقطت حينها القدسُ يا جديِّ.
فأجاب الجدُّ بحسرة وقد [mark=#ffff00]أغرقت[/mark] عيناهُ بالدموع قائلا: أجل يا ولديِّ سقطت القدسُ، وا حسرتاه.
فسأل ياسر وكأنهُ رجل ناضج قائلا: وهل يعني سقوطها هزيمة يا جديِّ؟
فأجاب الجدُّ بحماس قائلا: مَحال أن يكون ذلك يا ولديِّ، فالقدسُ سقطت أكثر مِن مرة في أيدي الأعداء عبرَ التاريخ ومع ذلك عادت مرة أخرى بسواعدِ المُناضلين، فالحربُ يا ولدي صولات وجولات فإذا خسرت الأمة جولتها مرة بسبب المُباغتة والخِداع فإن ذلك سيُحفزها لأن تخوض المَعركة الحاسمة ضد العدوان في التاريخ ولو بعد حين.
ثم سأل ياسر بحزن قائلا: ولكن يا جديِّ، سقطت القدس وما زالت؟
فأجابَ الجد بحماس أكبر قائلا: أجل يا ياسر لقد سقطت القدس، وكان ينبغي لها أن تسقط ليعرف العالم كلهُ بشاعة العدوان الإسرائيلي علينا و[mark=#ffff00]عدائها[/mark] لمُقدساتنا، وستكون القدس الخالدة حافزاً للمسلمين لكي يدركوا ويشعروا بأن كرامتهم في القدس، وإن مَن لا كرامة لهُ لا يستحق أن يعيش الحياة، وإذا [mark=#ffff00]كانت[/mark] لمدينةِ القدس مَعناها المُقدس في حياة المسلمين عَبر القرون [mark=#ffff00]فأن[/mark] مَعناها اليوم هو أعمق ما يُمكن أن يفهمهُ المسلمون مِن مَعاني الكرامة والحرية والنضال.
فردَّ ياسر بفرح قائلا: ألم أقل لك يا جدي إنك حكيمٌ، والله إني لفخور بك يا جديِّ.
[mark=#ffff00]فأبتسم[/mark] الجد قائلا: بل أنا الفخور بك يا عزيزي لِما لديكَ مِن هذا الشعور الوطني، باركَ الله بك يا ولدي، وكلي أملٌ أن تحققَ مع جيلك ما لم نستطع نحن تحقيقهُ.
فأجابَ ياسر بفخرٍ وحماس قائلا: أجل يا جديِّ لا تحزن - إن شاء الله -سنحررُ القدس مرة أخرى، كما حررناها سابقاً مِن أيدي الطامعين.
ثم لوحَ ياسر بمِصيدتهِ الصغيرة وأسترسلَ بحماس قائلا: أنظر يا جديِّ هذا هو الآن سلاحي، صحيح أنه سلاحٌ بسيط، ولكن حينما أكبر سأطورهُ بشكلٍ أفضل، وسيبقى أسمهُ البرق، وسوف أسترجع بهِ القدس - بإذن الله -.
[mark=#ffff00]أبتسمَ[/mark] الجدُّ بسعادة مُفتخراً بحفيدهِ الصغير وآمالهِ، ثم نظرَ إلى السماء، داعياً [mark=#ffff00]مِن[/mark] الله سبحانهُ وتعالى ليُعجل ذلك اليوم قريباً، يوم يعودُ الفرحُ بعد طول الغياب ليدُق أبواب القدس مِن جديد.
ثم رد ضارعاً لله تعالى قائلا : وما النصرُ إلا مِن عندِ الله.
****
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة مليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية، وقد أشرت لها بتلوينها باللون الأصفر.. كما أن في القصة خطأ فنياً بشعاً يتمثل في إنطاق الحفيد، وهو طفل صغير كما يبدو من سياق القصة، بكلام لا يصدر عمن هم أكبر منه سناً.. أي إنطاقه بما يريد المؤلف/المؤلفة أن يقوله هو نفسه للقارئ، وليس بطل القصة الصغير.. كما أن أسلوب السرد في القصة ضعيف جداً، هذا فضلاً عن المباشرة وخصوصاً عند الحديث عن الصراع حول القدس، إذ أن أسلوب القصة لا يتجاوز أسلوب صياغة الخبر العادي.. [/align][/cell][/table1][/align]

محمد الصالح الجزائري 08 / 07 / 2013 57 : 04 AM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
أخافُ أن يُدركَني الصَباح
اللغة سليمة إلى حد كبير..استعمال العامية في الحوار (اللغة الأصلية والحقيقية لشخصيات الحكي ) والفصحى في باقي السياقات.. واحترام كبير لعناصر القصة القصيرة بسرد ممزوج بوصف خدم أحداث القصة وتناميها ..فإشراك شهرزاد (الرمز) خدم كثيرا القصة في أبعادها ودلالاتها وبالتالي فالقصة بلغت هدفها مثلما أرادها صاحبها أو صاحبتها..

محمد الصالح الجزائري 26 / 07 / 2013 04 : 09 PM

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
 
عفاف
[frame="15 95"]
اللغة فصيحة سليمة في جل سياقاتها..لغة فيها الكثير من السحر..لغة حالمة شاعرية..عدا هفوة بسيطة (لتبحت ).
والقصة احترمت فيها عناصرها وأركانها..وغلب على النص الوصف مما أكسب السرد انسيابية..
أما القيمة الفنية:فنظرا لإكثار صاحب (ة) النص ..وأغلب الظن أنها (كاتبة) الاقتباس من القرآن الكريم في مواضع كثيرة من أحداث القصة..(مريم ..) ..فللقصة دلالات كثيرة ، وفيها من الرمزية ما فيها..
[/frame]


الساعة الآن 19 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية