![]() |
وجوه عابرة
http://s.alriyadh.com/2012/03/16/img/433719892821.jpg
وجوه عابرة حين ترتدي كل الوجوه وجهاً غير وجهك ، ويتبدل لون الصباح فأرى كل شيء إلا أنت ، وتهفُّ من حولي نسائم كل الفصول إلا نسائم عطرك ، وأنتظر على بابي جميع القادمين .. وأنا لا أنتظر إلا وجهك . حين تصبح كل هذه الوجوه علباً كرتونية ، خالية من التعابير ، من الألوان ، من الطقوس ، من الحروف ، من علامات الاندهاش والتعجب .. ولا يبقى متقداً في فكري إلا وجهك . هل نتعاتب قليلاً ؟! لمَ لم نعد نتعاتب .. فيمَ أنت غارق حد النسيان .. فيمَ أنت مبحر بلا شطآن .. هل ترى وجه الشمس هذه الأيام .. ألم تشتاق إليها حين كانت تطل عليك في ثياب الصباح فتضيئك ؟ الشمس مثلي تشتاق وجهك .. تشتاق الصباحات التي كانت تحمل إليها وجهك .. تشتاق رائحة عطرك تملأ المكان في حضورك وبعدك .. تشتاق همسك وشدوك وسخريتك الجادة من طقوس بعض النوارس في مراسم الولاء ! الشمس مثلي تشتاق أن تعود رفيقة ألمك .. رفيقة بوحك .. رفيقة صباحاتك الندية .. رفيقة مدادك الحزين .. رفيقة تلك الذكريات التي علِّقت على باب الوطن البعيد .. أنا لست أنا في غيابك .. وما أرتديه على وجهي من فرحٍ هو قناع أهدتني إياه عيون الشمس .. حتى لا تشمت جارة الشمس بيّ وتهمس في أذن بقية الجوار : هجرها قبل الفجر بليال عشر .. فأصبحت في البعد صفراء اللون .. شاحبة الملامح .. تنتظر ملاك الموت على أبواب الغياب . جارة الشمس تغار منك ومني ، تغار من قصائد الغزل التي كنت تزرعها أزهاراً صيفية أمام بيتي ؛ فهمست في أذن الشمس كلاماً كثيراً ، وَشَت لها ببعض الأسرار التي كنت تضعها لي في أنية الورد .. قالت لها : يحبها .. يعشقها عليك .. هما متفقان على الحبِ . ذابَ قلب الشمس غيرة مني وعليك ؛ فحرقت نسائم عطرك بجمرها المجنون ، ومسحت أثار حبك عن باب بيتي ، وأعلنت حالة الثأر مني ، وأخبرت عيون القبيلة عنك وعني . لا تشتق لهذه الشمس بعد اليوم ! لا نريدها .. لا نريد ودَّها ، ولا شمسها .. لا نريد أن تضيء نهاراتنا وتضيئك .. لا نريد هذه الشمس التي وشت بأسرارنا ، وأرسلت عيون القبيلة إلى الغدير لترقب بنظرات الحسد هل ما زلت أسقيك الماء بأردان ثوبي ؟! فلتفقأ عين الشمس ، وعين جارة الشمس اللدودة ، وعيون القبيلة ، وإن غدت أيامنا ظلاماً .. ونهاراتنا ليالٍ .. فإشراقة حبك ستضيء لنا الغياهب . أنا على باب غيابك .. أتصفح كل الوجوه .. أصافح جميع العابرين .. مرَّوا جميعهم .. مرت الشمس ، وجارة الشمس ، وعيون القبيلة ، والوجوه الكرتونية .. مرَّ الجميع .. إلا وجهك ! |
رد: وجوه عابرة
[align=justify]فيض من الخواطر..رذاذ صور ومعان هادئ هادئ وسياقات تشع عذوبة..سيدة الحرف أمتعتِني حد الدهشة!! بوركت من أخت أديبة..[/align]
|
رد: وجوه عابرة
أميرة البوح الجميل ... الراقي - الأديبة ميساء البشيتي
دمتِ مبدعة ... متميزة وها نحن هنا ننتظر - دائما - هطول ... حرفك المائز !! محبتي .. |
رد: وجوه عابرة
أهلا ببوحه جارة الشمس،وسرى في الوجد قشعريرة مريرة
كل هذا الحزن وجار القمر صد ممل لا عليك أشاطرك انتظار الضحكات واللمسات وفي جعبتي منديلا حمل فيض من عطره تحيتي |
رد: وجوه عابرة
اقتباس:
شكرا على المرور الرائع دائما دافىء الحرف والقلب رفيع الذوق والبيان أدامك الله اخي وباقة تقدير وأكثر |
رد: وجوه عابرة
اقتباس:
وهذا التواصل الكريم دمت بعز وعطاء لا ينقطع باقة محبة غاليتي |
رد: وجوه عابرة
اقتباس:
رهنَّا العمر على شرفات الانتظار ليس باليد ورقة أو قلم لكن منديلاً يحمل من العبرات كل الألوان ومع ذلك ننتظر وسنبقى قيد الانتظار كوني بخير أيتها العروبة ولا بد أن يأتي الفرج |
رد: وجوه عابرة
رائع ومميز قلمك .
جمال عشقته الحروف . تحيتي . |
رد: وجوه عابرة
اقتباس:
هذا من لطفك الجم أتمنى لك أوقاتاً طيبة |
رد: وجوه عابرة
كالعادة أمتعتني غاليتي أستاذة ميساء ، ببوحك الرائع والصادق ، وبأسلوبك الجميل ، دمتِ ودام لك هذا الإبداع والألق وبانتظار المزيد من البوح والخواطر ، محبتي وتقديري |
رد: وجوه عابرة
اقتباس:
يسعدني دائما تواجدك البهي وقرائتك العميقة لنصوصي أتمنى لك أسعد الأوقات غاليتي ودومي لنا |
رد: وجوه عابرة
صدقاً لقد شعرت بأن شيئاً قد فجر حنيني إلى نور الأدب بعد قراءتي لهذا البوح الرائع
وتذكرت بداياتي مع نور الأدب حينما كنت مدمنا على خواطرك، لكن مشاغل الحياة أبعدتني رغماً عن أنفي عن إبداعاتكم كانت الخاتمة مذهلة ورائعة فوق العادة سلمت يداك أستاذة ميساء نا على باب غيابك .. أتصفح كل الوجوه .. أصافح جميع العابرين .. مرَّوا جميعهم .. مرت الشمس ، وجارة الشمس ، وعيون القبيلة ، والوجوه الكرتونية .. مرَّ الجميع .. إلا وجهك ! |
الساعة الآن 36 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية