![]() |
نور الذي وهبني النور
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/61.gif');border:6px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
ترددت طويلاً في كتابة شيء من سيرة نـور الدين الـخطيب و أجّلت و سوفت.. و التساؤل ما زال قائماً، هل يصلح الأبناء لكتابة سيرة آبائهم؟! و إلى أي حد تكون المصداقية هنا أمام القرّاء؟ كيف لا أتردد و حين مات كنت طفلةً صغيرةً لم تعِ و تدرك منه شيئاً غير صورة الأب الحبيب التي اتسمت بشيءٍ من القداسة و بكثير جداً من العشق و الوله، أكبر حبٍ في حياتي و أوجع ألم، كيف وهو جرح عمري و عطش روحي الأزلي؟!! الآن.. وجدت نفسي أحزم أمري و أقول: " و هل الحبّ الكبير عائقا؟ " الذي يكتب عن شاعر و أديب مسكون بالحب لا بدّ أن يكون إنسانا يتنفس الحب و يعيش الحب و لا يجيد غير الحبّ لغةً، و نـور الدين الـخطيب كان شاعراً و أديباً و مفكرا قومياً و وطنياً مليئاً بالحب، عاش بالحب و مات من الحب... في كلّ الأحوال معلوماتي البسيطة حول الجانب الفكري و الوطني لهذا الرجل مستقاة من الذين عرفوه و عايشوه بعيدهم و قريبهم، خاصةً حين عملت بمجال الصحافة في لبنان و تعرفت عن قرب على بعض الذين عاصروه... في مجال الصحافة و العمل: عمل في التدريس وكتب في معظم المجلات و الصحف اللبنانية ( القائمة طويلة) اعتمدت بعضها على جهوده مثل جريدة لسان الحال التي وصلت بجهده و بفترة قياسية لثاني جريدة في لبنان وتأخرت بعد وفاته إلى أن توقفت تماماً، وكان له كذلك برنامج إذاعي أسبوعي، كان عضواً كذلك في بعض الروابط الأدبية والجمعيات الثقافية كما عمل مفتشاً في بعض المدارس الخاصّة، كذلك كان مديراً لمعهد متخصص في تعليم الدبلوماسيين اللغة العربية وكان لهذا المعهد أيضاً ( مجلّة تصدر باللغة الانكليزية التي أشرف عليها و رأس تحريرها) و هذا المعهد جعله يسكن في ضواحي بيروت الجبلية مما اضطرّه الاعتذار بعد حين للعودة و والدتي إلى طرابلس ( كان شديد التعلق بوالدته) فمنح منصب مدير فخري وبقي يكتب ويترجم للمجلّة، وكما علمت أنه كان لديه الكثير من الكتابات باللغة الانكليزية أيضاً. في النشاط الوطني: إن كانت ترجمة سيرته تتسم ببعض الصعوبة لقلّة المعلومات و قلّة الوثائق، فهذا الجانب يبقى الأكثر صعوبة، الجانب الذي كان يمثل قضيته، كان شديد الوطنية مؤمن كمعظم بني جيله بالقومية والعروبة و القدرة على ترجمة الأحلام إلى واقع، كان صديقاً لمعظم السياسيين في لبنان آنذاك. و الجانب الذي أودّ التطرق إليه هنا هو الجانب الذي حدثتني عنه والدتي كشاهدة عليه حتّى حفظت منها أسماء، ووقائع و ظروفا وهذا ما أكده لي كذلك عمّي حين سألته وهو كالتالي: كان نـور الدين الخطيب واحداً من أهمّ مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية و من قبل ظهور المرحوم ياسر عرفات في الصورة و بعض الأسماء الأخرى، و كان يعمل ليل نهار لتحقيق هذا الأمر وينتقل من مكان إلى آخر حتّى أنه كثيراً ما كان يصل الليل بالنهار ويبقى أحياناً لمدّة يومين بلا نوم و يجتمع بالسياسيين، كذلك كثرت اجتماعاتهم في منزلنا، في الفترة الأخيرة قبل وفاته بدت عليه مظاهر الإحباط و الاكتئاب الشديد، وكل ما قاله لوالدتي حين سألته: ( تعرضت لخيانة و سرقة)، لا غير، كان شريكه في الاكتئاب و كاتم أسراره صديقه المرحوم عفيف الطيبي و الغريب بالأمر أنّ عفيف الطيبي توفي بالسكتة القلبية وبعده والدي بستّة أيام كذلك بالسكتة القلبية!!! الشعر و الأدب والخطابة: لتكتمل زهوة المناسبات كان لا بدّ أن يقف نـور خطيباً مفوهاً عذب الصوت بالغ التأثير، من الجامعة العربية التي كان أحد خريجيها إلى المناسبات القومية و الوطنية. تميز شعره العاطفي بلغة عذرية روحية كما تميز بالشفافية الشديدة حتّى في شعره الوطني و قدرته الفائقة على الإمساك بزمام اللغة، الجميع أكدوا لي ذكاءه الوقّاد، ذاكرته القوية و سرعة الخاطر و البديهة الحاضرة كما لُقِّّب بالشاعر الارتجالي و أنه كان نوعاً من الشعراء يعشقه المنبر ، كان معروفاً عنه أنه لا يكتب قصائده وخطاباته مسبقاً، وكان يرتجل شعره وهذه كانت إحدى أهم نقاط تميزه في هذا المجال و إن تكن ربما إحدى أسباب ضياع معظم شعره و أدبه يضاف إليها بالتأكيد أسباب أخرى.. كان هول صدمة رحيله المفاجئ على كلّ من حوله مزلزلاً، الأمّ المفجعة و الإخوة المكلومين و الأرملة الثكلى و الطفلتين اليتيمتين، حتّى جدّتي لأمّي وقعت قبل نهاية اليوم الأول لرحيله فاقدة النطق و القدرة على الحركة و لحقت به بعد أقل من شهرين.. كان النجم الذي يدور من حوله في فلكه و الصخرة التي يستندون إليها مطمئنين، كلهم من الصدمة سكارى، و الصحافة في لبنان تنعي واحداً من أركانها، كثرة معارفه و محبيه و أصدقائه الوافدين من كلّ مكان، و كلّ الأماكن مفتوحة للمعزين، منزله و منزل والدته و إخوته و مكتبه نقابة المحررين، الجمعيات التي كان عضواً بها والرابطة الثقافية إلخ.. إلى أن انفضّ المولد و فكرّت والدتي و بحثت! و لم تجد شيئا أي شيء! و لا قصيدة واحدة !! كانت الأدراج و خزانة الأرشيف نظيفة...... من أخذ كل ما كان في المكتب و البيت و أين أصبح الآن و هل ظهر بعد حين تحت اسم آخر أو ربما ما زال ينتظر؟؟؟؟ لا أحد يستغلّ الظروف و تمتدّ يده ليأخذ كل تلك الكنوز الأدبية فقط ليتلفها!!! و إلى هذا الحد كان هناك من يكرهه و يغار منه حتّى بعد رحيله؟! و أكملت الحرب اللبنانية على ما تبقى من أمل، أحرقت المباني و ضاع كلّ أرشيف الصحف و المجلاّت. بعد الحرب و حين كبرت و وعيت بحثت طويلاً وزرت العديد من الصحف و المجلات بلا طائل، و كذلك حاول ابن عمتي الشاعر طلعت سقيرق أن يجمع شيء من شعر خاله بلا طائل، و تفرقت العائلة و الناس، سافر البعض كلّ في اتجاه و مات البعض، عمتي الحبيبة تحفظ بعض الشعر وتقول أنه من شعر شقيقها نـور، لكنّ ابنها طلعت ولأنه شاعر نبيل الأخلاق و يقدّر خاله و يحبه فهو يخاف الاعتماد على الذاكرة فقط، خاصةً أنّ نـور لم يكن الشاعر الأول في العائلة فالأخ الأكبر غير الشقيق بدر الدين الـخطيب كان أيضاً شاعراً. حياته: كان كبيراً و موهوباً إلى حدّ أن تُعرض عليه الجنسية اللبنانية عرضاً و من أرفع مقامٍ، و الذي يعرف لبنان يعرف قدر أن تعرض الجنسية على مسلم فلسطيني ليحمل اسم لبنان! وطنيته الشديدة تجاه فلسطين جعلته يتملص من الأمر بقدر كبير من الحنكة و الدبلوماسية لأنه كان مصراً أن يكبر و هو يحمل اسم فلسطين. بقدر ما كان نـور الدين محبوباً و بقدر ما كان يصعد بسرعة و تمكّن و يسطع نجمه، بقدر ما اجتمع من حوله الحسّاد و الذين تمنوا له أن يكبو و يسقط في تلك الحفرة، وكثر الذين كانوا يقولون كيف لهذا الفلسطيني أن يتميز علينا في بلدنا و يسرق منّا القلوب و الأضواء و المواقع التي نحن أحق بها و هذا للأسف كان و ما زال موجوداً في مجتمعاتنا.. كثيرون هم الذين يغيظهم النجاح و التميز و الإبداع أحياناً إلى حد الكراهية و الأذى، كان بعضهم يقول: " نـوره من النوع الذي يغشي العيون حتّى يأخذ الساحة وحده و لا يبدو بجانبه أحد، فقد اجتمعت فيه كلّ صفات النجومية و توجتها وسامته الحالمة وطوله و صوته العذب و أسلوبه الراقي في التعامل مع الناس، تهذيبه الأصيل وقدرته الفائقة على حبّ الناس بنبلٍ كان طبعه، و نـور الدين الـخطيب كان شديد التسامح مع هذا النوع، يحاول أن يأخذ بالحب و الاحتواء من لا يعرفون الحب فكانوا كما سمتهم والدتي وكرره أحد الصحفيين المخضرمين حين حدثني عنهم: ( بأصدقائه اللدودين ) و بالرغم منه لو عاش- نـور- بضع سنوات إضافية لبات اسمه مضيئاً و من أكبر الأسماء في شتّى أنحاء الوطن العربي، و قد كان يستحق ليس لأنه أبي بل لأنه أديب و شاعر موهوب و خلوق متميز جداً وطننا و قضيانا تحتاج أمثاله. إلى أي حد كان الشاعر شاعرياً: في ذلك الزمن القصير جداً و الساذج الذي عاصرته به، كنت شديدة التعلّق به و الغيرة عليه و الالتصاق به، أرفض الذهاب أو البقاء مع أمّي، و كان ينصاع لهذا التعلق و يفرح به حتّى في المواقف الحرجة، يقف خطيباً أو شاعراً على المنصّة وأظلّ اصرخ و أبكي، حتّى يعتذر لحظة و يتناولني بين ذراعية قائلاً: " ابنتي هـدى لا تطيق البعد عنّي" ثمّ يتابع ما كان قد بدأه و أنا فوق ذراعيه ساكنة مطمئنة، يوقفني فوق الطاولة.. متى تصبحين بهذا الطول و آخذ ذراعك في ذراعي و أعلمك الشعر والحب و تحبّين، ويقول لأمّي الآباء يمنعون بناتهم أمّا أنا فسأعلّم بناتي الحب بمعناه الإنساني الناصع.... قبل رحيله عن عالمنا بفترة وجيزة كان يتهيأ للسفر و أمّي في إجازة إلى مصر و اتفقا أن يبقياني أختي وأنا عند جدتي، سمعت و غضبت منه ( لا من أمّي) و خاصمته، قلت له: " أنا لا أحبّ نـور لأنه يحب بهية(أمّي) أكثر منّي تريد أن تأخذها في رحلة و تتركني" ( و جاء العلاج شاعرياً )، حملني بين ذراعيه إلى الشرفة و كان القمر بدراً و قال لي: " أنتِ روحي، أنظري هناك إلى القمر، لقد وصل البعض إليه و أنا أودّ أن نذهب معاً إليه لنكون أوّل أب و ابنته يقفان معاً فوق سطح القمر نطلّ منه على العالم ما رأيك؟ موافقة، مع أمك إلى مصر و معك إلى القمر " فرحت! و رحل نـور وحده.... كلّما أصبح القمر بدراً ترتسم عليه صورة وجهه الحبيب و مع الأشعّة تمتدّ يده تدعوني.. و ما زلت أنتظر.... في يومٍ من الأيام حين ترق يدي إلى مثل أشعّة و شفافية يده و.... أطير إليه.. إلى الحب الذي لا يبهت و لا يغيب و يبقى في عالم نفسي و عمري و آفاق روحي الملك الوحيد المتوج دائماً و أبداً.... نــــور .... نــور وهبني النور............. http://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gifhttp://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gifhttp://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gif [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: نور الذي وهبني النور
اختي الحبيبة الاستاذه هدى آه يا هدى والف آه وهل ينتسى الوالد ؟ فكيف إن كان الوالد والحبيب والصديق وكل من لنا في هذا الكون نعم يا غاليتي تستطيعين الكتابة عنه وانت أجدر من يقوم بهذا ألم يقولوا ليس خيرا ً للمؤمن من ولد صالح يدعوا له فكيف إن كانت أديبة عظيمة مثلك سخرت قلمها الفذ وعصرت كل الذاكرة لتختزل حياة أغلى انسان على قلبها في سطور . أسال الله له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء وتظلي بخير يا غالية . |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 98"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذتي اكتبي فان فيك من ابيك كلمات تجري مجرى الدم في العروق وانك وهو رحمه الله خلقتم لتكتبوا فاكتبي سيدتي [/frame] [motr1] حفظكم الله ال الخطيب [/motr1] |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 10"]
أختي الغالية أستاذة ميساء.. تحياتي و عميق محبتي الأخوية لك حقاً يا صديقتي الوالد لا ينتسى و لكن يا صديقتي للأسف لم أقض معه زمناً كافياً أتزود فيه منه أنا أعرفه بما روي لي عنه وبالفطرة خصوصاً وقد اتفق الجميع أني ورثت الكثير من طباعه كما ورثت شكله الخارجي أما يا غاليتي ما وصفتني به فهو فقط من كرم أخلاقك و نبيل صفاتك شكراًً لك على كل هذه الروعة و الدعاء فقد أسرتني والله بارك الله بك و تفضلي بقبول فائق مودتي و تقديري و احترامي [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="15 10"]
الأستاذ أبو جهاد سيف الدين و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته جميلة سيّدي كلماتك و نبيلٌ وصفك و ما هذا إلا خير دليل على حسن أخلاقك أشكرك من كل قلبي.. أشكرك جداً و بارك الله لك و بك و تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="15 98"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم أسكن والد الأستاذة هدى فسيح جناتك يا رب العالمين . [/frame] |
رد : نور الدين وهبني النور
إلى عاشقة فلسطين , إلى إبنة الإنسان الفذ الذي كتب فلسطين بمداد القلب والروح , إلى إبنة حيفا
لقد فقدت العروبة شاعراً أديباً وقطباً من أقطابها فهذا الإنسا ن الفذ فقده الأدب وفقدته اللغة وفقده الوطن ولو بقيت العروبة تذرف الدمع الثخين عليه على مدى السنين لن يفوه حقه . أيها الغائب القادم هاجسنا يقف الآن على منصة الوقت طول الوقت ليرثيك وليكن هذا الرثاء رداء لملائكة العشب الأخضر كي تنعم به وتتمدد عليه قرير العين ولو تعلم أيها الفذ أن قناديل الحقيقة والنور قد اُطفئت منذ رحيلك ولم تبق في دروب الطين من البشر إلا عتمة الليل وبصيص أمل تائه . مع علمنا الأكيد أن الحقيقة مثل الفلين تطفو دوماً على سطح البحر ولا يمكن لأحد أن يحجب شمس الحقيقة الساطعة بالغربال , ففلسطين هي للشعب الفلسطيني ولن نتزحزح عن هذه الحقيقة وإن شاء الله نعمل على ذلك ونستمد النور من نورك الذي تركته , من نور الحقيقة التي استشهدت من أجلها لقد قضيت نحبك تحت وطأة انفعالك وتأثرك الشديد وحزنك على وطنك المسلوب لقد مت , كما عشت مخلصاً لوطنك ولشعبك فرحمة الله عليك , رحمة الله على الفذ نور الدين الخطيب بأخلاقه وشمائله وأدبه وغيرته على وطنه . اللهم اجعله من الشهداء المخلصين اللهم ثبته عند السؤال اللهم نَوِرْ له قبره اللهم وَسِعْ له مدخله اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 10"]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الغالية الأستاذة وفاء بارك الله بك و لك و رحم والدتك و أسكنها فسيح جنانه أنت أخت غالية و عزيزة عليّ جداً لك مني كل المحبة الأخوية و الشكر والتقدير [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
رحم الله والدك الغالية هدى
وحسبه أن عمله لم ينقطع يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ذكر منها ولد صالح يدعو له( ولا أراك الا غصن اللوز الذي تغنى به عبد الرحمن العشماوي: هزي جذوعك يا غصون اللوز في وطني الحبيب فلربما صار البعيد لنا قريب ولربما غنت عصافير الصفاء وغرد القمري وابتسم الكئيب هزي غصونك وانثري في الأرض لوزك يا جذوع ودعي النسيم يثير أشجان الفروع ودعي شموخك يا جذوع اللوز يهزأُ بالخضوع هزي غصونك ربما سمع الزمان صدى الحفيف ولربما وصل الفقير إلى رغيف ولربما لثم الربيع فم الخريف هزي غصونك ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا بريدَهْ ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى ظل القصيدة أنا يا جذوع اللوزِ أغنيةٌ على ثغر اليقين أنا طفلة نظرت إلى الأفاق رافعة الجبين أنا من ربا المرزوق تعرفني ربوع بني كبير أملي يغرد يا جذوع اللوز في قلبي الصغير وأبي الحبيب يكادُ بي من فرط لهفته يطير أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة مركبةً صغيرة أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام ذاكرة البصيرة لأرى خيال أبي وكان رعيتي وأنا الأميرة كم كنت أمشط رأسهُ وأجر أطراف العمامةْ وأريه من فرحي رُباً خضراً ومن أملي غمامةْ كم كنت أصنع من تجهمه إذا غضب، ابتسامهْ أنا ياجذوع اللوز بنت فقيد واجبه مساعد أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي وصبري عن حمى قلبي تباعدْ أنا طفلة تُدعى عهود أنا صرخةٌ للجرح تلطم وجه من خان العهودْ أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ خالطها الألمْ صوتي يردد في شمم عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت خيل الذكرياتْ فهي التي تُدني إلى الأحياء صورة من نأى عنهم وماتْ عفواً إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس واحترق الأملْ فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ وأنا أرددُ في وجلْ يا ويل عباد الإمامة والإمامْ أو ما يصونون الذِّمامْ كم روعوا من طفلةٍ مثلي وكم قتلوا غلامْ ولكم جنوا باسم السلامِ على قوانين السلامْ ياويل عُبَّاد القبورْ هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ وفي وجه الكرامة كالبثور هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا وضيقٌ في الصدور يا ويل أرباب الفتنْ كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا وكم قطعوا فَنَنْ كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي فإذا بهم يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ عفوا أبي الغالي أراك تُشيح عني ناظريكْ وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق ساعيةً إليك ألبستنا ثوب الوقار ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ إني لأطرب حين أسمع من يقول هذا شهيد أمانته بذل الحياة صيانةً لكرامته أواهُ لو أبصرتَ زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون إحساس الأماجدْ أواه لو أبصرت ما فعل الأسى ببني كبير كل القلوب بكتْ عليك وأنت يا أبتي جدير أنا يا أبي الغالي عهود أنسيتَ يا أبتي عهود أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها ترانيم الفرح رسمتْ جدائلُها لعين الشمس خارطة المرَحْ كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ فصفا فؤادي وانشرحْ أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ يسألنَ عنك رحاب قريتنا وصوت الساقيهْ أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟ كلُّ النجوم تسابقت نحوي تزفُّ لي العزاءْ والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ والليل هزَّ ثيابه فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب ما بال عينِ الشمس ترمقنا بأجفان الغروبْ وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي ومتى تؤوب؟؟ وإلى متى تجتثُّ فرحتنا أعاصير الخطوب هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا لحن البكاءْ هذي سواقي الماء في وديان قريتنا على جنباتها انتحر الغُثاءْ هذا المساءْ يُفضي إلى آفاق قريتنا بأسرار الشَّقاء يتساءل الرمان يا أبتي ودالية العنب والخوخ والتفاح يسألُ والرطبْ وزهور وادينا تشارك في السؤالْ ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ تنمُّ عن انفعالْ ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد كيف غابْ؟ ومتى تحركت الذئابْ؟ ومتى اختفى صوتُ البلابلِ وانتشى صوتُ الغراب؟ يا ويح قلبي من سؤالٍ لا أطيق له جوابْ ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي وأسد ساقية الدموعْ أهوى رجوعك يا أبي الغالي ولكنْ لا رجوعْ إن مُتَّ يا أبتي وفارقت الوجودْ فالموتُ فاتحة الخلودْ ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى بل مت صوناً للعهود يا حزنُ لا تثبتْ على قدمٍ ولا تهجر فؤادْ فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ إن ماتَ - يا حزني - أبي فالله حيٌّ لايموتْ الله حيٌّ لايموتْ |
رد: رد : نور الدين وهبني النور
[frame="1 10"]
الأخت و الصديقة الغالية أستاذة ناهد.. تحياتي من عاشقة لفلسطين إلى عاشقة لفلسطين و كلنا هنا لها عشاق و على مائدة عشق فلسطين و التشبث بفلسطينيتنا نجتمع... صديقتي بالإضافة لنبل و كرم و رقة ما كتبت و أضفت عن والدي جزاك الله كل خير و دعواتك و كل الأخوة و الأخوات جعلها الله من نصيب روح نور الحبيب، بالإضافة لهذه الشفافية و القلب الكبير الذي تجلى واضحاً و بالإضافة لامتناني و تقديري و شدة تأثري بما كتبت... أقول لك فعلاً ما كتبته لا يصدر إلا عن أديبة حقيقة قلماً و شعوراً و أخلاقاً فما كتبته قطعة أدبية مؤثرة و صادقة نبيلة و رائعة... شكراً لك ألف شكر يا غالية أدام الله عليّ صداقتك و أخوتك لأني بالفعل أعتز بك [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 10"]
الغالية الحبيبة الأستاذة آنست ناراً الف شكر لك يا حبيبتي رائع و بديع جداً أنت إنسانة رائعة بحق و في كل يوم أزداد لك محبة القصيدة رائعة كذلك اليوم أبكيتني حين قرأت ما كتبته عن والدك و والدتك و فهمت سبب عمق هذا الحس الوطني الذي تملكين للأسف يا غاليتي كلنا جرح مفتوح ينزف.. جرح اسمه فلسطين آلامنا أكبر منا و فوق طاقة البشر غاليتي أحبك جداً [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
1 مرفق
http://www.nooreladab.com/vb/attachm...1&d=1267835394 [frame="1 10"] خسرنـــاهم.. ورحلوا..فأظلمت الدنيا في أعين قلوبنــا.. وضاق الوجود بنــا.. ونعلم جيداً أنهم لــن يعودوا يوماً.. فالحياة لم يعد فيها نورا إذاً.. "فلنحــــاول" أن نضيء النور مرة أخرى! وهذا الطريق يذكرنــا بهم.. طريق السير على نهج الحبيب الشاعر المغفور له نور الدين الخطيب تمر السنون ومازال ذكره محفوراً في القلوب في مثل هذا اليوم توفي الشاعر الفلسطيني الأستاذ نور الدين الخطيب في ( 4 ) آذار ودفن بعد أربع وعشرين ساعة في ( 5 ) آذار عندما توقف هذا القلب عن الخفقان في ذكرى رحيلك ايها الشاعر نور الدين الخطيب أضع على قبرك باقتين من الريحان والياسمين وغصناً من الزيتون أيها الفقيد الراحل أحببناك دون أن نراك !! فكيف بنا لو التقيناك ... نحن وإياك قلب واحد ..فإن توقف قلبك عن الخفقان فقلوبنا جميعاً تخفق وتنبض بحبك وحب فلسطين .. إننا حقاً نعزي أنفسنا قبل أن نعزي أهله لأن في فقده خسارة لنا ولفلسطين .. أيها الشاعر النقي التقي لقد كنت في حياتك مخلصاً كريماً محباً لأسرتك ولجميع من يعرفك وفياً في زمن قلَّ فيه الوفاء , خلوقاً ووطنياً فكنت بالنسبة للناس الذين أمّوا للعزاء بك كالوردة العطرة التي تريد أن تستنشق أريجها ولا تريد لها أن تذبل وتموت .. إن العظماء لا يموتون فهم باقون وأعمالهم في ذاكرة الأجيال خالدة وأنت ستبقى خالداً في قلوب أسرتك وقلوبنا وقلوب أبناء فلسطين وكما يقولون ( من خلَّف ما مات ) فها هي الرائعة ابنتك ودلوعتك الصغيرة والتي اصبحت الآن أديبة وكاتبة صحفية وناشطة ومهتمة بتحقيق وتنقيح التاريخ ما شاء الله هدى نور الدين الخطيب ستكمل مسيرتك التي بدأت بها فقضية فلسطين في عروقها ودمها فنم قرير العين واهنأ بماكتب الله لك فمصيرك الجنة إن شاء الله يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ذكر منها ولد صالح يدعو له ) رددي عزيزتي أستاذة هدى ورددوا أحبائي معي هذا الدعاء من دعاء النبي للميت : " اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، لقِّه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى ، اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن إساءته ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره ، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله آمين ...... آمين ..... آمين [/frame] |
رد: نور الذي وهبني النور
رحم الله الفقيد وأسكنه الله فسيح جنانه, مؤلم أن تضيع إبداعاته وأرشيفه لكن السلوى أن تسلط ابنته الضوء على سيرته و شخصيته.
تحياتي |
رد: نور الذي وهبني النور
الغالية الحبيبة هدى ..
تابعت نبض قلبك ينساب رقراقا ..على صفحات النور .. وتحسست دموعك الدافئة ..ترسم فقاعات من نور مقدس ..على صفحات وجهك الجميل .. واكبرت فيك ..جفنك الراعش المبلول ..يطبق بزهو وكبرياء ..على سيرة من مجد ونور .. غاليتي شدني ..بوحك المؤثر البليغ ..لالتحم مع مشاعرك ووجدانك ..فوجت دمعي يسيل دون استاذان .. ووجدتني اركض الى حضن والدي اعانقه واقبل جبينه ..لانني وجدت الكثير المشترك ما بين والدينا .. وحمدت الله ان اكرمني الله به ..وجزاه كل الخير ..لانه جعل ياسمينياتي اكثر اشراقا واخضرارا .. رحم الله فقيدك الغالي .. وما مات من انجب الهدى المكللة بالنور والخير .. محبتي الياسمين |
رد: نور الذي وهبني النور
رحم الله الفقيد الغالي المرحوم نور الدين الخطيب , النور الذي وهبكِ النور أيتها الغالية .
وأنتِ خير من يكتب عن هذا النور , لأن هذا الشبل من ذاك الأسد , فقد ورثتِ عنه الشعر والأدب والفكر القومي والوطني المليء بالحب , وورثتِ عنه الأخلاق والتهذيب , والتضحية وتقديم الغالي والرخيص في سبيل ماتحبون وتعشقون . نقاط هامة في حياة النور لفتت نظري في هذه السيرة العطرة : أولا:قوله قبل وفاته لزوجته وقد بدت عليه مظاهر الإحباط والاكتئاب (تعرضت لخيانة وسرقة ) ووفاته في نفس الوقت بالسكتة القلبية مع صديقه المرحوم عفيف الطيبي . وهذا يعني أنه سُرق منه فكره وهمه في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينة , وهذه أكبر خيانة يتعرض لها الإنسان عندما يسرق منه أحد فكرة ويدعيها لنفسه . ثانيا: كأنه كُتب على هذا الإنسان ان يتعرض دائما للسرقات , في حياته ومماته , كأن يستغل أحدٌ ما ظروف الوفاة ليسرق كل أوراقه وقصائده ومؤلفاته , حتماً عزيزتي من سرقها لم يتلفها , ولكنه ادّعاها لنفسه , للأسف . ثالثاً: تأثرت جداً لوفاته وهو في ريعان الشباب , ولكن مايلفت النظر وفاة محبيه معه , وأقصد هنا المرض الذي ألمّ بوالدته إثر وفاته وبالتالي وفاتها مباشرة بعد شهرين , وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على الحب الكبير والتعلق الذي لا يوصف بين الأم وابنها , وهذا ما توارثتموه في عائلتكم , الحب اللامتناهي والتعلق الشديد ببعضكم البعض أدامكم جميعا . عزيزتي أستاذة هدى : ما مات من أنجب إنسانة رائعة وشفافة وراقية , إنسانة مخلصة ووفية, إنسانة تعشق وطنها فلسطين , وأمتها العربية , حماكِ الله ورعاكِ ياابنة النور . |
رد: نور الذي وهبني النور
أختي الحبيبة الأديبة هدى ما مات من ترك خلفا صالحا يدعو له و أنت خير خلف رحم الله والدك السيد نور الدين الخطيب و أسكنه فسيح الجنان |
رد: نور الذي وهبني النور
عندما تبلغ بنا الحيرة والشجون مبالغها
ويخنقنا الشوق.. تتحشرج في حناجرنا الكلمات وتفشل العبارات أن تؤدي دورها في إنصاف الأحبة عندما يموت اللحن في خواطرنا وتختفي الأوراق فإن الأحزان تصرخ داخلنا ليلتجم صداها في حاضرنا من نلوم ومن نتهم وغربة النفس توقد فينا الذكريات تستحضر صورة الأب العظيم والنفس تهفو لمصافحة تاريخه فكم هو قاس هذا الشوق عزيزتي أحس كل ما فيك وما يعتريك ففي جزء من سيرتك تشابهاً شديداً بسيرتي ومع كل حيرتك تعفر حيرتي ما يضايقني حقيقة إختفاء كل متعلقات الوالد وكأنما ريح هبت داخل منزله وحملت بشقوتها كل شيء فاقبلي أيتها الإبنة الأديبة وامنحي الأمس نبضاً من تصاوير سيذوب الثلج يوماً وتزدهي بهجة الذكرى كما تريدين لها أن تكون بإذن الله فليرحم الله والدك، ووالدي، وكل والد يلقي مرساته على موانئ الغياب |
رد: نور الذي وهبني النور
أختى الكريمة
نعم .. الأرض الطيبة نباتها طيب |
رد: نور الذي وهبني النور
كثيرا ما نتغنى بالأمومة و ما تمثله من قمة في الحنان و العطف و التضحية .. لكننا قد نلمس نفس الشيء في الأبوة أيضا مع ما لها من طعم خاص .. أعطيتنا أختي الكريمة مثالا على كبر قلب هذا الأب نقاء روحه .. و استطعنا أن نستشف من وراء الكلمات كم كان عظيما في كل شيء .. أحييك أختي الأديبة هدى و أهنئك على هذا الوفاء لروح من وعدك برحلة إلى القمر .. فقط ليرضي نزوتك الطفولية .. أغتنم هذه الفرصة لأدعوك إلى اختزال الفترة التي خصصتها لراحتك .. و نتمنى أن تعودي في أقرب الآجال بيننا . محبتي . |
رد: نور الذي وهبني النور
هذا الوفاء والامتداد والحب الكبير، هو ما يخلد الراحل رحمه الله.. فكم من شخص ملأ الدنيا في حياته اندثر صيته بعد مماته.. ولكننا هنا أمام حالة فريدة من التألق بعد الممات في دموع الابنة الوفية رغم الزمن الطويل.. وفي كلماتها وحبها وحرمانها وشوقها.. في كل حرف تكتبينه أستاذة هدى يتألق نور والدك.. نورا حيا يقهر النسيان والزمن والتقادم..
ابكيه وفاء..واكتبي عنه بلا توقف.. فهو جذوة متجددة التوقد فيك تدفعك دائما الى الكتابة.. الكتابة عنه.. عن الوطن.. عن القضية.. عن الجمال.. وعن القمر.. كم أثر في وعده لك برحلة الى القمر.. أراه يأخذك اليه كلما اكتمل القمر.. لقد امتد فيك نوره فتألقي به أختي الغالية.. ووفيه حقه كتابة وتأريخا واباعدا لا ينتهي.. دمت وفية محبة بارة.. هلا |
رد: نور الذي وهبني النور
الفقد لغة يتقنها القلب
وتعجز عن ترجمتها كل اللغات فكيف اذا كان بحجم غابة من نخيل وعطاء هو الاب الحبيب الذي رحل تاركا ذكراه وشما ابديا على صفحة الروح والادب والتضحية والاقدام والبطولة رحم الله والدك واستاذنا الكبير الذي كان وسيبقى نبراسا يضيء لنا ولك ولكل من اعتنق القضية وعرف جمال الروح تضحية ومحبة وابداعا الدرب من نور تاريخه المشرف....نورا على نور...وهدى على هدى تقبلي مروري اختي الغالية....فانت خير خلف لخير سلف بكل المحبة ماجدة حسن |
رد: نور الذي وهبني النور
سيدتي هدى مساؤك الطهر والخير قد أخبرك بشيء من الذاكرة لأنهم دمروا الوثائق ..! إنا عشنا في تقلبات مختلفة على قصر الزمن الذي مررنا فيه فعندما بدأ نور الدين الخطيب " شاعرا أديبا مسكونا بالحب " كانت المرحلة تشعّ منها مناخات الأمل بغد " مشرق عزيز " يطل على أمتنا العربية بالوحدة والتحرر / أو بالتحرير والوحدة والآمال كبيرة بتحرير فلسطين وما هي إلا جولة صغيرة يعود فيها الحق إلى أصحابه ... والنظرة في تلك المرحلة بالنسبة إلى الفلسطيني - بشكل عام - خصوصا في لبنان كانت نظرة تحمل معاني الاحترام والتقدير باعتبار أن الفلسطينيون متعلمون مثقفون على عكس ما أشيع " تبريرا " أن الفلسطيني كان " مهانا " ومضطهدا على كل صعيد ؛ على الرغم مما شابّ النظام اللبناني في مرحلتي كميل شمعون وفؤاد شهاب من عيوب ومرحلة ساد فيها القلق والحذر حتى ضد اللبنانيين . فعندما انخرط نور الدين الخطيب في النضال الفلسطيني والعمل الوطني والقومي ، كان ينطلق مستندا على مجموعة معطيات ومتغيرات دفعت برجالات على هيئته وصفاته / المُحبّة أصحاب الخلق الصادقين / نحو خلق أو تأسيس هيئة سياسية تتمتع بتأييد واسع من الفلسطينيين تمثلهم ، فهيئوا الأرضية لقيام " منظمة التحرير الفلسطينية " التي عمل لها ومن أجلها المخلصين على رأسهم أحمد الشقيري ومن معه والتي تبناها العرب في مؤتمر القمة الذي أقرها كهيئة سياسية تمثل مجموع الفلسطينيين ... فنور الدين الخطيب هو ابن تلك المراحل ، وأحد صنّاعها الفاعلين .. وعبثا يا ابنتي حصولك على أية وثيقة عن تلك المرحلة .. لأن المرحلة التي تلت هي مرحلة ساد فيها الخداع ، بل هو عصر الخداع الكبير ؛ عصر الأكاذيب ، وعصر أحط الرجال .. حيث نُحيّ فيه العلم والعلماء أصحاب المعرفة وأقلام الحق ، وبرزت على واجهة التسويق المرتبطين بمختلف أجهزة مخابرات العالم .. وأصحاب الأسماء الوهمية ، وسُرقت حتى دماء الشهداء وجُيّرت للعابثين ، فكيف بأصحاب الفكر والمعرفة المناضلين الأصلاء ..! تسألين عن التوثيق يا ابنتي ...! ومنظومة كاملة مترامية الأطراف تبدأ من أصغر شارع حتى عواصم الدنيا كلها اتفقت على تدمير ذاكرتنا .. دراسات حرقت ، وأبحاث دُمرت ، وكلمات حب قيلت على لسان شخص لم ينتجها ..! وتسألين .. وتسألين .. ..؟ والتزوير والتشويه تجاوز حتى الرجال إلى الأوطان وباعوا فيها – كما قال نزار – حتى " أنجم الليل وأوراق الشجر " وتستغربين يا ابنتي كيف أطبق الصمت على قلب رقيق .. وكيف وافته المنية وكان له أعز صديق ..؟ ربما كانت شهادته رحمة من عند الله الا يعيش وكمن مثله وعلى مثله حتى لا يرون الزمن القادم بعدهم أصبح فيه " المناضلين " تجارا للرقيق ..! رحم الله الأديب والشاعر والمناضل والشهيد وألف عزاء لشعبنا أن صوت الصدق ، صوت نور ، صار ضوء ، صار قلم صدق وهدى ، وليعش في قلبك النور الذي وهبه لك نور الشهيد . تحية لك واحترامي وخالص مودتي |
رد: نور الذي وهبني النور
الأستاذ الفاضل رأفت العزي بارك الله بك شهادة رائعة وصادقة بحق الشهيد البطل المغفور له نور الدين الخطيب وأصدقك القول عندما أشرت بأن ربما كانت شهادته رحمة من عند الله الا يعيش ويرى هذا الزمن القادم وقد أصبح فيه " المناضلين " تجارا للرقيق ..! دمت ودام وجدانك ودامت وطنيتك دمت بخير |
رد: نور الذي وهبني النور
وكلمات الشاهد الشريف رأفت العزي تنفرد أمامي بحقائق ذلك الزمن المخادع
وظلم الشرفاء من المناضلين الصادقين مع الله ومع أنفسهم ومع أمة أوطانهم من خلال تزييف الحقائق وتلويث النواصي وتحريف القيم وإخفاء الوثائق لم أستطع منع الدمع من أن يترقرق في المآقي لتنزلق بمرارها.. لم أستطع منع نفسي عن الغضب.. لم أتمكن من أن أمنع نفسي عن التعبير مؤلم إلى حد التوجع أن نكتشف أن عالمنا كله يعيش مسرحية زيفت أحداثها وشوهت حقيقة شخوصها وأن الحقيقة أعظم إذلالاً من ذل المكشوف العمل الحزبي قربني لأشهد لؤم السياسة ولؤم المنخرطين بها عن قرب.. شاهدت كيف يستطيعون أن يخدعوك بأجنحتهم الملائكية وفي داخلهم شيطان أرعن رجيم رأيتهم وهم يتلونون كحرباة أرض الخراب.. يكيدون لبعضهم البعض ويضعون الشباك أمام الخطوات..كولساتهم طغيان أخرق حقود، وتحزباتهم سوق متأثر بشارع المال، ضمائر ميتة، وقلوب متحجرة، وألاعيبهم احتارت لها ثعالب الغاب.. بل رأيت مدى رخصهم في تقديرهم لذاتهم كم من شخص كرأفت العزي مستعد لقول كلمة الحق وكشف ملامح من حقبة المستور أو غير المعلن عنه أو ذلك الذي جرى عليه التزييف والإخفاء وإبادة الأثر أظن أنهم ندر لأن هناك قوى ارهاب تلوح في الوجوه ما يمكن أن يصيبهم من ويل إن هم تكلموا.. ورغم عيشهم بالقهر فإنه لا بد أن يخرج بين الحين والآخر من يرغب أن يلقي عن أكتافه حمل الصمت ليمنحك مجرد ملامح من حقيقة المجريات وما تخفيه الرمال تحتها رحم الله نورالدين الخطيب وأمثاله من المناضلين الشرفاء الذين تلقوا الخديعة واستغل دورهم للتجيير لغيرهم قد تختفي كثيراً من الحقائق لكن ستظل في الذاكرة أسماء لا يغطي على نصاعتها الضباب تحياتي وخالص مودتي للاستاذه هدى وللسيد رأفت |
رد: نور الذي وهبني النور
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
الرائع في إنسانيته ورقيه وعمقه الأستاذ رأفت العزي تحياتي اسمح لي بداية أن أرحب بك وبانتسابك لنور الأدب مرتين المرة الأولى لهذه المداخلة الرائدة البليغة والتي أعتبرها مادة هامة قائمة بذاتها والتي جعلت الدموع تنساب غزيرة على صفحات وجهي والمرة الثانية لأني منذ أن أكدت عضويتك سيّدي بعد تفضلك بالتسجيل واطلعت على مكان الإقامة شعرت بالفرح وبنسمة ربيعية من نسمات لبنان الحبيب هلّت عليّ في غربتي، كيف لا وأنا المشتاقة له والبعيدة عنه والمحرومة منه حيث أقيم في كندا منذ سنوات عديدة. حقيقة أنا عربية حتى نخاع العظم ووطني يمتد ما بين المحيط والخليج ولبنان جزء من هذا الوطن لا كل، لكنه جزء غالي عليّ جداً وخاص جداً. هي خصوصية حب الأب والأم بشكل مباشر ففلسطين أبي ولبنان أمي والوطن العربي كله هويتي وانتمائي. لوكنت سيّدي فلسطيني نشأت في لبنان فأنت تشبهني تماماً، وإن كنت لبنانياً فأنا أيضاً أشبهك للبنان خصوصية في مشاعري ، فهو البلد الذي ولدت ونشأت فيه وهو الموطن الأصلي لأغلى اثنين على قلبي: " أمي وإبني " لي مع حكايا عشقي له ما لا يعد ولا يحصى، إنه عمري حيث نبتّ وأبصرت النور ولهجتي ومدرستي وجامعتي وزميلاتي وحتى قبر أبي. أستاذ عزت كما تفضلت لا شك أن نور الدين الخطيب من زمن الحلم الذي لم يتركوه ير النور، حلم الوحدة العربية وتحقيق الآمال بالتقدم والتحرر والتخلص من الرجعية، يكفي أن يكون زمن جمال عبد الناصر هذا الطفرة - زمن التمرد على الوضع البائس والتصدي لبراثن الاستعمار- زمن التحدي العربي والثقافة الوطنية والإرادة العربية الواعية ... زمن المخاض في سبيل التحرر والرفعة والمنعة طبعاً كان الاستعمار يتربص هو وكل أذنابه لاجهاض هذه المرحلة التي كان لها لو اكتملت وحققت أهدافها أن تقضي على كل أطماعه ومصالحه، ومصالح الاستعمار دائماً يرتبط بها وتكون أذرعة أخطبوطها أصحاب المصالح الشخصية بكل فآتهم فالعظمة صفة لا يتصف بها غير النبلاء العظيم يعمل للإنسانية والنبيل يعمل لأمته والعادي يعمل لقطره والصغير يعمل لأهله والوضيع يعمل لشخصه ضد مصلحة الناس والخائن يعمل لمنصبه وامتيازاته فوق أشلاء الوطن والحق والناس. حقيقة يا سيّدي كل ما تفضلت به، الفلسطينيون في لبنان متعلمون وحملة شهادات عالية وكانت الجامعة الأميركية في بيروت قد أجرت إحصاءا أجري بفروعها في كل الدول العربية وفق النتيجة الأولية في لبنان حيث جاء الفلسطيني الأعلى ثقافة وتعليماً ونفس النتيجة حصلت عليها بالفروع الأخرى. وعليه الفلسطيني لم يكن مهاناً في لبنان على الرغم من التركيبة الطائفية والأقلية المارونية التي تحكم وحساسيتها التي منحت كل المسيحيين الفلسطينيين الجنسية اللبنانية وبقي اللاجئ الفلسطيني في لبنان هو المسلم السني لكنه كان يعيش مثله مثل أي لبناني من طائفته ( ما عدا الحق في الوظائف الحكومية والتي هي أساساً بالمحسوبية والوساطات ) وعلى الرغم من كل ما أشيع فالفلسطيني لم يعرف الحرية في أي بلد عربي كما عرفها في لبنان وفيه تم تأسيس الهيئة السياسية والنضالية، والمقاومة الفلسطينية لم تستطع أن تنظم نفسها وتنطلق من أي بلد عربي غير لبنان، العمل الفدائي كان لبنان أرضه وقاعدته ومركز انطلاقه، والجميع في لبنان يعرف مدى القوة التي كانت لمنظمة التحرير في لبنان. تغير كل شيء وتهنا في مسارات الخيانة والعمالة واستغلال العمل الوطني للمصالح الشخصية، ولبنان بالرغم من صغر حجمه فهو المرآة التي تنعكس عليها مشكلات الوطن العربي كله، تماماً كما فقدت وثائق الشعب الفلسطيني عند منظمة التحرير واليوم وصلنا لاغتيال كل شيء، حتى الأنروا قريباً لن يعود لها ولإحصائياتها أي أثر مع الحملة الشرسة عليها بعد غزة والإصرار الغربي على إنهاء خدماتها وتوقف كندا وبعض الدول الغربية عن دعمها والمطالبة بإغلاقها. كثيراً يا سيّدي ما أقول مقولتك وأحسد الموتى لأن الله رحمهم من أن يكونوا شهوداً على هذا العصر الذي نعيشه رحمنا الله أحياءا وأمواتاً فكلنا شهداء واقع مرير نلفظ أنفاسنا في كل يوم فلا نموت ولا نحيا سعيدة بك جداً أستاذ رأفت أرجوك اكتب واكتب ولا تتوقف عن الكتابة فنحن بأمس الحاجة في نور الأدب لهذا النفس الرائع البليغ تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي هدى الخطيب [/align][/cell][/table1][/align] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
اقتباس:
أشكرك من القلب .. وحقيقة اني لأخجل من قول اني أشهد لمن أسسوا شهادة للقضية وقدموها للعالم على هيئة جبل هائل وبإمكانيات متواضعة او بلا إمكانيات او من جيوبهم الخاصة وعلى حساب عوائلهم وسلموها لمن يفترض انهم " الأمناء " فتاجروا فيها في وقت كانت تمطر الدنيا عليهم ذهبا فرصّعوا به قبضات بنادقهم وعجلات سياراتهم ونقشوا عليه أسماهم ( أُصرُّ على قول " الوهمية " ) لتلمع ولتخدع البسطاء من شعبي الذي لم يبخل بسيل الدماء ثم انتهوا بالقضية أصغر من فأر صغير لولا انتفاضات ابناء الأرض الذين أعادوها للجذور . اكرر عميق شكري ومودتي |
رد: نور الذي وهبني النور
اقتباس:
سيدتي الفاضلة هيام ضمرة مساؤك السعادة والخير الحقيقة " كان لها - وما زال - حراس وسجانون ولكن هناك من يكسر الأقفال ويحررها بكل ما هي عليه ، مرارتها .. قسوتها ؛ والحقيقة تدمي ، لأنها توغل كالمشرط في اعماق الجرح الذي لا بد وان يمر كشرط لإستئصال الأدران المتراكمة المميتة ؛ وقولها واجب .. والواجب يحتاج منا الى قرار شجاع لإعلانها كما هي ..! و" الحقيقة " بحد ذاتها خطر قد تُعرض صاحبها الى اغضاب جهات عدة نافذة / لها القدرة على الحاق الأذى بمعارضيها / لأنها تعريهم وتكشفهم . وحسبي انهم ما عادوا يستطيعون الى ذلك سبيلا ، لأن الكلمة اصبحت تُنشر رغما عنهم .. فقدرتهم على الزامنا الصمت قد انهارت ... وسخطهم على قائلها لم يعد يُشكل عائقا ، فهل بإستطاعتهم مصادرة الفضاء ..؟ ولو نظرت سيدتي إلى قائمة الشهداء أصحاب كلمة الحق فسوف تجدينهم معظمهم في العالم الآخر حتى لو عاشوا بعيدا عن عالم الأشرار ولكن الكلمة أو الصور المرسومة كانت وما تزال ترعبهم . رحم الله الشهداء الذين اناروا دروبنا ورفعوا راية الوطن وأسسوا لجيل سمته فضائل الأخلاق شكرا لك سيدتي الف شكر وتقبلي مني خالص المودة وعميق الاحترام __________________ |
رد: نور الذي وهبني النور
:nic65:[align=justify]
لك ِ أن تشعلي شمعة الذكرى والوعد والياسمين ,, أن تستعيري من زهوة السنوات التي مرتْ ما يمكن أن نسميه ألف اسم واسم ليصب كله في نبع واحد .. عندما رحل الخال كانت الدنيا في حالة نحيب ..لكنه أصرّ على البقاء ، وبقي .. فأشعلي حروفك كي تكون نبراس طريق .,. لك ألف وعد ومفتاح الربيع الدائم [/align] |
رد: نور الذي وهبني النور
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
لك أيها الغالي أن تمطر الشعر فتنمو الزهور على درب عودتنا لنا قصائدك مياه النهر الذي يسير إلى غد خصب الآمال لك أن تمطر أحلى المعاني وتحفظ كل من رحلوا في ذاكرة الأيام حتى لاتغيب شمسهم فقط حين تمطر علينا بشعرك أشعر بأني سأكتب وأكتب بلا توقف كن دائماً بخير وأمطر قصائدك حتى نحفظ معاً الذكرى.. ذكرى كل الأهل والأحبة [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: نور الذي وهبني النور
الأستاذة القديرة والأخت الحبيبة هدى الخطيب ..
سيرة ذاتية مضيئة ومشرفة .. قرأتها عدة مرات من فرط اعجابي بهذه الشخصية الفذة .. ولك أن تفتخري وتعتزي يا حبيبتي بهذا الأب الحنون الذي يندر وجوده في هذا الزمان .. فهو رجل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني .. وعندنا في مصر بيقولوا " اللي خلف ماماتش " .. وأنا أرى صورة والدك الحبيب متجسدة فيك يا غاليتي ( أطال الله في عمرك ) .. وبدون أي مبالغة , فكل الصفات الرائعة التي ذكرتيها .. هي صفاتك التي ألتمسها وأشعر بها من خلال تعاملي معك .. وصدقت حين سطرت " نور الذي وهبني النور " |
رد: نور الذي وهبني النور
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
الأخت الحبيبة أستاذة مرفت ما أروع وأنبل الإنسان وهو في قمة أحزانه وحرقة آلامه ولوعته ومعاناته لا تغفل إنسانيته عمن حوله يا حبيبتي أنت إنسانة نبيلة خلوقة وما تفضلت بوصفي به ما هو إلا من كرم أخلاقك ونبل معدنك وإنسانيتك يا الله ما أعمق إيمانك وما أرّق إنسانيتك رحم الله الدكتور ناصر ورحم والدي وجعلهما في الفردوس الأعلى يارب كوني بخير لأن في قلبك نبع إنساني صافي أختك هدى [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: نور الذي وهبني النور
أدمنت أحزاني فصرت أخاف أن لا أحزنا وطعنت آلافا من المرات حتى صار يوجعني بأن لا أطعنا نعم سأكرر دائماً ما حييت بأننا خسرنـــاهم.. ورحلوا..فأظلمت الدنيا في أعين قلوبنــا.. وضاق الوجود بنــا.. ونعلم جيداً أنهم لــن يعودوا يوماً.. فالحياة لم يعد فيها نورا إذاً.. "فلنحــــاول" أن نضيء النور مرة أخرى! وهذا الطريق يذكرنــا بهم.. طريق السير على نهج الحبيب الشاعر المغفور له نور الدين الخطيب تمر السنون ومازال ذكره محفوراً في القلوب في مثل هذا اليوم توفي الشاعر الفلسطيني الأستاذ نور الدين الخطيب في ( 4 ) آذار ودفن بعد أربع وعشرين ساعة في ( 5 ) آذار عندما توقف هذا القلب عن الخفقان نعم الغالية أستاذة هدى كما تفضلتِ الذي يكتب عن شاعر و أديب مسكون بالحب لا بدّ أن يكون إنسانا يتنفس الحب و يعيش الحب و لا يجيد غير الحبّ لغةً، و نـور الدين الـخطيب كان شاعراً و أديباً و مفكرا قومياً و وطنياً مليئاً بالحب، عاش بالحب و مات من الحب ... لقد حمل الشاعر نور الدين الخطيب هم فلسطين فوق كتفيه وذاق أوجاعها بكل شغف، واعتنق فلسطينيته كدين نزل عليه وحده ليزرعه في حدائق اليقين، فليس هناك أنبل ولا أجمل ولا اصدق من فلسطينيته وعشقه لفلسطين لقد تذكرت قول شاعرنا الحبيب طلعت سقيرق : لك ِ أن تشعلي شمعة الذكرى والوعد والياسمين ,, أن تستعيري من زهوة السنوات التي مرتْ ما يمكن أن نسميه ألف اسم واسم ليصب كله في نبع واحد .. عندما رحل الخال كانت الدنيا في حالة نحيب ..لكنه أصرّ على البقاء ، وبقي .. فأشعلي حروفك كي تكون نبراس طريق .,. لك ألف وعد ومفتاح الربيع الدائم في هذه اللحظات لا يسعنا إلا أن ندعو بالرحمة والغفران للأديبين الشاعرين نور الدين الخطيب وطلعت سقيرق " اللهم اغفر لهما وارحمهما ، وعافهما واعف عنهما ، لقِّهما الأمن والبشرى والكرامة والزلفى ، اللهم إن كانا محسنان فزد في حسناتهما ، وإن كانا مسيئان فتجاوز عن إساءتهما ، اللهم اغسلهما بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقهما من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدلهما أهلاً خيراً من أهلهما ، وداراً خيراً من دارهما ، وجيراناً خيراً من جيرانهما ، اللهم لا تحرمنا أجرهما ، ولا تفتنا بعدهما ، واغفر لنا ولهما آمين ...... آمين ..... آمين |
رد: نور الذي وهبني النور
الاستاذة هدى الخطيب.....بعد التحية
اوجزت كثيرا فى سرد سيرة اسرة جميلة عاشت وتعيش املا جميلا وكنت اتمنى لو اسهبت خاصة ان حضرتك مؤرخة ومع ذلك فقد شدنا الحب لبطل السيرة لانه من مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية اى انه فدائى ...ايضا تحلت السيرة ببعض الحلوى مثل اما انا فساعلم بناتى الحب بمعناه الانساتى الناصع بما يعنى انه قلب كبير ..انت روحى ... ومعك الى القمر ..كلما اصبح القمر بدرا ترتسم عليه صورة وجهه... ..لك الحق كل الحق فى ان تكتبى سيرته وباسهاب ....لكونه احد ابطال المقاومة ..ولانه اديب ..استاذة تعيشى وتفتكرى دايما |
رد: نور الذي وهبني النور
[align=justify]
تحياتي لك أستاذ محمد جاد الله محمد معك حق قد أكون أوجزت لأني لم أعاصره تقريباً وحين توفي كنت طفلة صغيرة جداً، فقد كنت أنوي وبدأت فعلا كتابة سيرة أبي بأسلوب قصصي وعلى لسانه، ولا أدري إن كنت سأتمكن من إنجاز هذا العمل لأني كنت سأعتمد على ذاكرة الأهل من الطفولة في حيفا إلى النكبة وما بعدها في لبنان يبدو للأسف أني تأخرت، فعمي الأقرب لعمر أبي ( بينهما أحد عشر شهراً ) توفي منذ بضعة أشهر، وعمتي منذ رحيل ولدها شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت لم تعد قادرة أن تكون مصدري بسبب سوء حالتها النفسية والصحية كان الله في عونها سأحاول ربما أخذ وتسجيل بعض المعلومات من عمي المتبقي أطال الله عمره وإن يكن يصغر والدي بعدة سنوات وكان طفلا صغيراً أيام النكبة كل الشكر والتقدير لك [/align] |
رد: نور الذي وهبني النور
الاستاذة ..هدى .بعد التحية
نفدم لك واجب العذاء فى عمك رحمه الله وعظم الله اجره واطال الله فى عمرك وفى اعمار الاسره الكريمة وبعد جميل يا سيدتى ان تطلعى على ما نكتب والاجمل ان تفكري فيما نكتب حتى لو لم يكن فى مستوى ان يحمل الافكار باعتبار ما تتصفين به من ادارة ولا اقصد ان تتطلعى بصفتك الشخصية ولكن اقصد الادارة يجب ان تتابع وبسرعة استقراء الواقع ومحاولة استشراف المستقبل.... شاكر لك.. ذوقك.. وكرمك.... واتمنى المنتدى نور الادب التوفيق فى ان يصبح دارا كبيرة لكل انواع النور وتقبلى تحياتى وشكرى |
رد: نور الذي وهبني النور
الأستاذة هدى الخطيب:
وقفة إجلال للراحل الهامة ،الذي أتممتْ نورُ عينه ،ابنته الأستاذة هدى ،معالمَ الدربِ الطويل ،فأجادتْ كل الجودة ،وأعطتْ جميل كرم العطاء. رحمك الله ،فقيدنا الغالي ،رحمة واسعة ،وذكراك تبقى بساتين خير وشعاعَ نور دائماً. ولكم أحببت أن ترافق بديع الرثاء ،وبطاقة الأصالة من الأصيلة هدى ،مجموع صور للراحل الهامة . |
رد: نور الذي وهبني النور
أنحني أمام هذه الهامة الكبيرة والتي ستبقى علمًا يضيء لنا الطريق. لقد كان مثالا للنضال والعطاء وكان نورًا للأدب بحق، ولم تأتِ هذه التسمية لهذا الموقع الرائع مصادفة بل كان للتسمية هدف سامي ورفيع. رحمه الله وستبقى ذكراه خالدة ما دامت لدينا عيون تقرأ وقلوب تدقّ وتنبض.
|
رد: نور الذي وهبني النور
الاخت هدى مساء الخير
يقول الحديث الشريف اذا مات المرأ انقطع ذكره الا من ثلاث علم ينتفع به...وصدقة جاريه...وولد يدعو له وانّ الوالد رحمه الله قد أحاط بكل هذه الاشياء فأكتبي له ليكون شعلة تنير للاجيال القادمه دروبها بأدبه الغزير وآرائه المتفتحه دمت أختي العزيزه بكل خير تحياتي سلمان الراجحي |
رد: نور الذي وهبني النور
يحق لك الكتابة أستاذة هدى عن والدك
وشرف لنا أن نقرأ هذه السيرة العطرة وحق لك أن تفتخري بالانتماء لعائلة تقدر الأدب والأدباء وتقدر الثقافة وتفيض قلوبها بالوطنية شعرت بالحزن حينما عرفت أن ارشيف والدك الأدبي قد سرق أو أتلف بفعل الحرب لكن ما عند الله خير وأبقى لأننا مهما عمرنا في هذه الأرض فمصيرنا إلى الفناء وما يبقى هو عملنا الصالح .. نسأل الله لوالدك الرحمة والمغفرة وأن يجعل الله أعماله في ميزان حسناته تحياتي لك أستاذة هدى |
رد: نور الذي وهبني النور
الأستاذة هدى : تعجز الكلمات عن التعبير ، ولكن في البدء رحمة لروحه الطاهرة وبركة ونور تتنزل عليه كلما زكرناه وحتماًَ لم ننسى ولن ننسى ، لم ننسى ذلك الرعيل الأول الذي عاش في حيفا ، ةتنفس فيها وعشقها ، لن ننسى ذلك الجيل الذي قدم وضحى ، لن ننسى على وجه اليقين ، هامات شمخت وأبدعت ونحتت ، وحوربت في وجودها ، في ما ضيها وحاضرها ومستقبلها .
نور الدين الخطيب أحد هؤلاء الرموز ، التي غيبتهم السياسة العربية بمجملها وحاولت طمس وجودهم ، لكن هل نجحت خطتهم ، بالتأكيد لا ، لا يمكن حجب الشمس بغربال، لا يمكن للحقيقة أن تغيب. ربما كلمات منكِ كفيلة بنبش ذاكرة ضاعت ، فأيقظتها ، فأعدنا كتابة القصة ، واكتشفنا كم ضيعنا في غياهب النسيان رجال لولاهم لما كنا . لو لم يفعل راحلنا الكبير شيئاً سوى انجابه مبدعتنا الكبيرة هدى لكفى ووفى . |
الساعة الآن 01 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية