![]() |
الركن الهادىء
يافا أنتِ لغز
يافا أنت ِ لغز .. هذا ما توصلت إليه أخيراً .. يافا أنت لغز .. أنت لغز الألغاز يا يافا . في كل يوم أنوي فيه اغلاق هذه المساحة الخريفية المضطربة على اعتبار أن الخريف قد ولى .. وأن الشتاء سيولي أيضاً وعما قريب .. وجدائل الربيع تطل خلف الأبواب والشبابيك .. لكنني أعود إلى هذه المساحة أكثر اشتياقاً وأكثر حنيناً ورغم أنف الربيع . في الماضي عندما كنت طفلة صغيرة كنت مولعة بقراءة قصص الألغاز ..كانت هي عالمي الخاص الذي ألجه في ذلك الوقت وأبقى فيه أطول زمن ممكن .. عندما كبرت أخذت أتحرر شيئاً فشيئاً من هوايتي المفضلة في قراءة الألغاز وولوج عالم الألغاز والتعايش مع كل شخوصه وأبطاله .. لكنني ودون أن أشعر انغمست في مواجهته . كنت أقف أمام أي لغز مبهورة جداً .. كان يستفزني بشكل كبير ولا أتركه حتى أحلّه .. واللغز الذي لم أكن استطيع حلّه أسجله نقطة مستديرة في نقاط فشلي ! قررت دراسة الحقوق كي أعمل وأكرس كل وقتي للتحري .. كنت أشعر أنني أمتلك قدرة وطاقات رهيبة في مجال التحري ولكن بعد أن درست الحقوق وتكبدت عناء الدراسة وجدت نفسي محامية ومحامية فقط ولا تسألوني كيف .. ولماذا ؟ أنا لا أملك جواباً.. لكن بالتأكيد هناك أموراً كثيرة تتغير عندما نكبر ويفرضها علينا واقع الحياة التي نعيشها وليست الحياة التي نحلم أن نعيشها .. ومع أني لم اكن أعدم الحجة الواهية والقدرة الهائلة على الاقناع والاستفادة من مرونة بعض النصوص القانونية ألا أنني بعد مرور كل العمر اكتشفت أنني كان من المفروض أن أعمل بسلك التحري وأن أكون هناك وسلك المحاماة لم يكن لي فتوقفت أدراجي أعيد النظر ! كنت أرى الأمور تسير بطريق محددة حتى تأتي إلي باسطة ذراعيها لأقوم انا بالكشف السريع عن كافة ملابساتها وتقديم الحل فيها وكنت دائماً أبرع في هذا .. لا أعلم إن كان اعتراني بعض الغرور أم أن هناك من الألغاز من استعصت عليّ ولم أفهمها في يوم. لغاية هذه اللحظة كنت أظن نفسي أقبض على الوقت بين يدي وأحرك الرياح كيفما اشتهي فإذ بيافا تطل عليّ من قلب البحر المتوسط وتهدد أمني واستقراري . من أين أتيت يا يافا ؟ من أي الألغاز أنت ؟ ولماذا هبطت في مطارات قلبي ؟ من أين أتتني يافا .. لا أعلم ؟ كل ما أعلمه أن يافا عروس البحر .. يافا بلد جميل جداً لكنه يقع تحت نير الاحتلال البغيض .. وهذا ليس لغزاً يحتاج حلا ً ..إنه احتلال وأنا لا أفكك رموز الاحتلال ولا أحلل شيفرات الحروب .. فماذا أفعل بيافا .. ووماذا أفعل بوجه يافا الصبوحي حين يطل عليّ من قلب المتوسط ويلقي عليّ تحية الصباح ؟ يافا يا عروس البحر لا أعلم هل أنت من انتزع مني اللقب أم أنا من تشبهت بك ؟ اسمحي لي يا يافا أن أقدم لك باقة من اعتذاري لأنني أهملتك سنوات وسنوات .. لم أعطك فيها يافا حقك من الحب والاهتمام كما أعطيت قدسي وغزة هاشم وعكا التي تئن بين حروفي . نعم أنت أتيت لي بأقدامك الطاهرة فأهلاً وسهلاً بك في قلبي .. يافا منذ الآن ستحطين أنت في قلبي وليس في مطاراته فقط وستكونين ضيفة معززة مكرمة على حروفي المتواضعة .. وسألقي عليك تحية الصباح والمساء يا عروس البحر . يافا لك مني كل الحب والوفاء والدعوات الخالصة لك بالتحرير ولتعذريني يافا فبعد قدومك سأحطم كل الألغاز ولن أدعي أنني في يوم حللت لغزاً .. أهلا بك يافا أجمل لغز في هذه الحياة . |
رد: الركن الهادىء
التوتر
طبعاً أشعر ببعض التعب لأنني لم أخرج من أجواء المرض التي ربما كان سببها الرئيسي هو التوتر .. أعاني بهذه الفترة من ضغط كبير على الأعصاب بسبب الصدامات غير المرئية مع البشر .. أتفاجأ كل يوم أن الدنيا ليست بخير وأن المصالح غلبت ليس على حياتنا فقط بل على مشاعرنا وأن اللف والدوران تعرف اليوم بالدبلوماسية وأن الشجاعة ربما أصبح لها توصيف آخر غير محبب بل قد يحاربها البعض .. طبعا أنا مع الشجاعة ولست مع التهور في استعمال الحق تحت ستار الشجاعة .. أعتبر أن المداهنة والرياء هما العدو الحقيقي ليس لي بل لكل المجتمعات ولكل الأمم وهما من أوضع الصفات التي عرفتها البشرية . ما زلت أفكر كالمتنبي " الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم " ربما كان هناك تشابه لو ضئيلاً بيني وبين هذا الفارس الشجاع وهو أن القلم يعرفني وأنا لا أخون القلم الذي هو كالسيف وكما يرتوي السيف من الدماء يرتوي القلم من قول الحق . لو فكرنا ماذا نجني من التملق والرياء واللف والدوران ومجاملة الآخر على حساب مشاعرنا ؟ لا نجني شيء .. هي الخسارة الأكيدة .. لأنها الضبابية التي تفرض لها جداراًً حول الأشياء النبيلة والسامية وهذا الجدار يأخذ بالعلو والارتفاع والاتساع حتى يكاد يطمس كل شيء ولذلك يختلط الحابل بالنابل وتظهر مفردات منها " لم يكن قصدي " .. "الخطأ غير المقصود " لماذا نضع أنفسنا في هذه الخانة .. وما الذي سيعود علينا بالفائدة ؟ طالما الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب فأي حقيقة غير هذه إلى زوال مهما حاولنا لفها بغربال . يؤسفني أنني في هذا العمر اصطدم هذه الصدامات كما قلت غير المرئية .. لا أعلم كيف سأربي بناتي على الخير والفضيلة وكلمة الحق .. والدبلوماسية أصبحت عنوان كل شيء . أنا مع قول الحق وعدم المداهنة والرياء وعدم اللف والدوران والشجاعة وعدم المواربة .. قل للأعمى أعمى بعينه .. انظروا إلى حالنا أين أصبحنا في سبيل أن لا نجرح أحد لأننا لا نجرؤ أن نواجهه ونقول له أعمى ونجتمع في خلفه ونطعن في كل شيء .. قسوة .. والخاسر الوحيد فيها نحن .. أصحاب القلم لا يخونون القلم والمداد وإلا فلنترك القلم كما تركنا السيف ولنعلق شعارنا اللف والدوران وعدم المواجهة والطعن من الخلف . وسلام عليك أيها المتنبي العظيم .. أما أنا فالقلم يعرفني وأعرف جيداً طريقي إليه . |
رد: الركن الهادىء
في كل زمان هناك الخير والشر و الصدق و الرياء و الشفافية و الأقنعة, ربما تكون الأمور تعقدت مع الحداثة و تطور الإنسان وتبريره لطرق المعاملة بشكل خاطئ أحيانا من أجل مصالحه لكن العالم فيه المتناقضات منذ البداية فنحن نعلم أن قابيل قتل أخاه هابيل مع بدايات السلالة البشرية و أن الرسل و النبيئين الذين جاؤوا بالخير و الهداية و أسمى المبادئ تعرضوا للنفاق و القسوة و الأذى فما بالك بالأشخاص العاديين.
كل إنسان يحاول أن يزرع في ذريته ماهو مقتنع بأن فيه صلاح لهم لذلك أختي الكريمة ميساء دعي بناتك ينهلن من طيبتك و شفافيتك و خيرك و علميهن التصافي مع النفس أنت لك قلمك و أوراقك و لكل واحدة منهن حتما وسيلتها التي تناسبها لإخراج الانزعاج و السلبية لنقاء الروح و المحافظة على وجه الإنسان الجميل. أتمنى لك كل الخير و التناغم الدائم مع قلمك و قلبك . تحياتي |
رد: الركن الهادىء
لوم وعتاب شيء مؤلم عندما تتعرض فلسطين الحبيبة بأي جزء منها للاعتداء من الصهاينة تجد هناك من يركض للاعلان بشكل أو بآخر عن الانقسام بين فتح وحماس ! لماذا هذا اللؤم .. الجميع يعلم أن الأقصى يهم مسلمي العالم بأسره وليس فقط مسلمي الوطن العربي فلماذا يتشدق البعض أن حماية الأقصى هي مسؤولية الفلسطينين وحدهم وأن الخلاف بين فتح وحماس سيشغل الفلسطينين عن حماية الأقصى ؟ لا أفهم كيف سيتمكن شعب أعزل مكبل بشتى قيود الاحتلال من تحرير نفسه وتحرير الأقصى بينما يغرق جميع مسلمي العالم في العسل .. ويلقون اللوم صباح مساء على حماس وفتح ؟ من هي حماس ومن هي قتح ؟ حماس وفتح وكافة الفصائل الموجود على الساحة الفلسطينية هي مجرد فصائل لا حول لها ولا قوة .. فصائل مقيدة بأغلال لا تستطيع أن تتنفس تحت نيران الاحتلال . حماس وفتح وجدوا في بوتقة ضيقة جدا .. في عنق الزجاجة .. وجهاً لوجهة مع بلد شبه محتل بالكامل .. فقر شديد .. حصار بالكامل .. تخلي من جميع الأطراف .. مواجهة بالكامل مع الاحتلال ومع شعب أعزل نصفه موضوع قيد الأسر .. من الطبيعي أن تختلف فتح وحماس .. كلتاهما في نفس الخندق ويواجهون الموت الزؤام وفي الأوقات الصعبة كل العالم يختلف وارجعوا إلى كتب التاريخ تجدون الخلافات والانقسامات تظهر في الأوقات الصعبة .. ولكن إن كان جميع الوطن العربي لم يستطع أن يحتوي هذا الخلاف فكيف نطلب من فتح وحماس أن يحتووه وكيف نطلب من شعب مثخن بالجراح مكبل بالقيود أن يدافع عن الأقصى بينما نكمل نحن مسيرتنا بالقاء اللوم على حماس وفتح . اللوم والعتاب على كلِ من وضعت فيه ثقتي في يوم فكان أن تجاهلني كورقة سقطت على رصيف الخريف لا أعلم هل بإمكاني أن أمنح الثقة بعد كل هذه الخيانات .. اللوم والعتاب على أحبة كانوا كل حياتي وهمي .. أصبح ليس لديهم أي هم في هذه الدنيا سوى تجاهلي .. لماذا لأنهم حين كانوا فرادى كنت أحيطهم برعايتي واهتمامي وبعد أن أصبحت أعدادهم في ازدياد وأصبحوا أكثرية وأصبحت أنا وحدي تجاهلوني كأنني خيط دخان .. اللوم والعتاب على زمن جعلنا في الحضيض وجعل كل من يفهم أو لا يفهم شيئاً يدلي بدلوه عنا وعن مصيرنا ويقرر لنا كيف نعيش ومتى نعيش وأين نعيش ؟ من الذي حكمك فينا يا زمن ؟ بعد هذه النهايات ماذا ننتظر من أمة ترفع شعار كلنا مع الأقصى وابتعد عن الفلسطيني ؟ الفلسطيني قبل الأقصى يا عالم .. الفلسطيني قبل الأرض .. قبل أي شيء الإنسان الفلسطيني .. وبعد ماذا بقي من لوم وعتاب ؟ |
رد: الركن الهادىء
لا تنسي يا حرفي البعيد .. إذهب إليها .. ذكرّها حتى لا تنسى .. أخشى أن تنسى. جمعتنا في يوم غير بعيد لغة مشتركة .. لم يفهمها أحد إلا أنا وأنت ِ .. تكلمنا كثيرا ً .. وضحكنا أكثر .. كنت أنا هناك أقف على الجانب الأخر من قلبك .. كنت أكفكف دموعكِ حين عصفتَ بك رياح الغدر ذات مساء .. أذكر في حينها أنّي ضغطت على يدك المرتجفة وقلت لك أنا معك ِ ولن أتخلى عنك .. أنا يا غاليتي وفيّةٌ لحرفي ولك ِ ولكل الأيام التي كانت تجمعنا .. وفيّةٌ لكل حديث ولكل ضحكة .. لكل همسة .. لكل دمعة .. لكل تنهيدة وكل لفظة آه كانت تشق صدرك ِ. وحتى لا تنسي وتأخذك حمى النسيان .. تذكري أنني أنا وحدي من كفكف دمعكِ .. وحدي من منحك قلبه ومن وهبك الحب الوحيد في حياته كي تهنئي .. وحدي من ابتلعت الآه .. وأشفقت على قلبك وقلت لك.. تفضلي هذا قلبه لك ِ .. تربعي على عرشه .. لا .. لست انهزامية .. لكنني أشفقت عليك وعلى دموعك وعلى مرِّ بكائك .. أشفقت على يأسك ووحدتك وغربتك وأنينك .. وكنت وفيّةً.. وفيّةً لما كان يسمى بصداقتنا وحديثنا وذكرياتنا .. وحتى لا تنسي أيضا ً أنني أنا من وضعت لك قدمك التائهة على بداية الطريق وقلت لك .. سيري من هنا والله يحفظكِ ويحميك. أذكر رهبتكِ في البداية وخوفكِ .. لكنني كنت دائما ً أشد على يدكِ وأشجعك وأقول لك مداعبة هلاَّ تحبين نفسك قليلا ً .. لا تقتلي نفسك من أجله .. قد يمضي ويهجرك .. كنت أبتلع العبارة الأخيرة خوفا ًعلى مشاعرك .. وأمضي معك .. أسمعك وأنت تروين لي همسه لك وتصفين لي بالحرف والكلمة والهمسة والضحكة كل ما أفضى به إليك وكل ما باح به لك وأنا أبارك هذا الحب وهذا البوح وخنجره ما زال مغروسا ً في قلبي .. وأواري نزيفي ودمعي وبكائي الذي يختنق في قلبي .. حتى لا تنسي أنني كنت معك وبقيت معك لأنني وفيّةٌ لك ِ ولكنك أبدا ً ما كنت معي .. وأنك أحببت نفسك كثيرا ً .. أخذت الكثير وألقيته خلف ظهرك . اليوم لا تبكي .. لم يعد معي ما أعطيك إياه .. هو ليس معي حتى أمنحك إياه مرة أخرى .. إسألي نفسك أين ألقيت به في غمرة نزواتك .. قد ضاع منك ومني .. والآن تبكين على الأطلال .. وأنا ماذا افعل لأجلك وأنت لا تنفكين تجرحين وتمزقين .. تهجرين وتخلعين ثم تبكين . ماذا افعل لأجلك وقد أحببت نفسك كثيرا ً .. ونسيت كثيرا ً .. أحببت فقط أن أذكرك حتى لا تنسي .. ليتك في يوم لا تنسين .. لا تنسين . |
رد: الركن الهادىء
عزلة مؤقتة
أحيانا تراودني نفسي بشيء من العزلة لكني سرعان ما أقاوم هذا الشعور . اليوم أرغب فعلياً بشيء من العزلة .. أرغب بالإنغلاق على ذاتي بعض الشيء .. أحتاج الجلوس وحدي .. بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية .. الإيجابية منها والسلبية . أحياناً أشعر أنني مبهمة جداً .. لا أحد يفهم عليّ ما أود قوله .. أحتاج أن أتكلم كثيرا حتى يفهمني الآخرون .. أن أفصح كثيرا ً .. أن أوضح كثيرا ً .. ثم أفاجأ أنني بواد .. والآخرون بوادٍ آخر . متى يفهمنا الآخر ؟ متى نقول أننا نفهم بعضنا ؟ متى يفهم أن هذا الكلام يُغضب ويجرح ولا داعٍ للتفوه به .. متى يفهم أن حضوره ووجوده مهم في هذه اللحظات وعليه ألا يتذرع بحجج واهية للغياب .. متى يفهم أنه بلحظات ما الغياب مرفوض .. مرفوض .. مرفوض ؟ متى يفهم أن الإنسان ليس في كل يوم يكون مستعدا ً كي يبدأ من تحت الصفر .. ليس كل البشر نستطيع أن نبدأ معهم يومياً من تحت الصفر ؟ متى يكون متواجداً على مستوى التواجد ومستوى الألم .. متى يفهم أن الدمعة هو السبب في انحدارها وليس فقط عليه أن يمسحها بطرف منديله .. متى يفهم أن الضحكة التي يسمع جلجلتها في حضوره ما هي إلا ستار تختفي وراءه حشرجة البكاء ؟ متى يفهم أن حضوره فقط يكفي لتبديد الألم وغيابه هو الألم والعذاب والقهر والسخط ؟ متى يفهم أن عليه أن يفهم ولو لمرة واحدة ان يكون على مستوى الفهم ومستوى الأبجدية التي ألفّنا حروفها سوياً ؟ متى يفهم أنه من الصعب عليّ أن أسرد له كل حروف الأبجدية كي أقول له مرحباً ؟ متى يفهم أنني كائن بشري يتعب .. يغضب .. يثور ..ينفجر .. وأن غباءه ما عاد له من مبرر سوى التجاهل من طرفه وأنه قد فرغت جعبتي من كل الأعذار السخيفة التي لا تنطلي على عقل دجاجة وأنا أقنع نفسي بحجم مشغولياته وأرقه وتشوشه وإنسانيته التي لا تعلوها أية انسانية وهي في الحقيقة .. ما هي إلا أنانية مفرطة .. ودلال على قلب يكن له محبة خالصة .. وطمع بقلب لا ينفد منه الحب .. ولكن كل شيء في هذا الكون إلى نهاية .. وهذا التلاعب بالحضور والغياب أصبح مقيتاً.. مملاً .. فارغاً وأنه لم يعد يجدي لا الحضور ولا الغياب .. والعودة للصفر هذه المرة ستبقى صفراً ولن تتعداه منزلة واحدة وأنني سأنغلق على ذاتي .. وسأدخل بعزلة لن أسمح له باختراقها .. لن أسمع بكائه بعد اليوم لأنني سأضع ضجيج الدنيا في أذني وسأقيم كل الحواجز التي عرفها والتي لم يعرفها بعد ..سأقبع داخل شرنقة من العزلة لن أخرج منها .. قد استهلكت في انتظاره كل ساعات الانتظار المقررة لي للبقاء على قيد الحياة . |
رد: الركن الهادىء
اعتذار متأخر ..
لا أعلم إن كنتَ ستقبل اعتذاري المتأخر بعد هذه السنين الطويلة ؟ أتيتني تحمل دموعك تغلي بين كفيك .. قلت لي بصوت يختنق من شدة البكاء .. " أنا أبكي أحبتي " .. أحتاج أحبتي ! استغربت أنا في حينها .. كنت أظن نفسي أحبتك .. جميع أحبتك ! لا أعلم إن كانت رياح الغيرة هي التي عصفت بكياني .. أم أنها نار الاستبداد التي شبت بين ضلوعي .. أم هي مساحة الحزن الكبير التي كانت تحتلني حينها وأنا أنتظرك بفارغ الصبر كي تبدد حزني كما عودتني .. كما كنت تأخذني بين ذراعي كلماتك الدافئة وتمطرني دفئاً وحناناً فتمسح آثار الحزن من كل الوجود ؟ فإذ بك تبكي أحبة أنا لم أضعهم في اعتباري .. لم يلتفت نظري لوجودهم أصلا في حياتك .. .. هل كنت قاسية .. ظالمة .. مستبدة ؟ أم كنت أنا الضحية ؟ الضحية التي فقدت قلبك وحنانك ودفئك وأخذت تصارع المجهول ومساحات الحزن والوحدة التي تشتعل بقلبها .. بل بكل كيانها .. ولم تجدك . اليوم عندما قرصتني براثن الغربة .. عندما لف روحي صقيعها .. أدركت سرَّ بكائك .. فهمت صمت دموعك التي انسكبت بجلال ووقار على صدري .. ولم أفهمها .. لم أقدرها .. اليوم فقط أدركت بأنه قد يكون لك أحبة .. مع أنك لهذه اللحظة كل أحبتي . اليوم وأنا أحادث التلفاز والمذياع وأوراق الشجر التي تتنازع في الحديقة .. وفنجان القهوة الذي بات رفيق وحدتي .. ودمية صغيرة خرساء تنام بجوار وسادتي تسمعني فقط .. لكنها لا تجيب .. أدركت اليوم أنك كل أحبتي .. وأنني كم أحتاجك .. كم أشتاقك .. كم أنت كل أحبتي .. كم أتفهم اللحظة أنك كنتَ تبكي أحبتك .. كنتَ تحتاج أحبتك .. أنا آسفة يا كل أحبتي .. أرجو أن تقبل كل اعتذاري يا كل أحبتي . |
رد: الركن الهادىء
أحيانا لا نفهم الآخر استاذة ميساء
وهذا سر شقائنا وتعاستنا أهديك " يا ريت " فيروز أتمنى أن تنال اعجابك http://www.youtube.com/watch?v=wTZyhHwDyDw |
رد: الركن الهادىء
استاذة ميساء
ربما ظلمت أنت الآخر لكن هو ظلمك أيضا لا تلومي نفسك كثيرا ولا تجلدي نفسك بسياط الذنب الآخر ليس بريئا تماما وعليك ان لا تتهمي نفسك بالإستبداد بوح جميل جدا يا استاذة ميساء |
رد: الركن الهادىء
ميساء .. لا تاسفي و لاتعتذري .. فحين يكون عتابنا موجها إلى الاخر وحتى حين نجلد أنفسنا بسياط اللوم فإن ذلك لا يكون سوى محاولة للتنفيس و محو كل وخز للضمير ..
اللوم و العتاب يكون في أغلب الأحيان وسيلة للتواصل وعدم قطع الصلة بالآخر .. ويبقى على هذا الآخر أن يفهم الرسالة .. و إلا ضاع كل شيء .. مبدعة يا ميساء . مودتي . |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
يا ريت يا بتول هل من حقنا أن نسرق من ليس لنا ؟ خلينا مع فيروز أحسن شكرا لمرورك البهي |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
او التي أفصح عنها ولم نتفهمها في حينها كل إنسان مأخوذ بظروفه ويظن ان همه هو أكبر هم بالدنيا وهذا خطأ كبير .. خطأ في حقه وحق الآخر حاتم شكرا لمؤازرتك وكلماتك الرقيقة ودمت بألف خير . :nic67::nic27::nic75: |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
نضع أنفسنا في مواقف لا نفهم تأثيراتها السلبية علينا إلا بعد فوات الأوان لو أن الأنسان لا يتسرع في اتخاذ قراراته ولا يحكم بعصبية لما حكم على نفسه وعلى غيره بالشقاء .. لكن الإنسان خلق عجولا متسرعا ولذلك هو الخاسر الوحيد إن ترك لإنفعالاته أن تكون هي مصدر قراراته .. شكرا رشيد لمرورك البهي وبارك الله فيك . |
رد: الركن الهادىء
للرجال فقط
هذا الموضوع أفرده لك عزيزي الرجل .. بودي أن أهمس بأذنك بعض الكلمات بعيداً عن المرأة .. وعين المرأة التي نجدها في كل مكان . سأفرد هذه المساحة من الركن الهادىء لك عزيزي الرجل ولن أسمح للمرأة بالتغريد إلا إن وافقت أنتَ على ذلك . هذه المساحة لك .. أريد أن أحدثك .. أن أسمع وجهة نظرك .. صدقني أنا أريد أن أصل معك إلى حل يرضي جميع الأطراف .. لن أتحيز للمرأة التي أنتمي لجنسها وأفتخر بذلك .. بل سأكون حيادية تماماً فأمرك يهمني كأمرها تماماً . لن أطيل عليك عزيزي الرجل وسأدخل في الموضوع مباشرة .. كلامي هنا موجه للرجل الذي يطالب بحرية المرأة .. وقبل البدء بحديثي إليه أريد أن أنوه عن مدى تقديري وإعجابي بهذا الرجل وبجرأته وإنسانيته .. ولكن أيضاً أريد أن ألفت نظره لبعض المسائل التي قد تغيب عن ذهنه وهو يرفع لواء الحرية للمرأة ولا ينفك في كل جلسة عن الحديث عن مطالب المرأة وحرية المرأة وحقوق المرأة .. الخ . عزيزي الرجل .. تخيل معي لبعض الوقت هذه الصورة ولنقلب الوضع رأساً على عقب لإعطاء مثال بسيط وهو .. تخيل أنك تأخذ مكان هذه المرأة حيث تعود من العمل منهكاً بعد نهار عمل شاق يستمر لمدة تسع أو عشر أو اثنتي عشر أو أربعة عشر ساعة من العمل المضني والمتواصل وبعد رحلة عناءٍ وكدٍ وشقاءٍ في الحافلات العامة حتى تصل إلى منزلك خائر القوى ثم تدخل إلى الركن الجميل ألا وهو المطبخ .. حتى قبل أن تبدل ثيابك لتعد زجاجات الحليب للرضيع الذي ملأ المنزل صراخاً ولتدفىء الماء من أجل الصغير الآخر .. ولتشعل المواقد في أيام البرد الشديد .. ولتعد الطعام من سلق اللحوم إلى طهو الأرز بالخضار فزوجتك لا تطيق الطعام البائت المعد من مساء الأمس .. لا لشيء .. إنما لأنها في منزل أهلها إعتادت على الطعام الطازج يومياً ! وبينما أنت غارق في المطبخ بين أواني الطبخ وأواني الجلي وتحضير السفرة يأتي إليك طفلك يحمل بين يديه دفتره يريدك أن تساعده في مسألة الرياضيات لأن والدته تتمدد على الكنبة تقلب قنوات التلفاز تشاهد هذا وذاك وتتغزل بأسمر وردي أو أشقر سماوي وتلعن اليوم الذي تزوجت فيه ذلك الحنطي .. واضطرت كذلك لانتظار طعام الغداء الذي أصبح في موعد العشاء ..وتلعن اليوم الذي أنجبت فيه سبعة أبناء لا تنتهي مطالبهم ولا ينتهي صراخهم ولا يمنحونها قليلاً من الهدوء كي تتمكن من متابعة نشرة الأخبار للمرة العاشرة في ذلك النهار .. ثم تلتهم الطعام بعد أن تبدي رأيها فيه منتقدة ألف انتقاد وتلبس ثياب الخروج وتغادر برفقة صديقاتها يتسكعن حتى آخر الليل فتعود .. حيث انتهت جميع عمليات التدريس والتنظيف ..فينام الجميع وتجلس هي ما تبقى من الليل الهزيع على رواقة .. تشاهد ما تبثه الفضائيات هنا وهناك وتلعن اليوم الذي فكرت فيه بالزواج وأسر حريتها .. هذا المثال البسيط لك عزيزي الرجل حتى تفكر جيداً قبل أن تندفع مطالباً بحرية المرأة وحقوق المرأة .. فهل لو كنت مكان هذا الرجل هل كنت ستركض للمطالبة بحرية المرأة ؟ أنتظرك عزيزي الرجل لنتحادث ونتحاور ونتناقش في موضوع شغل الكثيرون ولكنه لليوم يتأرجح ولم نصل فيه لقرار حقيقي .. هل الرجل مع حرية المرأة ويعي ذلك تماماً أم هي ذرّ عبارات رنانة في الهواء؟ أجبني عزيزي الرجل .. أنا بانتظار إجابة منك . |
رد: الركن الهادىء
سفر
لم تمض ِ ساعات على إقلاع الطائرة حتى كان كل شيء يخضع للتغيير .. ديكور المنزل .. الستائر .. أغطية الأسرة .. مناشف اليد .. حتى لون الورق وحبر المداد أحدثت به تغييرا ً شاملا ً .. لم تكن تنتظر لبرهة من الوقت تسأل نفسها لمَ كل هذا التغيير ؟ كانت تخشى مواجهة الحقيقة الكامنة في ذاتها .. كانت تخشى مواجهة نفسها .. لم تنظر إلى المرآة طوال عملية التغيير .. كانت تخشى صفعة تتلقاها من المرآة حين تخبرها أنها تهرب وتهرب وتهرب ولكن إلى لا مكان . شعرت ببعض الراحة لهذا التغيير ولكن معالم وجهها لم تكن تنبىء بمظاهر السعادة .. الحرية .. نعم الحرية هي ما كانت تتوق إليه .. هو يكتم أنفاسها .. يسلبها حريتها .. لكن هل هذا التغيير هو حريتها ؟؟ لا ليس حريتها ولكن لم َ لا تواجهه ؟ لم َ لا تطلب حريتها إن كانت لها حرية مأسورة بين يديه ؟ لديها حرية مأسورة بين يديه .. لكنها في كل مرة تحاول فيها طلب حريتها منه يأخذها باللين والهوادة ويقنعها بأنها تتمتع بكامل حريتها .. أحيانا تثور .. تغضب .. فيحتوي غضبها بكلامه المعسول وصدره الرحب .. تحتال عليه .. تحاول اللف والدوران حول الموضوع لكنه لا يفهم ما ترمي إليه .. تفقد أعصابها .. تلقي بكل شيء إلى عرض الحائط .. يضمها إليه كي تهدأ .. تظهر له الهدوء وتعض على وجعها وترسم ابتسامة يحتويها بين ذراعيه كما احتوى سنين عمرها التي كانت لوحة هو أشرف على وضع كل لون فيها .. سافر اليوم .. لا بد أن أمارس حريتي .. أن أشعر بها .. ديكور المنزل لا يعجبه .. لون الستائر لا يعجبه .. حتى الورق الذي أكتب عليه رسائلي له لا يعجبه .. إلى متى سأبقى دمية يحركها كيفما يشاء .. إلى متى أرسم ضحكة مجلجلة وأنا أموت غيظا َ وقهرا ً ؟ في هذا الصباح أشعر ببعض الأرق رغم مظاهر الحرية التي تتلأ لأ من حولي .. أشعر بالأرق .. أفتح التلفاز .. أبحث عن مواضيع جادة كما كان يفعل هو .. أجلس على أريكته .. أتسمر أمام الشاشة .. هل هذا أنا ؟ لا أعلم إن كنت أنا أم أنه قد ألغى وجودي مثلما ألغى لي حريتي .. أبحث عن أنا .. أين أنا ؟ كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو أنك في يوم فقط حاورتني دون أن تحاول فرض رأيك علي ّ .. كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو كنت تضع طلباتي البسيطة نصب عينيك وتنفذها لي بدلا ً من محاولة إقناعي بتفاهتها أو عدم جدواها .. كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو أنك في يوم فكرت أن ترفع سماعة الهاتف لتقول لي كيفك أنت فقط كيفك أنت .. لدي الكثير لأقوله لك .. لكن صدقني أنا أجبن من أن أجرح مشاعرك أو أصدمك بأنني عشت عمري أتوق أن أقول لك كم ظلمتني . ومع ذلك أنا متأكدة من أنني سأكون أول شخص يقف في المطار يستقبلك ويهلل لقدومك .. لأنني ببساطة شديدة فقدت أنا ولا أعلم إن كانت الرغبة بداخلي ما زالت موجودة كي ابحث عن أنا بين أوراقك المطوية بعناية ورتابة منذ ألف سنة . |
رد: الركن الهادىء
فاتني الكثير هنا
اعتقد ان الموضوعين سفر وللرجال فقط فيهما شيء يخص الرجل انا معك المرأة مظلومة في مجتمعنا وهذا أمر أنتقده دائما ولكن المرأة يا عزيزتي لا تساعد نفسها ... شكرا استاذتي ميساء |
رد: الركن الهادىء
القاتل هو .. الحب تمردت السندريلا على كتاب الحكايات وقررت الخروج إلى حياة البشر .. البشر الذين تبتل صفحات وجوههم بماء المطر وتذوب قلوبهم تحت وطأة حرارة الشمس ولهيبها . خرجت السندريلا متدثرة بوشاحها الملائكي .. تحمل قلبا ً يافعا ً مشبعا ً بالحب .. تحلم بالحب .. تبحث عن الحب .. لكنها لا تبحث عن حبيب ... اصطف الأمراء على باب السندريلا لتتعانق نظراتهم المتلهفة لبريق الحكاية .. للحب المعتق القادم من سطور الحكاية .. لرائحة الحكاية التي عشقتها آذانهم منذ ساعات الولادة الأولى عندما كانت أنامل الجدة تداعب شعيرات رؤوسهم المعدودة على أصابع اليد .. تمطرهم وعودا ً وآمالا ً جميلة كي يحلموا أحلاما ً سعيدة وينتظرون شمس الغد بصدر مفتوح وقلب مشرق .. كانت الجدات تعد الأحفاد بالسندريلا حين تخرج ذات يوم من كتاب الحكايات لتختار فارسا ً لقلبها من أمراء البشر .. من أمراء الأرض .. كبر الأحفاد وكبرت الحكاية في قلوبهم وأصبحوا أمراء الأرض ولم تغادرهم الحكاية في ليلة .. حكاية خروج السندريلا ذات صباح .. اليوم خرجت السندريلا .. وتهافت أمراء الأرض على بابها لمعانقة وشاحها الملائكي وتمنية أنفسهم .. كل يحلم بأن هذه السندريلا ستشير إليه بالبنان .. كل ينتظر كلام الجدة أن يتحقق وأن هذه السندريلا أخيرا ً ستخرج من صفحات الحلم لتداعب شعيرات الرأس لو بعد مشيبها .. تنافس الأمراء على طرح مشاعرهم أرضا ً أمام وقع خطى السندريلا .. كل انتشل قلبه بين يديه وعرضه على السندريلا .. ومع مضي الوقت تعب الأمراء ونفد صبرهم على السندريلا المنشغلة بمعانقة الورود ومواعدة عصافير الفضاء وانتظار حبات المطر كي توقظها قبل خيوط الفجر والتنعم بحضن الشمس الدافىء .. ولم تنتبه السندريلا لنفاد صبر الأمراء ولم تنتبه إلا والتلميحات أصبحت تصريحات ثم تلويحات وهي التي لا تتقن فن التعامل مع البشر ولا تفهم لغة الحب التي ينطق بها أهل الأرض ولا تفهم وعود الجدات لهم .. قالت السندريلا وبالحرف الواحد أبحث عن الحب ولا أبحث عن حبيب ... صدم الأمراء بتصريحات السندريلا ذات الوشاح الملائكي .. منهم من جن جنونه .. منهم من هدد وتوعد .. منهم من انسحب .. منهم من انزوى في صومعة الأحلام يعاود الحلم من جديد .. منهم من حاول أن يتسلق سور السندريلا كي يخطف قلبها ويعلن للعالم فوزه بقلب أميرة الأحلام .. قتلوا قلب السندريلا .. عادت السندريلا تحمل قلبها المقتول بين يديها .. دخلت كتاب الحكايات من جديد .. وطلبت من الجنية ألا تفتح كتاب الحكايات لأي أمير كان .. كلهم أمراء مزيفون لا ينتمون لبني البشر .. كلهم أمراء مزيفون .. |
رد: الركن الهادىء
غول أسمه الزواج
انقطع الإنترنت .. تعطل لبعض الوقت .. أصابتني كآبة فظيعة .. شعرت أنني انقطعت عن العالم .. عفوا عن عالمي الخاص .. عن أوراقي ومدادي وتواصلي مع رفاق الكلمة .. شعرت أن النهار طويل جدا ً وأن حجم الفراغ الجاثم على صدري كبير جدا جدا .. ماذا أفعل في كل هذه المساحة الكبيرة من الفراغ .. لا أرغب بمتابعة التلفاز إلا لأوقات محددة .. لا أرغب بزيارة للجارة والأخذ والرد معها في حديث لا يسمن ولا يغني من جوع .. مللت هذه الأحاديث الدائرة من بيت لآخر .. ما هو طبق اليوم .. كيف ترضين زوجك .. كيف تستقطبين حب أبنائك .. أحاديث تقتل الروح من داخلها .. شد ما يزعجني بهذه الأحاديث عندما تقترب مني سيدة مضى على زواجها ربع قرن أو ما يقارب وتسألني ببراءة الأطفال كيف نرضي أزواجنا ؟ بعد هذه العمر ما زلت ترتعدين من هذا السيد .. ما زلت تخافين عدم إرضائه .. ما المخيف بهذا الزوج حتى ترتعد النساء من سيرته وتتراكض للبحث عن وسيلة لإرضائه ؟ هل يعقل أن تتحول العلاقة الزوجية الساكنة الآمنة إلى علاقة خوف وذعر من خيانة يرتب لها الزوج في أي وقت .. هل يعقل أن تعيش نساء الأرض تنتظر لحظة الخديعة ؟ هل يعقل ان يكون الزوج غول تتراكض النساء من حوله خوفا وهلعا وليس حبا ً أو ودا ً أو غراما ً .. هل يعقل أن الحياة بأسرها لا يوجد فيها سوى الخوف من هذا الزوج .. لماذا يتحول الزواج إلى مقبرة من الجثث الباردة المحنطة ليس فيها شيء يتحرك إلا الخوف ؟ مما تخاف المرأة .. الزوجة .. مما تخاف ؟ متى تفهم المرأة .. متى يفهم الرجل .. أن هذه الحياة فيها ما يستحق الحياة خارج جدران المنزل وخارج ما يعرف بالأسرة التي أصبحت متآكلة لأن من يشرف على تربية أبنائها أم خائفة .. مرتعدة .. لا سلطة لها .. لا رأي لها .. لا كلمة لها .. فكيف ستربي أبناءها سوى على الخوف والجبن والتخاذل ؟ متى تفهم عزيزي الزوج أن هذه الحياة ككفي الميزان يجب ألا ترجح كفة على أخرى أن أردنا عدالة الحياة وليس قسمة الثعلب والجبنة .. متى تفهم عزيزي الزوج أنك المسؤول عن تربية الأبناء وحماية الأسرة ومراعاة مشاعر الزوجة وعواطفها .. بالمجمل أن المسؤول عن جعل هذه الحياة حياة وليس مقبرة .. أنت مسؤول أن تكون زوجا ً وليس غولا ً .. |
رد: الركن الهادىء
هوامش وعناوين
كتاب الحياة كما أي كتاب .. فيه العناوين البارزة وفيه الهوامش العديدة .. في كل كتاب قد يكون هناك عنوان واحد وعدد كبير من الهوامش .. وقد يكون أكثر من عنوان لكن واحداً منهم هو الرئيس .. والباقي هم عناوين ثانوية .. فرعية .. هامشية .. لكن يبقى عنوان واحد فقط هو الرئيس .. في هذه المساحة المعروفة بالركن الهادىء .. ليس لأنها تطرح مواضيعاً هادئة .. بل على العكس تماماً فهي تطرح مواضيعاً متفجرة .. لكن بعد طرح مثل هذه المواضيع المتفجرة نشعر بالراحة لأننا نكون قد طرحنا كل ما بداخلنا من أفكار متأججة على ورق وأصبح بإمكاننا أن نتحكم بهذه الأفكار بجميع عمليات التغيير من شطب إلى إضافة إلى تعديل إلى مسح وقد نصل إلى عملية المسح الكامل .. لكن كل هذا بعد أن تكون قد وصلنا الركن الهادىء بدواخلنا والذي كان يغلي كبركان هائج ثم قذف ما بداخله من حمم بركانية والتي قد تؤذي البعض أحياناً .. لكنهابالتأكيد تحفر أنفاقاً لأفكار مختنقة في باطن العقل والفكر لم تجد لها منفذاً للخروج إلى سطح هذه الحياة ومصافحة وجوه الآخرين عن قرب وقراءة تعابير الاندهاش أو الرضا على مساحات وجوههم . بالطبع هذا الاستطراد عن مساحة الركن الهادىء هو للتوضيح فقط .. لكنه ليس هو لب الموضوع وقد لا يمت للموضوع بصلة .. فحديثنا الآن هو عن الهوامش والعناوين . حتى نكون عنواناً في كتاب الحياة لا بد لنا من مواصفات .. وحتى نكون عنواناً بارزاً وعنواناً رئيساً وعنواناً مقروءاً وعنواناً منتظراً يجب أن نتحلى بصفات ومواصفات مميزة أهمها .. الخلق .. يجب أن تكون أخلاقنا سمحة .. دمثة .. طيبة .. كنسائم الريح العليل أينما هبت وكيفما اتجهت ركضت نحوها الأنوف ولهثت وراءها الرئات .. الفكر .. لا بد أن يكون لدينا فكر حرٌّ مستقل ناضج ترسخ جذوره في تربة خصبة صلبة عميقة بحيث لا يميل كيفما مالت الريح فنراه يوماً في الشرق ويوماً في الغرب . المبدأ .. المبدأ الراسخ الذي لا يحيد عنه المرء ولا يتزحزح مهما جثمت على صدره صخور وعقبات.. يعيش ويموت ويورث لأحفاده نفس المبدأ دون زيادة أو نقصان .. السلوك .. يجب أن يكون سلوكنا واضحاً وسوياً في كل المواقف وفي كل اللحظات .. ساعة الشروق لا تختلف عن ساعة الغروب .. المزاجية ليست لها قدم تزحف بها هنا على أرضنا وتعبث بزرعنا .. احترام الآخر.. يحب احترام الآخر حتى لو اختلف معنا في وجهة نظره .. لكلٍ وجهة نظر هو وحده المسؤول عنها .. نحن لا نسائل الآخر ولا نعاقبه .. ولكن على الآخر أيضاً أن يلتزم حدوداً معينة في تعامله معنا حتى يضمن لهذا الاحترام الاستمرارية وأول هذه الحدود هو عدم المساس بديننا أوبشكل عام عدم المساس بالأديان جميعها .. عدم المساس من قريب أو من بعيد بوطننا وعروبتنا وأمتنا العربية ولغتنا العربية .. عدم المساس بأسرتنا الصغيرة .. هذه تعتبر بالنسبة لنا خطوطاً حمراء يجب على الآخر أن يحترمها وألا يتجاوزها وإلا فهذا سيعرض احترامنا للآخر للتعثر وقد يقع بشكل نهائي . الرحمة والشفقة والتسامح والمغفرة كلها أخلاق ومبادىء وسلوكيات لن نكون عنواناًً بارزاً دونها ولن نكون عنواناً أصلاً إن لم نتحلَ بهذه الصفات مجتمعة وأن تكون هذه صفات متأصلة فينا .. ومن الطبيعي إن فقدنا صفة العنوان أي إن لم نكن عنواناً أو عنواناً بارزاً أو عنواناً رئيساً فنحن بالتأكيد ستقبع في زوايا الهامش التي مهما كبرت ومهما علت ومهما امتدت ستبقى هوامشاً .. نجاحها مجرد فقاعة صابون بريقها يجذب لبعض الوقت لكنه سرعان ما يزول .. بقي أن أقول إن كنا في يوم عنواناً لا يمكن أن نصبح هامشاً مهما علا سقف الهامش ومهما تدنى سقف العنوان .. يبقى العنوان عنواناً والهامش هامشاً .. |
رد: الركن الهادىء
أيام عالبال
عندما كنا صغارا ً كنا نحلم بالغد .. في كل ليلة كنا ننتظر الغد بأحلامنا وفي الصباح عندما نفتح أعيننا ونميط عنا اللحاف كنا نجد أننا لم نصل الغد .. فنحزن .. ومع ذلك في المساء نعاود الحلم .. ذات الحلم .. الحلم بأن نكبر .. أنا .. كنت كل ليلة أحلم بأن أكبر ..وكيف سأبدو حين أكبر .. وماذا سأكون حين أكبر ؟ وكنت أغرق في تفاصيل التفاصيل حتى يصبح الحلم مهترئا ً من حجم التغييرات والتعديلات التي أجريها عليه كل ثانية .. عندها ألملم الحلم في حجري وأعيد ترتيب حباته من جديد . اليوم كبرت .. كبرت جدا ً .. كبرت خارج إطار الحلم أو الأحلام التي كنت أعدها كل ليلة في منامي .. لم يكن نفس الحلم .. لكني كبرت ولم أعد أحلم بالغد بل أحلم بالماضي ..الماضي الذي هو مرسوم لي وليس لي الحق في إعادة رسمه كما كنت أفعل بالحلم .. حلم الغد .. لذلك في كل ليلة أنادي على الحلم قبل النوم وأرسم دمعة أو أكثر في ظل الجفون قبل أن تغرق في سباتها المؤرق .. دمعة .. دمعتان .. دموع .. لا يهم .. فالماضي كان كبيرا ً وجميلا ً وغنيا ً يستحق أنهارا ً من الدموع وليس دمعة معلقة بين الأهداب في ظل الجفون .. ويبقى سؤال يقض مضجعي لماذا أنا لم أعش الماضي ؟ لماذا غرقت في حلم الغد وتفاصيل الغد طالما أنها قادمة لا محالة ؟ لماذا أغفلت يومي .. نهاري .. ليلي ؟ لماذا لم أستقبل في يوم إشراقة الشمس ولم أسهر في ليلة أناجي النجوم ؟ لماذا ضيعت أول قصة حب .. وأغلقت نوافذي في وجه الحبيب .. لمذا أغلقت أذني في وجه جميع كلمات الغزل والحب الصادق والحقيقي والشفاف ؟ لماذا قسوت على نفسي وتجبرت وتحكمت بها وتمردت على قوانين الطبيعة والعشق ؟ لماذا لم أمض ِ يوما ً في قراءة قصيدة من الغزل ؟ لماذا لم أمض ِ يوما في ملاطفة الورود التي كانت تتسلق بجرأة واضحة شرفة نافذتي ؟ على ماذا كنت أنغلق وأنزوي وأنعزل طالما الغد آتٍ لا محال وطالما اليوم تسرب من بين يدي إلى غير رجعة ؟ هل أعود اليوم وبعد كل هذا العمر إلى مريول المدرسة والضفائر بالأشرطة البيضاء ؟ هل أعود لإنتظار صديقاتي كل يوم حتى ننطلق زرافات زرافات نحو المدرسة نطوي الأرض بأقدامنا .. نرسل ضحكاتنا تملأ الفضاء دون أن نكترث أنه يوجد على هذه الأرض بشر غيرنا ؟ كل يوم حديث مختلف .. مشاريع مختلفة .. رؤى مختلفة .. نهارات مختلفة وأمسيات مختلفة ومع هذا لم نعش تلك الأيام من أجل أن أخربش في كل ليلة حلم الغد .. الذي هو آت لا محالة .. اليوم والليل غير الليل والنجوم غير النجوم والنهارات غير النهارات والصديقات ذهبن كل في طريق .. لم يعد أمامي سوى كلمات أغنياتنا التي كنا نرددها سويا ً في باحة المدرسة .. أي دمعة حزن لا لا لا .. نعم كنا ندخر الدموع للغد .. الغد الحلم .. الحلم الذي غرقنا في نقش تفاصيله فأتى غد آخر لم نره في الحلم ليلة واحدة فقط .. وأي دمعة حزن لا لا لا .. |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
استاذة ميساء أقف عاجزا أما هذا النص الرائع الذي أسرني وكبلني شكرا لك من أعماق قلبي |
رد: الركن الهادىء
رحلة من نوع آخر
أكره المرض .. هذه حقيقة أصرح بها دائما ً .. لكن الذي لم أصرح به أبدا ً هو أنني أكره سيرة المرض .. أكره أن أصاب بالمرض .. أكره أن يصاب أحبتي بالمرض .. أكره أن يصاب اي مخلوق على وجه الأرض بالمرض .. بل أكثر من ذلك أشعر أنه إذا أحد ما في بلاد الهند أو السند عطس حتما سأصاب بالزكام أنا . ومع ذلك أنا كثيرة المرض .. كثيرة التوجس منه .. كثيرة القلق .. كثيرة الذعر .. لكنّي بالمقابل شديدة الحرص على الشفاء بأسرع وقت .. ومع ذلك تهاوني في أخذ العلاج اللازم واستهتاري بعض الشيء جعلني أدفع ثمنا ً أغلى من كل مرة وجعلني أشعر بمرارة الألم وقسوة الوجع وحرقة انتظار الشفاء . المرض عدا عن أنه قضاء وقدر وابتلاء من رب العالمين فهو نقمة .. المرض نقمة على المريض وعلى أهله .. لكنه بنفس الوقت نعمة .. هذا ما توصلت إليه في رحلتي البسيطة والقصيرة مع مرض بسيط .. جعلني أراه نهاية الدنيا .. جعلني أعيد النظر في كل ما حولي ومن حولي .. فتحت صفحة جديدة من الحسابات .. وبدأت بمسائلة نفسي أسئلة لم تخطر في البال يوما ً .. هل شعرت يوما ً بمن مرض قبلي وتألم وعانى بصمت أو حتى بصوت مسموع .. لو لم نسمع صراخه ؟ في الوقت الذي كنت فيه أتألم تذكرت أمي .. الحضن الدافىء الذي احتواني كل العمر وما زال يحتويني .. تذكرت آلامها وصراخها من ذات الوجع .. ماذا فعلت لها لأخفف عنها ؟ هل شعرت بها حقا ً ؟ هل يشعر الجميع بألمي بحق ؟ هل سأبقى أنتظر أن يشعر الجميع بألمي ؟ لماذا أوصلت نفسي إلى هنا ؟ الصحة هي الحياة ويجانب الصواب من يقول غير أو يظن غير هذا .. فكيف نسمح بهدر صحتنا وعافيتنا لأتفه الأسباب ؟ أسئلة كثيرة جالت بخاطري وفكري .. رسمت مشاريعا ً على ورق .. إن شفيت سأسارع بتنفيذها .. حلمت بشوارع قديمة أشتاق إليها وأتمنى العودة لها صبية فتية تركض فيها بخطى قوية وليست مهترئة .. رأيت العالم كله أمامي كشريط متحرك ووجدت أنني ركنت إلى العزلة والهدوء أكثر من اللازم وأن الحياة هي الحياة ولا تصح بغير هذا .. أدركت أنني انغلقت على نفسي لدرجة أن مرضا ً بسيطا ً اقعدني وألزمني الفراش بل وألزمني أن أعيد النظر بكل ما هو حولي وكل من هم حولي .. وجدت بالتلفاز صديقا ً مؤنسا ً.. وجدت بالكتاب رفيقا ً دائما ً لا يتخلى .. لا يتأخر .. متوافر دائما ً .. حتى في أحلك الأوقات .. وجدت بالزهور عالما ً من الصفاء والجمال والخيال .. وجدت بالعصافير أحبابا ً يملأون فضاء الحياة من حولي حبا ً .. فرحا ً .. صخبا ً .. اشتياقا ً دون مقابل .. وجدت عالما ً آخر كنت أمر ّ عنه مرور الكرام أو ربما لم أمرّ به أبدا ً . المرض كما قلت قد يكون نعمة ولكن لا أعلم في حال شفيت منه هل سأبقى بعالمي الجديد .. أم ستعود حليمة لعادتها القديمة وستنسى عالمها الجديد الذي قد لا تعود إليه إلا إذا لوح إليها المرض مجددا ً ؟ كانت رحلة من نوع آخر .. كل ما فيها مختلف .. وأكثر ما فيها مختلف كان أنا . |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
اهلا بك اخي العزيز حاتم شكرا على مرورك البهي في انتظارك دوما :nic92::nic92::nic92: |
رد: الركن الهادىء
ورق
هات الورق يا سيدي .. أعطني كل الورق كي أملأه لك .. كي أجيبك على أسئلتك الحائرة .. أنا اليوم أملك كل الإجابات لكل الأسئلة التي كانت تدور في مخيلتك والتي كانت لا تجرؤ أن تدور . قد لا تذكر الورق .. ولا تذكر الأسئلة .. وربما لم تعد تذكر الموضوع .. مضى زمن طويل على ذلك الورق الذي ينتظرني بتلك الزاوية وينتظر مني الإجابة بينما كنت أناغارقة أؤدي مسرحية هزلية على مسرح الحياة أبطالها أنت وأنا وهو وهي ومجموعة ممن يرتدون النفاق وجوها ً لهم ويقيمون بيننا أحبة لنا .. هكذا كان دورهم ودورنا على مسرح هذه الحياة .. اليوم تبدلت الأدوار وأنت لم تعد تطيق التمثيل أكثر مما مضى وأنا مللت كل الأدوار التي وهبتني إياها هذه الطبيعة .. مللت أن أكون المثال والقدوة والضحية .. مللت أن أكون الرقم الصعب كما كنت تسمينني .. مللت أن أكون أصلا ً رقما ً في أية مسرحية وعلى أي مسرح حتى لو كان مسرح الحياة . ماذا تنتظر أن أقول لك ؟ هل أعلن عن مسابقة جديدة على الملأ بعنوان من سيربح قلبي ؟ كل الأمور اليوم تقاس بالربح .. بالجوائز .. بالصور .. بالألوان .. بالإحتيال .. بالكذب .. بالنفاق .. الرقم الصعب الذي كنت تتحدث عنه فيما سبق ولى إلى غير رجعة على مسرح لا يفهم أصلا لغة الأرقام مع أنه يقصد الربح في كل اتجاه . وأنت .. أنت لم تعد تفهم شيئا ً .. تتخبط في كل خطوة وتغرق في شبر من الماء وتغوص في ضحالات لتنشد العدالة والرقي والحضارة فيها .. أين أنت من العدالة والرقي والحضارة وأنت أصبحت مجرد رقم في سلسلة من يربح ؟ "من يربح " أصبحت عنوان هذا المسرح الذي أصبح أجوفا ً ولا يحتوي بداخله إلا على الفراغ .. وأنت لا داع ٍ كي تستل سيفك كل لحظة .. الحرب انتهت وما تراه أنت اليوم ليس حربا ً إنما هي مهزلة بكل المقاييس وأنت أصبحت جزءا ً من هذه المهزلة .. هل ما زلت تريدني أن أملأ لك الورق ؟ أنا هذا المسرح لم يعد يعجبني .. لكن قبل أن أغادرخشبته اسمح لي أن أستل سيفك وأطيح بكل الأقنعة .. بكل هذه الوجوه التي لا تضحك إلا على نفسها .. أنا كشفتها منذ زمن .. لكنني كنت أرجىء تعبئة هذا الورق .. كنت أخشى عليك من هذا الورق .. لكن اليوم .. بعد أن أصبحت أنت مجرد رقم .. ورقم هزيل في هذه المسرحية فتفضل .. هذا هو كل الورق .. وهذا سيفك .. رحل عنترة وأمرؤ القيس وكل من كان هو الرقم الصعب في زمن الحب فلا داعي لأن تستل سيفا ً بعد اليوم .. يكفيك فقط قراءة هذا الورق . |
رد: الركن الهادىء
خوف
لم ألتقط أنفاسي بعد ولم أحصل على لحظة استقرار حتى كانت تطرق الباب عليّ وبيدها طبق من الحلوى " صنع يدها " على حد قولها .. فاجئتني بالزيارة بل أربكتني جدا َ .. لا تتكلم العربية وهي أصلا ليست عربية ولا تدين ديانة أنا أعرفها أو أفهمها أو حتى أسمع بها من قبل .. شعرت بعدم ارتياح لها من أول نظرة .. بل شعرت بنوع من القلق .. شعرت بها تتسلل إلى حياتي فتربكها وأنا لا أحب من يقتحم حياتي بهذا الشكل .. دعتني لزيارتها في منزلها وذلك بعد يومين من الآن .. للتعرف على جميع سكان الحي ّ .. لم أعدها بذلك .. لكني داخليا ً كنت أرفض هذه الدعوة السريعة .. وعندما غادرتني شعرت بكراهية مطلقة لها ومنذ النظرة الأولى .. مضى يومان وأنا أفكر كيف أتنصل من زيارتها ولكني ولله الحمد حصلت على مخرج ولم أذهب .. ومع ذلك بقيت في حالة من القلق أن تعاود هي زيارتها وأن تحمل لي مزيدا ً من الأطباق التي سيكون مصيرها سلة النفايات مباشرة .. بعد فترة طويلة طرقت عليّ الباب مرة أخرى لتسأل عني وتعاتبني على عدم الحضور .. طبعا ً قدمت لها مبررات واهية جدا ً تظاهرت هي بأنها صدقتها ثم قلت لها بصريح العبارات أنا لست ممن يقومون بهذه الزيارات الصباحية .. أنا مشغولة جدا ً ولا أجد الوقت أبدا ً لمثل هذه الزيارات .. كنت أخشى أنها من الصنف الذي لا يقتنع ولا ييأس من المحاولة .. لكنها اقتنعت .. ويأست مني .. بعد فترة من الزمن .. مرضت أنا .. وعلمت هي بمرضي ولكن كان لا بد من رد الزيارة لها وأخذ طبق من الحلوى " صنع بيتي " لأنها ترفض تناول أية أطعمة جاهزة من السوق .. ذهبت لزيارتها كمن يُجر لحبال المشنقة .. جلست معها متوجسة .. خائفة .. كنا نفتح أحاديثا ً عديدة .. بدأت تكلمني عن نفسها وعن بلادها وعن عادتها وتقاليدها وعن ديانتها .. بدأت أشعر أنها حرة في اعتناق الديانة التي تريد .. هي ديانتها وهي حرة بهذا وعليّ أنا تقبل هذا الشيء طالما أنها لا تتعارض مع ديانتي ولا تؤذيني .. بعد فترة طال بيّ المرض والجلوس وحدي .. سألت عنها فقالوا مشغولة جدا ً .. بدأت أعيد حساباتي وأعيد النظر بما هو حولي وبمن هم حولي .. هي إنسانة طيبة .. اجتماعية .. تريد أن تتفاعل مع الجميع .. ربما أنا خفت منها زيادة عن اللزوم .. ربما أنا بالغت في خوفي .. كانت تتصل بيّ هاتفيا ً بكل مناسبة لتهنئني وأنا حينما حاولتالإتصال بها مرة واحدة لأهنئها بمناسبة عندها لم ينجح الإتصال بها .. ثم تركت الموضوع .. اتصلت بيّ في الأمس تدعونني لزيارتها من أجل الوداع .. تريد أن تعود لوطنها .. شعرت بالحزن .. قلت لها أنني بدأت أعتاد عليها وإنني بصدد دعوتها للنادي الذي أرتاده كي نمضي أوقاتا ً جميلة معا ً .. قالت لي .. أنها سترحل وأن عليّ أن أكون في حفلة الوداع في الغد .. وألا أختلق الحجج والأعذار الواهية وأنها تعلم أنني لم أذهب إليها في المرة السابقة لأنها من جنسية غير عربية وديانتها غريبة عليّ بعض الشيء وأنني فعلا ً لم أتقبل هذا الشيء أو تخوفت منه .. جن جنوني وأنكرت وحاولت أن أوضح لها ولكنني وجدت نفسي أقول لها الصدق .. قلت لها .. كنت غريبة وخائفة جدا ً .. ببساطة شديدة أنا خفت منك ومن التعامل معك لكنني أدركت الخطأ لاحقا ً وحاولت أن أصحح هذا الخطأ لكن الوقت لم يسعفني .. ربما تفهمت خوفي .. ربما عذرتني .. لكنّي أنا لم أسامح نفسي ولم أسامح هذا الخوف الذي يستأسد عليّ دائما ويقف كالسد في وجه كل خطوة أخطوها .. متى أتحرر منك يا خوف .. متى ؟ |
رد: الركن الهادىء
هفت نفسي في هذا الأصيل الجميل إلى لحظات تأمل ، أستجمع فيها أفكاري و استمع فيها إلى نبضاتي وأهيم في ملكوت الكون متاملا معتبرا ..
أترك العنان لمخيلتي لتعانق الشطآن و تذرع الربى و الغدران .. ما أحوجني للحظات سكون أرى فيها نفسي و أفك الأغلال عن قلبي ليفضفض و يبوح و يناجي دون رادع يردعه أو عائق يمنعه .. إلى هذا الركن الهادئ لجأت لأتفيأ ظلاله .. هي فقط استراحة محارب قبل استئناف المسير . |
رد: الركن الهادىء
رشيد
نحن متى نكتب ؟ نكتب حين نرغب بأن يصل صوتنا للآخر .. عندما نملك الجرأة بالإفصاح عما نكتب .. عندما تتدفق مشاعرنا كشلال هادر فيفيض المداد على الورق كما تفيض الدموع وتنسكب على الوجنات .. عندها فقط نكتب ونكتب ونكتب ولكن إن فقدنا الآخر أو التواصل مع الآخر وإن ارتفع منسوب الخوف في صراحة وشفافية الحروف وإن أصبحنا نجد أننا نكتب حروفا ً ميتة لا حياة فيها ولا تبث الحياة بأحد عندها فقط تتوقف الكتابة .. ولا يوجد إجابة متى نعود للكتابة .. رشيد هذا الركن الهادىء ليس لي وحدي بل لكل من جال بخاطره البوح عن مكنونات النفس أهلا بك دائما .. ودمت بألف خير .. |
رد: الركن الهادىء
أريد حريتي . سعيدة .. نعم أنا سعيدة .. عقلي سعيد .. فكري سعيد .. لكن قلبي يبدو غير سعيد .. هو القلب هذا الركن الثائر من الجسد .. الركن المتمرد .. الركن المشاكس .. الركن الرفضوي لجميع أوامر العقل .. ومع ذلك فهو ينقاد كالأسير المكبل أمام رغبات العقل وأوامره .. فلماذا يتمرد القلب إن كان لا يقوى على شيء ؟ كنت حتى فترة قريبة أظن أنني أسيرة قلبي .. لكنّي اليوم بعد أكملت اللوحة وعلقتها على الجدار وجدت ما كان ينقصني .. لم يكن ينقصني أن أكون بجانبك .. بل أن أكون بعيدة عنك .. طوال الوقت كنت أظن أن وجودنا في نفس اللوحة هو التحدي وهو الهدف ولأجله كان النضال وكان السعي وكان العذاب وكان المرار .. وما أن اكتملت اللوحة وعُلقتُ أنا وأنت على الجدار حتى وجدت أن ما كنت أبحث عنه هو عكس ما أفنيت الوقت برسمه .. وأنك جميل جدا ً وألوانك جميلة جدا ً وزاهية جدا ً .. وأنا أيضا ً جميلة جدا ً ولكن ليس بقربك .. ليس بجانبك .. ليس على نفس اللوحة . البعاد الذي كان يخيفني والغياب الذي كان يهزني والصراع الذي كان ينهشني أن أخسر هذه اللوحة .. أن أبقى وحدي معلقة على الجدار .. هذا الخوف دفعني ربما لبعض الحماقات .. كنت أظن في وقتها أنها حماقات .. وأنها مجرد وسيلة أقطع فيها الوقت أثناء غيابك المتكرر والمفاجىء .. لكن على ما يبدو هذا الحماقات أصبحت جزءا ً لا يتجزء مني وأنني قد تعايشت معها ووهبتها الوقت الذي كنت أهبك إياه وأنها قد احتلت مكانها في جدول حياتي .. ربما لم أضفها إلى اللوحة لأن اللوحة كانت لك وكانت تنقصك أنت .. لكن عندما عُدتَ أنت وأكتملت اللوحة اكتشفت أن حماقاتي استولت عليّ بالكامل وأنها أخذت مكانك .. وأنك لن تستوعبني أنا وحماقاتي معا ً .. حماقاتي التي يصعب الآن أن أتنازل عنها .. لذلك أنا أريد حريتي .. أريد حريتي كي أعيش مع هذه الحماقات التي أصبحت ونيسي وجليسي في غيابك .. عُد أنت لغيابك .. اللوحة الكاملة أصبحت ناقصة بعد أن اكتملت .. اللوحة لم تكتمل بك .. يجب أن تعود الآن إلى غيابك .. وأعود أنا إلى حماقاتي .. نعم أنا أريد حريتي . |
رد: الركن الهادىء
ماذا تعني هذه الحياة ؟
هذه ليست دعوى للانتحار الجماعي ولا حتى للانتحار الفردي .. هي بمثابة إعلان عن الموت .. الموت البطيء بتأثير السموم.. ولكنها ليست السموم التي تعطى بالفم بل السموم التي تخترق الوريد .. السموم التي تسري بالشرايين .. التي تنفذ للقلب .. للفكر .. للعقل .. للأمل .. للطموح .. للروح .. للحب .. للفرح .. للحياة . ماذا تعني هذه الحياة ؟ الحياة تعني الحياة .. الحياة بكل ما في الكلمة من معنى حياة .. الحياة ولدت من رحم يحيا .. تحيا الحياة .. تحيا الروح .. يحيا الجسد .. يحيا العقل .. يحيا القلب .. يحيا الفكر .. يحيا الأفق .. يحيا الأمل .. يحيا الإيمان .. يحيا الفرح .. يحيا الحب .. تحيا الحواس .. كل الحواس .. الحياة تعني الحياة .. فأين إذاً هذه الحياة ؟ أين الحياة بروح مكبلة بقيود لا تنصهر ولا تذوب ولا تتآكل ولا تفنى ؟ أين الحياة بجسد ميت ؟ أين الحياة بعقل مسجون بين أربعة جدران وسقف يلامس فروة الرأس ؟ أين الحياة بقلب لا يجرؤ على أن ينبض أو يعلن على الملأ أنه نبض في يوم ما ؟ أين الحياة بفكر لا يتجاوز قارعة الطريق لأن الطريق محفوف بحراس العقل والفكر والإدراك ؟ أين الحياة بأفق يكاد يطبق على أنفاسنا .. أين الحياة بأمل مخنوق .. أين الحياة بإيمان فاتر لا يسري في أوصاله الدفء ولا القناعة ولا الصبر .. أين الحياة في الفرح الذي ترجل عن صهوة فرسه .. أين الحياة في الحب الذي أصبح ساحة وملعباً للهروب من جميع تحديات الحياة .. أين الحياة في حواس لا تجرؤ على النظر .. السمع .. الشم .. اللمس .. التذوق .. لأنه من المحرمات عند سعادة السلطان .. أين الحياة في هذه الحياة ؟ هي ليست دعوى للانتحار الجماعي بل هي إعلان عن موت بطيء بسموم هذه الحياة التي تخلو من الحياة . |
رد: الركن الهادىء
صباح الياسمين لن ألقي بمفردات اللغة جزافاً .. ولن أسجل تواريخاً وهمية لا قيمة لها ولا معنى .. ولن أقول أيضاً من هنا فليكتب التاريخ أول حروفه ومن هنا فلتُسطر جميع العناوين .. سأدع اللحظة تكتب نفسها بنفسها .. تكتب نفسها بياسمينها وصباحها الذي أمطر يوماً بالياسمين . كان يوماً من أقصرأيام العمر .. يزحف ليله البارد على نهاره المشمس فيقضم منه كل ما هو عذب وجميل ومشرق ودافىء .. كان يوماً وجلاً .. مترقباً .. زاحفاً يحمل عبء الأيام على كتفيه ويجر سنين العمرعلى عضلات قلبه .. كان يوماً مهملاً .. مغفلاً من حسابات البشر .. معلقاً على جدائل النسيان .. مطروحاً من جميع ثمار الحياة وفاكهة الصيف المنتظر .. تناولته بيد ترتجف من البرد وقلب مات قلبه منذ دهر .. كان هناك ينتظر على رف من رفوف مسجاة طالتها عنوة براثن الهجر في مفكرة هذا الزمان .. ألقيت إليه دون أن ألتفت إلى ملامحه إن كانت تراني وأنا ألقي إليها بعضاً من الكلمات الباردة .. تمتمات شاردة من ذيل ليلي الذي يغمره صقيع الوحدة والضجر وتكسو أشجاره ثلوج الارتياب من كل ما هو مشع وبراق . لم أكن أدري أن الياسمين له أوراق كباقي الزهر .. لم أكن أدري أن الياسمين له أوراق خضراء يستريح على أكفها ويستظل بظلالها .. لم أكن أصلاً أهوى جمع أوراق الياسمين في دفاتر مذكراتي أو نقش اسمي عليها قبل أن أرسلها إليك في رسائلي مخفورة بعبارات الشوق التي لا تنطفىء .. كل ما كان يهمني من الياسمين أن أجمع عبيره بين كفيِّ حين آتيك للقاء .. كل ما كان يهمني هو أن تشم عبير الياسمين تنبعث نسائمه من ضفيرة قلبي حين كانت تهجع مستكينة بين نبضات قلبك في لحظات المساء .. كل ما كان يعنيني هو أن تكتبني ياسمينة لا تذبل في مفرداتك .. كل ما كان يهمني هو أن أتسلق شرفات قلبك بنرجسية لا تذبل قبل أن تصل إليك أعناق ورودهن الفواحة وأذبل أنا من فرط الانتظار وغيرة النساء التي كانت تأكلني قطعة فقطعة حتى تحولت لسطر ذائب في ورقة إصفرَّ لونها ولم يعد بانتظارها إلا أيلول عاصف يلقي بها إلى حدائق النسيان . كيف جادت بك السماء ذات صباح وأمطرت على حدائق قلبي ياسميناً حقيقياً لا يذبل .. كيف نبتت أوراق الياسمين في قلبي من جديد .. كيف غابت كل التواريخ الكاذبة من مخيلتي .. وكيف أصبحت صورتك باهتة جداً أمام ياسمين السماء ؟ كل هذا لا يهم .. ما يهم الآن أنني لم أعد أغتسل بالياسمين حين أحضر لللقاء .. ياسمين السماء نبتت أغصانه داخل حدائق الروح وأصبحت تزهر أوراقه في كل صباح .. في كل صباح أصافح ياسمينة جديدة لا تذبل .. في كل صباح أعانق أوراق الياسمين وأكتب عليها تاريخاً لا يرحل عن ذاكرة الشرفات .. في كل صباح أواعد ياسمينة لا يذبل عبيرها حين تشرق عليه شمس الورود الأخرى بل يذوب عطرها على شرفات قلبي التي لم يعد لديها ما يهم سوى انتظار هذا الصباح . كل ما يهم الآن هو انتظار صباح الياسمين . |
رد: الركن الهادىء
سيدتي ميساء البشيتي
قد يذبل ياسمين الكون إن جفت عصارته لكن ياسمين القلوب عصارته من كوثر الجنة يفنى الوجود ولا يذبل ياسمين القلوب كيف جادت بك السماء ذات صباح وأمطرت على حدائق قلبي ياسميناً حقيقياً لا يذبل .. كيف نبتت أوراق الياسمين في قلبي من جديد .. كيف غابت كل التواريخ الكاذبة من مخيلتي .. وكيف أصبحت صورتك باهتة جداً أمام ياسمين السماء ؟ من السماء هو هناك حيث الخلود وأبدية الوجود هنيئا لشميم الياسمين في كل الفصول فعلا كنت هنا هادىء القلب حيث الركن الهادىء ونفحات طيبات مباركات من ياسمين لا يموت أهنئك كاتبتا الكبيرة ميساء البشيتي دمت ودام ياسمين زرعته يداك |
رد: الركن الهادىء
سيدي القديرة ميساء البشيتي
بوحي بما تشائين عاتبي لومي اجلدي افتحى بوابة قلبك دعي ما فيه يفر منه دعيت تحت أنظار الجميع ما أروع البوح بلا قيود هو الشعر بنكهة القلب النقي شخصيا هنا عثرت على متعة خاصة ما هي لا أدري لكنني مستمتع فكريا وروحيا وادبيا وها هي الغاية من الكلمة طبت أيتها الطيبة |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
شاعرنا العزيز أستاذ صبحي ياسين صباح الورد والفل والياسمين سعيدة بهذا التواجد الجميل بين حبات الياسمين مرورك الجميل ينعش هذا الركن الهادىء ويضيف إليه الكثير من البهاء والضياء شكرا لك أستاذنا العزيز على هذا المرور البهي والسخي وكمشة ياسمين مقدسي تلقي إليك بتحية الصباح وتقول على خجل شكرا :nic20::nic20::nic20: |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
شاعرنا العزيز أستاذ صبحي ياسين أهلا بعودتك لهذا الركن الهادىء وقرائته بالتفصيل نعم أستاذي هو متنوع بين لوم وعتاب واستفسار وشكوى ولكن كما قلت بالنهاية نصل إلى الركن الهادىء بعد طرح جميع المشاعر السلبية التي تهدد استقرار الهدوء بدواخلنا شكرا لهذا المرور العذب والكلمات الرقيقة التي لا تكون إلا من شاعر رقيق كصبحي يلسين ودمت بكل السعادة والهناء أستاذي الفاضل . :nic81: |
رد: الركن الهادىء
يدك التي تكتبني . لم أكن أعلم أن الحروف كسائر البشر تسافر لكن دون حقائب .. وتترك مكانها فارغاً إلا من الأشواق والحنين .. ودعتني الحروف لكنها لم تكن على سفر .. حروفي لم تسافر عني .. بل هجعت ساكنة .. خاشعة .. متعبدة في محراب الورق . دائماً كانت الدموع تسبقني .. والحروف ترسمني .. وعينيك وحدها من تقرأني .. وكنت أنا لا أكلف نفسي عناء الحديث إلى الحروف وإلى الدموع وإلى عينيك .. كنت أرتشف القهوة على مهلي ويحدثني طيفك هامساً بأذني كل الوقت .. ل م يكن الوقت يغادرني .. ولا أنت .. كنا دائماً ترتشف القهوة المحلاة بالسكر من الصبح إلى ما بعد العصر . كم كان عمرك .. لا أدري ؟ كم هو عمرك اليوم .. وكم هو عمر هذا الوقت .. أنا لا أعرف ؟ فمذ وعيت ذات صباح مشرق على هذه الحياة حضرت الشمس ولادتي وألبستني قلادة الوقت وطيفك .. منذ ذلك الحين وأنا أراك معي .. يدك في يدي الصغيرة التي لا تقوى وحدها على حمل أوراق العمر .. فكانت يدك تغمر يدي الصغيرة وتقلب عنهاالصفحة.. كانت يدك القلم الذي أكتب به تاريخ الوطن مذ شُردت عنه قبل آخر رحيل لي عن عين الشمس . كانت يدك المداد الذي يسيل على صفحاتي فيترك بسمة هنا ودمعة هناك .. ليقترب الفضوليون من قصة حياتي أكثر فأكثر .. ليحاولون فك شيفرة الحروف وسرّك .. ثم يعييهم التعب والإجهاد ويغمزون بطرف العين " أنه حصرم وليس عنباً " .. إنها أضغاث أحلام عصفورة .. وأطياف تتراءى لشاعرة .. وحروف من وحي الخيال .. ويغيبون .. وأنا أراهم .. أنظر إليهم في قعر الفنجان يتلصصون ويتربصون ويشتمون القهوة والمداد .. يريدون القبض عليك وأنت تسري في دمي .. ويخفقون .. ويسألون السماء بتذرع واهٍ .. هل ينطق المداد يا سماء ؟ فينهمر المطر من كبد السماء وتتفتح أزرار الياسمين عبر الصفحات .. يقطفون ويقطفون ويقطفون ويذهبون .. فهذا الياسمين أمطرته السماء .. ليس له تربة في قلبي ولا يترك له ظلالاً على الورق .. والوقت يضيع منهم ويأتي إليّ .. يحملك كما إعتاد أن يحملك إليّ كل هذه السنين لتطبطب بحنية على كتفي وتحمل عني ثقل الحروف وتنطق الحروف بين يديك وأنا أقرؤها في عينيك رسائل شوق ومحبة وأسمعها في أنينك بكاء ياسمين السماء وأرسمك في فنجان قهوتي رمزاً من رموز الوفاء . لكنهم يريدون أن يقرأوك في عيوني .. وألوذ بك إلى أعماق الفؤاد حيث لا تصل أياديهم ولا يجرؤن .. هناك حيث تكتبني كما تشاء وأشاء وتقرأني كما تهوى وأهوى ويغيبون هم بالبحث عنك بين الحروف .. حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد .. وتركتهم يفتشون عنك في ظلهم فلا يجدون إلا مطر وياسمين وقهوة لذة للشاربين .. ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء .. |
رد: الركن الهادىء
كثيرا ما قرأت عن السحر
وكثيرا ما شاهدت السحرة لكن أن أرى السحر فهذا ضرب من المحال لكن المحال زال وصار المحال حالا مجسدا في الحروف تحت سمعي وبصري يا ساحرة الحرف ويا قابضة على زمام البيان لك خضع الحرف ولك جاءك حبوا متلمسا أناملك السحرية أن تخطه جملة ما ** الحروف .. حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد .. وتركتهم يفتشون عنك في ظلهم فلا يجدون إلا مطر وياسمين وقهوة لذة للشاربين .. ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء .. ** وللياسمين عطر لا يفارقني كلما مال بي المآل حيث قلم سيدتي ميساء أشكرك فعلا فقد صيّرتني عاشقا للسحر |
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
أستاذي الفاضل شاعرنا العزيز صبحي ياسين صباح الورد والفل والياسمين غمرتني بهذا اللطف الجم وغمرت بوحي بهذا الحضور الدافىء كلماتك تحمل كل الرقة واللطف والطيبة في طياتها شكرا لأنك كنت هنا وشكرا لأنك أنرت هذا البوح وأثريته بهذا الرد اللطيف كن بخير أستاذي صبحي وأتمنى لك كل السعادة والهناء والرضى |
رد: الركن الهادىء
[align=justify]الهدود ما يزال يلف هذاالركن الجميل .. لكنه يفتقد لتلك اللمسة الساحرة من يد صاحبته ..
هل لك من إطلالة يا ميساء ؟ ننتظرك بكل شغف .[/align] |
رد: الركن الهادىء
أعانك الله على الرجوع مسرعة أ.ميساء
|
رد: الركن الهادىء
اقتباس:
شكرا لك ودمت بخير |
الساعة الآن 20 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية