![]() |
الانتظار / الشاعر محمود درويش
في الانتظار في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة : ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار، فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم تجدني في الصباح، فقد خرجت لأشتري غار دينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ وربما اختلفت مع الزوج القديم على شؤون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً يُهددُها بصُنع الذكريات وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها . وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس وربما نظرت إلى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء وربما ماتت، فان الموت يعشق فجأة، مثلي، وإنَّ الموت، مثلي، لا يحب الانتظار |
الساعة الآن 37 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية