![]() |
الانتفاضة مستمرة
[align=justify]
الانتفاضة مستمرة، منذ انطلاق الجمرة الأولى بتاريخ 8/12/1987، وحتى انطلاق الجمرة الثانية بتاريخ 28/9/2000، وامتداد العطاء العربي الفلسطيني شهادة ودماً وحجارةً وتحدياً وصموداً، في لغة تقول دون مواربة إن فلسطين كلها قدس مقدسة، لا فرق بين حجر وحجر، وبيت وبيت، وشارع وشارع، ومدينة ومدينة، إذ من غير المنطقي أن يشتعل الدم الفلسطيني نارا متأججة من أجل جزء من فلسطين، إنه الثورة الشعبية التي تهدف إلى تحرير الأرض كلها من الاحتلال الغاشم البغيض، حتى تعود فلسطين كلها عربية بناسها وسكانها وأنفاسها، كما بأرضها.. قد يرى البعض، من ثقب إبرة، ومن خلال منطق ضيق أجوف، أن الانتفاضة إن صمتت إلى حين، فهذا يعني صمتاً متوافقاً مع القبول بالسلام الذي يعطينا القليل ويأخذ الكثير والكثير.. لكن من يفكر ويتبصر في حركة المد الشعبي، وفي النار التي تنطلق ولا تهدأ، يعرف دون مواربة، أن السكون أو الهدوء، حالة لا تعني في مبناها الصمت الطويل الدائم، بل على الأرجح، تعني وتطلب وتريد الانطلاق من جديد في مواصلة الثورة المستمرة، لأن الشعب الذي مهر عطاءه بالدم، لا يقبل بأي حال، التراجع عن أهدافه المعنونة بتحرير فلسطين من شمالها إلى جنوبها.. لا نريد هنا الدخول في متاهات تقول بوقوف الانتفاضة على حافة الصمت وبما يعني أنها استكانت أو هدأت نزولاً عند رغبة من وقع على ورقة بيضاء أو غير بيضاء، فالحقيقة تطرح الأمر بوضوح لتقول إن مثل هذا الوقوف إنما هو حالة لا تختلف في كل معطياتها عن حالة البركان في هدوئه، إذ لا بد من الانفجار والفوران الذي يلغي في لحظة واحدة كل التواقيع التي امتدت على طول الورق وعرضه، كما يلغي كل التنظيرات والتحليلات التي تأخذ في قياس الحرارة دون ملامسة الجسد.. واعتقادي جازم أكيد أن الانتفاضة أكبر من كل تحليل، لأنها حركة شعب، وحركة الشعوب لا تخضع لمنطق التحليل البارد..!!.. قراءة منطق الشعوب، يقول بصريح العبارة، إن الحس الشعبي يتحرك على أساس مصلحته هو، وهمه هو، وتطلعه، وأمنياته، دون الوقوف أو التوقف عند محطات باردة من انتظار ما ينتج عن لقاءات تنتهي دائماً بتواقيع تكبر أو تصغر، وقرارات تأخذ هذا الشكل أو ذاك، ما دامت القضية الأهم والأساس غير محلولة أو مطروحة بشكل كامل.. وطبيعي أن تكون القضية الأهم هنا، متمثلة بتحرير كامل تراب فلسطين، من الشمال إلى الجنوب، وهو حل يعني الخلاص من الاحتلال الذي نفاوضه، فكيف تستقيم الأمور، إذا كان القاتل والجلاد والاحتلال، يعطي الضحية وصاحب الحق شيئاً من حقه، ليبتلع كل الأرض وما عليها..!!.. فلسطين يا قدس.. قدس.. ليست جملة شعرية قابلة للنفي أو ما يشبه النفي، بل هي تعبير عن حقيقة مؤكدة تقول إن فلسطين كلها بالنسبة لنا كما القدس، لا فرق بين شبر وشبر، ومدينة ومدينة.. صحيح أن القدس تحمل الكثير، وتعني الكثير، وستبقى كذلك.. لكن كل هذا لا يعني التنازل عن شبر واحد من فلسطين، وعن القدس ضمناً.. فالقدس كانت لنا وما زالت، وفلسطين كلها كانت لنا وما زالت، ولا نريد كما يراد لنا، أن نضيق مفهوم القضية لنفرح بعودة جزء متناسين بقية الأجزاء، والأولى أن نفكر بفلسطين كلها من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، معلنين أن فلسطين كلها قدس لنا، وأن القدس كلها فلسطين بما يعني ذلك من تحرير كامل التراب لتعود درة المدائن عربية في أرض عربية وبين مدنها العربية وبوجود أهلها العرب دون وجود أو تواجد أي احتلال.. من أجل ذلك كانت الصرخة فلسطين يا قدس قدس، إذ لا نريد التخلي عن شبر واحد من فلسطين، مهما كانت الأسباب، ولن تتوقف الانتفاضة حتى تتحرر كل فلسطين.. [/align] |
الساعة الآن 55 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية