![]() |
الصغيران
الصغيران لــ هيثم الشيمى5/17/2009 تركتنى لآخر . وتجاهلت الصغير الذى تمخضت عنه علاقتها بى . منذ زمن وهو حبيس تلك الحجرة المظلمة . تلك التى يمثل كل حجر فيها لحظة لى معها . فذاك يصور رؤيتى الأولى لها ، وذاك يروى همسة الحب الأولى ، وذاك عن اللحظة التى تعجرفت فيها على طرقات الهوى الرقيقة ، وذاك عن لحظة نمو الصغير فى أعماقى . كثيراً ما أتناسى وجوده لولا يداه الصغيرتان اللتان لا تلبثا أن تعبثا بزر الإضاءة فتشعل الذكريات . تذكرت أول يوم له بصحبتى ، كان ضئيلاً جداً و لم يبد لى للحظة أن ذلك الصغير فى طريقه للنمو . كنت كلما نسيتها بدا لى وكأن الصغير قد توقف عن النمو ، وتهدأ صرخاته ويتوارى فى ظلام الحجرة ، وحين تقتحم ذكراها عقلى ، بفطرة الصغار يشعل الضوء ويملأ المكان ضجيجاً . أحياناً اسأمه وأخرى أعشقه . تارة أشعر أنه يسكن أعماقى وأخرى أشعر بأنه دخيل على حجرتى المنيرة . ************* لا أدرى أمرت السنون أم نما الصغير فجأة ؟! فاليوم يبدو لى وكأن عمره دهراُ ، والويل لى منه فى تلك الفترة ، فقد ظهرت الطلبات وتعلم الصغير الإلحاح . كنت كلما رأيته أٌشفق على حالى ، وكنت كلما تذكرتها كلما حنوت على الصغير . لم أدر ما الذى حدث فى تلك الفترة فقد ظللت أهرب من أنغام الصغير تارة ، وأخرى أحتضنه فى شوق . وهو يواصل إلحاحه حتى لم أجد بداً من مناشدتها أن تنصت لألحانى على أوتار الصغير . ************** لا أدرى ما حال الصغيراليوم! فهو فى حجرته المضاءة ، علَه ساكن لا صوت له ! أما أنا فأرقص طرباً ، فها انا أراها تسير وحيدة فى الطرقات على غير عادتها. لملمت شجاعتى وسرت نحوها لأول مرة بخطوات ثابتة وطلبت الحديث معها . جلست وإياها والقدر يعلن عن لقائى الأول معها . ظللت متلعثم ، أتحدث بالصمت وأقول المبهم ، وعيناها اللتان تجاوزا ضوء الشمس إشراقاً ترمقانى بنظرة وكأنها الحيرة ! أو لعلها التشفى على حالى!انتزعت نفسى من دوامة الارتباك وقدمت لها الصغير، ولا أدرى إن كان ما يبدو على ملامحها دهشة حقيقة أم تصطنع ؟! أتجهل وجود الصغير أم تنكره ؟! على كلٍ ، تركتنى وحيداً سوى من خيبة أملى وصغير جديد يبدو وجماً وكأنه الحزن . عرفته على صغيرى الكبير ، ولم أنس أن أوعز إلى الضيف أن يوسوس إلى الصغير بعدم جدوى تذكرها. ************** على عكس المنشود تصادق الصغيران ، وتشاركا معاً الذكريات ، وكنت كلما أطفأت ضوء الحجرة أشعلاه وكلما حثثتهما على السكون تعاليا بالصراخ . طرأ لى أن أقتل صغيرى ، وأترك الوَجِمُ للوجم ، لكن خشيت على نفسى . مرت الأيام كبيسةً وعقلى الشارد فى ضوء الحجرة المظلم . وبعد زمن طرأ لى أن أتعرف على فتاة أخرى فأجلب منها صغير آخر،أضواء حجرته مبهجة ، ولعلها تكون أسطع من ضوء حجرة الصغير . وبالفعل جلبت لنفسى أخرى عشت معها سنين وسنين دون أن تتمخض علاقتنا عن أية مشاعر. عشت معها منطوياً على نفسى وفى قلبى حب لا يزال ينمو وكبير وجم وكأنه الحزن . ************** تمت بحمد الله تعالى |
رد: الصغيران
حب صغير ثم حب صغير و في انتظار حب كبير تجمع حزن كبير لكن يمكن أن ننظر بعين أخرى ونقول في الطريق لإرضاء القلب يجمع صدفا جميلا يعطيه مسرة و فرحا و حتما إن كان صادقا مخلصا في رحلة بحثه و تأمل جيدا سيجد صدفة تحمل اللؤلؤ ة الثمينة.
تحياتي و تشجيعاتي لك هيثم |
رد: الصغيران
أخي هيثم .. رافقت رحلة الصغيرالأول كلمة كلمة فبدا لي استحالة ما يمكن أن يقدم عليه صاحبه مهو فريسة اليأس القاتل .. مثله مثل الذي يريد أن يطفئ النار بصب الزيت عليها .. أعجبني نصك لكونه لم يحاول ولو تلميحا أن يعرف بهذا الصغير وتركنا نستشف ذلك من بين الكلمات ومقاطع النص الأربعة .. هذه المقاطع بدت لي وكأنها مراحل عمر ذاك الصغي أو على الأصح ذينك الصغيرين .
ربما يكون هناك صغير جديد ولكنه لن يحل محل الآخر رغم بداية جديدة ، وربما تكون صداقتهما صورية ، لكن المؤكد أن الصغير الجديد لن يترعرع على أنقاض الصغير القديم . نصك ممتع أخي هيثم . أنتظر المزيد . لك محبتي |
رد: الصغيران
قصة جميلة ومعبرة شكرا لك
|
رد: الصغيران
اقتباس:
الأستاذة نصيرة سعيد بمرورك وتحليلك للنص ، أعتذر عن التأخر عن الرد ولكنها ظروف الدراسة كامل احترامى |
رد: الصغيران
اقتباس:
أستاذ رشيد سعيد جداً بتحليلك للنص ، وعن عدم تلميحى بهذا الصغير فذلك هو الأسلوب الذى أؤمن به ، وأسعى دائماً لتنفيذه وهو عدم التصريح بالفكرة ونرك مهمة تكشفها للقارىء الذى أثق فى عقله فأرفض أبداً تلقينه ... أعتذر عن التأخر كامل احترامى |
رد: الصغيران
اقتباس:
أشكرك على مرورك الرقيق وأتمنى أن يدوم كامل احترامى |
الساعة الآن 02 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية