![]() |
إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
إنهم يسرقون الظّلال .. مهنا أبو سلطان ( علاونة ) ذات مطرٍ .. لم أكن على موعد مع العبق الشتوي .. ولم أكن اتوقع أن يكون الليل في تلك الحلكة التي تخترقني قيداً يُثقل ظهري .. ولم تكن لي القدرة على استحضار ذاكرةٍ ما .. كي أعلم أن الجنون المعشّق بالأصمّ الصارخ يفضي إلى جنون من نوع آخر على الضفة الأخرى للخط الأخضر .. حتى تناوب على طمس الرّؤية بعصابة السابقين الأولين أكثر من يدٍ سداسية الإلحاد بالإنسانية .. حينها اقتادني الليل إلى دلوٍ عفنٍ في زاوية عفنةٍ .. خلف معدن اللوحات القرمزية .. الذي كان ولا يزال شاهداً على عصر يكفر بالشمس .. وكان ظلّي يتبعني قوياً في الباحات نحو الأقبية تارةً .. وتارةً ضبابياً داخل المربع الأسود .. ومنازل الأوكسجين المغلق على أرواحٍ شابَ زمانُها .. وما زالت مكانها لا تبرح الشموع البعيدة .. تصرخ من حولي .. وجانب ظلي أشباح الفَناء تدوس الظلّ الذي أدخلني إلى عمق الزغاريد .. وبوابات الصباح .. دفاعاً عنه .. وتئنّ داخلي ليالي الزفاف الفيروزية .. في حالة استحمام دائم بالنفط .. وتجسيد مذهبية الدفاتر الحمراء .. حتى ينتهي الظل من غيبوبتي ويدخل بهم آخر النفق .. يتركني على حافة القهر أعد السنين الضوئية السريعة جدا مثل النهايات المفاجئة للمحطات .. كي لا أعلم من بعد علمٍ شيئا .. لأول مرة أتشبّث بظلي .. وأختزنه في قمقم الروح .. كنت دائماً حين أتمشى بين جدارين يتناوبان رسائلي .. أو بيتين من الشعر خجلين من المارد .. لا أنتبه إلى أنني املك ظلاً .. جميلٌ جداً .. وصارخٌ جداً .. أن يكون لك ظلّ في الليل .. ويعود الظل إلى الزوايا الضيقة والقضبان العفنة .. ومعه حفنة من ذكرى لا تغادر الزمان ولا يغادرها المكان .. أعانقه .. فيعتنقني على حائط الثواني التي تجلدني كل ظهيرة .. وتلدني كل ليل .. ظلَّ يفارقني ظلي الكافر بهم .. ليعود ذات صمت وبين أصابعه الحمراء ترقص سيرة ذاتية أخرى لذاكرة مرت من هناك .. وأنا ما زلت على قيد الموت .. حتى أزف الصمت بيننا .. وبدأ النشيد يستيقظ مثل سلحفاة .. وسكنت كل حروف العلّة .. أنا لن اصبح أيقونة .. ثم أكثر من خريف ينتظر .. وانا معه على رصيف الغياب .. وأفتقد ظلي كل رحلة منه إليه .. لم يعد يأتي .. ولم يعد يعانق جريمتي .. إنهم يسرقون الظلال .. إنهم يسرقون الظلال .. جنين 19/05/2009 |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
:nic39:أنا لن اصبح أيقونة .. ثم أكثر من خريف ينتظر .. وانا معه على رصيف الغياب ..
وأفتقد ظلي كل رحلة منه إليه .. لم يعد يأتي .. ولم يعد يعانق جريمتي .. :nic39: الله الله الله .. ما أجمل تعبيراتك أخي الكريم .. كاتب فذ وقصة تؤكد ثقافتك اللغوية والفنية .. لوحة فنية معمارية.. ذات معان قوية .. خطفتني للنهاية أشكرك وأحييك على قلم متمكن قوي .. وحبر ينضح فنا راقيا .. بارك الله فيه وفيك كن بخير مودتي |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
"كنت دائماً حين أتمشى بين جدارين يتناوبان رسائلي .. أو بيتين من الشعر خجلين من المارد .. لا أنتبه إلى أنني املك ظلاً .. جميلٌ جداً .. وصارخٌ جداً .. أن يكون لك ظلّ في الليل .. ويعود الظل إلى الزوايا الضيقة والقضبان العفنة .. ومعه حفنة من ذكرى لا تغادر الزمان ولا يغادرها المكان .. أعانقه .. فيعتنقني على حائط الثواني التي تجلدني كل ظهيرة .." أخي مهنا رائع في سردك وتشابيهك وصورك استمتعت جدا ً بما خطته اناملك الرائعة هنا أخي مهنا لا تطيل الغياب عن المنتدى نحن دائما بانتظار جديدك . http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/258.imgcache.jpg |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
قرأت قصتين سابقتين لك أخ مهنا ووجدت أسلوبا ممتعا شيقا في السرد وهنا أصادف أسلوبا جديدا يقترب من الخاطرة و يغوص في عمق الوجدان, ممتع أيضا طبعا و يلامس وجدان القارئ , تحت اسمك لفت انتباهي:
رسام وكاتب .. أكتب القصة القصيرة ، الشعر ، والخاطرة فتساءلت يا ترى كيف وماذا ترسم و ل يمكن أن تثري أيضا ركن الفنون التشكيلية بإبداعات لك و نكتشف مواهبك الأخرى. أجمل التحيات |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
الأخت الغالية .. شريفة السيد ..
أجمل ما في نصي هذا .. مرورك عليه .. وتلك الكلمات المتوهجة .. التي تنبض بها حروفك .. كم أسعدني هذا المرور الكريم على نصي المتواضع .. |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
الأخت الغالية .. نصيرة تختوخ ... لامست حروفك الماسية نصي المتواضع .. فأصبح شيئاً يُذكَر ..
نعم اختي .. أنا رسام قبل أن أكون كاتباً .. وأرجو ان أستطيع المساهمة ببعض الرسومات .. أرسم الانطباعية والواقعية أكثر .. أحياناً .. أقترب من السريالية .. ولا أحب التجريد .. وكلي امل أن اكون قادراً على المساهمة في الرسم .. لأن الرسم عندي حالة من الجنون لا أدري متى تأتي .. مرورك سيدتي أثرى نصي الصغير .. |
رد: إنهم يسرقون الظّلال .... قصة
الغالية ميساء البشيتي .. أعلم ان هذا النص المتواضع .. ناقص جداً .. وبحاجة لما يتممه .. ويجعله قيّماً .. فجاءت حروفك الجميلة من ثنايا الروعة الأدبية .. فكان الجمال والكمال .. لم اكن أختي الغالية اريد الغياب .. لكن الغياب أرادني .. في رحلة مرض أخي " غسان " رحمه الله .. لذا أعتذر .. فقد كنت مشغولاً بوفاة شقيقي " غسان " .. الذي وافته المنية في مدينة الحسين الطبية في عمّان - الأردن .. وما رافق ذلك من نقل الجثمان إلى هنا .. جنين - فلسطين .. وفتح " بيت العزاء " ..
|
الساعة الآن 17 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية