منتديات نور الأدب - وميض إلى حطين

وميضٌ إلى حطين

أهيمُ بـأحـلامِ الوصـالِ وأتبعـه
كطيرٍ يناجي الأيكَ إنْ بـان مرتعُه
يرى الدوحَ مأسـوراً ويمنعُ وِرْدَه
حصارٌ وأسلاكٌ ووحشٌ يُفـزِّعـه
"منار" وقلبٌ قـد تلظى بهجـرهـا
يُقلّبـه جمـرُ الفـراق ويَلـسعُـه
عـلى موجـة التهجير هاجر ركبُها
وعـاتيةٍ هبت عـلى الموج ترفعه
شـراعٌ أمـالتـه الريـاحُ ممزَّقٌ
ومـن حُلـكةِ الليل الدروب تُضيِّعُه
ولَجـتِ لجـوءا يا "منار" لُجـاجُه
كمنحـدرٍ في الجُبِّ لا قـاع يمنعه
تعـوم بآلام الجـراحِ وقـلبـهـا
بنبضٍ مـن الآمـالِ زادّ تضرُعُه
جراحاتهـا نوعان جرحٌ بغاصبٍ
وجرحٌ شقيقٌ مزَّق القلب مبضعـه
أشقـاؤنـا قسمـان، باكٍ لحالنـا
وآخـر من خلفي يدك مطاعـنـه
"أدرويش" هل قومي لأكثرمن أبٍ
وهل يا ابن أمي في الأبوة مصرعُه
أتعلـنُ في كل القبائـل مـوتهـا
لأنَّ صهيل الخيل قـد جفَّ منبعُه
"أدرويش" هل يُدعى عُبيدٌ إلى الوغى
وأسياده في حـومة السوط تردَعُه
إذا كنتَ في بستـانِ حمير تـابعـا
فلا بـدَّ أنْ تحني إذا جـاء تبعه
أيا من على الأوطان سالت مدامعه
ونبت من الخذلان يحيـيه مربعـه
يراعي رؤوس البغي إن هز منبرا
صليل سيوف الغاصبين يروعـه
فهل تُحمل الدمعات سيفا إلى الوغى
وهل يكتب التاريخَ إلا مصارعـه
على القدس جمر البغي يحرق أهلها
وطفل جنود البغي في القيد تقمعـه
وأمٌ رأت ابنـاً بنهـرِ دمـائِـهِ
فصبت دمـوع العين نهرا تودعُه
تُلاطـم خديهـا وذا الخـد لا يرى
ألطـمٌ تهـاوى أم يد الجند تصفعُه
وتصـرخ هـل لي أمةٌ وعروبةٌ
وتمضي إلى الجندي بالكفِّ تدفعه
لتسقطَ صرعى في رصاصةِ حاقدٍ
وتهـوي على أشلاءِ ابنٍ تُلَـفِّعُـه
هنا شـارع الآلام قـد كان مفرعا
وبالقمـع والترويـع زاد تفرعـه
بيوت أضاعت في القرون بناتهـا
وحبل من الأسماء يسطعُ مطلعـه
حُطامٌك يـا حطين أضحى مشرداً
ولا غير سيف العامرية يجمعـه
إذا كـان للأقصى رجـال وأمـة
فخير رجال القدس من صاح مدفعه
تغيثـون أقصـاكم بدمعٍ ومحفـلٍ
وأعداؤكـم في كل يـوم تُقطِّعـه
أأيوب قـد آبت خيـول ضلالـةٍ
ومقبض "حطينٍ" تراخـت أصابعُه
وواليك يـا "عكا" يُسلـمُ عَـرشَه
وكسرى أتى خـلف الستار يطوِّعه
إذا كـان "لخميا" فكسرى مليكه
وإنْ كان من "غسان" قيصر يصنعُه
"لحطينَ" في "ذي قار" جـدٌ وملهمٌ
و"شيبان" في "حطينَ" كـان تجمعه
فبادر إلى "ذي قار" واحفرْ بمجدها
تجـدْ سهـل "حطينٍ" تفجَّر بلقعه
و"حنظلةَ السيار" نـادى جموعَـهُ
وذاك "صلاحُ الدينِ" عـادت مواقعهُ
إذا لم توحـدْنـا المواجع في الوغى
فكـل فـريق سوف يأتيهِ مصرعُه
إذا قيـَّدَ الليلُ الصبـاح بحـلكـةٍ
فلا غير سيفِ المجد لليلِ يخلعُه
و"حطينُ" مجـدٌ و التوحـدُ أضلعٌ
أعـدْ نبضه التاريخ يأتيك أنصعه

خالد حجار

فلسطين