![]() |
الشعراء الشباب والمقاومة
[align=justify]
في ديوانه " اختيار " يقول الشعر الشاب قاسم محمد فرحات في قصيدة " نادت فلسطين " : "نادت فلسطين أن هبوا لنجدتها /ولتشعلوا الأرضَ بالأوغاد نيرانا.... ولتذرفوا الدمّ طهرا ملْء راحتها /ولتملؤوا الأرض أنهارا وغدرانا... ولتجعلوها لجيش الشر مقبرة /ولتسحقوا الظلم فيها أينما كانا ...ولترهنوا الروح فيها دونما ثمن ٍ / فالراهن الروح للأوطان ما هانا/ الأرضُ أرضكمو والعرض عرضكمو/ والحق حقكم فلتثأروا الآنا " ... نسمع هذه الأبيات من شاعر فلسطيني شاب يكتب قصيدته في الوقت الراهن ، فهل نبتعد كثيرا عن إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وغيرهما ممن أتى لاحقا، من شعراء المقاومة؟؟..هنا كأننا نمد الجسر المقاوم من العام 1936 إلى الآن دون تراخ أو تغير في نبرة الصوت المقاوم ، أتحدث هنا عن الموضوع والمضمون دون اقتراب من الناحية الفنية .. لأن هذا يحتاج إلى وقفة طويلة .. ما نجده عند الشاعر الشاب قاسم فرحات نجده عند شعرائنا الشباب الآخرين ، وهم كثر منهم على سبيل المثال لا الحصر ، لأن عددهم فعلا كثير ، خالد محمود ، فراس النجار ، محمد عبود ، تميم البرغوثي ، سامر عبد الله .. أحاول هنا المحافظة على مسافة العمر التي تبقينا عند شعراء في عمر الشباب ..لأنني لو أردت بعد كتابي الصادر عن اتحاد الكتاب العرب " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " عام 1993 لوسعت الفترة الزمنية ، لتشمل كثيرين ، لكن أوثر هنا أن نبقى عند مفهوم الشعر الفلسطيني الشاب .. أين يقف هؤلاء ..كما قلت هم كثر، وهم من الشعراء شديدي المحافظة على الخط المقاوم ، حتى لتحسبهم من أجيال سابقة ..لأنهم مع محافظتهم على الخط المقاوم ، لم يستطع أكثرهم أن يخلع عباءة من سبقهم حتى في استعمال الرمز المقاوم .. المقاومة عندهم انحياز نهائي والتزام لا يتأطر ضمن الإلزام ، فهو نابع من قناعة داخلية عند كل واحد منهم ، كون الصورة لسيئة الذكر " إسرائيل " قد توضحت أكثر فأكثر بالنسبة لهم..والاختلاف المهم يمثل باعتقادي ، كونهم أكثرَ ممن سبقهم إلحاحا على الكتابة رغم انعدام هامش النشر والوصول إلى القارئ.. وإذا شئنا أن نتحدث بشيء من التساؤل نقف على حافة حيرة تقول أين الشاعر الجيد الذي وصل ، دون تعلق بالنجومية التي انتهى زمنها .. ؟؟.. هذا يقول علينا أن نبحث دون كلل كي نصل إلى الجيدين الذين يشكلون بصمة .. أجد أن مقاومة هؤلاء الشعراء الشباب مزدوجة ، فهي مقاومة احتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ومقاومة من أجل إثبات الوجود وهي مهمة شاقة في هذا الزمن .. كما قلت من قبل يصعب الحديث فنيا عن قصيدتهم المقاومة ، لأنها شديدة التنوع وكثيرة التعدد ..لكن بشكل عام ، وضمن المضمون ، هم امتدا شرعي لقصيدة المقاومة ، وتصعيد النبرة ، وهذا يُذكر لهم .. لكن أتمنى أن ينتبه كل واحد منهم إلى ضرورة تميزِ صوته ، كما أتمنى عدم استسهال اللغة فهي قوام القصيدة .. وأختم بوقفة قصيرة هنا تتعلق بمن يحاول أن يقارن بين هؤلاء الشعراء الفلسطينيين الشباب والشعراء الكبار مثل محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان وتوفيق زياد وأحمد دحبور وغيرهم، إذ أنّ المقارنة ستكون ظالمة بكل المستويات ..فكبار الشعراء الذين ذكرنا بعضهم اكتملت دوائر الشعر عندهم ، وخاضوا تجارب طويلة في كتابة القصيدة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ..بينما مازال أكثر هؤلاء الشباب في البدايات وفي طور تكوين القصيدة .. لذلك علينا أن نتروى قليلا ولا نظلمهم في مجال المقارنة .. ونعرف أنّ أي مقارنة يجب أن تأخذ بالكثير من الأشياء قبل أن تجرى .. [/align] |
الساعة الآن 02 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية