![]() |
أمسيات في مهب الريح!!
[align=justify]
لا نطمح ، ولا نحاول أن نتصور أنّ واحدا من الشعراء المعاصرين ، أو القاصين أو الروائيين ، أو الكتاب بقضهم وقضيضهم ، يمكن أن يصل طموحه إلى إحياء أمسية أو محاضرة تجعل الشرطة تغير طريق السيارات لكثرة عدد الجمهور الذي قد يأتي بعضه قبل ساعة أو ساعتين من إحياء الأمسية حتى يحصل على مكان يجلس فيه ، أو يقف فيه وقفة شبه مريحة !!.. فهذا الأمر ، الذي كان يحدث قبل وقت قصير جدا ، في حضور أمسيات الشاعر الراحل محمود درويش ، أو من سبقه من شعراء في الرحيل مثل الشاعر نزار قباني ، لم يعد مذكورا في قاموس الأمسيات اليوم ، مع أنّ الزمن لم يختلف ولم يتغير ولم يتبدل ، ولا نستطيع مهما زدنا أوعدنا ، الادعاء أنّ هناك شيئا قد طرأ ولم يكن موجودا .. لكن وبكل بساطة هناك شعراء ، أقلّ من القلة ، كان لهم حضورهم الطاغي الكبير ، الذي كان يستدعي الجمهور وحضوره بشكل لافت، وهو شيء علينا أن نودّع إمكانية تكراره أو إعادة زمنه !!.. أما الآن فيبدو أنه علينا أن نبحث وندرس أمسيات ومحاضرات اليوم ، متسائلين لماذا انحسر الحضور أو غاب بشكل صارت معه أي أمسية أشبه بملهاة تحرق القلب ولا تضحك !!.. فأن يكون عدد المشاركين في الأمسية أحيانا أربعة ، وعدد الحضور مثلهم أو أقلّ يدعو إلى الريبة والشك في كل شيء ابتداء من التنظيم وليس انتهاء بالقيمة التي وصلت إليها الثقافة عند الناس بسبب تقصيرنا!!.. إذ مهما أوجدنا من أسباب ومبررات وتهم نوجهها دائما للجمهور ، لا يمكن أن نقنع أحدا بأننا نقوم بواجبنا في التمهيد المطلوب لأي نشاط ثقافي يجعل الناس يحضرون من بيوتهم بشكل عفويّ راغبين بسماع الشعر أو القصة أو غيرهما .. هناك دون شك ، استسهال في دعوة الشعراء أو المبدعين أو المحاضرين دون أي تمحيص أو معرفة بقيمة وقدرة من ندعوه!!.. مما يجعل أي جمهور يملّ بعد أمسية أو أمسيتين حين يجد أنّ هناك استخفافا بذوقه ومشاعره، حين يكون الشعراء أو القاصون أو غيرهم ، دون المستوى المطلوب أو المرغوب !! فالجمهور ليس بسيطا أو ساذجا ..وإذا كانت دعوى المشرفين على المراكز الثقافية معلقة بأن ألف ليرة أو أقل تعطى للشاعر لا يمكن أن ترضي هذا الشاعر أو ذاك بالحضور، دعوى باهتة رغم أنها جديرة بالبحث والتمحيص وإثارة التساؤلات والبحث عن حل!!.. لكن كما قلت ، ليست المشكلة هنا فحسب ، لكن في منظومة متكاملة من الأمور تتعلق بالقائمين على الدعوة للأمسيات من جهة ودورهم في التنظيم والإعلان والبحث عن الجيد وما إلى ذلك ، وبالمبدع الذي صار يهمه عدد الأمسيات لا الأمسيات بحدّ ذاتها ، فهو يريد أن يؤمن أكبر عدد من الأمسيات ، قد يعيد فيها كلها ما ألقاه من قبل مستهترا بذوق الناس ، مصرا بشكل مسبق على تلك المقولة الشهيرة " ومن يهتمّ بذلك؟؟" متناسيا أنّ هذه الأمور تمسه وتمس سمعته قبل غيره!!.. كثير عدد الذين قالوا بموت هذا النوع من النشاط ، كما المسرح، والسينما ، بعد أن انفضّ الناس وما عادوا يهتمون بأي نشاط من هذه النشاطات .. قد نقول يبدو أنّ ذلك صحيح ،فلماذا نقوم بهذه النشاطات التي تولد ميتة ؟؟!!..ما الداعي لها ؟؟!!.. لكن بالمقابل لماذا لا نحاول إحياء مثل هذه النشاطات بوضع خطط حقيقية يشرف عليها من يهمه استمرار الحياة في هذه النشاطات ، ويفهم ويعي أهميتها ودواءها وحلولها .. فربما ، نقول ربما !!، نستطيع أن نعيد شيئا من الحياة لنشاطات ثقافية صارت شبه ميتة ؟؟!!.. [/align] |
الساعة الآن 03 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية