![]() |
تغيير الأتجاه
[frame="2 98"]
تغيير الأتجاه رحِمَ اللهُ والدي.. سامحه و غفر له. لم يغرس فيني يوماً بذور الثقة في النفسِ أو الشجاعة.. بل أورثني الخوف و الشقاء. قضيتَ العمرُ مُطارداً بين الأزقة, في هذا المخيمِ اللعين.. حتى أنَّ الخوفَ لازمني في نومي.. و تملكني التوتر بأستمرار. تجرعت الشقاء و كابدت مرارة الحياة منذ مولدي. أبحثُ عن كسرةِ خبزٍ كي أسرقها أو حفنةِ أرُزٍ فاسدة.. أقتات عليها من بين أطنانِ القمامة القابعة عند مدخل المخيم. لم يدعني الناسُ يوماً في شأني.. بل إستكثروا عليّ تلك اللُقيمات الوضيعة.. فأطلقوا صوبي جام حقدهم من رشقات الحجارة.. أو ما ملكت أقدامهم من أحذيةٍ حارقةٍ خارقةٍ و خانقة, مصحوبة بأقذر و أقبح الشتائم.. مما وردَ في قواميس العشوائيات.. أنظفها على وزن, يا أبن ال.. "طـطووووووووووووووط" أو والله لألعن.."بببـيـيـيـيـيـيـيـيـيـيـــب" يا أبن الحرام. رباه.. لقد خلت قلوبهم من الرحمة.. أصابها الجفاء و القسوة.. فصارت كالحجارةِ التي أُلقَفَ بها. شيءٌ واحد هوّنَ عليّ مآساتي. لم أكن المنبوذ الوحيد في هذا المخيم. أذكرُ أنَّ شاباً في مُقتبل العمر, لُقِّبَ يوماً "بتامر الجُرذ".. لتعامله مع جيش الأحتلال و وشايته برجال المقاومة. عاشَ تامر/ الجُرذ حياته داخل أسوار المخيم و خارجه بقلقٍ و توترٍ دائم.. لازمه هاجس الخوف من إنفضاحِ أمره الى أن تربصَ له أسدٌ هصورٌ.. أرداه صريعاً عند باب منزله.. ثم علقه على عامودٍ للكهرباء ليكون عبرة لغيره. كانت المقاومة قد وجهّت عدة أنذارات للجرذ و لغيره من الجواسيس.. تدعوهم للتوبة و تغيير الأتجاه. احمدُ الله أني لم أسقط في وحل الخيانة.. و لم أكن يوماً عميلاً او واشياً. ها أنا اليوم.. أقفُ في نفسِ الزقاق.. بالقربِ من منزلِ الجرُذ.. و بجانب عامود الكهرباء. يُطاردني أحدهم الى أن وصلت الى نهاية هذا الممر المسدود.. سُدّت في وجهي كل المنافذ.. أبحثُ عن مخرج.. أللُفُ حول نفسي كالمجنون و جسدي النحيل يتصبب عرقاً. توقفت برهة.. أتأمل هذا الزقاق و جدرانه.. للأسف.. هذه الأزقةُ تزداد صغراً يوماً بعد يوم.. كنت أراها واسعة.. متباعدة جدرانها.. مما ساعدني على الفرار مراراً يومَ كنتُ صغيراً. الأن.. ضاقت و صغُرت. في نهاية هذا الممر الضيق أقف الأن. في نفس المكان سقط تامر الجرذ.. بعد أن رفض تغيير الأتجاه. الجلادون من حولي و المصيدة أمامي. ((صوتٌ مألوف من خلفه)) - أنت فقط بحاجة الى تغيير الأتجاه يا صديقي... قال القط مُكشِّراً عن أنيابه. ....................................... ابن البلد [/frame] |
رد: تغيير الأتجاه
أخي العزيز عبدالله الله يسعد أوقاتك وعودة ميمونة وأعيد يا عبدالله ما قلته لك في مكان آخر صدقت يا عبدالله .. ولو انتظر تامر الجرذ الى هذا الوقت .. ما قتلوه وما صلبوه .. فالخيانة اليوم وسام يتشدق به البعض والاخلاص والشرف تهمة تعلق على عواميد الكهرباء .. نحن لم نعد في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر بل ايضا القابض على اخلاصه وشرفه كالقابض على جهنم باسرها .. دمت وسلمت ابن البلد البار . :nic93: |
رد: تغيير الأتجاه
الأخ العزيز عبد الله
قصة لها دلالات ومغزى واضح .. لم يخل زمن من الخيانة و الخونة و إلا لما وجد العدو موطئ قدم له .. المؤلم هو أن الكثير من الخونة يلبسون لكل حال لبوسها فتراهم ينقلبون فجأة مع تغير الوضع و يصبحون سادة البلد و ساستها . دمت بكل الود |
رد: تغيير الأتجاه
الأخ الأستاذ عبدالله الخطيب قصة معبرة واضحة المغزى وبأسلوب رائع . منذ الأزل ونحن نعاني من الخيانة , لذا رأينا عبر التاريخ الأعداء ينتصرون على أصحاب الحق بسبب الخيانات التي تحاك خلف ظهورهم ومازال هذا الوضع حتى الأن , وما قامت به إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة من قصف الأماكن المهمة وقتل أشخاص معينيين إلا دليل على خيانة بعض الجبناء . وهذا الوضع مؤلم حقا . تقبل تقديري واحترامي .:nic100: |
رد: تغيير الأتجاه
اقتباس:
الأستاذة العزيزة ميساء.. مساء الخير. صدقت و الله.. و مثل ما بيقول المثل: "تبدلت غزلانها بقرودها"... و أنا أقول: و الله ظلمنا القرود.. بل هم ذئاب ينهشون بالوطن من كل جانب.. فلا عتب على العدو. شكراً لك أختي الكريمة. دمت بعاطر المودة و الأحترام. ابن البلد [/frame] |
رد: تغيير الأتجاه
اقتباس:
أستاذي العزيز و أخي الكريم رشيد الميموني.. مساء الخير. و ستبقى سواعد الحق و عيونه لهم بالمرصاد. مرورك يُزين صفحتي.. و تواجدك شرف عظيم.. شكراً لك. ابن البلد [/frame] |
رد: تغيير الأتجاه
اقتباس:
الأستاذة و الأديبة الرائعة بوران شما. مساء الخير.. و اهلاً و سهلاً بك. فعلاً استاذة بوران.. حالة مُزرية و وضع مؤلم.. سببه تهاون القيادات العليا و ضعف السلطة الأمنية.. و إلا لما لا نأخذ الدروس ممن خاضوا غمار الحروب و عانوا سطوة المحتل و المستعمر قبلنا.. و ها هم نالوا أستقلالهم. لما لا ندرس تلك العبر من أخواننا الجزائريين.. أو حتى الفيتناميين و نتعلم كيف لم يتهاونوا مع جاسوسٍ او عميل.. مهما كانت رتبته. كل الشكر لتواجدك اليوم.. فهذا شرف عظيم لي و لقصي. دمت بكل الأحترام و التقدير. ابن البلد [/frame] |
رد: تغيير الأتجاه
المبدع عبد الله الخطي
ولكننا بالطبع لن نغير ارتجاه لن نبيع الضمير ولن نركن نضالنا من أجل تغيير الواقع المزري الاحتلال يبقى كما هو كالحا بشعا ومرفوضا من جميع أحرار الدنيا محبتي دمت مبدعا |
رد: تغيير الأتجاه
اقتباس:
الأستاذ الغالي خيري حمدان مساء الخير بالتأكيد لن نغير الأتجاه.. ما دامت بوصلتنا في أتجاه فلسطين.. و بوارق الأمل متجددة الضياء. شكراً لك و لبهاء مرورك . دمت بعاطر المحبة و التقدير. ابن البلد [/frame] |
الساعة الآن 14 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية