![]() |
المدرسة و الموهبة
مقال / المدرسة و الموهبة
بواسطة / يسين عرعار / الجزائر 1- المدرسة كلمة في أسمى معانيعا و أرقى درجاتها و أشهى مراميها فهي غاية المتعلمين وراية المثقفين ومورد المتعطشين للعلم و المعرفة و المبادىء القويمة و التربية السليمة. حيث تنعم علينا قريحتها بالفضيلة و العفاف في بناء الشخصية الحقيقية قبل توجيه العقل. وتنمية الفكر. إذ تجمع بين عنصرين هامين هما الروح و العقل . فلا يمكن إدراك الهدف دون التركيز عليهما و الاعتناء بجوهرهما منتخبين أفضل الطرائق و أحسن السبل في التهذيب و التربية و التدريس. وهذا لا يتأتى إلا عن طريق توظيف عصارة جهود الباحثين و الدارسين و أهل الاختصاص . الذين اعتمدوا على التجربة و الملاحظة و التحليل و التعليل و التفسير ثم الاستنباط لمناهج تسدي منفعة في تحقيق رسالة المدرسة. 2- إن التربية أساس التحصيل العلمي لأنها قوة الاستعداد و الإرادة و الاستجابة لخوض غمار البناء الروحي وتهذيبه تهذيبا مؤسسا ومتدرجا فيه آخذين بعين الاعتبار مقياس العمر ومعيار العقل في المقدمة مع تمحيص مدى الاستيعاب و القابلية للأساليب المعتمدة قصد غرس فضائل التربية . من صقل للذوق الجمالي و القيمي وتوظيف للمعارف. حيث يكون هذا الغرس في أول الحياة الدراسية حتى نستطيع قطف الثمار وحصد القيم الخالدة التي تمثل الارض الخصبة للبيداغوجيا. من تدريس بطرائقه المثلى موازاة مع مناهج التربية و أسسها. وبذلك نحقق مقصدا عظيما من مقاصد المدرسة للأمة.حيث يظل التعليم حاصل الجمع بين التدريس و التربيةمشكلا علاقة متينة وقوية بين المعلم و المتعلم قائمة على نوعية محتوى ودرجة مستوى برنامج المادة التعليمية. 3- غير أن الخالق كرم مخلوقاته بفضائل عدة وعلى اختلاف العمر و الجنس .فالجدير بنا أن نهتم بعنصر الموهبة كونها قبسة من نور الله. إذ يجب مراعاة القدرات الفائقة و العجيبة عند بعض الناشئين. الناتجة عن قوة الفطرة وسرعة الاكتساب للمعارف و الفنون. بالإضافة إلى تجارب الحياة .حيث نجد الأديب الفيلسوف "عباس العقاد" على سبيل الذكر لا الحصر موهوب. وفاقت عبقريته جميع طرائق التدريس ومناهج التربية ليتخلى عن مقعد المدرسة في سن مبكرة. ويفوز بأبهى أسرار الكتب علما وفكرا وذوقا ومعرفة. وينشأ نشأة عصامية محققا روائع الأدب و الفكر بأسلوب جعله من أبرز المفكرين و الأدباء حيث شغل عصره ولا يزال فهو الملقب بالرجل العصامي و المفكر الحر. إن الأمم التي حازت مقعدا للشمس في حركة الحضارة مباشرة اكتشاف علامة النبوغ المبكرة لدى الاطفال. لم يثنها عزم عن سعي دؤوب لتوفير كل الأسباب المعنوية منها و المادية لخلق مناخ خاص متلائم ومتطلبات هؤلاء الذين ظهرت عليهم سمات النبوغ و العبقرية حسب طبيعة كل ميول ورغبة حيث رصدت الكثير لتوظيف بيداغوجيا مسايرة ومواكبة إذ لجأت إلى إعداد مدارس خاصة تحوي هؤلاء الشواذ –Les Surdoués – و الذين عليهم مدرار رقي أمتهم إن عاجلا أم آجلا. الهامش ****** الشواذ: العباقرة الذين لديهم درجة ذكاء عالية جدا الشواذ: Les Surdoués ملاحظة ****** المقالة منشورة بجريدة البصائر الجزائرية. ( جريدة أسبوعية ) الأثنين06 ربيع الثاني1423 هجرية الموافق ل 17 جوان 2002 ميلادية العدد 101 الصفحة 14 |
رد: المدرسة و الموهبة
أنت هنا أيها الشاعر المتمرد ؟ ها قد وجدتك بعد طول فرار ...
جميلة وهادفة هذه المقالة التربوية التي تعكس اهتمامك الميداني بشؤون التربية والتعليم في بلادنا لاسيما في ما كان يجب أن تولى له عناية خاصة وجادة كفئة الموهوبين وما أكثرهم في الجزائر العميقة التي لا تصلها الأنوار والأضواء ..واسمح لي هنا أيها الفاضل بأن أشير الى أن مصطلح ( الشواذ )لا يطلق على أمثال التلا ميذ الذين تتحدث عنهم °( les surdoues) فالشواذ هم الذين يخرجون عن الطبيعة البشرية الانسانية المنطقية المعقولة ...أما هذه الفئة من les surdoues فيصح فيهم مصطلح ( الموهوبون المتفوقون)أي أنهم فاقوا الموهوبين وزادوا عليهم... ونقول عن شخص بأنه doue اذا كان موهوبا كما أنك (ودون مجاملة) موهوب شعرا فهل أنت شاذ ؟كلا فأنت doueموهوب بل موهوب متفوق surdoue ..... معذرة أخي الفاضل على هذه الاطالة التي تعبر عن مدى شوقي الى الحديث اليك وقد وجدتك بعد طول بحث ولهفة ... دمت شاعرا متألقا محمد نحال |
رد: المدرسة و الموهبة
الشاعر الرائع يسين عرعر
رائع أن يكتب الشاعر عن التعليم و كلمة مدرسة بالفعل تحمل من المعاني الكثير ، و نحن حاليا في مصر نقوم بعمل تغيير شامل للعملية التعليمية من خلال الهيئة القومية لضمان جودة التعليم ، و أصبحت المدرسة مؤسسة تربوية بما تحمله الكلمة من معاني ، و لم نعد نكتب كلمة مدرسة بل مؤسسة ليعود لها الدور الريادي و اصبحت كلمة تلميذ نادرة الإستخدام أصبحنا نقول مُعلم و متعلم و منهج دراسي و مناخ تربوي و الكل يؤدي دوره 0 |
رد: المدرسة و الموهبة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أستاذ ياسين لو سمحت لي بالتعديل في المقال سأغير كلمة الشواذ لأن لها معنى مخالفا لما تقصده ف Surdouéالكلمة بالفرنسية تعني المتميز ذي الذكاء الخارق أو المواهب الفذة أما كلمة شذوذ فتعبر عما يحيد عن الفطرة.
تقديري لما قدمت هنا وتحيتي ووفقك الله.[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: المدرسة و الموهبة
أهلا و سهلا و مرحبا .. أنا لا أقصد بكلمة ( شاذ ) الخروج عن الفطرة الإنسانية و كلمة( شاذ) لها دلالاتها في جميع المجالات .. ربما نحن صارت لدينا كلمة ( شاذ) مرتبطة بمعنى واحد فقط . الموضوع الذي طرحته له مجاله الخاص به و هو التعليم و التربية . و معاني كلمة ( شاذ ) موجودة في معاجم كثيرة منها :- - معجم اللغة العربية المعاصر - المعجم الرائد - المعجم الوسيط ---------- تحيتي و تقديري و جزيل الشكر لحضوركم و اهتمامكم ... |
رد: المدرسة و الموهبة
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ ياسين ماقلته هو اقتراح غير ملزم طبعا، لقد رأيت أن الكلمة التي استعملتها لاتخدم السياق بشكل جيد. وانتبهت لكوني أملك صلاحية التعديل لكن لك ماتشاء طبعا فالنص نصك.
تحياتي وطاب يومك وهذا الركن يرحب بكل المقالات التربوية والتعليمية دوما فلا تبخل عليه. دمت وسلمت.[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 38 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية