![]() |
تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)
تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر) د. ناصر شافعي طفلان , صغيران , جيران .." ماجد وخالد " يتفقان على كل شئ .. ويختلفان في أي شئ ! .. يسكن ماجد في شقة بالدور الثالث بإحدى عمارات الشارع الهادئ بضاحية مصر الجديدة الراقية بالقاهرة , ويسكن خالد في نفس الحي والشارع والعمارة و الطابق , ولكن في الشقة المقابلة لسكن ماجد . يتفقان في العمر و الطول و الوزن والدراسة و المدرسة و الهوايات .. ويختلفان في الملامح و لون البشرة و شكل الضحكة ! . يتفقان على لعب الكرة فى الشارع , ويختلفان في أعضاء كل فريق ومن يبدأ ضربة البداية وتحديد إسم الحكم !! . يتفقان في تحديد اللعبة وموعد بدايتها , مثلاً النزول قفزاً على الدرج .. ويختلفان أيهما وصل الأول , من الأسرع ؟ .. من الأقوى ؟ .. من الأشجع ؟ . هل تستطيع ان تتسلق الشجرة و تصل إلى عش العصفور خلال دقيقة ؟ .. نعم أستطيع .. تحدي ! .. نعم , تحدي وأنت مش قدي !. روح التحدي و الإصرار و العزيمة , و التنافس الطفولي اللذيذ الشريف تظل محور الصراع بينهما .. منذ الطفولة وحتى ....... هذه الروح تضمهم برداء المحبة و الجيرة . يحاول كل منهما التظاهر بخلع هذا الرداء أمام الآخرين .. إلا أنهما سراً , وبعفوية , مترابطان و متفقان . الصراع , والشجار , والإختلاف من الظاهر .. والصداقة , والمودة , والعطف بينهما لاشعورياً من الباطن . وفي مرحلة المراهقة .. إتفقا على حب فتاة واحدة .. وإختلفا في طريقة التعبير عن حبهما لها .. إتفقا على كونها جميلة , و ساحرة , و خالية من العيوب . وإختلفا على مقدار حبها لهما ! .. إتفقا على إرتداء النظارات الشمسية اللامعة , و البنطال الجينز الأزرق وإختلفا على لون التي شيرت و تسريحة الشعر . إتفقا في التنافس و التحدي وإثبات الذات و القدرة على الوصول للهدف , الذي بلغ ذروته في الدراسة و الإختبارات .. وإختلفا في الآمال و الأحلام .. خالد يتمني أن يصبح طياراً .. وماجد يحلم أن يكون زعيماً .. نجحا بتفوق من عام لآخر .. والتحقا بكلية القمة الطب .. أصبحا طبيبين .. وإختلفا في التخصص . عند الزواج , إتفقا أن يتزوجا في يوم واحد , ومكان واحد , وقاعة واحدة ..وإختلفا على عدد المدعويين , و من يجلس في يمين القاعة ومن يجلس على اليسار .. ومن يعقد قرانه أولاً .. ومن يخرج من القاعة ثانياً !! كان العالم امامهما لعبة لذيذة .. إسمها " لعبة التحدي " .. إستمرت هذه اللعبة سنوات و سنوات .. وكلما تقدما في العمر , كلما تعقدت وإزدادت شروط و قواعد اللعبة . هل تقبل التحدي ؟ .. أقبله و سأفوز !! .. تحدي .. وأنت مش قدي ! . إتفقا على قضاء عطلة نهاية العام معاًً .. وإختلفا في المكان .. تركيا .. لا , الصين .. تركيا .. لأ , الصين . في النهاية كانت الكلمة للزوجات . جلس الشيخان متجاورين على كرسي الطائرة المتجهة لليونان . نظر أولهما للثاني وقال : لن تصل الطائرة في موعدها !! .. أجاب الثاني : إنشاء الله ستصل في موعدها . الثاني : تحدى .. الأول : نعم .. تحدي وأنت مش قدي ! . إنتهى . د. ناصر شافعي . 20 يونية 2009. القاهرة. |
رد: تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)
مع بداية مرحلة الشيخوخة يبدء الجسم بالهرم و الضعف.. بالمقابل سيتضاعف عنادهما و تحديهما للأخر. لا تنازل يا دكتور.. مستحيل. الأديب الحبيب.. د. شافعي: تكتب الأدب الساخر بجمالية مميزة.. و معاني راقية. سلمت بكل خير مع الشكر و التقدير. ابن البلد |
رد: تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)
اقتباس:
الأستاذ القدير عبد الله الخطيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر لك كريم مرورك وتعليقك .. والإنسان الراقي هو الذي يستطيع أن يدرك المعاني الراقية . دمت راقياً . د. ناصر شافعي |
رد: تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)
قصة جميلة جدا تنقلنا فيها من مرحلة لمرحلة وبالرغم من التحدى إلا هناك تبقى الصداقة الجميلة
سلمت يداك د.الفاضل /ناصر شافعى |
رد: تحدي .. وأنت مش قدي ! ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)
اقتباس:
الابنة العزيزة امال حسين : أشكرك على إهتمامك بالتعليق على القصة .. التحدي هنا له وجه إيجابي .. وهو التحدي من أجل الوصول للأفضل و تحقيق النجاح الأكبر .. ربما يتسم هذا التحدي أحياناً بالروح الطفولية أو الدعابية ،و لكنه في النهاية هدفه و مقصده كريم و نبيل .. وكان هذا النموذج الدال على التحدي الإيجابي الباعث على الرفعة و التقدم و النجاح . تحياتي و تقديري . د. ناصر شافعي |
الساعة الآن 38 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية