![]() |
الرمال المتحركة
[align=justify]
لا تعجب يا شحرور الغندور حين أسألك دون مقدمات: هل يمكن أن يصبح الذئب المفترس حملا وديعا يحمل الورد والحلوى، ويقدم التهنئات والأمنيات..؟؟ ستقول لي: جن الرجل، أو كاد!! وأنا معك، فالأسود لا يكون أبيض، ولن يكون.. فكيف يا شحرور يصدق البعض، أن «إسرائيل» ـ ويجب أن تبقى بين قوسين دائما ـ تريد سلاما ورخاء، ليكون الشرق الأوسط واحة أمان واطمئنان!!؟؟.. ستقول لي: ها أنت بعد كل ما كتبت تأخذنا إلى السياسة ووجع الرأس!!.. ولن أقول لك ـ كما تتوقع ـ لا دخل لي بالسياسة.. لأننا يا شحرور الطيب، شئنا أم أبينا، في قلب السياسة. وإذا أدرنا ظهورنا، وأغمضنا عيوننا، فلا مناص من ملاحقة السياسة لنا.. كل شيء في حياتنا سياسة، من الرغيف إلى نسمة الهواء.. وأكبر مشكلة في حياتنا ستبقى «إسرائيل» ـ وإياك أن تنسى القوسين ـ إلى أن تزول كيانا ووجودا مصطنعا، وتعود فلسطين عربية كما كانت دائما، ولا تصدق غير ذلك. لأن الكلام عن «إسرائيل» والسلام نكتة سمجة تبكي ولا تضحك. وكل صاحب وجدان سيرى أن هذه الـ «إسرائيل» لا يمكن أن تتوافق مع مفردة السلام. إذ كيف لها أن تقبل السلام الذي يعني العدل، وهي مركبة من متناقضات لا توافق بينها وبين العدل. إذ أن المتناقضات تبقى متناقضات، ولا شيء في العالم يجعلها في توافق وتصالح مع السلام العادل..!! هل تصدق أن «إسرائيل» تريد سلاما، وأنت ترى إلى قصفها يطال كل شيء؟؟ وكيف يكون السلام حقيقة، إذا كانت «إسرائيل» في جوع لا يهدأ لكل أرض عربية، تلتهم ولا تشبع.. وتبحث دائما عن جديد، لأن القديم يدخل عندها في قاموس «الحق».. فكل ما تأخذه عن طريق السرقة والتزوير والنهب، ينقلب ليكون حقا من حقوقها التاريخية.. ولا يجوز لأحد أن يجادل حول هذه الحقوق.. «إسرائيل» يا صاحبي شحرور تجعل من السلام رمالا متحركة توقع فيها الآخرين ليضيعوا بين أخذ ورد.. وتتفرغ «حضرتها» لتثبيت وجودها فوق أرض الآخرين.. والسلام في التعريف «الإسرائيلي» وهو تعريف «طازج» للسلام، أن يسلم الآخرون كل شيء بهدوء وابتسامات عريضة «لإسرائيل» وكل المطلوب منها أن تربت على كتف المطيعين وأن تجعلهم حراس أمنها، لتنام قريرة العين!!.. هل تطلب مني يا صديقي الطيب، يا شحروري الجميل، أن أبتعد عن السياسة. حتى لا نوجع رأس الشباب؟؟!! لكنك تنسى يا صديقي أن الشباب مستهدفون أكثر من غيرهم، لأنهم عدة المستقبل، والعين عليهم مفتوحة. و «إسرائيل» تريد من هؤلاء الشباب أن يكونوا لقمة سهلة سائغة، لا شوكة تقف في حلوقهم.. وأنت تعرف أن «إسرائيل» غبية حين تظن أن الشباب العربي لا يدرك مخاطر الأخطبوط «الإسرائيلي» ومخاطر سلامه، حتى وإن قدم هذا السلام ملفوفا بكل الأوراق الذهبية.. إذ المهم أن الجوهر واضح وضوح الشمس.. فلا سلام ولا يحزنون مع من يتمنى ذبح كل عربي من الوريد إلى الوريد.. ثم تعال يا أخي يا شحرور نفرد أوراق اللعبة دون لف أو دوران.. ونبتعد عن كل هذا القيل والقال.. وأول الكلام يا أخي يتعلق بوجود «إسرائيل» أصلا فوق هذا الجزء أو ذاك من أرضنا العربية. لنفترض مجرد افتراض أنها تريد السلام فعلا وقولا دون أي مواربة.. فكيف نرضى أن نقيم السلام وعلى أي أساس؟؟.. كيفما قلبنا الأوراق وحركناها، نكون الخاسرين. إذ يفترض أن يقوم السلام حين يأخذ كل طرف حقه، هذا أبسط شيء يمكن أن يقال حول هذا السلام أو ذاك.. فما هو حق «إسرائيل» وما هو حقنا؟؟ ومن أين نبدأ في حساب الحقوق، إذا كنا في كل خطوة، وفي كل لفتة، ومع كل حركة، نقدم شيئا من حقنا لمن لا حق له.. وما دمنا نقدم جزءا من حقنا، فهذا يعني أن السلام غير حقيقي منذ الفاصلة الأولى.. نقول «إسرائيل» ونعرف منذ البداية أنه لا وجود أصلا لشيء اسمه «إسرائيل» فوق أرضنا العربية. فهي ـ أقصد الأرض ـ منذ فجر التاريخ فلسطين العربية.. فكيف يكون السلام حين نفاوض الغريب ونأخذ في الكلام معه وهو يمد رجليه في بيتنا وشارعنا ووطننا.. ولأن السلام إذا كان العالم يريد السلام حقا، يبدأ من إعادة الحقوق لأصحابها، فعلى الغرباء أن يخرجوا من فلسطين، وأن يتركوا الأرض العربية لأصحابها العرب، وأن يعودوا إلى بلادهم.. عندها يكون السلام واقعا وحقيقة، ولا حاجة لأن نتحدث عنه، ما دام الطرف المعتدي قد رحل.. لكن هل ترضى «إسرائيل» بمثل هذا السلام، إذا كانت لا ترضى أساسا بأي سلام؟؟ وتقول لي يا شحرور الغندور أن نبتعد عن السياسة؟؟!!.. [/align] |
رد: الرمال المتحركة
لفت العنوان انتباهي فدخلت و جلست مع شحرور لأفهم , أنا فهمت لكن هل ترى الشحرور فهم أم أنه سيطل مجددا ليردد نفس الأغنية و الاقتراحات ويحاول الإقتناع بحلول تستهلك الوقت والأعصاب.
تحيتي و تقديري |
الساعة الآن 54 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية