![]() |
حول ظاهرة الشعر وخصائصه وأوزانه وبحوره ومقوماته
بقلم الدكتور عبد الوهاب محمد الجبوري باحث واكاديمي عراقي
للشعر فوائد يحددها المعنى أو الغرض المتفق عليه في أي مجتمع، وقد يتخذ الشعر معان متنوعة وفقا لواقع العصر الذي يكون فيه، وقد يكون معبرا عن حالة الترف والبذخ والإسراف في التفاعلات اللذيذة، أو يصبح نشاطا فكريا وتصويرا خلاقا لحالات إنسانية ذات قيمة فكرية وثقافية ومرآةً للحياة بكل عناصرها، وربما يبدو مثلما يشاء مَن يريد أن يسمي ما يكتبه شعرا.. والعلاقة ما بين المشاعر والأفكار وطيدة وقوية، فالفكرة تصنع حالة شعورية وانفعالية متلائمة معها والعكس صحيح أيضا، وكلما استطاع الإنسان أن يقترب من الفكرة ويهضمها ويتمثلها يكون تعبيره عنها أكبر عمقا وأكثر دقة، وفي هذا يختلف الشعر عن بعضه البعض، حيث نجد مَن يستطيع أن يضع المشاعر والعواطف عارية على السطور، وهناك مَن يتمكن من تطعيم الأفكار بعسل العواطف وألوان المشاعر ليخلق لوحة فنية ذات قيمة ثقافية وجمالية وفكرية عالية، وهناك مَن يعزل العواطف عن الأفكار ويجعل أفكاره في قوالب شعرية جامدة قد لا تجذب القارئ ولا تساهم في شده إليها.. وبرغم المسيرة الطويلة للشعر العربي وتحوله إلى ديوان وتراث حضاري غني بالنشاطات الإنسانية والفكرية والانفعالات وغيرها من خلجات النفوس ورغباتها، إلا أننا لا زلنا نرى أن من واجب الشعر ان يلعب دور الرسام المتألق والفنان المبدع والمصور البارع للحالات الإنسانية سواءً أكانت فكرية أو عاطفية، ولا بد أن يمتلك الشاعر مواصفات تصويرية وتعبيرية معينة ذات مميزات معروفة لكي يرتقي بالحالة إلى صورة الشعر المطلوية، بمعنى أننا نؤكد كثيرا على الشكل والصورة والعبارة والمفردة ولا نهتم بالفكرة، في زمن تطورت فيه الحياة وأصبحت الأفكار هي الأساس، وعلى ضوئها يتم تقييم أي عمل إبداعي أدبي أو فني.. والآليات التي تحكمت بالشعر على مدى قرون كالمديح والغزل والهجاء والرثاء لا زالت فاعلة، ونسميها أغراض الشعر، وليس من السهل أن يتحرر لا وعينا من سطوتها، وهذه الآليات السائدة عندنا تكاد تكون نادرة عند غيرنا، ولهذا فأن دور الشعر وفائدته في حياتنا يختلف عن دوره وفائدته في حياة غيرنا.. ظاهرة الشعر حسب اجتهاداتهم ومعرفتهم وخبراتهم اختلف الباحثون والشعراء والنقاد في تفسير ظاهرة الشعر تفسيرا نهائيا أو مشتركا وتحديد تعريف جامع لوصفها يصطلح عليه الجميع ويركنون أليه كتعريف حاسم لماهية الشعر وحقيقته , حتّى الشعراء والنقاد لم يتوصلوا إلى إجماع بشأنها لأنّ الشعر وليد النفس ألإنسانيه ذاتها، لذا فأنّ كلّ التعريفات والفلسفات الّتي قيلت عنه ما هي ألاّ مفاهيم فرديه تصوّر وجهة نظر شخصيه لصاحبها وهي في مجملها رغم تباينها لا تتعدّى ملامسة سطحية لحقيقة الشعر وماهيته أمّا باطنه وكنهه فالاختلاف اكبر والاجتهادات أوسع.. وهناك من عرف الشعر: 1. بأنه تعبير أنساني فردي يتمدّد ظلّه الوارف في الاتجاهات ألأربعة ليشمل ألإنسانية بعموميتها..القصيده هي مجموعة أبيات من بحر واحد مستوية في الحرف ألأخير بالفصحى وفي الحرف ألأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد في الشعر النبطي , وفي عدد التفعيلات ( أي ألأجزاء الّتي يتكون منها البيت الشعري ) وأقلّها ستة أبيات وقيل سبعه وما دون ذالك يسمّى ( قطعه ). القافيه هي آخر ما يعلق في الذهن من بيت الشعر أو بعبارة أخرى الكلمة ألأخيرة في البيت الشعري.. البحر هو النظام ألإيقاعي للتفاعيل المكرره بوجه شعري، وفي الشعر النبطي يعرف بالطرق أمّا الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزا على البيت الكامل وبحره ولحنه.. الفرق بين البحر والوزن البحر يتجزأ إلى عدّة أجزاء من الوزن الشعري كلّ جزء يمثّل وزنا مستقلا بذاته حيث التام وهو ما مستوفى تفعيلات بحره والمجزوء هو ماسقط نصفه وبقي نصفه ألآخر، والمنهوك هو ماحذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل ألاّ على تفعيلتين اثنتين.. أنواع بحور الفصحى بحور الشعر ستة عشر كلّ مجموعة منها في دائرة عروضيه واحده على الوجه التالي:الفرق بين الشعر النبطي والشعبي كل شعر خلاف الشعر العربي الفصيح هو عامي شعبي… أمّا أذا كانت التسميه بالشعبي تعني أنّه شعبي من واقع البيئة الشعبيه فهذا خطأ لأنّ الشعر النبطي ليس هو الشعر الشعبي.. فالشعر الشعبي : هو الّذي يتكلم بلهجة أهل البلد الدارجه والمتميزه والّتي ينطق بها شخص يعرف أنّه من أهل ذاك البلد.. أما الشعر النبطي فهو لهجة موحدّه بين كلّ ألأقطار، وتعتبر لهجة أهل نجد ألأصليه هي الّتي ينبع منها الشعر النبطي.. اصطلاحات الشعر النبطي القفل: يعني عجز البيت أي الشطره الثانيه من البيت وتطلق كلمة القفل تجاوزا على البيت كلّه إلا أنها تعني بالضبط العجز..كيف نسمّي ألقصيده قصيده ؟ يجب توافر الشروط الآتية في أي قصيده حتى يمكن أطلاق أسم قصيده عليها: 1. الوزنكيف تنظم قصيده باللغة الفصحى : لنظم قصيدة باللغة الفصحى يجب أن يكون الشاعر ملمّا بما يلي: علم العروض وهو علم ميزان الشعر أو موسيقى الشعر. فهناك صلة بين علم العروض والموسيقى بصفة عامه وهذه الصلة تتمثل في الجانب الصوتي. فالموسيقى تقوم على تقسيم الجمل إلى مقاطع صوتيه تختلف كولا وقصرا , أو إلى وحدات صوتيه معينه على نسق معيّن , بغض النظر عن بداية الكلمات ونهايتها وكذالك شأن العروض. فالبيت من الشعر يقسّم ألي وحدات صوتيه معينه أو إلى مقاطع صوتيه تعرف بالتفاعيل بقطع النظر عن بداية الكلمات ونهايتها فقد ينتهي المقطع الصوتي أو ألتفعيله في آخر ألكلمه , وقد ينتهي في وسطها وقد يبدأ من نهاية ألكلمه وينتهي ببدء ألكلمه الّتي تليها.. مثال: لا تسألي القوم ما مالي وما حسبي……. وسائلي للقوم ما حزمي وما خلقيالمقاطع العروضيه يتكون المقطع العروضي من حرفين على الأقل وقد يزيد إلى خمسة أحرف.. والعروضيون يقسمّون التفاعيل الّتي تتكون منها أوزان الشعر إلى مقاطع تختلف في عدد حروفها وحركاتها وسكناتها وفيما يلي تفصيل هذه المقاطع: 1. السبب الخفيف: وهو يتألف من حرفين أولهما متحرك وثانيهما ســـــاكن نحو ( لم _ عن _ قد _ بل _ كم _ ان _ هل ).التفاعيل أصبح معروفا أنّ التفاعيل للعروض تتألف من مقاطع وهذه التفاعيل لا تقلّ عادة عن مقطعين ولا تزيد على ثلاثة مقاطع، وإذا رمزنا للحرف المتحرك بألف صغيره (ا) والى الحرف الساكن بدائرة صغيره (ه) وشئنا أن ننقل كلا من فعولن ومفاعيلن من ألألفاظ إلى لغة الرسوم تصبح: ااه اه كما تصبح مفاعيلن: ااه اه اه عدد التفاعيل: 1. اثنتان خماسيتان هما:مقومات ألقصيده العربية: 1. أبيات ألقصيده: يجب أن تكون كلّها واحدة في وزنها من جهة عدد المقاطع والتفاعيل فإذا كانت تفاعيل البيت الأول ثلاثة أو أربعه التزمت هذه التفاعيل بعددها في جميع أبيات ألقصيده..مثال : على قدر أهل العزم تأتي العزائم…… وتأتي على قدر الكرام المكارمالخاتمة مما تقدم وما استعرضناه من ظاهرة الشعر والقصيدة العربية وخصائصها ومقوماتها وأوزانها وبحورها نصل إلى نتيجة مهمة هي أن للشعر أهمية في حياتنا والتأثير فيها والتفاعل معها ومع أحداثها وتطوراتها، شرط أن يكون هذا التفاعل ايجابيا وهذا لا يتحقق إلا بالتحول والانتقال من الشكل إلى المضمون وأن يعطي قيمة أكبر للفكرة ودورها في صناعة الحياة، وأن تكون القصيدة المفكرة هي الفاعلة والمؤججة للطاقات والقدرات، أما قصائد الرمز والإبهام والتيهان في دروب الخوف والحذر، فأنها تكون محدودة الفائدة والتأثير وسيكون دورها الإنساني والاجتماعي والثقافي محدودا جدا.. وفي كتابة الشعر العمودي والتفعيلة وغيرها يتحقق التفاعل المفيد، إذا ارتقت القصيدة إلى فضاء الفكرة واكتسب الكاتب مهارات التفاعل مع الأفكار بتقنيات معاصرة، ذات أثر ثقافي وقدرة حضارية على التواصل مع الحياة، فالشكل ربما يكون ثانيا وثالثا ورابعا وأكثر عندما نعتنق منهج الفكرة أولا بتفرعاتها وامتداداتها في قلوب الناس، وبما أن الأفكار هي التي تحدد مسيرة الحياة وتبني عمارة الحضارة، فعلى الشعر أن يكون مستودعا للأفكار لكي يكون حقا من صناع الحياة والمؤثرين فيها خاصة أولئك الذين يعيشون في بلدان واقعة تحت الاحتلال والظلم والعدوان وان هاجسهم اليومي هو مواجهة الموت في أي لحظة بصدور عامرة بالإيمان دون خوف أو وجلل.. وبهذه المناسبة اهديكم هذه الابيات عن ( بغداد يا ضيعة الشعراء ): بغداد يا ضيعة الشعراء نامي بغداد، هنيئا لك الأحلامتنويه هذه القصية تم إعدادها بالتعاون مع شاعر عزيز فضل عدم الإفصاح عن اسمه |
الساعة الآن 41 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية