![]() |
طوق الياسمين ورصاصة
لا نوم هذه الليلة، لا عتاب، لا مكان للشجون، حتى لو تفجرت مخازن الذاكرة، لن أستسلم للعود، ولن أسمح للناي أن يتلاعب بما تبقى من خلايا جهازي العصبي. أحضرت طوق الياسمين، الليلة كما وعدتك، وبقيت أنتظر هناك، أمام باب بيتك .. يا أنت .. يا حبيبتي. كنت قد قفزت فوق ذاتي، مسحت ما تبقى من خجلي وحيرتي، أردت أن أتجاوز حدود الليل، وأعانق القمر بدراً. وأطحن البن هربا من رائحة النوم. لا نوم هذه الليلة، لا جنون. تكاد الذكرى تقتلني كرصاصة تائهة، هربت من معقلها، ومضت تبحث عن وريد. الرصاصة تكاد تكون حاضرة كرغيف الخبز في سيرتي الفلسطينية، العربية، الإنسانية، والكونية. كلّما سطع نجمٌ في كبد السماء تدوّي رصاصة، وأنا أحاول محاربة حدود الليل والوحدة المشبعة بحضورك المغيّب، أحاول أن أطوّق جيدك بعبق الياسمين، وقبلاتي التي تاهت في زحمة المكان. أسافر إليك، نحوك، دون تردّد، دون وجل. لم أخطئ عنوانك كما ادّعيت، حتى في أحلامي أعرف الطريق إلى جميع الدهاليز المؤدية إلى قصرك، وسريرك الغارق بترف الحرير والنوم حتى تخوم السأم. أشعلت نار كانون، أعشق كانون الأول، والثاني، أعشق رذاذ المطر، والريح تصفر، وأمواج البحر لا تعرف راحة، قلب المحيط ينتفض، يقذف زبد غضبه تجاه كتلة الوعي التي تمثلها إنسانيتي. أعشق كانون، لأنه يعرّي الشاطئ من الفضوليين، أجلس وحيداً على صخرة كالحة قبالة المراكب المتأرجحة، من يجرؤ على السباحة ضدّ التيار، حتى الأحلام تتجمّد، تتعثّر، تتفجّر، تسعُل، تجفلُ، تدمعُ، تبكي، تتناثر كعقد الياسمين، ترحلُ نحو الشمس. أتدرين بأنّي نظّمت نبض قلبي على وقع حضورك، يا طوق ياسمين زيّن أديم الطبيعة، يا غصن زيتون عصف في وجه محتلّ. كيف لي أن أنام الليل بطوله؟ كيف لي أن أفوّت عربدة القمر! كيف لي أن أقرأك دون معجم؟ كيف لي الرحيل في عالمك دون دليل! كيف لي أن أطرق بابك وحيدا، وآلاف الحرس والعسس، ينتظرون على أحرّ من الجمر ظهورك الخجل، فهل يشفع لي طوق الياسمين يوماً؟ |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
" حتى الأحلام تتجمّد، تتعثّر، تتفجّر، تسعُل، تجفلُ، تدمعُ، تبكي، تتناثر كعقد الياسمين، ترحلُ نحو الشمس " المهم أن لا تموت ولا تنطفىء الأحياء مهما تبعد بينهم المسافات لا بد أن يجمعهم لقاء لا يهم الزمان ولا المكان .. لا تهم الظروف ولا المتغيرات هناك أمور تخلق نفسها بنفسها .. لديها قدرة على الحياة من جديد المهم أن ننقذها من الموت استاذي خيري نحتاج أحيانا أن نخرج انفسنا من قوالب وضعنا انفسنا فيها بلا سبب هذه الحياة تستحق أن تعاش وأن تختار فيها من يشاركك هذه الحياة بالكتابة وحدها نكسر كل القوالب وننطلق نحو الحياة أشكرك استاذي خيري على هذه الخاطرة الرائعة التي افتقدنا منذ زمن خاطرة بروعتها واتمنى لك مزيدا من التألق والنجاح |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
الأخ الحبيب.. الأستاذ خيري حمدان.. أسعد الله اوقاتك بكل الخير. أشتمُ عطراً يفوح من البعيد.. من حديقة بوحك الراقي. دائماً تجعلنا نسبح في دوامات عشقك و مشاعرك الصادقة.. ليتجدد فينا الأمل و يزداد الشوق لفلسطين. اسمح لي بالأنتظار بقربك.. حاملاً طوق أخر من الياسمين. شكراً لك ايها العزيز. دمت بكل المحبة و التقدير. |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
الغالية ميساء
الحياة أكبر منا جميعاً ولا بدّ من ممارستها بكل تفاصيلها الياسمين والشوك الذي يقرص أطراف خلايانا العصبية جزء من كلّ هذا. ربما يأتي الحلم مشفوعاً بيقظة أو يكاد ربما نحلم بطوق الياسمين يلفّ معصم جميلة. ولم لا ما ذامت تستحق لتصبح الأحلام حقائق شكراً لحضورك ولإضافتك الجميلة دمت بمحبة |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
العزيز المبدع عبد الله الخطيب
من يحمل طوق ياسمين لا يعرف الكراهية ويكبر قلبه حتى يستوعب الدنيا وآمالها احمل هذا الطوق عزيزي المبدع ولتكن طريقنا الصعبة هذه مصحوبة برائحة الورد فنحن نحتاج لها وللحديث بقية شكراً لحضورك العطر محبتي |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
أتدرين بأنّي نظّمت نبض قلبي على وقع حضورك، يا طوق ياسمين زيّن أديم الطبيعة، يا غصن زيتون عصف في وجه محتلّ. كيف لي أن أنام الليل بطوله؟ كيف لي أن أفوّت عربدة القمر! كيف لي أن أقرأك دون معجم؟ كيف لي الرحيل في عالمك دون دليل! كيف لي أن أطرق بابك وحيدا، وآلاف الحرس والعسس، ينتظرون على أحرّ من الجمر ظهورك الخجل، فهل يشفع لي طوق الياسمين يوماً؟
الاستاذ الفاضل خيري حمدان هذا أول رد لي في منتداكم الموقر خاطرة رائعة جدا ً وأعتقد أنها بداية موفقة لي بينكم تساؤلات رائعة قد يشفع لها طوق الياسمين أتمنى ذلك رائع وأهنئك |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
الأستاذ حاتم الأيوبي
وأنا بدوري أرحب بك وأشكرك على حضورك وإضافتك الكريمة، علنا نتواصل معا على طريق الإبداع دمت بخير ومبدعا |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
انتبهت لطوق الياسمين هذا وأنا أعلق على بوح الأديبة الرقيقة ميساء البشيتي فوجدته ياسمينا يفوح بالحب والصخب على وقع تضارب الموج وانطلاقة رصاصة.
كم ترك الاحتلال في قلب الفلسطيني من ندوب وكم من رصاصة وقطعة سلاح أدخلها القواميس الشخصية. تقديري لحرفك الجميل وأسلوبك المميز أستاذ خيري. |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
رصاصة في القلب ...وطوق ياسمين على جيد كل حسناء ...أتت خاطرتك على الوجع ...كل سياج الياسمين ماشفع لمدينتي ...
وحدهم من يملكون القلوب ... استمعوا لأنشودة الياسمين ....على أن صوت الرصاص هو الغالب . مؤلم هو الواقع ...غير أن الكلمات مباحة ...لعل حسناء ياسمينك ...يشفع عندها طوق الياسمين . خيري حمدان ...إلى متى ستبقى القلوب المخضبة بلون الياسمين المفعمة بريحه ..تنظم نبضها على وقع الخطى ... وتحلم بكون من الطهر ...هل الأمل بعيد ؟؟ إبداع ماخط خاطرك .. محبتي وعبق الياسمين . |
رد: طوق الياسمين ورصاصة
اقتباس:
شكرًا لحضورك الرائع كالعادة. كم رصاصة نالت من أطواق الياسمين لتفشل مشروع حبّ أو سعادة عند الفجر والأصيل طابت أوقاتك وإلى لقاء قريب. مودتي:nic93: |
الساعة الآن 38 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية