![]() |
رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
اكتبي لي حبيبتي .. اكتبي .. كي أشفى من ذاكرتي التي تجلدني بين العبارة والعبارة .. اكتبي لي كي أرسمك لحناً فيروزياً على غيمة متعبَة .. وأعلقك على جدار قلبٍ أسكره الصهيل .. اكتبي لي كي أعرف من عقيق الشفتين من منا يشعل الآخر .. أو يطفئه .. كي أعلم كيف أرش الألوان على جرحي المعروض للفرجة .. لم تكوني سوى زلّة قدَر .. وملامح للأشياء المحطمة في المرايا .. ها هي رسائلك امامي تعوي بها رياحُ شبقٍ مضى .. تغفو على أريكة الذكرى الغائبة .. أستعين بحضورها الصامت لتفجير بارود الكلمات داخل كياني المحموم .. اكتبي لي غاليتي .. فما أصعب الكتابة في اللحظة التي يكون فيها العاشقون قد انتهوا من قول كلماتهم الأخيرة .. فبين الكلمة الأولى والسطر الأخير من كل حزنٍ ، يتغير شكل الدمعة .. ويتلون رماد المسافات .. اكتبي لي حين تصدح " فيروز " في الصباحات الجميلة .. وحين ينشد مارسيل .. " يا بحرية " اكتبي لي حين تقرأين " محمود درويش " يصرخ : (( أسمّي الحصى أجنحةً ..
أسمّي العصافير لوزاً وتين )) .. فقد كنت أدري ان قدري سيتوقف في المساحة الفاصلة بين الموت والحرية .. فقد تقتلني التفاصيل في رحلتي مني إليكِ .. ويكون موتأ جميلاً .. فاسمك الجميل في ذيل الورقة المنطفئة عشقاً يخذل زغاريد الحب على جبين الكلمات .. لكنه يبقى أجمل توقيع على إعدامي بين جملتين تختصران حبي .. أنت قد لا تعرفين مغزى أن تكتبي لي .. لكن يكفي ان أعرف انا لون الحرف الأول وجمال الفواصل والنقاط بين المفردات العارية .. أنت قدري المشتهى .. آه حبيبتي ... ما أوجع الرغبة التي تواجهها المستحيلات في كل خيمة ونار .. أتذكرين يوم رسمتُكِ لوحة إغراءٍ طفولي ؟؟!! كنتُ يومها أسكن امرأة تحترم موهبة الليل في صنع آخر صرعات الجحيم داخلنا .. وكنتِ انتِ .. لوحتي المدللة .. التي تحب الشمس .. وتتجمّل لها .. أحبك لوحتي الأجمل .. وامسح الغبار عنك .. أرفعك عن الأرض .. واكشف عنك غطاء الشواطيء اليافاوية .. أعلقك في صالونات العشق الجميل تتقاسمك العيون .. والقلوب .. هذه هي سعادتي المحاصرة بالعيون الخضر .. والملامح الغريبة في البلد الغريب .. سعادتي أن أموت بين ذراعيك بشرعية الجنون .. فلماذا أقسمتِ بالخمر والزيتون يومها أن تنقلي في أصابعك كل تناقضات الدم ؟؟!! .. ألم يكن بيني وبينك ذاك التواطؤ الجسدي الذي أشعل فيّ مهجة الغياب ؟؟!! حبيبتي .. قاتلتي الغالية .. هناك في رحم الحب أشياء اخرى .. لم تقلها أعين الناس .. وقالتها عيناكِ سراً وجهراً .. ولم تقلها عيناي انا .. فقد كنت أحملك في فيضٍ من الأنانية .. والغيرة التي تستبيح كل شيء في سبيل أن تنامي على ذراعي .. اكتبيلي بالزعتر البلدي .. واللوز والمساءات القدسية .. كي أكتب لك اسمي على صفحات خدّك الجميل بالدم .. أحبك حتى آخر الليل .. أحبك حتى آخر الحواجز المتناثرة فوق امتداداتنا .. أحبك مقدسية العينين .. كنعانية الجسد .. أحبك فلسطين .. تمت .. جبع 14 / 07 / 2009 |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
شكراً للإهداء عزيزي مهنا
دعني أسألك: كيف يتّسع قلبك لكلّ هذا الحبّ القادم من جسد إنسان فانٍ. لكنّها الذاكرة دائمة الحضور. يقوى على هذا الحب الجارف مهنا لأنّه يكتب كلّ حرفٍ برجع الدماء المتصاعدة إلى وعيه الحاضر أبداً بيننا. ليست مجاملة، ولكن السير بين أسطر كلماتك تنقلنا إلى عالم الشعر والنثر المسكوب فوق جوارحنا كما الورد. دمت .. دمت .. دمت :nic88: |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
دعني أصمت احتراما لحبك المخطوط بالدم , فالكلام يفسد علي متعتي , ونصك سيدي ممتع إلى حد الإنتشاء .
حسن الحاجبي |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
أخي الحبيب .. خيري .. ذاكرة الورد ..!!
أيها الجميل بروعة الجسد النصيّ .. أديب الغربة .. هذا قدرنا الذي ينقلنا من جرح إلى قافلة .. ويتنقل بنا بين حروف العلة .. وما أكثرها في هذا المد غير المتوازن مع البراكين .. لعلنا نتذكر همسة الجنون في ذاكرة الورد فندافع عن القمح .. أما كيف يتسع القلب لكل هذا الحب .. فالقلب اسفنجة الحانات .. يمتص كل الخمرة دون أن يسكر .. كم أسعد بمرورك الرائع من هنا خيري .. مهنا ..!! |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
اقتباس:
صمتك هذا قال ما لم اكن اتوقعه .. وما لم احسب له خطوات .. فاللغة بالصمت أكثر عنفاً لقول الكلمات .. وأبلغ سحراً من كل بيان .. مرورك الصامت هنا .. وضع نصي المتواضع هذا على رفوف الكمال .. كم أحب ديمومة مرورك من هنا أخي حسن .. مهنا ..!! |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/119.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
المبدع مهنا أبو علاونة قصيدة نثرية في حب الوطن ما كتبت إنه الفن الراقي المجسد في رسالة أهنئك و دمت متألقا نزار [/align][/cell][/table1][/align] |
أخي الأستاذ الكبير .. نزار .. كم أحترمك ..!!
أخي الفاضل .. الأستاذ الكبير .. نزار الزين .. هي نفحاتكم التي تلفع النص بعطر التقدير لتجعله على جانب عظيم من الأهمية .. وكلماتك أخي هي ذاك البريق الأخّاذ .. الذي يخطفني ليرفعني في فضاءات الكلمة الشاهقة .. دمت سيدي .. ودام قلمك معطاءً رفيع الموضع .. مهنا ..!! |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
الأخ الكريم مهنا كم هي رقيقة وجميلة هذ ه الكلمات المعطرة بعبق فلسطين ورياحين ثقافتها
يسرني كل مرة أن أتصفح ماتبدع و تقدم لنا لك أجمل التحيات |
الأخت نصيرة .. أسعدك الله دوما ً ..!!
[gdwl]
ويسرني كل مرة أن تزوري متصفحي .. فهذا مكسب للنص .. وقوة دفع لي .. حروفك سيدتي قلادة ماس أدبية حول جيد النص .. أحب أن تمري من هنا دوماً .. مهنا ..!! [/gdwl] |
رد: رسالة غير مكتوبة .. ( مهداة لكافة الأخوة الكُتّاب ) .. مهنا أبو سلطان
هل كان علي أن أنتظر كل هذا الوقت لألج إلى هذه الفيحاء المضوعة بكل شذا الأرض ؟
الحقيقة أن تخلفي عن ركب المتواجدين هنا لا يمكن أن يجد له تفسيرا إلا عند صاحبه . وجدت يا أخي نصا موشحا بكل الألوان .. حب مرصع بكل البهاء .. اجتمع النثر و الشعر و الغناء هنا .. اجتمع الحب و الشوق و العشق هنا .. اجتمعت الحياة و الموت هنا .. واجتمع الوفاء و النبل هنا .. لكن لا شيء يدعو للعجب حين نعرف أن الحبيبة ما هي إلا حبيبة الكل .. فلسطين . طوبى لك من كاتب يحمل كل هذا الحب بين جوانحه .. ولله ذرك من عاشق يرقى عشقه ويسمو .. شكرا لك أخي مهنا . أمد يد صداقتي بكل الود و مشاعر الأخوة . |
الساعة الآن 55 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية