منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فلسطين في القلب ( منوع) (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=92)
-   -   معالم فى قضيتنا الكبرى.. فلسطين. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=11752)

مازن شما 04 / 08 / 2009 33 : 05 AM

معالم فى قضيتنا الكبرى.. فلسطين.
 
[align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم
معالم فى قضيتنا الكبرى.. فلسطين.
د. سليمان بن حمد العودة
مهما تحدث الناسُ عن اليهود، ووصفوا طباعهم ونفسياتهم فلن يبلغوا مبلغ القرآن في ذلك، وكفى أن يستيقن المسلمُ شدةَ عداوتهم وهو يقرأ قوله ـ تعالى ـ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ } [المائدة: 82]، وأن يعلم نوعية سعيهم في الأرض من قوله ـ تعالى ـ: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا } . [المائدة: 64].
أجل إنهم ملعونون على لسان أنبيائهم بما عصوا وكانوا يعتدون، وقساةُ قلوب بشهادة الذي خلقهم وهو العليم الخبير: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } [المائدة: 13]، وهم أسرع الناس للإثم والعدوان بشهادة القرآن على أكثرهم: {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62]. والحديث هنا ليس وصفاً لليهود أو استجماعاً للنصوص التي تكشف طبائعهم ومواقفهم وخبثهم؛ فذلك له حديث خاص ـ وإنما يتركز حديث اليوم على قضيتنا الكبرى مع اليهود بمعالمها وأبعادها وطبيعة الصراع فيها لا سيما ونحن نسمع ونرى ـ هذه الأيام ـ أحداثاً دامية واعتداءاً صارخاً على المسلمين، ومحاولات تتكرر للعبث بمقدساتهم، واستفزازاً أهوج لمشاعرهم، وما الحوادث التي تدور رحاها الآن في فلسطين وراح ضحيتها عددٌ من القتلى ومئات من الجرحى إلا حلقة في هذا المسلسل الإجرامي الحقود. وحتى ندرك حجم القضية ونعلم طبيعة المعركة مع اليهود نورد سؤالاً ثم نجيب عليه أو على بعضه..

والسؤال يقول: ما هي أبرز المعالم في قضيتنا الكبرى مع اليهود؟
والجواب:
1- ليست قضيتنا مع اليهود قضية أرض مجردة يمكن أن نتقاسم فيها النفوذ وأن نتعايش بسلام: كلا؛ فالقضية قضية مقدسات إسلامية، وحقوق مغتصبة، قضية حق يمثله الإسلام والمسلمون تُطمس هويته ويُشرد أبناؤه، وباطل تمثله اليهودية المحرفة، وينتصر له اليهود المغضوب عليهم والنصارى الضالون ـ قضيتنا لها بُعدها العقدي ولها امتدادها التاريخي.

2- وليست قضية فلسطين بمقدساتها وتاريخها قضية العرب وحدهم ـ كما يريد الغرب ومن سار في ركابه أن يُشيعوه ـ: بل هي قضية كل مسلم على وجه البسيطة يؤمن بالدين الحق ويستشعر عداوة اليهود والنصارى للمسلمين، وينتمي لهذه المقدسات.

3- والقضية ـ كذلك ـ ليست حقاً خاصاً لمسلمي اليوم يتصرفون فيها كيفما شاؤوا، ويتنازلون إذا اتفقوا: كلا.. بل هـي ميراث وأمانة.. ميراث عـن الآباء وأمانــة لا بد من تسليمها للأبناء؛ فقد فتحها أسلافنا بدمائهم، وحرروها بصدق عقيدتهم وجهادهم، ولا يحق لنا أن نهدر هذه الجهود حين غاب المحررون، كما لا يسوغ لنا أن نحجر على مسلمي الغد فنكبلهم بمعاهدات سلام هزيلة، ونبيع حقنا وحقهم بأبخس الأثمان.

4- ما هي اللغة التي تفهمها إسرائيل ويحتاجها العرب والمسلمون؟ إنها لغة القوة، وبهذه القوة استسلم اليهود عبر التاريخ؛ وإذا تجاوزنا تاريخهم قبل الإسلام، ووقفنا عند تاريخهم في المدينة مع محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين رأينا كيف كان غدرهم ونقضهم للعهود، ورأينا محمداً صلى الله عليه وسلم يتعامل معهم بالحصار والإجلاء، بل وتقديم طوائف منهم لتحصد رؤوسهم ويساقون إلى الموت وهم ينظرون، وكيف لا يكون ذلك وقد نقضوا العهود، وألَّبوا الأعداء، ودلُّوا المشركين على عورات المسلمين في أُحُد، ثم كانت غزوة الخندق ومجيء الأحزاب بتخطيطهم مع مشركي قريش؛ وآخر طائفة منهم تماسكت على العهد خوفاً من المسلمين حتى إذا لاحت لهم الفرصة غدرت بنو قريظة في أشد الظروف وأحلكها على المسلمين؛ وتلك التي قال الله عنها: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا {10 } هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } . [الأحزاب: 10، 11] .
ذلك نموذج لغدر اليهود في زمن النبوة، وذلك أسلوب نبوي للتعامل معهم، وهدي المرسلين صالحٌ للاعتبار والاقتداء في كل زمان ومكان.

5- ما مفهوم إسرائيل للسلام، وما هدفُها من إشاعة مفاهيم السلام؟ إننا نخادعُ أنفسنا حين نعتقد أن إسرائيل جادةٌ في تحقيق السلام؛ والواقع يشهد بإفلاس المسرحيات الهزيلة للسلام، ومن كامب ديفيد بمراحله المختلفة وأدواره المكشوفة، إلى مدريد أو غيرها من محطات السلام استَسمن المخدوعون بالسلام ورماً، فإذا الجبلُ يلد فأراً، وإذا الانتقام يعقب السلام ومدادُه لم يجف بعد، فتتحدثُ الديانة المجنزَرة باسم السلام الذي تريده (يهود) وينطق الرشاس، وتحوم الطائرات المروحية، وترمى الطلقات المطاطية وغيرها ـ بشكل عشوائي لتصيب الأطفال والنساء والشيوخ .. وتكون هذه وتكون هذه؛ وتلك لغة السلام المعبرة في ذهن إخوان القردة والخنازير؟! وَمَن صنع مسرحية السلام؟ موقف إسرائيل من السلام ليس على ظاهره؛ بل دافعها للسلام إظهارُ نفسها ـ للعالم ـ بصورة الإيجابية المحبة للسلام ـ وذلك لتستقطب الاستثمارات وتفتح الأسواق الخارجية؛ تعزيزاً لاقتصادها. أو هي باختصار كما يقول أحدُ اليهود وهو شاهد من أهلها: «ليست (عملية السلام) سوى حملة علاقات عامة لترويج إسرائيل».

6ـ وقفة إشادة وتقدير لأطفال الحجارة الفلسطينيين الذين أرعبوا اليهود: لكن السؤال المهم: هل بلغت أمة المليار حداً من الضعف حتى أنابت عنها في قتال الأعداء أطفالاً لا يملكون إلا الحجارة يقاتلون بها اليهود ويرهبون بها مَنْ وراء اليهود؟ وفي المقابل فإن أمة مدججة بالقوة وتعد ترسانة للسلاح النووي وغيره يرهبها أطفال عزل من السلاح؛ ليست خليقة بالبقاء ولا قادرة على الصمود والتحدي حين يتوفر المجاهدون الصادقون، عجَّل الله وجودهم.

7- الغرب ومنظمات الجهاد والأصولية: ومن هنا يُعلم سر تخوف الغرب واليهود من تنظيمات الجهاد وصيحات المجاهدين وما يسمونهم بالأصولية، ومحاولاتهم تشويه صورتهم ووصف المجاهدين بالإرهابيين؛ ذلك لأنهم يدركون أن هؤلاء عدوُّهم الحقيقي، وهؤلاء هم خطرهم المستقبلي يصرحون بذلك في كتبهم ولا يكتمونه، يقول الرئيس الأمريكي (نيكسون): «إن صراع العرب ضد اليهود يتطور إلى نزاع بين الأصوليين الإسلاميين من جانب وإسرائيل والدول العربية المعتدلة من جانب آخر».
ومن جانب آخر يعلنون بكل صراحة ويقولون في ملتقياتهم العامة: على روسيا وأمريكا أن تعقدا تعاوناً لضرب الأصولية الإسلامية. ويقولون ـ كذلك ـ: «علينا نحن الأمريكان والروس تناسي خلافاتنا والتحالف معاً لضرب الإسلام» فهل يا تُرى يستفيق المغفلون الذين يرددون ما تردده الدوائر اليهودية والنصرانية في الغرب والشرق عن إخوانهم المسلمين؟ وهل ندعم الجهاد الحق ـ وهو ذروة سنام الإسلام ـ ليكون الفيصل بيننا وبين أعدائنا، وهو أقصر الطرق وأنفعها لاسترداد حقوقنا وتحرير مقدساتنا؛ «وما ترك قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا». يا للخيبة والعار حين يُسارع ممثلو الفلسطينيين لاستجداء الآخرين في صفقات السلام الهزيل وهم المُعتدى عليهم في الوقت الذي يرفض فيه زعماء إسرائيل حضور هذه الملتقيات وهم المجرمون المعتدون؟ لا بد من تحقيق الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين، وفي كتابنا العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51 } فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ّ}. [المائدة: 51، 52].

8- بين الحماس الشعبي والتَّراخي السياسي يبرز مَعْلَمٌ من معالم الموقف في قضيتنا الكبرى: فالمتأمل في الأحداث الجارية مع اليهود في فلسطين يلاحظ حماساً وعاطفةً إسلامية تنفذ في قلوب الشعوب العربية والإسلامية منددة باليهود، ليس فقط في حدود فلسطين بل وخارجها، ومن أطفال الحجارة إلى المنظمات الجهادية ـ إلى المظاهرات الطلابية. وفي أرض الكنانة (مصر) نموذج لهذا الحماس الإسلامي تجاه المقدسات وتجاه الدماء الإسلامية، وفي مقابل ذلك هناك فتور وتراخ في المــوقـــف السياسي ممــن يملكـــــون القــــرار، ولا يزالون يحملون حقائبهم للمفاوضات الخاسـرة علـى الرغم مـن النكسات المريعـة والصلف اليهـودي المثيـر، ولا تزال الشعوب العربية والمسلمة تتطلع إلى قرار جماعي وموقف بطولي يضع حداً لعنف اليهود وينهي مرحلة الـذل والاستسلام.

9- ضعف الإعلام العربي والإسلامي في خدمة قضية فلسطين: نلاحظ ضعفاً في إعلامنا العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين الكبرى، وللإعلام دورُه في إذكاءِ حماس الشعوب، بل وفي الضغط لاتخاذ مواقف جادة مع بني صهيون.. وماذا يصنع الإعلام الغربي واليهودي لو أن طفلاً يهودياً قتله المسلمون؟ فكيف بمجموعة من الأبطال والرجال والنساء يُقتلون؟ وكيف والعبث بالمقدسات والاستفزاز في الزيارات ديدن اليهود؟ والمأساة هي التغفيل من قبل الإعلام إلا عواطف مجردة تخرج عند الحدث ثم لا تلبث أن تخبو وكأن شيئاً لم يكن. أما الإعلام الكافر فمعروف بتحيزه وخدمته لقضايا فكره والدفاع عن أبناء جنسه وملته، وهو غير ملوم في ألاَّ نخدم قضايا المسلمين، ولكن الملوم إعلام العرب والمسلمين؟ على أن أمر القضية الكبرى ليس مسؤولية الإعلاميين وحدهم، بل ورجال الفكر وأساتذة الجامعات؛ وذلك بإثراء القضية بأحاديثهم وبحوثهم ومقالاتهم وكتبهم؛ فأين هؤلاء جميعاً من قضيتهم وبكل نزاهة وتجرد وصدق وإخلاص؟

10- الهيئات والمنظمات الإسلامية والقضية:إن سؤالاً وجيهاً يطرح نفسه: كم في العالم العربي والإسلامي من هيئة ومنظمة إسلامية، وأين دورها وما أثر هذا الدور في خدمة القضية؟ وهل يقارن أثرها وجرأتها بالمنظمات والهيئات الغربية؟ أم أصيبت بنوع من الإحباط لكثرة رزايا المسلمين، سواء كان هذا أو غيره من الأسباب فلا يُسوَّغ صمتها في بيان الموقف الإسلامي بعيداً عن أي مؤثراتٍ أخرى، ولا يعفيها من المسؤولية إن جاء صوتها متأخراً وهزيلاً؟ وأي هيئة أو منظمة إسلامية لا يعنيها شأن المقدسات ولا تستنكر نزيف الدماء المسلمة، ولا تندد بظلم الطغاة والمجرمين فماذا تُقِرُّ، وماذا تستنكر؟ وللحق أن يُقال: إن ثمة هيئات ومنظمات إسلامية تستنكر؛ لكن الحديث عن الأعم والأغلب، وهو دون المستوى المطلوب في حجمه وفاعليته!

11- بين خسارتين: لا شك أن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى في أرض فلسطين خسارة للفلسطينيين والمسلمين، ولا شك أن إرهاب الآمنين من المسلمين في الأراضي المحتلة يُسيء للفلسطينيين وعموم المسلمين، ولكن الخسارة تصبح أعظم لو سار قطارُ السلام واستثمره اليهود والنصارى لصالحهم ضد المسلمين، فتمَّ التطبيع، وصدَّرت إسرائيل أفكارها وعقائدها، وروجت للمخدرات، وانتشر الفساد الخلقي، وراج سوق البغايا. إن حُمق اليهود واستفزازهم أشعل فتيل العداوة ضدهم وذكَّر المسلمين بأهدافهم ومخططاتهم، واستيقن من لم يستيقن من المسلمين بعدم جدوى عمليات السلام وضرورة الاستعداد للمواجهة مع اليهود مستقبلاً، وهذه وتلك إيجابيات للأحداث {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [النساء: 19].

12- تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى:تلك حقيقة قرآنية تكشف عن تنازع اليهود واختلافهـــم ـ فيما بينهم ـ وهم كذلك في القديم والحديث، وينبغي أن يدرك المسلمون هذا الخلل عند اليهود، ويستفيدوا منه لصالح قضيتهم، ولئن ظهر للناس اليوم أن اليهود متفقون ومتماسكون في فلسطين فليس الأمر كذلك؛ بل تشير الدراسات إلى عددٍ من المشاكل التي تُقلق مضاجعهم؛ فهم أحزاب متناحرون، ووصل الأمـر إلى قتل المتطــرف منـهـم ـ للمعتدل ـ في نظرهم ـ وإن كانوا في نظرنا متطرفين، والهجرة المعاكسة والخروج من فلسطين لدى بعض اليهود بسبب عدم توفر الأمن لليهود يقلق الإسرائيليين، كما يقلقهم عدم استجابة السكان اليهود لدعوى تكثير النسل، ولا سيما أنهم اكتشفوا أنه مقابل كل شهيد فلسطيني يُولد عشراتٌ من الفلسطينيين، وهكذا الطبقية المقيتة تزعج اليهود، ولو أن المسلمين صدقوا في جهادهم لاكتشفوا كثيراً من طباعهم وعناصر الضعف فيهم. وأقف ويقف غيري متسائلاً: وماذا ستتمخض عنه هذه المشاعر العربية والإسلامية الغاضبة تجاه ما يصنعه اليهود اليوم في أرض المقدسات؟ ولئن قيل إنها ستنتهي عند حدود الشجب والاستنكار كما حدث في مجزرة الخليل ومذبحة صبرا وشاتيلا وسواها من أحداث دامية ارتكبها اليهود، وهي مسطورة في تاريخهم الأسود؛ فهناك من يقول: إنها وإن كانت كذلك في المنظور القريب، فإنها على المدى البعيد ستشكل ـ هذه المآسي ـ أرضية تنبت العزة والكرامة لدى الشعوب العربية والمسلمة، وستكون سلاحاً يُقاتل به اليهود، وسينشأ في هذه المحاضن الصعبة أطفال يرضعون كره اليهود ومن شايعهم مع حليب أمهاتهم، وسيكونون رجال المستقبل يقاتلــون وهــم صادقـون، ويصبرون حـتى ينتصـروا. ولكنها مأساة بحق مسلمي اليوم حين يلوذون بالصمت وهم يرون الحقد اليهودي يتزايد، والدعم الغربي لدولة الصهاينة يتفاقم، والهيئات والمنظمات الدولية تتفرج، بل ربما تتلذذ بمشاهدة المسرحيات وهي تُنفذ وهم خلف الستار.

أجل لا يسوغ لأمة ولدت أطفالاً يقاومون بالحجارة أن تظل تتفرج على هؤلاء الأطفال وهم يقضون نحبهــم ـ كما يتفرج غيرهم ـ دون أن ينصروا مظلوماً أو يردعوا ظالماً؛ وماذا سيكون موقف الحكومات الإسلامية التي تورطت بعلاقات واتفاقات اقتصادية أو ثقافية أو عسكرية أو نحوها مع إسرائيل وهي تفعل اليوم ما تفعل بأبناء فلسطين ومقدسات المسلمين وإخوانهم المسلمين؟!

إنها مأساة حين يتفرج أبناء الملل الأخرى على ما يحصل لأبناء المسلمين ولسان حالهم يقول:

أين أهل هؤلاء؟ أين أبناء ملتهم؟
أليس دينهم يقول لهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجـــرات: 10] أليس بينهم من يقول لهم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»،

فأين حقوق الأخوة؟ وأين وسائل النصرة؟[/align]


الساعة الآن 47 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية