![]() |
الفـلـسـطـيـنـي الـمـعـقّــم .
[align=justify]
الفـلـسـطـيـنـي الـمـعـقّــم . بقلم: عيسى قراقع...تزامن تقرير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بيتسيلم" مع صدور كتاب بعنوان: "هندسة إسرائيل للاحتلال" للكاتب الإسرائيلي "ايال وايزمان" واللذان كشفا عن المخطط الاستراتيجي للحكومة الإسرائيلية بتكريس الانفصال عن الفلسطينيين عبر إجراءات على أرض الواقع لا تسمح مستقبلاً بإقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة في حدود 1967. الحقائق على الأرض تشير إلى مدى ما أحدثته المخططات الإسرائيلية من تغييرات لها تأثير سياسي وجغرافي وكأنها ترسم الحل القادم بأسنان جرافاتها وأنفاقها وجسورها وحواجزها العسكرية التي أصبحت حواجز حدود. ان "فانتازيا" الانفصال كما يطلق عليها الكاتب الإسرائيلي "وايزمان" هي إملاء شروط إسرائيلية ثقيلة على الفلسطينيين تتجاوز كل المفاهيم الفضفاضة المذكورة في خريطة الطريق أو رؤية الرئيس بوش حول حل الدولتين كونها تصبح غير واقعية في التنفيذ أمام ست تجمعات سكانية منفصلة ومنعزلة وجدار سرق 80% من أراضي الضفة وشبكة معقدة من الطرق والجسور والأنفاق والكتل الاستيطانية التي تزداد تضخماً وامتداداً... ان ما تقوم به حكومة إسرائيل ليس فقط فرض دولة مؤقتة مفككة وهشة بحدود الجدار العنصري على الفلسطينيين بقدر ما هو إعادة رسم وهندسة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني بطريقة تمنح وجود الاحتلال شرعية قانونية دون أن يتحمل وزر أعباء احتلاله أمام الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني. سلسلة القيود المطبقة على حركة الفلسطينيين بشرياً ومادياً وإنسانياً مقابل القيام بكل التسهيلات المريحة لحركة المستوطنين تدل على مدى النظرة العنصرية الكريهة التي لا زال يحملها العقل الإسرائيلي عن الفلسطيني...عقلية السجّان نحو السجين. ولا شك ان وجود أكثر من 555 حاجزاً وعائقاً وأكثر من 70 طريقاً ونفقاً وجسراً وتحت شعار "لكي تصل إلى هناك ينبغي أن تمر من هنا" يشير إلى أن حكومة إسرائيل لا تبحث فقط عن شريك فلسطيني بمعاييرها السياسية بل عن ذلك الفلسطيني المعقم المجرد من مطالبه العادلة بالحرية وحق تقرير المصير ذلك العبد الخاضع للوقائع السياسية على الأرض. ان محاولات صياغة المكان وإعادة تشكيله وفق الأجندة الإسرائيلية تهدف إلى إعادة صياغة حل سياسي في حدود الحكم الأمني الإسرائيلي بعد أن تصير القضايا الأساسية غير واقعية في التنفيذ أو مؤجلة إلى أمد بعيد... مطلوب من الفلسطيني المعقّم الموافقة على "الاحتلال المتنوّر" الذي ذكره أفرايم سنيه لصحيفة يديعوت أحرنوت، وشكر إسرائيل على قبولها إعطائنا سلام المساعدات مقابل حصولها على الأرض. لقد راهنت دولة الأبارتهايد التي تكاد تنجح في إقامة "البنتوستونات" في الضفة الغربية على خلق هذا الفلسطيني المعقّم المحسوم ثقافة ووعياً بحيث يعتاد على عادات مغايرة كأن يستطيع أن يتحرك بين أشلاء مجتمع محطّم وكتل استيطانية دون اعتراض حسب قاعدة أن الواقع يحدد الوعي. إن إنشاء جغرافية التمييز العنصري في الأراضي المحتلة، وخلق علاقة مع الفلسطينيين تخضع للشفقة والإحسان الإسرائيليين، هدفها ليس تقليص الاحتلال بل تخفيف وتجميل مصطلح الاحتلال. ويبقى الحديث عن مؤتمر دولي قادم في الخريف وعن مشروع مبادئ حول إقامة دولتين متجاورتين لشعبين مجرد هراء سخيف....فإذا كان البعض قد تفاءل بوجود حراك سياسي الآن فان هناك بالمقابل حراك على الأرض باتجاه مختلف ومعاكس تماماً... المؤتمر الدولي الإقليمي القادم سيبحث عن ذلك الفلسطيني المعقم القادر على التحرك في شبكة الكانتونات والمعازل والموافق على الحل العادل إسرائيليا وأمريكياً وهو عدم الانسحاب إلى حدود 1967 وبدون القدس وحق العودة... المواطن الفلسطيني يلمس فجوة واسعة وتناقضاً بين الخطاب الدبلوماسي الإسرائيلي وبين الواقع الميداني، ويرى أن إسرائيل تحاول أن تترجم الحقوق السياسية للفلسطينيين بنوع من التسهيلات الإنسانية والاجتماعية وأبرازها كانجاز وتقدم في مسيرة التسوية. وسيصبح كما تقول "بيتسيلم" حق الفلسطينيين في الحركة هو امتياز تمنحه إسرائيل وفق ما تراه مناسباً، إلا أن من يعتقد أن هذه الامتيازات تكفي لرفع المسؤولية عن مصير الشعب الرازح تحت الاحتلال عن كاهله هو مصاب بالعمى الأخلاقي والعنصري الشديدين. السؤال السياسي الأهم حول المؤتمر الإقليمي القادم هو عن مرجعية هذا المؤتمر، هل هي توازنات القوى القائمة أم قرارات الشرعية الدولية؟؟؟. فإذا كان هذا المؤتمر الذي هو اجتماع يستند إلى توازنات القوى القائمة لن يخرج عنه سوى ضياع لحقوق الشعب الفلسطيني وفرض نموذج الانفصال الذي هو إعادة هيكلة الاحتلال بطريقة جديدة. إذا أخذنا بالحسبان الفجوة القائمة في القوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفي غياب الضعف الخارجي، فمن الواضح أن الرواية الإسرائيلية هي التي ستحدد ما ستؤول إليه الأمور، وستتحوّل الدولة الفلسطينية "الهذيانية" التي يتحدّثون عنها إلى أسطورة تحكى للكبار. ومن هنا ضرورة الحذر في الوقوع في ضجيج "الاحتفال" القادم والإصرار أن تكون قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والعربية هي مرجعية أي لقاء حتى لا نكون شركاء في التخلي عن قرارات الأمم المتحدة المنصفة لحقوقنا السياسية وتكريس احتلال "الديلوكس" على أرضنا الفلسطينية. وربما حان الوقت لنعلن بوضوح أن سياسة التعقيم الإسرائيلية قد خنقت كل الأحلام الفلسطينية، وأننا لن ندخل تجربة مرحلة انتقالية ثالثة بعد أن انتهت المرحلة الانتقالية في 4 أيار 1999، وتم تمديدها إلى 13 أيلول 2000 بحسب اتفاق شرم الشيخ، ولم تسفر عن قرار واضح بإعلان إقامة الدولة والاستقلال. وحتى لا يظل مخدّر الشعارات يتفاعل ويوزوّغ الأبصار علينا أن نبلغ الكبار في الرباعية أنه حان الأوان ليتحدد مصير السلطة الذاتية التي لم تتحوّل إلى سلطة دولة ذات سيادة، وأن أية إجراءات ذات طابع رمزي وشكلي، كالانتخابات التشريعية والرئاسية، لن تجري إلا في ظل دولة فلسطينية مستقلة على حدود ال67. إن بقاء الاحتلال بكافة مظاهره المختلفة والاكتفاء بالاحاديث المتفائلة في ظل عدم الاهتمام بما تفعله الجرافات على الأرض هو عامل معطّل لمشروعية الدولة والتعايش والسلام[/align] |
رد: الفـلـسـطـيـنـي الـمـعـقّــم .
اخي الكريم ...
سياسة الامر الواقع بالقوة , لا تعني وجود فلسطيني معقم او ( مجرثم ) ان سياسة الهيمنة بالسلاح والدعم الدولي لشرعية احتلال , اكثر من الكفر . واشد استفحال من السرطان .... ما احاول قوله : اضغاث الاحلام للدولة العبرية المحتلة لكل تراب فلسطين ( ارض كنعان ) , هي مرحلة تاريخية ... مصيرها الزوال ... ليفكروا ويخططوا ... ويحلموا ... ولكن الاغلبية الصامتة من شعبنا الباسل ... تبقى فوق الشبهات ... واكبر من حياكة الاحتلال واعوانه .... احترامي لكم على هذا ... راجيا تقبل مداخلتي ... وشكري وتقديري لكم . |
الساعة الآن 21 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية