منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   القضايا الوطنية الملحّة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=134)
-   -   الكراهية ... ثقافيا (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=11784)

د.حسن حميد 06 / 08 / 2009 48 : 09 PM

الكراهية ... ثقافيا
 
[align=justify]
أعترف، أنني ذهلت، وأنا أقرأ مانشرته مجلة «فكر وفن» الألمانية الصادرة عن معهد غوته مرتين في السنة، وحزنت أيضاً لأن المقالات المنشورة، والأخبار المبثوثة، والصور الموضوعة... جميعها تعمل وفق مقولة «معاداة الإسلام»، واتهامه كدين بـ«العدوانية»، واتهام المسلمين كبشر بـ«اللاتحضر»، و«السلوكية المريضة».
ذهلت لأن المجلة تصدر منذ عام 1963 وتنطق بالعربية، وهدفها- كما يقول المشرفون عليها- تعزيز الحوار بين العرب والغرب، وشق الدروب والطرق من أجل التلاقي والتفاعل الحضاري.. لكن مانشرته المجلة في عددها الأخير حفل بالعدائية، والعدوانية، والاتهام، والغمز، والحط من قدر الشخصية العربية والإسلامية معاً... أولاً، والنيل بقسوة شديدة من الثقافتين العربية والإسلامية.. ثانياً.
ففي ظل الهجمة السياسية العدائية الموجهة في بلاد الغرب ضد المسلمين والإسلام، ومواكبة لها.. تقوم مجلة «فكر وفن» بدور لايليق بمجلة ثقافية، ولا بمنهجيات الثقافة الإنسانية... ذلك لأن المجلة، وعبر عددها الأخير تسهم بقوة وجلاء في تأجيج هذه العدائية حين تَسِم المسلمين بأنهم متخلفون، وأهل سيف وقتل وبطش.. عبر رطانة استشراقية تعيد للأذهان مقولات الاستشراق الاستعمارية التي عادت العرب والمسلمين واتهمتهم اتهامات باطلة، وتقوّلت عليهم بما لم يعرفه تاريخهم الاجتماعي، أو معتقدهم الديني.
إن مجلة «فكر وفن» تريد، ومن خلال ماجاء في عددها الأخير من مقالات وصور أن تختصر الإسلام بالحجاب «البرقع الأفغاني»، وبـ «السيف».. كإشارتين دالتين، الأولى تعني «الانغلاق» و«اللاحرية»، والثانية تعني «العدوانية»، و«الدموية».. كما أرادت المجلة القول إن الحديث عن العدالة الإسلامية هو محض وهم لأن ميزانها- وفق الصورة الكاريكاتورية المنشورة في العدد- ناقص، ومختل، تحمله يد واهنة لرجل ملتحٍ، له عينان ضيقتان، باهت الملامح، يغطي رأسه بطربوش طويل شديد السواد، وفي اليد الثانية «سيف» حاد، ممشوق، في حالة تأهب، واستنفار، وتهديد ووعيد باديين... صورة بائسة مختلقة من خيال رسام كاريكاتوري مريض، لاريب، لأنه لايعرف من الإسلام سوى الرموز الغرضية المشينة التي تسيء للإسلام والمسلمين معاً.
الأمر الآخر الذي حرصت المجلة على حضوره باسم «تعميق الحوار العربي الغربي»... يتجلى في نشر مقطع روائي من رواية لكاتبة إسرائيلية «من أصل عراقي» اسمها منى يحيى، يتحدث عن الاحتلال الأمريكي للعراق بوصفه فعلاً حضارياً وإنسانياً كان لابدّ منه... كتابة ترويجية حاقدة غايتها تجميل الوجه القبيح للاستعمار الجديد لايقدم على نشرها مثقف يعرف حيثيات الاحتلال وأذياته من جهة «أكثر من مليون طفل قتيل، أكثر من أربعة ملايين في المنفى، تدمير للبنية الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والأمنية، سجون بالآلاف، معتقلون بمئات الألوف.. الخ»، أو مثقف يعرف ألفباء الأدب العراقي وممثليه في الداخل والخارج... مانشرته المجلة للكاتبة الإسرائيلية فعل غير ثقافي، وغير أخلاقي لانحيازه المكشوف للكاتبة الإسرائيلية أولاً، ولمضمون الرواية الشيطانية ثانياً من جهة أخرى.
والأمر العدائي الثالث الذي حفلت به المجلة يتمثل في كتابة طويلة سقيمة لكاتب إيراني يعيش في ألمانيا، تدور حول زيارته لمصر، وجاءت تحت عنوان «منمنمات قاهرية» لايرى في القاهرة الحراك الثقافي، أو الحراك الاجتماعي، أو الحراك الاقتصادي، ولا الواقع السياحي... وإنما يرى فقط حراس الأبنية الحكومية وغير الحكومية الذين يصلّون في الشارع، وأمام الأبنية وقد وضعوا بنادقهم وهواتفهم المحمولة أمامهم، فيقول:إنهم يصلّون «لرب لابيت له» ويصلون لـ«بنادق» كانت في الأصل «سيوفاً»، ويصلّون «لأوامر سادتهم المنطلقة من الهواتف».. أيّ كلام مطفأ هذا، أيّ تشويه، وأيّ رؤية عمياء خرقاء تمتلك تفسيراً شائهاً لكل ماتراه... فالكاتب يشبّه الحراس بالقطط، ويقول إنهم يعانون من سوء التغذية، أما القاهرة فهي مكتظة بالبشر تصيب المرء بالضجر على حد تعبيره... وصف، وشتائم، وكلام بذيء يكيله زائر إيراني «لحس الغرب عقله»، فجعله لايرى سوى المكاره، ولا يتبنى من وجوه التفاسير سوى التفسير المريض الهادف إلى الحط من قدر الشخصية العربية والإسلامية.
ترى هل هذه المقالات، والصور الكاريكاتورية المسيئة للعرب والأدب العربي، والمعتقد الديني الإسلامي... تهدف إلى تعميق الحوار العربي الغربي، وهل نشر هذه الكتابات والصور يصب في التأسيس لمثاقفة عربية غربية تقرّب المسافات بين الطرفين، وهل هذا الانحياز الصادر عن خيال مريض.. يعني محبة العرب وثقافتهم؟! الإجابة عن هذه الأسئلة هي «لا» كبيرة... فهنا في هذا العدد من مجلة «فكر وفن» شتائم وتقوّلات وليس فيه ثقافة أو أدب أو فن.. وهذا يستدعي من مؤسساتنا الثقافية وقفة وطنية جادة تجاه مجلة تنضح موادها ورسومها بالكراهية، والحقد، والاتهام لكل ما هو عربي وإسلامي في آن، وينبغي ألا يمرّ هذا التصرف الأخرق دونما مواجهة كيلا يمعن الغرب في «قوله الأبدي»: أننا أمة لاتقرأ، وإن قرأت لاتعي ماتقرؤه. علينا أن نثبت أن هذا «القول الأبدي» مجرد هراء.

[/align]

عادل عادل 06 / 08 / 2009 49 : 11 PM

رد: الكراهية ... ثقافيا
 

اخي الكاتب الكريم ....
اقدر جهودك بتعريفنا بهذه المجلة الصادرة عن معهد مرموق ... في ثناياه هذه العنصرية ... والغباء ...
اثناء العدوان على غزة كانت الجامعات الالمانية لا تعرف من الضحية والجلاد ... بسبب التعتيم الاعلامي الرسمي والخاص في المانيا ... اخي الكريم اعتقد ان حجم المشكلة العنصرية , بهدف الحاق الضرر بالعرب والاسلام ورسول الله عليه افضل الصلوات واكثر السلام ...مشكلة مريعة ... بحاجة لتصدي ومتابعة من فئة المثقفين العرب في كل مكان ... احترامي لكم .

نصيرة تختوخ 16 / 10 / 2010 01 : 10 PM

رد: الكراهية ... ثقافيا
 
الكلمة ترد عليها الكلمة وتصحيح النظرة السلبية التي يسوق لها بعض الحاقدين ومن لهم أهدافهم الدنيئة وجب أن يكون حاضرا في إعلامنا وفي بلدان من يصدرون مثل المجلة التي ذكرت.
حرية التعبير التي تستعمل في الغرب لمهاجمة أو تشويه ثقافة الغير هي ذاتها من يكفل حق الرد.
تحيتي


الساعة الآن 09 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية