![]() |
المساءات ـــ قصة: حسن حميد
[align=justify]
المساءات ـــ قصة: حسن حميد إلى المعتقلين العرب في سجون فلسطين في الصباح، باغتوني في نومي! قالوا الأمر "القاووش" هاته! ففزع إليَّ، يبحث عني في كوم اللحم البشري النائم في "القاووش"، لأنني من الوافدين الذين لم تستقر أمكنتهم بعد. (قالوا لي: أحتاج إلى سنوات إقامة طويلة في هذا المكان، حتى يتحدد مكاني ويثبت)! حين جئت إلى "القاووش" استيقظت حواسي كلها. كنت أبحث عن سبب دخولي إلى هذا المكان، وأنا أعرف جيداً أنني لم أوذ أحداً أو أعند على أحد! البقال وأدفع له، ومعلمي في المطبعة يبتسم لي في دخولي وخروجي، بل يثني عليَّ دائماً. (لقد غاب عن المطبعة ليلة واحدة فقط، قبل أن يأخذوني، ثم عاد. قال: كنت في "سين" و"جيم"، سألوني عن منشور طبعناه، والأمر قضي تماماً)! نسوة أم بديع تؤجرني غرفة من غرف دارها أدفع لهن. صحيح أنني أتشاطر عليهن أحياناً، وأجادل أحياناً أخرى، لكن في النهاية أدفع. (واحدة منهن، اسمها سونيا، ضيّعتني. لهف قلبي لها واشتهاها. وهيهات القلب إذا ما لهف واشتهى أن يهدأ أو يستكين. تعطيني صدرها فأسلم لها رأسي وما فيه. أحدثها بكل شيء، وأحلم أمامها وأتمنى.. كأنها أمي! لكنها كانت غير ذلك.. وهذا ما يعذبني)! رضا الوالدة، رحمها الله، في جيبي، ورضا الوالد وزوجته الجديدة وأولاده.. في الجيب أيضاً بعدما تركتهم وسكنت وحيداً عند أم بديع. استيقظت حواسي، فرأيت الأوساخ من حولي، وذهول الناس وشرودهم. أوساخ تلف البشر و"القاووش" معاً. أرى عفونة الأرضية التي غيّرت ألوانها كثيراً وسواد الحيطان، وآثار دم الجروح والبق والقمل. وأعجب لماذا ألفت عنكبوت زاوية من زوايا "القاووش" فبنت بيتها بهندسة عجبة. أتساءل: ألا تدري هذه المخلوقة أنها في سجن؟! أرى تشقق السطح، وكتابات الحيطان المرسومة بالدم، وبرماد أعواد الكبريت والسكائر المطفاة، فأود لو أضمها إلى صدري لما فيها من حنان ولوعة، كلمات، لا تعير قواعد اللغة انتباهاً، ملأى بالحزن واللهفة، منثورة باكتظاظ حميم، ومتجاورة بلحمة ألوفة كعنقود تحل، تخبئ وراءها بشراً مقهورين. وأسمع طرق النعال وخفقها، وتطاير الأوراق فوق السطح وتمتمات من هم حولي وأحاديثهم، وأصوات السَّجان الناهرة، وغناء الحراس، وعويل الريح، وتساقط الأمطار، وهسيس الحشرات ودبيبها ليلاً، وهشيش مئات سكان "القاووش" في الزاوية الرطبة القريبة مني.. فألفها جميعاً واشتاق إليها حين تغيب!. (في بداية قدومي إلى "القاووش" كنت أتضايق جداً من رذاذ المثافات الذي يتطاير نحوي. وأحقد على ناثريه وعلى الدلو الذي لا يقوم بمهمته. أتذكر أن لونه كان أحمر، أما اليوم فما عاد لونه يبين). أعجب الآن كيف نمت يومين متتاليين باستغراق شديد وسط كم بشري كثيف في "القاووش" بعد أن قبضوا عليّ مباشرة. كيف اتسع المكان لأتمدد، وكيف أن أحداً من الذين هم حولي لم يقترب مني، لم يفسد علي أو على جروحي النوم بعمق طويل. كيف صمتوا صمتاً أبدياً.. لأنام. وكيف سيّجوني بما بقي، وبما نبت، لديهم من دفء وحنان. وحين استيقظت، أو قل حين ترامشت عيناي، رأيتهم حولي، وقد أحاطوا بي. طيّبوا خاطري، وواسوني. استغربت، لحظتئذ، أن أحداً منهم لم يسألني ماذا فعلت؟ وكيف قبضوا عليَّ، وأين؟ رأيت جروحي وقد تخثر دمها، والماء والملح، والخرق النظيفة متناثرة حولي. جُلت ببصري هنا وهناك، ثم ومن دون كلمة واحدة شربت.. وعدت إلى النوم من جديد. الآن، وقبل شروق الشمس، يهزني آمر "القاووش" يدعوني إلى الخروج، فهم يطلبونني. "خواجة" السجن النظيف جداً تتأبى نفسه عليه أن يدخل إلى "القاووش" فيرى المناظر، أو يتنفس الهواء الفاسد. يكره أن يرى حبال القمل التي يفجرها الحر الشديد في الداخل، وينثرها دروباً فوق الحيطان، والأرضية، والبطانيات، البطانيات التي جفت وتصلبت حتى غدت كألواح الخشب لكثرة الدبق والوسخ اللذين علقا بها. يكره أن يرى أحداً من سكان "القاووش" وقد انزوى في الزاوية الرطبة.. يفرغ مثانته أو بطنه، والرتل الطويل من البشر خلفه، في الصباح ينتظرون، كل واحد منهم يستعجل الآخر ويصبر عليه. "خواجة" السجن يهمس بأمره فقط وهو يجفف شعره على الكهرباء، أو هو يعطر وجهه بعد حلاقة ناعمة جداً، فينفذ آمر "القاووش" حالاً.. أكل كتفي بإصبعه أو كاد حتى استيقظت. نهرني بقسوة بتُّ أكرهها، لكأن شيئاً من قسوة "خواجات السجن" علق به لكثرة مخالطته إياهم. قال لي: -"قم، واتبعني"! فقمت، وأنا أتمتم له: -"يا رجل، لم أنم بعد"! فلا يجبني، بينما واحد من الذين هم حولي يهمس بأسى. -"قال لم أنم.. قال"! (كانوا خلال الأشهر الماضية، وحتى الأمس.. يتركونني طوال النهار في نوم، وعرق، وقلق، وأسئلة. وحين يأتي الليل يتذكرون وجودي، فيطلبونني لأظل معهم طوال الليل. هم يسألون ويضربون، وأنا أجيب وأتألم! كانوا لا يقولون لي ما هي تهمتي، وهذا ما كان يعذبني كثيراً. كانوا ينفقون الحديث والأسئلة فيما إذا كنت أحبُّ عمتي وبناتها، أو أن كنت أفضل الشاي على القهوة أو العكس، ولماذا؟! فأجيبهم، ويضربونني! ما بين السؤال والجواب نهرٌ وعبوسٌ وشتائم، وما بعد الجواب ضرب وأنين وألم)! أحاول الذهاب إلى الزاوية الرطبة، لكن آمر "القاووش" لا يسمح لي يسحبني من كتفي، وهو يقول لي: -"افعلها عندهم، فهم جديرون بذلك". يدفعني أمامه، فتتساقط خطاي. وحين أصل إلى الخواجة المناوب، أراه يضبط زينته كعروس. يلقي نظرات تفحص وتأمل على شعره الطويل السابق. يسوي شعر شاربيه، وياقة قميصه. أصبّح عليه.. فلا يكترث وحين يلمحني في طرف المرآة، يغمغم: -"عباس الحسن"؟ فأجيبه: -"نعم"! فيتمتم ثانية دون أن يلتفت إليَّ: -"اتبعني"! تعجبني طمأنينته واهتمامه بالحياة داخل هذا المكان. يمضي فأمضي خلفه. وآلاف الأسئلة اللحوحة تدور في رأسي إذ منذ قدومي إلى هذا المكان وهم يقولون لي بأنني سأخرج قريباً. لكن الإجراءات! كلمة "الإجراءات" هذه باتت غصّتي. كلمة تدور بي كالمروحة فلا أعرف بداية لها ولا نهاية. يمشي العسكري فأمشي وراءه، إلى أين؟ لا أدري! رائحتي تفسد بهجة الصباح عليه، فيدعوني أن أتأخر عنه قليلاً، وأن أمشي بهدوء. أمرُّ بمعابر كثيرة، وأدخل إلى غرف تفضي إلى غرف.. أرى حيطاناً جرداء، لا شيء عليها، لا صورة، ولا إعلان، ولا نافذة! ومساحات شاسعة من البلاط المكشوف المعتم، والقطع العديدة من السقوف الرمادية الطويلة الخالية، الخالية تماماً. غرف لكأنها شيء ملعون لا يعلق بها شيء، ولا تعلق هي بشيء أبداً. غرف لا ألفة فيها ولا اطمئنان. والعسكري يمضي أمامي صامتاً كتلة واحدة. كأنه فقد النطق، وكأن أطرافه ومشيته فقدت الإيحاء والحركة. أتشهى لو يقول كلمة، لو يلعنني، أو يضربني، أو ينظر إلي.. لأعرف بالإشارة ما أنا مقبل عليه. يمضي فلا يصل، وكان المكان كله دنيا لا تنتهي من المعابر والغرف والخطوات. يسير ببطء مُرّ، وأنا أتمنى لو أنه يطير.. لأقف على ما يريد. يحتك جنبي بطرف حائط سهواً، فتستيقظ جروحي الغافيات. أتلهى بألمها وأنسى طواف الأسئلة وحيرتها في ذاتي. للحظة واحدة فقط أفقد القدرة على ضبط خطاي، فتكاد إحدى قدميَّ أن تصطدم بالعسكري الذي يقودني. يلحظ ذلك، فيرميني بنظرة زاجرة، ويزم شفتيه، ويشد أرنبة أنفه إلى الأعلى: (أبدو أمامه.. لا شيء. لا شيء إطلاقاً). أخيراً، يقف.. فأقف! الغرفة التي تلفني وإياه أعرفها.. فهي أول مكان داسته قدماي حين جازوا بي إلى هنا. ترتعش ذاتي، فأنا لم أصل إليها منذ ذلك الحين البعيد. أعرف جيداً، وأنا في مكاني هذا، أن ما يفصلني عن الدنيا هو حائط واحد، ومعبر قصير، تدور في رأسي الأفكار والظنون. ربما اقتنعوا ببراءتي أخيراً! تصطفق الروح وتبتهج لضوء النهار القريب من هنا. (أتخيل رواح الناس وغدوهم، وأحاديثهم المتداخلة بضجيجها الجميل. وتنهض في خاطري خضرة أشجار الشوارع التي لا يعيرها البشر انتباهاً، ودخان السيارات الكثيف الحلو وهو ينسرب خلفها بخطوط رمادية منتظمة الحواف وكأنها اللون المتمم لقوس قزح. أرهف السمع لأصوات أبواق بائعي المازوت، أصوات أجمل من الموسيقى وأحنّ، وتجتاحني نداءات الباعة الطويلة بتكرارها البديع.. فأتمتم: يا إلهي). ترتعش ذاتي، ويضج جسدي بالحركة أتمنى لو بكلمتي "الخواجة" النظيف جداً، وقد دعاني للوقوف والانتظار، ولو أنه ينظر إليّ، أو أن يأمرني بفعل شيء ما.. ليريحني من دوران الحديث مع الذات، الذات التي تسيّل آلاف الأسئلة، والتي تبني الظنون فوق الظنون. أقف، فيطول وقوفي ويمتد. أحس كأني غادرت قدميَّ وجسدي معاً. فتلفني شهوة الجلوس.. لكنني لا أتجاسر. يراودني شعور بأني أصبحت شجرة ستقرع، وتخضّر أوراقها عما قريب، أو أنني بت عمود نور.. سيألفني الأطفال ويلعبون حولي. بفتة، أرى عسكرياً يحث خطاه نحونا أظن أن الفرج اقترب. يدنو منا أكثر. تحت إبطه حزمة كبيرة من المجلات والجرائد. الحظ، وكلما انفرجت خطاه، أن أزرار فتحة سرواله السفلى مفكوكة.. فينشرح صدري لانعتاق الأزرار من عراها. العسكري، يرمي حملة أمام العسكري النظيف جداً، ويعود من حيث أتى ليطل مرة ثانية وفي يده كرسي. يدنيه من العسكري الآخر، ويمضي دون أن يلتفت إليّ، لكأني غير موجود، أو لكأنه ألف رؤيتي منذ قرن على الأقل. (فهل أصبحت شجرة أو عمود نور)؟! يعجبني شعره المنفوش، وقذى عينيه وصفرة لونه، وأطراف قميصه المتدلية، وسرواله المتهدل. تمنيت لو أنه يومي بالسلام فقط لأخذه بين ذراعيَّ في ضمه أبدية. ساعات طويلة تمر، وأنا في وقوفي، والعسكري النظيف جداً يقرأ بهدوء وبطء شديدين، وقد أعطاني ظهره. يضيق صدري بأنفاسي لكأنني تنفست الهواء كله. التعب يمتص قواي.. فيذبل الجسد ويتراخى. أحار بأمري ماذا أفعل في وقوفي أأقول له شيئاً؟ أطلب منه أن يرتاح من القراءة ويعذبني قليلاً.. لأنشغل بآلامي؟ أو أن يجفلني أعد بلاطات المكان كلها.. فأطوي بذلك النهار؟! حيرة كالطاحون تدور.. فأدور معها!. لكن، ودون توقع مني، أبدد حيرتي. أطلق تنهيدة راحة. يشرق وجهي، وتتوامض عيناي.. حين أجد ما أفعله! "فالخواجة" النظيف جداً، المشغول بالقراءة، ودون أن يدري، يقدم لي خدمة لن أنساها أبداً.. فهو يلبس قميصاً توازت مساحته نقاط حمراء وسوداء صغيرة وناعمة كحبات العدس.. أشرع في عدها! وحين يزوغ بصري ويتوه يختفي لونا النقاط، فأعود إلى العد من جديد. قبل قليل فقط كان أشد ما يرهقني في وقوفي هو جمود العسكري، وانكماشه وتعاونه كذباً. كنت أترقب. ومن على بعد، وبلهفة شديدة، متى يلوي ساقا على ساق، ومتى يفك التحامهما.. وانتظر بفارغ الصبر متى يقلب صفحة من صفحات الجريدة أو المجلة التي يقرأ فيها.. فأمحو زمناً وأبداً جديداً. أما الآن، فباتت تزعجني كثيراً حركته لأنها تعيدني إلى ضبط العد من جديد. بت أتمنى ألا يفاجئني الآن بحديث ما، أو سؤال عابر، أو بأمر يدعوني إلى المشي أو الانصراف. كنت قبل قليل فقط أهمُّ أن أقول له: -"أرجوك، سأعترف. قل لي بماذا أعترف.. لأعترف"! (لقد حيروني بكلمة "اعتراف"! حلفت لهم الأيمان الغليظة بأنني لم أفعل شيئاً مشيناً. ورجوتهم أن يبينوا لي غلطي. لأعتذر عنه وأتوب. بل رجوتهم أن يحكموا عليَّ بأي حكم، فأسقط سنين من عمري وأبقى على سنين لكن دون جدوى، ظلوا.. هم في دنيا، وأنا في دنيا أخرى)! كنت سأغير كل ما قلته لهم بأنني أقضي أيامي بين المطبعة، والبيت، وملعب كرة القدم. المطبعة.. لآكل، والبيت.. للنوم، ومعلب كرة القدم.. لتبديد طاقتي التي بهدلتني كثيراً مع نسوة أم بديع.. اللواتي يقلن عني بأني شتّام، لعّان، حاقد على كل شيء! (يا إلهي، كيف لم أفطن أن نساء أم بديع داخلات إلى نقطة التفتيش خارجات! يحادثن أياً، كان، وحين تضيق عليهن الدنيا يحادثن الحيطان. أبداً، لا بد أنهن ينقلن الأخبار إلى من يهمهم الأمر. أكثر ما يعذبني الآن هو أن البنت سونيا خدعتني. قالت لي في لحظة نشوة: يا روحي! فصدقتها. سلمتها عنقي، ما أن يختلي بمستورة حتى يظنها طمأنينة الدنيا وطيبتها، وهات يا حكي! تعذبني سونيا، التي أعرفها بأصابعي وأنفاسي، لأنها الوحيدة التي ذكروا لي اسمها في التحقيق. بنت الناس، كنت سأرتبط بها، وأجعلها دنياي، وليلة فوق ليلة وتملأ الفرقة بالأولاد. صدقت حول أمي: الساقطة –مهما تكن- تنهض وتتوب، فمحوت ماضيها. لكن الآن.. تغيَّر كل شيء! فقد تأكدت من أن الساقطة ساقطة! ومحاولة الثوب، يا أمي، محاولة ثوب)! قبل قليل.. كنت سأصرخ بأعلى صوتي إنني موافق تماماً على كل ما قالوه لي بأن الحياة: أكل، ونوم، ونساء، والأود. وإنني حين أتزوج يتوارى نزقي، وتضعف رؤيتي، ويخف سمعي، وينعقد لساني. سأصدقهم بأن الزوجة والأولاد.. دنيا تكسر الظهر، دنيا وضجيج وآمال.. كفيلة بان تنسيني كيف ألعن، وأشتم، وأحقد. الآن، لن أقول شيئاً، لن أرجو أبداً. فقد بات أمامي زمن طويل حتى أصبح شجرة ذات خضرة وظلٌّ، يستظل بي الناس فيؤنسون وحدتي، أو حتى انتهى من عدِّ نقاط قميص العسكري، فأحصي عدد أيِّ من اللونين أكثر، أو حتى أصبح عمود نور، يألفني الأطفال في الليالي، فيلعبون حولي ويمرحون. لن أعترف بشيء دون قناعتي. وسأهيء نفسي لأغني مع الأطفال في الأمسيات القادمات: "جمَّال يا جمَّال سرقولك جمالك سيفي تحت رأسي ما يسمع كلامك". [/align] |
الساعة الآن 27 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية