منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مختارات من الأدب العربي و العالمي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=72)
-   -   زوربا البرازيلي رواية جورج أمادو. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=11890)

خالد أبو خالد 12 / 08 / 2009 39 : 07 PM

زوربا البرازيلي رواية جورج أمادو.
 
[align=justify]زوربا البرازيلي رواية جورج أمادو.
جورج أمادو كاتب برازيلي، ولد عام 1912 وترجمت رواياته، وقصصه إلى ما يزيد على ثلاث وثلاثين لغة ولم يحصل على جائزة نوبل عام 1961 يوم رشح لها في أوروبا، وعزز ترشيحه رئيس جمهورية بلاده بالقول /إن أمادو مرشحنا الكفء/ لكنه حصل عليها بعد سنوات.. وحتى عام 1986 كان قد أنجز خمساً وعشرين رواية قضى في إنتاجها ثمانية وخمسين عاماً أسهم فيها أيضاً في العمل السياسي وفي البرلمان...‏

في ترحاله منذ عام 1948 كان يحمل بلاده في صدره، وجبينه من أوروبا إلى روسيا إلى الصين، استراليا، والهند، سيلان، البلاد الأميريكية... كما ظل حريصاً على قدرته من أجل التجاوز من عمل أدبي إلى آخر... ففي عام 1986 كان قد غدا في الرابعة والسبعين من عمره إنما بدا أيضاً في أوج نشاطه. ولعله ما زال كذلك حتى الآن..‏

ويقف الدارسون طويلاً عند بعض أعماله المتسمة بالملحمية، والتي منها/ غابرييلا/ البحارة المسنّون/ كينلاس/ الكومندان/ فاسكو/ ثم دونا فلورا وزوجاها/ وتيريز اباتينا/ ومن رواياته المترجمة إلى العربية، رواية حملت عنوان /زوربا البرازيلي/ وهو عنوان مستعار لرواية تحمل اسماً آخر/ هو مدينة الكرنفال/ أو بدرو أرشانجو أوجوبا/ وقد ترجمها إلى العربية ممدوح عدوان‏

تقع هذه الرواية في حوالي أربعمائة صفحة من القطع الكبير، وهي رواية (تنتصر ضد التميز العنصري لصالح المواطنين من أصل أفريقي) والمواطنين الخلاسيين ذلك أن البرازيل تتألف في الغالب، من هؤلاء ومن أقلية ذات أصول برتغالية، وهي من البلاد التي شهدت صراعاً عنصرياً في القرن الماضي، كانت نتائجه تنسحب على بدايات هذا القرن... حيث وضع بروفيسور الطب الشرعي خلاصة لأفكاره المعروفة حول المشكلة العنصرية في البرازيل فيما يتعلق، بتفوق العرق الآري ودونية الآخرين كلهم خاصة الزنوج وبمن فيهم الخلاسيين الذين توالدوا نتيجة للزواج المختلط...‏

بدرو أرشانجو الذي يعمل في كلية الطب ساعياً، هو الوحيد القادر على التصدي لهذا المنظّر ونظرياته فهو مثقف واسع الاطلاع على تاريخ الأسر في هذه المنطقة من البرازيل، وقد ألف عدداً من الكتيبات الصغيرة في هذا الحقل، كما تحمل الكثير من الازعاجات، بسبب دفاعه عن أغنية شعبة أو مصطلح..‏

تسير الرواية على مستويين.. مستوىعام 1969 من خلال شخصية الشاعر الشاب المكلف بالبحث عن معلومات حول /بدرو أرشانجو/ ومن خلال الاستعداد للاحتفال بالذكرى المئوية له... محرضات هذه الاستعدادات، وتحوّلاتها...‏

على خلفية هي القاع الشعبي، الذي يضم الشغّيلة، والسكارى ونساء القاع، واللقطاء، وأصحاب الدكاكين، الحرفيين، ركام خليط من أقوام مختلفة وألوان، وثقافات، فهناك السكان الأصليون الهنود من أبناء القارة الذين امتزجوا بالزنوج الذين جلبوا إليها رقيقاً، ثم امتزاج هذين الشعبين مع الإسبان، والأوروبيين عامة... والذاكرة الحيّة لكل هؤلاء، والتي هي مزيج مما تراكم من عادات هذه الشعوب، وثقافاتها، الرقصات، والأغاني، والمواكب، والطبول والمهرجانات، والكرنفالات وهي الهوية بالتالي، الهوية التي يصر كل هؤلاء الناس على المحافظة عليها والتضحية في سبيل ذلك حتى بالروح والدم.‏

على هذه الخلفية، يولد بدرو أرشانجو من أب ذهب إلى الحرب التي ما أرادها، والتي مات فيها فنشأ الطفل محروماً من الرعاية، ولم يستطع المرور إلى الحياة إلا بالطريقة التي رضعته ثلاثين عاماً في أروقة كلية الطب ساعياً ومثقّفاً نفسه في آن واحد...‏

أرشانجو هو التعبير الحياتي عن شخصية الشعب البرازيلي، بقوة، وعنف وإخلاص، إنها الشخصية التي تصارع ضد الاستلاب الذي يستهدف مسح الملامح المحلية، وإعادة إنتاج الهوية تحت أوهام التطور الذي لا يعني إلا التقزم من أجل التشبّه بالآخر المسيطر...‏

إيه.. إرشانجو... ما أطول كفاحنا...‏

بدأ قتالهم مع الشرطة، والتعصب الأعمى، وبعدها لم يتوقف القتال، في الشوارع، والحارات، في الكتب بالحبر والحجارة، بالحفلات والقبضات‏

ما أطول معركتنا هل تظن أنها ستنتهي ذات يوم يا أيها العجوز.؟‏

يقول رفيقه المعلم ليديو كورد... فيجيبه /أرشانجو/‏

ستنتهي ذات يوم يا صاحبي، ولكننا لن نعيش لنرى النهاية يا رفيقي...‏

سنموت ونحن نقاتل، ونحن مازلنا نستمتع بالقتال، سنسقط ونحن نقاتل، شباناً وشجعاناً يا صاحبي‏

***‏

تأخر الوقت، وما زال يحس بالتنميل في ذراعه، وبالألم ينتظره في أعماقه، تمنى أرشانجو لهم بمرح ليلة سعيدة، أراكم غداً يا أصحاب، الأصدقاء يجعلون الحياة تستحق أن تعاش، وهكذا مؤكد بالطبع، أنا ذاهب الآن ومن يخرج بعدي... فليتأكد من إغلاق الباب...‏

وفي الشارع المنحدر المعتم، بذل جهداً مضنياً أخيراً وراح المعلم /بدرو أرشانجو/ يصعد التلة... وعيش قدماً وبغتة مزقه الألم، ترنح مرتمياً على جدار.. ثم تدحرج على الأرض... / آه يا روزا دو أوكسالا/ كان ينادي المرأة التي عشق...‏

*‏

إذاً هي رواية تقدم الرجل الذي تحوّل إلى أسطورة وإلى وقائع للقتال من أجل حياة الأغاني الشعبية والرقصات الشعبية أو العادات الشعبية، في مواجهة كل أشكال الاستلاب أو تدمير الهوية.‏

في كرنفال عام 1969 نزلت معزوفة / بدرو أرشانجو في أربع حركات/ إلى الشوارع... ولاقت نجاحاً كبيراً ونالت عدة جوائز... وقامت مدرسة السامبا بمسيرة في المدينة.‏

أين الخيال... و "أين الحقيقة؟ أين الأسطورة وأين مزجها في الواقع، تلك أسئلة لا ضرورة للأجابة حولها..‏

فهذا العمل الملحمي الكبير، لجورج أمادو آخر الكتاب الكلاسيكيين في العالم... وأكثرهم حداثة كتب نصه هذا للدفاع عن هوية شعبه وثقافته، بصيغة رواية...‏

من هنا لا بد من النظر إلى هذه الرواية من منظور يرى إلى الكاتب القادر على أسطرة الواقع، وجعل الواقع أسطورة في الآن ذاته...‏

أما فيما يتعلق بالأسلوب، فإن هذه الرواية عن بدرو أرشانجو، والكرنفال أتذكر بالأسلوب السائد في كتابة السيرة الشعبية العربية، وفي حكايات ألف ليلة وليلة، إذ وضع أمادو لكل فصل عنواناً...وربطاً بالفصل الذي يليه كالقول هذا ما حدث مع فلان... في المكان والزمان... إلى آخر ما هنالك من ربط بين فصل وآخر...‏

أمادو في روايته هذه يسلك أيضاً أسلوب كازانتزاكي في روايته /المسيح يصلب من جديد/ من حيث إعادة تمثيل الحادثة... فالكرنفال أيضاً إعادة إحياء للشخصيات التي عايشت أرشانجو وناضلت معه.‏

[/align]

نصيرة تختوخ 27 / 10 / 2009 02 : 11 PM

رد: زوربا البرازيلي رواية جورج أمادو.
 
سرني المرور من هنا وتكوين نظرة عن الكاتب جورج آمادو و مؤلفاته.
تحياتي

بوران شما 27 / 10 / 2009 41 : 11 PM

رد: زوربا البرازيلي رواية جورج أمادو.
 
الأخ الأستاذ الأديب خالد أبو خالد

سررت بالتعرف على رواية جورج أمادو " زوربا البرازيلي " .
شكرا لك أستاذنا خالد أبو خالد , وبانتظار المزيد من إبداعاتك .


الساعة الآن 58 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية