![]() |
اللاسامية والهولوكست اختاروا أي مصطلح تريدون ولكن..!!
[align=justify]اللاسامية والهولوكست اختاروا أي مصطلح تريدون ولكن..!!
هجمة الخداع والكذب تتواصل بوتائر أعلى من أي وقت مضى، قانون يصدر هنا ومتحف يُقام هناك، وأصوات كانت بالأمس حذرة تصبح اليوم بلا حياء تهاجم الحق وتدافع عن الباطل. مشهد غريب يلف العقول والنفوس، فكل شيء يتسارع، وكل يوم يشهد قفزة إلى حبائل الشيطان والباطل فيزداد الظلم ظلماً. ويصبح شعار "اكذب واكذب" مائدة مفتوحة لكل من يتغنى بالكذب وكل من يشتهي الكذب. اللاسامية.. ذلك المفهوم الذي كُتبت حوله مئات المقالات والدراسات مازال الكاذبون مصرين على أن هناك عداءً لليهود ومازال المخادعون يروّجون له وكأنه المأساة الكبرى التي تعيشها البشرية. لن نناقش هذا المفهوم الذي لاكته الألسن والأسنان وأصبح يعرفه القاصي والداني، لن نناقشه وندحضه في تركيبه اللغوي والاصطلاحي لأنه كما يبدو أصبح الشغل الشاغل لفراعنة العصر والمنحرفين العنصريين. فمهما ناقشناه لن نغيّر في وجهة نظرهم، لأنهم من الصنف الذي اختلط الكذب والنفاق في دمائهم، لأنهم أفسد ما عرفت البشرية من إفساد. على كل حال، هم يعرفون أنفسهم ويعرفهم بنو البشر جميعاً، منذ بروزهم على هامش التاريخ. ومع ذلك كله سنترك كل الأبواب مشرعة ليسمّوا أنفسهم ما يشاؤون فإذا اعتبروا أن تبيان إفساد اليهود وفسادهم لا سامية فإننا سنلغي مصطلح يهود من قاموسنا وسنستعمل الاسم الذي يريدون. فإن قالوا عن أنفسهم صهاينة، فلنضع على بساط البحث هذا المصطلح ونشرحه وندرك تاريخه وأسباب بروزه ونتائج وجوده. فإن بيّنا عنصرية الصهيونية ودمويتها فهل يقولون إننا ضد السامية؟ وهل اختلطت اليهودية بالصهيونية فأصبحتا شيئاً واحداً. فالصهيونية حركة عنصرية بكل المقاييس، حتى في مقياس الأمم المتحدة التي شلحت ثوبها ولبست ثوباً إسرائيلياً أميركياً. فتعرية هذه الحركة ليس مجرد موقف من عدو اغتصب أرض العرب والمسلمين، إنما هي حقيقة دامغة يدركها شعوب العالم قاطبة. فما من شعب أوروبي إلا اكتوى بنار إفساد هذه الحركة. وما من شعب إلا وشاهد، ولمس عن كثب حجم الجرائم الدموية التي ارتكبها أفراد تلك الحركة العنصرية. فإذا كان فضح هذه الحركة وعنصريتها لا يروق لهؤلاء المفسدين قالوا إن ذلك لا سامية وبذلك يحاولون استغباء العقل البشري، فكيف تتوافق في العقل مقولة إن الهجوم على الصهيونية لاسامية؟ فهل هذه الصهيونية عرق أم عقيدة دينية؟ وهل هذه الصهيونية وليدة التاريخ القديم أو التكوين البشري الأول؟ ألا يدرك كل أبناء الشعوب أن هذه الحركة منظمة سياسية استعمارية أفرزها الغرب كما أفرز النازية الهتلرية والفاشية ولم يمض على عمرها سوى مائة سنة أو تزيد قليلاً. وإن أردتم أن نلغي من قاموسنا الصهيونية وجرائمها العنصرية واقتصرنا على مصطلح إسرائيلية، فما الذي يبقى ليستر عورة هؤلاء؟ ولو عدنا إلى أكثر من نصف قرن على احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني، وجدنا أن أكثر بؤرة للعنصرية الدموية هي هذا الكيان. فهو في أساسه قام على القتل والتشريد والجرائم الجماعية والإبادة وتهديد الجميع بالفتك والدمار. هجر هذا الكيان الملايين من أبناء فلسطين والجولان وجنوب لبنان. ارتكب أبشع الجرائم في دير ياسين وكفر قاسم والسموع وقبية وقانا وبيروت وصبرا وشاتيلا، وإذا أحصينا ضحاياه على مدى أكثر من نصف قرن وجدناها تفوق أعدادها كل ضحايا الشعوب. وعندما نعلن على الملأ أن هذا الكيان يشهد له التاريخ الحديث بأنه كيان عنصري دموي تقوم قيامة زعمائه وزعماء أميركا وبعض الغربيين، فلا يجوز أن توصف "إسرائيل" بالعنصرية والدموية، إن هذا لا سامية، ويجب معاقبة كل من يمس هذا المقدس حسب القانون الأميركي. إذاً، عندما يُهاجم سلوك بعض اليهود يُتهم الآخرون باللاسامية، وعندما يُهاجم سلوك الحركة الصهيونية وأتباعها يُتهم الآخرون باللاسامية، وعندما يُهاجم سلوك دولة إسرائيل وجيشها يتهم الآخرون باللاسامية. كل شيء يمس هذه الفئة الفاسدة بالنقد يجب أن يُلغى لأنه من علامات اللاسامية. اختاروا الاسم الذي تريدون، فكل ما تختارونه يوضع في ميزان الحق والباطل والفساد والصلاح، ليدرك كل أبناء البشرية أن الاسم ليس هو المشكلة إنما المشكلة في جوهر الأشياء. فهل نستطيع تجريد الصهيونية من بعدها الديني؟ وهل نستطيع تجريد الكيان الإسرائيلي من صهيونيته؟ فقد تختلف المسميات ولكن الترابط العضوي الذي لا تنفصم عراه بين اليهودية والصهيونية والإسرائيلية يبقى كالنسيج المتداخل فإذا ما انسل خيط واحد منه فقد مبرر تسميته نسيجاً. ولهذا فإن مقولات منظرّي الصهيونية منذ ما قبل هرتزل وحتى شارون وسلفان شالوم تدل على هذا الترابط غير المقدس والشيطاني. وكما هي اللاسامية بدعة اخترعها غلاة الفكر الصهيوني فإن الهولوكست بدعة أخرى اخترعها هؤلاء المفكرون المفسدون. وكما كُتب عن اللاسامية كتب الباحثون والمفكرون والمؤرخون عن الهولوكست تناولها المشرّقون والمغربون وكذبوها جملة وتفصيلاً. ولكن مثلما شنت أوساط الصهيونية واللوبيات اليهودية حملاتها على المعادين للسامية المزعومة شنوا أبشع أنواع الهجوم على مفندي مزاعم الهولوكست وداحضي الافتراءات والأكاذيب حول تلك المذبحة المزعومة التي أجروها ـ إن شئنا أو أبينا ـ في وسائل الإعلام والكتب والدراسات البحثية وما شابهها. وليس الحديث عن هذه الهولوكست المزعومة مجرد اجترار لما حدّث به المحدّثون والمؤرخون إنما هي رسالة متعددة الاتجاهات. بالأمس القريب وتحديداً بتاريخ 19/3/2005، أقام الكيان الإسرائيلي معرضاً في تل أبيب أطلق عليه معرض الهولوكست ـ المحرقة العظيمة. ودعت أوساط الحكومة الإسرائيلية الآلاف من المسؤولين الدوليين والزعماء والشخصيات المعتبرة وغير المعتبرة لزيارة هذا المعرض. وقطع السيد كوفي عنان آلاف الكيلو مترات من نيويورك إلى فلسطين المحتلة لزيارة هذا المتحف. والكتابة عن مشاعره في سجل الزائرين. تجول الزوار في كافة أجنحة هذا المعرض، فهنا ألقيت بعض الكتب القديمة، وهنا وضعت بعض الصور غير الواضحة، أما الأكثر وضوحاً صور زعماء الحركة الصهيونية الذين حسب زعم الصهيونية أنهم كافحوا وناضلوا ضد النازية حتى استطاعوا أخيراً إنشاء كيانهم الإسرائيلي. وللتذكير فقط، نقول: إن مجزرة قانا التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي راح ضحيتها أكثر من مئة طفل، وما تزال قبورهم موجودة شاهدة على المجزرة، ثم إن المجازر التي ارتكبت في رفح وراح ضحيتها المئات من الأطفال والنساء ما تزال قبورهم شاهدة حية. وفي جنين وغيرها مئات القبور التي تشهد على هولوكست حقيقي وليس من صنع خيال المؤرخين والكذابين من دعاة الصهيونية العنصرية. فهل كلف نفسه كوفي عنان ليرى هذه المقابر التي هي لا تُقاس من حيث واقعيتها بالمتاحف الكاذبة الخائبة؟ هل كلف نفسه ليذهب إلى جنين أو رفح أو قانا ليكتب عن مشاعره في سجل الزائرين؟ لكن كوفي عنان أراد أن يأخذ جرعة تزييف أخرى عند زيارته لمتحف الهولوكست حتى إذا ما تجول هنا وهناك في غزة أو رام الله أو بيروت ودمشق طالب الفلسطينيين بمزيد من التنازلات حتى يتعروا تماماً. وطالب السوريين أن يسحبوا عواطفهم وتواريخهم وتشابك عائلاتهم من لبنان. وإذا قلنا له إن الجيش السوري انسحب من لبنان يقول: لا بقي الكثير مما لا ينسحب. ولا ندري ما هذا الكثير الذي يقصده عنان وأستاذه وولي نعمته السيد بوش. ثم طالب اللبنانيين أن ينقلبوا على أنفسهم وتمتد أيديهم على الزنود التي حررت الجنوب لتطلب منها أن تنكسر، وتنكسر رايتها المقاومة الصامدة. وفي كل الأحوال، فالصورة القاتمة تزداد قتامة عندما تتعاطف بعض النفوس مع الكيان الإسرائيلي. فمن مقدم ورقة إلى مؤتمر القمة العربي يطالب فيها بالتطبيع الفوري مع القتلة والمفسدين، إلى آخر يعلن أنه سيقيم علاقات دبلوماسية في الشهر المقبل بين مملكته والكيان الإسرائيلي، وإلى ثالث يدعو شمعون بيريز للقائه في عاصمته العربية المناضلة. إذاً، فاللاسامية هي عدم الاعتراف بالكيان الغاصب، واللاسامية تعني عدم نسيان مجازر صبرا وشاتيلا وقانا وأبو زعبل ومدرسة بحر البقر، وجنين ورفح وغيرها. واللاسامية عدم الاعتراف بالاحتلال والاستيطان في الضفة وغزة وبقية فلسطين المسلوبة، واللاسامية عدم الاعتراف بالهيكل على أنقاض الأقصى. فحتى لا تكون معادياً للسامية عليك مباركة تهديم الأقصى وإقامة الهيكل الجديد، وعليك الاعتراف بيهودا والسامرة (الضفة الغربية) على أنها جزء من أرض "إسرائيل" التاريخية. وعليك أن تمحو من ذاكرتك صبرا وقانا وجنين وكفر قاسم والطنطورة ورفح، عندها لا تكون لاسامياً. أما الهولوكست، فعليك التصديق بها حتى لو كانت كذبة وخداعاً.وعليك أن لا تقارن هذه الهولوكست بحرب الإبادة ضد الشعب العربي الفلسطيني، عندها تكون منصفاً. ولهذا أراد عنان أن يكون منصفاً في الميزان الإسرائيلي، ولهذا أراد بعض العرب أن يكونوا منصفين فدعوا للتطبيع المباشر وإقامة العلاقات الدبلوماسية ودعوة السفاحين للقائهم. إن الحقائق لا تُزيف، والتاريخ مهما حاولوا تزويره لن يستطيعوا تغيير الحقيقة، فالنازية والصهيونية صنوان. والكيان الإسرائيلي "ونظام الأبارتيد" الذي كان في يوم من الأيام توءمان. وفي الإجمال فإن هذه الظواهر الفاسدة ولدتها العقلية الغربية وأرادت تصديرها بالقوة والخداع إلى أرجاء المعمورة. [/align] |
رد: اللاسامية والهولوكست اختاروا أي مصطلح تريدون ولكن..!!
وإذا أحصينا ضحاياه على مدى أكثر من نصف قرن وجدناها تفوق أعدادها كل ضحايا الشعوب.
هذه هي الحقيقة المؤلمة جدا التي لا يستطيع عقل متمعن تجاوزها و التعاطف مع روايات الهولوكست والنازية التي اندحرت منذ عقود. تحياتي و تقديري لك أستاذي الكريم |
رد: اللاسامية والهولوكست اختاروا أي مصطلح تريدون ولكن..!!
أخي د.حسن الباش ..
كتبت فشفيت الغليل .. عريت ما كان أصلا معرى وفضحت المفضوح .. فكان مقالك ذكرى لمن يريد أن يتذكر و عبرة لمن لا يعتبر . التاريخ يسجل ولا يكذب .. ويمحو ما علق به من أكاذيب و ما حيك حوله من تلفيق ساذج .. الأمل كل الأمل في تلقين الأجيال القادمة كل ماجرى ..حتى يكون الكل واعيا بالحقائق والمحاولات اليائسة لتزييفها .. ليس فقط في عالمنا العربي و الإسلامي ولكن أيضا في أنحاء المعمور حيث الأصوات الشريفة التي يراد طمسها بكل الوسائل . شكرا لك أخي الكريم .. ودمت صوتا فاضحا لكل الأكاذيب و الافتراءات . بكل الود. |
الساعة الآن 34 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية