منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلمات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=246)
-   -   ضوء في الداخل تماما (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12017)

طلعت سقيرق 18 / 08 / 2009 01 : 02 PM

ضوء في الداخل تماما
 
[align=justify]
مع فوران حالة الحنين حتى امتداد شجر القلب بأوراقه وثمره على مدار العمر خصبا، يسألنا الكثيرون عن هذه القدرة الغريبة في المحافظة على تواجد بل تصاعد وهج الشوق إلى البلد ، وهو الذي ما رأيناه ولا عرفناه ميلادا لكن من خلال ذاكرة الأهل والأقارب والأحباب ، إضافة إلى بطون الكتب ، وما يتبع من مشاهدات مصورة .. والعذر كلّ العذر للسائل إن سأل وللمستغرب إن استغرب ، فما يحدث يثير الاستغراب ، مع أنّ الجواب جدّ بسيط بالنسبة لنا .. كيف ؟؟..
منذ الطفولة ربما ، حتى لا نرجع بالأمر إلى حليب الأمهات فيظنّ السائل أننا نبالغ ، يوقد الأهل في داخلنا تماما ضوء الأمل ، وهو ضوء تصغر أمامه كل الصعاب والتضحيات والخطى ، حيث الوطن هو المبتغى والمراد شمس للحرية لا تغيب ، ومع هذا اليقين لا شيء يقف في الوجه أو في البال كعائق أو مثبّط ، فكل واحد منا مزروع في داخله أنّ العودة إلى فلسطين واقع لا مجال للجدال حوله أو الأخذ والردّ فيه .. إنه الأمل اليقيني المطلق ..
شكل الحياة عند كل واحد منا تابع نابع من هذا الأمل ، راجع في الجزئيات والتفاصيل له، منطلق من معانيه الكبيرة .. من هنا يصير الواحد منا حالة إصرار دائمة على أنّ كل السبل لا بدّ أن تؤدي إلى فلسطين مهما طالت السنوات ومرت الأيام .. كل شيء يحدث وسيحدث يبقى على الهامش إن لم تكن فلسطين مراده ، وهو الأساس والمرتكز حين يكون متوجها إلى البلد شاربا من مائه مندفعا داخلا في عليل هوائه .. الحياة صورة تكبر وتختزل ، تكون مدّا أو جزرا ، في أيامها ولياليها ، نبعها ومصبها الوطن .. فكيف لا يكون الضوء شديد السطوع ؟؟.
السؤال عن حالة التوقـّد والشوق والولع الدائم سؤال جائز حين نكون خارج لهيب الاشتعال بحب هذه المعشوقة الرائعة إذ لا يعرف المعنى ومؤداه غير من جرب وخبر حبها وحدها لأنها محرك هذه الحالة .. فالمغتسل بماء الشمس الفلسطينية والراجع أبدا إلى ريحان العشق لها وفيها يتحرك على وقع نبضها ولا يبتعد عن دربها كيفما كانت مدة الابتعاد طولا .. كلمة اللجوء ارتسمت في البال والذاكرة والملامح والنفس وشكل الحياة لتكون محفزا محركا من اجل التشبث بهذا الضوء من الأمل .. سنوات طويلة بل أطول من طويلة ، كانت تحفر في العمر حفرا مفردات الغربة والتشرد واللجوء ليكون الإصرار أشدّ والأمل أقوى والتصميم أعلى .. كل ّ لحظة من لحظات اللجوء والغربة والابتعاد عن الحياة الطبيعية في أرضنا ووطننا وبيوتنا حركت وتحرك ولـَعَنا لتزيد في لهيبه حتى صار الحنين جزءا طبيعيا من ملامح وصفات الإنسان الفلسطيني .. ومن عايش معايشة القرب أهلنا وأحبابنا الذين عرفوا الوطن ولادة وحياة وواقعا ، وقرأ في عيونهم قراءة معمقة لا بدّ أن يحس بتلك الغصّة في الحلوق ، والنار في الصدور .. هؤلاء ذاقوا الأمرّين جرّاء إبعادهم عن الأوطان فكانوا ميلاد الثورة ومشعليها والمصرين على بذل الدم وكل شيء من اجل الرجوع إلى وطن الذكرى والآباء والأجداد .. هؤلاء هم من سقونا الأمل وعلمونا بل حفروا فينا تقاسيم وحب الوطن ، فكان الفلسطيني جيلا بعد جيل ، حبا لا يذوي وعشقا لا ينتهي وهياما لا يضْمُرُ لحبيبة رائعة اسمها فلسطين ..
[/align]

رشيد الميموني 18 / 08 / 2009 08 : 03 PM

رد: ضوء في الداخل تماما
 
أخي الغالي
ينعشني هذا التأكيد - مع سبق الإصرار و الترصد - على التشبث بحلم العودة .. و أنتشي بهذا الحلم الذي لا يمت بصلة إلى الأحلام التي نصنفها في خانة المستحيلات ..بل هي الأحلام التي لا تخبو شعلتها مع تجدد الآمال وتمكن الإيمان بعدالة القضية ..
و أنا أقرأ مقالك هذا المشبع بتلك الروح المستميتة في الدفاع عن حق العودة و عدم ترك فرصة للنسيان ، وجدت نفسي أترنم بتلك المقطوعة الرائعة :
غاب نهار آخر ..
غربتنا زادت نهار
واقتربت عودتنا نهار
نعم .. كل الطرق تؤدي إلى فلسطين .. و الأبهى و الأروع في كل هذا هو توارث الأجيال هذا التشبث المستميت بحق العودة .. و تأجج هذا الإحساس في النفوس .. جيلا عن جيل ..
دمت و سلمت بكل الحب .

طلعت سقيرق 18 / 08 / 2009 09 : 10 PM

رد: ضوء في الداخل تماما
 
[align=justify]
أخي الحبيب رشيد
تحياتي
في العمر متسع لنقبض على الجمرة .. وفي العمر متسع لنسقي أولادنا حليب الثورة ، بل حليب الرأس اليابس ، والرأس اليابس هنا فضيلة .. ستون سنة مرت .. وربما ستمر ستون أخرى .. وستون بعدها .. لم ولن نملّ ، وسنجعلهم يملون ويلعنون الساعة التي جاءوا بها غاصبين .. هم أغراب ، والغريب يبقى غريبا على كفّ عفريت .. نحن في أرضنا ووطننا ونسعى للعودة ومن اجلها نعمل .. طبعا أمامهم حل لمنعنا : أن يبلطوا البحر !!.. وحتى بعد تبليطه سنطلع لهم صائحين مصرين هذه أرضنا فارحلوا .. الآن يركبون شيطان القوة ، لكن صمود الشعب أقوى ..وثق أخي رشيد سنعود وأجعلك تذوق سمك حيفا .. أما هم فراحلون ، ليس أمامهم طريق آخر ..
سلمت يا صديقي
أخوك
طلعت


[/align]

بوران شما 19 / 08 / 2009 30 : 01 AM

رد: ضوء في الداخل تماما
 
الأخ الأستاذ طلعت سقيرق

إن تشاؤمي وإحباطي الشديد هذه الأيام , وهذا مابدا واضحا في تعليقي
في قضية للنقاش : لاتحرقوا الأصابع العشر , ماهو إلا بسبب الواقع
الأليم الذي نعيشه هذه الأيام , والانتهاكات الإسرائيلية السافرة , وكذلك
بسبب الصمت الرهيب المطبق من كل الأمة .
ولكن كل هذا لايمنع من أن فلسطين تعيش في قلبنا وروحنا وعقلنا ولايمكن
أن نتخلى عن حلم العودة , هذا الحلم الذي تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .
نعم سنعود أستاذ طلعت , وسأذوق سمك حيفا , وتذوق أنت والجميع زيتون
وعنب صفد , ونجلس جميعا على شواطئ بحيرة طبرية . لن نتخلى عن هذا
الحلم ولو بعد سنين طويلة .
تقبل كل المودة والاحترام .

طلعت سقيرق 19 / 08 / 2009 12 : 02 AM

رد: ضوء في الداخل تماما
 
[align=justify]
الغالية .أ.بوران شما
تحياتي وتقديري
وعينيك سنذوق برتقال حيفا وسمكها ونمشي في شوارعها وندخل بيوتها ونطل من شبابيكها ، وسنزور كل زاوية في صفد .. هذا اليقين يا غالية علينا ان نزعه بل نبذره في كل حبة تراب حتى يبقى رغم أنف الجميع .. انا معك يا غالية بان التشاؤم قد يصيبنا احيانا جراء تهاوننا وإصرار سيئة الذكر "إسرائيل "على العمل من اجل تهويد كل نفس في فلسطين .. لكن الحق حق ، ولا يضيع حق وراءه مطالب .. فكما انت ، أنا ، وكل واحد منا ، سنبقى في الطريق إلى فلسطين ولن نحيد ، ولن يهمنا كثيرا تهاون السياسيين وتفريطهم ، فهم لن يغيروا مصير شعب .. معا يا غالية إلى فلسطين إن شاء الله ..
سلمت ودمت
اخوك طلعت

[/align]


الساعة الآن 40 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية