![]() |
بيت حانون
[align=justify]
هي مذبحة بكل الأعراف والقوانين والتسميات وما لفّ لفّه من كلمات طنانة رنانة تتحدث عن حقوق الإنسان والبشر .. وتريد ويا للعجب أن تصدر لمنطقتنا الديمقراطية والحرية .. وكأنّ فلسطين ، وأهل فلسطين ، من سكان القمر أو المريخ!!.. وكأنّ إسرائيل الحاقدة المولعة بالدم مغفورة الذنب في كل ما تقوم به .. !!.. يباد البشر في بيت حانون ..الآلة الإسرائيلية الحربية أرادت أن تواجه الجسد العاري بعد أن أعلنت إفلاسها وفشلها وسقوطها المدوّي أمام المقاومة اللبنانية التي استبسلت من خلال امتلاكها لأسلحة لا تصل بأي حال لمستوى السلاح الإسرائيلي .. وكانت الهزيمة الإسرائيلية القشة التي قصمت ظهر البعير .. فما كان من هذه الدولة المسخ إلا أن تتوجه لمن لا يملكون السلاح لتنتقم .. ورأت في أهل فلسطين المحاصرين المهددين بلقمة العيش، ساحة جاهزة للانتقام ، فراحت تقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال .. راحت تتمدد في عدوانها ولا أحد يقول لها " لماذا " ؟؟.. لأنها ببساطة شديدة لا تريد من العالم أن يقول لها أي شيء !!.. فهذا العالم أصبح كالتمساح حين تعتدي" إسرائيل " وبكاءً ندابا حين يصاب جندي إسرائيلي !!.. فالفلسطينيون في بيت حانون وغيرها لا قيمة لهم عند هذا العالم المتحضر !!.. ولبنان التي دمرت وسوّي الكثير من بنيانها بالأرض لا تهم أحدا !!.. والويل والثبور لمن تسول له نفسه ويصمت إذا جرح إصبع جندي "إسرائيلي " !!.. فأمريكا لا ترضى ، وحين لا ترضى يغضب مجلس الأمن ، ومجلس الأمن الذي كان منذ بداياته لأمن الشعوب!!.. يوظف العالم كله للوقوف إلى جانب إصبع الجندي " الإسرائيلي " والتنديد بكل من ساهم في وجود هذا الجرح ..!!.. عالم غريب .. بيت حانون وشهداؤها وجرحاها ، لم تحرك من الضمير العالمي شيئا .. وبيت حانون هذه لم تجعل البشر في كل الأمكنة ينبسون ببنت شفة !! .. وبيت حانون بكل جراحها ودمائها مرّت على الضمائر محاولة تحريكها فإذا بالضمائر مثل القرد الذي يمثل صيغة : لا أسمع ، لا أتكلم ، لا أرى !!.. ألا يدعو مثل هذا العالم للشفقة من خوفه الغريب العجيب من أمريكا التي تطاولت واستطالت استبدادا دون أن تجد أي رادع .. كأن الوحش الأمريكي البغيض قد استطاب هذا الصمت فراح يوزع القتل والخراب والتدمير على كل ناحية في العالم وفق ما يشتهي ويريد وبرغبته هو لا برغبة من تدعي أمريكا أنها تريد أن تخلصهم من الفوضى وما يشبه الفوضى .. وحش بأنياب يدعي أنه يريد أن ينشر الحرية والديمقراطية .. وحش يدعي العدل ويقف إلى جانب المعتدي "الإسرائيلي" دون حدود ويساعده ويسانده بكل شيء !!.. فكيف تستقيم الأمور.. !!.. بيت حانون جرح مفتوح من جراحنا الكثيرة.. جرح يقول لنا بصريح العبارة إن المسخ " الإسرائيلي " لا يمكن أن يكون بين ليلة وضحاها محبّ سلام .. ولا يمكن أن يرضى بين يوم ويوم بإعطاء جزء من الحق لأصحابه .. والأهم عندنا أن يبقى دم الشهداء يقظا فينا حتى لا تذهب الجراح والدماء في بركة النسيان .. [/align] |
الساعة الآن 53 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية