![]() |
في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
هذا الملف مفتوح لكل ما يرتبط بذكرى حرب أكتوبر 1973 الكل مدعو للمشاركة بما يعرفه أو ما يحسه أو مايريد البوح به بشأن الذكرى.
رحم الله أبناء مصر وكل من استشهد من أجل الوطن. حرب أكتوبر 1973 - الجزء الأول http://www.youtube.com/watch?v=RC7ue5QdK48 حرب أكتوبر 1973 - الجزء الثاني http://www.youtube.com/watch?v=vBlDUSgzJLg حرب أكتوبر 1973 - الجزء الثالث http://www.youtube.com/watch?v=XOYlf19K4eo حرب أكتوبر 1973 - الجزء الرابع http://www.youtube.com/watch?v=7ovtPxoXBtI حرب أكتوبر 1973 - الجزء الخامس و الأخير http://www.youtube.com/watch?v=ZePZgaq4B50 |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
ملف جميل و عظيم .. و سوف نثري هذا الملف بإذن الله .
وبدء الحديث بقراءة الفاتحة للزعيم القائد الراحل الشجاع .. صاحب و صانع النصر الحقيقي .. الرئيس محمد أنور السادات .. والذي اغتيل بأيدي آثمة فى نفس يوم ذكرى النصرالعظيم 6 أكتوبر . http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1552.imgcache.jpg |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=justify]
نبارك للشعب المصري الحبيب ومصرنا الحبيبة الغالية ذكرى السادس من أوكتوبر 1973 ونبارك للزملاء في نور الأدب ولكل العرب. من هم أبطال أوكتوبر ، لا شكّ أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية وهذا دأب المثقفين تختلف آرائهم ورؤاهم ولا يختلفون، نناقش ونحاور ويعرض كل منا قناعاته وما عنده بمحبة وأخوة وبشكل راقي ومقبول، للناقش لا لنختلف، لأنه ومهما اختلفت قناعاتنا فجميعنا نعشق كل ذرة تراب في وطننا العربي كنت قد نشرت منذ بضع سنوات وأعدت نشره في نور الأدب ما قامت بإعداده الدكتورة هدى جمال عبد الناصر عن حرب أوكتوبر في الوثائق البريطانية وهي وثائق غاية في الأهمية، ثم وجدت هذه السلسلة عن الدور الروسي في التآمر على مصر مع الصهاينة، وسأعرض هذا وحرب أوكتوبر في الوثائق البريطانية وعن عدد من أبطال حرب أوكتوبر دون أي تدخل شخصي مني هدى أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول سامي المصري selmasry7@yahoo.com الحوار المتمدن - العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 المحور: مواضيع وابحاث سياسية أجهزة الإعلام خاصة الغربية تدعو حرب حزيران / يونيو عام 1967 بحرب الستة أيام تهكما على العسكرية المصرية. بل وكثيرا ما يستخدم الإعلام العربي والمصري نفس التعبير. لكن الواقع يختلف تماما عن ذلك. فلقد بدأت الحرب فعلا يوم 5 حزيران / يونيو عام 1967 ولم تتوقف إلا في المعركة الفاصلة التي حسمت الأمور في معركة أكتوبر عام 1973. فإن هذه الحرب بالمقياس العلمي للحروب استمرت أكثر من ست سنوات، وختمت بنصر حقيقي لمصر. وحتى لا نكون منحازين فعلينا أن نحتكم للتاريخ. معارك شمال أفريقيا أثناء الحرب العالمية الثانية بين إنجلترا وألمانيا بدأت بمعركة خاطفة دمر فيها رومل القوات البريطانية تماما. كانت قوات الحلفاء تتكون من ست فرق مشاة مدعمة بوحدات مدرعة ومدفعية ..الخ، بينما كانت قوات رومل تتكون من ثلاثة فرق. كان تعداد الفرقة الألمانية حوالي نصف تعداد الفرقة البريطانية في الأفراد والعتاد. قبل المعركة كان عدد المدرعات البريطانية 250 دبابة بينما كان عند الألمان 120 دبابة فقط، وانتهت المعركة بفقد بريطانيا لجميع دباباتها بينما بلغت عدد الدبابات الألمانية 150 دبابة بزيادة 30 أخذتهم من العدو. وتتابع تاريخ معارك شمال أفريقيا ليسجل خسارة فادحة مستمرة وتقهقرا في الجانب البريطاني، ونصرا ساحقا للألمان وتقدما بلغ آلاف الأميال حتى وصلوا للعالمين. عندما كسبت إنجلترا الحرب لم تحسب عليها كل المعارك الخاسرة التي بدأت بها، ولا يمكن تسمية أي معركة من المعارك الفرعية بحرب اليومين أو بحرب الثلاثة أيام كما يفعلون معنا. أسرار حرب الست سنوات لم تكشف بعد، ولم تؤرخ بشكل علمي دقيق حتى الآن. معركة أكتوبر لم تأخذ نصيبها مما تستحق فليس من مصلحة أحد أن تظهر كل الحقيقة، لا على المستوى المحلي أو الدولي. هناك بطولات موهومة لا يريد أصحابها أن تكشفها الحقيقة فتظهر خيانتهم. وعلى المستوي الدولي ليس من مصلحة أحد أن تعلن آثار حرب أكتوبر الحقيقية. كل ما قيل عن الحرب قصاصات غير موصولة، تترك القارئ في حيرة من حقيقة ما وراء الأحداث هناك أسئلة كثيرة ليس لها إجابة حقيقية فتظهر قصة الحرب كقمم جبال جليدية غاطسة في المحيط. هناك أحداث كثيرة عاشها العسكريون لا يعرفها أحد ولم يكشف عنها بعد. من أكثر الأمور الغامضة في حرب الست سنوات، وما قبلها وما بعدها هو الدور الروسي. وقد اتفق كتَّاب مصر الأفاضل -في كل ما كتبوا- أن يكون هذا الدور الروسي هو الجزء الغاطس تحت الماء في جبل الجليد. إن الدور الروسي بدأ قبل الحرب بمدة طويلة جدا. بدأ يوم أن أبعد خروشوف عن الحكم عام 1961. كان السبب العاشر لإبعاد خروشوف هو انه قدم مساعدات عسكرية حقيقية لمصر وكانت مؤثرة على إسرائيل بشكل فعال (نشر بجريدة الأهرام الـ 20 سبب التي أعلنها الحزب الشيوعي لإقصاء خروشوف عن الحكم). ولكن العجيب بعد ذلك أن انهالت على مصر مساعدات عسكرية روسية لم تطلبها مصر ولم تحلم بها مثل مصنع صواريخ أرض- أرض، ومصنع كامل لإنتاج الطائرات المقاتلة. إلي جانب طائرات النقل البعيدة المدى التي تحمل المدرعات، وصواريخ سام 2، وسبع طائرات قاذفات ثقيلة تطير على ارتفاعات لا تصل إليها الصواريخ. أعطتنا روسيا الكثير جدا من قطع بحرية وأرضية وجوية بعد إقصاء خروشوف، بدون مناسبة، ودون طلب، ودون وجود سبب واضح. كان الكثير من هذه المساعدات لازم لمصر حتى إذا ما قامت ثورة اليمن فلا تملك مصر أن تعتذر لعدم وجود إمكانيات، خاصة لنقل قواتها المسلحة هذه المسافات البعيدة جدا عن أرض الوطن. أما المساعدات الاستعراضية (والتي كان لها أضرارا بالغة فيما بعد) مثل مصنع الطائرات والصواريخ، وسام 2، فلم تكن إلا وسيلة ضغط لا تترك لمصر أي فرصة للاعتذار عن الدخول في محنة اليمن، خصوصا وأن العطاء كان سابقا على الثورة اليمنية، والتي ظهرت كحادث عرضي لا علاقة له بالكرم الروسي المنقطع النظير. ودخلت مصر حرب اليمن برجاء رقيق لمساندة الرفيق الروسي، مع التنبيه بأن الحرب لن تستغرق أكثر من شهور قليلة قد تصل إلى ثلاثة على الأكثر فالقوات اليمنية الضعيفة جدا لن تصمد أمام القوة العسكرية المصرية ذات الإمكانيات المهولة التي أخذتها من روسيا. ومنذ حرب اليمن كانت روسيا هي المايسترو الذي تسلم الزمام ليحرك الأمور كما يريد ليس فقط من خلال الضغوط العسكرية والدبلوماسية الروسية بل من خلال عملاء مدربين قد أحكم وضعهم في كل مواقع القوة في مصر لتنفيذ مخطط روسي إسرائيلي مشترك. وبعد أن استنزفت وأنهكت القوي العسكرية المصرية في اليمن، في حرب عصابات غير متكافئة وممولة ببذخ علي الطرف الآخر. وبعد أن انقطع تدريب الجيش المصري لمدة خمس سنوات متوالية دفعت روسيا مصر إلى الهاوية لمواجهة إسرائيل في سيناء بجيش مهلهل. وحدثت الكارثة التي دبر الروس كل فصولها بكل إحكام. كانت الكارثة مدبرة ليس فقط من الدبلوماسية الروسية بل من عملاء روسيا الذين زرعتهم في مواقع السيطرة على الساحة السياسية والعسكرية المصرية. كان دور العملاء والإعلام العميل هو إخفاء الدور الروسي الإسرائيلي المشترك عن الشعب ثم تقديم الخدمات للروس في عمل خياني ضد مصر. لقد كان هناك سبب واحد لقتل المشير عبد الحكيم عامر هو أن تموت معه أسرار المؤامرة الروسية ودور العملاء في تدمير مصر. ومن ذلك دور رئيس هيئة أركان حرب الذي دفع الفرقة الرابعة المدرعة لتدميرها بممر متلا، الأمر الذي كان يستوجب محاكمته. كانت الفرقة المدرعة هي القوة الأخيرة لمصر وكانت تعمل غرب القنال لتأمين القوات المنسحبة من سيناء، إلا أن الفريق محمد فوزي رئيس الأركان دفع الفرقة المدرعة يوم 8 حزيران / يونيو، أي بعد صدور قرار الانسحاب من سيناء يوم 7 حزيران / يونيو. دفعت الفرقة المدرعة بدون تدعيم من المشاة (خطأ تكتيكي مريع أو تآمر) لتعبر قناة السويس وحدها ثم تتقدم إلي ممر متلا الضيق لتنال حتفها في ساعات قليلة. وبتدمير الفرقة المدرعة صار الطريق إلى للقاهرة مفتوحاً أمام إسرائيل وصارت مصر كلها عارية من الحماية المسلحة. وبدلا من محاكمته أسرع الفريق فوزي يوم 9 حزيران / يونيو إلي مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بمساندة الروس، وعزل المشير عامر وحدد إقامته هو ووزير الحربية، وعزل كل قيادات الجيش الأمر الذي لم يجد معه عبد الناصر بدا من الاستقالة وإعلانه لتحمل المسئولية بكل شجاعة. وقد كان عبد الناصر معرضا لأن يحاكم أو ينال ما ناله المشير، لولا الحس الوطني المرهف الذي حرك الشعب المصر ي عن بكرة أبيه لرفض الهزيمة المدبرة من الروس وعملائهم، برفض تنحي عبد الناصر. وكما أن الدور الروسي الاستعماري في حرب الست سنوات قد أهمل تماما ومسح من التاريخ المصري في كل ما نشر عن الحرب، فإن دور المقاومة الوطنية البطولي المضاد للاستعمار الروسي قد أسقط تماما، وتم توزيع بعض البطولات للأعمال الظاهرة جدا على الخونة. بدون المقاومة الوطنية ضد الروس لم يكن لمصر مخرجا من الكماشة الروسية الإسرائيلية التي أحكمت قبضتها حول رقبة مصر... لم يكن هناك أي أمل في التحرر منها. لقد قاد هذا الدور العملاق جمال عبد الناصر بنفسه في البداية. وقد اعتمد عبد الناصر في الأول على الفريق عبد المنعم رياض الذي تخلص منه الروس بسرعة، بقذيفة واحدة فقط من المدفعية الإسرائيلية أطلقت عند زيارته للجبهة. لقد أصابته القذيفة الوحيدة الإسرائيلية التي أطلقت ذلك اليوم بالتنسيق الكامل مع الخبراء الروس الذين لم يصب منهم أحد إذ غادروا الموقع في التوقيت المناسب. بعد أن قتل عبد المنعم رياض ظل موقعه في المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الروسي شاغرا داخل القوات المسلحة. فعبثوا بمصر ما شاء لهم العبث تحت إشراف ومساندة العملاء. في أواخر عام 1968 بدأت غارات العمق بعد ضرب جميع دشم الصواريخ المصرية ضربة فجائية بالطائرات الإسرائيلية. المفروض أن هذه الدشم مصممة بحيث لا يمكن تدميرها بالأسلحة التقليدية. وكان لتدمير دشم الصواريخ وقعا رهيبا في القوات المسلحة حيث أجري تحقيق دقيق لمعرفة أسباب تدمير الدشم المصممة في روسيا ومنفذة طبقا لمواصفات غاية في الدقة. وتبين من الدراسة العلمية والمعملية المتخصصة أن تصميم الدشم يحوي عيبا فنيا مقصودا يسمح بتدمير الدشمة إذا ضربت بقنابل الطائرات العادية في مكان محدد من الدشمة وبزاوية معينة. وتبين أن القوات الإسرائيلية كانت على دراية كاملة بهذا العيب المصمم لهذا الغرض!! وبتدمير دشم الصواريخ صارت مصر مفتوحة تماما لعربدة الطائرات الإسرائيلية دون وجود مقاومة. وتوقفت روسيا عن إمدادنا بأي سلاح فعال للصمود ضد غارات العدو بطائرات الفانتوم. وما كان يخفيه الروس من تدابير مخيفة بالتنسيق مع إسرائيل ومع العملاء، يفوق أي قدرة واحتمال. فكان عام 1969 هو عام المفاجئات والمواجع. إسرائيل تغزو جزيرة شدوان.. إسرائيل تعد العدة لغزو الصعيد بالتنسيق مع الروس من وادي الأسيوطي الذي يصل البحر الأحمر بمدينة أسيوط... قتل محافظ البحر الأحمر بدبابات إسرائيلية.. سرقة إسرائيل لرادار البحر الأحمر... الحكم على عشرين ضابط وعسكري بالإعدام رميا بالرصاص كترضية وذبيحة مقبولة من الفريق فوزي لإرضاء الروس بعد سرقة الرادار... حوكم اللواء أحمد إسماعيل عن إهماله وحكم عليه بالطرد من القوات المسلحة بجدارة. كان لا بد من البحث عن بطل ليشغل الموقع الشاغر لعبد المنعم رياض. ووجد عبد الناصر كل مواصفات البطل في عقيد اسمه محمد أحمد صادق فرقاه ترقية استثنائية إلى رتبة عميد وعينه رئيسا لهيئة أركان حرب، وأحال كل من هم أقدم منه بالجيش إلى المعاش ما عدا مراكز القوى الروسية الذين لا يقدر عليهم من أمثال محمد فوزي وزير الحربية. وهنا بدأ العمل الجاد لإزالة آثار العدوان. ففي يوم 4 شباط / فبراير عام 1970 تم تدمير الوحدات البحرية بإيلات، والتي كانت معدة للغزو البحري للصعيد عن طريق جزيرة شدوان ووادي الأسيوطي. غارات العمق مع خطة غزو الصعيد كانت السبب في زيارة اليوم الواحد التي قام بها عبد الناصر لروسيا بعد مؤتمر الرباط. وكانت هناك مقايضة مكشوفة بلا حياء. أبدى الروس فيها الاستعداد لإصدار الأمر لحليفتهم إسرائيل بالتوقف عن غارات العمق، نظير أن تعطي مصر لروسيا أربعة قواعد، منها موقع بالقاهرة ومواقع على حدود مصر الشرقية والجنوبية. القوات الروسية لن تتواجد على الجبهة فهي متروكة للمصريين ليموتوا عليها. كان لنا الخيار بين أمرين كلاهما مر، فإما أن تستمر إسرائيل في خطتها لغزو الصعيد من أسيوط لأسوان والاستمرار في غارات العمق مع عدم وجود ما يمكن أن ندافع به عن مصر، أو أن تدخل روسيا بقوات متكاملة من المشاة والمدرعات والطيران والصواريخ بحجة الدفاع عن مصر. والواقع أنها قوات احتلال... لم يكن الأمر يحتمل مناقشة فلم يكن لنا الخيار الحقيقي. وافق عبد الناصر على دخول روسيا بعد أن طلب منهم أن يعطونا صواريخ للدفاع عن الجبهة وكانت روسيا قد منعت عنا تماما الصواريخ حتى تتمكن إسرائيل من ذبحنا. وافقت روسيا على أن تمدنا بالصواريخ، على أنها لا تضمن إمكان دخول هذه الصواريخ إلى المواقع بالجبهة، فإسرائيل هي التي تحكم الموقف. المهلة التي منحت لمصر 64 يوما فقط لتبنى مصر القواعد الروسية وتجهزها بالدشم وكل المتطلبات للطائرات والصواريخ. وقد تم كل شيء في الموعد إذ كنا على أحر من الجمر لوقف غارات العمق والتي كثفت جدا خلال الـ 64 يوم. الغارات الإسرائيلية لم تسمح ببناء قاعدة صواريخ مصرية واحدة بالجبهة بينما لم تعترض أي طائرة إسرائيلية العمل بالقواعد الروسية التي تم تنفيذها في الموعد كصورة من التعاون الكامل بين روسيا وإسرائيل. كانت روسيا تمد إسرائيل بكل الفنيين في جميع المجالات تحت اسم المهاجرين الروس. بمجرد وصول الوحدات العسكرية الروسية إلى مصر توقفت غارات العمق حتى قبل أن تستقر في قواعدها. عند استقرار الصواريخ الروسية على قواعدها بمطار غرب القاهرة كان أول عمل لها هو إسقاط طائرتين مصريتين!! وصرح المسئول الروسي أن الطائرتين قد اخترقتا المجال الجوي الروسي فوق القاهرة!! إسرائيل هي التي أدخلت قوات الاحتلال الروسية إلي قلب مصر بغارات العمق. وروسيا هي التي أدخلت إسرائيل لسيناء بحرب اليمن!! فكان كل منهنا يساند الآخر في ابتزاز مصر. روسيا هي أول دولة اعترفت بإسرائيل. نظام الحكم في إسرائيل اشتراكي أقرب إلى الشيوعية. بل هناك أيضا نظام الكميونات. وفي لحظة شجاعة عندما بلغ اليأس إلى الذروة ليلتقي بقشة من الرجاء وقف عبد الناصر موجها خطابا للرئيس نيكسون من الإذاعة. الرئيس نيكسون ذلك السياسي المحنك كان يرقب كل شئ عن كسب، فالموقف ليس في مصلحة أمريكا بأي شكل. إسرائيل الحليف الأمريكي المزعوم تفتح الطريق لروسيا الشيوعية للدخول بقوات إلي أخطر موقع استراتيجي على الأرض. مصر هي مدخل إفريقيا القارة السوداء ذات الثروات. عبد الناصر أثبت قدراته القيادية النادرة والمؤثرة ليس فقط على أفريقيا بل على دول العالم الثالث كله. انتهاك روسيا لمصر يشكل كارثة للمصالح الأمريكية، خاصة أن اللوبي الصهيوني داخل أمريكا الذي يبغضه نيكسون يشجع الموقف المعادي للمصالح الأمريكية. لكل ذلك لاقي نداء عبد الناصر الذكي جدا وفي الوقت المناسب كل الترحيب من نيكسون، ونتج عن كل ذلك مبادرة روجرز. مبادرة روجرز حققت أمرين في غاية الأهمية كان من المستحيل تحقيقهما بأي حال في ظل الاستعمار الروسي الإسرائيلي: أولا: حققت المبادرة إيقاف إطلاق النار بعد ما يقرب من ثلاثة سنوات من الحرب الشرسة التي بلغت إلي درجات من الوحشية لم يعرفها الإنسان من قبل. بلغ حجم القصف الجوي 1100 طن من القنابل في يوم واحد فوق ميل مربع. وقد وصل هذا العنف إلي أقصى مداه بعد تمركز الروس في قواعدهم داخل مصر. معنى ذلك إن روسيا لم تكن لتترك مصر إلا جثة هامدة. ثانيا: كانت نصوص مبادرة روجرز ظالمة جدا ومجحفة بحقوق مصر لأبعد الحدود ظاهريا. كان ذلك ضروريا حتى يمكن لإسرائيل أن تقبلها. وفعلا قبلتها بعد أن هاجم عبد الناصر المبادرة وأعلن رفضه لها مرات. لكن في اللحظة الأخيرة قبل عبد الناصر المبادرة وتم وقف إطلاق النار في نفس الليلة. كان بالمبادرة اتفاقاً سرياً بين نيكسون وعبد الناصر لم يشعر به أحد إلا بعد وقف إطلاق النار. من أهم ما تحقق بالاتفاق مع نيكسون هو دخول قواعد الصواريخ الروسية إلى جبهة القتال، هذه الصواريخ التي كانت أهم دعامة لمعركة أكتوبر عام 1973. كانت روسيا قد أعطت لمصر هذه الصواريخ كجزء من الصفقة التي بها احتلت مصر بوحداتها المسلحة. وكانت واثقة من أن إسرائيل لن تمكن مصر من دخول الصواريخ إلى الجبهة. ولكن من خلال مبادرة روجرز سمح نيكسون للصواريخ الروسية أن تدخل للجبهة خلسة. ولم تعد خطة نيكسون- عبد الناصر بخافية فكان لا بد للروس مع إسرائيل بالقيام بعمل حاسم، وفعلا قاموا بالعمل. قتل جمال عبد الناصر بنفس السم الذي قتل به المشير. أخرج روجرز من منصبه بعد أن أفشلت إسرائيل باقي مهمته وحل مكانه هنري كسنجر. بدأت فضيحة وتر جيت. أما على الصعيد المصري فحضر إلي مصر كل من بريجينيف وبدجورني وكوسيجن ليبكوا ويدفنوا من قتلوه. إن حضور الثلاثة معا مع إقامتهم في القاهرة لمدة أسبوع كامل يوضح عدة أمور: 1- أهمية مصر القصوى للاستعمار الروسي. فمصر مطلوبة مدمرة وميتة كأهم موقع استراتيجي وكبوابة لأفريقيا. 2- خطورة الوضع، فلقد كاد أن يفلت منهم الزمام بالتدخل الأمريكي (نيكسون) بمبادرة روجرز. 3- ضرورة إقامة نظام عميل محكم فوق مصر يضمن استمرار الوجود الروسي إلى الأبد مع اعتبار الدروس المستفادة من مبادرة عبد الناصر- نيكسون –روجرز ولإقامة النظام الجديد بقيت القيادات السوفيتية الثلاث معا بالقاهرة لمدة أسبوع كامل. كان السادات بالنسبة للروس لا يمكن الاعتماد عليه وحده. فلا بد من عمل هيئة لقيادة مصر من مجموعة حتى يراقب كل واحد الآخر إذا لزم الأمر وذلك لضمان سلامة واستمرارية الوجود السوفيتي. أقيموا على قمة العمل السياسي والعسكري في مصر كعنصر فعال للأمن السوفيتي المسلط فوق رقبة مصر وحريتها. كان الله لك يا مصر، فقد أعاد المستعمر إحكام قبضته عليها بقوة أكثر بعد أن كادت تفلت من براثنه. في ضمير مصر كان القدر يخبئ لها رجلا مهذبا طيب القلب، متدينا باعتدال دون تعصب، هادئ الطبع وديعا، متوقدا حماسا وحبا صادقا لمصر. هذا الرجل هو "الفريق محمد أحمد صادق" الرجل الذي اكتشفه عبد الناصر ووضعه في موقع المسئولية العسكرية، فرحل عبد الناصر مطمئنا بعد أن سلم الأمانة لمن هو مؤتمن ومن هو قادر على تكملة الرسالة. تحية للبطل "الفريق محمد أحمد صادق" في ذكرى أكتوبر التكملة بالفصل الثاني ملاحظة: منذ فترة وأنا ابحث ولم أجد الفصل الثاني سأكمل البحث عنه بإذن الله [/align] |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/40.gif');border:4px double indigo;"][cell="filter:;"][align=justify]
ثورة يوليو في الوثائق البريطانية د . هدى جمال عبد الناصر فيما يلي نص الورقة تعتبر الوثائق البريطانية مصدرا مهما وثريا للدراسات في تاريخ مصر وخاصة منذ الاحتلال البريطاني عام 1882، حيث تدخلت بريطانيا في جميع الشئون الداخلية المصرية، فحوت تلك الوثائق ادق تفاصيل مختلف اوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخاصة، في مصر، واستمر ذلك حتى توقيع اتفاقية الجلاء في 18 اكتوبر 1954، وتصفية القاعدة البريطانية في منطقة القناة، والقضاء على النفوذ البريطاني برمته بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956. وعندما قامت الثورة في 23 يوليو 1952، كانت السيطرة البريطانية محكمة على البلاد، بالرغم من تركز القوات العسكرية البريطانية في منطقة القناة، ولذلك توافرت في دار الوثائق البريطانية كميات هائلة من الوثائق الخاصة بمصر في ذلك الوقت. وقيمة هذه الوثائق في انها تتصف بالتنوع والشمول، فلم تقتصر على المراسلات بين السفارة البريطانية في القاهرة ووزارة الخارجية في لندن، وانما تحتوي ايضا تسجيلا للمناقشات حول مصر في مجلس الوزراء البريطاني والمذكرات التي عرضت عليه في هذا الشأن، وكذلك المذكرات الصادرة من رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومساعديه ورؤساء الادارات المختلفة بالخارجية البريطانية، كما تشمل ايضا جميع التقارير الواردة من الوزارات الاخرى المتعلقة بصنع السياسة البريطانية تجاه مصر، وكذلك محاضر مناقشات مجلسي العموم واللوردات كما وردت في مضابطهما في نفس الموضوع.يضاف الى ما سبق ايضا المراسلات بين قادة القوات العسكرية البريطانية في مصر ووزارتي الحرب والخارجية البريطانيتين. كما تضم الوثائق البريطانية كل ما يتصل بمصر في اي بلد في العالم وفي المنظمات الدولية، مثل الامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي ومما يزيد في اهمية تلك الوثائق للباحثين أن بعضها كان يكتبه الخبراء البريطانيون الذين كانوا يعملون في مختلف وزارات الحكومة المصرية بمرتبات منها، وظلوا في مواقعهم حتى بعد عقد معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، التي تحول بمقتضاها المندوب السامي البريطاني الى سفير له اقدمية على باقي السفراء في مصر محتفظا بنفس نفوذه السابق، وظل رئيس البوليس المصري بريطاني يتلقى تعليمات مباشرة من لندن. ولكن، من جانب اخر، ينبغي توخي الحذر في استخدام الوثائق البريطانية كمصدر للمعلومات التي تبني عليها الدراسات الاكاديمية، فهي تعكس بالدرجة الاولى رؤية محرريها وآرائهم، وبالتالي فأن المعلومات الواردة فيها لا يجب أن تؤخذ كشيء مسلم به، بل ينبغي على الباحث أن يعمل على تقييم هذه المعلومات وتأكيدها من مصادر اخرى حتى يصل الى الحقيقة. الا انه تجدر الاشارة الى أن قيمة الوثائق تزيد كمصدر للبحث اذا كانت متعلقة بالاهداف السياسية البريطانية بالنسبة لقضية معينة، وتقديرها للموقف الذي على اساسه يتم صنع القرار، فهي هنا تصبح مصدرا من الدرجة الاولى بالنسبة للباحث. ولقد كانت بريطانيا طرفا في صراع مع مصر امتد منذ الاحتلال البريطاني في الربع الاخير من القرن التاسع عشر، واشتد مع تصاعد الحركة الوطنية المصرية بعد الحرب العالمية الاولى، التي قادت الى ثورة 1919 وما نتج عنها من استقلال اسمي لمصر في عام 1922، ولكن ذلك لم يمنع من استمرار هذا الصراع حول تمكين الحكم الدستوري وتحقيق الجلاء. وبعد قيام ثورة يوليو 1952 اصبح هذا الصراع اشد ضراوة ووصل الى مؤامرة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. ولقد جعل هذا الصراع المستمر بين مصر وبريطانيا الوثائق البريطانية ذات قيمة كبيرة للباحث، حيث يجد بها تفسيرا لكثير مما يتعلق بالطرف الثاني من الصراع، من حيث المعلومات التي لديه عن الموقف الذي يدور حوله الصراع وتحليله لها، والتحالفات والتحركات والوسائل التي يستخدمها لتحقيق اهدافه سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او اعلامية ودعائية. ولكن ينبغي الاشارة هنا الى أنه ليست كل الوثائق تفتح لاطلاع الباحثين بعد ثلاثين عاما، وانما هناك وثائق تعدم، واخرى تظل مغلقة الى الابد، وبعضها يفتح بعد اربعين عاما او خمسين عاما او خمسة وسبعين عاما، او مئة عام، كما حدث مثلا بالنسبة لوثائق عدوان حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967. وفي معالجة هذه الورقة لثورة 23 يوليو 1952 في الوثائق البريطانية تقسم الى الاقسام الاتية: اولا: مقدمات ثورة يوليو في الوثائق البريطانية. ثانيا: الرؤية البريطانية لاحداث الثورة. ثالثا: الصراع بين الثورة والاحتلال البريطاني. رابعا: الثورة كمصدر تهديد للنفوذ البريطاني والمصالح الغربية. *** اولا: مقدمات ثورة 23 يوليو في الوثائق البريطانية تعتبر الوثائق البريطانية مصدرا غزيرا للمعلومات المتعلقة بمقدمات ثورة 23 يوليو، فقد فتحت كثيرا من هذه الوثائق لاطلاع الباحثين بعد ثلاثين عاما من تاريخها، كما فتحت كذلك باقي الوثائق التي كانت مغلقة لمدة خمسين عاما، ولم يتبق سوى ستة ملفات فقط مغلقة حتى عام 2011، الاول بعنوان مصر، والثاني عن العائلة المالكة والقصر، واربع ملفات بدون عناوين. ونبدا اولا بتحديد ما الذي نقصده بمقدمات ثورة 23 يوليو؟ نستطيع أن نقول أن الشعور الثوري في الجيش بدأ في عام 1942 عندما اقتحمت الدبابات البريطانية قصر عابدين وحاصرته، وفرض السفير البريطاني «مايلز لامبسون» على الملك تولي حزب الوفد الحكم برئاسة مصطفى النحاس، وقد اعتبر ضباط الجيش هذا الحدث بمثابة اهانه للشرف العسكري والشعور القومي. وقد توالت بعد ذلك احداث وظروف يمكن اعتبارها المقدمات الاساسية لثورة 23 يوليو نقتصر في هذه الورقة على عرض ابرزها. 1- حرب فلسطين، وما ارتبط بها من قضية الاسلحة الفاسدة التي دفعت ضباط الجيش الى التصميم على العمل للقضاء على الفساد في القاهرة بعد رجوعهم من ميادين القتال. وتوضح الوثائق البريطانية وقائع قضية الاسلحة الفاسدة بالتفصيل من خلال عشرة ملفات كاملة، اربعة ملفات عام 1948، واربع ملفات عام 1949، وملف واحد لكل من عامي 1950 و 1951. وتلقي الوثائق البريطانية بمسئولية صفقات الاسلحة الفاسدة على مجموعة من كبار قيادات الجيش، ومن ابرزهم الفريق حيدر باشا، وزير الحربية، والادميرال احمد ندر، رئيس اركان القوات البحرية واحد افراد الاسرة المالكة. ويتضح من تلك الوثائق أن صفقات الاسلحة الفاسدة لم تتم اثناء حرب فلسطين فقط، بل امتدت حتى منتصف عام 1949. وترصد هذه الملفات مدى الشعور بالغضب الذي كان سائدا في صفوف الجيش بصفة عامة والمشاركين في حرب فلسطين بصفة خاصة، وذلك لشعورهم بأنهم طعنوا من الخلف اثناء حرب فلسطين. وكذلك هناك وصف لحالة التذمر والغضب العارم بين ضباط الجيش في عام 1951، عندما قرر الملك فاروق اعادة الفريق حيدر باشا مرة اخرى ليكون رئيسا لاركان الجيش، بالرغم من تورطه في قضية الاسلحة الفاسدة. فساد الحياة السياسية وانقسام الاحزاب السياسية وتداول السلطة بينها في دائرة مفرغة، تقوم على التدخل غير المشروع من جانب البريطانيين في الحكم، والتلاعب غير الدستوري من جانب القصر في الحياة السياسية. وهنا ترصد الوثائق البريطانية واقع الحياة السياسية في مصر من خلال سلسلة من الملفات تحت اسم «الوضع السياسي في مصر» ويبلغ عدد هذه الملفات 35 ملفا في الفترة من 1949- 1952. وتكشف هذه الملفات عدم الاستقرار السياسي الذي كانت تعاني منه مصر، حيث كانت رغبات السفير البريطاني واهواء الملك هي المحدد الاساسي الذي يتم على اساسه اختيار الوزارة التي تتولى مقاليد الحكم. كما تسجل هذه الوثائق تفاصيل كثيرة عن التغييرات الوزارية المتعاقبة التي كانت تحدث على فترات متقاربة جدا، فبعض الوزارات لم تمكث في الحكم سوى اسبوع واحد، واخر وزارة قبل الثورة استمرت يوما واحدا. وتسجل الوثائق تدني شعبية جميع الاحزاب السياسية، بما فيها الوفد، نظرا لتورط قادة هذه الاحزاب في العديد من قضايا الفساد التي كشفتها الخلافات الشخصية بينهم والانقسامات الحزبية، مثل ما ذكره مكرم عبيد في «الكتاب الاسود» من تجاوزات القيادات الوفدية. ويضاف الى ما سبق تفاصيل الممارسات السياسية التي تؤكد عدم وجود ديمقراطية داخل هذه الاحزاب، وتسابقها في ارضاء الملك والانجليز على حساب المصلحة العامة للشعب، مما ادى الى انفصال هذه الاحزاب عن قواعدها الشعبية. ومن ابرز الامثلة على ذلك ضعف المشاركات السياسية في انتخابات مجلس النواب عام 1950 وبصفة خاصة في المدن الكبرى، حيث لم يتعد المشاركون في التصويت نسبة 20% في مدينة القاهرة. اما ازدياد نسبة المشاركات في الريف، فترجع الى قيام كبار ملاك الارض الزراعية باجبار الفلاحين على الادلاء بأصواتهم. سيطرة الاقطاع ورأس المال على الحكم وتفشي البؤس وانخفاض مستوى المعيشة لعامة الشعب. وتعتبر الوثائق البريطانية احد اهم المصادر لمعرفة الاوضاع الاقتصادية لمصر في فترة ما قبل الثورة، نظرا لتغلغل النفوذ الانجليزي في جميع نواحي الحياة في مصر. فلقد كان هناك رصد مستمر من قبل السفارة البريطانية عن الحالة الاقتصادية في مصر،تدون في تقارير شهرية وضعت في ملفات تحت اسم «الوضع الاقتصادي في مصر». وتكشف هذه التقارير عن مدى سيطرة الاجانب وكبار ملاك الارض الزراعية على الاقتصاد المصري وتمتعهم بثراء فاحش، في الوقت الذي كان يعاني فيه غالبية الشعب المصري من الفقر وتدني مستوى المعيشة. فشل جولات المفاوضات المصرية، البريطانية المتعددة من اجل تحقيق مطلب الجلاء، والانتقال في عام 1951 الى الكفاح المسلح ضد العسكريين البريطانيين في منطقة القناة الذي شارك فيه شباب الضباط المصريين. وتسجل الوثائق البريطانية بالتفصيل جولات المفاوضات المتعددة التي عقدت بين الحكومات المصرية المتعاقبة بريطانيا. ويزيد عدد الملفات التي تتناول هذه المفاوضات على 350 ملفا، وهي تغطي الفترة من 1946 الى 1951. وتشير هذه الوثائق الى قيام الحكومة البريطانية بربط موافقتها على الجلاء عن مصر، بموافقة مصر على الدخول في علاقة تحالف دفاعي معها، يتيح لها ابقاء قوات عسكرية بريطانية في قاعدة قناة السويس بصورة دائمة، تحت ذريعة مواجهة الخطر السوفييتي. وتكشف الوثائق البريطانية النقاب عن وجود خطة بريطانية وضعها الكولونيل «جينينجز براملي» في عام 1951، تهدف الى فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر ووضعها تحت الادارة الدولية، وتدويل قناة السويس. كما اتاحت الوثائق التي فتحت بعد خمسين عاما الاطلاع على التفاصيل الكاملة لخطة الانتشار العسكري للقوات البريطانية في منطقة قناة السويس، والمعروفة باسم rodeo، التي قامت بوضعها رئاسة الدكتور الاركان البريطانية للسيطرة على اجزاء كبيرة من الدلتا وبعض ضواحي القاهرة والاسكندرية، وذلك في حالة حدوث مستجدات خطيرة على الساحة السياسية المصرية من وجهة النظر البريطانية. ومن امثلة ذلك قيام تمرد عسكري في صفوف الجيش يؤدي نجاحه الى شيوع حالة من الفوضى والاضطراب، مما يؤدي الى الحاق الضرر بالمصالح البريطانية في مصر. تطويق قوات الجيش البريطاني لعدد من قوات البوليس في مدينة الاسماعيلية في 25 كانون الثاني / كانون الثاني / كانون الثاني / يناير 1952 وابادتهم، احتجاجا على اعمال الفدائيين في منطقة القناة، ثم ما تبعها في اليوم التالي من اندلاع الحرائق في القاهرة التي استهدفت بالدرجة الاولى ممتلكات الاجانب. وقد تعرضت الوثائق البريطانية بصورة تفصيلية للحدثين، حيث شكلت الحكومة البريطانية لجنة تحقيق للتوصل الى الحقيقة في احداث 26 كانون الثاني / كانون الثاني / كانون الثاني / يناير، وقدمت هذه اللجنة تقريرا مطولا يتكون من 58 صفحة، اصبح متاحا للباحثين عام 2001 فقط. ثانيا: الرؤية البريطانية لاحداث الثورة قبل قيام الثورة بعدة ايام رصدت الوثائق البريطانية الاوضاع الداخلية المتدهورة، فالملك اصبح هو المسيطر على الامور، وساعد ضعف الوزارة على التنبؤ بسقوطها، وهو ما حدث في 22 يوليو 1952، حيث عين نجيب الهلالي رئيسا لها. وقد عكست الوثائق البريطانية في هذه الفترة القلق من تذمر شباب الضباط داخل الجيش، وانخفاض شعبية الملك بينهم بسبب اصراره على تعيين ضباط حاشيته في المراكز المهمة في الجيش، وبرز اسم محمد نجيب الذي رشحه شباب الضباط لمواجهة مرشح الملك، على اساس انه الشخصية التي يتجمع حولها هؤلاء الضباط. ولم تستبعد التقارير البريطانية احتمال قيام تمرد عسكري يؤدي نجاحه الى الفوضى واعمال العنف بواسطة المتطرفين، خاصة مع سوء الاحوال الاقتصادية، مما قد يستوجب تنفيذ الخطة rodeo السابق ذكرها. وفي نفس الوقت حدث اتصال من جانب السفارة البريطانية بالسفارة الامريكية في القاهرة في 21 يوليو، لابلاغهم بتقديراتهم لخطورة الموقف داخل الجيش، الا أن الامريكيين ردوا بأن الامر ليس بهذه الخطورة. وعندما اجرى الملك التغيير الوزاري في 22 يوليو، وتولت حكومة الهلالي التي عين فيها اسماعيل شرين وزيرا للحربية للتعامل مع شباب الضباط، صدرت التقارير من السفارة البريطانية بأن الوضع اصبح مطمئنا. وفي ليلة 23 يوليو فوجيء الجميع بتحرك مجموعة من رجال الجيش واستيلائهم على القاهرة، وتتبعوا تسلسل الحوادث وفوجئوا بطاعة رجال البوليس لاوامر قادة الحركة فور قيامها، ثم توالي تأييدها من جانب قطاعات الجيش المختلفة في سيناء، وكذلك القوات الجوية المصرية التي اظهرت ذلك بالطيران فوق القاهرة والاسكندرية، حيث كان الملك والحكومة يقضيان اشهر الصيف. وقد ارسلت قيادة حركة الجيش صباح الثورة رسالة الى السفارة البريطانية،من خلال احد اعضاء السفارة الامريكية، بأنهم سيقاومون اي تدخل بريطاني ضدهم، وأن تلك الحركة مسألة داخلية تماما هدفها الاساسي هو وضع حد للفساد في البلد. في نفس الوقت سارع كبار رجال النظام، مثل عمرو باشا ومرتضى المراغي، الى الاتصال بالسفارة البريطانية لطلب التدخل العسكري البريطاني لقمع الحركة، على اساس انها مستوحاة من الشيوعيين والاخوان المسلمين، وأن ضباط الحركة من المتطرفين المعادين للرأسمالية. وكذلك ابلغ «كافري» السفير الامريكي في مصر «كريسويل» القائم بأعمال السفارة البريطانية، أن الملك اتصل به تليفونيا عدة مرات منذ الثانية صباح 23 يوليو، مرددا أن التدخل الاجنبي هو وحدة الذي يمكن أن ينقذه اسرته! وعلق «كافري» أن الملك وأن لم يطلب صراحة التدخل العسكري البريطاني، الا أن ذلك كان متضمنا في كلامه. وقد اضاف أن الملك كان في حالة ذعر شديد، وأنه حاول تهدئته وتشجيعه على مواجهة الموقف، على امل أن يستمر في موقعه، ولكن في اطار ملكية دستورية. وقد عكست الوثائق البريطانية الانطباعات البريطانية يومي 23 و 24 يوليو 1952 من مختلف المصادر في مصر، السفارة البريطانية، وقيادة القوات البريطانية في الشرق الاوسط في منطقة القناة، وردود الفعل في الخارجية البريطانية ووزارة الحرب في لندن. وتبلور الموقف البريطاني كما يلي يوم 23 يوليو: 1- تم رفع استعداد القوات البريطانية في منطقة القناة بهدوء، ومنعت الطائرات البريطانية من الطيران فوق الدلتا، لعدم اثارة الشعور المعادي لبريطانيا. 2- الحرص على تجنب اي تحرك استفزازي للقوات المسلحة المصرية من جانب القوات المسلحة البريطانية، طالما لا يوجد اي تهديد لحياة وممتلكات البريطانيين او لامن القوات البريطانية في منطقة القناة. يوم 24 يوليو: 1- وردت تعليمات من وزارة الخارجية البريطانية بارسال «هاميلتون» مساعد الملحق العسكري، لمقابلة محمد نجيب لاخطاره بأن الحكومة البريطانية لا ترغب في التدخل في الشئون الداخلية المصرية، الا انها لن تتردد في التدخل اذا اعتبرت ذلك ضروريا لحماية ارواح البريطانيين، لذلك فقد صدرت تعليمات خاصة الى القوات البريطانية في منطقة القناة لوضعها في حالة الاستعداد، وأن تلك الترتيبات ليست موجهة للقوات المسلحة المصرية، وخاصة أن ما ورد في بيان الثورة من أن الجيش المصري سيكون مسئولا عن حماية ارواح وممتلكات الاجانب قد طمأنهم. 2- تتبعت السفارة البريطانية موقف الملك من خلال السفير الامريكي، الذي اخبرهم بمقابلة الملك بعد ظهر يوم 23 يوليو، وكيف كان يشعر بمرارة ضد بريطانيا لانها لم تتدخل عسكريا، وأنه لم يكن لديه أي بديل الا أن يقبل طلبات قادة حركة الجيش، بما فيها طرد نجيب الهلالي وتعيين علي ماهر كرئيس وزراء. 3- اصدرت وزارة الحربية تعليمات الى قيادة القوات البريطانية في الشرق الاوسط المقيمة في منطقة القناة بالاستعداد لتطبيق خطة odeor، التي ترفع استعداد القوات البريطانية في قاعدة قناة السويس، وذلك بدون اي اثارة للجيش المصري. يوم 25 يوليو: ابلغ السفير الامريكي في القاهرة السفارة البريطانية أن الملك ارسل له يوم 25 يوليو ما بين الساعة 4، 5 صباحا عدة رسائل، يطلب فيها طائرة او مركب امريكية ليهرب بها، خاصة بعد أن اعلن كل الحرس الملكي تأييده لحركة الجيش، وبعد أن وصلته الاخبار بتحرك قوات من الجيش المصري ودبابات في طريق القاهرة، الاسكندرية، وأنها على وصول، وأنه يخشى أن يعرف ضباط الحركة عن اتصاله بالسفارة الامريكية، ولذلك فهو يطلب التدخل البريطاني. وبناء على ما سبق بدأ البحث عن اقرب السفن العسكرية البريطانية للشواطيء المصرية، فوجدت سفينتان احداهما على بعد 10 ساعات والثانية على بعد 6 ساعات، ولكن قائد البحرية البريطانية اوضح انه لا يمكنه استخدام هذه السفن لهذا الغرض الا بعد استشارة رئيس الوزراء البريطاني. يوم 26 يوليو: توالت الرسائل من الملك الى السفير الامريكي، الذي كان يقوم بنقلها الى السفارة البريطانية. ففي الساعة الثامنة صباحا ارسل الملك رسالة من القصر بأن القوات العسكرية المصرية دخلت ارض القصر بالقوة، وحدث ضرب رصاص. وفي الساعة الحادية عشرة والربع ابلغه الملك انه اعطى مهلة حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا للتنازل عن العرش لابنه، وحتى الساعة السادسة بعد الظهر لمغادرة البلاد. وفي الموعد المحدد غادر الملك فاروق ارض مصر على اليخت الملكي «المحروسة» وكان «كافري» في وداعه. وتتضمن الوثائق البريطانية وصفا تفصيليا لاحداث يوم 26 يوليو في القصر كما رواها السفير الامريكي. وبعد تلك الاحداث الفاصلة عبر وزير الخارجية البريطانية عن موقف الحكومة البريطانية من التطورات السريعة التي حدثت في مصر من 23 يوليو الى 26 يوليو، وقد تلخص في عدم التدخل على اساس أن تلك مشكلة داخلية، وقد اضاف معلقا أن الحكومة البريطانية كانت دائما ترى ضرورة تطهير مصر من العناصر الفاسدة في القصر والادارة، حتى يستتب الامر في البلاد. الا انه اظهر قلقه من نشاط الجيش في القاهرة، ومن الشائعات بأن بعض الضباط في الحركة لهم علاقات بالاخوان المسلمين، خوفا من سيطرة عناصر متطرفة على السلطة، ومن هنا فقد كان افضل وضع بالنسبة لهم هو استمرار وزارة علي ماهر. ويلاحظ أن اهم ما ركزت عليه التقارير البريطانية هو رصد رد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش، وذلك من الترحيب والهتافات المؤيدة التي قوبلت بها القوات المسلحة المصرية لدى دخولها الاسكندرية في 25 يوليو، لحراسة القنصليات وتأمين الوضع بالمدينة قبل مغادرة الملك. وفور الاعتراف بنجاح حركة الجيش، بدأت التقارير التي تعيد تقدير الموقف، ويلاحظ منها مدى تعاظم الدور الامريكي في الموقف، وخاصة في حالة لجوء بريطانيا الى استخدام القوات العسكرية ضد النظام الجديد في مصر بتطبيق العملية rodeo. ولقد كان تقدير البريطانيين أن الرأي العام الامريكي لن يؤيد التدخل العسكري البريطاني خارج منطقة القناة، بل سيدينه، وحيث أن هذه هي سنة الانتخابات الامريكية، فمن المتوقع الا تقوم الحكومة الامريكية بتأييد بريطانيا، ولو معنويا، في هذه الحالة، وهذا يعني الانقسام بين بريطانيا والولايات المتحدة حول سياسة الغرب في الشرق الاوسط، مما اعتبره السياسيون البريطانيون كارثة. الا أن الحكومة البريطانية لم تعترف بسرعة بالنظام الجديد في مصر، وظلت ترقب الامور بحذر، الى أن صدر من الحكومة الامريكية تصريحا في 3 سبتمبر، اعطى الانطباع باستعدادها لتأييد نظام 23 يوليو طالما أنه لا يشرك شيوعيين في الحكومة. وهنا بدأ التساؤل في وزارة الخارجية البريطانية، هل يؤيدوا حركة الجيش؟ وكان ذلك بعد أن اقيلت وزارة علي ماهر، ثم صدر قانون الاصلاح الزراعي في 9 سبتمبر، الذي حدد الملكية الزراعية بمئتي فدان للفرد وثلاثمئة للاسرة، وتبعه الاعلان عن توزيع ارض الاصلاح الزراعي على الفلاحين. وقد قررت الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات فورية مع النظام المصري لتحديد مجال وطبعية التعاون بينهما، على أن تكون الطلبات محددة فيما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية والعسكرية، وتكون الاخيرة مقتصرة على المساعدة الفنية، اي تلك المتعلقة بالتدريب، واعتزمت الولايات المتحدة الاعتذار في نفس الوقت عن تقديم السلاح الى مصر، وحثها على أن تتباحث في ذلك مع بريطانيا التي كانت مصدرها الاساسي في هذا الشأن، موضحة صعوبة امداد مصر بالسلاح قبل الوصول الى تسوية سلمية مع اسرائيل. ثالثا: الصراع بين الثورة والاحتلال البريطاني لمصر لقد دخلت الثورة المصرية بعد قيامها بعدة اشهر في مفاوضات مع الحكومة البريطانية تتعلق بالوضع في السودان والجلاء عن مصر، هاتان القضيتان اللتان ظلتا محورا للحركة الوطنية المصرية منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى، وجرت حولهما مفاوضات متعددة وصلت الى طريق مسدود. 1- المفاوضات المصرية البريطانية الخاصة بالسودان: تتضمن الوثائق البريطانية الخاصة بهذا الموضوع تسجيلا تفصيليا لكل ما دار من محادثات بين المسئولين المصريين والبريطانيين حول وضع السودان، الى أن تم توقيع اتفاقية السودان في 1953. كما تتضمن ايضا كل الاتصالات التي تمت بين الجانبين لتنفيذ بنود الاتفاقية بعد توقيعها. وتكشف الوثائق البريطانية عن الدور الذي قامت به بريطانيا في انفصال السودان عن مصر، من خلال تقديم الدعم الى القوى السودانية المنادية بالانفصال، ووضع العراقيل امام جميع الصيغ الوحدوية التي اقترحتها حكومة الثورة او الصادرة عن القوى السودانية المؤمنة بفكرة الوحدة بين شطري وادي النيل. وقد بدأت المفاوضات حول السودان في نهاية عام 1952، وتحديدا بعد قيام ثورة يوليو بخمسة اشهر، وهذه المفاوضات مسجلة في سلسلة من الملفات يبلغ عددها 16 ملفا في عام 1952، وقد تم الكشف عن محتوى هذه الوثائق بصورة كاملة. وقد تم استكمال المفاوضات بين الجانبين في عام 1953، وهذه المفاوضات مسجلة في 25 ملفا. وبالرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن، الا أن جزءا لا يستهان به من هذه الوثائق لايزال مغلقا، وهو الجزء المتعلق بالسياسة البريطانية في السودان اثناء المفاوضات، وموجود في عشرة ملفات. 2- مفاوضات الجلاء عن مصر: بدأت هذه المفاوضات عام 1953 بعد توقيع اتفاقية السودان مباشرة، وتكشف الوثائق البريطانية عن التناقض في اهداف كل من الطرفين المتفاوضين، فقد كان هدف مصر النهائي من هذه المفاوضات هو توقيع اتفاقية تضمن جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس، بينما كانت بريطانيا تهدف الى ضم مصر الى التحالف الغربي المناهض للاتحاد السوفييتي تحت ذريعة الدفاع عن الشرق الاوسط، في محاولة منها للحصول على غطاء شرعي يضمن بقاء القوات البريطانية في منطقة القناة. وتكشف الوثائق البريطانية عن وجود اتصالات اسرائيلية بريطانية من اجل تنسيق المواقف فيما بينهما فيما يتعلق بالمفاوضات مع مصر. فلقد ابدت اسرائيل في هذه الاتصالات قلقها العميق من جلاء القوات البريطانية عن قاعدة قناة السويس، وطالبت بضرورة أن يتم التشاور معها قبل توقيع أن اتفاقية مع مصر، حيث ظهر أن اسرائيل كانت تعتبر الوجود العسكري البريطاني في منطقة القناة بمثابة المنطقة العازلة بينها وبين الجيش المصري. وقد تم الكشف عن جزء من هذه الاتصالات الاسرائيلية، البريطانية، الا أن هناك العديد من الوثائق التي تتناول هذا الموضوع مغلقة لفترة 50 عاما، واغلبها يشمل الضمانات التي قدمتها بريطانيا لاسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقيام بريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية بتقديم مبادرة سلام لانهاء الصراع في المنطق. 3- العدوان الثلاثي 1956: تمثل حرب السويس نقطة فارقة في تاريخ مصر ومنطقة الشرق الاوسط والعالم، حيث انها الغت تعهدات مصر في اتفاقية الجلاء، فيما يتعلق باعادة استخدام القوات البريطانية لقاعدة قناة السويس في حالة وقوع هجوم مسلح من دولة من الخارج على أن بلدا يكون طرفا في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية او تركيا. وفي نفس الوقت تعتبر هذه الحرب بداية النهاية للوجود الاستعماري البريطاني، الفرنسي في المنطقة. كما اكد فشلها دور ثورة يوليو المحوري في قيادة دول المنطقة وتقديم الدعم لحركات التحرر في المنطقة العربية وفي افريقيا، واصبحت مصر نموذجا يحتذى به في العالم الثالث لمقاومة السيطرة الاستعمارية وتحقيق الاستقلال. وتبرز الوثائق البريطانية بالتفصيل قصة حرب السويس من بدايتها الى نهايتها، وتكشف عن وجود مخطط بريطاني، فرنسي، امريكي لتحجيم دور مصر الثورة في المنطقة منذ بداية عام 1955. ولقد كان السبب الرئيسي في وضع ذلك المخحطط هو رفض مصر الانضمام الى سياسة الاحلاف، التي حاولت الدول الثلاث اقامتها في المنطقة لمواجهة الاتحاد السوفييتي. وتشير الوثائق بوضوح الى أن قرار جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس لم يكن السبب الرئيسي لشن العدوان الثلاثي على مصر، وانما كان الغطاء الذي احتمت به الدول الثلاث ليوفر لها شرعية شن الحرب. فقد تم الكشف عن وثائق بريطانية يرجع تاريخها الى عام 1951 تؤكد حق مصر المطلق في تأميم شركة قناة السويس، لأن ذلك حق سيادي لمصر يتوافق مع ما جاء في اتفاقية القسطنطينية 1888 الخاصة بقناة السويس. وتكشف الوثائق تفاصيل التخطيط بين الدول الثلاث المعتدية الذي لم يتم، كما اصبح معروفا، عن طريق الوسائل الدبلوماسية المعتادة، وانما تم عن طريق اعلى مراكز صنع القرار في الدول الثلاث، اي رؤساء الوزارة، حيث لم يكن سفراء الدول الثلاث في الخارج على علم بهذه الخطط. وكذلك اختفاء الوثيقة الرئيسية التي تم التوقيع عليها في فرنسا بين رؤساء الحكومات الثلاث بشأن العدوان على مصر، لأن رئيس وزراء اسرائيل اصر على الاحتفاظ بها في تل ابيب، خشية أن تتركه فرنسا وبريطانيا وحده في مواجهة مصر، كما اعلن عند نشر اسرائيل هذه الوثيقة. ولقد تناولت الوثائق البريطانية ايضا حالة العزلة التي وجدت الحكومة البريطانية نفسها فيها داخليا وخارجيا اثناء حرب السويس، فقد عارض غالبية الشعب البريطاني هذه الحملة العسكرية، في الوقت الذي نجحت فيه مصر في حشد تأييد الرأي العام العالمي لموقفها، كما اتضح ايضا وجود مصلحة لبعض القوى الاقليمية، بجانب اسرائيل، في القضاء على الثورة المصرية، فقد كان نورى السعيد، رئيس وزراء العراق، احد ابرز مؤيدي الهجوم العسكري على مصر، املا في ايجاد نظام بديل فيها يؤيد سياسته في اقامة تحالفات مع الدول الاستعمارية. وترصد وثائق وزارة الدفاع البريطانية بصورة تفصيلية احداث العدوان العسكري على مصر، بدءا من الهجوم الاسرائيلي على سيناء في التاسع والعشرين من اكتوبر، وعدم قدرة اسرائيل على تحقيق اي نصر عسكري حاسم حتى يوم 31 اكتوبر، وهو يوم صدور القرار المصري بالانسحاب من سيناء، ثم الهجوم على المطارات والقواعد الجوية املا في اخراج السلاح الجوي المصري من المعركة في الاوقات الاولى من الحرب، ثم عملية الانزال البري التي قامت بها القوات الفرنسية والبريطانية في بورسعيد، والمقاومة الباسلة التي قام بها الجيش والشعب المصري في مواجهة القوات المعتدية. رابعا: الثورة المصرية كمصدر تهديد للنفوذ البريطاني والمصالح الغربية خرجت مصر بانتصار سياسي في 1956 بعد فشل العدوان الثلاثي عليها، وهنا بدأت مخططات جديدة بهدف تحقيق ما عجز السلاح عن فرضه، فأصبحت منطقة الشرق الاوسط محور صراع سياسي ضار بين الغرب وقوى التحرر العربية. وهنا تظهر قيمة الوثائق البريطانية فهي تكشف تلك المخططات وتسجل تفاصيل ذلك الصراع، وبصفة خاصة خلال معركة الاحلاف العسكرية، وبعد تحقيق الوحدة المصرية السورية، وخلال مرحلة المد التحرري العربي الذي ساندته مصر بكل قواها في اليمن والخليج العربي وجنوب شبه الجزيرة العربية. وقد وصل الامر في منتصف الستينيات الى التآمر لتوجيه ضربة عسكرية من اجل القضاء على نظام عبد الناصر تماما، ولما لم يتم ذلك، عندما رفض الشعب العربي الهزيمة بعد ضربة حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967، استمر العداء بين مصر والغرب الذي القى بثقله بجانب اسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وذلك حتى رحيل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970. وسوف نتوقف هنا عند نقاط اساسية في هذه المرحلة لنستعرض ما تعكسه الوثائق البريطانية بصددها: الوحدة المصرية السورية 1958، 1961، حركات التحرر العربي والافريقي، عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967. 1- الوحدة المصرية السورية 1958- 1960: بالرغم من استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا منذ العدوان الثلاثي في 1956، الا أن الوثائق البريطانية تحتوي على معلومات دقيقة توضح اهتمام بريطانيا والغرب عموما بتتبع عملية الوحدة، كما تشكف، وهو الاهم، مدى خطورة الوحدة المصرية السورية ليس فقط على المصالح البريطانية والغربية في منطقة الشرق الاوسط، بل ايضا على مصالح الكتلة الشرقية التي وقفت من الوحدة منذ البداية موقفا معاديا. واخطر ما في الوثائق البريطانية المتعلقة بالوحدة المصرية السورية التفاصيل التي ذكرت عن مخططات الدول الغربية لمنع انضمام اي من الدول العربية الاخرى الى دولة الوحدة، ومختلف الوسائل التي استخدمت من اجل تحقيق هذا الهدف، فلقد قدم الغرب الدعم المالي والعسكري للدول المجاورة لمصر وسوريا، بالاضافة الى تغذية شكوك جميع دول المنطقة حول الدولة العربية الوليدة، فلقد كانت بريطانيا هي المحرك الرئيسي لاثارة مخاوف كل من العراق ولبنان والاردن من احتمال تعرضهم لهجون عسكري من جانب الجمهورية العربية المتحدة. وتكشف الوثائق البريطانية اسرار حملة الدعاية المضادة لدولة الوحدة التي لم يكن لها اساس من الصحة، وانما كانت تهدف الى تشويه صورة الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها امام الجماهير العربية. ومما يثير مزيد من الشكوك حول الدور المشبوه الذي قام به الغرب لاحباط تجربة الوحدة بين مصر وسوريا وابعاد الدول العربية الاخرى عنها، هو وجود 50 ملفا مغلقا من هذه الوثائق لمدة خمسين عاما، استثناء من قاعدة فتح الوثائق السياسية بعد ثلاثين عاما، بالاضافة الى وجود 4 ملفات مغلقة لمدة قرن من الزمان! ومما يدل على مدى الانزعاج الذي سببته الوحدة المصرية السورية للقوى الاستعمارية هو أن معظم الوثائق البريطانية المتعلقة بها محفوظة تحت اسم «ازمة الشرق الاوسط». وبالطبع لقد حظى انفصال سوريا عن مصر وانتهاء تجرب الوحدة الاولى في التاريخ الحديث في 28 سبتمبر 1961 بمساحة كبيرة من الوثائق البريطانية، فلقد كان هناك رصد دقيق لكل جوانب الوضع الداخلي في كل من مصر وسوريا، كما قامت بريطانيا بتبني مطالب بعض الفئات السورية التي اضيرت من القوانين الاشتراكية، وفي النهاية تشير هذه الوثائق الى أن انفصال سوريا عن مصر يمثل ضربة شديدة للفكر الثوري في المنطقة، والتي كانت ثورة يوليو في طليعته. 2- حركات التحرر العربي والافريقي: احدثت ثورة يوليو انقلابا في خريطة المنطقة العربية والقارة الافريقية، من خلال قيامها بمساعدة حركات التحرر ضد الاستعمار، مما اثار حفيظة الدول الاستعمارية الغربية ودعاها للتكتل لضرب الثورة المصرية وتحجيم نفوذها المتزايد، سواء في الوطن العربي او افريقيا او في حركة عدم الانحياز. وتقدم الوثائق البريطانية رصدا دقيقا للمساعدات التي قدمتها مصر لحركات التحرر في المنطقة العربية وافريقيا والعالم الثالث، ويبرز دور مصر في مساعدة تونس والمغرب لنيل استقلالهما في منتصف الخمسينيات، ثم الدور المصري الحاسم في مساندة الثورة الجزائرية، والذي كان احد اسباب تآمر فرنسا ضد مصر في عدوان 1956، حيث كانت مصر تمد الثورة الجزائرية بالسلاح والاموال، اضافة الى الدعم الاعلامي، واستضافة المناضلين الجزائريين في القاهرة. وتحتل مساندة مصر للثورة اليمنية مساحة كبيرة من الوثائق البريطانية المتعلقة بمصر في بداية الستينيات، نظرا لاهمية موقع اليمن الاستراتيجي في جنوب البحر الاحمر وقربه من منابع النفط في الخليج العربي، اضافة الى حجم الدعم الذي قدمته مصر، حيث انها كانت المرة الاولى التي تخرج فيها قوات مصرية بهذا الحجم لمساعدة دولة عربية. وتذكر الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها أن المساعدات الضخمة التي قدمتها مصر للثورة اليمنية تجاوزت الخطوط الحمراء للقوى الاستعمارية، لانها كانت بمثابة تهديد مباشر وصريح لاهم مصالح القوى الغربية في المنطقة، والتي تتمثل في النفط والتحكم في الممرات المائية. وقد حفزهم ذلك الى محاولة استنزاف قدرات مصر الاقتصادية والعسكرية في اليمن، من خلال اطالة زمن الحرب. وقد لعبت الحملات الدعائية البريطانية دورا كبيرا في تأجيج نار الخلافات العربية، العربية من خلال تشويش صورة مصر، وابرازها بمظهر الساعي للهيمنة على المنطقة العربية باسرها، وقلب انظمة الحكم فيها بما يتوافق مع سياساتها هي. ولم يتم الكشف بعد عن جزء كبير من وثائق حرب اليمن، خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة البريطانية تجاه اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية، او التي تتعلق بالمساعدات العسكرية التي قدمتها المخابرات البريطانية بالتعاون مع جهات اخرى للقوى الرافضة للدور المصري في جنوب شبه الجزيرة العربية. كما تذكر الوثائق البريطانية أن مساعدة مصر لحركات التحرر في القارة الافريقية والعالم الثالث ادى الى تنامي علاقات مصر الخارجية بصورة كبيرة، مما وفر لها دعما سياسية هائلا في معظم قضاياها. كما أن هذا الدور، تحديدا، مكنها من اجهاض معظم المحاولات الاسرائيلية المتكررة لمد نفوذها في دول القارة الافريقية لتطويق الدول العربية من جهة الجنوب. وتقدم الوثائق البريطانية استعراضا شاملا لعلاقات مصر الخارجية مع القارة الافريقية ودول العالم الثالث في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. كما تسجل الوثائق تفاصيل المفاوضات المصرية البريطانية المتعلقة بعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1959، خاصة ما يتعلق بمطالب مصر افتتاح بعض القنصليات لها في افريقيا ومنطقة الخليج العربي، وكيف أن الخلاف في هذه النقطة قد عرقل استئناف العلاقات بين البلدين لمدة تقترب من العامين، الى أن تم التوصل في نهاية عام 1960 الى اتفاق يسمح لمصر باقامة قنصليات لها في كل من نيروبي ودار السلام وفري تاون والكويت. كما ابرزت الوثائق زيارات جمال عبد الناصر للدول الافريقية، والاستقبالات الشعبية الحافلة التي حظى بها خلالها، ومن ابرز الامثلة على ذلك هو زياراته لكل من السودان عام 1960، وغينيا وغانا عام 1965. 3- عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967: بالرغم من انقضاء ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما على حرب حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967، الا أنه لم يتم الكشف عن كثير من الوثائق البريطانية المتعلقة بها، لأن غالبيتها مصنف تحت بند سري للغاية ويتطلب 50 عاما للكشف عنه. ان الوثائق المتاحة للاطلاع هي فقط المتعلقة بمقدمات هذا العدوان، بالاضافة الى سرد يومي لتفاصيل العمليات العسكرية خلال ايام الحرب، ثم بعض المحادثات السياسية التي جرت بعد انتهاء العمليات العسكرية، خاصة بين الدول الكبرى، واسفرت عن قرار مجلس الامن رقم 242. وبالرغم من أن وثائق عام 1967 لم يتم الكشف عن الجزء الاكبر منها، الا أن هناك بعض الوثائق التي يرجع تاريخها الى نهاية عقد الخمسينيات، تلقي مزيدا من الضوء على الهدف الاساسي الذي سعت اليه وعملت من اجله القوى الاستعمارية، وهو القضاء على الثورة المصرية. ومن اخطر تلك الوثائق المذكرة التي قدمها «جوليان امري» مساعد وزير الدفاع البريطاني، عام 1958 الى رئيس الوزراء الذي صدق عليها، ثم تم الرجوع اليها مرة اخرى في عام 1966 اثناء المحادثات الامريكية البريطانية عن الشرق الاوسط في ذلك الوقت. وهذه المذكرة تتضمن مجموعة من الخيارات للتعامل مع نظام جمال عبد الناصر، وانتهت الى أن السبيل الوحيد لضمان المصالح البريطانية والغربية في منطقة الشرق الاوسط هو التخلص من جمال عبد الناصر من خلال استخدام الوسائل العسكرية. وتمثل هذه المذكرة الاساس الذي ارتكزت عليه السياسة البريطانية تجاه مصر خلال العشر سنوات التالية. وقد سجلت الوثائق البريطانية بالتفصيل الموقف السياسي في مصر في اعقاب عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو، وخاصة قرار جمال عبد الناصر بالتنحي عن الحكم، ورد الفعل الهائل من قبل الجماهير العربية برفض الاستقالة ومطالبته بالعودة مرة اخرى من اجل ازالة اثار العدوان. كما رصدت تقارير السفارة البريطانية في الخرطوم الاستقبال منقطع النظير من قبل الجماهير السودانية للرئيس عبد الناصر عند زيارته للمدينة لحضور مؤتمر القمة العربي الذي عقد في اغسطس عام 1967، اي بعد شهرين فقط من العدوان. وترصد الوثائق الجهود التي بذلتها مصر لازالة اثار هذا العدوان، من خلال اعادة بناء الجيش المصري، حيث يذكر احد تقارير السفارة البريطانية في حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1968 أن الجيش المصري اصبح اكثر قوة وتنظيما مما كان عليه قبل عدوان حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967. كما اولت هذه الوثائق اهمية كبرى لحرب الاستنزاف، ليس فقط من خلال متابعة العمليات العسكرية المتبادلة بين الجانبين، وانما من خلال دراسة اثر هذه الحرب الاقتصادية والنفسية على كل من مصر واسرائيل، وموقف الدول العربية منها. وقد تابعت الوثائق البريطانية الموقف الاقتصادي في مصر من خلال تقارير نصف شهرية، واكدت هذه التقارير صمود الشعب المصري خلف قيادته السياسية بالرغم من الصعوبات الاقتصادية الجمة التي يواجهها. كما أنها رصدت التضحيات الغالية التي بذلها الشعب في سبيل الاعداد لمعركة التحرير. واخيرا، تم فتح بعض وثائق عامي 1970 و 1971 للاطلاع، وهي التي تتناول الموقف في منطقة الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي بصفة عامة، الا انها ركزت بصفة خاصة على الاحداث المأسوية التي شهدها الاردن والتي تعرف باسم «احداث ايلول الاسود» تعبيرا عن المصادمات الدموية التي حدثت بين الفصائل الفلسطينية والجيش الاردني. وترصد الوثائق البريطانية هذه المأساة منذ بدايتها، لان بريطانيا لم تكن بعيدة عن مسار الاحداث، فقد كان اعتقال السلطات البريطانية للفدائية الفلسطينية ليلى خالد اثر محاولتها اختطاف طائرة اسرائيلية هو الدافع لمجموعة فدائية فلسطينية لاختطاف ثلاث طائرات والهبوط بها في قاعدة جوية اردنية وتفجيرها بعد اطلاق سراح جميع ركابها [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
بطولات من وحي حرب أكتوبر 73.. حرب العاشر من رمضان ..السادس من أكتوبر 73 .. معجزة.. غيرت المفاهيم الاستراتيجية العسكرية في العالم أجمع .. بعد أن حطم الجندي المصري أسطورة إسرائيل وحصنها الحصين خط بارليف .. الخط الدفاعي الذي لا يقهر .. تلك الأسطورة التي حطمتها صيحة "الله أكبر" انطلقت من حناجر مائة ألف جندي مصري بقلوب مفعمة بالإيمان.. صيحة جبارة لم تعرفها الاستراتيجيات العسكرية العالمية.. ولم تبصرها جنود العدو إلا بعد أن شاهدوا الحق أمام أعينهم وعرفوا أنهم هالكون لا محالة أمام تلك القوة الإيمانية الجبارة .. في هذا اليوم سُطِّرَت بطولاتٌ لم يشهد لها التاريخ الحديث في ذاك الزمان لها مثيلا .. فآن لنا أن نخرج بطولات رجال أفذاذ .. شهداء .. شجعان .. علنا بذلك نبني جيلا يرى فيمن سبقوه قدوة .. فنعيد بذلك تسطير التاريخ القادم ببطولات تفوق بطولات رجال أكتوبر قوة وجرأة .. وعزة ومنعة .. وعندي أمل في ذلك .. فمن رحمة الله بخلقه أنه ثبت لهم في الأرض سننًا لا تتغير ولا تتبدل .. بهذه السنن تستقيم حياة الناس وعليها يعتمد الخلق في حركاتهم وسكناتهم .. فالأحداث السابقة دائما ما تتكرر .. وعليها نأخذ العبرة فيما سبق .. والقدوة ممن سبق .. أبطال من وحي حرب أكتوبر73 .. هم رجال صدقوا الله فصدقهم الله .. فكانت لبطولاتهم الفردية كامل الأثر في تغير مسارات الحرب بأنفسهم وأرواحهم.. لا اعتماد القوة على جدر وحصون محصنة هي في النهاية أسيرة لعقول واهية .. وقلوب خاوية من ذكر الله .. ومجرد حصر ذكر بطولات من هم خير أجناد الأرض يعد إجحافا لأبطال آخرين لا نستطيع أن نحصيهم عددا .. أبطال استشهدوا ودفنت بطولاتهم مع جثامينهم قبل أن ترى النورَ قصتُهم .. ولكن قد يقرأ طفل صغير ما سطره الجندي المصري فيرى في نفسه الأمل والقدرة في تغيير ما قد حل علينا من خلل.. وما نعيش فيه من زلل..وما دب فينا من وهن .. نبدأ بسم الله بقصة البطل الشهيد .. "إبــراهيــم الرفـــاعـــي" المجموعة 39 قتال (أسطـــورة العمليــــات الخــاصـــــة) http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1556.imgcache.jpg بينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن .. فمن هو المقاتل إبراهيم الرفاعي ؟؟ ولد البطل إبراهيم الرفاعي في محافظة الدقهلية في السابع والعشرين من يونيه 1931 ، وقد ورث عن جده ( الأميرالاى ) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فدائاً للوطن ، كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه . التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954 ، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة ، وكان ضمن أول فرقة صاعقة مصرية في منطقة ( أبو عجيلة ) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير . تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد . ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل / إبراهيم الرفاعي ، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو ، وقد كان لدى البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق اكتساب الخبرات وتنمية إمكاناته فالتحق بفرقة بمدرسة المظلات ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات . وجاءت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافا ، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذى قام به خلال المعارك ، حتى أن التقارير التى أعقبت الحرب ذكرت أنه " ضابط مقاتل من الطراز الأول ، جرىء وشجاع ويعتمد عليه ، يميل إلى التشبث برأيه ، محارب ينتظره مستقبل باهر ". خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال البطولية التى قام بها في الميدان اليمنى . مجمـــوعـــة 39 قتــــال.. بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء ، كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن ، ولقد وقع الإختيار على البطل / إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة ، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة للتعاون معه . كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عن ( الشيخ زويد ) ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين ، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذى يبذله في قيادة المجموعة . ومع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها البطل وصار الانضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء ، فصار اختيار اسم لهذه المجموعة أمر ضرورى ، وبالفعل أُطلق على المجموعة سم " المجموعة 39 قتال " ، واختار الشهيد البطل / إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذى اتخذه الشهيد / أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 . كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 ، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات ، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًا كالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو . لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر، إنما عودته دائما ما كانت المفاجأة ، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلىء بإستغاثات العدو وصرخات جنوده . فهو الذي قام و مجموعته صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت أوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط . ومع حلول آب / أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم ، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب ، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة هو القتال ، كان على يقين بأن المعركة قادمة وعليه إعداد رجاله في انتظار المعركة المرتقبة . وصدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر ، انطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة . وتتوالــى عمليـــــات المجمــــوعـــة النـــاجحـــــة ... ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي ( شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل . في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار ) لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ( الإسماعيلية / القاهرة ) . وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة ( نفيشه ) في صباح اليوم التالى ، ثم جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، احتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر ( المحسمة ) إلى قرية ( نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة . وما وصلت مدرعات العدو حتى انهالت عليها قذائف الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات . وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن.. بعض العمليات البطولية الخاصة لمجموعة 39 قتال .. بقيادة الشهيد إبراهيــم الرفــاعــي كما أوضحنا سالفا أن إبراهيم الرفاعي هو قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر 1973 وقائد المجموعة 39 الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية.. قام بتنفيذ 72 عملية انتحارية خلف خطوط العدو ما بين حرب 67 والاستنزاف و 73 ..وخلالهما قام بتدمير معبر الجيش الاسرائيلي على القناة الدفرسوار و حصل على 12 وساما تقديريا لشجاعته و استشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم.. وللأسف لم يتم جمع العمليات الخاصة الباسلة كلها لمجموعة 39 قتال حتي اليوم نظرا لانتساب جميع أفرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حمايه هوياتهم لم يتم نشر موسع لعملياتهم .. ولكن بعض ما نشر .. أن المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في أسر أول أسير إسرائيلي في عام 1968 عندما قامت أثناء تنفيذ أحد عملياتها بأسر الملازم الإسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.. وكانوا أول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم 6 .. وفي 22 مارس 69 قام أحد أفراد المجموعه القناص مجند أحمد نوار برصد هليوكوبتر عسكريه تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص رأس أحدهم وماكان إلا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء .. كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر إتفاقيه روجز لوقف إطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعه 39 قتال إلى منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحريه خلف خطوط العدو ويقال أن أفرادها هم أول من ألف نشيد الفدائيين المعروف: وان مت يا امه ما تبكيش راح أموت علشان بلدي تعيش افرحى يا امه وزفينى وفى يوم النصر افتكريني وان طالت يا امه السنين خلى اخواتى الصغيرين يكونوا زى فدائيين يا امه استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39 قتال) صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم إسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه أرضية تمهيدا للتحرير وأطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد بمجموعه الأشباح.. http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1558.imgcache.jpg فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان ..من رأس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاث في اليوم بايقاع أذهل مراقبي الاستخبارات الإسرائيليه لسرعتهم وعدم افتقادهم للقوة أو العزيمة رغم ضغوط العمليات.. هاجموا محطه بترول بلاعيم صباح السادس من أكتوبر لتكون أول طلقة مصريه في عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من أكتوبر ثم رأس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من اكتوبر.. وتوالت هجماتهم على شرم الشيخ ثالث مره في التاسع من اكتوبر ثم مطار الطور الاسرائيلي في العاشر من اكتوبر والذي أدى إلى قتل كل الطيارين الإسرائيليين في المطار.. ثم يعود ليدك مطار الطور في 14 أكتوبر ثم أبار بترول الطور في 15 و16 اكتوبر(كانت للهجمات علي أبار البترول أثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائرات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه. قصة الثغرة واستشهاد إبراهيم الرفاعي كما يرويها أحد أبطال مجموعته.. ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد العميد أركان حرب / إبراهيم الرفاعي فيقول: كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخرى إلى الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان في التاسع عشر من اكتوبر وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .. رحم الله البطل إبراهيم الرفاعي.. ( منقول ) |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=justify]
وينقل الدكتور يحيى الشاعر أسماء أبطال مجموعة 39 قتال .. وبالنسبة للمجموعة 39 قتال فاليكم تعريف باسماء اعضائها من الابطال (وارجوا الا اكون قد سهوت عن ذكر احد من اعضائها ) أبرز أعضاء المجموعة :- عميد اركان حرب / ابراهيم الرفاعى السيد الرفاعى عقيد طبيب اركان حرب/ محمد عالى نصر رائد صاعقة / احمد رجائى عطية نقيب بحرى / اسلام توفيق نقيب صاعقة /محى نوح نقيب مظلى / حنفى ابراهيم نقيب بحرى / يوسف محمود نقيب مظلى / محى ابراهيم ملازم اول صاعقة / وئام سالم ملازم اول صاعقة / محسن طة ملازم اول بحرى / وسام عباس حافظ ملازم اول مظلى / محمد الجبالى ملازم اول بحرى / محمد البكرى رائد مظلى / عصام الدالى (شهيد عملية نسف وتفجير سقالة الكرنتينة ) رائد صاعقة / حسن العجيزى نقيب بحرى / ماجد ناشد ملازم اول بحرى / السيد محمود فرج (شهيد العملية انتقام 4 قصف تل السلام وتفجير الغام ) ملازم اول بحرى / مجدى مجاهد (شهيد عملية نسف صواريخ للعدو بمنطقة بور توفيق وشرق الاسماعلية ) ملازم اول صاعقة / رفعت الزعفرانى ملازم اول بحرى / اشرف هندى ملازم اول صاعقة / مجدى عبد الحميد ( شهيد العملية عصام 8 تيمنا وتقديرا لروح الشهيد الرائد مظلى عصام الدالى ) ملازم صاعقة / خليل جمعة ملازم مظلى / محمد فرج العزب ( شهيد العملية ردع 8) للوحدة مجموعات قيادة وسيطرة وتوجيهة نيران وادارة اعمال قتال واستطلاع ودعم مخابراتى :- ** عميد اركان حرب مصطفى كمال المسئول رئيس قسم البحوث بالمخابرات الحربية والمسؤول الاول للمجموعة عن الذخيرة والمتفجرات والالغام والصواريخ وهمزة الوصل بين الوحدة والمصانع الحربية لتلبية احتياجات الوحدة من الذخائى وانواع الاسلحة وخبير الشفرات فى المجموعة وكان يشرف بنفسة على اعداد الاسلحة واختيار انسب الاسلحة والمتفجرات فى كل عملية.. ** مقدم بحرى خليفة جودت قيادة بحرية واستطلاع بحرى للوحدة وامداد المجموعة بالتسجيلات والصور المتعلقة بالاهداف البحرية.. ** مقدم اركان حرب يسرى قنديل مخابرات حربية( فرع استطلاع) امداد الوحدة بالوثائق والصور والمعلومات عن الاهداف البحرية والحربية الاسرائيلية للمجموعة.. ** رائد احمد عبد الله (مخابرات حربية فرع عمليات) المسؤل عن اماكن التدريب واختيارها للوحدة والايواء واختيار العناصر التى يتم الحاقها من اسلحة القوات المسلحة لتلتحق بالمجموعة.. ** رائد بحرى محمود رضا قائد لواء الوحدات الخاصة بالقوات البحرية والمسؤل الثانى بعد الرائد احمد عبد الله لتوفير انسب الرجال من الضفادع البشرية للوحدة 39.. ** رائد فاروق ابو العز مخابرات حربية (تنسيق) تنسيق بين ادارة المصانع الحربية وادارة استطلاع العمليات والتنسيق بين المدفعية والقوات الجوية للوحدة 39 [/align] |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=justify]
"عبـد العـاطــي" .. "المصـري".. "القـرش".. أشهر صائدي دبابات فى العالم ومن أشهر أبطال أكتوبر محمد عبد العاطى عطية و لقبه "صائد الدبابات" و لد فى قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية .. إشتهر باصطياده لأكثر من 30 دبابة و مدرعة إسرائيلية فى أكتوبر 1973 و أصبح نموذجا تفتخر به مصر و تحدثت كل الصحف العالمية عن بطولاته حتى بعد وفاته 9 ديسمبر عام 2001.يقول عبد العاطى فى مذكراته .. إلتحقت بالجيش 1972 و إنتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر و لقواتنا المسلحة كرامتها و كنت رقيبا أول السرية و كانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات. [/align]أضاف أنه إنتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم و كتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة و كانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة و تمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير. يقول عبد العاطى : سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة و كنت أول صفوف هذه القوات و بعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب و لم يكن أمامنا سوى النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فعلا و بعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا حاولت الهرب فلم تنجح و أصيب الإسرائيليون بالجنون و الذهول و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها و دمرتها بمن فيها و فى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية. عبد العاطى لم يكن وحده صائد للدبابات بل هناك العشرات و من ضمنهم محمد المصرى و الذى تمكن من إصطياد 27 دبابة مستخدما فى ذلك 30 صاروخ فقط من ضمنها دبابة عساف ياجورى الذى طلب أن يراه فبعد أن تم أسره قال عساف أنه يريد كوب ماء ليروى عطشه و الثانى مشاهدة الشاب الذى ضرب دبابته و أخذ عساف ينظر إليه بإعجاب. أما البطل الثالث و الذى إرتبط إسمه بتدمير دبابة ياجورى و المشاركات فى أسره قبل أن يجهز على 13 دبابة إسرائيلية و يدمرها بمفرده .. هو الرائد عادل القرش ، كان يندفع بدبابته فى إتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتى أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو.كان الشهيد قائد السرية 235 دبابات بالفرقة الثانية فى قطاع الجيش الثانى الميدانى فى إتجاه الفردان و يرتبط إسمه بتدمير دبابة العقيد عساف و فى نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصرى و أخلى عددا كبيرا من جرحانا.بعد أن شارك فى صد هجوم إسرائيلى صباح 8 أكتوبر و أدى مهامه بكفاءة عالية ، عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه فى إتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الإسرائيلى و تمكن البطل من تدميرها كاملة.عاش القرش 25 عاما فى الإسكندرية و تخرج فى الكلية الحربية دفعة يوليو 1969 و شارك فى حرب الإستنزاف. |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
" أسطــورة الشهيــد عمــرو طلبــة "
[align=justify] الاسم الحقيقي : عمرو طلبه الرمز الكودي : 1001 الاسم المستعار : موشي زكى رافئ تاريخ بدء العملية تقريبا : 1969 تاريخ استشهاد البطل : 1973 "ولقد حملناه عائدين دون أن نذرف دمعة واحدة فقد نال شرفا لم نحظ به بعد" [/align]هذه العبارة جاءت علي لسان ضابط المخابرات المصري ماهر عبدالحميد رحمه الله في ختام ملحمة بطولية رائعة كان بطلها الحقيقي الشهيد البطل عمرو طلبة الذي ربما لا يعرفه الكثيرون منا.. إنها إحدى العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى. وقد مر الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وإجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية. وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على أحد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما يزعمون"!!. وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية ارض الميعاد، ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات، ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف أسمى وأغلى من الوجود وما فيه " كرامه مصر ".. وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد أقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر.. ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على أحد أطبائها ولأنه لبق تظاهر بأنه خدوم للغايه فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه أنه أقام معه .. ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك كسكرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى، ومن خلال عمله وعن طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى وتتعدد اللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الأمر أمام صاحبه المكتبه فتثور وتطرده .. وفى أحد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد أن أبلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به.. وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية.. وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية.. ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والأهميه إلى القياده المصريه.. ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا.. وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدأ عمرو في إرسال معلومات شديدة الأهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الاسرائيليه.. وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر.. ومعها ومع انهيار التحصينات الإسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدأ الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد.. وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز إرسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده ويأتى صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط أخبرهم بأنه فى القنطره شرق سيناء ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد الذي فضل الشهادة في ساحة المعركة مفضلا ايقاع أكبر الخسائر للعدو.. وفارقت روح عمرو طلبة الطاهرة جسده المسجي علي رمل سيناء بمنطقة القنطرة فيالأيام الأولي لحرب أكتوبر73.. ولأن الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من أجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من أجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وأرسل منها أخر البرقيات قبل وفاته.. توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات.. وسطر لنا أسطورة في الفداء بالروح أغلي مايملك من أجل تراب الوطن.. لقد قال ذات يوم: " وهبت روحي وحياتي كلها مقابل تحرير تراب وطني" .. لقد صدق الله فصدقه الله.... إنها قصة من البطولات المصرية التي نعيدها لمن فاته شرف المعرفة في أيام أكتوبر المجيد.. تحية لروح الشهيد البطل عمرو طلبة... ( منى - منقول ) |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=justify] --------------الرقيب/ محمد حسين محمود سعد أول شهيــد مصــري في حـــرب أكتوبـــر أول شهيد مصري فى حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب ( محمد حسين محمود سعد ) ولد عام 1946م ودرس فى معهد قويسنا الدينى وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية .. انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة على حرب اكتوبر .. وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء.. وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته 6 اكتوبر 1973 م كان أول شهيد فى أعظم معارك الشرف والفداء.. الرقيب/ محمد حسين محمود سعد أول شهيــد مصــري في حـــرب أكتوبـــر أول شهيد مصري فى حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب ( محمد حسين محمود سعد ) ولد عام 1946م ودرس فى معهد قويسنا الدينى وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية .. انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة على حرب اكتوبر .. وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء.. وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته 6 اكتوبر 1973 م كان أول شهيد فى أعظم معارك الشرف والفداء.. [/align] |
رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[align=justify] العميد حسن أبو سعدة .. أحد أسود سيناء.. فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى.. [/align]onancy )يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ... وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل .... لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب... لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدوـ مذكرات الجمسى.. (منقول عن منى - m |
الساعة الآن 46 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية