![]() |
تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
لاأعرف لماذا تغار النساء و ماهو السبيل للتخلص من غيرتهن لكنني تعلمت أن أسمي غيرة ذلك الإحساس العجيب المركب الذي ليس لي في تكونه ذنب لكنه مع ذلك يجعل الآخرين لا يستلطفونني أو يكيدون لي ويحقدون علي دون أن آخذ منهم شيئا.
من المؤكد أن أستاذ اللغة العربية كان شخصا مستلبا ولم أكن أنا السبب الذي يجعله يمنع زملائي من فترة الإستراحة ليكمل تحليله لمواضيعي الإنشائية التي منعتهم قبل ذلك من الخروج مع رنات الجرس لأن وقت الحصة لم يكن يكفيني وهو كان لايحب أن تتبعثر أفكاري أو تضيع بسبب ضجيجهم وفوضاهم؛ كان عليهم أن ينتظروا إنتهائي وكان مسموحا لأستاذ الحصة الموالية أن يدخن سيجارة أو يكتب رسالة غرامية لزميلته الجديدة و ويرميها حين يباغت بدخولنا. لم أسرق خطيبي من غيري ولم تكن له مغامرات عاطفية قبل أن يعرفني لكن حكاية خطوبتي أتعبت ألسنة النساء وأتعبتني النظرات اللوامة القاسية في الحي و في مدرجات الجامعة؛ لم يكن ذنبي أن يقرر ابن جيراننا الهجرة في نفس الأسبوع ويقتل أمل رفيقتي سعاد في الإنتباه لها، لم أطلب من عشرة زملاء ذكور أن يدمنوا الغياب ولم أشجعهم على قلة إلتزامهم و تعذيب قلوب الحلوات اللواتي كانت تخفق مع قهقهتم ومشيتهم وأسئلتهم. تزوجت وكنت سعيدة لأن زوجي يتيم الأم ولأن زوجة أبيه لا تهتم لأمره كثيرا لكنها بعد زواجنا صارت تهتم بكل تفاصيلنا؛ صارت تحب الألوان التي أحبها وتستعمل العطور التي أستعملها وتغير أثاث بيتها حسب الفصول كما أفعل ومع ذلك ظل والد زوجي يرتاح لزيارتنا كثيرا ويزورنا بكثافة؛ إشترى منزلا شاطئيا لنقضي فيه إجازتنا بعد أن علم أنني أحب البحر و بنى لنا طابقا خاصا في بيته بالمزرعة لأن الطبيعة وأصوات العصافير كانت تريح أعصابي. لزوجي ثلاث إخوة أكبر منه تزوجوا قبله كان لأكبرهم أبناء ذكور فقط وكان ذلك مفخرة لزوجته لكن مولد ابنتي جعلها تغير نظرتها للأمور، كثر إلحاحها على زوجها لتنجب مجددا وتسببت لنفسها في مشاكل لاتعد دون جدوى فأبنائها وزوجها لازالوا يتفائلون برؤية ابنتي ويعتبرونها هدية السماء للعائلة وهي انتهت باستسلامها لأرها ق التغيرات الهرمونية لسن اليأس. قيل لي أن صداقة رائعة جمعت زوجتي الأخوين الآخرين لكنهما اكتشفتا بعد تعرفهما علي أنهما نزلتا بمستوى بعضهما إلى الأسفل فتحولت الصداقة إلى مجموعة صراعات زادت من نفور والد زوجي من بيوتهن ومن كرههن له. أخبرني المدير صباح أمس أنه لن يجدد عقد السكرتيرة لأنه اكتشف أنها هي من عبثت ببريدي ومن كان يتلصص عليه وأنها لم تبعث لي باقة ورد كما طلب حين أصبت بالإنفلونزا ولم تفد إقتراحاتي عليه في منحها فرصة أخرى وماشابه ذلك في شيء. حمدت الله أن المدير غير متزوج وأن لادخل لي في حياته الأسرية فجاءت زيارة أخته مفاجئة لي مساء أمس؛كانت امرأة تتجاوز الستين ،لازالت أطلال جمالها قائمة، أخبرتني بأن بقائي في عملي سيجعل أخاها يموت شيخا عازبا وأنها لم تجد له امرأة تشبهني لتقنعه بالارتباط بها. رفضت زائرتي أن تشرب شايا أو قهوة إنصرفت على عجل كرسول أتى ببرقية . وجه الصباح يكاد يظهر ومازلت أفكر في موضوع الإستقالــة؛السهر يكون هالات سوداء تحت العيون تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال! Nassira |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
ما باليد حيلة يا أختي العزيزة ..
تلك هي سنة الله في الأرض .. قد نستطيع تغيير سيكولوجيا ما أو طبع ما لكننا نقف عاجزين أمام الغيرة .. ما رأيك أنه بمثابة الملح في الطعام في بعض الأوقات ؟ خاصة حين يتعلق الأمر بالعلاقة الزوجية بشرط ألا تزداد كمية الملح هذه فيصير الطعام / الحياة ملحا أجاجا . الذنب ليس ذنبك أن يغار منك كل هؤلاء .. ولكن أيضا لا يجب أن نلومهم . نص مرح و في منتهى الروعة .. دمت بهذه الروح المرحة أختي نصيرة . |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
خاصة حين يتعلق الأمر بالعلاقة الزوجية بشرط ألا تزداد كمية الملح هذه فيصير الطعام / الحياة ملحا أجاجا .:sm275:
كل مازاد عن حده أضر تبقى الكثير من السلبيات تحيط بالعلاقات الإنسانية فتنهكها وتحطمها أحيانا. أسعدني استمتاعك بالنص أستاذ رشيد تحياتي |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
[align=center]
نص جميل و سرد رائع لمشكل الغيرة و ما ينتج عنها من خلافات تهدم العلاقات الانسانية، فالغيرة طباع و الطبع يغلب التطبع اذ لا يمكن تغيير من زرعت بداخله شكرا لاختيارك مثل هذه المواضيع و تقديمها في قالب سخري مودتي [/align] |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
بعض النساء أستاذة نصيرة يتصورن أن الغيرة دليل الحب أحياناً وأنا أرى العكس فالغيرة لو كانت بين زوجين دليل على عدم الثقة بالنفس وبالزوج فتحول حياتهما جحيماً لأشياء وهمية لا وجود لها وتصبح حالة مرضية تحتاج للبحث في أسبابها نص رائع بكل المعايير حقاً استمتعت به كثيراً دمت بخير |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
العزيزة ناجية صحيح الغيرة موجودة لكن إذا لم يكن من يعانون منها يدركون ذلك حبذا لو نساعدهم ولا نزيد غيرتهم تأججا وننمي حقدهم أو كيدهم ...
أسعدني مرورك وسرني استمتاعك بالنص. تحياتي لك |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
وآه من الحالات المرضية أستاذة ناهد إنها تحول حياة الناس إلى جحيم دون أن تدرك ذلك تماما...
أتفق معك فيما أوردت و يسرني استمتاعك بما كتبت. دمت و سلمت ولك مني أجمل التحيات |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
الأستاذة القديرة نصيرة تختوخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تمتعت كثيراً بقراءة النص .. وأعجبني كثيراً السرد القصصي المتتابع التفصيلي للعلاقات الإنسانية وطبائع النفس البشرية . العنوان زاد النص جمالاً و بهاءً .. تحياتي و تقديري لفكرك المبدع و قلمك الرشيق . د. ناصر شافعي |
رد: تبًّا لغيرة النساء ولسيكولوجيا الرجال!
شهادة أعتز بها د.ناصر, سرني أن تستمتع بما كتبت وتترك بصمتك هنا.
لك مني أجمل تحية ودمت بكل الخير |
الساعة الآن 27 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية