![]() |
الحكاية الرابعة عشر من زامبيا:الأسد ومستشاروه
إلى القارة السمراء سوف نعود , نرحل إلى وسط جنوبها و نطل على زامبيا التي سكنها الإنسان و الحيوان منذ أقدم العصور .
من زامبيا سنقرأ حكاية أبطالها: أسد و غراب و ذئب و ابن آوى و حيوان مسالم سنتعرف عليه فتمسكوا بالبساط و هيا بنا نكتشف: الحكاية الرابعة عشر: الأسد و مستشاروه يحكى أنه عاش قديما أسد له ثلاث مستشارين: غراب و ذئب و ابن آوى. كان الأسد يحكم ويطارد فرائسه وهم مقابل مشورتهم يتقاضون أجرهم بضع غنائم مما يجود به عليه ملكهم الأسد . كانوا راضين بما يحصلون عليه و ظلوا مخلصين للأسد سعداء بمهامهم. حدث في يوم من الأيام أن وصل جمل إلى المنطقة التي يعيش بها الأسد و مستشاروه فتعجب الجميع في شكله و أوصافه . لم يكن أحد منهم قد رأى حيوانا كالجمل من قبل ولا عرف خواصه. تقدم إليه الأسد حذرا و سأله: "من تكون أيها الغريب؟وماالذي أتى بك إلى هنا؟" رد الجمل: "أنا جمل و أبحث عن الحماية." راق الجواب الأسد و شعر بنشوة و فخر فقال:'ابق معنا أنت ضيفي و ستتمتع هنا بالأمن و الحماية". هكذا قرر الجمل البقاء و صار ينعم بالتجوال في براري مليئة بالأعشاب و مياه أنهار متدفقة و حماية أسد مهاب. لكن الذي إستجد أن الأسد عاد يوما مصابا جريحا بسبب مواجهة مع فيل جبار فكان عليه أن يتعافى قبل أن يعود لمطاردة الغزلان و الفرائس التي تعود الإتيان بها و اقتسامها مع مستشاريه. ارتبك مستشاروه وبدأ الجوع ينال منهم و هم لا مهارة ولا قدرة لهم على الصيد خاصة أنهم تعودوا على الكسل و الغنائم الجاهزة. "ماالذي علينا عمله؟" كانت بداية تساؤلهم . و افتراس الجمل الحل المناسب الذي وصلوا إليه. قال ابن آوى:'الأسد لن يقبل أبدا فهو يعتبر الجمل ضيفا و صديقا في حمايته". رد عليه الغراب:'لا تحمل هَمَّ هذا فأنا سأقنعه ". طار الغراب مباشرة إلى الأسد و بدأ مخاطبته:'أيها الملك العظيم إننا قلقون بشأنك". تطلع إليه الأسد وواصل الغراب:'نخشى عليك يا مولانا و أنت لا تأكل إلا قليلا أن تصاب بالوهن و الضعف". رد الأسد:'لكن لا قدرة لي على مطاردة الحيوانات في الوقت الراهن و علي أن أتعافى أولا". قال الغراب:'و لِمَ المطاردة والوجبة جاهزة أمامك'. كان الأسد سريع البديهة و رد :'أنت تفكر بصديقي الجمل أيها الوغد!". و غاضبا أضاف:'أتريدني أن أنقض عهدي ووعدي له وكلمة شرفي'. لكن الغراب حاول تهدئة الأسد و قال:' لن تنقض كلمتك ولا وعدك مولاي إن هو طالبك بنفسه بان تفترسه'. 'هذا وضع مختلف!" تمتم الأسد و طار الغراب. التحق الغراب مجددا بابن آوى و الذئب و اتفقوا على خطة لنيل ما يصبون إليه. توجهوا نحو الجمل و سألوه إن كان ممكنا أن يرافقهم لزيارة ملكهم المريض. طبعا لم يكن لدى الجمل اعتراض و سار الأربعة حتى وصلوا عرين حاميهم. استهل الغراب الحديث و قال:' لقد قلت يا مولاي أن الجوع سيضعفك و أن الوهن سيصيبك إن لم تأكل. نحن خدمك و نفديك بأرواحنا وحياتنا و هاأنذا أهب جسدي لك و أقول كلني سيدي و جمع قوتك". قا طعه ابن آوى حتى قبل أن يتم حديثه و قال:' لا يا مولاي لحم الغراب لن يكفيك فكم من اللحم يختفي تحت الريش الكثيف لأكن أنا وجبتك". قبل أن ينتهي ابن آوى من حديثه أجهش الذئب بالبكاء و قال:'أيها الملك العظيم لحم ابن آوى ليس صحيا, نقيا قد يضر بك ربما كلني أنا". لكن الغراب و ابن آوى شرعا في الاحتجاج و المعارضة بحجة أن لحم الذئب ليس جيدا . فكر الجمل الذي ظل ساكتا منصتا طوال الوقت وقال في نفسه إنها فرصتي لإظهار ولائي للأسد و اعترافي بجميله و أكيد أنه سيقدر هذا ون يسيء إلي . فتدخل قائلا:'أيها الهمام الشهم إن لم يناسبك لا لحم الغراب و لا لحم ابن آوى ولا لحم الذئب فهاأنذا لك لحمي'. حينها صرخ المستشارون الثلاثة :أجل أيها الملك ليكن وجبتك" وانقضوا على الجمل ثلاثتهم و مزقوه إربا. النهاية |
الساعة الآن 26 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية