منتديات نور الأدب - الحكاية الواحدة والعشرون من جورجيا:مَـنْ مِنَ الثلاثة؟

الحكاية الواحدة والعشرون من جورجيا:مَـنْ مِنَ الثلاثة؟
إلى جورجيا سنطير ببساط نور الأدب لنحط في عاصمتها الجميلة تبيليسي ونستمع إلى حكاية ابنة التاجر و قصة الراغبين في الزواج منها.
من من الثلاثة؟
يحكى أنه قديما عاش في تبيليسي تاجر له فتاة تميزت بجمالها الأخاذ ورجاحة عقلها فقرر أن لايزوجها إلا من شخص متميز عن غيره.
إنتشر هذا الخبر وتداوله الناس من بلد لبلد وهكذا سمع رجل في أورزوروم بشروط التاجر و قرر أن يتقدم لخطبة ابنته وهو يعلم أنه الوحيد الذي إذا استلقى على ظهره ووضع يده أمام عينيه سيرى كل مايجري في العالم.
من بخارى قرر رجل آخر التقدم لخطبة الفتاة وهو يعلم أنه الوحيد الذي إن صوب سهمه لايخطئ هدفه أبدا.
غير بعيد جدا عن الإثنين فكر رجل ثالث في طلب ابنة التاجر وهو متأكد بأنه الوحيد الذي يملك كرسيا خشبيا إن جلس عليه يسافر ليحط حيث يشاء ولاتعجزه المسافات.
توجه الثلاثة إلى تبيليسي ليتواجدوا بها في آن واحد ويقابلوا والد الفتاة الحسناء لطلب يدها.
عرفوا بأنفسهم وبقدراتهم الخارقة فرد الأب:'أنتم فعلا مرشحون متميزون علي أن أفكر جيدا في من منكم الأنسب لابنتي؛ سأفكر جيدا وأرد عليكم غدا".
لكنه عاد غدا متحسرا ،متأسفا قائلا بأن إبنته اختفت ليلة أمس وأضاف راجيا:'ربما هو الوقت المناسب لامتحان قدراتكم، إبذلوا من فضلكم أقصى جهودكم وأعيدوا لي ابنتي".
إستلقى الرجل الذي أتى من أورزوروم على ظهره ووضع يده أمام عينيه فقال:'أجل إنني أراها، في البحر الأسود جزيرة بها قلعة يسكنه ساحر شرير إختطف الفتاة وهي الآن أسيرة لديه".
قال الرجل الآتي من أفغانستان:'سأذهب إليها بكرسيي الخشبي سأكون هناك خلال لحظات".
قال له الرجل الآتي من بخارى:'إنتظر سأذهب معك لإنقاذ الحسناء!".
جلس الإثنان على الكرسي متزاحمين لكنهما كانا في القلعة في رمشة عين أمسك الرجل الآتي من بخارى قوسه وصوب سهمه فأصاب الساحر إصابة قضت عليه وجلست الفتاة معهما على الكرسي رغم الإزدحام لتصل بسرعة فائقة إلى بيت والدها.
وصلت الفتاة بأمان إلى والدها وكان الثلاثة قد أعجبوا جدا بها وبجمالها الفتان فشب صراع بينهم.
قال الآتي من أورزوروم :'لولا قدرتي على الإبصار لما وجدتموها لهذا سأتزوجها أنا".
فرد القادم من أفغانستان:'لولا كرسيي لما عادت؛ لهذا فأنا أحق بها".
وظل الآتي من بخارى يردد:'لولا سهمي لما قتل الساحر ولما تحررت ولما عادت لهذا أنا أولى منكما".
لكن الأميرة ردت:'ولو تتوقفون عن ضجيجكم وعتابكم لبعضكم هذا!"
تزوجت الحسناء الذكية من رجل متميز بلطافة بالغة أما الثلاثة فظلوا يتجادلون حول من منهم سيكون الأسـعــد.
النهايـــة