![]() |
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (4)
الإرهاب صناعة صهيونية (4) http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1851.imgcache.jpg بقلم - أوس داوود يعقوب [align=justify] * أبرز المنظمات الإرهابية الصهيونية منذ عشرينات القرن الماضي: - منظمة (الهاجاناه): (الهاجاناه) كلمة عبرية تعني (الدفاع)، وهي منظمة عسكرية صهيونية "استيطانية"، أسست في القدس عام 1920 لتحل محل منظمة (الحارس). ارتبطت (الهاجاناه) في البداية باتحاد العمل ثم بحزب (الماباي) و(الهستدروت). وفي عام 1929، شاركت (الهاجاناه) في قمع انتفاضة العرب الفلسطينيين، وقامت بالهجوم على المساكن والممتلكات العربية ونظمت المسيرات لاستفزاز المواطنين العرب وإرهابهم. كما ساهمت في عمليات "الاستيطان"، وخصوصاً بابتداع أسلوب (السور والبرج) لبناء "المستوطنات" الصهيونية في يوم واحد. وقد مرت العلاقات بين منظمة (الهاجاناه) وسلطات الانتداب البريطانية بالكثير من التوتر، ووصلت الأمور في أحيان كثيرة حد التصادم، والقيام بالعديد من العمليات الإرهابية ضد قوات الاحتلال البريطاني، إلا أنه مع تعيين تشارلز وينجيت ضابطاً للمخابرات البريطانية في فلسطين عام 1936، عادت أجواء التعاون بين منظمة (الهاجاناه) وقوات الاحتلال البريطاني، حيث أشرف وينجيت على تكوين الفرق الليلية الخاصة والسرايا المتحركة، وتنسيق الأنشطة بين المخابرات البريطانية وقسم المخابرات في (الهاجاناه) والمعروف باسم (شاي). وفي الوقت نفسه، تعاونت (الهاجاناه) والقوات البريطانية في تشكيل شرطة حراسة "المستوطنات" اليهودية، وهو الدور الرئيسي الذي لعبته المنظمة منذ تأسيسها، وقد كان معظم أفرادها من أعضاء (الهاجاناه). ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، تفجّر الصراع من جديد فشاركت (الهاجاناه) مع (ليحي) و(إتسل) في عمليات تخريب المنشآت البريطانية ونسف الجسور وخطوط السكك الحديدية وهو ما أطلق عليه (حركة المقاومة العبرية). ومع قيام "الدولة العبرية" كانت منظمة (الهاجاناه) نواة الجيش الصهيوني. - منظمة الإرجون (إتسل): منظمة (إتسل) هي اختصار لـ(المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل) وتعرف أيضاً باسم (الإرجون). وهي منظمة عسكرية صهيونية تأسست في فلسطين عام 1931 من اتحاد أعضاء (الهاجاناه) الذين انشقوا على المنظمة الأم وجماعة مسلحة من (البيتار). وقد بنيت المنظمة على أفكار فلاديمير جابوتنسكي، الداعية إلى ضرورة تجهيز القوة اليهودية المسلحة لإقامة الدولة، وإلى حق كل يهودي في دخول فلسطين. وكان شعار المنظمة عبارة عن يد تمسك بندقية وقد كتب تحتها (هكذا فقط). وفي عام 1937، توصل رئيس (إتسل) آنذاك أبراهام يتهومي إلى اتفاق مع (الهاجاناه) لتوحيد المنظمتين، وأدى ذلك إلى انشقاق في (إتسل) حيث لم يوافق على اقتراح يتهومي سوى أقل من نصف الأعضاء البالغ عددهم 3000، بينما رأت الأغلبية ضرورة الحفاظ على استقلال المنظمة. وفي عام 1940، حدث الانشقاق الثاني بخروج جماعة أبراهام شتيرن التي شكلت فيما بعد منظمة (ليحي) نظراً لاختلافهم بشأن الموقف الواجب اتخاذه من القوى المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث رأى أعضاء (شتيرن) ضرورة تدعيم ألمانيا النازية لتلحق الهزيمة ببريطانيا، ومن ثم يتم التخلص من الانتداب البريطاني على فلسطين ويصبح بالإمكان تأسيس دولة صهيونية، في حين اتجهت المنظمة الأم إلى التعاون مع القوات البريطانية وبخاصة في مجال المخابرات. وكان للعمليات الإرهابية التي قامت بها (إتسل) ضد المزارعين الفلسطينيين دور كبير في إرغام الكثير من هؤلاء المزارعين على مغادرة البلاد. كما لجأت المنظمة إلى الهجوم على السيارات العربية المدنية، ونفذت بالتعاون مع (ليحي) وبمباركة (الهاجاناه) مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 نيسان / نيسان / أبريل 1948. - منظمة (ليحي): منظمة (ليحي) هي اختصار للعبارة العبرية (لوحمي حيروت يسرائيل) أي (المحاربون من أجل حرية إسرائيل)، وهي منظمة عسكرية صهيونية سرية أسسها أبراهام شتيرن عام 1940 بعد انشقاقه هو وعدد من أنصاره عن (إتسل). وقد أطلق المنشقون على أنفسهم في البداية اسم (إرجون تسفاي ليومي بإسرائيل) أي ( المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل)، تمييزاً عن اسم المنظمة الأم، ثم تغيَّر فيما بعد إلى (ليحي). ومنذ عام 1942، أصبحت المنظمة تُعرَف أيضاً باسم مؤسسها شتيرن بعد مقتله على أيدي سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين. وقد تركزت الخلافات التي أدَّت إلى الانشقاق حول الموقف الواجب اتخاذه من القوى المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث اتجهت (إتسل) إلى التعاون مع بريطانيا، بينما طرحت جماعة شتيرن الوقوف إلى جانب ألمانيا النازية للتخلص من الاحتلال البريطاني لفلسطين ومن ثم إقامة الدولة الصهيونية. ورغم أن (ليحي) لم تر هتلر إلا بوصفه قاتل اليهود، إلا أنها بررت لنفسها حسب قول شتيرن (الاستعانة بالجزار الذي شاءت الظروف أن يكون عدواً لعدونا). واعتبرت (ليحي) أن الانضمام لجيش (العدو) البريطاني يُعَدُّ جريمة، وسعت في المقابل للاتفاق مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وإن كان سعيها قد باء بالفشل. ونفذت المنظمة بعض العمليات التخريبية ضد المنشآت البريطانية بالإضافة إلى عمليات السلب كما حدث في عملية السطو على البنك البريطاني الفلسطيني في سبتمبر 1940. ووصل هذا النشاط إلى ذروته باغتيال اللورد البريطاني موين المفوض البريطاني بالقاهرة وقد أدَّى كل هذا إلى صدامات بين (ليحي وإتسل) من ناحية، وبينهما وبين (الهاجاناه) من ناحية أخرى، حيث تعاونت (الهاجاناه) مع السلطات البريطانية في مطاردة أعضاء (ليحي) واعتقالهم. ولإبراز أهدافها وترويج مبادئها، أصدرت المنظمة دوريتين هما: (هافريت) أي (الجبهة)، و(هاماس) أي (العقل)، درجت على توزيعهما في أوساط التجمع "الاستيطاني" الصهيوني وأعضاء (إتسل والبالماخ). كما أصدرت مجلة داخلية سُمِّيت بـ(محتريت) أي (في العمل السري)، واعتمدت أيضاً على الدعاية الإذاعية، وكانت قد استولت عند انشقاقها على جهاز البث التابع لـ(إتسل). والواقع أن مبادئ منظمة (ليحي) كانت أقرب إلى الشعارات الإنشائية منها إلى البرنامج السياسي، فـ(شعب إسرائيل) كما تُعرِّفه هو (شعب مختار، خالق دين الوحدانية، ومُشرِّع أخلاقيات الأنبياء، وحامل حضارات العالم، عظيم في التقاليد والبذل، وفي إرادة الحياة)، أما (الوطن) فهو (أرض يسرائيل في حدودها المفصلة في التوراة من نهر مصر وحتى النهر الكبير نهر الفرات هي أرض الحياة يسكنها بأمان الشعب العبري كله). وقد تمثلت أهداف المنظمة في (إنقاذ البلاد)، وقيام الملكوت (مملكة إسرائيل الثالثة)، و(بعث الأمة)، وذلك عن طريق جَمْع شتات اليهود بأسرهم وذلك بعد أن يتم حل مشكلة السكان الأجانب (أي العرب) بواسطة تَبادُل السكان. وقد تعرضت منظمة (ليحي) لعدة صراعات وهزات داخلية بدأت بعد أشهر من تشكيلها بانسحاب اثنين من أبرز المؤسسين هما هانوخ قلعي وبنيامين زرعوني، وقد انضما إلى (إتسل) ثم انسحبا فيما بعد وسلّما نفسيهما للسلطات البريطانية. وجاءت الأزمة الثانية بعد مقتل شتيرن، إذ ألقت السلطات البريطانية القبض على عشرات من أعضاء المنظمة وحصلت منهم على اعترافات مهمة تتضمن أسماء زملائهم ومخابئ السلاح. وكادت هذه الأزمات أن تؤدي إلى تصفية المنظمة تماماً، إلا أنها استعادت قوتها بانضمام مجموعة من (البيتار) بزعامة يسرائيل شيف عقب هجرتهم من بولندا إلى فلسطين عام 1942، وكذلك بعد نجاح اثنين من قادتها هما إسحاق شامير وإلياهو جلعادي في الهرب من السجن عام 1942، ثم نجاح نيثان فرديمان يلين مور ومعه 19 من قادة (ليحي) في الهرب من السجن أيضاً عام 1943. إلا أن صراعاً نشب من جديد بين شامير وجلعادي بسبب اختلاف الآراء حول توجهات المنظمة، وقد حُسم الصراع لصالح شامير إذ تمكَّن من تدبير مؤامرة لاغتيال منافسه في رمال حولون. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت (ليحي) مع كلٍّ من ( الهاجاناه وإتسل) في العمليات المضادة للسلطات البريطانية ضمن ما سُمِّي (حركة المقاومة العبرية). واستمر نشاط ليحي حتى بعد تَوقُّف الحركة عام 1946. كما شاركت في الهجوم على القرى والممتلكات العربية ونفذت مع (إتسل) وبمباركة (الهاجاناه) مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 نيسان / أبريل 1948. وبعد إعلان قيام الكيان الصهيوني، حُلَّت (ليحي) مع غيرها من المنظمات العسكرية وأُدمجت في جيش الدفاع "الإسرائيلي". ومع هذا، ثارت شكوك قوية حول مسؤوليتها عن اغتيال الوسيط الأممي فولك برنادوت. ومع حل المنظمة، فشلت مساعي تحويلها إلى حزب سياسي. وتقديراً للدور الإرهابي للمنظمة، قررت الحكومة الصهيونية احتساب سنوات الخدمة فيها عند تقدير مكافآت الخدمة والمعاشات للموظفين، كما حصلت أرملة شتيرن على وشاح التكريم الذي أهداه رئيس الكيان الصهيوني زلمان شازار إلى كل المنظمات والمجموعات التي شاركت في جهود تأسيس الكيان. ورغم تباين الآراء حول دور (ليحي)، وما تخلعه بعض الكتابات الصهيونية عليها من أوصاف الخيانة نظراً لموقفها من النازيين، فإن الوقائع التاريخية تؤكد أن المنظمة لم تَحد عن الطريق الصهيوني المعتاد في القيام بدور الأداة لهذه القوة الإمبريالية أو تلك. ولم يكن الأسلوب الانتهازي في التحالف مع الجزار وقفاً على (ليحي) وحدها، والحقيقة أن موقفها في ذلك لا يزيد عن تعاون هرتزل مع الوزير القيصري بليفيه (المسئول عن المجازر ضد اليهود في روسيا القيصرية)، أو اتفاق جابوتنسكي مع بتليورا الأوكراني المعروف بعدائه لليهود إبان الثورة البلشفية، أو عرض حاييم وايزمان التعاون مع إيطاليا الفاشية في مجال الصناعات الكيماوية مقابل تسهيل مرور اللاجئين اليهود عبر الموانئ الإيطالية، أو اتفاقات الوكالة اليهودية مع ألمانيا النازية. - منظمة (إرهاب ضدّ إرهاب) [تي. إن. تي]: تعد منظمة (إرهاب ضد إرهاب) - ومعناها بالعبرية ( تيرور نيفد تيرور)، وقد شهرت باسم [تي. إن. تي]- واحدة من أكثر المنظمات الإرهابية الصهيونية عدوانية وعنصرية وشراسة. تأسست في أيار ( أيار / مايو) عام 1975، تحت زعم التصدي لـ(الإرهاب العربي)، وقد دشنت الإعلان عن وجودها بحرق أتوبيس لنقل الركاب العرب في حي وادي الجوز بالقدس، ثم اتبعتها بإطلاق رسائل تهديد لشخصيات عربية قيادية في الضفة الغربية محذرة بأنها ستقوم بتصفيتهم إذا استمرت عمليات (التخريب) الفلسطينية ضد الصهاينة. وقد تميزت المنظمة كونها شديدة التأثر من الناحية الأيديولوجية بالأفكار والدعوات الفاشية والعنصرية التي تطلقها الحركات الصهيونية المشابهة كحركة (كاخ) وحركة (جوش إيمونيم). وهي وثيقة الارتباط من الناحية التنظيمية بالحركة الأولى وتشير القرائن إلى أن عناصرهم في الغالب من اليهود الأمريكيين الذين تم إعدادهم تنظيمياً وتدريبهم عسكرياً قبل أن يتم شحنهم لأداء مهماتهم في الأرض العربية المحتلة، وقد تم هذا الأمر برعاية الإرهابي مائير كاهانا الذي اعتقل ذات مرة وهو يحمل لافتة كتب عليها أنا أؤيد [T. N. T] ويشير البعض من كوادر هذه المنظمة إليها باعتبارها الجناح السري العسكري الذي يكمل عمل النشاط السياسي العلني لحركة (كاخ) العنصرية الفاشية لمواجهة (الإرهاب)، والمقصود هنا المقاومة الفلسطينية للاحتلال، بإرهاب مثله وقد غمرت الملصقات شوارع الأراضي المحتلة وغطت أبواب محلاتها التجارية ملصقات تتضمن شعار: (العين بالعين والسن بالسن). وأثبتت التحقيقات مع العديد من عناصر هذه المنظمة مسؤوليتها عن العديد من العمليات الإرهابية، كان أهمها محاولة اغتيال رؤساء البلديات العرب الثلاثة بسام الشكعة وكريم خلف وإبراهيم الطويل عام 1980، والانفجار الذي أطاح بمدخل سينما الزهراء في القدس في شباط / فبراير 1982، ووضع عبوات متفجرة في مساجد الخليل في ديسمبر 1983 ووضع متفجرات في أنحاء متعددة بالأراضي المحتلة وغيرها. ويقول آندي جرين عضو المنظمة وأحد صبية حركة (كاخ) وهو شاب يهودي مهووس مولود في أمريكا وتلقى تدريبه العسكري في معسكر للتدريب تابع لرابطة الدفاع اليهودي قبل انتقاله إلى الأراضي المحتلة لكي يمارس مهماته الإرهابية: (ليس للعرب أي حق في الأرض إنها أرضنا على نحو مطلق، لقد ورد هذا في التوراة ذلك أمر لا يمكن الجدال فيه لذلك لست أرى مبرراً في الجلوس والتحدث إلى العرب عن الادعاءات المتعارضة بالحقوق، فالأقوى دوماً يحصل على الأرض)، وهو بناء على تعليمات ألقاها عليه كاهانا، يعتبر الذين يقتلون العرب أبطالاً، وقد شارك مع مجموعات من شباب اليهود الذين انتموا إلى فرع بروكلين من رابطة الدفاع اليهودي في مئات من عمليات إلقاء القنابل والاعتداءات الإرهابية وعمليات الاغتيال للفلسطينيين، وحينما كان مجنداً بجيش العدو الصهيوني هرب أسلحة ومتفجرات إلى تنظيمه، وحاول ذات مرة سرقة دبابة من معسكره لقصف مدينة أريحا في الضفة الغربية، وحينما اعتقل في أعقاب عمليات تدمير واغتيال في الضفة الغربية أخبر جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) بحكايات مرعبة عن أعمال عنف ارتكبت بأسلوب منظمة (الكلوكلوكس كلان) الإرهابية الأمريكية الشهيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. - حركة (جوش إيمونيم): (جوش إيمونيم) ومعناها باللغة العربية (كتلة المؤمنين)، حركة "استيطانية" ذات ديباجات دينية (حلولية عضوية) تطالب بصهيونية الحد الأقصى. وهي لم تتخذ لنفسها إطاراً حزبياً وإنما اختارت لنفسها أن تكون حركة شعبية غير ملتزمة إلا بالحفاظ على (أرض إسرائيل). ورغم توجهها الديني الحلولي الواضح، إلا أن هناك تداخلاً بين الديني والقومي. وقد تأسست الحركة رسمياً في نهاية شتاء 1947 بعد أن تمردت مجموعة من أعضاء حزب (المفدال) على قيادة الحزب بعد أن وافقت على الانضمام إلى حكومة إسحاق رابين الائتلافية. إلا أن تأسيس الحركة الفعلي كان بعد حرب حزيران (حزيران / يونيو) 1967. ومن وجهة نظر حركة (جوش إيمونيم)، يُعَدُّ احتفاظ "الدولة العبرية" بالأراضي المحتلة بعد عام 1967 أمراً ربانياً لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أو العملية أن تلغيه. ورغم أن هذه المنظمة تتحدث عن بعث الحياة اليهودية في كل المجالات ، فإنها ركزت جل نشاطها على عمليات "الاستيطان" وتصعيده حتى لا يكون بالإمكان عودة الضفة الغربية للفلسطينيين، أي أنها تحاول أن تترجم سياسة الوضع القائم الصهيونية إلى وجود مادي صلب من خلال إقامة "المستوطنات". وبعد أن وصل حزب (الليكود) إلى الحكم عام 1977 قدَّمت الجماعة مشروعاً للحكومة لإنشاء 12 "مستوطنة" في الضفة الغربية (كانت حكومة العمال السابقة قد رفضت إنشاءها)، فوافقت الحكومة الجديدة وتم إنشاء "المستوطنات" خلال عام ونصف. ثم قدَّمت الجماعة مشروعاً آخر عام 1978 عبارة عن خطة شاملة "للاستيطان" من خلال إقامة شبكة من "المستوطنات" الحضرية والريفية لتأكيد السيادة الصهيونية على المنطقة. ورغم أن الحكومة لم توافق على الخطة رسمياً، إلا أنه تم تدبير الاعتمادات اللازمة لتنفيذها تدريجياً. ويشرف الجناح "الاستيطاني" للجماعة (أمانا) على تنفيذ هذه المخططات وتتبعها في الوقت الحاضر عشرات "المستوطنات". ومعظم هذه "المستوطنات" من النوع الذي يُسمَّى (مستوطنات الجماعة)، وهي (مستوطنات المنامة) التي يعيش فيها "مستوطنون" يعملون في المدن الكبرى مثل "تل أبيب" والقدس ويقضون ليلهم في "المستوطنات". وكانت حركة (جوش إيمونيم) تتمتع بتأييد قطاعات كبيرة من الرأي العام الصهيوني والأحزاب الصهيونية. وقد أصبح كثير من أعضاء الحركة مديرو مجالس المناطق التي تقدم الخدمات البلدية "للمستوطنين"، وتحصل هذه المجالس على ميزانيتها من وزارة الداخلية. وكان موشيه ليفنجر هو الرئيس الروحي للحركة قد هُمِّش بعد تعيين دانييلا فايس سكرتيرة عمومية للحركة. وتعبِّر الحركة عن أفكارها في مجلة (نيكوداه) العبرية ومجلة (كاونتر بوينت) الإنجليزية. وقد انتهت أنشطة هذه الحركة تقريباً عام 1992 حينما رشح ليفنجر وفايس أنفسهما في الانتخابات البرلمانية ولم يحصلا على الأصوات الكافية ليصبحا أعضاء في الكنيست، كما أدَّى ترشيحهما لأنفسهما إلى فشل حزب (هتحيا) الذي كان يدعم الجماعة هو الآخر في الحصول على أية أصوات. - حركة (أمناء): تعد حركة (أمناء) وليدة اتساع مجال حركة (جوش ايمونيم) وخروجها من حيز منظمة "استيطانية" محدودة النشاط تركز جهودها على مظاهر الاجتماع والتظاهرات السياسية المحدودة وعناصر التأثير الهامشي في المجتمع إلى حركة واسعة المقومات والقدرات تحتوي في إطار جهودها مخططات عملية لإنشاء وتعزيز "المستوطنات" اليهودية على الأراضي المحتلة وفيما يعرف بـ(أرض إسرائيل الكاملة). أنشئت حركة (أمناء) عام 1976 وفي ربيع 1980 حينما كانت حركة (جوش إيمونيم) تمر بأزمة أدت إلى تفرق شمل الشخصيات القيادية فيها، وإزاء تسارع معدلات "الاستيطان" ووتائر تملك الأراضي في المناطق الواقعة تحت السيادة الصهيونية أعلنت (أمناء) أنها هي (جوش إيمونيم) بكل ما تمثله وفي استطاعتها النطق باسمها. واستمرت حركة (أمناء) في العمل من أجل تدعيم حركة (جوش إيمونيم) "الاستيطانية"، وتأثرت سلبياً معدلات حركتها بالانسحاب الصهيوني من مستوطنة (ياميت)، إثر معاهدة السلام مع مصر في نيسان / أبريل 1982 لكن حركة (أمناء) استمرت تدار بواسطة عشرة من الأعضاء المتفرغين الموظفين، ولديها ممثلون منتشرون في أوروبا والولايات المتحدة وميزانيتها تقارب المليوني دولار سنوياً. - حركة (أرض إسرائيل الكاملة): بعد مرور أقل من شهرين على حرب الأيام الستة في آب / أغسطس 1967، وما آلت إليه من نتائج مذهلة على كافة الأصعدة التقى نفر من الكتاب الصهاينة والمثقفين والفنانين والعسكريين وزعماء الكيبوتسات وعدد من الزعماء والشخصيات البارزة الذين لعبوا دوراً ملموساً في الصراع من أجل تكوين (الدولة) وأعلنوا تأسيس حركة (أرض إسرائيل الكاملة) التي جعلت لها هدفاً أساسياً يتمثل في الضغط من أجل الاحتفاظ بكامل الأراضي المحتلة التي سقطت في قبضة الاحتلال إثر حرب الأيام الستة، وبالنسبة لهذه الحركة فإن القضية لم تكن تمثل مجرد سيطرة على أراض جديدة تم احتلالها وإنما اعتبرتها قضية أساسية تتصل بالمصير القومي لليهود، وبالرغم من أن برنامج عملها كان يخلو من العمق الديني ومظاهره إلا أن مؤسسيها نظروا إلى "الاستيطان" العاجل في الأراضي المحتلة والسعي إلى ضمها ضماً مستديماً "للدولة العبرية"، على أنها مسألة لها أولوية مطلقة متذرعين بأن الحكومة الصهيونية لا تملك حق التخلي عن أية أرض كانت تنتمي إلى الشعب اليهودي على مر التاريخ. وقد جمعت بنية حركة (أرض إسرائيل الكاملة) أفراداً من الحركات العمالية والدينية والقومية في إطار واحد وسعت إلى حشد كل ما يمكنها من طاقات حول هدفها الرئيسي وهو على المدى القصير تحقيق "استيطان" زراعي وحضري واسع والدمج الاقتصادي للأراضي وتطبيق (القانون الإسرائيلي) داخل هذه المناطق، وعلى المدى الطويل إنجاز ضم نهائي قانوني ورسمي للأراضي العربية المحتلة في حزيران ( حزيران / حزيران / يونيو) عام 1967. وقد جعل هذا الهدف عدداً من الباحثين ينظرون إلى هذه الجماعات والحركات والمنظمات، على تنوعها، باعتبار أنها أعادت بعث أيديولوجية تقليدية معروفة في تاريخ الصهيونية السياسية هي (الحركة التصحيحية) التي ظلت قناعة ثابتة لدى العديد من الجماعات الصهيونية على الرغم من كونها لم تكن تملك أي مغزى عملي بين عامي ( 1948 و1967). وقد عبرت حركة (أرض إسرائيل الكاملة) عن هذا الموقف في برنامجها السياسي: (أن النصر الذي حققه جيش "إسرائيل" في حرب الأيام الستة قد وضع الشعب والدولة في حقبة جديدة ومصيرية، إن أرض "إسرائيل" كلها هي الآن في أيدي "الشعب اليهودي"، وكما أنه لا يجوز أن نتنازل عن دولة "إسرائيل" كذلك نحن ملزمون بصيانة ما حصلنا عليه من أرض "يسرائيل".. نحن ملزمون بالولاء الكامل للوطن من أجل ماضي شعبنا ومستقبله ولا يحق لأية حكومة "إسرائيلية" أن تتنازل عن هذا الكمال الذي يمثل حق شعبنا الجوهري الثابت منذ بداية تاريخه). وبالرغم من وجود بعض الحاخامات في صفوف الموقعين على البيان التأسيسي لحركة (أرض إسرائيل الكاملة) إلا إن صلب توجهاتها اندرجت تحت لافتة الجناح القومي المتشدد من الصهيونية العلمانية، وهي وإن لم تتجه إلى تشكيل حركة ذات بعد جماهيري أو إنشاء حزب سياسي إلا أنها بلورت نظامها في تشكيل جماعة ضغط قوية تسعى إلى التأثير في سياسة الحكومة بواسطة أشكال الضغط المتعددة كالإعلام والصلات الشخصية بوزراء الحكومة ومسؤوليها. وكان من أهم الشخصيات الفاعلة في حركة (أرض إسرائيل الكاملة) مؤسسها أبراهام يوفي الجنرال السابق في جيش العدو الصهيوني، والذي اعتبر أن جوهر التوراة الذي يجسد إرادة الشعب ويعبر عنها هو الحرب، وهي أداة تحقيق السيادة على (أرض إسرائيل الكاملة). وقد كان عام 1969 ذروة نشاط الحركة، وفيها انتخب عدد من أعضائها في الكنيست ممثلين لأحزابهم الأخرى التي ينتمون إليها، وقد منحهم هذا الوضع قوة نسبية باعتبارها جماعة ضاغطة تؤثر على الحكومة عبر عناصرها في المؤسسة التشريعية، واستمر نشاطها في بداية عقد السبعينيات، وبعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، ومع بروز حركة (جوش إيمونيم) بحركتيها ونطاق عملها الواسع امتصت أعداداً مؤثرة من نشطاء الحركة في سياقها، ومع بداية عام 1977 كانت الحركة قد ذابت داخل جماعة حركة (جوش إيمونيم) فتجمدت أنشطتها وتوقفت صحيفتها (زوت هآرتس) عن الصدور. [/align] (يتبع) |
الساعة الآن 26 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية