منتديات نور الأدب

انكسار

ولكنى لم أدرك أن عتابى لها سوف يثير هذا الغضب,ومجرد أن سمعتُ هذا العتاب اندفع من فمها هذا السيل من الكلمات المصحوبة بالثورة العارمة, والمختلطة بارتجاف القل بوارتعاشات الجسد,وتركت سعاد على كرسيها فى جانب النادى,تخفى خلف دموعها انطفاء بريق الوجه,ذهبت الى حجرتى ,استرخيت قليلا على السرير,فتحت التلفاز ثم اغلقته ,قلبت بعض الكتب الملقاة على الطاولة العريضة بجوار باب الحجرة,لم استطع القراءة,اسندت رأسى قليلا على حافة السرير ,قمت خرجت الى حيث شاطئ البحر ,جلست على صخرة قريبة من الماء,سبحت مع الامواج لعلى اخرج من هذه الحالة,لا أدرى لماذا اغضبتها,كان لابد من أن اخبرها بما سمعته وكان شديدا على نفسى,أحسست برغبة فى العودة ,رجعت إلى حجرتى وانا امنى نفسى بان القى سعاد غدا فى حجرة الدرس فى الجامعة .وأعتذر لها وأبث إليها حديث الحب والغرام,جلست فى حجرة الدرس ووضعت كتبى على المقعد الذى بجوارى لتجلس عليه سعاد عندما تأتى ,أخذت اتأمل الداخلين من الطلاب وأقول لنفسى سوف تدخل الأن ,فجأةدخلت من الباب محلقة طائرة وأخذت تحلق فى غرفة الدرس تجرى يمينا ويسارا ترتفع لاعلى ولاسفل,تجرى هنا وهناك,انصرفت عما حولى وأخذت أتابع حركاتها, حطت فوق الطاولةالتى يجلس إليها الأستاذ الجامعى ليشرح الدرس,اندهشت لجلستها فوق الطاولة يدخل الأستاذ فتصمت القاعة التى كانت تعج بالضجيج ,ولكنها لم تتحرك ,جلس الأستاذ وبدأ يشرح الدرس وأنا اتابع سكونها توقف الأستاذ عن الحديث برهة ونظر إليها ثم عاود الحديث , وهى لم تتحرك ولم تبال بوجود الأستاذ وأنا أحملق فيها مندهشا تمنيت لو اقوم لأمسك بها والقى بها من نافذة الغرفة,لولا خشيتى من الأستاذ,لكنها بدأت تتحرك, فرحت تصورت أنها سوف تغادر الطاولة نظر الاستاذ إليها مرة أخرى, وهم أن يتحرك ناحيتها ثم وقف فجأة وقال :نكمل الدرس غدا ,لم أسمع ماقال الاستاذ فى الدرس أى شئ فقد كنت مشغولا بها , أتابع كل حركاتها وسكناتها,خرج الاستاذ من الحجرة وأسرعت لأمسك بها وعندما دنوت منها طارت الفراشة لتخرج من نافذة الحجرة واكتشفت أن سعاد لم تأت.