![]() |
في حوار مع الأديبة السعودية لميس منصور
[align=justify]في حوار مع الأديبة السعودية لميس منصور :
في أحيان كثيرة لا أجد أفضل من الورق مكاناً لبوحي كانت الكتابة خربشة على الورق ، ثم انتقلت لتكون هاجسا .. عرفت في الصحف والمجلات باسمها المستعار لميس منصور ، مع قلة من عرفوا أن اسمها الحقيقي هو حكيمة الحربي .. كتبت الشعر بداية ، ثم انحازت للقصة والنثر بشكل عام .. تجربتها الإبداعية تستحق التوقف والاطلاع على مساراتها ، فهل يحقق هذا الحوار جزءاً من ذلك ؟؟ ربما .. **ماذا تقول الكاتبة القاصة لميس منصور أو حكيمة الحربي عن النشأة والبدايات ؟؟ **نشأت وسط أسرة محافظة جداً . تلقيت تعليمي ( الابتدائي ـ الإعدادي ـ الثانوي) بالمدينة المنورة ، وهي المدينة التي ولدت فيها . حاصلة على البكالوريوس تخصص ( أدب ولغة) من جامعة الملك عبد العزيز ـ كلية التربية ـ بالمدينة المنورة عام 1993 م . وأعمل منذ سنوات في الحقل التعليمي ((معلمة لغة عربية)) . كنت في بداية طفولتي متنقلة بين مدن المملكة لظروف عمل والدي . وكل مدينة بما بها من سمات خاصة بها ـ عادات . تقاليد . ونمط حياتها يختلف من مدينة إلى أخرى وهذا الجانب أثر في تكويني ووسع مداركي . عشقت الأدب منذ كنت صغيرة ورأيت بداية تفتقه عندما أمسك بالقلم وأبدأ بالخربشة على الورق. وكان الشعر أول من ألقى عليّ حبائله وكتبت أول قصيدة في سن مبكرة ـ سنة ثانية ابتدائي وأرسلتها إلى ( جدي) والد والدي ـ وهو شاعر كبير ـ الذي أطلق علي شاعرة العائلة ثم تطورت الموهبة وبدأت أنشر في الصحف المحلية تحت الاسم المستعار ((زهرة الوادي)) في الوقت نفسه كانت تستهويني القصص والروايات وكنت شغوفة بها حدِ العشق. وحينما التحقت بالجامعة كانت نقطة تحول فاتجهت إلى كتابة القصة والمقالة ووجدت التشجيع من الصحافة وبدأت أنشر تحت الاسم المستعار (( لميس منصور )) ولي مجموعة قصصية بعنوان (( حلم في دوامة الانهزام )) و مجموعة قصصية بعنوان (( نبتة في حقول الصقيع)) ومجموعة نثرية بعنوان (( الرسم .. على جدار الوهم )) . **برأيك إلى أي مدى تؤثر الأسرة على الإبداع ؟؟ **مما لاشك فيه أن للأسرة دوراً كبيراً في حياة المبدع ومسيرته الإبداعية فتهيئة الظروف والمناخ المناسب يعطي دافعاً قوياً للعطاء والاستقرار النفسي والذهني فالحياة الأسرية هي وقود الإبداع وبنفس الوقت تكون أداة لإطفاء جذوة الإبداع . **حياتك ا لخاصة وأثرها على عملك الإبداعي .. هل نستطيع القول إن التأثير كان كبيراً ؟؟ ** لقد كان لحياتي الخاصة تأثير كبير على ما أكتبه بل هي المحرك القوي والدافع الكبير بكل ما تحمله من آلام وآمال وأحلام وتطلعات ولكن هناك بعض التحفظات وخاصة من قبل المرأة الكاتبة فيما تكتبه نظراً لنظرة المجتمع لها وتسليط الضوء الكاشف على ما تكتبه ووضع ألف معنى وتفسير لكل ما تكتبه . **برأسك كيف ينظر الرجل بشكل عام إلى الأنثى المبدعة ؟؟ ** للأسف البعض ينظر للمرأة بعين التقليل وإنها دون الرجل ، حتى وإن بلغت المجد الإبداعي فهو لا يعترف بتفوق المرأة وإن تفوقت . **إلى أي حد أثرت هذه النظرة على إبداعك ؟؟ **أعطتني دافعاً قوياً لإثبات عكس تصوره . **هل تقدمين على الورق احساساتك ومشاعرك إبداعياً بصراحة وبصدق ؟؟ أم أن هناك حاجزاً ما ؟ . **في أحايين كثيرة لا أجد أفضل من الورق مكاناً يستوعب بوحي دون مناقشة ودون مزاحمة .. فهو الرئة التي عن طريقها أتنفس بكل صدق وصراحة . **ذاتك المبدعة متى تكون في أوج عطائها ؟؟ ** حينما تغرد طيور الحب فوق شرفتي .. وحينما تلوح لي نجمة مضيئة بأن الغد آتٍ بما هو جميل .. وأن سحاب الحزن ذاهب لا محالة .. وحينما يلبسني شجن في ليل كئيب أسامر معه وحدتي .. **عند اكتمال العمل الإبداعي ما هو شعورك وموقفك من هذا العمل المنجز؟؟ **شعور ممزوج بالألم والبهجة كما هو شعور الأم حينما ترى وليدها بعد الولادة لحظتها تنسى كل ما عانته طوال حمله . **بمن تأثرت من المبدعين محلياً وعربياً وعالمياً ؟؟ **لم أتأثر بكاتب معين ولكن لا أنكر أن معظم من قرأت لهم كان لهم تأثير على تكويني الأدبي. **ما هو رأيك بالإبداع النسائي على الساحتين المحلية والعربية ؟ **استطاعت المرأة المبدعة أن تحقق وجودها الإبداعي رغم العقبات التي تعترض طريقها . ففي الساحة المحلية برزت أسماء جميلةً في مختلف فنون الأدب بفضل التشجيع الذي تجده المبدعة في الأوساط الأدبية والصحافة المحلية وحققت نتاجا جيدا . **هل حقق الإبداع النسائي حضور ؟؟ ولماذا ؟ ** لم يكن له إلا ذلك الحضور الباهت والسبب تلك النظرة التقليلية التي توصم بها إبداعات المرأة مهما بلغ إبداعها من مستوى . **النقد كيف يتعامل مع إبداعك ومع الإبداع النسائي بشكل عام ؟؟ ** إن النقد غائب تماماً .. وإنني أتساءل أين هو ؟؟ إنني لم أرَ نقداً سوى قراءات انطباعية ذاتية بعيدة عن النقد وأصوله . **هل يعترف المبدع الرجل بأن إبداع الأنثى مساوٍ لإبداعه .. لماذا ؟ ** هل هذا ممكن ؟؟.. يعترف الرجل بأي شيء ومن أجل أي شيء إلا أن يعترف بأن إبداع المرأة مساوٍ لإبداعه لأنه يرى أن المرأة تصلح لأي شيء إلا للإبداع فليس من حقها أن تخوض غماره . **هل حققت جزءاً من طموحك وما هي مشاريع المستقبل ؟ ** لا .. لم أحقق جزءاً من طموحاتي لأنها عملاقة وتحتاج لزمن طويل . أما مشاريع المستقبل فهذه أتركها لوقتها فعندما يبزغ نور الصبح سوف تتكشف . **ما هي العوائق التي تعترض مسيرة الإبداع النسائي برأيك ؟ **هناك عوائق كثيرة سواء ما يخص المبدعة نفسها أو ما يخص إبداعها ويقف حاجزاً في مسيرة إبداعها منها الظروف الاجتماعية والأسرية ووسائل الإعلام لها دور في عدم إيصال صوت المرأة المبدعة إلى الآخرين وأيضاً لعبة التهميش التي يمارسها البعض مما يجعلها منكفئة على ذاتها . **كيف تتعاملين مع الزمان والمكان إبداعياً ؟ وهل يتاح لك الوقت كما الرجل في ممارسة عملية الإبداع ؟ ** الزمان والمكان عاملان لا يمكن إغفالهما في العملية الإبداعية وهما بمثابة الضوء الإشعاعي الذي يطوقني ويوحي لي حينما تتلبسني حالة الكتابة . شيء طبيعي أن المرأة لا تجد متسعاً من الوقت لممارسة العملية الإبداعية كما هو متاح للرجل لأن هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقها وأهمها المسؤولية الأسرية . ** هل يصل إبداعك للناص ؟ ما هو رأيهم كمتلقين ؟؟ ** نعم يصل إبداعي إلى الناس وقد حقق رضاهم لأنه يتحدث عن همومهم ومشاكلهم . ** ليتك تضيئين منطقة إبداعية لم نطرح سؤالاً حولها ؟ ** إن كان هناك ما هو جدير بالحديث عنه أو الإشارة إليه .. هو أننا في الوطن العربي يجهل بعضنا بعضاً، ففي كل بلد من البلدان العربية مبدعات ، أسماء جميلة بارزة لا يكاد اسمها وإبداعها يتعدى حدود وطنها فلا أدري على من نلقي باللائمة .. على أنفسنا أم على من ..؟؟[/align] |
الساعة الآن 07 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية