![]() |
حكايات الليل والنهار {أهل الليل}الفصل الثاني 2
[SIZE="7"]["]أهل الليل الفصل الثاني
هؤلاء على النقيض تماما من خفافيش الليل الذين يخشون الوحدة يعيشون في اسراب يتخيرون من الاماكن اشدها ظلمة وابعدها عن اعين الناس حياتهم في المقلوب حتى نومهم ليس كنوم البشر انهم يخشون البشر مع انهم يتخذون أكباد الكهوف الموحشة مساكن لهم هناك في اعالي قمم الجبال الوعرة حيث لا سبيل لنور الشمس ان تدخلها فالظلام حالك اذا اخرجت يدك لم تكد تراها .. ظلمات بعضها فوق بعض الا انهم اذا ناموا يغطون وجوههم لا خشية ان يراهم الناس بل خشية ان يرى بعضهم بعضا على حقيقتهم البشعة عجيب امرهم .. أإلى هذا الحد يخافون يخافون كل شيء يخافون من بعضهم البعض حتى انفسهم يخافون النور استغرب كيف يخافهم الناس وقد استولى السواد على تفاصيل حياتهم قلوبهم سوداء وجوههم سوداء مساكنهم سوداء نواياهم سوداء لا عجب انهم يخشون النور الى هذا الحد لان النور يجلي حقيقتهم المخيفه التي ترعبهم الم يأنن لأحد ان يفهم أنه إذا أمسك بقبس من نور ولوح به في وجوههم فرق جمعهم وشتت شملهم الذي لم يلتم أصلآ {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} فلو سلط عليهم شعاعا من نور لاحرق اجسادهم ولكشف معالم القبح في وجوههم ولذابوا كما يذوب الماء بالملح الا ترى مصاصي الدمآء في الحكايات والروايات الغربيه لا يخرجون الا ليلا يشربون دمآء البشر فهي غذاؤهم الذي يحييهم لان دماءهم نجسة ملوثه مترعة بالسموم والجراثيم ومن يشربون دمه فاما ان يصبح واحدا منهم واما ان يموت وعدوهم الوحيد هو النور فاذا ما اشرقت عليهم الشمس احترقوا لا ارى الكاتب الا مستوحيا هذه الحكايات من ارض الواقع حتى انه جعلهم يبدون كالبشر يتكلمون كما يتكلم البشر لكنهم ليسوا من البشر وجعل عدوهم الشمس والنور فمن يا ترى سوف يستجمع جرأته ويتقدم من بين البشر ليحمل مشعل النور ويشهره في وجوه هاؤلاء حتما عليه ان يكون شجاعا ويمسك بهذا القبس بكل ما آتاه الله من قوة ويحكم قبضته لأنهم إذا ما رأوا شعلة في فتيل من قنديل بال قديم بالكاد يتمالك نفسه رفرفوا باجنحة الفوضى العارمه ليخلقوا زوبعة او اعصارا من غضب يجهزون به على ما تبقى من فتيل متآكل أصلا يغتالونه قبل ان يتمكن ولا يكتفون بإطفاء الشعلة التي تشبثت بطرف الفتيل بل يكسرون القنديل ربما لا يخيفهم الفتيل ولا حامل القنديل فان ضرره يبقى محدودا انما يخيفهم ان يسرج هذا الفتيل قناديلا اخرى فتجتمع عليهم لتشكل تهديدا حقيقيا فتهلكهم واتخذوا خطوات وقائيه ففرقوا الناس وحرموا عليهم كل اجتماع وزرعوا بينهم بذور الفتنة خلايا سرطانية تستولي على أجهزة المناعة في ضمائر البشر فتمرضها وتصيب شريان الامل بالشلل والبسوهم لباس الورع والتقوى حتى اصبحوا يحكمونهم بتعاليم شيطانيه صادرة من المجلس الاعلى لخفافيش الظلام وبلغ بهم الخبث مبلغا ان بادروا بحمل مشاعل النور الزائف حتى اذا ما اتاه احد كان سرابا يحسبه الظمآن مآءا يزيده عطشاً يستنزف طاقته ثم تصطاده كما تصطاد النار البعوض يظنها أمانا يصطليها حتى ظهر الفساد في البر والبحر ولم يسلم منهم المآء ولا الهوآء ولا حتى النهر استولوا على ظاهر الارض وباطنها على كل متحرك فيها وساكن أغلقوا كل باب وظنوا انهم قطعوا عنهم الاسباب الا باب السمآء تحرسه الشمس التي لا يطيقونها تشرق كل صباح تعرض بضاعتها التي لا تنفذ ابدا في سوق انفض اهله عنه فيه متجر واحد لمن يريد ان يبيع فليس هناك من يشتري يبيعون بابخث الاثمان بضاعة لا تقدر بثمن يبيعون نفوسهم وضمائرهم واستبدلوا قلوبهم بحجارة اثقلت صدورهم واعجزتهم عن الحركة ونور الشمس مع انه بالمجان الا انه لا يباع بل يهب لكل من اشترى نفسه وليس هناك وعآء يستوعب نور الشمس الا وعآء القلوب وكل الناس قد باعت قلوبها الا قليل ممن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد لانه اذا لم يبع .. خشي على نفسه الفقر والجوع فرضي بالعار الذي لا تغسله الدموع وحرم نور الشمس فاظلم نهاره واستضاء بالشموع عوضاً عن القلب المخلوع شموع حيكت السنتها من دخان مصنوع لا يسمن ولا يغني من جوع فبئس الصانع والمصنوع [color="red "][أما اصحاب الضمآئر الحية والنفوس الابيه والقلوب العامرة بنور الشمس الزكية[/color] فقد تسربلوا الصمت واحجموا عن الكلام خشية ان يفضح امرهم إذا ما نطقوا يمشون بين الناس خلالا يتجنبون العراء وأستبدلوا بمواطن الشمس ظلالا كأنهم يسبحون في الفضآء كأنهم الصحرآء لا شجر فيها ولا ماء .. قفارا كأن غيض الماء يجري في بطن الارض انهارا كانهم أللؤلؤ والمرجان .. هجر الشطآن وسكن البحار يرتحلون حيث يرتحل النور ولو تباعدت الاسفار حتى لو أضطرهم ذلك الى هجر الاوطان ومفارقة الديار ولان ليس للنور الا اوعية القلوب الطاهرة لتحمله خففوا الاحمال والقوا عن اكتافهم ألأثقال تواضعوا في طموحاتهم وغطوا امانيهم بالشال لا يحدثون انفسهم بما أشربت قلوبهم من نور الا هناك خلف ستار الليل يتهيأون للقائها بشوق كلما اوشكت الشمس على المغيب يودعونها وداع الولهان كاما لم يودع أدهى العشاق أغلى حبيب يقفون وقفة تامل خاشعي الابصار يراقبون الشمس بينما هي تغيب كانهم يوصونها بمشرق جديد يحملونها التحية والسلام والاشواق الحارة الي احبتهم في الشطر الاخر من العالم فتتبسم لهم الشمس راسمة لوحة حزينة بريشة الشفق الاحمر تنساب بين ضلوع الغيب بخطوات مثقلة كانها تتراجع ووجهها مطل عليهم لا تصرفه كانها تواسيهم وتوصيهم بالثبات والصبر وعلى ان لا يفرطوا بما استودعتهم من امانة ثم تسدل الستار برفق لتختفي شيئا فشيئا حتى تغيب غابت شمسهم التي كانت في الحقيقة تسترهم بينما هم يتزودون من نورها فاذا ما غابت لمعت نجومهم وانار بدرهم تماما كما تسطع النجوم مزينة السمآء وظهر البدر بقمة الروعة والصفآء قد استمدوا نورهم من نور الشمس و من البدر ليبعث الامل وليؤكد استمرارية الحياة ومن النجوم ليزينوا السمآء ويعلنو البقآء وليرشدوا كل ضال الى سبيل السواء بانهم وجود واحياء وبانهم للنور اوليآء ذلك بانهم حبن لا يظهرون بحضور الشمس لا يعني انهم غيرموجودون انما حملهم على ذلك الاخلاص والوفاء هؤلاء هم اهل الليل الصافي الذين جعلو قلوبهم اوعية وقناديل ارواحهم الشعلة ونفوسهم الفتيل وما ان ينزوي النهار ويغيب نور الشمس حتى يبدا ليلهم ويظهر نورهم |
رد: حكايات الليل والنهار {أهل الليل}الفصل الثاني 2
الأخ العزيز طارق .. حياك الله .
حسبت ألف حسابك لغيابك وانتظرت أن تعود بهذا الكم الزاخر من الكلمات المشكلة للجزء الثاني من حكايات الليل و النهار .. و الحقيقة أنني لا أستطيع إخفاء شعوري بالاستمتاع بما تحويه هذه المقطوعة من دلالات ومغزى ، وبما تبثه في النفس من طمأنينة تبدد كل يأس و قنوط .. الرائع في نصك أخي هو ذاك الاقتباس من كتاب الله تعالى ، وهذا ما أضفى على الرواية سحرا و بهاء .. ملاحظتي هنا سوف تقتصر على ما أوردته في البداية من توضيح حول الفرق بين الجزء الأول و الثاني و الثالث : أهل الليل الفصل الثاني في الفصل الاول كان التركيز على معد من معادن الناس الذين خبثت نفوسهم واستمكن الشر من قلوبهم وفي هذا الفصل كان التركيز على النور الذي يخيفهم وانما يعرف الحق بضده فاخذت استرسل في وصف الفارق بين النور والظلام حتى انتهي بموقف اهل الحق من هذا النور ليكون الفصل الثالث الذي يتبع ان شآء الله تصليت الضوء على ليل هاؤلاء حتى تنتهي الحكاية في فصل رابع يكون فيها يوم الفصل بين الخير والشر في معركة حاسمة تستعر بين النور والظلام اترككم مع تفاصيل حكايات الليل والنهار في رأيي المتواضع ، كان يمكن الاستغناء عن هذا التوضيح و ترك القارئ يستشف لوحده ما يراه شخصيا .. لأن كل قارئ سوف يرى الرواية من زاويته الخاصة .. هي فقط وجهة نظر شخصية .. ويبقى أن أقول إنني أستمتع بما تكتبه أخي طارق .. مزيدا من الإبداع و الله الموفق . |
رد: حكايات الليل والنهار {أهل الليل}الفصل الثاني 2
شكرا لك استاذي الفاضل رشيد الميموني سعدت بزيارتك وتشرفت بطلتك البهيه اما غيابي فكان رغما عني لم استطع دخول الموقع كلما حاولت لم يجد الباحث العنوان او كتب العنوان الذي تبحث عنه غير موجود وليست هذه المرة الاولى لا اعرف ما السبب على كل اشكرك على متابعتك وها انا قد اخذت ملاحظاتك على محمل الجد الم اقل لك اني تلميذ لك وليس تواضعا والله انما هي الحقيقة واذا كانت لديك اي ملاحظات تخص تتمة الروايه او تضفي عليها معلما ادبيا بالتاكيد سوف يسرني ذلك ابعثها على الخاص للحفاظ على عنصر الفاجاه ثم اني قد محوت المقدمه ولو رايت ان تمحوها انت ايضا فالامر يرجع اليك اكرر شكري وامتناني تلميذك طارق الوهباني |
رد: حكايات الليل والنهار {أهل الليل}الفصل الثاني 2
العفو أخي طارق .. ما نحن إلا تلامذة نستفيد من بعضنا البعض .. أنا يشرفني أن تتقبل مني هذه الملاحظات ولست أدعي النقد و الضلوع فيه .. ويسعدني جدا هذا التواصل الحميمي من جانبك .. و أتمنى أن يستمر هذا التجاوب خدمة للغتنا و أدبنا ..
تحية لقلبك الطيب النبيل .. ولك مني كل المحبة و التقدير . |
الساعة الآن 01 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية